جاءت فكرة هذا الكتاب من واقع تجربة هيئة الإمارات للهوية بالتعلم المؤسسي التي تبنت هذا العلم الإداري التطبيقي، وارتأت أهمية التعريف به ونشره لتوسيع دائرة الاستفادة منه على المستوى المحلي بدولة الإمارات، وعلى مستوى الوطن العربي.
تم تخطيط فصول هذا الكتاب ليقدم صورة علمية لنظريات الإدارة العالمية مع التركيز على أطروحات علماء الإدارة التي درست بعمق بنيان المؤسسة ثقافيا واجتماعيا ونفسيا وإداريا، والنظر لها كعقل متجمع ومتوجه يحرك المؤسسة لاتجاهاتها المختلفة، وباعتبار أن المؤسسة هي كائن عاقل يمكن التفاهم معها والاستفادة من خصائصها وتطويعها للوصول لإتقان التعلم المؤسسي وتصنيع معارف جديدة وتطبيقها داخليا بشكل واسع.
ويتناول الباب الثاني من الكتاب تجربة هيئة الإمارات للهوية في مجال التعلم المؤسسي، والمبادرات التطبيقية التي استفادت منها الهيئة في تجربتها الناجحة في تنفيذ خططها الاستراتيجية، وكان الهدف من عرض تلك التطبيقات هو تقديم صورة شفافة للقارئ العربي لينتقل بخياله من الواقع النظري للواقع التطبيقي داخل الهيئة، وجاء الهدف الثاني لبيان أن الحلول التي تنتهجها أي مؤسسة لتعزيز قدراتها على التعلم ستأتي من داخل المؤسسة نفسها، ومن الأفكار والإبداعات الداخلية وأنه يممكن لأية مؤسسة جادة أن تطور ذاتيا طرقا خاصة تبرز وتظهر بها تعلمها وتمكنها الذاتي لإدارة التغيير بطريقتها وفقا لفهمها الذاتي لمنظومتها الفكرية العامة التي تشكل أداء وقدرات هذه المؤسسة.
ثم يختم الكتاب بتوصيات، هي مفاتيح لأبحاث جديدة في ميدان التعلم المؤسسي ليسهل للقارئ العادي والمتخصص على السواء فهم وضبط إيقاع حركة وسرعة وجودة عملية التعلم المؤسسي.