حول اللغة
(من كتاب أسس وقواعد صنعة الترجمة)
تأليف
حسام الدين مصطفى
استشاري وخبير الترجمة
رئيس جمعية المترجمين واللغويين المصريين
رئيس المجلس التأسيسي للرابطة المصرية للمترجمين- المركز القومي للترجمة
عضو شعبة الترجمة باتحاد كتاب مصر
حـــــــول اللغـــــــــة
أصل اللغة
الإنسان واللغة
مراحل اكتساب اللغة
العوامل المؤثرة في النمو اللغوي
وظيفة اللغة ودورها
تعريف اللغة
المستويات اللغوية
خصائص اللغة
اللغة المنطوقة واللغة المكتوبة
اللغة الفصيحة واللغة العامية
الفرق بين الفصحى و العامية
الفرق بين اللغة واللهجة
المستويات اللغوية و المترجم
كيف يطور المترجم مستواه اللغوي؟
2. املدرسة العربية للرتمجة
Arab School of Translation
حول اللغة
(من كتاب أسس وقواعد صنعة الترجمة)
تأليف
حسام الدين مصطفى
استشاري وخبير الترجمة
رئيس جمعية املترجمين واللغويين املصريين
رئيس املجلس التأسيس ي للرابطة املصرية للمترجمين- املركز القومي للترجمة
عضو شعبة الترجمة باتحاد كتاب مصر
4. املدرسة العربية للرتمجة
Arab School of Translation
املحتويات
ح ـ ــول اللغ ـ ـ ــة
أصل اللغة
إلانسان واللغة
مراحل اكتساب اللغة
العوامل املؤثرة في النمو اللغوي
وظيفة اللغة ودورها
تعريف اللغة
املستويات اللغوية
خصائص اللغة
اللغة املنطوقة واللغة املكتوبة
اللغة الفصيحة واللغة العامية
الفرق بين الفصحى و العامية
الفرق بين اللغة واللهجة
املستويات اللغوية و املترجم
كيف يطور املترجم مستواه اللغوي؟
5. املدرسة العربية للرتمجة
Arab School of Translation
حـــــــول اللغـــــــــة
الترجمة عملية ال تتحقق إال بوجود اللغة... ولوال اللغة ملا ظهرت الترجمة، لذا فإن هناك ثمة رابط
جوهري بين اللغة والترجمة، وال عجب أن نجد الترجمة تتأثر بالظواهر اللغوية، وعلوم اللغة وقواعدها، بل
وتقوم على أسسها،واللغة سلوك إنساني يعتمد عليها البشر بصورة أساسية للتواصل فيما بينهم، وهي نشاط
يقوم على عالقة تشاركية بين (مرسل) و(مستقبل)، حتى وإن كان املرء يتحدث إلى نفسه، فإنه يقوم بالدورين
ً
معا، ويتم التفاعل بينه وبين ذاته، كما لو كان هناك شخص ثان يتحدث معه أو إليه، واللغة تحتاج إلى بيئة
تنتقل فيها، أو نمط تعبيري يمكن من خالله توصيل الرسالة، ونقلها بين (املرسل) و (املستقبل)، وهذا الوسط
ً
ً
الذي يتم نقل الرسالة خالله، وقد يكون هذا الوسط صوتيا إذا كانت اللغة منطوقة، أو مرئيا إذا كانت اللغة
مكتوبة، وبالتالي فإن مادة اللغة إما صوتية أو خطية، وهذه املواد هي التي تكون الوحدات اللغوية (سواء كانت
صوتية في اللغة املنطوقة أو شكلية في اللغة املكتوبة)، ويربط بين هذه الوحدات العالقات اللغوية النحوية
والبنائية.
دار الكثير من الجدل حول تعريف (اللغة)، وظهرت تعريفات عديدة تناولت مفهوم (اللغة) وفق العلوم
املختلفة التي ربطها العلماء بعلوم اللغة، ومن بين هذه التعريفات ما يشير إلى أن اللغة هي نظام استجابات
ً
يساعد الفرد على الاتصال بغيره، فوظيفة اللغة هي تحقيق التواصل، وهناك أيضا من عرفها بأنها مجموعة من
رموز تشير إلى معان معينة، وهي مهارة مقصورة على البشر، وتقسم اللغة إلى صنفين هما: اللغة املنطوقة،
واللغة غير املنطوقة، واللغة عبارة عن أصوات ورموز تجتمع في شكل ألفاظ وجمل تنتظم في تراكيب لغوية
محددة لتعطي معنى معينا، ويرى بعض العلماء أن اللغة قدرة ذهنية تتكون من مجموع املعارف اللغوية التي
ً
يكتسبها الفرد، واللغة مكتسبة، وال يولد بها املرء بل يكتسبها بصورة فطرية، وهناك أيضا من عرفها على أنها
مجموعة من الرموز الصوتية املنطوقة واملكتوبة التي تخضع لنظام لغوي معين وتستخدم في التعبير عن
الحاجات البشرية ويتحقق بها الاتصال، وأشار بعض العلماء إلى ما اصطلحوا على تسميته (اللغة الطبيعية)،
موضحين أنها نظام يقوم على عالمات مميزة تجعله يختلف عن لغة الحيوان، وإلاشارة، ولغة الصم والبكم،
ولغة ألالوان، وأهم ما يميز اللغة إلانسانية استخدامها لنقل املعلومات وإلابالغ، لذا فهناك حاجة دائمة إلى
َ
مخاطب – بكسر الطاء-، ومخاطب –بفتح الطاء-، ونظام رمزي وسياق للخطاب، وتمتاز اللغة إلانسانية بأنها
ِ
عالمات تدل على دالالت معجمية ونحوية، بمعنى أننا حين نقول (يذاكر) فإن هذه الكلمة تحمل دالالت
معجمية في مادة (ذ.ك.ر)، كما أن حرف (الياء) في بدايتها عكس دالالت زمنية تشير إلى الفعل املضارع.
6. املدرسة العربية للرتمجة
Arab School of Translation
ً
ولم يتفق علماء اللغة على تعريف واحد للغة ! وذلك نظرا الرتباط علم اللغة بعلوم عدة، منها علم
النفس، وعلم الاجتماع، وعلم املنطق، والفلسفة، وغيرها، فكان كل عالم ينظر إلى اللغة من زاوية العلم الذي
يعمل في ميدانه، ولعل من أشمل تعريفاتها التعريف القائل: "اللغة ظاهرة سيكولوجية - نفسية - اجتماعية
ثقافية مكتسبة، تتألف من مجموعة رموز صوتية لغوية، اكتسبت عن طريق الاختبار، ومعاني مقررة في الذهن
ً
ً
، وبهذا النظام الرمزي الصوتي تستطيع جماعة ما أن تتفاهم وتتفاعل "، ومن التعريفات التي القت نصيبا كبيرا
من إلاجماع ما يشير إلى أن اللغة هي: ( نظام من العالمات املتواضع عليها اعتباطا التي تتسم بقبولها للتجزئة،
ويتخذها الفرد عادة وسيلة للتعبير عن أغراضه، ولتحقيق الاتصال باآلخرين، وذلك من خالل الكالم، والكتابة)
ال شك أن لغة البشر املنطوقة تختلف عن لغات الحيوانات، والنظم العالمية مثل لغات إلاشارة
الجسمية، ولغة الصم، والبكم، ولغة املرور، واللغة في أصلها يمكن تصنيفها إلى اللغة الفطرية التي يولد بها
إلانسان، وهذه فطرة يمتاز بها إلانسان، و لغة أخرى مكتسبة نسميها (اللغات املعينة) تشكل ما نعرفه من لغات
ً
ينطق بها إلانسان كالعربية، وإلانجليزية، والفرنسية، وتتقاسم لغات إلانسان رغم تعددها عددا من السمات
الرئيسية للغة البشرية، وأهم هذه السمات أنها عالمات يشار بها من خالل لفظ معين إلى معنى معين، و ليس
ً
بالضرورة أن نجد سببا الستخدام صوت معين، أو كلمة معينة للداللة على معنى محدد مثل استخدام لفظ
(يفرح) للتعبير عن السعادة والحبور، وليس هناك ثمة قاعدة في أي لغة الختيار النسق الصوتي ألي كلمة من
كلماتها وفق ما تدل عليه هذه الكلمة من معنى، وباملثل لفظ ) ( Boyفي إلانجليزية ال نجد ثمة سبب الختيار هذه
ألاحرف دون غيرها، أو مزج هذه ألاصوات مع بعضها كي نفهم أن هذا اللفظ يرتبط بمعنى الغالم أو الصبي.
مما سبق نتوصل إلى أن اللغة هي أداة للتعبير عن ألافكار واملشاعر، وهي وسيلة للتواصل والتفاهم بين
بني البشر، وهذا التواصل يأتي على مستوين ألاول بين املرء وذاته بحيث يعبر إلانسان عن مكنون صدره، وما
يدور في ذهنه من أفكار من خالل ألفاظ لها دالالت يصوغها عقله، وال تنطقها شفتاه، ولكنها تتبع نفس النسق،
وكأنما يتحدث املرء إلى شخص آخر. أما املستوى الثاني فهو مستوى التواصل الخارجي مع آلاخرين سواء كانوا
ً
أفرادا أو جماعات، وهذا يستوجب استخدام صيغ لغوية مفهومة، ولها معانيها ودالالتها عند املتلقي، وهو ما
نسميه بالكالم، والكالم في أي لغة يتكون من وحدات هي الكلمات، التي تتراص إلى جوار بعضها وفق نسق تركيبي
ً
محدد، وتتخذ أشكاال صرفية ونحوية وفق قواعد كل لغة...
7. املدرسة العربية للرتمجة
Arab School of Translation
أصل اللغة:
إن مفهوم اللغة مفهوم شامل واسع تتخطى حدوده التعامل مع اللغة املنطوقة امللفوظة إلى اللغة
املكتوبة، وإلاشارات، وإلايماءات والحركات والسلوكيات املصاحبة للكالم، ويرى علماء اللغة أن نشأة اللغة إما
إلهية من خالل وحي هللا آلدم، أو أنها اصطالحية من صنع إلانسان أو أنها محاكاة ألصوات الطبيعة، وأن اللغة
كانت في بداياتها إيماءات وإشارات ثم ارتقت إلى مقاطع صوتية بادئة بمرحلة الصراخ، ثم مرحلة املد منتهية
ً
بمرحلة املقاطع إلى أن بلغت أشكالها املعقدة التي هي عليها حاليا .
ترجع اللغة في أصلها إلى أصوات وإشارات لم يتم إنتاجها وفق معايير محددة تتفق ومدلوالتها، فليس
هناك سبب محدد إلطالق كلمة (ماء) على املاء، وال رابط منطقي بين شكل أو تكوين أو خصائص املاء تجعلنا
ً
نربط منطقيا بين اختيار هذه الكلمة دون غيرها لتدل على املاء، ولكن التعارف بين أبناء العربية على مدلول هذا
اللفظ هو ما يجعلنا نستحضر مفهوم وداللة لفظ (املاء) عند ذكره، لذا فإن اللغة الطبيعية تختلف عن اللغة
الرمزية، وذلك ألن الرمز يتحدد وفق مفهوم مسبق، ثم يستخدم الرمز لإلشارة إلى هذا املفهوم، مثل رمز
(املظروف) الذي يشير إلى مكتب البريد، واللغة عبارة عن نظام صوتي وتركيبي ترتبط مكوناته بعالقات
استبدالية وترابطية..
يتبنى غالبية علماء الغرب نظرية "جان جاك روسو " في أصل اللغة بأنها هبة إلهية، وأن هللا قد علمها
آلدم، وكان آدم يتحدث بها، وهذا ما عرف في النظريات اللغوية بنظرية " ألاصل إلالهي للغة"، إال أن هناك من
ً
انتقد هذه النظرية انطالقا من أن اللغة البشرية يعتريها الكثير من العيوب، وبالتالي ال يمكن أن يكون مصدرها
ً
إلهيا!! ، وبرغم أن الرأي القاطع أن أصل اللغة إلهي وفق ما ذكره هللا عز وجل في القرآن الكريم، لكن ذلك لم
يمنع من أن يتسلل إليها بعض العيب أثناء قيام إلانسان بتطويرها، ويؤكد علماء اللغات أن اللغات جميعها
نبعت من لغة واحدة، ثم تطورت وفق بيئات وأفكار نتجت عن طبيعة مجتمعات بعينها، فأدى التطور إلى
اختالف ألالسن، ويثبت لنا التشابه بين كثير من اللغات أن أصلها واحد، كذلك فثابت أن إلانسان بدأ حياته
على ألارض وهو يتكلم ويعرف مسميات ألاشياء، لكن اللغة ألاولى تنامت ليخرج منها لغات عديدة بعضها اندثر
ً
ومات، وبعضها ال يزال باقيا يتحدثه البشر في عاملنا املعاصر، وقد تناولت العديد من النظريات أصل ونشأة
اللغات، وانقسم العلماء في هذا املجال إلى فريقين رئيسيين: فريق يرى أن اللغة منحة إلهية وخاصية يمتاز بها
إلانسان عن باقي املخلوقات، وفريق آخر يرجع نشأة اللغة وأصولها إلى عدد من النظريات أهمها:
8. املدرسة العربية للرتمجة
Arab School of Translation
نظرية املحاكاة: اصل اللغة هو محاكاة ألاصوات التي خبرها إلانسان عند تعامله مع الطبيعة، لكنها ال تفسر
إنتاج الكلمات التي تختلف عن أصوات الطبيعة.
نظرية إلاشارات الصوتية: استخدم إلانسان ألاصوات لدعم حركاته إلاشارية ألعضاء جسمه خاصة اليدين،
فظهرت أصوات مصاحبة لإلشارات التي يقوم بها.
ً
نظرية-ألاصوات التعجبية-العاطفية: أول الكلمات التي نطق بها إلانسان كانت أصواتا تعجبية عاطفية، لكن
ذلك ال يفسر لنا وجود الكلمات غير التعجبية!!.
نظرية الاستجابة الصوتية العضلية: حركة عضالت أعضاء الكالم هي املولدة لألصوات التي ينطق بها إلانسان،
لكن هناك بعض الحركات العضلية التي تؤدي إلى إصدار أصوات ال يمكن اعتبارها
كلمات بل تظل مجرد أصوات.
النظرية-التلقائية: مشاعر إلانسان وعواطفه تدفعه إلى القيام بإشارات معينة وأصوات معينة، ونتيجة لتكرار
نفس إلاشارات وألاصوات وفق نفس الحاالت الشعورية تكونت داللتها اللغوية.
نظرية-العقد الاجتماعي: حاجة إلانسان للتواصل مع غيره هي التي أدت إلى إيجاد اللغة.
نظرية الجرس الصوتي: التي وضعها (ماكس ميلر) وتشير إلى أن جرس الكلمة يدل على معناها.
إلانسان واللغة:
ويمكننا أن نقسم تاريخ عالقة إلانسان باللغة إلى مرحلتين أساسيتين:
املرحلة ألاولى: مرحلة اختراع اللغة، وهي مرحلة طويلة معقدة يرى البعض أنها بدأت من لحظة أن
وطأت قدم إلانسان ظهر ألارض، لكن الثابت أن هللا عز وجل قد علم آدم ألاسماء كلها قبل أن يهبط إلى
ألارض، وتتسم هذه املرحلة بعموم اللغة، وعدم حصرها في بيئات أو مجتمعات معينة.
املرحلة الثانية: مرحلة تلقي اللغة وتداولها بين أفراد مجتمع معين في بيئة معينة، وتطورها ضمن نطاق
هذا املجتمع، وهذا ما أوجد اللغات املختلفة.
مراحل اكتساب اللغة:
مرحلة ما قبل اللغة: وهي التي تتضمن صرخة امليالد، وهي صرخة ال تحمل أي داللة شعورية أو انفعالية، بل
تنتج عن اندفاع الهواء إلى الرئتين مع أول عملية شهيق، ليتطور هذا الصراخ ويعبر عن
حاالت انفعالية خالل العام ألاول من عمر إلانسان.
9. املدرسة العربية للرتمجة
Arab School of Translation
مرحلة املناغاة: وفيها يبدأ الرضيع التعبير عن قدرته على الكالم، وتتم بصورة عشوائية من خالل إصدار أصوات
أولية ال إرادية، ويمكن اعتبارها نوع من تدريب الجهاز الصوتي.
مرحلة ظهور املفردات: يبدأ فيها الطفل بالتقليد واملحاكاة بعد العام ألاول، حيث يتزايد اهتمامه بأصوات
املحيطين به، ويسعى إلى تقليد ومحاكاة أصواتهم دون إدراك ملعاني هذه ألاصوات.
مرحلة الكلمة ألاول: ال يمكن تحديد فترة معينة ينطق عندها الطفل أول كلمة صحيحة سليمة، فذلك يخضع
لعوامل مرتبطة باألسرة، واملستوى الاجتماعي، والثقافي والاقتصادي والبيئة املحيطة.
ً
ً
مرحلة تكوين املفردات: غالبا ما تبدأ بعد العام ألاول وتتزايد سرعة تعلم أسماء ألاشياء حتى يصبح الطفل قادرا
على نطق كلمة يعلم مدلولها ومعناها.
ً
مرحلة اللغة الذاتية: وفيها يكون الطفل قادرا على ترديد الكلمات دون أن يقصد توجيهها إلى شخص ما.
مرحلة اللغة الاجتماعية: وهي املرحلة التي يستخدم فيها الطفل الكلمات ذات الداللة للتواصل مع املحيطين به،
وهي نقطة انطالق إلانسان لينمي قدراته اللغوية من خالل زيادة عدد الكلمات التي
يختزنها في ذاكرته.
مرحلة استعمال الجمل: تبدأ باستخدام كلمات مفردة، بحيث تغني الكلمة عن مضمون الجملة من خالل نوع
من التجريد الالإرادي، يتحرر فيه الطفل من القواعد اللغوية املختلفة، ويبقى عند
مستوى الكلمة امللفوظة املرتبطة بداللة، ثم تتطور هذه املرحلة فيبدأ الطفل في
ً
استخدام كلمتين أو أكثر لتكوين جمل في غالبها تكون جمال غير مفيدة.
مرحلة النمو اللغوي: وفيها ينمو استخدام إلانسان للكلمات على املستوى الكمي والكيفي، فيتسع املحتوى
اللغوي لديه، وكذلك تتزايد قدرته على استخدام أدوات اللغة وأساليبها.
العوامل املؤثرة في النمو اللغوي :
هناك عدة عوامل تؤثر في نمو الحصيلة اللغوية للمرء منها:
عوامل فسيولوجية: ترتبط بسالمة ألاداء الوظيفي للجهاز العصبي، والسمعي، والنطقي.
عوامل نفسية: وتشمل التكوين النفس ي والحاالت املزاجية والانفعالية والنفسية والسلوكية.
عوامل اجتماعية: يؤثر فيها املجتمع والبيئة املحيطة بالفرد على التفاعل والاتصال اللفظي.
10. املدرسة العربية للرتمجة
Arab School of Translation
عوامل أخرى: مثل السن والقدرات املرتبطة بالنوع والجنس.
وظيفة اللغة ودورها:
هناك من يرى أن دور اللغة هو التعبير عن الفكر والشعور، وهناك من يراها أداة تواصل اجتماعي،
ً
والفريق ألاول يركز على مضمون دور اللغة عند الفرد، أما الفريق الثاني فيتوسع متحدثا عن دورها في املجتمع،
فاللغة نشاط إنساني يمارسه الفرد في املجتمع، واللغة تعبر عن التفكير، وتعمل على تنميته في ذات الوقت !!! وال
عجب في ذلك، فالرضيع يدرك ما حوله من خالل حواسه، ثم ال يلبث أن يستجمع كل هذه املدركات ليكون منها
ً
ً
صورا ورموزا مجردة ومفاهيم مرتبة، والسبيل الوحيد لذلك هو اللغة، وللغة وظيفة تعبيرية، فمن خاللها يعبر
إلانسان عن أفكاره، ومشاعره، وحاجاته، وتتشكل اللغة من السمات املشتركة في كالم ألافراد، وم ــا استقر فــي
أذها نهم عبر تعاقـ ــب ألاجيال، لذلك فاللغة موجودة لدى الجماعة الناطقة على شكل آثار محفوظة في العقل
البشري، ووفق ما أورده (دي سوسير )De Saussureفإن اللغة: واقعة اجتماعية، وخصوصياتها ليست مجــردة،
بل متواجدة بالفعل في عقول النـاس، وبعبارة أخرى فهي مجموع كلي مت كامل كامن، ليس في عقل واحد بل في
عقول جميع ألافراد الناطقين بلسان معيـن، حتى ذهب في تصويره إلى أن اللغـة أشبه بالقاموس، الذي يمثل في
ألاصل الذاكرة الجماعية ملا يحتويه من عالمات ال يطيق الفرد الواحد أن يختزنها في دماغه، واللغة تفرض
سطوتها على الفرد، فال يست طيع إال أن يتبع ضوابطها وال يخرج عنها، إال في حدود التطوير وإلابداع حيث يتمرد
املبدع على تلك الضوابط.
لذا يمكننا أن نعتبر اللغة نسقا معينا مضبـ ــوط الحدود، وهي الجانب الاجتماعي من الكالم الخارج عن
نطاق الفرد، ألن الفرد الواحد غير قادر على أن يخلقها، أو أن يحورها، وهي ال توجد إال بمقتض ى نوع من
التعاقد بين أعضاء املجموع ــة البشرية الواحدة، واللغة نتاج اجتماعي ملكلة اللسان، وهي مجموع نتاج يكتسبه
الفرد عفويا وانفعاليا، وتمثل اللغة املظهر الرسمي املـوروث للتراث اللغوي ذو النظام النحـوي املتجانس
املستعمل بين كل أفراد املجتمع.
تعريف اللغة:
كان أمر تحديد تعريف معين للغة حقل اجتهاد خصب، ومتسع للعديد من العلماء في مختلف أفرع
وتخصصات العلوم التي عرفها إلانسان، لذا فإن هذا ألامر قد أفرز تعريفات متعددة ومختلفة وفق مجال العلم
الذي يعرض إلى تعريف اللغة، إال أن املتف ق عليه أن اللغة منظومة من الاستجابات تساعد الفرد على
التواصل مع غيره، وهي مجموعة من الرموز التعبيرية التي تمثل معان ومفاهيم ودالالت محددة، وقد تمتزج
ً
ً
الرموز باألصوات مكونة أحرفا، ثم كلمات، ثم جمال وعبارات، ضمن نسق لغوي محدد لتعطي معان
11. املدرسة العربية للرتمجة
Arab School of Translation
محددة،ومن التعريفات الرائعة للغة ما ذكره (ديوى ) Dewyحين عرفها بأنها: " أداة اتصال وتعبير تتضمن
كلمات تربط بينها عالقة تركيب لغوي تساعد على نقل الثقافة والحضارة عبر ألاجيال"، والشاهد هنا أن اللغة
قد تكون مكتوبة على هيئة رموز أو منطوقة بأصوات أو كليهما، تحكمها منظومة تركيبية معينة، نظام متعارف
عليه بين أفراد لهم ثقافة معينة ويعيشون في بيئة معينة، وأداة تعبير عن الفكر، وأداة تواصل بين ألافراد.
املستويات اللغوية:
املستوى اللغوي هو : السمات املميزة للغة الواحدة عند استخدامها للتواصل، سواء من خالل النطق أو
الكتابة أو إلاشارة أو أي وسيلة تعبير أخرى، واملستوى اللغوي معيار يستخدم ملقارنة اللغات املختلفة مع بعضها
البعض خاصة تلك اللغات التي تنتمي إلى نفس الفصيلة، وهناك تصنيفات عديدة تقوم على معايير متعددة
يمكن من خاللها التمييز بين املستويات اللغوية املختلفة ومن هذه التصنيفات :
اللغة املثالية: وهي لغة النصوص املقدسة املنزلة، خاصة القرآن الكريم بالنسبة للغة العربية، إذ أن
هذا املستوى اللغوي يتسم باإلعجاز الذي ال يمكن للبشر مجاراته، حتى وإن تشابهت ألفاظه مع ما
يستخدمه أهل اللغة من ألفاظ.
اللغة الفصحى التراثية: أعلى مستويات اللغة البشرية وأك ثرها مثالية، وتقوم على استخدام ألالفاظ
ً
الرصينة الجذلة، والتي غالبا ما تكون مزينة بأدوات البالغة، وعميقة الدالالت املعنوية، و الخلو من
ألاخطاء النحوية، وفي حالة اللغة العربية نجد ذلك في الشعر الجاهلي، وكتب التراث.
اللغة الفصيحة املعاصرة: وفي هذا املستوى تتخفف اللغة من عمق الداللة، وروعة البالغة، ويكون
املعيار ألاساس ي هو مدى الالتزام بالقواعد النحوية ككتابات املعاصرين.
اللغة املختلطة: وفيها يختلط الكالم الفصيح بالكالم العامي الذي يتداوله عامة الناس في أحاديثهم
اليومية، أو يتم فيها الخلط بين لغة وأخرى من خالل استخدام مصطلحات أو تعبيرات أو عبارات
أجنبية ضمن كالم املتكلم، بل وفي بعض ألاحيان يحيد املتكلم، أو يخطئ فيما يتعلق بالقواعد النحوية
ً
ألاساسية، وهذه اللغة تنتشر -لألسف- في معظم وسائل إلاعالم مرئية أو مسموعة، بل وتطال أحيانا
بعض ألاعمال املكتوبة، وذلك نتيجة لضعف القدرات اللغوية للمتكلم، وفساد الذوق، وعدم الاهتمام
ً
برصانة وجمال اللغة، فضال عن التوسع الكمي في مجال املنتجات اللغوية املسموعة أو املكتوية
ً
بصورة لم تعد تعر اهتماما لجودة املحتوى اللغوي.
اللغة العامية: وهي مستوى ال يهتم بأي من القواعد اللغوية، وال يتقيد بها، بل تبيح التواصل اللغوي
بين جمهور املتواصلين إلى حد نجده قد يتعارض مع القواعد اللغوية ألاساسية، ولهذا املستوى من
ألاهمية ما يجعلنا نصفه في بعض ألاحيان بأنه املستوى الحي املتنامي من مستويات اللغة، فاملحتوى
اللغوي العامي متطور ومتنامي بصورة مستمرة، وال يمكن حصر عدد الكلمات العامية في أي لغة،
12. املدرسة العربية للرتمجة
Arab School of Translation
ً
وذلك ألن املجتمع املتحدث بلغة ما يضيف إليها ألفاظا واشتقاقات جديدة، و يقترض من اللغات
ألاخرى، ويبتكر تراكيب لفظية ونحوية وداللية مستحدثة في كل دقيقة، ومن ألاهمية بمكان أن نشير إلى
ً
أن اللغة العامية ليست لغة موازية أو مستقلة كليا عن اللغة الفصيحة، بل إن اللغة العامية تنبع من
الفصيحة، وكثير ألفاظ العامية في أي لغة لها جذور فصيحة.
إن ما يعنينا هنا هو التأكيد على ضرورة الانتباه للمستوى اللغوي مهما كان تصنيفه، والعمل على استخدام
املستوى اللغوي املكافئ ملستوى لغة النص ألاصلي، فال يصح أن نترجم إحدى املعلقات العربية إلى لغة أجنبية
ً
أخرى مستخدمين مستوى لغة رجل الشارع مثال.
ً
ووفقا لعلوم اللغة فإنه يمكن تقسيم املستويات اللغوية إلى :
املستوى الصوتي: يصدر إلانسان ألاصوات بغرض التعبير عن أفكاره ومشاعره، ويتم ذلك عبر الجهازالصوتي الذي يتكون من الجهاز التنفس ي، والحنجرة، والتجاويف الصوتية.
املستوى املعجمي: الحصيلة اللغوية التي تكتسب، ويتم من خاللها التواصل والاتصال. املستوى النحوي: كلمات الجملة وتراكيبها وترتيبها وأثر كل كلمة منها في ألاخرى تقديما وتأخيرا وعالقةكلمات الجملة ببعضها البعض و أنواع الجمل ووظيفتها.
املستوى الداللي: املعاني والدالالت التي تتضمنها وتعكسها الكلمات والجمل، وعلى أساسها يتشكل فهمإلانسان ملعنى الكالم.
املستوى البرغماتي : يهتم بمعرفة العمل يات النفسية التي تتم بين ألافراد عندما يحدث اتصال بينهم،وهذا يشمل الجانب اللفظي وطريقة نطق الكلمات، و الجانب إلايعازي املتعلق بقصد الشخص من
الكالم، وجانب غائي يتعلق بالهدف أو الغاية التي يريدها الشخص من الكالم.
خصائص اللغة:
من أبرز الخصائص العامة التي تشترك فيها اللغات البشرية ما يأتـي :
اللغة سمة إنسانية: خاصة باإلنسان دون باقي املخلوقات، وترتبط بالقدرات العقلية وتميز إلانسان عنباقي الكائنات.
اللغة صوتيـة: تعتمد اللغة على النطق والجهاز الصوتي يقوم بتنفيذ ألاصوات وفق معان معينة لنقلرسالة تواصلية بين ألافراد.
اللغـة نظـام: يتكون من مستويات ويتشك ــل من وحدات خاصة ورموز لها معان متعارف عليها،وتستخدم في التواصل بين الناس.
13. املدرسة العربية للرتمجة
Arab School of Translation
اللغة سلوك مكتسب: يمكن لإلنسان أن يتعلم أي لغة من خالل املحاكاة والتعليم والتدريب. اللغة متنامية: اللغة في تطور وتزايد مستمر لتواكب تطور الحياة البشرية واملجتمع، وترتبط بعلومإلانسان وآثاره ألادبية والفنية، وهذا التنامي يتم على مستوى التزايد الكمي ملفردات اللغة، أو املستوى
الكيفي عبر تزايد أو تغير أو تطور الدالالت التي تعبر عنها الكلمات حتى وإن كانت قديمة.
هناك من يظن أن اللغة إنما هي ذلك املحتوى اللفظي الذي يتضمنه الكالم الشفوي أو الكتابة
التحريرية، لكن حقيقة ألامر أن اللغة هي كل معنى يقوم إلانسان بتوصيله إلى إنسان آخر بأي وسيلة من وسائل
الاتصال، سواء كان النطق أو الكتابة أو الرسم أو إلاشارة، بل أحيانا قد يعتبر السكوت لغة حين يوصل الساكت
من خالل سكوته وصمته معنى معين، لذا فإن وعاء اللغة أوسع بكثير مما قد يتخيل البعض، وجوهر اللغة هو
توصيل املعنى، وهذا املعنى مهما كانت أداة توصيله هو الجزء ألاساس ي وألاولي الذي ينبغي على املترجم أن يضعه
نصب عينه.
اللغة املنطوقة واللغة املكتوبة:
جرى العرف على أن اللغة تشير إلى املنطوق من الكالم، فالتعريفات القديمة كتعريف ابن جني تشير إلى
أن اللغة أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم، لكن دخول فنون الكتابة إلى حضارة إلانسان جعل اللغة
ً
تشمل املنطوق واملكتوب معا، وهناك من ينظر إلى الكتابة على أنها مجرد أداة من أدوات التعبير عن اللغة،
وأنها مجرد صورة تعبيرية للفظ املنطوق، وأن الكتابة ال تدخل في نظام اللغة، وإنما الصوت هو جوهرها!!! إن
معظم اللغات تكتب ما ينطق، وأهم ما يميز النصوص املكتوبة أنها تستخدم أشكاال ثابتة لرسم الصوت، لذا ال
تتأثر بأخطاء النطق، ومن السهل تذكر الصور املرئية واختزانها في العقل البشري، لذا فإنه من السهل تذكر رسم
الحروف.
عرف العرب الكتابة في الجاهلية وقبل إلاسالم، ويرجع تاريخ معرفة العرب بالكتابة إلى عام 170 ق.م.،
وزادت أهمية الكتابة مع ظهور إلاسالم، ومن بعد ذلك الحاجة إلى تدوين املصحف، والشك أن حديثنا هنا
منصب على اللغة القياسية أو الفصيحة، وال يتعلق باللغات العامية أو اللهجات، فلو ربطنا بين اللغة العامية أو
ً
ً
اللهجات املحلية وبين اللغة املكتوبة لوجدنا اختالفا كبيرا بين منطوق هذا اللهجات وطريقة الكتابة، ولكن هذا
الاختالف يتالش ى عند استخدام اللغة القياسية...
اللغة الفصيحة واللغة العامية:
أشارت معظم الدراسات التي تناولت بالدراسة والتحليل العالقات والفوارق، وأوجه الشبه والاختالف
بين املستوى الفصيح واملستوى العامي في لغات مختلفة، إلى أن أهم السمات التي تميز اللغة الفصيحة عن
14. املدرسة العربية للرتمجة
Arab School of Translation
العامية، تتمثل في اختالفات صوتية وتركيبية وداللية، فعند مقارنة ألفاظ املستويين ( الفصيح والعامي)، نجد
أن هناك عمليات لغوية تتم بصورة تلقائية عشوائية بغرض تيسير التواصل بين جموع املتكلمين، خاصة عند
اختالف املستويات الثقافية واملعرفية للمتكلمين، ومن هذه العمليات عملية قلب مواضع الحروف، وتغيير
ترتيبها عن نسقها املتبع في الكلمة الفصيحة ألاصلية، وقد يتم استبدال أحرف في اللفظ ألاصلي بحروف آخرى،
أو حذف حرف أو إضافة حرف، وهناك أيضا دمج أكثر من لفظ أصيل ليتكون لفظ عامي جديد، أو تغيير
ً
ً
النسق الصوتي للكلمة، وترتبط هذه العمليات ارتباطا وثيقا باختالف اللهجات ضمن إطار اللغة الواحدة.
الفرق بين الفصحى و العامية:
يقصد بالفصحى اللغة املستخدمة في الكتابات ألادبية و العلمية، و في البحوث ومقاالت الصحف و املجالت،
ووسائل النشر و إلاعالم. بينما يقصد بالعامية، اللغة أو اللهجة التي يتحدث بها الناس في حياتهم اليومية
املعتادة للتعبير عن شؤونهم املختلفة؛ وجميع اللغات تتسم بهذه الظاهرة (ثنائية اللغة)، وتتميز اللغة الفصيحة
بالخلو من التنافر الصوتي للحروف املكونة للفظ، والتداول، والاستخدام، والبعد عن استخدام اللفظ املهجور
املتروك، و الخلو من ألالفاظ ألاجنبية،أو التراكيب التي ال تتفق مع ألاسس اللغوية، ووضوح داللة اللفظ
ومعناه، واستخدام املحسنات البالغية بما يخدم الغرض الكالمي.
الفرق بين اللغة واللهجة:
ُ َْ
َّ َ ُ َ َ ُ
ُ ُ َ
ُ َ َ
َّ ُ
َ َ ُ
ْ ُ
اللغة:اللسن، وهى فعلة من لغوت، أي: تكلمت…، والجمع: لغات ولغون، والل ْهجة: طرف اللسان، وجرس
ِ
َّ ْ َ ُ
َّ
ْ َ ُ َّ
الكالم، و يقال: فالن أفصح الل ْهجة، و الل ًهجة، وهى لغتهُ
َ
َ
ُ َ
التي ج ِبل عليها فاعتادها و نشأ أما اللهجة:فهي
اللسان، و اللغة أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم، التعبير عن ألافكار بواسطة ألاصوات الكالمية املؤتلفة
ِ ِ
ِ ْ ُ
من كلمات"، و قيل هي:" عبارة املتكلم عن مقصوده و تلك العبارة فعل لساني ناش ئ عن القصد بإفادة املكلم،
ِ
َّ
فال ُبد أن تصير خاصية متقررة في العضو الفاعل لها، و هو اللسان."
أما اللهجة فتعرف في إلاصالح اللغوي الحديث بأنها " مجموعة من الصفات اللغوية تنتمي إلى بيئة خاصة،
ويشترك في هذه الصف ات جميع أفراد هذه البيئة، وبيئة اللهجة هي جزء من بيئة أوسع وأشمل تضم عدة
ً
ُ
لهجات لكل منها خصائصها، ولكنها تشترك جميعا في مجموعة من الظواهر اللغوية التي تيسر اتصال أفراد هذه
البيئات بعضهم ببعض، وفهم ما قد يقع بينهم من حديث، وهذا يتوقف على قدر الرابط بين هذه اللهجات، وهي
أسلوب أداء الكلمة إلى السامع، مثل إمالة الفتحة و ألالف أو تفخيمها، ومثل تسهيل الهمزة، أو تحقيقها فهي
محصورة في جرس ألالفاظ، و صوت الكلمات، و كل ما يتعلق باألصوات، و طبيعتها و كيفية أدائها.
15. املدرسة العربية للرتمجة
Arab School of Translation
وفق مفاهيم علم اللغة هناك العديد من آلاراء التي ال ترى ثمة فارق بين اللغة واللهجة، ولديهم تكون
كل لهجة هي لغة لها نظامها الصوتي، والصرفي، والنحوي، ويرون أن اللغة هي التي تختلف عن اللغة ألاخرى
بأصواتها وبمفرداتها، وبتراكيبها بحيث ال يفهم املتحدث بإحدى اللغتين ما يقوله املتحدث باللغة ألاخرى. لكن
الواقع العملي يشير إلى خطأ هذا املنهج فهناك بعض اللهجات املوجودة بين شعوب املفترض فيهم أنهم أهل لغة
واحدة، ومع ذلك ال يفهم بعضهم لهجة بعض، كذلك فإن املنظور التاريخي للغة يشهد بأن اللغات إلايطالية،
والفرنسية، وألاسبانية هي في أصلها لهجات التينية، ومع ذلك فإننا نعاملها بوصفها لغات منفصلة!!! وصدق
ُ
ُ َ
القول أن اللهجة " هي اللسان، أو طرفه، أو جرس الكالم، و لهجة فالن: لغته التي ج ِبل عليها، وكانوا يطلقون
ُ
على اللهجة " لغة "، أو "لغية "بتصغير. إن العالقة بين اللغة و اللهجة هي العالقة بين العام و الخاص، فكثيرا
ما نجد اللغة تتضمن عدة لهجات، لكل منها ما يميزها،و جميع هذه اللهجات تشترك في مجموعة من الصفات
ٍ
ً
اللغوية، و العادات الكالمية التي تؤلف لغة مستقلة عن غيرها من اللغات.
املستويات اللغوية و املترجم:
ً
أشرنا سابقا إلى أن مستوى اللغة الفصيحة يجب أن يكون هو املعيار ألاساس ي، واملرجعية التي ينطلق
منها املترجم، لكن ذلك ال يعني أن يتقن املترجم املستوى الفصيح فحسب، بل عليه أن يسعى إلى متابعة
اتجاهات اللغة، وأنماط تحولها املستقبلي في إطار صناعة الترجمة، فعلى سبيل املثال كانت الترجمة تتم من
ً
العربية أو إليها وفقا ملستوى اللغة القياس ي املشترك لدى كل العرب، إال أنه في وقتنا الحالي ظهر توجه إلى
استخدام اللهجات العربية املختلفة، لذا فاملترجم الفطن عليه أن ينتبه إلى ضرورة تحديد السمات املميزة لكل
لهجة سواء في لغته ألاصلية أو اللغة الهدف.كذلك وإذا ما تتبعنا مسار التطور اللغوي في أي لغة، يتضح لنا
اتجاهات املستويات اللغوية في هذه اللغة، ويمكننا معرفة أي هذه املستويات اللغوية سينمو وأيها سيندثر
ويتالش ى، وبتطبيق ذلك على غالبية اللغات في عاملنا، نجد أن الاتجاه العام يتجه نحو املستوى العامي، إال اللغة
العربية فوحدها هي اللغة التي ال تنحدر نحو مستوى العامية بذات السرعة التي تنحدر بها مثيالتها من اللغات
البشرية، والسبب الجوهري في ذلك هو الارتباط بين اللغة العربية والقرآن الكريم، فالسمة الدينية للغة العربية
حافظت عليها من الانحدار بوصفها لغة شعائرية، إضافة إلى القدرات الاشتقاقية في اللغة العربية والتي تمكنها
من زيادة محتواها اللفظي.
كيف يطور املترجم مستواه اللغوي؟
إلاتقان اللغوي للغتي املصدر والهدف من ألامور ألاساسية التي ال غنى للمترجم عنها، وال نقصد هنا
ً
التركيز على أن يكون إتقان املترجم للغة الهدف مساويا إلتقانه للغة املصدر حتى وإن كانت إحداهما هي اللغة
ألام للمترجم، فكثير ممن يدخلون إلى عالم الترجمة قد نجدهم يفتقدون إلى الحدود ألاساسية إلتقان لغة
16. املدرسة العربية للرتمجة
Arab School of Translation
ً
املصدر أو لغة الهدف، حتى وإن كانت إحداهما هي اللغة ألاصلية للمترجم. لذا على املترجم أن يتقن فعليا لغته
ألام على ألاقل، وال يكتفي بمجرد انتمائه ألهل هذه اللغة، واستخدامه لها دون علم بقواعدها وأصولها
وأسرارها، فاملترجم لغوي في املقام ألاول، وهذا ما يدفعنا إلى تناول الطرق التي يمكن للمترجم من خاللها الارتقاء
ً
بمستواه اللغوي بصورة تجعله قادرا على التعامل مع املستويات اللغوية املختلفة، سواء في لغة املصدر أو لغة
الهدف، ويمكن لهذا أن يتحقق من خالل:
ً
الدراسة والتعليم، وال يقصد بذلك التخصص في دراسة اللغة تحديدا، بل إن ارتفاع املستوى التعليميً
للفرد في أي مجال يجعله قادرا على الارتقاء بمستواه اللغوي من لغة العامة إلى مستوى لغة أهل
الثقافة والتخصص العلمي.
إلاطالع ومتابعة وسائل إلاعالم املختلفة لبيان ألاساليب واملستويات اللغوية الخاصة بكل مجال منمجاالت الحياة وأنماط استخدام أدوات اللغة.
الحرص على استخدام املستوى اللغوي القياس ي كمعيار أساس ي يمكن من خالله الارتقاء إلى مستوىأعلى، أو الانخفاض إلى مستوى لغوي آخر وفق املستوى اللغوي للنص ألاصلي.
قراءة ألاعمال ألادبية، والعلمية بلغاتها ألاصلية، وإلاطالع على أجود الترجمات املتاحة لهذه ألاعمال،ً
هذا فضال عن املواد السمعية والبصرية ألاخرى مثل ألاحاديث الصوتية، أو ألافالم املترجمة شريطة
الثقة في جودة هذه الترجمة.
إدراك أن املستوى اللغوي للمترجم هو أول معايير تقييم جودة صناعته وحسن أدائه.ً
الاهتمام بمراجعة النصوص املترجمة جيدا، ومقارنة النص ألاصلي بالنص الهدف، واستنباط السماتألاسلوبية واملستويات اللغوية.
توسيع وزيادة املحتوى اللغوي من خالل اكتساب مفردات جديدة في لغتي املصدر والهدف، وتتبعأصول هذه املفردات، واستخداماتها املختلفة، وتصنيفها وفق املستويات اللغوية إذا ما كانت فصيحة،
أو عامية، أو تخصصية.
الاهتمام باإلطالع على املعاجم، واملسارد، والقواميس املحدثة، ومتابعة ألالفاظ التي تتم إضافتها إلى قواعد
بيانات مفردات لغتي املصدر والهدف.
17. املدرسة العربية للرتمجة
Arab School of Translation
روابط هامة ووسائل التواصل
املقر الرئيس ي للمدرسة : 00 ش رشيد - صالح سالم- أمام ميريديان هيليوبوليس- مصر الجديدة- ج.م.ع.
/http://arabschools.org/school
املوقع الحالي للمدرسة العربية للترجمة:
صفحة مركز التدريب عن بعد:
1https://www.facebook.com/AST.School
الدورات وورش العمل
مجموعة املدرسة العربية للترجمة
https://www.facebook.com/1AST.School
https://www.facebook.com/groups/AST.S
chool
https://www.facebook.com/AST.School.Li
brary
http://www.youtube.com/user/ASTSchool
حساب Skypeالخاص باملدرسة
البريد إلالكتروني ملركز التدريب عن بعد
AST-School
AST.School.Online@gmail.com
تليفون
02157661110-200 70057279010-200
93965202110-200
مكتبة املدرسة العربية للترجمة:
قناة اليوتيوب الخاصة باملدرسة: