1. 9 Rue d’Ispahan Bardo 9 نهج اصبهان باردو
422.422.17 : Tel الهاتف: 7112711224
442.422.17 :Fax الفاكس: 7712711224
E-mail: marsed.kadha.tn@gmail.com ب.إ :marsed.kadha.tn@gmail.com
باردو في 4 أفريل 2013
تقـريـر حـول مشـروع القـانـون األساسـي المتعـلق
بإحـداث هيـئـة وقـتـيـة لإلشـراف على القـضـاء العـدلــي
المقـتـرح من لجنـة التشـريـع العـام بالمجـلس الوطـنـي التـأسيسـي
إن المرصد التونسي الستقالل القضاء:
- بعد إطالعه على تقرير لجنة التشريع العام بالمجلس الوطني التأسيسي حول قانون أساسي يتعلق بإحداث هيئة
وقتية لإلشراف على القضاء العدلي المؤرخ في 21 مارس 2211 والذي تضمن موافقة اللجنة على مشروع
القانون الملحق بالتقرير بتوافق اعضائها وإحالة النقاط الخالفية على الجلسة العامة.
- وبعد اطالعه على مختلف المواقف والملحوظات الصادرة بشأن مشروع القانون االساسي المذكور والتداعيات
المترتبة خصوصا عن المقترح المتعلق بتركيبة الهيئة االصلية او تركيبتها عند النظر في الملفات التأديبية.
- وإذ يذكر بأن المشروع الحالي قد تم اعداده على أنقاض مشروع سابق اقترحته اللجنة المذكورة خالل شهر
جويلية 1211 اال ان التوجهات المتعارضة بين اعضاء المجلس الوطني التأسيسي التي آلت الى تجاذبات سياسية
بين الفرقاء قد أدت الى اجهاض المشروع السابق بالجلسة العامة يوم 1 أوت 1211 على خلفية النزاع في اقرار
االستقاللية االدارية والمالية للهيئة المقترحة.
- واذ يالحظ ان عرض المشروع الحالي على الجلسة العامة للمجلس الوطني التأسيسي المعينة ليوم 4 أفريل
2211 قد جاء بعد أكثر من عام وثالثة أشهر من اقرار الفصل 11 من القانون التأسيسي المؤرخ في 12 ديسمبر
2211 المتعلق بالتنظيم المؤقت للسلط العمومية الذي اقتضى انشاء هيئة وقتية للقضاء العدلي يتولى المجلس
التأسيسي تحديد تركيبتها وصالحياتها وآليات تكوينها.
- وإذ ينبه الى ضرورة اقرار تلك الهيئة باعتبارها استحقاقا دستوريا ال محيد عليه واستنادا الى ما يشهده الوضع
القضائي بعد الثورة من فراغ وتدهور عملت الحكومات المتعاقبة على تجميده وتأجيل اصالحه اضافة الى اخفاق
المجلس الوطني التأسيسي في انجاز ما تضمنه الفصل 11 من التنظيم المؤقت للسلط العمومية من برنامج إلصالح
المنظومة القضائية.
- وإذ يبرز ان المشروع الجديد قد تضمن عددا من االحكام االيجابية أهمها تمتيع الهيئة باالستقاللية اإلدارية
والمالية والشخصية المعنوية (الفصالن 2 و 1) وتخصيصها بالنظر في كامل المسار المهني للقضاة من تسمية
وترقية ونقلة وتأديب (الفصل 2) وإقرار الحق في التظلم أمام الهيئة والطعن لدى المحكمة اإلدارية بخصوص
قراراتها (الفصل4) والتوجه الى اضفاء النزاهة واالستقاللية على الترشحات لعضوية الهيئة وذلك بالتنصيص على
عدد من موانع الترشح لكل قاض ناشد الرئيس السابق أو مجده او دافع عن نظامه او شارك في محاكمات الرأي
والحريات او كان عضوا بالمجالس العليا للقضاء السابقة (الفصل 9) والتنصيص على اعتماد المعايير الدولية
الستقالل القضاء في دراسة الهيئة لطلبات تعيين القضاة ونقلتهم وإقرار مبدأ عدم نقلة القاضي إال برضاه ولو أدى
األمر الى ترقيته او تسميته في خطة وظيفية (الفصل 12) اضافة الى االخذ بالرأي المطابق للهيئة في ترقية القضاة
ونقلتهم (الفصل 42) الخ...
المرصد التونسي الستقالل القضاء»متاق« » Observatoire Tunisien de L’indépendance de la Magistrature «OTIM
2. وان المرصد التونسي الستقالل القضاء - مساهمة منه في السعي الى تطابق مشروع القانون مع مقتضيات النزاهة
واالستقاللية والمعايير الدولية - يبدي المالحظات األساسية التالية:
أوال ـ تكوين الهيئة :
من المالحظ أن عضوية المجالس أو الهيئات القضائية تتغير من دولة الى اخرى ويوجد اتفاق دولى على وجوب
تمتعها بقاعدة واسعة من االعضاء تضم اغلبية من القضاة، ويظهر ان النماذج االكثر نجاحا هي التي تجمع بين
القضاة أو العاملين في الدولة والمجتمع المدني وتحال اليها صالحيات واسعة كافية لدعم استقالل القضاء ومساءلة
اعضاء السلطة القضائية.
ورغم ما نص عليه المشروع من أن الهيئة مختلطة وتضم أغلبية من القضاة اال ان القضاة المنتخبين ال يتجاوزون
النصف واضافة لذلك يبرز تكوين الهيئة المقترح في المشروع وجود تأثيرات مخلة باستقاللها على االقل فيما
يتعلق بتركيبتها ونظام انتخابها.
0. تركيبة الهيئة :
نص الفصل 1 من المشروع على أن الهيئة تتكون من خمسة قضاة معينين بالصفة ومن عشرة قضاة منتخبين
ومن خمسة أعضاء من غير القضاة، ومن الواضح ان هذه الصبغة المختلطة في تركيبة الهيئة ال تؤدي
بالضرورة إلى ضمان استقالليتها وذلك السباب عدة: من ذلك
أن تركيبة الهيئة ال تقتضي وجود أغلبية من القضاة المنتخبين.
أن السلطة التشريعية تتدخل مباشرة في تكوين الهيئة باعتبارها تتضمن عضوين من المجلس الوطني
التأسيسي من لجنة القضاء العدلي التأسيسية.
أن السلطة التنفيذية تتدخل بدورها في تكوين الهيئة من خالل تعيين رئيس الجمهورية ألحد األساتذة
الجامعيين دون بيان اختصاصه في القانون وتعيين رئيس الحكومة لناشط حقوقي من المجتمع المدني
وكذلك من خالل القضاة المعينين بصفاتهم وعددهم خمسة طالما أن الفصل 7 مكرر من القانون عدد 91
لسنة 7192 المؤرخ في 42 جويلية 7192 المتعلق بنظام القضاء والمجلس االعلى للقضاء والقانون
االساسي للقضاة الذي الزال ساريا يقتضي أن يتم تعيين أولئك القضاة مباشرة من السلطة التنفيذية وال
دور للهيئة في تسميتهم أو اقتراحها.
أن تركيبة الهيئة يغلب عليها عند انتصابها في المادة التأديبية األعضاء المعينون مقارنة بعدد القضاة
المنتخبين (4 قضاة معينين بصفاتهم وناشط حقوقي من المجتمع المدني مقابل 2 قضاة منتخبين).
ومن الواضح ان هذا التدخل للسلطتين التشريعية والتنفيذية في اختيار بعض أعضاء الهيئة يفتح الباب لتسييسها
واإلخالل باستقالليتها.
وفي هذا السياق توجب المعايير الدولية وبهدف تفادي تسييس الهيئة وانتهاك استقاللها ان يكون اختيار
االعضاء من غير القضاة موضوعيا وشفافا وان يتم التنصيص على استعانة السلطة التنفيذية او التشريعية
بجهات اخرى منتخبة تساهم في تعيين جميع االعضاء او تقوم بتعيين بعضهم.
كما تقتضي المعايير الدولية استبعاد االعضاء من غير القضاة من المشاركة في االجراءات التأديبية أو اعطاء
صالحيات التحقيق مع القضاة ومعاقبتهم ألعضاء مرتبطين بالسلطة التنفيذية أو معينين من قبلها.
المرصد التونسي الستقالل القضاء»متاق« » Observatoire Tunisien de L’indépendance de la Magistrature «OTIM
4/2
3. 3. النظام اإلنتخابي :
يتبين أن االختيارات الواردة بالمشروع في هذا الخصوص من شأنها التأثير على استقاللية الهيئة وتمثيليتها
على االقل في نقطتين:
أوالهما احالة ما يتعلق بتنظيم انتخابات الهيئة واإلشراف عليها ومراقبتها الى لجنة وصفت بالمستقلة تتركب
من 12 عضوا من نواب المجلس التأسيسي ومن القضاة يتم اختيارهم من قبل مكتب المجلس الوطني التأسيسي
من المترشحين الراغبين في ذلك (الفصل 7) دون ان يحدد المشروع صفة رئيس اللجنة ومقررها أو يشترط أن
يكون أحدهما من صنف القضاة.
وال شك أن احالة االختصاص للسلطة التشريعية - حتى وان كانت تأسيسية - لالشراف على انتخاب ممثلين
لسلطة اخرى هي السلطة القضائية يتنافى مع مبدأ التفريق بين السلط اضافة الى ما يؤدي اليه ذلك من وجود
تأثيرات مباشرة على نزاهة العملية االنتخابية وحيادها.
وبناء على ذلك فال شيء يبرر التخلي عن اختصاص السلطة القضائية ممثلة في اعضائها لالشراف على
انتخابات داخلية تتعلق بهيئة ذات صبغة قضائية يمكن اجراؤها في يوم واحد وبدعوة من الرئيس االول لمحكمة
التعقيب وبواسطة لجنة يتم انتخابها مباشرة من عموم القضاة.
ثانيهما االعتماد على انتخابات متعددة وطبق الرتب القضائية لنصف أعضاء الهيئة وذلك بتنصيص المشروع
على أن ينتخب القضاة أعضاء الهيئة كل حسب الرتبة التي ينتمي اليها انتخابا حرا ومباشرا وفي دورة انتخابية
واحدة (الفصل 22). وأن تتركب الهيئة من أربعة قضاة منتخبين عن الرتبة األولى وثالثة قضاة منتخبين عن
الرتبة الثانية وثالثة قضاة منتخبين عن الرتبة الثالثة (الفصل 1). اضافة الى ما يشترطه المشروع من أن
اللجنة المشرفة على االنتخابات يجب ان تضم تسعة قضاة بحساب ثالثة عن كل رتبة (الفصل 7 ). ويكون
المشروع قد حافظ بذلك على التراتبية التي حكمت القانون عدد 91 لسنة 7192 المؤرخ في 42 جويلية 7192
الموروث عن النظام البائد. وهذه التراتبية ولئن كانت مبررة في تصنيف األعضاء إال أنها غير مبررة من
زاوية القاعدة اإلنتخابية. فطالما كان لجميع القضاة المنتخبين مبدئيا نفس الدور داخل الهيئة ، فإن ذلك يقتضي
أن يتم انتخابهم جميعا من كافة القضاة ال أن يتم انتخاب ممثلي رتبة معينة من قضاة تلك الرتبة.
ثانيا ـ صالحيات الهيئة :
أسند المشروع للهيئة عددا من الصالحيات، وهي على صنفين:
األولى تقريرية وتهم المسار المهني للقضاة من تسمية وترقية ونقلة وتأديب وإحالة على التقاعد الوجوبي ورفع
الحصانة والنظر في مطالب اإلستقالة.
الثانية ذات صبغة استشارية بالنظر الى ان الهيئة تبدي بعض اآلراء في مشاريع القوانين المتعلقة بسير العمل
القضائي وأساليب إصالح منظومة القضاء العدلي، كما لها أن تقدم تلقائيا االقتراحات والتوصيات التي من
شأنها تطوير العمل القضائي.
ويمكن في هذا الخصوص أن نالحظ اغفال المشروع لصالحيات أساسية لهذه الهيئة من ذلك:
- مراجعة التسميات القضائية الحاصلة بعد 40 جانفي 0013 وذلك اعتبارا لالشكاالت المتعددة التى تعلقت بها
وضرورة أن تكون الهيئة الوقتية هي اإلطار الطبيعي لمراجعة تلك التسميات. غير أن المشروع تعامل بصفة
جزئية مع هذه المسألة واكتفى بضرورة عرض التعيينات والنقل المتخذة بموجب مذكرات عمل من وزير
العدل بداية من 42 جانفي 2211 على الهيئة.
المرصد التونسي الستقالل القضاء»متاق« » Observatoire Tunisien de L’indépendance de la Magistrature «OTIM
4/3
4. مراجعة قرارات اإلعفاء الصادرة في حق بعض القضاة وذلك اعتبارا لالنتقادات الكثيرة التي وجهت لتلك
القرارات الصادرة اثر انتخابات المجلس الوطني التأسيسي وإخاللها بمقتضيات استقالل القضاء وبالمبادئ الدنيا
للمحاكمة العادلة.
إحالة الصالحيات المنصوص عليها بالقانون االساسي للقضاة المؤرخ في 40 جويلية 1960 المسندة لرئيس
الجمهورية ووزير العدل ويشار في هذا الخصوص أن المشروع قد حافظ على الصالحيات المسندة أساسا لهذا
االخير والمتعلقة بالنقلة والتأديب فيما يمثل تدخال مباشرا من وزير العدل في القضاء وخرقا للمعايير الدولية في
هذا المجال.
كما أسند المشروع لوزير العدل سلطات واسعة في المادة التأديبية، فجعله يحتكر لوحده سلطة إحالة الملفات
التأديبية على الهيئة.
ثالثا ـ التوصيـات :
وإن المرصد التونسي الستقالل القضاء إذ يعرض ملحوظاته بشأن مشروع القانون االساسي المتعلق بأحداث الهيئة
الوقتية للقضاء العدلي يوصي بما يلي:
األخذ بعين االعتبار النواقص المبينة سابقا.
إسناد الهيئة الوقتية الصالحيات المتعلقة بمراجعة التسميات القضائية الحاصلة بعد 42 جانفي 2211
وقرارات اإلعفاء.
امكانية اسناد الهيئة مهمة اعداد تقارير عن وضع القضاء اضافة الى التقرير الدوري المتعلق بسير أعمالها
المنصوص عليه بالفصل 1 من المشروع.
التنصيص على ان يتم انتخاب أعضاء الهيئة من صنف القضاة من كامل الرتب القضائية.
سحب موانع الترشح على القضاة المعينين بصفاتهم وأن ال يقتصر االمر على االعضاء المترشحين
لالنتخاب.
التنصيص على ضرورة انتخاب االعضاء من غير القضاة من قبل هيئات ممثلة ومنتخبة ومن غير
السياسيين
امكانية ان تضم الهيئة الى عضويتها قاضيا اداريا وقاضيا ماليا
. أنجز هذا التقرير تحت إشراف الهيئة المديرة للمرصد التونسي الستقالل القضاء
المقرر: القاضي عبد الفتاح خرشاني عضو المرصد التونسي الستقالل القضاء
عن المرصد التونسي الستقالل القضاء
الرئيس أحمد الرحموني
المرصد التونسي الستقالل القضاء»متاق« » Observatoire Tunisien de L’indépendance de la Magistrature «OTIM
4/4