3. الإحسان إلى اليتيم خلق إسلامي رفيع حثنا الإسلام عليه
وندبنا إليه , بل وجعله من أفضل الأعمال وأزكاها , قال
تعالى : " لَيْسََ الْبِ رَ أَنَْ تُوَلُّوا وَُجُوهَكُمَْ قِبَلََ الْمَشْرَِقَِ
وَالْمَغْرِبَِ وَلكِ نَ الْبِ رَ مَنَْ آمَنََ بِا للَِّ وَالْيَوْمَِ الْْخِرَِ وَالْمَلائِكَةَِ
وَالْكِتابَِ وَالن بِيِ ينََ وَآتَى الْمالََ عَلى حُب هَِ ذَوِي الْقُرْبى
وَالْيَتامى وَالْمَساكِينََ وَابْنََ ال سبَِيلَِ وَال سائِلِينََ وَفَِي ال رقابَِ
وَأَقامََ ال صلاةََ وَآتَى ال زكاةََ وَالْمُوفَُونََ بِعَهْدِهِمَْ إِذا عاهََدُوا
وَال صابِرِينََ فِي الْبَأْساءَِ وَال ضَ راءَِ وَحِينََ الْبَأْسَِ أَُولئِكََ
ال ذِينََ صَدَقُوا وَأُولئِكََ هُمَُ الْمُتَ قُونََ ") 177 ( سورة البقرة.
4. ولقد جاء الإسلام واليتيم ليس له حظ في الحياة فأمر بإكرامه والإحسان
إليه ,حينما هاجر المسلمون إلى الحبشة وأرادت قريش إرجاعهم , وقف
جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، أمام النجاشي ملك الحبشة يشرح له محاسن الإسلام
وأخلاقياته السامية فَقَالَ لَهُ : أَيُّهَا الْمَلِكُ ، كُ ن ا قَوْمًا أَهْلَ جَاهِلِي ةٍ ، نَعْبُدُ
الأَصْنَامَ ، وَنَأْكُلُ الْمَيْتَةَ ، وَنَأْتِي الْف وَاحِشَ ، وَنَقْطَعُ الأَرْحَامَ ، وَ نُسِيءُ
الْجِوَارَ ، يَأْكُلُ الْقَوِيُّ مِن ا ال ضعِيفَ ، فَكُن ا عَلَى ذَلِكَ ، حَت ى بَعَثَ ا للَُّ إِلَيْنَا
رَسُولاً مِن ا ، نَعْرِفُ نَسَبَهُ وَصِدْقَهُ ، وَ أَمَانَتَهُ وَعَفَافَه ، فَدَعَا نَا إِلَى اللهِ لِنُوَ حدَهُ
وَنَعْبُدَهُ ، وَنَخْلَعَ مَا كُن ا نَحْنُ نَعْبُد وَآبَاؤُنَا مِنْ دُونِهِ مِنَ الْحِجَارَ ةِ وَالأوَْثَانِ ،
وَأَمَرَنَا بِصِدْقِ الْحَدِيثِ ، وَأَدَاءِ الأَمَانَةِ ، وَصِلَةِ ال رحِمِ ، وَحُسْنِ ا لجِوَارِ ،
وَالْكَ فِ عَنْ الْمَحَارِمِ وَالدِ مَاءِ ، وَنَهَانَا عَ نِ الْفَوَاحِشِ ، وَقَوْلِ الزُّورِ ، وَأَكْلِ
مَالَ الْيَتِيمِ ، وَقَذْفِ الْمُحْصَنَةِ ، وَأَمَرَ نَا أَنْ نَعْبُدَ اللهَ وَحْدَهُ ، لاَ نُشْرِكُ بِهِ
شَيْئًا ، وَأَمَرَنَا بِال صلاَةِ ، وَال زكَاةِ ، وَال صيَامِ . أخرجه أحمد
. 1740 ( و"ابن خزيمة" 2260 (1/201
5.
6. ولقد أكد القرآن الكريم على حقيقة الإحسان إلى اليتيم , وعدم الاعتداء
على ماله , قال تعالى : " وَلَاَ تَقْرَبُوا مَالََ الْيَتِيمَِ إَِ لاَ بِال تِي هِيََ أَحْسَنَُ حَت ى
يَبْلُغََ أَشُد هَُ وَأَوْفُوا الْكَيْلََ وَالْمِيزَانََ بِالْقِسْطَِ لَاَ نُكَلِ فَُ نَفْسًا إَِ لاَ وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمَْ
فَاعْدِلُوا وَلَوَْ كَانََ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدَِ ا للَِّ أََوْفُوا ذَلِكُمَْ وَ صاكُمَْ بِهَِ لَعََل كُمَْ تَذَ كرُونََ
152 ( وَأَ نَ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَات بِعُوهَُ وَلَاَ تَت بِعُوا السُّبُلََ فََتَفَ رقََ بِكُمَْ عَنَْ (
سَبِيلِهَِ ذَلِكُمَْ وَ صاكُمَْ بِهَِ لَعَل كُمَْ تَتَ قُونََ ) 153 ( سورة الأنعام .
وقال : " وَلَاَ تَقْرَبُوا مَالََ الْيَتِيمَِ إِ لاَ بِال تَِي هِيََ أَحْسَنَُ حَت ى يَبْلُغََ أََشُد هَُ وَأَوْفُوا
بِالْعَهْدَِ إِ نَ الْعَهْدََ كَانََ مَسْئُولًاَ ) 34 ( سورة الإسراء .
7. ولكفالة اليتيم وإكرامه فوائد كثيرة منها :
1( صحبة ال رسول صل ى ا للَّ عليه وسل م في الجن ة، وكفى بذلك شرفا وفخرا. (
2( كفالة اليتيم صدقة يضاعف لها الأجر إن كانت على الأقرباء )أجر ال صدقة وأجر القرابة(. (
3( كفالة اليتيم والإنفاق عليه دليل طبع سليم وفطرة نقي ة. (
4( كفالة اليتيم والمسح على رأسه وتطييب خاطره يرق ق القلب ويزيل عنه القسوة. (
5( كفالة اليتيم تعود على الكافل بالخير العميم في الد نيا فضلا عن الآخرة. (
6( كفالة اليتيم تساهم في بناء مجتمع سليم خال من الحقد والكراهي ة، وتسوده روح المحب ة والود . (
7( في إكرام اليتيم والقيام بأمره إكرام لمن شارك رسول ا للَّ صل ى ا للَّ عليه وسل م في صفة اليتم، وفي هذا دليل على محب ته (
صل ى ا للَّ عليه وسل م.
8( كفالة اليتيم تزكي المال وتط هره وتجعله نعم ال صاحب للمسلم. (
.»1« 9( كفالة اليتيم من الأخلاق الحميدة ال تي أق رها الإسلام وامتدح أهلها (
10 ( كفالة اليتيم دليل على صلاح المرأة إذا مات زوجها فعالت أولادها وخيري تها في الد نيا وفوزها بالج ن ة ومصاحبة (
ال رسول صل ى ا للَّ عليه وسل م في الآخرة.
11 ( في كفالة اليتيم بركة تح ل على الكافل وتزيد من رزقه. (