تُعدّ دراسة الشخصيات من المواضيع التي اهتمت بها العلوم القديمة والحديثة كعلم النفس، وبالرغم من تعدد الحضارات، والثقافات، والديانات، والعادات، وأساليب التنشئة الأسرية؛ فإنّ هناك ملامح عامة تحدّد نمط الشخصية، وهي على ارتباط وثيقٍ بجميع مراحل الإنسان الحياتية، فالشخصية هي نتاج تجارب، ومواقف، وأحداثٍ، وتصرفاتٍ عدة تبلورت عبر فترةٍ زمنيةٍ لتشكّل شخصية الفرد، ولكلٍّ منها أساليب وطرق فعّالة للتعامل معها. يعتبر الأفراد لكل منهم شخصية ونمط مختلف عن غيره، ولكل منهم أسلوبه في التعامل مع الآخرين، فهذا يبتعد عن مواجهة الآخرين خوفًا من الانتقادات المتوقعة، وهذا يستعطف الآخرين بالمبالغة في إظهار المعاناة، وهذا يلقي بأخطائه على الآخرين...إلخ، وقد تحدث مشكلة من أحد الأفراد أو سلوكًا غريبًا، فنستغرب هذه التصرفات، وربما نتعامل معها بأسلوبٍ خاطئ، فيوجد لكل الشخصيات أنماط وصفات، فلابد من التعرف على كافة الأنماط ومعرفة كيفية التعامل معها لتحديد الأنماط الشخصيّة بشكلٍ أساسي تبعًا للسلوكيّات الّتي يقوم بها الأفراد إلى جانب مجموعة الأفكار والعواطف الّتي يُظهرونها، والّتي تُتيح الفرصة للقدرة على فهم سلوكيّاتهم والتنبّؤ بالسّلوكيات المُستقبليّة لهم، ومن جهةٍ أخرى؛ فإن الأنماط الشخصيّة قد تكون نتيجةً لتأثير مجموعة من العوامل منها العامل الجيني للفرد، أو تتأثّر بشكلٍ ما بطريقة تنشئة وتربية الأهل لأبنائهم، دون الإغفال عن أثر البيئة المُحيطة بالفرد في ذلك، أو الثّقافة الّتي يتربّى عليه، ولذلك؛ كانت هناك حاجة ماسة لعمل هذا البرنامج لمعرفة أنماط الشخصية وكيفية التعامل معها.