1. "التوحيد هو إفراد اهلل بالعبادة"
أي أن تعبد اهلل وحده ال تشرك به شيئاً، ال تشرك به نبياً مرسالً ، وال ملكاً
مقرباً وال رئيساً وال ملكاً وال أحداً من الخلق ، بل تفرده وحده بالعبادة محبة
وتعظيماً ، ورغبة ورهبة.
أنواع التوحيد:
*األول: توحيد الربوبية وهو "إفراد اهلل سبحانه وتعالى بالخلق، والملك
والتدبير"
قال اهلل تعالى: "أال له الخلق واألمر تبارك اهلل رب العالمين"
*الثاني: توحيد األلوهية وهو "إفراد اهلل سبحانه وتعالى بالعبادة بأن ال يتخذ
اإلنسان مع اهلل أحداً يعبده ويتقرب إليه كما يعبد اهلل تعالى ويتقرب إليه".
وهو إفراد اهلل تعالى بالعبادة فال يعبد غيره, وال يدعى سواه, وال يستغاث وال
يستعان إال به, وال ينذر وال يذبح وال ينحر إال له
قال اهلل تعالى: قل إن صالتى ونسكي ومحياي ومماتي هلل رب العالمين ال
شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين
2. الثالث: توحيد األسماء والصفات وهو "إفراد اهلل تعالى بما سمى به نفسه
ووصف به نفسه في كتابه ، أو على لسان رسوله صلى اهلل عليه وسلم وذلك
بإثبات ما أثبته ، ونفي ما نفاه من غير تحريف ، وال تعطيل ، ومن غير
تكييف، وال تمثيل"
معنى ال إله إال اهلل
أال معبود بحق إال اهلل
فشهادة أن ال إله إال اهلل أن يعترف اإلنسان بلسانه وقلبه بأنه ال معبود حق إال
اهلل عز وجل ألنه "إله" بمعنى مألوه، والتأله التعبد
إذن فمعنى " ال إله إال اهلل " ال معبود حق إال اهلل عز وجل ، فأما المعبودات
سواه فإن ألوهيتها التي يزعمها عابدوها ليست حقيقة أي ألوهية باطلة.
معنى شهادة أن محمداً رسول اهلل
معنى شهادة "أن محمداً رسول اهلل" هو اإلقرار باللسان واإليمان بالقلب بأن
محمد بن عبد اهلل القرشي الهاشمي رسول اهلل – عز وجل – إلى جميع الخلق
من الجن واإلنس كما قال اهلل تعالى: ((وما خلقت الجن واإلنس إال ليعبدون))
{سورة الذاريات، اآلية: 56} وال عبادة هلل تعالى إال عن طريق الوحي الذي جاء
3. به محمد صلى اهلل عليه وسلم كما قال تعالى: ((تبارك الذي نزل الفرقان على
عبده ليكون للعالمين نذيراً)) {سورة الفرقان، اآلية: 1}
ومقتضى هذه الشهادة أن تصدق رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم فيما أخبر،
وأن تمتثل أمره فيما أمر، وأن تجتنب ما عنه نهى وزجر ، وأن ال تعبد اهلل إال
بما شرع ،
ومقتضى هذه الشهادة أيضاً أن ال تعتقد أن لرسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ،
حقاً في الربوبية وتصريف الكون، أو حقاً في العبادة ، بل هو صلى اهلل عليه
وسلم عبد ال يعبد ورسول ال يكذب، وال يملك لنفسه وال لغيره شيئاً من النفع
أو الضر إال ما شاء اهلل كما قال اهلل تعالى: ((قل ال أقول لكم عندي خزائن اهلل
وال أعلم الغيب وال أقول لكم أني ملك إن أبتغ إال ما يوحى إلي)) {سورة
األنعام، اآلية: 56}. فهو عبد مأمور يتبع ما أمر به ، وقال اهلل تعالى: ((قل
إني ال أملك لكم ضراً وال رشداً * قل إني لن يجبرني من اهلل أحد ولن أجد من
دون ملتحداً)) {سورة الجن، اآليتين: 11-11} وقال سبحانه : ((قل ال أملك
لنفسي نفعاً وال ضراً إال ما شاء اهلل ولو كنت اعلم الغيب الستكثرت من الخير
وما مسني السوء إن أنا إال نذير وبشير لقوم يؤمنون)) {سورة األعراف، اآلية:
111} .
4. وبهذا تعلم أنه ال يستحق العبادة ال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم وال من
دونه من المخلوقين، وأن العبادة ليست إال هلل تعالى وحده. ((قل إن صالتي
ونسكي ومحياي ومماتي هلل رب العالمين * ال شريك له وبذلك أمرت وأنا
أول المسلمين)) {سورة األنعام، اآليتين: 151-151}. وأن حقه صلى اهلل
عليه وسلم ، أن تنزله المنزلة التي أنزله اهلل تعالى أياها وهو أنه عبد اهلل
ورسوله ، صلوات اهلل وسالمه عليه.
العبادة
التأله والتذلل هلل وحده،واالنقياد له سبحانه بفعل ما أمر به وترك ما نهى عنه,
وقد عرفها العلماء بأنها: اسم جامع لكل ما يحبه اهلل ويرضاه
العبادة منقسمة على القلب واللسان والجوارح
5. من انواع العبادات
الدعاء
الدعاء نوعان: دعاء مسألة ودعاء عبادة
فدعاء المسألة: هو دعاء الطلب أي طلب الحاجات وهو عبادة إذا كان من
العبد لربه ، ألنه يتضمن االفتقار إلى اهلل تعالى واللجوء إليه ، واعتقاد أنه قادر
كريم واسع الفضل والرحمة. ويجوز إذا صدر من العبد لمثله من المخلوقين
إذا كان المدعو يعقل الدعاء ويقدر على اإلجابة.
وأما دعاء العبادة فأن يتعبد به للمدعو طلباً لثوابه وخوفاً من عقابه وهذا ال
يصح لغير اهلل وصرفه لغير اهلل شرك أكبر مخرج من الملة وعليه يقع الوعيد
في قوله تعالى: ((إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين))
{سورة غافر، اآلية: 55}.
الخوف
النوع األول: خوف طبيعي كخوف اإلنسان من السبع والنار والغرق وهذا ال يالم
عليه العبد قال اهلل تعالى عن موسى عليه الصالة والسالم: ((فأصبح في
6. المدينة خائفاً يترقب)) {سورة القصص، اآلية: 11} لكن إذا كان هذا الخوف
سبباً لترك واجب أو فعل محرم كان حراماً ؛ ألن ما كان سبباً لترك واجب أو
فعل محرم فهو حرام ودليل قوله تعالى: ((فال تخافوهم وخافون إن كنتم
مؤمنين)) {سورة آل عمران، اآلية: 671} .
والخوف من اهلل تعالى يكون محموداً ، ويكون غير محموداً .
فالمحمود ما كانت غايته أن يحول بينك وبين معصية اهلل بحيث يحملك
على فعل الواجبات وترك المحرمات، فإذا حصلت هذه الغاية سكن القلب
واطمأن وغلب عليه الفرح بنعمة اهلل، والرجاء لثوابه.
وغير المحمود ما يحمل العبد على اليأس من روح اهلل والقنوط وحينئذ يتحسر
العبد وينكمش وربما يتمادى في المعصية لقوة يأسه.
النوع الثاني: خوف العبادة أن يخاف أحداً يتعبد بالخوف له فهذا ال يكون إال هلل
تعالى. وصرفه لغير اهلل تعالى شرك أكبر.
النوع الثالث: خوف السر كأن يخاف صاحب القبر ، أو ولياً بعيداً عنه ال يؤثر فيه
لكنه يخافه مخافة سر فهذا أيضاً ذكره العلماء من الشرك.
.
8. التوكل
التوكل أنواع:
األول: التوكل على اهلل تعالى وهو من تمام اإليمان وعالمات صدقه وهو
واجب ال يتم اإليمان إال به وسبق دليله.
الثاني: توكل السر بأن يعتمد على ميت في جلب منفعة ، أو دفع مضرة فهذا
شرك أكبر ؛ ألنه ال يقع إال ممن يعتقد أن لهذا الميت تصرفاً سرياً في الكون،
وال فر ق بين أن يكون نبياً ، أو ولياً ، أو طاغوتاً عدوا هلل تعالى.
الثالث: التوكل على الغير فيما يتصرف فيه الغير مع الشعور بعلو مرتبته
وانحطاط مرتبة المتوكل عنه مثل أن يعتمد عليه في حصول المعاش ونحوه
فهذا نوع من الشرك األصغر لقوة تعلق القلب به واالعتماد عليه.
أما لو أعتمد عليه على أنه سبب وأن اهلل تعالى هو الذي قدر ذلك على يده
فإن ذلك ال بأس به، إذا كان للمتوكل بحيث ينيب غيره في أمر تجوز فيه
النيابة فهذا ال بأس به بداللة الكتاب، والسنة ، واإلجماع.
الرغبة والرهبة والخشوع
9. قوله تعالى: إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا
خَاشِعِينَ [األنبياء:50]. اى خائفين يخشون اهلل ويذلون له ويخشون عظمته
سبحانه وتعالى
ودليل الخشية قوله تعالى: فَالَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي [البقرة:150
االستعانة
االستعانة طلب العون وهي أنواع:
األول: اإلستعانة باهلل وهي: اإلستعانة المتضمنة لكمال الذل من العبد لربه ،
وتفويض األمر إليه، واعتقاد كفايته وهذه ال تكون إال هلل تعالى ودليلها قوله
تعالى: ((إياك نعبد وإياك نستعين)) وصرف هذا النوع لغير اهلل تعالى شركاً
مخرجاً عن الملة.
الثاني: اإلستعانة بالمخلوق على أمر يقدر عليه فهذه على حسب المستعان
عليه فإن كانت على بر فهي جائزة للمستعين مشروعة للمعين لقوله تعالى:
((وتعاونوا على البر والتقوى)) {سورة المائدة، اآلية: 1}. وإن كانت على مباح
فهي جائزة للمستعين والمعين لكن المعين قد يثاب على ذلك ثواب
اإلحسان إلى الغير ومن ثم تكون في حقه مشروعة لقوله تعالى: ((وال تعاونوا
على اإلثم والعدوان)) {سورة البقرة ، اآلية: 601} .
10. الثالث: االستعانة بمخلوق حي حاضر غير قادر فهذه لغو ال طائل تحتها مثل أن
يستعين بشخص ضعيف على حمل شيء ثقيل.
الرابع: اإلستعانة باألموات مطلقاً أو باألحياء على أمر الغائب ال يقدرون على
مباشرته فهذا شرك ألنه ال يقع إال من شخص يعتقد أن لهؤالء تصرفاً خفيا في
الكون.
الخامس: اإلستعانة باألعمال واألحوال المحبوبة إلى اهلل تعالى وهذه مشروعة
بأمر اهلل تعالى في قوله: ((استعينوا بالصبر والصالة)) {سورة البقرة، اآلية:
161}.
االستعاذة
االستعاذة : طلب اإلعاذة واإلعاذة الحماية من مكروه فالمستعيذ محتم بمن
استعاذ به ومعتصم به واالستعاذة أنواع:
األول: االستعاذة باهلل تعالى وهي المتضمنة لكمال االفتقار إليه واالعتصام به
واعتقاد كفايته وتمام حمايته من كل شيء حاضر أو مستقبل ، صغير أو كبير ،
بشر أو غير بشر ودليلها قوله تعالى ((قل أعوذ برب الفلق * من شر ما خلق))
11. إلى آخر السورة وقوله تعالى : ((قل أعوذ برب الناس * ملك الناس * إله
الناس من الوسواس الخناس)) إلى آخر السورة.
الثاني: االستعاذة بصفة ككالمه وعظمته وعزته ونحو ذلك ودليل ذلك قوله
صلى اهلل عليه وسلم : "أعوذ بكلمات اهلل التامات من شر ما خلق" وقوله :
"أعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي".
الثالث: اإلستعاذة باألموات أو األحياء غير الحاضرين القادرين على العوذ فهذا
شرك ومنه قوله تعالى: } وأنه كان رجال من اإلنس يعوذون برجال من الجن
فزادوهم رهقاً { {سورة الجن، اآلية: 5} .
الرابع: اإلستعاذة بما يمكن العوذ به من المخلوقين من البشر أو األماكن أو
غيرها فهذا جائز ودليله قوله صلى اهلل عليه وسلم في ذكر الفتن : "من تشرف
لها تستشرفه ومن وجد ملجأ أو معاذاً فليعذبه"
االستغاثة
االستغاثة طلب الغوث وهو اإلنقاذ من الشدة والهالك ، وهو أقسام :
12. األول: االستغاثة باهلل عز وجل وهذا من أفضل األعمال وأكملها وهو دأب
الرسل وأتباعهم، ودليله: ((إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم
بألف من المالئكة مردفين)) .
الثاني: االستغاثة باألموات أو باألحياء غير الحاضرين القادرين على اإلغاثة فهذا
شرك ؛ ألنه ال يفعله إال من يعتقد أن لهؤالء تصرفاً خفياً في الكون فيجعل لهم
حظاً من الربوبية قال اهلل تعالى: ((أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف
السوء ويجعلكم خلفاء األرض أله مع اهلل قليالً ما تذكرون)) {سورة النمل ،
اآلية: 15}.
الثالث: االستغاثة باألحياء العالمين القادرين على اإلغاثة فهذا جائز كاالستعانة
بهم قال اهلل تعالى في قصة موسى : ((فاستغاثة الذي من شيعته على الذي
من عدوه فوكزه موسى فقضى عليه)) {سورة القصص، اآلية: 61}.
الرابع: االستغاثة بحي غير قادر من غير أن يعتقد أن له قوة خفية مثل أن
يستغيث الغريق برجل مشلول فهذا لغو وسخرية بمن استغاث به فيمنع
منه لهذه العلة، ولعلة أخرى وهي الغريق ربما أغتر بذلك غيره فتوهم أن لهذا
المشلول قوة خفية ينقذ بها من الشدة.
13. المصادر
أبو حميد الفالسي-- الفوائد المستفادة من شرح ثالثة األصول
للشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه هللا
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية واإلفتاء9772
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية واإلفتاء8923