1. انطلق نحو القمة
كيف تغير
نفسك ؟
إعداد
القسم العلمي بمدار الوطن
1
2. انطلق نحو القمة
بسم ا الرحمن الرحيم
الح مد لله رب العالم ين ، وال صلة وال سلم على خا تم
النصصبياء والمرسصصلين ، نبينصصا محمصصد وعلى آله وصصصحبه
أجمعين ، أما بعد ...ص
فقصد سصئم كثيصر مصن الناس حياة الغفلة والشرود والبعصد عصن ا
تعالى . وتاقصصت أنفسصصهم إلى حياة الطهصصر والعفصصة والسصصتقامة ،
يريدون أن يعيشوا حياة طيبصة سصعيدة هادئة مطمئنصة ، بعيدة عصن
نيران الشهوات وأشواك المعاصي والمخالفات .
إنهم ينتظرون رياح التغيير ، ونسمات الصلح ، ووميض التوبة ،
وإشراقات الستقامة ، فيتساءلون في حيرة .
كيف نغيّر أنفسنا ؟
كيف ننهض من كبوتنا ؟
كيف نستيقظ من غفلتنا ؟
كيصصف نعالج واقعنصصصا الليصصصم ؟ إلى هؤلء جميعا أهدي هذه
الكلمات ..
2
3. انطلق نحو القمة
ال صبصدايصة
أخصي الحصبيب ! إن مجرد تفكيرك فصي التغييصر يعدّ – بحدّ ذاتصه –
نوعا مصصن التغييصصر ؛ لن هناك فئاما مصصن الناس ألفوا حياة الغفلة ،
واسصتساغوا مسصيرة الضياع ، واسصتحسنوا طريصق الشهوات ، فهصم ل
يبحثون ع صصن التغيي صصر ؛ ب صصل ل يتص صصورون ترك هذه الحياة الت صصي
ص ص ص ص ص
يعيشونها طرفة عين ، ولذلك فإنهم ل يشعرون بألم البعد عن ا
، ول يحس صصون بوحش صصة ، وهؤلء موت صصى ف صصي ص صصورة أحياء ، ل
ص ص ص ص ص
يعرفون معروفا ، ول ينكرون منكرا ، إل مصا أشربوا مصن هواهصم ،
وهذا نتيجصة تراكصم الذنوب على القلب حتصى اسصودّ وانتكصس ، كمصا
قال النصبي صصلى ا عليصه وسصلم فصي حديصث حذيفصة : )) ت ع ر ض
الفتصصن على القلوب كعرض الحصصصير عودا عودا ، فأيصص ّ
قلب أشرب ها ؛ ن ُك تت ف يه نك تة سوداء ، وأي ّ قلب أنكر ها
؛ نكتصت فيصه نكتصة بيضاء ، حتصى تصصير على قلبيصن ، على
أبيصض مثصل الصصفا ، فل تضره فتنصة مصا دامصت السصموات
والرض ، والخ صصصر أس صصصود مربا د ّا ، كالكوز مج خ ّيا ، ل
ص ص
يعرف معروفا ، ول ين كر منكرا ، إل ما أشرب من هواه
(( ] رواه مسلم [ .
أمصا أنصت – أخصي الحصبيب – فمصا دمصت تسصأل عصن التغييصر ، ومصا
دامصت نفسصك تتطلع إلى السصمو والرتقاء نحصو المعالي ؛ فإن ذلك
يدل على حياة فصي قلبصك وخيصر فصي نفسصك ، ولكصن التفكيصر فصي
التغييصصر المطلوب ؛ بصصل إن الكتفاء بهذا التفكيصصر دون إحداث دون
إحداث خطوات عمليصة نحصو التغييصر الحقيقصي يجعصل هذا التفكيصر
ص ص ص ص ص ص
3
4. انطلق نحو القمة
مجرد أمانصي باطلة ل تنفصع صصاحبها ؛ بصل هصي رأس مال المفاليصس
كما يقال .
أمصا الخطوات العمليصة نحصو التغييصر فيمكصن إجمالهصا
فيما يلي :
١- التأمل في عظم الجناية .
التفكير في التغيير ل يحصل إل بالتأمل في عظم الجناية نتيجة
الغفلة والعراض عصصن ا عزّ وجل ، فيشاهصصد القلب مصصن خلل
ّ
هذا التأمصل عظمصة الرب سصبحانه وتعالى وقوتصه وجصبروته ، وأنصه
ص ص ص ص ص ص
خالق هذا العالم العلوي والسصصصصفلي ، وأنصصصصه رازق هذه الكائنات
جميعا ، وأنصه المحيصي المميصت الفعال لمصا يريصد ، وأنصه المسصتحق
للعبادة وحده ل شري صصك له . ويشاه صصد بع صصد ذلك ضع صصف نفس صصه
ص ص ص ص ص
وحقارت صه وفقره ، وهصو م صع ذلك متعدّ حدود ا عزّ وجلّ ، سصائر
ص ص ص ص
فصي مسصاخطه ، بعيد عصن سصُبل طاعتصه ، والربّص مصع ذلك يسصتره
ٌ
ويرحمصه ويرزقصه ويحلم عليصه ، ويوضصح له طريصق الخيصر ليسصلكه ،
وطريصق الشصر ليجتنبصه ، وهذا التأمصل ينتفصع بصه القلب أعظصم انتفاع
حيث ينزعج من هذا الواقع الذي يعيشه بعيدا عن ا تعالى ، ول
يزال يضرب على صاحبه ويحثه على تغيير هذا الواقع والسير في
طريق الهداية والستقامة .
٢ - العزيمة الصادقة :
بعد أن يتطلع القلب إلى التغيير لبد من العزيمة الصادقة على
هذا التغيير ؛ لنه لول هذه العزيمة سرعان ما يفتر القلب ، ويزول
4
5. انطلق نحو القمة
عنصه هذا النزعاج ، والعزيمصة هصي العقصد الجازم على المسصير فصي
طريصق السصتقامة ، ومفارقصة كصل قاطصع ومعوق ، ومرافقصة كصل
ص ص ص ص ص ص ص
معيصن وموصصل ، فهصي سصبب فصي اسصتمرار انزعاج القلب وانتباهصه
ورغبته في التغيير .
والعزيمة نوعان :
أحدهما : عزم النسان على سلوك الطريق وهو من البدايات
.
والثان صي : العزم على السصصتمرار على الطاعات بعصصد الدخول
ص
فيها ، وعلى النتقال من حالٍ كامل إلى حالٍ أكمل منه ، وهو من
ٍ
النهايات ، وعون ا للعبصد قدر قوة عزيمتصه وضعفهصا ، فمصن صصمم
)1(
. على إدارة الخير ؛ أعانة وثبّته
ومتى صدق العبد في عزمه على سلوك طريق الطاعة
والستمرار فيه أعانة ا– عز وجل– بص)) البصيرة (( وهي نورٌ
يقذفه ا تعالى في قلبه يرى به حقيقة الشياء ومحاسن ما جاء
به الرسول صلى ا عليه وسلم ، ومساوئ المخالفة لما جاء به
الرسول صلى ا عليه وسلم ، ويتخلص بالبصيرة كذلك من
الحيرة والشكّ الذي يقطعه عن السير في طريق الهداية
والستقامة .
٣ - التوبصة :
1
)( رسالتان للحافظ ابن رجب ص )٧٢( .
)
5
6. انطلق نحو القمة
والتوبة هي الرجوع عمّا يكرهه ا ظاهرا وباطنا إلى ما يحبه
ا ظاهرا وباطنا ، وهي واجبة على الفور ؛ لقوله تعالى : ﴿
و َ ت ُو ب ُوا إ ِ ل َى ال ل ّ ه ِ ج َ م ِيعا أ َ ي ّ ه َا ا ل ْ م ُ ؤ ْ م ِ ن ُو ن َ ل َ ع َ ل ّ ك ُ م ْ
ت ُ ف ْ ل ِ ح ُو ن َ﴾ ] النو ر: من الية 13[ .
والتوبة تتضمن ما يلي :
1.القلع عن جميع الذنوب في الحال .
2.الندم على فعلها في الماضي .
3.العزم على أل ّ يعاود الذنب في المستقبل .
4.العزم على فعل المأمور والتزامه في الحال
والمستقبل .
فالتوبة إذن هي البداية العملية للتغيير ، ول تصح عملية التغيير
بدون توبة ، والتوبة كذلك تصاحب النسان في جميع مراحل حياته
، فليست خاصة بالعصاة كما يفهم بعض الناس ؛ بل إن النبي
صلى ا عليه وسلم وهو أطوع الخلق قال : )) يا أيها الناس ،
توبوا إلى ربكم ، فوا إني لتوب إلى ا عزّ وجلّ في اليوم
مائة مرة (( ] رواه مسلم [ .
٤ - المسارعة :
إن عملية التغيير لبد أن تسير بخطى سريعة ؛ لن البطء يمكن
أن يؤدي إلى التكاسل عن إتمام تلك العملية ، وبالتالي النسحاب
من المعركة دون تحقيق شيء من النصر .
6
7. انطلق نحو القمة
قال تعالى : ﴿ و َ س َا ر ِ ع ُوا إ ِ ل َى م َ غ ْ ف ِ ر َ ة ٍ م ِ ن ْ ر َ ب ّ ك ُ م ْ
] آل و َ ج َ ن ّ ة ٍ ع َ ر ْ ض ُ ه َا ال س ّ م َا و َا ت ُ و َا ل َر ْ ض ُ أ ُ ع ِ د ّ ت ْ ل ِ ل ْ م ُ ت ّ ق ِي ن َ﴾
ْ
عمران:331[ .
قال تعالى : ﴿ س َا ب ِ ق ُوا إ ِ ل َى م َ غ ْ ف ِ ر َ ة ٍ م ِ ن ْ ر َ ب ّ ك ُ م ْ......﴾
الية12 [ . ]الحديد: من
﴾ ] البقرة: من الية 841[ . قال تعالى : ﴿ ف َا س ْ ت َ ب ِ ق ُوا ا ل ْ خ َ ي ْ ر َا ت ِ
ومدح ا عز وجل زكريا عليه السلم وآله فقال : ﴿ إ ِ ن ّ ه ُ م ْ
ّ
ك َا ن ُوا ي ُ س َا ر ِ ع ُو ن َ ف ِي ا ل ْ خ َ ي ْ ر َا ت ِ و َ ي َ د ْ ع ُو ن َ ن َا ر َ غ َبا و َ ر َ ه َبا
و َ ك َا ن ُوا ل َ ن َا خ َا ش ِ ع ِي ن َ﴾ ]النبياء: من الية 09 [ .ومدح أهل اليمان
والخشية بقوله: ﴿أ ُ و ل َ ئ ِ ك َ ي ُ س َا ر ِ ع ُو ن َ ف ِي ا ل ْ خ َ ي ْ ر َا ت ِ و َ ه ُ م ْ
ل َ ه َا س َا ب ِ ق ُو ن َ﴾ ] المؤمنون:16 [ .
وقال النبي صلى ا عليه وسلم : )) التؤدة في كل شيء إل
في عمل الخرة (( ] رواه أبو داود وصححه اللباني [ . والتؤدة هي التأني
والتثبت وعدم العجلة .
وانظر إلى مسارعة عمير بن الحمام رضي ا عنه إلى نيل
الشهادة ، فإنه لما سمع النبي صلى ا عليه وسلم يقول :
)) قوموا إلى جنة عرضها السموات والرض (( .
فقال : يا رسول ا ! جنة عرضها السموات والرض !!
قال : » نعم « .
قال : بخٍ بخٍ .
فقال رسصصول ا صصصلى ا عليصصه وسصصلم : )) مصصا يحملك على
7
8. انطلق نحو القمة
قولك بخٍ بخ ؟ (( .
ٍ
قال : ل وا يا رسول ا إل رجاء أن أكون من أهلها .
قال : )) فإنصك مصن أهلهصا (( ، فأخرج عميصر تمرات مصن قرنصه ،
ص
فجعل يأكل منهن ، ثم قال : لئن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه ،
إنهصا لحياة طويلة !! فرمصى بمصا كان معصه مصن التمصر ثصم قاتصل الكفار
حتى قتل رضي ا عنه . ] رواه مسلم [ .
وانظصصر كذلك إلى مسصصارعة الصصصحابة رضوان ا عليهصصم فصصي
السصتجابة لمصر ا تعالى فصي تحريصم الخمصر وهصم الذيصن نشئوا
وتربوا على شربهصا ، فمصا أن سصمعوا المنادي ينادي بأن الخمصر قصد
حرمت حتى أهرقوا ما معهم في شوارع المدينة .
هكذا كانت مسارعة القوم إلى مرضات ا تعالى ، فأين نحن
من هؤلء ؟
٥ - الفورية :
إن التغيير من المعصية إلى الطاعة ، ومن العوجاج إلى
الستقامة واجب على الفور ، ل يجوز في ذلك التراخي أو النتظار
، فمن انتبه من غفلته وأبصر ما هو عليه من ضياع ومخالفة، لبُدّ
أن يبدأ فورا بالتغيير ، أسوة بالصديق رضي ا عنه ، فإن النبي
صلى ا عليه وسلم لما عرض عليه دعوة السلم، وعرف أنه
الحق، لم يتلعثم ولم يتردد، وإنما آمن بالله ورسوله صلى ا
عليه وسلم، وشهد شهادة الحق من ساعته، وبذل نفسه وماله
8
9. انطلق نحو القمة
في سبيل ا عزّ وجلّ .
وهؤلء سحرة فرعون، لمّا ألقى موسى عصاه فإذا هي تلقف
ما يأفكون، علموا أن موسى على الحق ، وأنه رسول من ربّ
العالمين ، فقالوا على الفور : ﴿آ م َ ن ّا ب ِ ر َ ب ّ ا ل ْ ع َا ل َ م ِي ن َ * ر َ ب ّ
م ُو س َى و َ ه َا ر ُو ن َ ﴾ ] لعرا ف: من الية 121 - ٢٢١ [ . ولم يلتفتوا بعد ذلك
إلى فقد مناصبهم الدنيوية ومكانتهم الجتماعية ، حيث كانوا
مقربين من فرعون ، ولم يعبئوا كذلك بما توعدهم به فرعون من
العذاب والنكال بتقطيع أيديهم وأرجلهم وصلبهم على جذوع النخل
.
٦ - العلم :
إن عملية التغيير وهي الجانب العملي ، لبد أن يرافقها جانب
علمي ، وهذا الجانب العلمي هو الذي تنضبط به عملية التغيير ،
فل تنحرف ل إلى التفريط ول إلى الفراط ، وإنما تسير على
المنهج الوسط الذي ارتضاه ا تعالى لعباده ، قال تعالى في
شأن أعظم كلمة وهي كلمة التوحيد : ﴿ ف َا ع ْ ل َ م ْ أ َ ن ّ ه ُ ل إ ِ ل َ ه َ إ ِ ل
ّ
ال ل ّ ه ُ ﴾ ] محمد: من الية 91 [ .
فعلى مُريد التغيير أن يطلب العلم بكل طريقة شرعية ،
فيجالس العلماء وطلب العلم ، ويواظب على حضور الدروس
العامة والخاصة ، ويكثر من المطالعة في كتب أهل العلم ،
ويمكن كذلك الستفادة من الشرطة العلمية المسجلة ،
9
10. انطلق نحو القمة
والستماع إلى إذاعة القرآن الكريم ، كذلك متابعة مواقع أهل
العلم المنتشرة عبر شبكة النترنت .
٧ - التقيد بالكتاب والسنة :
على طالب التغيير أن يتقيد بالكتاب والسنة وما دار في
فلكهما ، وليحذر أشد الحذر من أهل الهواء والبدع ، فإن فتنتهم
عظيمة وخطرهم كبير ، فعليه في باب العتقاد أن يعتقد عقيدة
أهل السنة والجماعة ، وهي العقيدة الصحيحة التي ل نجاة للمرء
إل باعتقادها ، وحبّذا لو أخذ هذه العقيدة عن أهل العلم
المعروفين بالتقوى وحسن المعتقد ، فقد قال أيوب رحمه ا :
إن من سعادة الحدث وأعجمي أن يوفقهما ا لعالم من أهل
السنة .
وليحذر كذلك من البدع في العبادات وغيرها ، فقد قال النبي
صلى ا عليه وسلم : )) كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضللة (( .
وقال صلى ا عليه وسلم : )) من أحدث في أمرنا هذا ما
ليس منه ؛ فهو رد (( أي : مردودٌ على صاحبه ل يقبل ، فإن العمل
ّ
ل يُقبل إل إذا ابتغي به وجه ا تعالى ، وكان موافقا لسنة النبي
صلى ا عليه وسلم .
٨ - الجدية :
الجدية مطلب أساس لطالب التغيير ، فإن بعضا من الملتزمين
افتقدوا الجدية ، فتساهلوا في بعض القضايا ، وتميعت لديهم
01
11. انطلق نحو القمة
بعض المفاهيم ، وتنازل بعضهم عن كثير من المور الشرعية
حتى صار اللتزام لديهم مجرد شكل دون مضمون ، وا تعالى
يقول : ﴿ خ ُ ذ ُوا م َا آ ت َ ي ْ ن َا ك ُ م ْ ب ِ ق ُ و ّ ة ٍ ﴾ ] البقر ة: من الية 39 [ . وقال
عن موسى عليه السلم: ﴿ و َ ك َ ت َ ب ْ ن َا ل َ ه ُ ف ِي ا ل َل ْ و َا ح ِ م ِ ن ْ ك ُ ل ّ
ْ
ش َ ي ْ ء ٍ م َ و ْ ع ِ ظ َ ة ً و َ ت َ ف ْ ص ِي ل ً ل ِ ك ُ ل ّ ش َ ي ْ ء ٍ ف َ خ ُ ذ ْ ه َا ب ِ ق ُ و ّ ة ٍ ﴾
]لعراف: من الية 541 [ .
وأرشد النبي صلى ا عليه وسلم إلى الجدية في التمسك
بالسنة ، فقال عليه الصلة والسلم : )) عضّوا عليها
بالنواجذ .... (( .
والجدية تشمل المظهر ، فلبد أن يكون المسلم جادا في
مظهره غير مائل إلى الترف والتبذير ، ول يمنع ذلك أن يكون
نظيف الثياب حسن الهندام .
والجدية تغلب كذلك على مجالس المسلم ، فهي ليست
مجالس لهو ولعب وغيبة ونميمة وسخرية واستهزاء ، وإنما
مجالس علم ومعرفة وثقافة وكلمات نافعة وحوارات بناءة ، ول
بأس ببعض الطرائف التي ل تُخرج المجلس عن حدود الوقار
والدب .
٩ - تبديل الهتمامات :
على طالب التغيير أن يقوم بتبديل اهتماماته وفقا لمنهج
السلم الذي ارتضاه ، فيترك ما كان عليه من اهتمامات باطلة
11
12. انطلق نحو القمة
ويجعل مكانها غيرها من الهتمامات النافعة ، مثال ذلك : يترك
شرب الدخان والمكسرات والمخدرات ، ويترك الممارسات
المحرمة ؛ كالزنا واللواط والعادة السرية والمعاكسات بأنواعها ،
ويترك سماع الغناء ومشاهد سموم القنوات ، ويترك الكبر
والغرور والسخرية والستهزاء بالخرين وتترك المرأة التبرج
والسفور وتغيير خلق ا عزّ وجلّ ، وتترك ترك الصلة والتهاون
بها ، وتترك مجالس الغيبة والسخرية والنميمة والكذب .
ويتجه الجميع إلى طاعة ا عزّ وجلّ وذكره وشكره ودعائه
في السراء والضراء ، ويتجهوا إلى تلوة كتاب ا عزّ وجلّ
وحفظه وتدبره وتعلّمه وتعليمه ، ويلجئوا إلى الصلة والمحافظة
عليها ، وإلى حضور مجالس العلماء والقراءة في كتب أهل العلم
إلى غير ذلك من المور الجادة التي تدل على صدق المرء في
توجهه نحو التغيير الصحيح .
٠١ - تغيير الصحبة :
من المتعين على طالب التغيير – وهو في بداية الطريق – أن
يقطع علقاته بأهل الفساد والغواية ؛ لنه إن استمر معهم لم
يكن صادقا في توجهه نحو التغيير ، وحتى إن لم يشاركهم في
منكرهم شاركهم في الثم بالجلوس معهم ، وا تعالى يقول :
﴿ا ل َخ ِ ل ء ُ ي َ و ْ م َ ئ ِ ذ ٍ ب َ ع ْ ض ُ ه ُ م ْ ل ِ ب َ ع ْ ض ٍ ع َ د ُ و ّ إ ِ ل ا ل ْ م ُ ت ّ ق ِي ن َ﴾
ّ ّ ْ
] ا لزخر ف:76 [ .ويقول : ﴿ و َ ي َ و ْ م َ ي َ ع َ ض ّ ال ظ ّا ل ِ م ُ ع َ ل َى ي َ د َ ي ْ ه ِ
21
13. انطلق نحو القمة
ي َ ق ُو ل ُ ي َا ل َ ي ْ ت َ ن ِي ا ت ّ خ َ ذ ْ ت ُ م َ ع َ ال ر ّ س ُو ل ِ س َ ب ِي ل ً * ي َا و َ ي ْ ل َ ت َى
ل َ ي ْ ت َ ن ِي ل َ م ْ أ َ ت ّ خ ِ ذ ْ ف ُلنا خ َ ل ِي ل ً ﴾ ] الفرقا ن:72 - ٨٢ [ .
ويقول النبي صلى ا عليه وسلم : )) المرء على دين خليله
فلينظر أحدكم من يخالل (( .
فالستمرار في مخالطة أهل الشر والفساد يؤدي إلى
النتكاس والعودة إلى الماضي السيئ ، وكم من شاب انتكس
بسبب حنينة إلى صحبته القديمة .
١١ - ترتيب الولويات :
على طالب التغيير أن يبدأ بأهم المهمات ، ثم الهم فالمهم ،
فيبدأ بتصحيح العقيدة ، ويقدّم الفرائض على النوافل ، والواجبات
على المستحبات ، ويعطي كل شيء حقّه من العناية ، ويهتم
بتنظيم وقته حتى ل يضيع منه شيء دون فائدة .
٢١ - الستعانة بالله ع ز ّ وج ل ّ :
والستعانة بالله عزّ وجلّ من أهم المهمات في مرحلة التغيير ،
فهي تعني الخروج من الحول والقوة وطلب الحول والقوة
والمعونة من ا تعالى ، ولهمية الستعانة بالله عزّ وجل أمر
ّ
ا عبادة أن يقولوا في كل ركعة من ركعات الصلة ﴿ إ ِ ي ّا ك َ
ن َ ع ْ ب ُ د ُ و َ إ ِ ي ّا ك َ ن َ س ْ ت َ ع ِي ن ُ﴾ ومن الستعانة بالله عزّ وجل أن يكثر
ّ
مريد التغيير من دعاء ا عزّ وجلّ بالتوفيق والثبات على
الطريق ، واللجوء إلى ا عزّ وجلّ وكثرة ذكره وشكره ، وتلوة
31
14. انطلق نحو القمة
كتابه .
٣١ - الصبر والمجاهدة :
إن عملية التغيير ليست بالمر اليسير ، فإنها ميلد جديد وحياة
بعد موت ، ولذلك فإنها تحتاج إلى صبر ومجاهدة ، وبهذا الصبر
والمجاهدة يتبيّن الصادق من الكاذب ، فالصادق يتجرع مرارة
الصبر ، ويجاهد نفسه على طاعة ا عزّ وجل ، ول يزال في صبر
ّ
ومجاهدة حتى تألف نفسه الطاعة ، وتنفر من العصيان ، أمنا
الكاذب فإنه ل يقدر على ذلك ، بل يستسلم لول بارقة من فتنة ،
وينكص على عقبيه ويعود القهقرى . قال تعالى : ﴿ و َا ل ّ ذ ِي ن َ
ج َا ه َ د ُوا ف ِي ن َا ل َ ن َ ه ْ د ِ ي َ ن ّ ه ُ م ْ س ُ ب ُ ل َ ن َا و َ إ ِ ن ّ ال ل ّ ه َ ل َ م َ ع َ
ا ل ْ م ُ ح ْ س ِ ن ِي ن َ﴾ ] العنكبو ت:96[ .
وص ل ّى ا على نبينا محمد وعلى أله وصحبه وس ل ّم .
* * *
41