من بين نقاط الضعف في برامج ومشاريع التنمية أن مسائل الوعي بثقافة المياه لا تحظى فيها إلا بأهمية من الدرجة الثانية او انها تعالج حصرا كموضوعات منفصلة. فلو تم اعتبار مواضيع ثقافة المياه منذ مراحل تصور المشاريع، لتيسر إدماجها في التصميم والتطبيق والتقييم. إن البرامج التي لا تأخذ في الاعتبار الاحتياجات المختلفة للمجتمع وواقعه الاجتماعي والاقتصادي والثقافي واللغوي خلال كل هذه المراحل تواجه مخاطر أن تكون عديمة الجدوى والفاعلية والديمومة. ويقدم هذا البحث بناء مرحليا نموذجيا يمكن ملاءمته لينطبق مع السياق المحلي. ايضا يبرز البحث الجوانب المرتبطة بثقافة المياه والتي يتعين أخذها في الاعتبار عند كل مرحلة من مراحل حياة البرنامج. فبإمكان العاملين على مساندة البرامج الوطنية في مجال إدارة مصادر المياه، والمسؤولين عن ثقافة المياه وكل المهتمين من العاملين في مجال تنفيذ مشاريع المياه استعمال هذا البناء النموذجي. فانه أضحى من الأهمية بمكان تفعيل دور ثقافة المياه كمحور رئيس بمشاريع الإدارة المتكاملة للموارد المائية حتى تحقق البرامج والمشاريع اهدافها في جو من التفاعل والمشاركة والرضا الإجتماعی.