الإلمام بمقاصد استقبال شهر الصيام ........................... جمعها: خالد القاضي
الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي جعل لخلق الإنسان حكمًا وغايات، فلم يخلقهم عبثًا، فقال: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56]، وشرع لتحقيق هذه الغايات العبادات كلها؛ من صلاة وصوم.. لحكم وغايات، سواء أدركها العقل أم لم يدركها.
لاشك أن استقبال شهر رمضان أمر يفرح كل المسلمين، ولابد له من استعداد، فهو شهر المغفرة والرحمة والعتق من النار )قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون(.
فالبداية لابد أن تكون بتجريد الإخلاص لله وحده قال تعالى : "وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ " البينة:5
قال الإمام أحمد: لا رياء في الصوم، فلا يدخله الرياء في فعله، من صفى صفى له، ومن كَدَّر كدر عليه، ومن أحسن في ليله كوفئ في نهاره، ومن أحسن في نهاره كوفئ في ليله، وإنما يُكال للعبد كما كال..
و عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "...يَتْرُكُ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ وَشَهْوَتَهُ مِنْ أَجْلِى ، الصِّيَامُ لي ، وَأَنَا أَجْزِى بِهِ ... " رواه البخاري .
و يقول ابن القيم: " العمل بغير إخلاص ولا اقتداء كالمسافر يملأ جرابه رملاً يثقله ولا ينفعه ! " .
ولابد لتحقيق الاخلاص من التفكر والتدبر لمعرفة حكمة الله وتعظيمه ﴿ أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ ﴾ [الغاشية: 17
ومن ثم تحقيق العبودية الكاملة لله عز وجل قال تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56].
ومقاصد الشريعة في الحقيقة مهمة جداً لكل مسلم؛ لأنها ليست مجرد متعة معرفية، وليست مجرد تعمق في المعاني والمرامي، بل إن لها أثراً عملياً، وفائدة في الواقع.
فيقول ابن القيم رحمه الله: "ولله سبحانه في كل صنع من صنائعه وأمر من شرائعه حكمة باهرة، وآية ظاهرة، تدل على وحدانيته. وحكمته لا تنكرها إلا العقول السخيفة، ولا تنبو عنها إلا الفطر المنكوسة". مفتاح دار السعادة: 2/66.
وقال الشاطبي رحمه الله: "المقاصد أرواح الأعمال". الموافقات: 3/44.
فالعمل بلا روح عمل ميت بالابتداء فكيف به انتهاء.
وإذا كان المقصد التعبدي هو المبتغى الأصل من تشريع الصيام، فإن للشارع منه أيضا مقاصد أخرى خادمة وتابعة للمقصد الأول.
ويمكن تقسيم مقاصد رمضان التعبدية لأقسام لتسهيل الفهم
1- مقصد تعبدي بحت
2- مقصد تربوي
3- مقصد اجتماعي
4- مقصد سياسي