الحمد لله الذي خلق الإنسان، وعلمه البيان، وأنزل القرآن هدي وبياناَ ورحمة وحناناً لأهل الإيمان ...
والصلاة والسلام علي بيان القرآن ... ، وفضل الرحمن ... , سيدنا محمد نور الهدي والتدان، وآله أهل الحكمة والعيان ... وأصحابه نجوم الهدي وكواكب إشراق البيان ... وكل من تبعهم بإحسان إلي يوم الدين آمين.
وبعد ... فإن الله جلت قدرته وتعالت حكمته جعل لكل شئ ميزاناً، وجعل ميزان أهل الهداية والعناية هو القرآن وأحوال النبي العدنان.
فمن وافق قوله وفعله وحاله القرآن، وتشبَّه في ذلك بالنبي العدنان، فقد فاز بأعلى مراتب الرضوان، ونال أعلي درجات الجنان.
ومن خالف في فعله وقوله وحاله القرآن .... والنبي المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتمُّ السلام ...، فقد اتبع حظه وهواه ..، وخالف أمر مولاه ...، ومآله في الدنيا الخسران ... وفي الآخرة لظي النيران ...
ولما كان يغيب عن كثير من العاملين الموازين الصحيحة التي يزنون بها أعمالهم، ويقيسون بها أحوالهم؛ ليتحققوا من الصدق في الأعمال، والإخلاص في الأحوال..
فقد بينا في هذه الدروس القرآنية بعضاً من الموازين القرآنية والأحوال النبوية التي يلزم للمؤمن معرفتها، وينبغي للمحسن الإحاطة بها، ليتحقق الكلُّ بالصدق في عمله، والصلاح في أحواله، فيفوز بأمله، وينال من الله ما يرجوه.
فمنَّ الله علينا فى دروسنا الإلهامية هذه أن بيَّـنَّا موازين الصلاح من كنوز السنة، والقواعد التي سار عليها خيار الأئمة رضى الله عنهم أجمعين.
كما وصفنا وشرحنا بحمد الله وتوفيقه .... الموازين التى يزن بها السالكون أحوالهم، ويقيس عليها أهل القلوب بشرياتهم.
ووضحنا بفضل الله الميزان الذى إن سار على هديه السالك نال الفتح الوهبي.
ولما كان الإستدلال على أهل القرب ومعرفتهم، أو الوصول إليهم والإسترشاد بهديهم من الأمور التى يكثر فيها الإلتباس وقد يقع فيها التدليس، فاستعنا بالله تعالى و بينا ميزان أوصاف أهل القرب والفلاح فلا يقع إلتباس ولاتدليس، فصل إلى رحابهم من يري