SlideShare ist ein Scribd-Unternehmen logo
1 von 365
‫مكتبة مشكاة‬                  ‫هكذا علمتني الحياة‬
                                          ‫السلمية‬




          ‫هكذا علمتني الحياة‬
              ‫مصطفى السباعي‬
                                       ‫محتويات الكتاب‬

                                            ‫•تقديم‬
                                    ‫•مقدمة المؤلف‬
                                      ‫•القسم الول‬
                                     ‫•القسم الثاني‬
                                     ‫•القسم الثالث‬
                                     ‫•القسم الرابع‬
                                    ‫•القسم الخامس‬
                     ‫•القسم السادس - شيطان يتظلم!‬
                                     ‫•القسم السابع‬
                                     ‫•القسم الثامن‬


                                                     ‫1‬
‫مكتبة مشكاة‬                      ‫هكذا علمتني الحياة‬
                                               ‫السلمية‬
                                         ‫•القسم التاسع‬
                                         ‫•القسم العاشر‬
              ‫•القسم الحادي عشر - مع الحجيج في عرفات‬
                          ‫•القسم الثاني عشر - في العيد‬
                ‫•القسم الثالث عشر - الولد حظوظ آبائهم‬
                                    ‫•القسم الرابع عشر‬
                  ‫•القسم الخامس عشر - الزوجات حظوظ‬
                                  ‫•القسم السادس عشر‬
                                   ‫•القسم السابع عشر‬
                                    ‫•القسم الثامن عشر‬
                                   ‫•القسم التاسع عشر‬
                                       ‫•القسم العشرون‬
                               ‫•القسم الواحد والعشرين‬
                                ‫•القسم الثاني والعشرين‬
                                ‫•القسم الثالث والعشرين‬
                                ‫•القسم الرابع والعشرين‬
                              ‫•القسم الخامس والعشرين‬
                              ‫•القسم السادس والعشرين‬
                               ‫•القسم السابع والعشرين‬

                                                         ‫2‬
‫مكتبة مشكاة‬                                          ‫هكذا علمتني الحياة‬
                                                                      ‫السلمية‬
                                                     ‫•القسم الثامن والعشرين‬
                                                     ‫•القسم التاسع والعشرين‬
                                                               ‫•القسم الثلثين‬
                                                      ‫•القسم الواحد والثلثين‬
                                                       ‫•القسم الثاني والثلثين‬
                                      ‫•القسم الثالث والثلثين - الحكم الصالح‬
                             ‫•القسم الرابع والثلثين - بين الحكومة والشعب‬
                                  ‫•القسم الخامس والثلثين - مسؤولية القادة‬
         ‫•القسم السادس والثلثين - يا شيوخنا في السياسة لقد آذانا ضعفكم‬
                                                             ‫فاتركونا نسير!‬
     ‫•القسم السابع والثلثين - هذه المة الواعية! لن تقبل بعد اليوم أنصاف‬
                                                                       ‫اللهة‬
                                 ‫•القسم الثامن والثلثين - بأي سلح نحارب‬
                     ‫•القسم التاسع والثلثين - لماذا أخفقت الجامعة العربية؟‬

                                                                               ‫تقديم‬

                             ‫بسم ال الرحمن الرحيم‬
‫الحمد ل والصلة والسلم على رسول ال, أما بعد: فإن العظماء من الناس يقدر‬
‫ال النفمع بآثارهمم فمي حياتهمم، وقمد يزيمد النفمع بعمد مماتهمم أضعاف ً مضاعفمة عمما‬
             ‫ا‬

                                                                                   ‫3‬
‫مكتبة مشكاة‬                                              ‫هكذا علمتني الحياة‬
                                                                           ‫السلمية‬
‫كان فمي أيامهمم. وممن هؤلء أسمتاذنا السمباعي، تغمده ال برحمتمه، ول شيمء أدل‬
‫على ذلك ممن كتابمه هذا الذي بيمن يديمك أيهما القارئ الكريمم "هكذا علمتنمي الحياة"‬
 ‫وكتابممه الخممر "السم ّة ومكانتهمما فممي التشريممع السمملمي" الذي جمممع فيممه ُ ّات‬
   ‫أم‬                                                        ‫ن‬
‫المسمائل فمي الدفاع عمن السمنة النبويمة والحديمث الشريمف، ورد عدوان الظالميمن‬
   ‫المتقوليممن على السم ّة ثبوتاً وكتباً وأتباع ً، وحيثممما سممر ُ أجممد أثممر هذا الكتاب‬
                          ‫ت‬                ‫ا‬                       ‫ن‬
                                                                           ‫والنتفاع به.‬
‫ومنذ أيام شاركت في المؤتمر الثامن للوحدة السلمية – والتقريب بين المذاهب‬
‫– فمي الجمهوريمة اليرانيمة السملمية، وكان كتاب السمباعي "السمنة ومكانتهما فمي‬
‫التشريع السلمي" المرجع الرئيس للمدافعين عن الس ّة تجاه الهجمات الشرسة‬
                     ‫ن‬
‫الموجهة ضدها، والمرتكزة على أقوال أبي ريّة، وما أثارته قضية حامد أبي زيد،‬
‫وسلمان رشدي، ومن ل ّ لفهم، وأصحاب مؤلفات الطعن في الصحابة رضي ال‬
                                            ‫ف‬
‫عنهممم. فكانممت كلمات السممباعي إحدى الحجممج الحاسمممة فممي الموضوع، تغمده ال‬
    ‫برحمته، وجمع المسلمين على كتابه، وس ّة رسوله، وعلى الجهاد في سبيله.‬
                                  ‫ن‬
‫وكتابنا هذا، "هكذا علمتني الحياة" جمعنا فيه جميع ما وجدناه من كلم الشيخ في‬
‫هذا الموضوع. وقد ضاع بعضه في حياة المؤلف، ونحن على يقين أ ّ بعضه قد‬
        ‫ن‬
‫ضاع بعممد وفاتممه، حيممث أعاد أحدهممم إلى الورثممة القسممم المحتجممز عنده بعممد مدة‬
               ‫طويلة، وقد سّمه إل ّ الورثة، وال نسأل أن يجمع لنا بقي مفقودً.‬
                ‫ا‬                                       ‫ي‬      ‫ل‬
‫وقد كانت الطبعات السابقة تحتاج إلى الكثير من العناية غير أ ّ الظروف لم تكن‬
              ‫ن‬
‫مواتيمة، وقمد ُجمد فيهما التكرار لبعمض المسمائل كمما همي أو باختلف كلممة واحدة‬
                                                               ‫و‬

                                                                                        ‫4‬
‫مكتبة مشكاة‬                                           ‫هكذا علمتني الحياة‬
                                                                      ‫السلمية‬
‫أحيانما. فقمنما بإعادة النظمر فمي كمل ذلك فمي هذه الطبعمة، وإذا عدلنما كلممة وضعنما‬
                                                        ‫كلمنا بين حاصرتين ] [.‬
‫ولمّا كان الواجب أن نقدم أعمالنا على أحسن ما يكون في قدرتنا، فقد بذلنا الجهد‬
‫الممكمن فمي هذه الطبعمة، راجيمن ال سمبحانه أن يتقبلهما بفضله، وأن يغممر مؤلفهما‬
‫برحمتممه، وأن ينفممع بهمما المممة، فإنهمما خلصممة تجارب رجممل عبقري، وعالم قليممل‬
           ‫النظير، ومجاهد أبلى في سبيل ال البلء الحسن، في مختلف الميادين.‬
‫وصملى ال على سميدنا محممد وآله وصمحبه وسملم، وآخمر دعوانما أن الحممد ل رب‬
                                                                          ‫العالمين.‬

                                                                    ‫مقدمة المؤلف‬

‫الحمد ل الذي قدر كل شيء فأحسن قدره، وابتلى النسان بما يس ّه وما يسوؤه‬
           ‫ر‬
‫ليحسمن فمي الحالتيمن شكره وصمبره، وجعمل لعبده ممما يكره أملً فيمما يحمب، وممما‬
 ‫يحمب حذرً ممما يكره، فسمبحانه واهمب النعمم، ومقدر ال ِقمم، له الحممد فمي الولى‬
                         ‫ن‬                                            ‫ا‬
‫والخرة، ل إله إل هو كل شيء هالك إل وجهه، وكل نعيم زائل إل جنته، وصلى‬
‫ال على سميدنا محممد الذي أوذي فمي سمبيل ال أبلغ إيذاء، فلم يزده ذلك إل إيماناً‬
‫ومضا ً، وعلى آله وصحبه الذين كانوا في السراء حامدين شاكرين، وفي الضراء‬
                                                                ‫ء‬
                                            ‫خاضعين صابرين، وسّم تسليماً كثيرً.‬
                                             ‫ا‬              ‫ل‬
‫وبعد... فهذه خطرات بدأت تسجيلها وأنا في مستشفى المواساة بدمشق في شهر‬
‫ذي القعدة من عام ١٨٣١ للهجرة الموافق لشهر نيسان )إبريل( من عام ٢٦٩١‬

                                                                                  ‫5‬
‫مكتبة مشكاة‬                                         ‫هكذا علمتني الحياة‬
                                                                    ‫السلمية‬
‫للميلد, وكنمت بدأت بتسمجيلها لنفسمي حيمن رأيتنمي فمي عزلة عمن الهمل والولد،‬
‫والتدريس والتأليف، وتلك هي عادتي في السجون والمراض والسفار، غير أني‬
‫فقدت كمل مما دونتمه ممن قبمل، فلمما بدأت بتسمجيل خواطري فمي هذه المرة، وكان‬
‫يزورني بعض إخواني فيراني مك ّا على الكتابة، أبدى عجبه من أمري، فقد أجمع‬
                                          ‫ب‬
‫كل الطباء الذين يشرفون على علجي في بلدنا وفي بلد الغرب أن من الواجب‬
‫أن أركممن إلى الراحممة التامممة، فل أقرأ ول أكتممب، ول أشغممل بالي بمشكلت الحياة‬
‫وهمومها، حتى يقدر لي الشفاء من مرض كان سببه الول – في رأيهم – إرهاق‬
‫العصماب بمما ل تتحمله، وقمد صمبرت أعصمابي على إرهاقمي لهما بضمع عشمر سمنة‬
‫حتمى ناءت بحممل مما أح ّلهما ممن هموم وأحزان، فكان منهما أن أعلنمت احتجاجهما‬
                                                    ‫م‬
 ‫بإيقافمي عمن النشاط والعممل إيقاف ً تامّا بضعمة شهور، ثمم اسمتطعت ممن بعدهما أن‬
                                             ‫ا‬
‫أعود إلى نشاطمي الفكري فمي التدريمس والتأليمف برغمم إلحاح الطباء عليّم بترك‬
 ‫ذلك، ولكنمي لم أسمتطع اتباع نصمائحهم لظروف شتمى ل ِبَل لي بدفعهما، حتمى إذا‬
                         ‫ق‬
‫دخلت المستشفى أخيرا بعد إلحاح المرض عل ّ واشتداد اللم، كان المفروض أن‬
                             ‫ي‬
‫أقف مضطراً عن الكتابة، لول أني وجدت نفسي مسوقاً إلى تسجيل خواطري التي‬
‫لم يكمن لي يمد فمي إيقاف تواردهما. وأقرب مما يكون النسمان إلى التفكيمر، أبعمد مما‬
                                                 ‫يكون عن الشواغل والمزعجات.‬
‫فلما رأى مني بعض أصدقائي ذلك، قرأت لهم بعض ما كتبت كالمعتذر عن مخالفة‬
 ‫نصمائح الطباء، فاستحسنوه، وكان أمر بعضهم أن أخذ يتردد عل ّ يوم ّا ليسممع‬
         ‫ي ي‬
‫مما اسمتجد ممن خواطري، ثمم غادرت المسمتشفى فتابعمت تسمجيل هذه الخواطمر فمي‬

                                                                                ‫6‬
‫مكتبة مشكاة‬                                         ‫هكذا علمتني الحياة‬
                                                                   ‫السلمية‬
‫فترات متقطعمة كانمت تدفعنمي إليهما مناسمبات الحداث. إلى أن تجممع لي منهما قدر‬
‫كافٍم رأيمت ممن الخيمر السمتجابة إلى رغبات بعمض إخوانمي فمي نشرهما رجاء النفمع‬
                                                           ‫والفائدة إن شاء ال.‬

                                    ‫#٢#‬
‫لقد د ّنت هذه الخواطر كما وردت، غير مرتبة ول مبوبة، فقد كنت أرى المنظر‬
                                                               ‫و‬
 ‫فيوحمي إليّ بالخاطرة أو بأكثمر فأدونهما، ثمم أرى منظرً آخمر فأد ّن مما خطمر لي‬
              ‫و‬          ‫ا‬
‫تعليقاً عليه، وكنت أحيان ً أتذكر ما مضى من حياتي مع الناس فأكتب ما استفدت‬
                                               ‫ا‬
‫من تجاربي معهم، وهكذا جاءت هذه الخواطر مختلط ً بعضها ببعض، وقد يوحي‬
                     ‫ا‬
‫إل ّ المر الذي أود التعليق عليه بخواطر مسلسلة فأكتبها يردف بعضها بعض ً كما‬
    ‫ا‬                                                                 ‫ي‬
‫يرى القارئ فمي بعمض المواضمع. وأيّا مما كان فأنما أعرضهما كمما كتبتهما دون أن‬
   ‫أعيد النظر في ضم النظير إلى نظيره، والموضوع إلى شبيهه، لغرضين اثنين:‬
‫أو ً: أن تكون صورة صادقة عن تفكيري خلل بضعة شهور قضيتها منقطع ً عن‬
   ‫ا‬                                                          ‫ل‬
                                                ‫الناس ما بين المستشفى والبيت.‬
‫ثاني ً: أن يكون فمممي انتقال الخواطمممر ممممن موضوع إلى موضوع، مممما يلذ للقارئ‬
                                                                         ‫ا‬
‫متابعتهما، فقمد تممل النفمس ممن موضوع واحمد يتتابمع فيمه الكلم على نسمق واحمد،‬
‫ولكنهما تنشمط حيمن تنتقمل ممن معنمى إلى معنمى، كمما تنشمط النفمس حيمن تنتقمل فمي‬
                             ‫الحديقة من زهرة إلى زهرة، ومن ثمرة إلى أخرى.‬



                                                                               ‫7‬
‫مكتبة مشكاة‬                                           ‫هكذا علمتني الحياة‬
                                                                      ‫السلمية‬
                                     ‫#٣#‬
‫إن هذه الخواطر هي خلصة تجاربي في الحياة، لم أنقل شيئ ً منها من كتاب، ول‬
                 ‫ا‬
‫استعنت فيها بآراء غيري من الناس، وأعتقد أن من حق الجيل الذي أتى بعدنا أن‬
‫ي ّلع على تجاربنما، وأن يسمتفيد ممن خبرتنما إذا وجمد فيهما مما يفيمد، وهذا خيمر مما‬
                                                                                ‫ط‬
‫نقدممه له ممن هديمة. إننما ل نسمتطيع أن نملي عليمه آراءنما إمل ً، وليمس ذلك ممن‬
               ‫ء‬
‫حقنا، وإنما نستطيع أن نقدم له النصح والموعظة، وخير النصح ما أعطته الحياة‬
‫نفسممها، وأبلغ الموعظممة ممما اتصممل بتجارب الحياة ذاتهمما، والناس وإن اختلفممت‬
‫مشاربهمممم وعقولهمممم وطباعهمممم، فإنهمممم يلتقون على كثيمممر ممممن حقائق الحياة،‬
                           ‫ويجتمعون على كثير من الرغبات والحاجات والهداف.‬
‫وإنممي إنممما أقدم هذه التجارب لمممن عاش فممي مثممل تفكيرنمما وأهدافنمما ومطامحنمما‬
‫ومقاييسمنا، فهؤلء الذيمن ينفعون بهما، أمما الذيمن يخالفوننما فمي العقيدة أو التجاه‬
‫فق ّ أن يستفيدوا منها، ول أعتقد أنهم يستطيعون الصبر على كثير مما جاء فيها‬
                                                                     ‫ل‬
‫من خواطر وأفكار، فمن أجل أولئك نشرت ما كتبت، أما هؤلء المخالفون لنا في‬
‫التجاه والنظرة إلى حقائق الحياة ومشكلتها، فكل ما أرجو أن يستمعوا إليه، وأن‬
‫يقرأوه على أنمه يمثمل وجهمة نظمر فمي مشاكمل مجتمعنما الذي نعيمش فيمه، ول سمبيل‬
‫إلى إنصماف مخالفمك فمي الرأي إل أن تسمتمع إليمه وترى مما عنده، فقمد تجمد فيمما‬
‫تسممع – إن كنمت طالباً للحمق – بعمض الصمواب الذي كنمت تظنمه خطمأ، وبعمض‬
‫الحق الذي كنت تراه باط ً، وقد مدح ال عباده المؤمنين ? الذين يستمعون القول‬
                                                 ‫ل‬
                                                                ‫فيتبعون أحسنه? .‬

                                                                                  ‫8‬
‫مكتبة مشكاة‬                                           ‫هكذا علمتني الحياة‬
                                                                       ‫السلمية‬


                                      ‫#٤#‬
‫هذا وقمد كانمت خواطري التمي أقدم أكثرهما اليوم فمي هذا الكتاب ممزوجمة بخواطمر‬
‫سممياسية أوحممت بهمما ظروفنمما السممياسية، فجردتهمما مممن هذه الخواطممر الجتماعيممة،‬
‫رجاء أن يقرأ هذه من اختلف معنا في التجاه السياسي ومن وافقنا، وأرجأت نشر‬
‫تلك الخواطممر السممياسية إلى فرصممة أخرى أرجممو أن تكون الظروف فيهمما ملئمممة‬
‫لنشرهما أكثمر ممن ظروفنما الحاضرة، وأن تكون النفوس فيهما مسمتعدة لقبول النقمد‬
‫والحكم لها أو عليها أكثر مما هي مستعدة اليوم. وبخاصة أنا في مرضي ول أريد‬
‫إثارة الخصومات السياسية في وقت أرى أن ظروف بلدنا ل تسمح بإثارتها، وأن‬
      ‫حالتي المرضية ل تسمح لي بالدخول في نقاش أو جدل حول ما كتبته فيها.‬
‫وليس معنى هذا أن ما في هذا الكتاب ل يثير عل ّ بعض الخصومات، ولكني أرى‬
                        ‫ي‬
‫ما تثيره بعض خواطري في هذا الكتاب من خصومات، شيئ ً أتقرب به إلى ال عز‬
                   ‫ا‬
‫وجل، فالخصومات السياسية كثيرً ما ُثاب النسان عليها، أما الخصومات الفكرية‬
                                      ‫ا ي‬
‫– وبخاصممة ممما يتعلق منهمما بالديممن والصمملح الجتماعممي – فهممي ل بممد واقعممة،‬
‫والثواب فيهما متوفمر إن شاء ال لممن لم يبغِم فمي نقده إل وجمه الحمق، وتخليمص‬
                                                      ‫الناس من الباطيل والوهام.‬

                                      ‫#٥#‬




                                                                                   ‫9‬
‫مكتبة مشكاة‬                                             ‫هكذا علمتني الحياة‬
                                                                         ‫السلمية‬
‫وأنما فمي هذه الخواطمر لم أحاول الغموض فمي صمياغتها، ول التحدث عمن المعانمي‬
‫التمي تخطمر فمي بال الفلسمفة، وي ّعيهما بعمض المتفلسمفين، لقمد كتبتهما بأسملوب‬
                                            ‫د‬
‫تفهممه العاممة كمما تفهممه الخاصمة، وكنمت فيهما منسماق ً ممع طمبيعتي التمي تحمب‬
                       ‫ا‬
                                 ‫البساطة في كل شيء، وتكره التعقيد في أي شيء.‬
 ‫إنني لست في هذه الخواطر فيلسوف ً ول حكيم ً ول مفكرً بعيد الغور في الوصول‬
                      ‫ا‬        ‫ا‬         ‫ا‬
‫إلى الحقائق، ولكننمي صماحب تجارب عمليمة فمي الحياة اسمتغرقت ممن عمري أكثمر‬
‫من ربع قرن، وقد أحببت نقلها إلى من ينتفعون بما نكتب، ويتأثرون بخطانا فيما‬
 ‫نفكر، وليس يهمني أن أبدو في نظرهم متفلسفً، أو أديباً متأنف ً، وإنما يهمني أن‬
                 ‫ا‬                  ‫ا‬
     ‫أبدو لهم أخ ً مرشداً ناصحاً يقول ما يفهمون، ول يعنتهم في تدبر ما يقرأون.‬
                                                                ‫ا‬
 ‫على أنممي أعترف أن كثيرً مممن الخواطممر المنثورة فممي هذا الكتاب تحتمممل معان مٍ‬
                                                         ‫ا‬
‫كثيرة، وقمد تحتاج إلى شرح يمبين المقصمود منهما، وقمد أبقيتهما على مما همي عليمه‬
‫ممن الشمول لتحتممل كمل مما تحتمله ممن معانٍ، وتركمت للخ القارئ أن يفهمهما أو‬
                                 ‫م‬
                          ‫يفهم منها ما يشاء ما دام لفظها يحتمل فهمه ويدل عليه.‬

                                       ‫#٦#‬
‫وقمد جاء فمي بعمض الخواطمر كلمات "منظوممة" ول أقول قصمائد شعريمة، فلسمت‬
‫بالشاعمر وليسمت عندي موهبمة الشعمر وسمليقته، وإن كان لي ميمل إليمه، وبقراءتمه‬
 ‫هوى، ولكنهما خواطمر "منظوممة" جاءتنمي عفوً دون تعمّد، فتركمت نفسمي على‬
                             ‫ا‬
‫سممجيتها، تعممبر عممما تريممد بالسمملوب الذي تريممد، فهذا هممو عذري فيممما أثبتممه مممن‬


                                                                                     ‫01‬
‫مكتبة مشكاة‬                                         ‫هكذا علمتني الحياة‬
                                                                    ‫السلمية‬
 ‫"منظومات" ل تطرب الشعراء، ول تهمز أسمماعهم، وحسمبي أنمي طربمت لهما حيمن‬
‫جاءت على لسماني هكذا، فخشيمت إن أهملت إثباتهما فمي هذه الخواطمر، أن يضيمع‬
‫على القارئ بعممض ممما فيهمما مممن خواطممر وجدانيممة، وانفعالت نفسممية، فرأيممت أن‬
 ‫أشركمه معمي فيهما على أن يعلم أنهما ليسمت – فمي نظري – شعرً أعت ّ بمه، بمل‬
          ‫ا د‬
                                                             ‫خواطر أرتاح إليها.‬

                                    ‫#٧#‬
 ‫وأحب أن أن ّه أيضاً على أنني فيما أوردت من خواطر تتناول فئات من الناس، لم‬
                                                              ‫ب‬
‫أقصمد أشخاصمً معينيمن، وإنمما قصمدت كمل ممن اتصمف بتلك الصمفات، فالخواطمر‬
                                                            ‫ا‬
‫المتعلقمة بهمم خواطمر نحمو صمفات معينمة، ل أشخاص معينيمن، وأعوذ بال ممن أن‬
‫يكون فمي قلبمي حقمد نحمو أحمد، أو عندي رغبمة فمي التشهيمر بإنسمان مهمما اختلفمت‬
                                                                 ‫معه في اتجاهه.‬
                                         ‫ولست أقول كما قال أبو الطيب المتنبي:‬
        ‫وبالناس ر ّى رمحه غير راحم‬
                       ‫و‬                    ‫ومن عرف اليام معرفتي بها‬
       ‫ول في الردى الجاري عليهم بآثم‬         ‫فل هو مرحوم إذا ظفروا به‬
‫ولكنمي أقول: إن ممن بلغ ممن العممر مما بلغمت )سمبع ً وأربعيمن سمنة( وأصمابه ممن‬
                           ‫ا‬
‫المرض مما أصمابني )خممس سمنين وبضعمة شهور( وعرف الناس معرفتمي بهمم،‬
‫يرى نفسممه أكرم مممن أن يحمممل حقدً أو عداوة شخصممية يجري وراءهمما متقطممع‬
                                       ‫ا‬
                                                                        ‫النفاس.‬


                                                                               ‫11‬
‫مكتبة مشكاة‬                                             ‫هكذا علمتني الحياة‬
                                                                         ‫السلمية‬
‫لقد هانت عل ّ الدنيا بما فيها من اللذائذ، وما تحتويه من عوامل الحسد والحقد‬
                                                             ‫ي‬
‫والكراهية، ولم يبقَ في نفسي – شهد ال – إل رغبة في الخير أفعله وأدل عليه،‬
‫وإعراض عممن الشممر أهجره وأحذر منممه، أممما الشخاص فنحممن كلنمما زائلون، ولن‬
‫يبقمى إل مما ابتغمي بمه وجمه ال، أو قصمد منمه نفمع الناس، وسميجزي ال كمل إنسمان‬
‫على ممما قدم مممن عمممل، ونحممن جميع ً – مممن ظالميممن ومظلوميممن، ومتخاصمممين‬
                                        ‫ا‬
               ‫ومتحابين – أحوج ما نكون حينئذ إلى عفو ال ورحمته ورضوانه.‬
            ‫وعند ال تجتمع الخصوم‬              ‫إلى د ّان يوم الدين نمضي‬
                                                               ‫ي‬

                                       ‫#٨#‬
‫وبعممد ... فهذا ممما أحببممت أن أبينممه للقارئ مممما يعتلج فممي نفسممي فممي نفسممي مممن‬
‫خواطر نحو هذه الخواطر، وإني لرجو ال تبارك وتعالى أن ينتفع بها فيما أصبت‬
‫فيمه، وأن يغفمر لي منهما مما أخطأت فيمه، وأن يجعمل ثواب ذلك فمي عداد حسمناتي‬
‫يوم العرض عليمه ? يوم ل ينفمع مال ول بنون * إل ممن أتمى ال بقلب سمليم?، ?‬
         ‫يوم ل تملك نفس لنفس شيئا والمر يومئذ ل?، والحمد ل رب العالمين.‬
                   ‫دمشق ١ من جمادى الخرة ٢٨٣١‬
                          ‫٩٢ من تشرين الول ٢٦٩١‬
                       ‫الدكتور مصطفى السباعي‬

                                                                          ‫القسم الول‬


                                                                                     ‫21‬
‫مكتبة مشكاة‬                                             ‫هكذا علمتني الحياة‬
                                                                         ‫السلمية‬
                             ‫من أمراض هذه الحضارة‬
‫من مفاسد هذه الحضارة أنها تس ّي الحتيال ذكا ً, والنحلل حرية، والرذيلة ف ّا،‬
  ‫ن‬                           ‫ء‬              ‫م‬
                                                                   ‫والستغلل معونة.‬




                                   ‫شر من الحيوان‬
‫حيممن يرحممم النسممان الحيوان وهممو يقسممو على النسممان يكون منافق ً فممي ادعاء‬
           ‫ا‬
                                          ‫الرحمة، وهو في الواقع شر من الحيوان.‬

                              ‫مقياس السعادة الزوجية‬
‫الحمد الفاصمل بيمن سمعادة الزوج وشقائه همو أن تكون زوجتمه عوناً على المصمائب‬
                                                             ‫أو عون ً للمصائب عليه.‬
                                                                           ‫ا‬

                                    ‫بلسم الجراح‬
                                           ‫نعم بلسم الجراح اليمان بالقضاء والقدر.‬

                                  ‫أخطر على الدين‬
‫الذيممن يسمميئون فهممم الديممن أخطممر عليممه مممن الذيممن ينحرفون عممن تعاليمممه، أولئك‬
‫يعصون ال وين ّرون الناس من الدين وهم يظنون أنهم يتق ّبون إلى ال، وهؤلء‬
                 ‫ر‬                                      ‫ف‬

                                                                                     ‫31‬
‫مكتبة مشكاة‬                                         ‫هكذا علمتني الحياة‬
                                                                    ‫السلمية‬
‫يتبعون شهواتهممم وهممم يعلمون أنهممم يعصممون ال ثممم ممما يلبثون أن يتوبوا إليممه‬
                                                                     ‫ويستغفروه.‬

                                ‫آكل الدنيا بالدين‬
               ‫قاطع الطريق أقرب إلى ال وأحب إلى الناس من آكل الدنيا بالدين.‬

                                  ‫المبدأ النبيل‬
‫كل مبدأ نبيل إذا لم يحكمه دين سمح مسيطر، يجعل سلوك صاحبه في الحياة غير‬
                                                                            ‫نبيل.‬

                          ‫الرحمة خارج حدود الشريعة‬
                 ‫الرحمة خارج حدود الشريعة مرض الضعفاء أو حيلة المفلسين.‬

                                ‫إذا كنت تحب ..‬
‫إذا كنت تح ّ السرور في الحياة فاعتنِ بصحتك، وإذا كنت تح ّ السعادة في الحياة‬
                  ‫ب‬                                            ‫ب‬
 ‫فاعتنِ بخلقك، وإذا كنت تح ّ الخلود في الحياة فاعتنِ بعقلك، وإذا كنت تح ّ ذلك‬
     ‫ب‬                                            ‫ب‬
                                                               ‫كله فاعتنِ بدينك.‬

                                  ‫هذا النسان!‬



                                                                               ‫41‬
‫مكتبة مشكاة‬                                         ‫هكذا علمتني الحياة‬
                                                                    ‫السلمية‬
‫هذا النسمان الذي يجممع غايمة الضعمف عنمد المرض والشهوة، وغايمة الق ّة عنمد‬
      ‫و‬
          ‫الحروب وابتكار وسائل البناء والتدمير، هو وحده دليل على وجود ال.‬

                                ‫المرض مدرسة!‬
     ‫المرض مدرسة تربوية لو أحسن المريض الستفادة منها لكان نعمة ل نقمة.‬

                                 ‫ا‬
                                 ‫ل تحتقرن أحدً‬
‫ل تحتقرن أحدً مهمما هان؛ فقمد يضعمه الزمان موضمع ممن يرتجمى وصماله ويخشمى‬
                                                            ‫ا‬
                                                                           ‫فعاله.‬




                                 ‫أوهام مع العلم‬
‫لم تعممش النسممانية فممي مختلف عصممورها كممما تعيممش اليوم تحممت ركام ثقيممل مممن‬
                        ‫الوهام والخرافات بالرغم من تقدم العلم وارتياد الفضاء.‬


                               ‫جهل خير من علم!‬
  ‫إذا لم يمنع العلم صاحبه من النحدار كان جهل ابن البادية علم ً خيرً من علمه.‬
           ‫ا‬    ‫ا‬



                                                                               ‫51‬
‫مكتبة مشكاة‬                                        ‫هكذا علمتني الحياة‬
                                                                   ‫السلمية‬
                                 ‫ما هو العلم؟‬
                ‫ليس العلم أن تعرف المجهول .. ولكن .. أن تستفيد من معرفته.‬

                           ‫أكثر الناس خطرً على ..‬
                                  ‫ا‬
 ‫أكثمممر الناس خطرً على الخلق همممم علماء "الخلق" وأكثمممر الناس خطرً على‬
     ‫ا‬                                                 ‫ا‬
‫الدين هم رجال الدين . )أعني بهم الذين يتخذون الدين مهنة، وليس في السلم‬
                                            ‫رجال دين، بل فيه فقهاء وعلماء (.‬

                                 ‫حسن الخلق‬
 ‫حسممن الخلق يسممتر كثيراً مممن السمميئات، كممما أن سمموء الخلق يغطّي كثيرً مممن‬
      ‫ا‬
                                                                      ‫الحسنات.‬

                                 ‫الرعد والماء‬
‫الرعمد الذي ل ماء معمه ل ينبمت العشمب، كذلك العممل الذي ل إخلص فيمه ل يثممر‬
                                                                         ‫الخير.‬

                                 ‫الغنى والفقر‬
 ‫القناعة والطمع هما الغنى والفقر، فربّ فقير هو أغنى منك، وربّ غني هو أفقر‬
                                                                          ‫منك..‬



                                                                              ‫61‬
‫مكتبة مشكاة‬                                            ‫هكذا علمتني الحياة‬
                                                                        ‫السلمية‬
                                 ‫الجمال والفضيلة‬
                            ‫الجمال الذي ل فضيلة معه كالزهر الذي ل رائحة فيه.‬

                            ‫العتدال في الحب والكره‬
               ‫ل تفرط في الحب والكره، فقد ينقلب الصديق عد ّا والعدو صديق ً.‬
                ‫ا‬              ‫و‬

                                 ‫الخيار والشرار‬
                       ‫إذا لم يحسن الخيار طريق العمل سّط ال عليهم الشرار.‬
                                         ‫ل‬

                                     ‫انصح..‬
‫انصممح نفسممك بالشممك فممي رغباتهمما، وانصممح عقلك بالحذر مممن خطراتممه، وانصممح‬
‫جسممك بالشحّم فمي شهواتمه، و انصمح مالك بالحكممة فمي إنفاقمه، وانصمح علممك‬
                                                          ‫بإدامة النظر في مصادره.‬

                                ‫ل يغلبنك الشيطان!‬
 ‫ل يغلبنّمك الشيطان على دينممك بالتماس العذر لكممل خطيئة، وتصمم ّد الفتوى لكممل‬
               ‫ي‬
 ‫معصممية، فالحلل ب ّنمم، والحرام ب ّنمم، ومممن ا ّقممى الشبهات فقممد اسممتبرأ لدينممه‬
                                    ‫ت‬             ‫ي‬               ‫ي‬
                                                                           ‫وعرضه.‬

                             ‫ل بد للخير من الجزاء..‬


                                                                                   ‫71‬
‫مكتبة مشكاة‬                                            ‫هكذا علمتني الحياة‬
                                                                        ‫السلمية‬
‫أنفقمت صمحتي على الناس فوجدت قلي ً منهمم فمي مرضمي، فإن وجدت ثوابمي عنمد‬
                                      ‫ل‬
                                        ‫ربي تمت نعمته عل ّ في الصحة والمرض.‬
                                                         ‫ي‬
           ‫ل يذهب العرف بين ال والناس‬                ‫من يفعل الخير ل يعدم جوازيه‬

                              ‫الشهوة الثمة والمباحة‬
‫الشهوة الثممة حلوة سماعة ثمم مرارة العممر، والشهوة المباحمة حلوة سماعة ثمم‬
                       ‫فناء العمر، والصبر المشروع مرارة ساعة ثم حلوة البد..‬

                                 ‫الجبن والشجاعة‬
                                           ‫بين الجبن والشجاعة ثبات القلب ساعة.‬

                                ‫ل يخدعنك الشيطان‬
‫ل يخدعنممك الشيطان فممي ورعممك؛ فقممد يزهدك فممي التافممه الحقيممر، ثممم يطمعممك فممي‬
‫العظيم الخطير، ول يخدعنك في عبادتك؛ فقد يحبب إليك النوافل، ثم يوسوس لك‬
                                                                  ‫في ترك الفرائض.‬

                               ‫المرض من غير ألم..‬
                     ‫ما أجمل المرض من غير ألم!.. راحة للمرهقين والمتعبين...‬

                                      ‫لول اللم‬


                                                                                   ‫81‬
‫مكتبة مشكاة‬                                         ‫هكذا علمتني الحياة‬
                                                                    ‫السلمية‬
‫لول اللم لكان المرض راحمة تحبمب الكسمل، ولول المرض لفترسمت الصمحة أجممل‬
‫نوازع الرحمممة فممي النسممان، ولول الصممحة لممما قام النسممان بواجممب ول بادر إلى‬
 ‫مكرمة, ولول الواجبات والمكرمات لما كان لوجود النسان في هذه الحياة معنى.‬

                                ‫الطاعة والتقوى‬
‫مما ندم عبمد على طاعمة ال، ول خسمر ممن وقمف عنمد حدوده، ول هان ممن أكرم‬
                                                                 ‫نفسه بالتقوى..‬

                                   ‫برد ونار!‬
      ‫يكفيك من التقوى برد الطمئنان، ويكفيك من المعصية نار القلق والحرمان.‬

                                     ‫شتان!‬
‫انتماؤك إلى ال ارتفاع إليممه، واتباعممك الشيطان ارتماء عليممه، وشتان بيممن مممن‬
                      ‫يرتفع إلى ملكوت السموات، ومن يهوي إلى أسفل الدركات.‬

                                  ‫شرار الناس‬
            ‫شرار الناس صنفان: عالم يبيع دينه لحاكم، وحاكم يبيع آخرته بدنياه.‬

                                  ‫أعظم نجاح!‬
       ‫أعظم نجاح في الحياة: أن تنجح في التوفيق بين رغباتك ورغبات زوجتك.‬


                                                                               ‫91‬
‫مكتبة مشكاة‬                                       ‫هكذا علمتني الحياة‬
                                                                  ‫السلمية‬


                             ‫طول الحياة وقصرها‬
                                ‫الحياة طويلة بجلئل العمال، قصيرة بسفاسفها.‬

                           ‫مطية الراحلين إلى ال!‬
                                      ‫العمل والمل هما مطية الراحلين إلى ال.‬

                                   ‫مسكين‬
                                 ‫ل يعرف النسان قصر الحياة إل قرب انتهائها.‬

                                 ‫سنة الحياة‬
‫ممممن سمممنة الحياة أن تعيمممش أحلم بعمممض الناس على أحلم بعمممض، ولو تحققمممت‬
                                                    ‫أحلمهم جميعاً لما عاشوا.‬

                                   ‫مقارنة‬
                                ‫إنما يتم لك حسن الخلق بسوء أخلق الخرين..‬

                           ‫حوار بين الحق والباطل‬
                                                   ‫تم ّى الباطل يوماً مع الحق‬
                                                                         ‫ش‬
                                              ‫فقال الباطل: أنا أعلى منك رأس ً.‬
                                               ‫ا‬
                                                 ‫قال الحق: أنا أثبت منك قدم ً.‬
                                                  ‫ا‬

                                                                            ‫02‬
‫مكتبة مشكاة‬                                         ‫هكذا علمتني الحياة‬
                                                                   ‫السلمية‬
                                                      ‫قال الباطل: أن أقوى منك.‬
                                                        ‫قال الحق: أنا أبقى منك.‬
                                       ‫قال الباطل: أنا معي القوياء والمترفون.‬
‫قال الحمق: ?وكذلك جعلنما فمي كمل قريمة أكابر مجرميهما ليمكروا فيهما ومما يمكرون‬
                                                     ‫إل بأنفسهم وما يشعرون ?.‬
                                               ‫قال الباطل: أستطيع أن أقتلك الن.‬
                                ‫قال الحق: ولكن أولدي سيقتلونك ولو بعد حين.‬

                            ‫من عجيب شأن الحياة‬
                          ‫من عجيب شأن الحياة أن يطلبها الناس بما تقتلهم به.‬

                                  ‫مثل الحياة‬
          ‫الحياة كالحسناء : إن طلبتها امتنعت منك، وإن رغب َ عنها سعت إليك.‬
                         ‫ت‬

                                 ‫يقظة وغفلة‬
‫ما عجبت لشيء عجبي من يقظة أهل الباطل واجتماعهم عليه، وغفلة أهل الحق‬
                                                           ‫وتشتت أهوائهم فيه!.‬

                                 ‫الباطل والحق‬



                                                                             ‫12‬
‫مكتبة مشكاة‬                                               ‫هكذا علمتني الحياة‬
                                                                            ‫السلمية‬
‫الباطممل ثعلب ماكمر، والحممق شاة وادعممة، ولول نصممرة ال للحممق لممما انتصممر على‬
                                                                             ‫الباطل أبدً.‬
                                                                              ‫ا‬

                                        ‫الفضيلة‬
                                    ‫الفضيلة فرس جموح ل تنقاد إل للمتمكنين منها.‬

                                        ‫الشجاعة‬
‫ليسممت الشجاعممة أن تقول الحممق وأنممت آمممن، بممل الشجاعممة أن تقول الحممق وأنممت‬
                                                                          ‫تستثقل رأسك!‬

                                         ‫السعادة‬
            ‫السعادة راحة النفس وطمأنينة الضمير، ولكل أناس مقاييسهم في ذلك.‬

                               ‫العقائد بين الحب والحقد‬
‫العقائد التممي يبنيهمما الحقممد يهدمهمما النتقام، والعقائد التممي يبنيهمما الحممب يحميهمما‬
                                                                                ‫الحسان.‬

                                         ‫الترفيه‬




                                                                                        ‫22‬
‫مكتبة مشكاة‬                                           ‫هكذا علمتني الحياة‬
                                                                      ‫السلمية‬
 ‫المؤممن يرفمه عمن جد الحياة بمما ينعمش روحمه، وبذلك يعيمش حياتمه إنسماناً كام ً،‬
  ‫ل‬
‫وغيمر المؤممن يرفمه عمن جمد الحياة بمما يفسمد إنسمانيته، وبذلك يعيمش حياتمه نصمف‬
                                                                           ‫إنسان.‬

                                ‫التوكل والتواكل‬
                            ‫قال التوكل: أنا ذاهب لعمل، فقال النجاح: وأنا معك.‬
                         ‫وقال التواكل: وأنا قاعد لرتاح، فقال البؤس: وأنا معك.‬

                                 ‫الصدق والكذب‬
‫الصمممدق مطيمممة ل تهلك صممماحبها وإن عثرت بمممه قلي ً، والكذب مطيمممة ل تنجمممي‬
                          ‫ل‬
                                                     ‫صاحبها وإن جرت به طوي ً.‬
                                                      ‫ل‬

                                   ‫سر النجاح‬
        ‫سر النجاح في الحياة أن تواجه مصاعبها بثبات الطير في ثورة العاصفة.‬

                                  ‫لول اليمان‬
                                              ‫الحياة لول اليمان ُغ ٌ ل يفهم معناه.‬
                                                            ‫ل ْز‬

                                     ‫الثبات‬
                             ‫كن في الحياة كما وضعتك الحياة مع الرتفاع دائم ً.‬
                              ‫ا‬


                                                                                ‫32‬
‫مكتبة مشكاة‬                                         ‫هكذا علمتني الحياة‬
                                                                    ‫السلمية‬
                                  ‫جمال الحياة‬
                                      ‫من عرف ربه رأى كل ما في الحياة جمي ً.‬
                                       ‫ل‬

                                 ‫القوة والضعف‬
 ‫القوة هي ترك العدوان مع توفر أسبابه، والضعف هو الطيش عند أقل المغريات.‬


                               ‫المؤمن والمعصية‬
 ‫ليس المؤمن هو الذي ل يعصي ال، ولكن المؤمن هو الذي إذا عصاه رجع إليه.‬

                               ‫بين النبوة والعظمة‬
‫الفرق بيممن النبوة والعظمممة هممو: أن مقاييممس الكمال فممي النبوة تقاس بمممن فممي‬
   ‫السماء ويا ما أكملهم! ومقاييس العظمة تقاس بمن في الرض ويا ما أسوأهم!‬

                                   ‫نور وتراب‬
  ‫النبوة سماء تتكلم نورً، والعظمة تراب ي ّ ّد غرورً، إل العظمة المستمدة من‬
                         ‫ا‬      ‫صع‬                  ‫ا‬
                            ‫النبوة، فإنها نور من الرض ي ّصل بنورٍ من السماء.‬
                                               ‫ت‬




                                                                               ‫42‬
‫مكتبة مشكاة‬                                           ‫هكذا علمتني الحياة‬
                                                                       ‫السلمية‬

                                                                       ‫القسم الثاني‬

                                  ‫دواب الشيطان‬
‫إن للشيطان دواب يمتطيهمما ليصممل بهمما إلى ممما يريممد مممن فتنممة الناس وإغوائهممم،‬
 ‫منهمما: علماء السمموء، ومنهمما: ج َ َة المتصمموفة وزنادقتهممم، ومنهمما: المرتزقون‬
                                             ‫هل‬
‫بالفكمممر والجمال، ومنهممما: الكلون باللحمممى والعمائم ) أي : يخدعون بهممما الناس‬
‫وليممس لهممم صمملة بالعلم والديممن (، وأضعممف هذه الدواب وأقصممرها مدى مجرمممو‬
                                                           ‫الفقر والجهالة والتشرد.‬

                                    ‫جنود الحق‬
                                            ‫إن للحق جنوداً يخدمونه، منهم الباطل.‬

                                   ‫أدوات الشفاء‬
‫إذا اجتمممع لمريممض الهموم والعباء : ركون إلى ال، وتذكممر لسمميرة رسممول ال،‬
‫وجمو مرح، ونغمم جميمل، وس ّار ذوو أذواق وفكاهمة، فقد قطمع الشوط الكمبر نحو‬
                                               ‫م‬
                                                                            ‫الشفاء.‬

                         ‫قيثارة الشيطان وحبالته ودنانيره‬
           ‫ال َ ّ قيثارة الشيطان، والمرأة حبالته، وعلماء السوء دراهمه ودنانيره.‬
                                                                         ‫فن‬



                                                                                  ‫52‬
‫مكتبة مشكاة‬                                         ‫هكذا علمتني الحياة‬
                                                                    ‫السلمية‬
                                      ‫لذة..‬
‫لذة العابديمن فمي المناجاة، ولذة العلماء فمي التفكيمر، ولذة السمخياء فمي الحسمان،‬
‫ولذة المصملحين فمي الهدايمة، ولذة الشقياء فمي المشاكسمة، ولذة اللئام فمي الذى،‬
                                              ‫ولذة الضالين في الغواء والفساد.‬

                                       ‫ال‬
‫العاقمل يرى ال فمي كمل شيمء: فمي دقمة التنظيمم، وروعمة الجمال، وإبداع الخلق،‬
                                                               ‫وعقوبة الظالمين.‬

                                 ‫القضاء والقدر‬
        ‫القضاء والقدر س ّ التوحيد، ومظهر العلم، وصمام المان في نظام الكون.‬
                                                         ‫ر‬




                              ‫وجودك دليل وجوده‬
‫دّك بجهلك على علممه، وبضعفمك على قدرتمه، وببخلك على جوده، وبحاجتمك على‬
                                                                    ‫ل‬
‫اسممتغنائه، وبحدوثممك على قدمممه، وبوجودك على وجوده، فكيممف تطلب بعممد ذاتممك‬
                                                                      ‫دلي ً عليه؟‬
                                                                            ‫ل‬

                                  ‫كيف؟ وأين؟‬


                                                                               ‫62‬
‫مكتبة مشكاة‬                                           ‫هكذا علمتني الحياة‬
                                                                    ‫السلمية‬
‫كيمف يعصيه عبمد شاهد قدرته؟ وأين يفر منمه عبد يجده قبله وبعده؟ ومتمى ينساه‬
                                                           ‫عبد تتوالى نعمه عليه؟‬
                                 ‫ستر ال أوسع‬
‫ا‬
‫لو أعطانمما القدرة على أن نرى الناس بممما تدل عليممه أعمالهممم لرأى بعضنمما بعض ً‬
                        ‫ذئاب ً أو كلب ً أو حميرً أو خنازير، ولكن ستر ال أوسع.‬
                                                     ‫ا‬        ‫ا‬        ‫ا‬

                                   ‫الستقامة‬
               ‫الستقامة طريق أولها الكرامة، وأوسطها السلمة، وآخرها الجنة.‬

                                     ‫الدنيا‬
‫هذه الدنيا أولها بكاء، وأوسطها شقاء، وآخرها فناء، ثم إما نعيم أبدً، وإما عذاب‬
           ‫ا‬
                                                                         ‫سرمدً.‬
                                                                          ‫ا‬

                                ‫العاقلة والحمقاء‬
‫المرأة العاقلة ملك ذو جناحين تطير بزوجها على أحدهما، والمرأة الحمقاء شيطان‬
                                                   ‫ذو قرنين تنطح زوجها بأحدهما.‬

                                ‫العاقل والحمق‬
                  ‫العاقل يشعل النار ليستدفئ بها، والحمق يشعلها ليتحترق بها.‬



                                                                               ‫72‬
‫مكتبة مشكاة‬                                          ‫هكذا علمتني الحياة‬
                                                                     ‫السلمية‬
                               ‫أين يسكن الخير؟‬
 ‫سمأل الخيمر ربمه: أيمن أجمد مكانمي؟ فقال: فمي قلوب المنكسمرين إليّ، المتع ّفيمن‬
     ‫ر‬
                                                                           ‫عل ّ!.‬
                                                                             ‫ي‬

                                     ‫التفاؤل‬
‫إذا نظرت بعين التفاؤل إلى الوجود رأيمت الجمال شائعاً فمي كمل ذراتمه، حتى القبح‬
                                                                  ‫تجد فيه جما ً..‬
                                                                    ‫ل‬

                                    ‫القناعة‬
 ‫ل يكممن همّك أن تكون غن ّامم، بممل أن ل تكون فقيرً، وبيممن الفقممر والغنممى منزلة‬
                                ‫ا‬                        ‫ي‬
                                                                         ‫القانعين.‬

                                    ‫جناحان‬
                                       ‫طر إلى ال بجناحين من حب له، وثقة به.‬

                                 ‫القلب الممتلئ‬
‫الصممندوق الممتلئ بالجواهممر ل يتسممع للحصممى، والقلب الممتلئ بالحكمممة ل يتسممع‬
                                                                         ‫للصغائر.‬


                                    ‫الحظوظ‬

                                                                                ‫82‬
‫مكتبة مشكاة‬                                         ‫هكذا علمتني الحياة‬
                                                                    ‫السلمية‬
‫قد تخدم الحظوظ الشقياء ولكنها ل تجعلهم سعداء، وقد تواتي الظروف الظالمين‬
                                                        ‫ولكنها ل تجعلهم خالدين.‬

                                  ‫نعمة العقل‬
     ‫الصغار والمجانين ل يعرفون الحزان، ومع ذلك فالكبار العقلء أسعد منهم.‬

                                     ‫اللم‬
                     ‫اللم طريق الخلود لكبار العزائم، وطريق الخمول لصغارها.‬

                                    ‫العاقبة‬
              ‫إنما تحمد اللذة إذا أعقبت طيب النفس، فإن أعقبت خبث ً كانت س ّا.‬
                ‫م‬        ‫ا‬

                               ‫حقيقة اللذة واللم‬
‫اللذة واللم ينبعثان ممن تصمور النفمس لحقيقتهمما، فكمم ممن لذة يراهما غيرك ألم ً،‬
 ‫ا‬
                                                      ‫وكم من ألم يراه غيرك لذة.‬

                                 ‫اللم امتحان‬
                                   ‫اللم امتحان لفضائل النفس وصقل لمواهبها.‬

                                  ‫اللم واللذة‬
                                              ‫لول اللم لما استمتع النسان باللذة.‬

                                                                              ‫92‬
‫مكتبة مشكاة‬                                          ‫هكذا علمتني الحياة‬
                                                                      ‫السلمية‬
                                         ‫· ق ّ أن تخلو لذة من ألم، أو ألم من لذة.‬
                                                                            ‫ل‬

                                     ‫اليمان‬
‫اليمان يعطينمما فممي الحياة ممما نكسممب بممه قلوب الناس دائم ً: المانممة، والصممدق,‬
                     ‫ا‬
                                                         ‫والحب، وحسن المعاملة.‬

                                     ‫المغرور‬
‫المغرور إنسمان نفمخ الشيطان فمي دماغمه، وطممس ممن بصمره، وأضعمف ممن ذوقمه،‬
                                                               ‫فهو مخلوق مش ّه.‬
                                                                 ‫و‬

                                 ‫الكذاب والخائن‬
                              ‫ل يكذب من يثق بنفسه، ول يخون من يعتز بشرفه.‬

                                  ‫الحق والحب‬
                                   ‫بالحق خلقت السموات والرض، وبالحب قامتا.‬
                                   ‫رائحة الجنة‬
                     ‫من أحبه الخيار من عباد ال استطاع أن يش ّ رائحة الجنة.‬
                                  ‫م‬
                               ‫إذا أردت أن تعرف‬
               ‫إذا أردت أن تعرف منزلتك عنده فانظر: أين أقامك؟ وبمَ استعملك؟‬



                                                                                 ‫03‬
‫مكتبة مشكاة‬                                        ‫هكذا علمتني الحياة‬
                                                                   ‫السلمية‬
                                 ‫معنى العبادة‬
                                        ‫العبادة رجاء العبد سيده أن يبقيه رقيق ً.‬
                                         ‫ا‬

                                ‫المؤمن والكافر‬
                  ‫المؤمن حر ولو ُ ّل بالقيود، والكافر عبد ولو خفقت له البنود.‬
                                                            ‫كب‬

                               ‫من علمة رضاه‬
‫من علمة رضاه عنك أن يطلبك قبل أن تطلبه، وأن يدلك عليه قبل أن تبحث عنه.‬

                                  ‫الحاجة إليه‬
                  ‫َ ِم أنك ل تصفو مودتك له فأحوجك إليه لتقبل بكل ذاتك عليه.‬
                                                                        ‫عل‬

                                ‫الطائر السجين‬
‫كم من طائر يظن أنه يحّق في السماء وهو سجين قفصه، أولئك المفتونون من‬
                                             ‫ل‬
                                                                 ‫علماء السوء.‬

                               ‫الصحة والمرض‬
‫إذا أمرضممك فأقبلت عليممه فقممد منحممك الصممحة، وإذا عافاك فأعرضممت عنممه فقممد‬
                                                                       ‫أمرضك.‬

                                  ‫النس بال‬

                                                                              ‫13‬
‫مكتبة مشكاة‬                                           ‫هكذا علمتني الحياة‬
                                                                      ‫السلمية‬
                                       ‫إذا أوحشك من نفسك وآنسك به فقد أح ّك.‬
                                         ‫ب‬

                                  ‫علمة القبول‬
            ‫إذا قبلك نسب إليك ما لم تفعل, وإذا سخطك نسب إلى غيرك ما فعلت.‬

                                     ‫الخلص‬
               ‫إذا كان ل يقبل من العمل إل ما كان خالص ً لوجهه إنا إذاً لهالكون.‬
                                       ‫ا‬

                                  ‫موثق ومعتق‬
                                            ‫عبد الذنب موثق، وعبد الطاعة معتق.‬

                              ‫عبد العبد وعبد السيد‬
‫عبممد العبممد يسممتطيع فكاك نفسممه بالمال، وعبممد السمميد ل يسممتطيع فكاك نفسممه إل‬
                                                                         ‫بالعمال.‬

                                ‫المعصية والطاعة‬
                        ‫المعصية سجن وشؤم وعار، والطاعة حرية ويمن وفخار.‬


                                     ‫لحظات!‬
                            ‫بين المعصية والطاعة صبر النفس عن هواها لحظات.‬

                                                                                 ‫23‬
‫مكتبة مشكاة‬                                            ‫هكذا علمتني الحياة‬
                                                                        ‫السلمية‬


                                    ‫بين صبرين‬
‫الصممبر على الهوى أشممق مممن الصممبر فممي المعركممة وأعظممم أجرً، فالشجاع يدخممل‬
                ‫ا‬
‫المعركمة يمضغ فمي شدقيمه لذة الظفر، فإذا حممي الوطيمس نشطمت نفسه وزغردت،‬
 ‫والمؤممن وهمو يصمارع هواه يتج ّع مرارة الحرمان فإذا صم ّم على الصمبر وّت‬
  ‫ل‬              ‫م‬                        ‫ر‬
 ‫نفسمه وأعولت، والشجاع يحارب أعداءه ريا ً وسممعة وعصمبية واحتسماب ً، ولكمن‬
        ‫ا‬                         ‫ء‬
                                     ‫المؤمن ل يحارب أهواءه إل طاعة واحتساب ً.‬
                                      ‫ا‬

                                      ‫مناجاة!‬
‫يمما رب إذا كان فممي أنممبيائك أولو العزم وغيممر أولي العزم وجميعهممم أحباؤك، أفل‬
               ‫يكون في عبادك أولو الصبر وغير أولي الصبر وجميعهم عتقاؤك؟‬

                                      ‫مناجاة!‬
‫إلهي! وعزتك ما عصيناك اجترا ً على مقامك، ول استحللً لحرامك، ولكن غلبتنا‬
                                          ‫ء‬
‫أنفسممنا وطمعنمما فممي واسممع غفرانممك، فلئن طاردنمما شبممح المعصممية لنلوذنّ بعظيممم‬
‫جنابك، ولئن استحكمت حولنا حلقات الثم لنفكنها بصادق وعدك في كتابك، ولئن‬
‫أغرى الشيطان نفوسمنا باللذة حيمن عصميناك، فليغريمن اليمان قلوبنما بمما للتائبيمن‬
‫من فسيح جنانك، ولئن انتصر الشيطان علينا لحظات، فلنستنصر ّ بك الدهر كله،‬
              ‫ن‬
                           ‫ولئن كذب الشيطان في إغوائه، ليصدقن ال في رجائه.‬


                                                                                   ‫33‬
‫مكتبة مشكاة‬                                         ‫هكذا علمتني الحياة‬
                                                                    ‫السلمية‬
              ‫ل َ ل ينشرون فضائل الرسول صلى ال عليه وسلم‬
                                                     ‫م‬
‫إذا أحممب الناس إنسمماناً كتموا عيوبممه ونشروا حسممناته، فكيممف ل ينشممر المؤمنون‬
                                              ‫فضائل رسولهم وليست له عيوب؟‬

                              ‫رسول ال والنبياء‬
 ‫لئن شقّ موسى بحرً من الماء فانحسر عن رمل وحصى، فقد شقّ محمد صلى‬
                                               ‫ا‬
 ‫ال عليمه وسملم بحورً ممن النفوس فانحسمرت عمن عظماء خالديمن، ولئن ر ّ ال‬
    ‫د‬                                               ‫ا‬
 ‫ليوشع شمس ً غابت بعد لحظات فقد ر ّ ال بمحمد إلى الدنيا شمس ً ل تغيب مدى‬
            ‫ا‬                         ‫د‬                      ‫ا‬
      ‫الحياة، ولئن أحيا عيسى الموتى ثم ماتوا فقد أحيا محمد أمم ً ثم لم تمت ..‬
                   ‫ا‬

                                 ‫إذا امتل القلب‬
‫إذا امتل القلب بالمحبة أشرق الوجه، إذا امتل بالهيبة خشعت الجوارح، وإذا امتل‬
                   ‫بالحكمة استقام التفكير، وإذا امتل بالهوى ثار البطن والفرج.‬

                                   ‫ل يحاسب‬
                          ‫المريض المتألم كالنائم: يهذر ويرفث ولكنه ل يحاسب.‬

                                    ‫ل تعظ!‬
                             ‫ل تعظ مغلوباً على هواه حتى يعود إليه بعض عقله.‬



                                                                               ‫43‬
‫مكتبة مشكاة‬                                             ‫هكذا علمتني الحياة‬
                                                                         ‫السلمية‬
                                ‫ا‬
                                ‫كل محبة تورث شيئ ً‬
‫محبممة ال تورث السمملمة، ومحبممة الناس تورث الندامممة، ومحبممة الزوجممة تورث‬
                                                                              ‫الجنون.‬

                                    ‫إذا ه ّت نفسك‬
                                          ‫م‬
‫إذا همّت نفسك بالمعصية فذكرها بال، فإذا لم ترجع فذكرها بأخلق الرجال، فإذا‬
‫لم ترجمممع فذكرهممما بالفضيحمممة إذا علم بهممما الناس، فإذا لم ترجمممع فاعلم أنمممك تلك‬
                                                       ‫الساعة قد انقلبت إلى حيوان.‬

                                    ‫أخف العيوب‬
                          ‫لكل إنسان عيب، وأخف العيوب ما ل تكون له آثار تبقى.‬

                                    ‫احذر وأسرع‬
‫إذا مدك ال بالنعمممم وأنمممت على معاصممميه فاعلم بأنمممك مسمممتدرج، وإذا سمممترك فلم‬
                              ‫يفضحك، فاعلم أنه أراد منك السراع في العودة إليه.‬

                                     ‫أنواع الحب‬
   ‫الحممب َ َهمُ القلب، فإن تعلق بحقيممر كان َ َه الطفال، وإن تعلق بإثممم كان وله‬
                                    ‫ول‬                              ‫ول م‬
‫الحمقى، وإن تعلق بفان كان وله المرضى، وإن تعلق بباق عظيم كان وله النبياء‬
                                                                          ‫والصديقين.‬

                                                                                     ‫53‬
‫مكتبة مشكاة‬                                    ‫هكذا علمتني الحياة‬
                                                             ‫السلمية‬


                         ‫بين الخوف والرجاء‬
  ‫يخ ّفنا بعقابه فأين رحمته؟ ويرجينا برحمته فأين عذابه؟ هما أمران ثابتان:‬
                                                                     ‫و‬
           ‫رحمته وعذابه، فللمؤمن بينهما مقامان متلزمان: خوفه ورجاؤه.‬




                                                                       ‫63‬
‫مكتبة مشكاة‬                                          ‫هكذا علمتني الحياة‬
                                                                     ‫السلمية‬

                                                                     ‫القسم الثالث‬

                              ‫المسيء بعد الحسان‬
                                      ‫من أحسن إليك ثم أساء فقد أنساك إحسانه.‬

                                    ‫لو كنت!‬
 ‫لو كنمت متوكلً عليمه حمق التوكمل لمما قلقمت للمسمتقبل، ولو كنمت واثق ً ممن رحمتمه‬
            ‫ا‬
‫تمام الثقة لما يئست من الفرج، ولو كنت موقن ً بحكمته كل اليقين لما عتبت عليه‬
                               ‫ا‬
‫فممي قضائه وقدره، ولو كنممت مطمئناً إلى عدالتممه بالغ الطمئنان لممما شككممت فممي‬
                                                                  ‫نهاية الظالمين.‬

                              ‫في الدروب والمتاهات‬
‫في درب الحياة ض ّعت نفسي ثم وجدتها في فناء ال، وفي متاهات الطريق فقدت‬
                                                    ‫ي‬
‫غايتمي ثمم ألفيتهما فمي كتاب ال، وفمي زحام الموكمب ضللت رحلي ثمم وجدتمه عنمد‬
                                                                       ‫رسول ال.‬

                                   ‫لول.. ولول‬
‫لول رحمتممك بممي يمما إلهممي لكنممت فريسممة الطماع، ولول هدايتممك لي لكنممت سممجين‬
‫الوهام، ولول إحسمانك إليّ لكنمت شريمد الحاجات، ولول حمايتمك لي لكنمت طريمد‬
                                      ‫اللئام، ولول توبتك عل ّ لكنت صريع الثام.‬
                                                       ‫ي‬

                                                                                ‫73‬
‫مكتبة مشكاة‬                                        ‫هكذا علمتني الحياة‬
                                                                   ‫السلمية‬


                                ‫الدين والتربية‬
     ‫الدين ل يمحو الغرائز ولكن ير ّضها، والتربية ل تغ ّر الطباع ولكن ته ّبها.‬
         ‫ذ‬                 ‫ي‬                   ‫و‬
                             ‫الشهامة.. والشجاعة‬
‫الشهامممة أن تغار على حرمات ال، والنجدة أن تبادر إلى نداء ال، والشجاعممة أن‬
‫تسرع إلى نصرة ال، والمروءة أن تحفظ َنْ حولك ِنْ عيال ال، والسخاء أن ل‬
                        ‫م‬        ‫م‬
                                                           ‫تر ّ ل أمرً ول نهي ً.‬
                                                            ‫ا‬        ‫ا‬      ‫د‬

                                  ‫خلق الكرام‬
‫الكرام يتعاملون بالثقمممة, ويتواصممملون بحسمممن الظمممن، ويتوا ّون بالغضاء عمممن‬
                ‫د‬
                                                                       ‫الهفوات.‬

                                 ‫ما هو الفقه؟‬
 ‫الفقمه أن تفقمه عمن ال شرعمه، وعمن رسمول ال خُقمه، وعمن صمحابته سميرتهم‬
                          ‫ُل‬
                                                                      ‫وسلوكهم.‬

                             ‫متى تنكشف الحقائق؟‬
‫وفمي المآزق ينكشمف لؤم الطباع، وفمي الفتمن تنكشمف أصمالة الراء، وفمي الحكمم‬
‫ينكشمف زيمف الخلق، وفمي المال تنكشمف دعوى الورع، وفمي الجاه ينكشمف كرم‬
                                       ‫الصل، وفي الشدة ينكشف صدق الخوة.‬

                                                                              ‫83‬
‫مكتبة مشكاة‬                                             ‫هكذا علمتني الحياة‬
                                                                         ‫السلمية‬


                                     ‫ل تغرنك!..‬
‫ل تغرنمك دمعمة الزاهمد فربمما كانمت لفرار الدنيما ممن يده، ول تغرنمك بسممة الظالم،‬
‫فربممما كانممت لحكام الطوق فممي عنقممك، ول تغرنممك مسممالمة الغادر، فربممما كانممت‬
‫للوثوب عليمممك وأنمممت نائم، ول يغرنمممك بكاء الزوجمممة، فربمممما كان لخفاقهممما فمممي‬
                                                                     ‫السيطرة عليك!.‬

                             ‫احذر ضحك الشيطان منك‬
‫احذر ضحمممك الشيطان منمممك فمممي سمممت سممماعات: سممماعة الغضمممب، والمفاخرة،‬
‫والمجادلة، وهجمة الزهد المفاجئة، والحماس وأنت تخطب في الجماهير، والبكاء‬
                                                                   ‫وأنت تعظ الناس.‬

                                     ‫احذر اللئيم‬
‫احذر لئيم الصل، فقد يدركه لؤم أصله وأنت في أشد الحاجة إلى صداقته، واحذر‬
                ‫لئيم الطبع، فقد يدركه لؤم طبعه وأنت في أشد الحاجة إلى معونته.‬

                                       ‫احذر!‬
‫احذر الحقود إذا تسمملط، والجاهممل إذا قضممى، واللئيممم إذا حكممم، والجائع إذا يئس،‬
                   ‫والواعظ المتزهد )أي الذي يتظاهر بالزهد ( إذا كثر مستمعوه.‬



                                                                                    ‫93‬
‫مكتبة مشكاة‬                                         ‫هكذا علمتني الحياة‬
                                                                  ‫السلمية‬
                              ‫من عيشة المؤمن‬
        ‫ثلث ه ّ من عيشة المؤمن: عبادة ال، ونصح الناس، وبذل المعروف.‬
                                                            ‫ن‬

                              ‫من طبيعة المؤمن‬
     ‫ثلث ه ّ من طبيعة المؤمن: صدق الحديث، وأداء المانة، وسخاء النفس.‬
                                                             ‫ن‬


                              ‫من خلق المؤمن‬
‫ثلث هنّ مممن خلق المؤمممن: الغضاء عممن الزّة، والعفممو عنممد المقدرة، ونجدة‬
                                ‫ل‬
                                                    ‫الصديق مع ضيق ذات اليد.‬

                                 ‫حسن الخلق‬
                               ‫من أوتي حسن الخلق ل عليه ما فاته من الدنيا.‬

                                   ‫المنافق‬
                 ‫المنافق شخص هانت عليه نفسه بقدر ما عظمت عنده منفعته.‬
            ‫· المنافق ممثل مسرحي، له كذب الممثل وليس له تقدير المتفرجين.‬

                                   ‫اعتذرا!‬
‫قيمل لخطيمب منافمق: لماذا تتقّب ممع كمل حاكمم؟ فقال: هكذا خلق ال القلب متقلب ً،‬
 ‫ا‬                                               ‫ل‬
                                   ‫فثباته على حالة واحدة مخالفة لرادة ال!..‬

                                                                             ‫04‬
‫مكتبة مشكاة‬                                         ‫هكذا علمتني الحياة‬
                                                                    ‫السلمية‬


                                ‫عقوبة المجتمع‬
‫إن ال يعاقمب على المعصمية فمي الدنيما قبمل الخرة، وممن عقوبتمه للمجتممع الذي‬
‫تفشمو فيه المظالم أن يسمّط عليمه الشرار والظالميمن: ? وإذا أردنا أن نهلك قرية‬
                                                    ‫ل‬
                        ‫أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق القول فدمرناها تدميرً?.‬
                          ‫ا‬

                                   ‫ميزان ال‬
                  ‫الفقير ميزان ال في الرض، يوزن به صلح المجتمع وفساده.‬

                              ‫وال أعدل الحاكمين‬
‫أمر ال أن يعطى الفقير حقه والغني حقه، فدافع دجاجلة الدين عن حق الغني ولم‬
‫يدافعوا عمن حمق الفقيمر، وأكمل طواغيمت الدنيما حمق الغنمي دفاع ً عمن حمق الفقيمر،‬
                 ‫ا‬
                                                            ‫وال أعدل الحاكمين.‬

                                 ‫حكم الشيطان‬
       ‫لم يرضهم حكم ال في أموالهم فسّط عليهم من يحكم فيها بحكم الشيطان.‬
                                         ‫ل‬

                                    ‫أين أنت‬
 ‫يتساءلون عنك: أين أنت؟ فيا عجباً لل ُمْي ال ُلْه! متى كنت خف ّا حتى نسأل عنك؟‬
                ‫ي‬                ‫ب‬       ‫ع‬
‫ألسمت فمي عيوننما وأسمماعنا؟ ألسمت فمي مائنما وهوائنما؟ ألسمت فمي بسممة الصمغير‬


                                                                               ‫14‬
‫مكتبة مشكاة‬                                            ‫هكذا علمتني الحياة‬
                                                                        ‫السلمية‬
‫وتغريد البلبل؟ ألست في خفيف الشجر وضياء القمر؟ ألست في الرض والسماء؟‬
‫ألست في ك ّ شيء ك ّ شيء؟ أليست هذه آياتك الدالة عليك؟ أليست هذه من بدائع‬
                                                     ‫ل‬       ‫ل‬
‫صنعك يا أحسن الخالقين؟ أليست آيات تدبيرك الحكيم بارزة في صغير هذا الكون‬
       ‫وكبيره؟ فكيف يسأل عنك هؤلء إل أن يكونوا عمي ً في البصائر والبصار؟‬
                           ‫ا‬
‫? إن فممي السمموات والرض ليتٍ للمؤمنيممن ¯ وفممي خلقكممم ومما يبممث مممن داب ٍ‬
‫ة‬                                                ‫م‬
‫ءاياتٌم لقوم يوقنون ¯ واختلف الليمل والنهار ومما أنزل ال ممن السمماء ممن رزق‬
                ‫فأحيا به الرض بعد موتها وتصريف الرياح ءايات لقوم يعقلون?.‬
                                    ‫أين حكمتك؟‬
‫يتساءلون عن حكمتك في المرض والجوع، والزلزل والكوارث، وموت الح ّاء و‬
    ‫ب‬
‫حياة العداء، وضعمممف المصممملحين وتسممملط الظالميمممن, وانتشار الفسممماد وكثرة‬
‫ا‬
‫المجرميمن، يتسماءلون عمن حكمتمك فيهما وأنمت الرؤوف الرحيمم بعبادك؟ فيما عجب ً‬
‫لقصمر النظمر ومتاهمة الرأي، إنهمم إذا وثقوا بحكممة إنسمان سملموا إليمه أمورهمم،‬
‫واسمممتحسنوا أفعاله وهمممم ل يعرفون حكمتهممما، وأنمممت.. أنمممت يممما مبدع السمممموات‬
‫والرض، يا خالق الليل والنهار، يا مسير الشمس والقمر، يا منزل المطر ومرسل‬
‫الرياح، يمما خالق النسمان على أحسممن صمورة وأدقّ نظام.. أنمت الحكيمم العليممم..‬
                               ‫م‬
‫الرحمن الرحيم.. اللطيف الخبير.. يفقدون حكمتك فيما ساءهم وضرهم، وقد آمنوا‬
‫بحكمتك فيما نفعهم وس ّهم، أفل قاسوا ما غاب عنهم على ما حضر؟ وما جهلوا‬
                                               ‫ر‬
                                 ‫على ما علموا؟ أم أن النسان كان ظلوم ً جهو ً؟!‬
                                   ‫ل‬     ‫ا‬



                                                                                   ‫24‬
‫مكتبة مشكاة‬                                             ‫هكذا علمتني الحياة‬
                                                                         ‫السلمية‬
                                  ‫انتصار المؤمنين‬
‫فمي بحار ممن الظلمات بعضهما فوق بعمض، وفمي حشود ممن الشمر يأتمي بعضهما إثمر‬
‫بعمض، وفمي أرسما ٍ ممن الشمك يردف بعضهما بعض ً، فمي زمجرة العاصمير، وفمي‬
                          ‫ا‬                           ‫ل‬
‫تف ّر م البراكيممن، فممي أمواج البحممر المتلطمممة.. يلجممأ المؤمنون إلى إيمانهممم فيمل‬
                                                                                  ‫ج‬
  ‫قلوبهممم برداً وأمن ً، ويفيئون إلى ربهممم فيسممبغ عليهممم سمملم ً منممه ورضوان ً،‬
   ‫ا‬              ‫ا‬                                           ‫ا‬
 ‫ويرجعون إلى كتاب هدايتهمم فيمل عقولهمم حكممة وعلم ً، ويلت ّون حول رسمولهم‬
               ‫ف‬       ‫ا‬
‫فيزيدهم بصيرة وثبات ً.. حينذاك.. يناجي المؤمنون ربهم وقد خضعت له جباههم،‬
                                                   ‫ا‬
‫وخشعمت له قلوبهمم: ? ربنما إنمك ممن تدخمل النار فقمد أخزيتمه ومما للظالميمن ممن‬
‫أنصمار¯ ربنما إننما سممعنا منادي ً ينادي لليمان أن ءامنوا بربكمم فئامنما ربنما فاغفمر‬
                                                   ‫ا‬
‫لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع البرار¯ ربنا وءاتنا ما وعدتنا على رسلك‬
                                       ‫ول تخزنا يوم القيامة إنك ل تخلف الميعاد?.‬
 ‫هنالك يستجيب لهم الحق بوعد الصدق: ? أني ل أضي ُ عمل عام ٍ منكم من ذكر‬
             ‫ل‬         ‫ع‬
‫أو أنثمى بعضكمم ممن بعمض فالذيمن هاجروا وأخرجوا ممن ديارهمم وأوذوا فمي سمبيلي‬
‫وقاتلوا وقتلوا لكفرن عنهمم سميئاتهم ولدخلنهمم جناتٍم تجري ممن تحتهما النهار‬
                                       ‫ثواباً من عند ال وال عنده حسن الثواب?.‬
‫ثمم تدفعهمم يمد ال إلى طريمق المعركمة مبينمة لهمم وسمائل النصمر: ? يأيهما الذيمن‬
                      ‫ءامنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا ال لعلكم تفلحون?.‬
‫ويسممير المؤمنون وهممم يرفعون عقيرتهممم بالدعاء: ? ربنمما ل تزغ قلوبنمما بعممد إذ‬
                                 ‫هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب?.‬

                                                                                    ‫34‬
‫مكتبة مشكاة‬                                         ‫هكذا علمتني الحياة‬
                                                                   ‫السلمية‬
‫ويخوضون معركة الحق وهم يرددون: ? ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا‬
                                    ‫وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين?.‬
           ‫ويسجل كتاب الخلود نتيجة المعركة بثلث كلمات: فهزموهم بإذن ال.‬

                                 ‫عصر الخير‬
‫لم يكمن أهمل الخيمر فمي عصمر ممن عصمور التاريمخ أكثمر عددً ممن أهمل الشمر أو‬
                  ‫ا‬
  ‫يساوونهم، ولكن عصور الخير هي التي تمكن فيها أهل الخير من توجيه دفتها.‬

                                ‫الضاحك الباكي‬
              ‫السعيد المحبوب هو الذي يضحك وقلبه باك، ويغ ّي ونفسه حزينة.‬
                            ‫ن‬

                               ‫لكي يحبك الناس‬
‫لكمي يح ّكم الناس أفسمح لهمم طريقهمم، ولكمي ينصمفك الناس افتمح لهمم قلبمك، ولكمي‬
                                                                       ‫ب‬
  ‫تنصف الناس افتح لهم عقلك، ولكي تسلم من الناس تنازل لهم عن بعض حقك.‬

                                    ‫عذاب..‬
‫عذاب العاقل بحبسه مع من ل يفهم، وعذاب المج ّب برئاسته على من لم يجرب،‬
                         ‫ر‬
‫وعذاب العالم بوضع علمه بين أيدي الجهال، وعذاب الرجل بتحكيمه بين النساء،‬
                                                ‫وعذاب المرأة بمنعها من الكلم..‬



                                                                              ‫44‬
‫مكتبة مشكاة‬                                         ‫هكذا علمتني الحياة‬
                                                                    ‫السلمية‬
                          ‫العواطف والعقول والهواء‬
         ‫العواطف تنشئ الدولة، والعقول ترسي دعائمها، والهواء تجعلها ركام ً.‬
          ‫ا‬

                               ‫بين الذئب والشاة‬
                            ‫قال الذئب للشاة: ثقي بي فسأقودك إلى مرتع خصب.‬
                                   ‫فقالت الشاة: إني أرى بعينيك عظام زميلتي..‬
                                 ‫قال الذئب: لم آكلها أنا وإنما أكلها ذئب غيري..‬
                    ‫قالت الشاة: وهل انسلخت من طبيعتك حتى ل تفعل ما فعلوا؟‬

                                 ‫دولة المؤمن!‬
‫عقممل الفيلسمموف يبنممي دولة فممي الهواء، وعقممل القصممصي يبنممي دولة فوق الماء،‬
‫وعقمل الطاغيمة يبنمي دولة فوق مسمتودع بارود، وعقمل المؤممن يبنمي دولة أصملها‬
                                                       ‫ثابت وفرعها في السماء.‬

                                    ‫خلود..‬
‫خلود العا ِم بعلومممه، وخلود الفيلسمموف بتأملتممه، وخلود القائد بفتوحاتممه، وخلود‬
                                                                      ‫ل‬
                                        ‫النبي برسالته، وخلود المصلح بصحابته.‬

                             ‫يريد أن يحسن فيسيء‬



                                                                               ‫54‬
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1

Weitere ähnliche Inhalte

Mehr von islamtics default

Mehr von islamtics default (20)

اساليب اليهود فى تحقيق اهدافهم
اساليب اليهود فى تحقيق اهدافهماساليب اليهود فى تحقيق اهدافهم
اساليب اليهود فى تحقيق اهدافهم
 
الاسلام في خندق
الاسلام في خندقالاسلام في خندق
الاسلام في خندق
 
الخروج من التابوت
الخروج من التابوتالخروج من التابوت
الخروج من التابوت
 
الاسلام السياسي والمعركة القادمة
الاسلام السياسي والمعركة القادمةالاسلام السياسي والمعركة القادمة
الاسلام السياسي والمعركة القادمة
 
الاسلام في خندق
الاسلام في خندقالاسلام في خندق
الاسلام في خندق
 
سر المعبد كاملا - ثروت الخرباوي - نسخة معالجة ومخفضة
سر المعبد   كاملا - ثروت الخرباوي - نسخة معالجة ومخفضةسر المعبد   كاملا - ثروت الخرباوي - نسخة معالجة ومخفضة
سر المعبد كاملا - ثروت الخرباوي - نسخة معالجة ومخفضة
 
Ramadan best wishes
Ramadan  best wishesRamadan  best wishes
Ramadan best wishes
 
Protests in egypt
Protests in egyptProtests in egypt
Protests in egypt
 
Ramadan mubarak
Ramadan mubarakRamadan mubarak
Ramadan mubarak
 
Ramadan tips
Ramadan tipsRamadan tips
Ramadan tips
 
Wives of muhammad saw
Wives of muhammad sawWives of muhammad saw
Wives of muhammad saw
 
Islamic quotes 4
Islamic quotes 4Islamic quotes 4
Islamic quotes 4
 
From the best sayings2
From the best sayings2From the best sayings2
From the best sayings2
 
From the best sayings 1
From the best sayings 1From the best sayings 1
From the best sayings 1
 
Flowers for you
Flowers for youFlowers for you
Flowers for you
 
Amazing flowers
Amazing flowersAmazing flowers
Amazing flowers
 
Islamic quotes 3
Islamic quotes 3Islamic quotes 3
Islamic quotes 3
 
Islamic quotes 2
Islamic quotes 2Islamic quotes 2
Islamic quotes 2
 
Islamic quotes 1
Islamic quotes 1Islamic quotes 1
Islamic quotes 1
 
Amazing water world
Amazing water worldAmazing water world
Amazing water world
 

Kürzlich hochgeladen

بلال عبد المنعم شفيق-الفرقة الثالثة - شعبة عام لغة عربية - كلية التربية بقنا ...
بلال عبد المنعم شفيق-الفرقة الثالثة - شعبة عام لغة عربية - كلية التربية بقنا ...بلال عبد المنعم شفيق-الفرقة الثالثة - شعبة عام لغة عربية - كلية التربية بقنا ...
بلال عبد المنعم شفيق-الفرقة الثالثة - شعبة عام لغة عربية - كلية التربية بقنا ...belalabdelmoniem1
 
عرض الاستعمال الامن للانترنت 2 -1لاتتتننن
عرض الاستعمال الامن للانترنت 2 -1لاتتتنننعرض الاستعمال الامن للانترنت 2 -1لاتتتننن
عرض الاستعمال الامن للانترنت 2 -1لاتتتنننSanaaElamrani
 
في قضية اللفظ والمعني والبعض من آراء العلماء
في قضية اللفظ والمعني والبعض من آراء العلماءفي قضية اللفظ والمعني والبعض من آراء العلماء
في قضية اللفظ والمعني والبعض من آراء العلماءneamam383
 
أمثلة عن قضية السرقات الشعريه والانتحال في الشعر
أمثلة عن قضية السرقات الشعريه والانتحال في الشعرأمثلة عن قضية السرقات الشعريه والانتحال في الشعر
أمثلة عن قضية السرقات الشعريه والانتحال في الشعرneamam383
 
الفعل الصحيح والفعل المعتل ونواعه لفيف نقص .ppt
الفعل الصحيح والفعل المعتل ونواعه لفيف نقص .pptالفعل الصحيح والفعل المعتل ونواعه لفيف نقص .ppt
الفعل الصحيح والفعل المعتل ونواعه لفيف نقص .pptNaeema18
 
الخرائط الموضوعاتية وتحليلية - المحاضرة الثالثة.pdf
الخرائط الموضوعاتية وتحليلية - المحاضرة الثالثة.pdfالخرائط الموضوعاتية وتحليلية - المحاضرة الثالثة.pdf
الخرائط الموضوعاتية وتحليلية - المحاضرة الثالثة.pdfabdomjido9
 
إسنــــاد الأفعال. إلى الضمائر.pptx
إسنــــاد الأفعال.    إلى الضمائر.pptxإسنــــاد الأفعال.    إلى الضمائر.pptx
إسنــــاد الأفعال. إلى الضمائر.pptxssusere01cf5
 
الكامل في إثبات أن حديث اذهبوا فأنتم الطلقاء حديث آحاد مختلف فيه بين ضعيف ومت...
الكامل في إثبات أن حديث اذهبوا فأنتم الطلقاء حديث آحاد مختلف فيه بين ضعيف ومت...الكامل في إثبات أن حديث اذهبوا فأنتم الطلقاء حديث آحاد مختلف فيه بين ضعيف ومت...
الكامل في إثبات أن حديث اذهبوا فأنتم الطلقاء حديث آحاد مختلف فيه بين ضعيف ومت...MaymonSalim
 
الكامل في اتفاق الصحابة والأئمة أن من لم يؤمن بمحمد رسول الله فهو كافر مشرك و...
الكامل في اتفاق الصحابة والأئمة أن من لم يؤمن بمحمد رسول الله فهو كافر مشرك و...الكامل في اتفاق الصحابة والأئمة أن من لم يؤمن بمحمد رسول الله فهو كافر مشرك و...
الكامل في اتفاق الصحابة والأئمة أن من لم يؤمن بمحمد رسول الله فهو كافر مشرك و...MaymonSalim
 
وزارة التربية دورة استراتيجيات التعلم النشط -.ppt
وزارة التربية دورة استراتيجيات التعلم النشط -.pptوزارة التربية دورة استراتيجيات التعلم النشط -.ppt
وزارة التربية دورة استراتيجيات التعلم النشط -.pptAdamIdiris
 
درس الطباقالمحسنات المعنويّة، بهدف تحسين المعنى .pptx
درس الطباقالمحسنات المعنويّة، بهدف تحسين المعنى .pptxدرس الطباقالمحسنات المعنويّة، بهدف تحسين المعنى .pptx
درس الطباقالمحسنات المعنويّة، بهدف تحسين المعنى .pptxNaceraLAHOUEL1
 
DIGNITAS INFINITA - كرامة الإنسان. إعلان دائرة عقيدة الإيمان.pptx
DIGNITAS INFINITA - كرامة الإنسان. إعلان دائرة عقيدة الإيمان.pptxDIGNITAS INFINITA - كرامة الإنسان. إعلان دائرة عقيدة الإيمان.pptx
DIGNITAS INFINITA - كرامة الإنسان. إعلان دائرة عقيدة الإيمان.pptxMartin M Flynn
 
أنواع الحياة والاغراض الشعرية في العصر الجاهلي
أنواع الحياة والاغراض الشعرية في العصر الجاهليأنواع الحياة والاغراض الشعرية في العصر الجاهلي
أنواع الحياة والاغراض الشعرية في العصر الجاهليneamam383
 
الكامل في أقوال الصحابة والأئمة في آية ( ماء دافق يخرج من بين الصلب والترائب ...
الكامل في أقوال الصحابة والأئمة في آية ( ماء دافق يخرج من بين الصلب والترائب ...الكامل في أقوال الصحابة والأئمة في آية ( ماء دافق يخرج من بين الصلب والترائب ...
الكامل في أقوال الصحابة والأئمة في آية ( ماء دافق يخرج من بين الصلب والترائب ...MaymonSalim
 
أهمية كرة القدم ومخاطر التعصب الكروي وعلاجه
أهمية كرة القدم ومخاطر التعصب الكروي وعلاجهأهمية كرة القدم ومخاطر التعصب الكروي وعلاجه
أهمية كرة القدم ومخاطر التعصب الكروي وعلاجهneamam383
 
نشأة القضية الفلسطينية وتطورها التاريخي .pptx
نشأة القضية الفلسطينية وتطورها التاريخي .pptxنشأة القضية الفلسطينية وتطورها التاريخي .pptx
نشأة القضية الفلسطينية وتطورها التاريخي .pptxNaceraLAHOUEL1
 

Kürzlich hochgeladen (16)

بلال عبد المنعم شفيق-الفرقة الثالثة - شعبة عام لغة عربية - كلية التربية بقنا ...
بلال عبد المنعم شفيق-الفرقة الثالثة - شعبة عام لغة عربية - كلية التربية بقنا ...بلال عبد المنعم شفيق-الفرقة الثالثة - شعبة عام لغة عربية - كلية التربية بقنا ...
بلال عبد المنعم شفيق-الفرقة الثالثة - شعبة عام لغة عربية - كلية التربية بقنا ...
 
عرض الاستعمال الامن للانترنت 2 -1لاتتتننن
عرض الاستعمال الامن للانترنت 2 -1لاتتتنننعرض الاستعمال الامن للانترنت 2 -1لاتتتننن
عرض الاستعمال الامن للانترنت 2 -1لاتتتننن
 
في قضية اللفظ والمعني والبعض من آراء العلماء
في قضية اللفظ والمعني والبعض من آراء العلماءفي قضية اللفظ والمعني والبعض من آراء العلماء
في قضية اللفظ والمعني والبعض من آراء العلماء
 
أمثلة عن قضية السرقات الشعريه والانتحال في الشعر
أمثلة عن قضية السرقات الشعريه والانتحال في الشعرأمثلة عن قضية السرقات الشعريه والانتحال في الشعر
أمثلة عن قضية السرقات الشعريه والانتحال في الشعر
 
الفعل الصحيح والفعل المعتل ونواعه لفيف نقص .ppt
الفعل الصحيح والفعل المعتل ونواعه لفيف نقص .pptالفعل الصحيح والفعل المعتل ونواعه لفيف نقص .ppt
الفعل الصحيح والفعل المعتل ونواعه لفيف نقص .ppt
 
الخرائط الموضوعاتية وتحليلية - المحاضرة الثالثة.pdf
الخرائط الموضوعاتية وتحليلية - المحاضرة الثالثة.pdfالخرائط الموضوعاتية وتحليلية - المحاضرة الثالثة.pdf
الخرائط الموضوعاتية وتحليلية - المحاضرة الثالثة.pdf
 
إسنــــاد الأفعال. إلى الضمائر.pptx
إسنــــاد الأفعال.    إلى الضمائر.pptxإسنــــاد الأفعال.    إلى الضمائر.pptx
إسنــــاد الأفعال. إلى الضمائر.pptx
 
الكامل في إثبات أن حديث اذهبوا فأنتم الطلقاء حديث آحاد مختلف فيه بين ضعيف ومت...
الكامل في إثبات أن حديث اذهبوا فأنتم الطلقاء حديث آحاد مختلف فيه بين ضعيف ومت...الكامل في إثبات أن حديث اذهبوا فأنتم الطلقاء حديث آحاد مختلف فيه بين ضعيف ومت...
الكامل في إثبات أن حديث اذهبوا فأنتم الطلقاء حديث آحاد مختلف فيه بين ضعيف ومت...
 
الكامل في اتفاق الصحابة والأئمة أن من لم يؤمن بمحمد رسول الله فهو كافر مشرك و...
الكامل في اتفاق الصحابة والأئمة أن من لم يؤمن بمحمد رسول الله فهو كافر مشرك و...الكامل في اتفاق الصحابة والأئمة أن من لم يؤمن بمحمد رسول الله فهو كافر مشرك و...
الكامل في اتفاق الصحابة والأئمة أن من لم يؤمن بمحمد رسول الله فهو كافر مشرك و...
 
وزارة التربية دورة استراتيجيات التعلم النشط -.ppt
وزارة التربية دورة استراتيجيات التعلم النشط -.pptوزارة التربية دورة استراتيجيات التعلم النشط -.ppt
وزارة التربية دورة استراتيجيات التعلم النشط -.ppt
 
درس الطباقالمحسنات المعنويّة، بهدف تحسين المعنى .pptx
درس الطباقالمحسنات المعنويّة، بهدف تحسين المعنى .pptxدرس الطباقالمحسنات المعنويّة، بهدف تحسين المعنى .pptx
درس الطباقالمحسنات المعنويّة، بهدف تحسين المعنى .pptx
 
DIGNITAS INFINITA - كرامة الإنسان. إعلان دائرة عقيدة الإيمان.pptx
DIGNITAS INFINITA - كرامة الإنسان. إعلان دائرة عقيدة الإيمان.pptxDIGNITAS INFINITA - كرامة الإنسان. إعلان دائرة عقيدة الإيمان.pptx
DIGNITAS INFINITA - كرامة الإنسان. إعلان دائرة عقيدة الإيمان.pptx
 
أنواع الحياة والاغراض الشعرية في العصر الجاهلي
أنواع الحياة والاغراض الشعرية في العصر الجاهليأنواع الحياة والاغراض الشعرية في العصر الجاهلي
أنواع الحياة والاغراض الشعرية في العصر الجاهلي
 
الكامل في أقوال الصحابة والأئمة في آية ( ماء دافق يخرج من بين الصلب والترائب ...
الكامل في أقوال الصحابة والأئمة في آية ( ماء دافق يخرج من بين الصلب والترائب ...الكامل في أقوال الصحابة والأئمة في آية ( ماء دافق يخرج من بين الصلب والترائب ...
الكامل في أقوال الصحابة والأئمة في آية ( ماء دافق يخرج من بين الصلب والترائب ...
 
أهمية كرة القدم ومخاطر التعصب الكروي وعلاجه
أهمية كرة القدم ومخاطر التعصب الكروي وعلاجهأهمية كرة القدم ومخاطر التعصب الكروي وعلاجه
أهمية كرة القدم ومخاطر التعصب الكروي وعلاجه
 
نشأة القضية الفلسطينية وتطورها التاريخي .pptx
نشأة القضية الفلسطينية وتطورها التاريخي .pptxنشأة القضية الفلسطينية وتطورها التاريخي .pptx
نشأة القضية الفلسطينية وتطورها التاريخي .pptx
 

هكذا علمتنى الحياة 1

  • 1. ‫مكتبة مشكاة‬ ‫هكذا علمتني الحياة‬ ‫السلمية‬ ‫هكذا علمتني الحياة‬ ‫مصطفى السباعي‬ ‫محتويات الكتاب‬ ‫•تقديم‬ ‫•مقدمة المؤلف‬ ‫•القسم الول‬ ‫•القسم الثاني‬ ‫•القسم الثالث‬ ‫•القسم الرابع‬ ‫•القسم الخامس‬ ‫•القسم السادس - شيطان يتظلم!‬ ‫•القسم السابع‬ ‫•القسم الثامن‬ ‫1‬
  • 2. ‫مكتبة مشكاة‬ ‫هكذا علمتني الحياة‬ ‫السلمية‬ ‫•القسم التاسع‬ ‫•القسم العاشر‬ ‫•القسم الحادي عشر - مع الحجيج في عرفات‬ ‫•القسم الثاني عشر - في العيد‬ ‫•القسم الثالث عشر - الولد حظوظ آبائهم‬ ‫•القسم الرابع عشر‬ ‫•القسم الخامس عشر - الزوجات حظوظ‬ ‫•القسم السادس عشر‬ ‫•القسم السابع عشر‬ ‫•القسم الثامن عشر‬ ‫•القسم التاسع عشر‬ ‫•القسم العشرون‬ ‫•القسم الواحد والعشرين‬ ‫•القسم الثاني والعشرين‬ ‫•القسم الثالث والعشرين‬ ‫•القسم الرابع والعشرين‬ ‫•القسم الخامس والعشرين‬ ‫•القسم السادس والعشرين‬ ‫•القسم السابع والعشرين‬ ‫2‬
  • 3. ‫مكتبة مشكاة‬ ‫هكذا علمتني الحياة‬ ‫السلمية‬ ‫•القسم الثامن والعشرين‬ ‫•القسم التاسع والعشرين‬ ‫•القسم الثلثين‬ ‫•القسم الواحد والثلثين‬ ‫•القسم الثاني والثلثين‬ ‫•القسم الثالث والثلثين - الحكم الصالح‬ ‫•القسم الرابع والثلثين - بين الحكومة والشعب‬ ‫•القسم الخامس والثلثين - مسؤولية القادة‬ ‫•القسم السادس والثلثين - يا شيوخنا في السياسة لقد آذانا ضعفكم‬ ‫فاتركونا نسير!‬ ‫•القسم السابع والثلثين - هذه المة الواعية! لن تقبل بعد اليوم أنصاف‬ ‫اللهة‬ ‫•القسم الثامن والثلثين - بأي سلح نحارب‬ ‫•القسم التاسع والثلثين - لماذا أخفقت الجامعة العربية؟‬ ‫تقديم‬ ‫بسم ال الرحمن الرحيم‬ ‫الحمد ل والصلة والسلم على رسول ال, أما بعد: فإن العظماء من الناس يقدر‬ ‫ال النفمع بآثارهمم فمي حياتهمم، وقمد يزيمد النفمع بعمد مماتهمم أضعاف ً مضاعفمة عمما‬ ‫ا‬ ‫3‬
  • 4. ‫مكتبة مشكاة‬ ‫هكذا علمتني الحياة‬ ‫السلمية‬ ‫كان فمي أيامهمم. وممن هؤلء أسمتاذنا السمباعي، تغمده ال برحمتمه، ول شيمء أدل‬ ‫على ذلك ممن كتابمه هذا الذي بيمن يديمك أيهما القارئ الكريمم "هكذا علمتنمي الحياة"‬ ‫وكتابممه الخممر "السم ّة ومكانتهمما فممي التشريممع السمملمي" الذي جمممع فيممه ُ ّات‬ ‫أم‬ ‫ن‬ ‫المسمائل فمي الدفاع عمن السمنة النبويمة والحديمث الشريمف، ورد عدوان الظالميمن‬ ‫المتقوليممن على السم ّة ثبوتاً وكتباً وأتباع ً، وحيثممما سممر ُ أجممد أثممر هذا الكتاب‬ ‫ت‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫والنتفاع به.‬ ‫ومنذ أيام شاركت في المؤتمر الثامن للوحدة السلمية – والتقريب بين المذاهب‬ ‫– فمي الجمهوريمة اليرانيمة السملمية، وكان كتاب السمباعي "السمنة ومكانتهما فمي‬ ‫التشريع السلمي" المرجع الرئيس للمدافعين عن الس ّة تجاه الهجمات الشرسة‬ ‫ن‬ ‫الموجهة ضدها، والمرتكزة على أقوال أبي ريّة، وما أثارته قضية حامد أبي زيد،‬ ‫وسلمان رشدي، ومن ل ّ لفهم، وأصحاب مؤلفات الطعن في الصحابة رضي ال‬ ‫ف‬ ‫عنهممم. فكانممت كلمات السممباعي إحدى الحجممج الحاسمممة فممي الموضوع، تغمده ال‬ ‫برحمته، وجمع المسلمين على كتابه، وس ّة رسوله، وعلى الجهاد في سبيله.‬ ‫ن‬ ‫وكتابنا هذا، "هكذا علمتني الحياة" جمعنا فيه جميع ما وجدناه من كلم الشيخ في‬ ‫هذا الموضوع. وقد ضاع بعضه في حياة المؤلف، ونحن على يقين أ ّ بعضه قد‬ ‫ن‬ ‫ضاع بعممد وفاتممه، حيممث أعاد أحدهممم إلى الورثممة القسممم المحتجممز عنده بعممد مدة‬ ‫طويلة، وقد سّمه إل ّ الورثة، وال نسأل أن يجمع لنا بقي مفقودً.‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫وقد كانت الطبعات السابقة تحتاج إلى الكثير من العناية غير أ ّ الظروف لم تكن‬ ‫ن‬ ‫مواتيمة، وقمد ُجمد فيهما التكرار لبعمض المسمائل كمما همي أو باختلف كلممة واحدة‬ ‫و‬ ‫4‬
  • 5. ‫مكتبة مشكاة‬ ‫هكذا علمتني الحياة‬ ‫السلمية‬ ‫أحيانما. فقمنما بإعادة النظمر فمي كمل ذلك فمي هذه الطبعمة، وإذا عدلنما كلممة وضعنما‬ ‫كلمنا بين حاصرتين ] [.‬ ‫ولمّا كان الواجب أن نقدم أعمالنا على أحسن ما يكون في قدرتنا، فقد بذلنا الجهد‬ ‫الممكمن فمي هذه الطبعمة، راجيمن ال سمبحانه أن يتقبلهما بفضله، وأن يغممر مؤلفهما‬ ‫برحمتممه، وأن ينفممع بهمما المممة، فإنهمما خلصممة تجارب رجممل عبقري، وعالم قليممل‬ ‫النظير، ومجاهد أبلى في سبيل ال البلء الحسن، في مختلف الميادين.‬ ‫وصملى ال على سميدنا محممد وآله وصمحبه وسملم، وآخمر دعوانما أن الحممد ل رب‬ ‫العالمين.‬ ‫مقدمة المؤلف‬ ‫الحمد ل الذي قدر كل شيء فأحسن قدره، وابتلى النسان بما يس ّه وما يسوؤه‬ ‫ر‬ ‫ليحسمن فمي الحالتيمن شكره وصمبره، وجعمل لعبده ممما يكره أملً فيمما يحمب، وممما‬ ‫يحمب حذرً ممما يكره، فسمبحانه واهمب النعمم، ومقدر ال ِقمم، له الحممد فمي الولى‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫والخرة، ل إله إل هو كل شيء هالك إل وجهه، وكل نعيم زائل إل جنته، وصلى‬ ‫ال على سميدنا محممد الذي أوذي فمي سمبيل ال أبلغ إيذاء، فلم يزده ذلك إل إيماناً‬ ‫ومضا ً، وعلى آله وصحبه الذين كانوا في السراء حامدين شاكرين، وفي الضراء‬ ‫ء‬ ‫خاضعين صابرين، وسّم تسليماً كثيرً.‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫وبعد... فهذه خطرات بدأت تسجيلها وأنا في مستشفى المواساة بدمشق في شهر‬ ‫ذي القعدة من عام ١٨٣١ للهجرة الموافق لشهر نيسان )إبريل( من عام ٢٦٩١‬ ‫5‬
  • 6. ‫مكتبة مشكاة‬ ‫هكذا علمتني الحياة‬ ‫السلمية‬ ‫للميلد, وكنمت بدأت بتسمجيلها لنفسمي حيمن رأيتنمي فمي عزلة عمن الهمل والولد،‬ ‫والتدريس والتأليف، وتلك هي عادتي في السجون والمراض والسفار، غير أني‬ ‫فقدت كمل مما دونتمه ممن قبمل، فلمما بدأت بتسمجيل خواطري فمي هذه المرة، وكان‬ ‫يزورني بعض إخواني فيراني مك ّا على الكتابة، أبدى عجبه من أمري، فقد أجمع‬ ‫ب‬ ‫كل الطباء الذين يشرفون على علجي في بلدنا وفي بلد الغرب أن من الواجب‬ ‫أن أركممن إلى الراحممة التامممة، فل أقرأ ول أكتممب، ول أشغممل بالي بمشكلت الحياة‬ ‫وهمومها، حتى يقدر لي الشفاء من مرض كان سببه الول – في رأيهم – إرهاق‬ ‫العصماب بمما ل تتحمله، وقمد صمبرت أعصمابي على إرهاقمي لهما بضمع عشمر سمنة‬ ‫حتمى ناءت بحممل مما أح ّلهما ممن هموم وأحزان، فكان منهما أن أعلنمت احتجاجهما‬ ‫م‬ ‫بإيقافمي عمن النشاط والعممل إيقاف ً تامّا بضعمة شهور، ثمم اسمتطعت ممن بعدهما أن‬ ‫ا‬ ‫أعود إلى نشاطمي الفكري فمي التدريمس والتأليمف برغمم إلحاح الطباء عليّم بترك‬ ‫ذلك، ولكنمي لم أسمتطع اتباع نصمائحهم لظروف شتمى ل ِبَل لي بدفعهما، حتمى إذا‬ ‫ق‬ ‫دخلت المستشفى أخيرا بعد إلحاح المرض عل ّ واشتداد اللم، كان المفروض أن‬ ‫ي‬ ‫أقف مضطراً عن الكتابة، لول أني وجدت نفسي مسوقاً إلى تسجيل خواطري التي‬ ‫لم يكمن لي يمد فمي إيقاف تواردهما. وأقرب مما يكون النسمان إلى التفكيمر، أبعمد مما‬ ‫يكون عن الشواغل والمزعجات.‬ ‫فلما رأى مني بعض أصدقائي ذلك، قرأت لهم بعض ما كتبت كالمعتذر عن مخالفة‬ ‫نصمائح الطباء، فاستحسنوه، وكان أمر بعضهم أن أخذ يتردد عل ّ يوم ّا ليسممع‬ ‫ي ي‬ ‫مما اسمتجد ممن خواطري، ثمم غادرت المسمتشفى فتابعمت تسمجيل هذه الخواطمر فمي‬ ‫6‬
  • 7. ‫مكتبة مشكاة‬ ‫هكذا علمتني الحياة‬ ‫السلمية‬ ‫فترات متقطعمة كانمت تدفعنمي إليهما مناسمبات الحداث. إلى أن تجممع لي منهما قدر‬ ‫كافٍم رأيمت ممن الخيمر السمتجابة إلى رغبات بعمض إخوانمي فمي نشرهما رجاء النفمع‬ ‫والفائدة إن شاء ال.‬ ‫#٢#‬ ‫لقد د ّنت هذه الخواطر كما وردت، غير مرتبة ول مبوبة، فقد كنت أرى المنظر‬ ‫و‬ ‫فيوحمي إليّ بالخاطرة أو بأكثمر فأدونهما، ثمم أرى منظرً آخمر فأد ّن مما خطمر لي‬ ‫و‬ ‫ا‬ ‫تعليقاً عليه، وكنت أحيان ً أتذكر ما مضى من حياتي مع الناس فأكتب ما استفدت‬ ‫ا‬ ‫من تجاربي معهم، وهكذا جاءت هذه الخواطر مختلط ً بعضها ببعض، وقد يوحي‬ ‫ا‬ ‫إل ّ المر الذي أود التعليق عليه بخواطر مسلسلة فأكتبها يردف بعضها بعض ً كما‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫يرى القارئ فمي بعمض المواضمع. وأيّا مما كان فأنما أعرضهما كمما كتبتهما دون أن‬ ‫أعيد النظر في ضم النظير إلى نظيره، والموضوع إلى شبيهه، لغرضين اثنين:‬ ‫أو ً: أن تكون صورة صادقة عن تفكيري خلل بضعة شهور قضيتها منقطع ً عن‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫الناس ما بين المستشفى والبيت.‬ ‫ثاني ً: أن يكون فمممي انتقال الخواطمممر ممممن موضوع إلى موضوع، مممما يلذ للقارئ‬ ‫ا‬ ‫متابعتهما، فقمد تممل النفمس ممن موضوع واحمد يتتابمع فيمه الكلم على نسمق واحمد،‬ ‫ولكنهما تنشمط حيمن تنتقمل ممن معنمى إلى معنمى، كمما تنشمط النفمس حيمن تنتقمل فمي‬ ‫الحديقة من زهرة إلى زهرة، ومن ثمرة إلى أخرى.‬ ‫7‬
  • 8. ‫مكتبة مشكاة‬ ‫هكذا علمتني الحياة‬ ‫السلمية‬ ‫#٣#‬ ‫إن هذه الخواطر هي خلصة تجاربي في الحياة، لم أنقل شيئ ً منها من كتاب، ول‬ ‫ا‬ ‫استعنت فيها بآراء غيري من الناس، وأعتقد أن من حق الجيل الذي أتى بعدنا أن‬ ‫ي ّلع على تجاربنما، وأن يسمتفيد ممن خبرتنما إذا وجمد فيهما مما يفيمد، وهذا خيمر مما‬ ‫ط‬ ‫نقدممه له ممن هديمة. إننما ل نسمتطيع أن نملي عليمه آراءنما إمل ً، وليمس ذلك ممن‬ ‫ء‬ ‫حقنا، وإنما نستطيع أن نقدم له النصح والموعظة، وخير النصح ما أعطته الحياة‬ ‫نفسممها، وأبلغ الموعظممة ممما اتصممل بتجارب الحياة ذاتهمما، والناس وإن اختلفممت‬ ‫مشاربهمممم وعقولهمممم وطباعهمممم، فإنهمممم يلتقون على كثيمممر ممممن حقائق الحياة،‬ ‫ويجتمعون على كثير من الرغبات والحاجات والهداف.‬ ‫وإنممي إنممما أقدم هذه التجارب لمممن عاش فممي مثممل تفكيرنمما وأهدافنمما ومطامحنمما‬ ‫ومقاييسمنا، فهؤلء الذيمن ينفعون بهما، أمما الذيمن يخالفوننما فمي العقيدة أو التجاه‬ ‫فق ّ أن يستفيدوا منها، ول أعتقد أنهم يستطيعون الصبر على كثير مما جاء فيها‬ ‫ل‬ ‫من خواطر وأفكار، فمن أجل أولئك نشرت ما كتبت، أما هؤلء المخالفون لنا في‬ ‫التجاه والنظرة إلى حقائق الحياة ومشكلتها، فكل ما أرجو أن يستمعوا إليه، وأن‬ ‫يقرأوه على أنمه يمثمل وجهمة نظمر فمي مشاكمل مجتمعنما الذي نعيمش فيمه، ول سمبيل‬ ‫إلى إنصماف مخالفمك فمي الرأي إل أن تسمتمع إليمه وترى مما عنده، فقمد تجمد فيمما‬ ‫تسممع – إن كنمت طالباً للحمق – بعمض الصمواب الذي كنمت تظنمه خطمأ، وبعمض‬ ‫الحق الذي كنت تراه باط ً، وقد مدح ال عباده المؤمنين ? الذين يستمعون القول‬ ‫ل‬ ‫فيتبعون أحسنه? .‬ ‫8‬
  • 9. ‫مكتبة مشكاة‬ ‫هكذا علمتني الحياة‬ ‫السلمية‬ ‫#٤#‬ ‫هذا وقمد كانمت خواطري التمي أقدم أكثرهما اليوم فمي هذا الكتاب ممزوجمة بخواطمر‬ ‫سممياسية أوحممت بهمما ظروفنمما السممياسية، فجردتهمما مممن هذه الخواطممر الجتماعيممة،‬ ‫رجاء أن يقرأ هذه من اختلف معنا في التجاه السياسي ومن وافقنا، وأرجأت نشر‬ ‫تلك الخواطممر السممياسية إلى فرصممة أخرى أرجممو أن تكون الظروف فيهمما ملئمممة‬ ‫لنشرهما أكثمر ممن ظروفنما الحاضرة، وأن تكون النفوس فيهما مسمتعدة لقبول النقمد‬ ‫والحكم لها أو عليها أكثر مما هي مستعدة اليوم. وبخاصة أنا في مرضي ول أريد‬ ‫إثارة الخصومات السياسية في وقت أرى أن ظروف بلدنا ل تسمح بإثارتها، وأن‬ ‫حالتي المرضية ل تسمح لي بالدخول في نقاش أو جدل حول ما كتبته فيها.‬ ‫وليس معنى هذا أن ما في هذا الكتاب ل يثير عل ّ بعض الخصومات، ولكني أرى‬ ‫ي‬ ‫ما تثيره بعض خواطري في هذا الكتاب من خصومات، شيئ ً أتقرب به إلى ال عز‬ ‫ا‬ ‫وجل، فالخصومات السياسية كثيرً ما ُثاب النسان عليها، أما الخصومات الفكرية‬ ‫ا ي‬ ‫– وبخاصممة ممما يتعلق منهمما بالديممن والصمملح الجتماعممي – فهممي ل بممد واقعممة،‬ ‫والثواب فيهما متوفمر إن شاء ال لممن لم يبغِم فمي نقده إل وجمه الحمق، وتخليمص‬ ‫الناس من الباطيل والوهام.‬ ‫#٥#‬ ‫9‬
  • 10. ‫مكتبة مشكاة‬ ‫هكذا علمتني الحياة‬ ‫السلمية‬ ‫وأنما فمي هذه الخواطمر لم أحاول الغموض فمي صمياغتها، ول التحدث عمن المعانمي‬ ‫التمي تخطمر فمي بال الفلسمفة، وي ّعيهما بعمض المتفلسمفين، لقمد كتبتهما بأسملوب‬ ‫د‬ ‫تفهممه العاممة كمما تفهممه الخاصمة، وكنمت فيهما منسماق ً ممع طمبيعتي التمي تحمب‬ ‫ا‬ ‫البساطة في كل شيء، وتكره التعقيد في أي شيء.‬ ‫إنني لست في هذه الخواطر فيلسوف ً ول حكيم ً ول مفكرً بعيد الغور في الوصول‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫إلى الحقائق، ولكننمي صماحب تجارب عمليمة فمي الحياة اسمتغرقت ممن عمري أكثمر‬ ‫من ربع قرن، وقد أحببت نقلها إلى من ينتفعون بما نكتب، ويتأثرون بخطانا فيما‬ ‫نفكر، وليس يهمني أن أبدو في نظرهم متفلسفً، أو أديباً متأنف ً، وإنما يهمني أن‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫أبدو لهم أخ ً مرشداً ناصحاً يقول ما يفهمون، ول يعنتهم في تدبر ما يقرأون.‬ ‫ا‬ ‫على أنممي أعترف أن كثيرً مممن الخواطممر المنثورة فممي هذا الكتاب تحتمممل معان مٍ‬ ‫ا‬ ‫كثيرة، وقمد تحتاج إلى شرح يمبين المقصمود منهما، وقمد أبقيتهما على مما همي عليمه‬ ‫ممن الشمول لتحتممل كمل مما تحتمله ممن معانٍ، وتركمت للخ القارئ أن يفهمهما أو‬ ‫م‬ ‫يفهم منها ما يشاء ما دام لفظها يحتمل فهمه ويدل عليه.‬ ‫#٦#‬ ‫وقمد جاء فمي بعمض الخواطمر كلمات "منظوممة" ول أقول قصمائد شعريمة، فلسمت‬ ‫بالشاعمر وليسمت عندي موهبمة الشعمر وسمليقته، وإن كان لي ميمل إليمه، وبقراءتمه‬ ‫هوى، ولكنهما خواطمر "منظوممة" جاءتنمي عفوً دون تعمّد، فتركمت نفسمي على‬ ‫ا‬ ‫سممجيتها، تعممبر عممما تريممد بالسمملوب الذي تريممد، فهذا هممو عذري فيممما أثبتممه مممن‬ ‫01‬
  • 11. ‫مكتبة مشكاة‬ ‫هكذا علمتني الحياة‬ ‫السلمية‬ ‫"منظومات" ل تطرب الشعراء، ول تهمز أسمماعهم، وحسمبي أنمي طربمت لهما حيمن‬ ‫جاءت على لسماني هكذا، فخشيمت إن أهملت إثباتهما فمي هذه الخواطمر، أن يضيمع‬ ‫على القارئ بعممض ممما فيهمما مممن خواطممر وجدانيممة، وانفعالت نفسممية، فرأيممت أن‬ ‫أشركمه معمي فيهما على أن يعلم أنهما ليسمت – فمي نظري – شعرً أعت ّ بمه، بمل‬ ‫ا د‬ ‫خواطر أرتاح إليها.‬ ‫#٧#‬ ‫وأحب أن أن ّه أيضاً على أنني فيما أوردت من خواطر تتناول فئات من الناس، لم‬ ‫ب‬ ‫أقصمد أشخاصمً معينيمن، وإنمما قصمدت كمل ممن اتصمف بتلك الصمفات، فالخواطمر‬ ‫ا‬ ‫المتعلقمة بهمم خواطمر نحمو صمفات معينمة، ل أشخاص معينيمن، وأعوذ بال ممن أن‬ ‫يكون فمي قلبمي حقمد نحمو أحمد، أو عندي رغبمة فمي التشهيمر بإنسمان مهمما اختلفمت‬ ‫معه في اتجاهه.‬ ‫ولست أقول كما قال أبو الطيب المتنبي:‬ ‫وبالناس ر ّى رمحه غير راحم‬ ‫و‬ ‫ومن عرف اليام معرفتي بها‬ ‫ول في الردى الجاري عليهم بآثم‬ ‫فل هو مرحوم إذا ظفروا به‬ ‫ولكنمي أقول: إن ممن بلغ ممن العممر مما بلغمت )سمبع ً وأربعيمن سمنة( وأصمابه ممن‬ ‫ا‬ ‫المرض مما أصمابني )خممس سمنين وبضعمة شهور( وعرف الناس معرفتمي بهمم،‬ ‫يرى نفسممه أكرم مممن أن يحمممل حقدً أو عداوة شخصممية يجري وراءهمما متقطممع‬ ‫ا‬ ‫النفاس.‬ ‫11‬
  • 12. ‫مكتبة مشكاة‬ ‫هكذا علمتني الحياة‬ ‫السلمية‬ ‫لقد هانت عل ّ الدنيا بما فيها من اللذائذ، وما تحتويه من عوامل الحسد والحقد‬ ‫ي‬ ‫والكراهية، ولم يبقَ في نفسي – شهد ال – إل رغبة في الخير أفعله وأدل عليه،‬ ‫وإعراض عممن الشممر أهجره وأحذر منممه، أممما الشخاص فنحممن كلنمما زائلون، ولن‬ ‫يبقمى إل مما ابتغمي بمه وجمه ال، أو قصمد منمه نفمع الناس، وسميجزي ال كمل إنسمان‬ ‫على ممما قدم مممن عمممل، ونحممن جميع ً – مممن ظالميممن ومظلوميممن، ومتخاصمممين‬ ‫ا‬ ‫ومتحابين – أحوج ما نكون حينئذ إلى عفو ال ورحمته ورضوانه.‬ ‫وعند ال تجتمع الخصوم‬ ‫إلى د ّان يوم الدين نمضي‬ ‫ي‬ ‫#٨#‬ ‫وبعممد ... فهذا ممما أحببممت أن أبينممه للقارئ مممما يعتلج فممي نفسممي فممي نفسممي مممن‬ ‫خواطر نحو هذه الخواطر، وإني لرجو ال تبارك وتعالى أن ينتفع بها فيما أصبت‬ ‫فيمه، وأن يغفمر لي منهما مما أخطأت فيمه، وأن يجعمل ثواب ذلك فمي عداد حسمناتي‬ ‫يوم العرض عليمه ? يوم ل ينفمع مال ول بنون * إل ممن أتمى ال بقلب سمليم?، ?‬ ‫يوم ل تملك نفس لنفس شيئا والمر يومئذ ل?، والحمد ل رب العالمين.‬ ‫دمشق ١ من جمادى الخرة ٢٨٣١‬ ‫٩٢ من تشرين الول ٢٦٩١‬ ‫الدكتور مصطفى السباعي‬ ‫القسم الول‬ ‫21‬
  • 13. ‫مكتبة مشكاة‬ ‫هكذا علمتني الحياة‬ ‫السلمية‬ ‫من أمراض هذه الحضارة‬ ‫من مفاسد هذه الحضارة أنها تس ّي الحتيال ذكا ً, والنحلل حرية، والرذيلة ف ّا،‬ ‫ن‬ ‫ء‬ ‫م‬ ‫والستغلل معونة.‬ ‫شر من الحيوان‬ ‫حيممن يرحممم النسممان الحيوان وهممو يقسممو على النسممان يكون منافق ً فممي ادعاء‬ ‫ا‬ ‫الرحمة، وهو في الواقع شر من الحيوان.‬ ‫مقياس السعادة الزوجية‬ ‫الحمد الفاصمل بيمن سمعادة الزوج وشقائه همو أن تكون زوجتمه عوناً على المصمائب‬ ‫أو عون ً للمصائب عليه.‬ ‫ا‬ ‫بلسم الجراح‬ ‫نعم بلسم الجراح اليمان بالقضاء والقدر.‬ ‫أخطر على الدين‬ ‫الذيممن يسمميئون فهممم الديممن أخطممر عليممه مممن الذيممن ينحرفون عممن تعاليمممه، أولئك‬ ‫يعصون ال وين ّرون الناس من الدين وهم يظنون أنهم يتق ّبون إلى ال، وهؤلء‬ ‫ر‬ ‫ف‬ ‫31‬
  • 14. ‫مكتبة مشكاة‬ ‫هكذا علمتني الحياة‬ ‫السلمية‬ ‫يتبعون شهواتهممم وهممم يعلمون أنهممم يعصممون ال ثممم ممما يلبثون أن يتوبوا إليممه‬ ‫ويستغفروه.‬ ‫آكل الدنيا بالدين‬ ‫قاطع الطريق أقرب إلى ال وأحب إلى الناس من آكل الدنيا بالدين.‬ ‫المبدأ النبيل‬ ‫كل مبدأ نبيل إذا لم يحكمه دين سمح مسيطر، يجعل سلوك صاحبه في الحياة غير‬ ‫نبيل.‬ ‫الرحمة خارج حدود الشريعة‬ ‫الرحمة خارج حدود الشريعة مرض الضعفاء أو حيلة المفلسين.‬ ‫إذا كنت تحب ..‬ ‫إذا كنت تح ّ السرور في الحياة فاعتنِ بصحتك، وإذا كنت تح ّ السعادة في الحياة‬ ‫ب‬ ‫ب‬ ‫فاعتنِ بخلقك، وإذا كنت تح ّ الخلود في الحياة فاعتنِ بعقلك، وإذا كنت تح ّ ذلك‬ ‫ب‬ ‫ب‬ ‫كله فاعتنِ بدينك.‬ ‫هذا النسان!‬ ‫41‬
  • 15. ‫مكتبة مشكاة‬ ‫هكذا علمتني الحياة‬ ‫السلمية‬ ‫هذا النسمان الذي يجممع غايمة الضعمف عنمد المرض والشهوة، وغايمة الق ّة عنمد‬ ‫و‬ ‫الحروب وابتكار وسائل البناء والتدمير، هو وحده دليل على وجود ال.‬ ‫المرض مدرسة!‬ ‫المرض مدرسة تربوية لو أحسن المريض الستفادة منها لكان نعمة ل نقمة.‬ ‫ا‬ ‫ل تحتقرن أحدً‬ ‫ل تحتقرن أحدً مهمما هان؛ فقمد يضعمه الزمان موضمع ممن يرتجمى وصماله ويخشمى‬ ‫ا‬ ‫فعاله.‬ ‫أوهام مع العلم‬ ‫لم تعممش النسممانية فممي مختلف عصممورها كممما تعيممش اليوم تحممت ركام ثقيممل مممن‬ ‫الوهام والخرافات بالرغم من تقدم العلم وارتياد الفضاء.‬ ‫جهل خير من علم!‬ ‫إذا لم يمنع العلم صاحبه من النحدار كان جهل ابن البادية علم ً خيرً من علمه.‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫51‬
  • 16. ‫مكتبة مشكاة‬ ‫هكذا علمتني الحياة‬ ‫السلمية‬ ‫ما هو العلم؟‬ ‫ليس العلم أن تعرف المجهول .. ولكن .. أن تستفيد من معرفته.‬ ‫أكثر الناس خطرً على ..‬ ‫ا‬ ‫أكثمممر الناس خطرً على الخلق همممم علماء "الخلق" وأكثمممر الناس خطرً على‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫الدين هم رجال الدين . )أعني بهم الذين يتخذون الدين مهنة، وليس في السلم‬ ‫رجال دين، بل فيه فقهاء وعلماء (.‬ ‫حسن الخلق‬ ‫حسممن الخلق يسممتر كثيراً مممن السمميئات، كممما أن سمموء الخلق يغطّي كثيرً مممن‬ ‫ا‬ ‫الحسنات.‬ ‫الرعد والماء‬ ‫الرعمد الذي ل ماء معمه ل ينبمت العشمب، كذلك العممل الذي ل إخلص فيمه ل يثممر‬ ‫الخير.‬ ‫الغنى والفقر‬ ‫القناعة والطمع هما الغنى والفقر، فربّ فقير هو أغنى منك، وربّ غني هو أفقر‬ ‫منك..‬ ‫61‬
  • 17. ‫مكتبة مشكاة‬ ‫هكذا علمتني الحياة‬ ‫السلمية‬ ‫الجمال والفضيلة‬ ‫الجمال الذي ل فضيلة معه كالزهر الذي ل رائحة فيه.‬ ‫العتدال في الحب والكره‬ ‫ل تفرط في الحب والكره، فقد ينقلب الصديق عد ّا والعدو صديق ً.‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫الخيار والشرار‬ ‫إذا لم يحسن الخيار طريق العمل سّط ال عليهم الشرار.‬ ‫ل‬ ‫انصح..‬ ‫انصممح نفسممك بالشممك فممي رغباتهمما، وانصممح عقلك بالحذر مممن خطراتممه، وانصممح‬ ‫جسممك بالشحّم فمي شهواتمه، و انصمح مالك بالحكممة فمي إنفاقمه، وانصمح علممك‬ ‫بإدامة النظر في مصادره.‬ ‫ل يغلبنك الشيطان!‬ ‫ل يغلبنّمك الشيطان على دينممك بالتماس العذر لكممل خطيئة، وتصمم ّد الفتوى لكممل‬ ‫ي‬ ‫معصممية، فالحلل ب ّنمم، والحرام ب ّنمم، ومممن ا ّقممى الشبهات فقممد اسممتبرأ لدينممه‬ ‫ت‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫وعرضه.‬ ‫ل بد للخير من الجزاء..‬ ‫71‬
  • 18. ‫مكتبة مشكاة‬ ‫هكذا علمتني الحياة‬ ‫السلمية‬ ‫أنفقمت صمحتي على الناس فوجدت قلي ً منهمم فمي مرضمي، فإن وجدت ثوابمي عنمد‬ ‫ل‬ ‫ربي تمت نعمته عل ّ في الصحة والمرض.‬ ‫ي‬ ‫ل يذهب العرف بين ال والناس‬ ‫من يفعل الخير ل يعدم جوازيه‬ ‫الشهوة الثمة والمباحة‬ ‫الشهوة الثممة حلوة سماعة ثمم مرارة العممر، والشهوة المباحمة حلوة سماعة ثمم‬ ‫فناء العمر، والصبر المشروع مرارة ساعة ثم حلوة البد..‬ ‫الجبن والشجاعة‬ ‫بين الجبن والشجاعة ثبات القلب ساعة.‬ ‫ل يخدعنك الشيطان‬ ‫ل يخدعنممك الشيطان فممي ورعممك؛ فقممد يزهدك فممي التافممه الحقيممر، ثممم يطمعممك فممي‬ ‫العظيم الخطير، ول يخدعنك في عبادتك؛ فقد يحبب إليك النوافل، ثم يوسوس لك‬ ‫في ترك الفرائض.‬ ‫المرض من غير ألم..‬ ‫ما أجمل المرض من غير ألم!.. راحة للمرهقين والمتعبين...‬ ‫لول اللم‬ ‫81‬
  • 19. ‫مكتبة مشكاة‬ ‫هكذا علمتني الحياة‬ ‫السلمية‬ ‫لول اللم لكان المرض راحمة تحبمب الكسمل، ولول المرض لفترسمت الصمحة أجممل‬ ‫نوازع الرحمممة فممي النسممان، ولول الصممحة لممما قام النسممان بواجممب ول بادر إلى‬ ‫مكرمة, ولول الواجبات والمكرمات لما كان لوجود النسان في هذه الحياة معنى.‬ ‫الطاعة والتقوى‬ ‫مما ندم عبمد على طاعمة ال، ول خسمر ممن وقمف عنمد حدوده، ول هان ممن أكرم‬ ‫نفسه بالتقوى..‬ ‫برد ونار!‬ ‫يكفيك من التقوى برد الطمئنان، ويكفيك من المعصية نار القلق والحرمان.‬ ‫شتان!‬ ‫انتماؤك إلى ال ارتفاع إليممه، واتباعممك الشيطان ارتماء عليممه، وشتان بيممن مممن‬ ‫يرتفع إلى ملكوت السموات، ومن يهوي إلى أسفل الدركات.‬ ‫شرار الناس‬ ‫شرار الناس صنفان: عالم يبيع دينه لحاكم، وحاكم يبيع آخرته بدنياه.‬ ‫أعظم نجاح!‬ ‫أعظم نجاح في الحياة: أن تنجح في التوفيق بين رغباتك ورغبات زوجتك.‬ ‫91‬
  • 20. ‫مكتبة مشكاة‬ ‫هكذا علمتني الحياة‬ ‫السلمية‬ ‫طول الحياة وقصرها‬ ‫الحياة طويلة بجلئل العمال، قصيرة بسفاسفها.‬ ‫مطية الراحلين إلى ال!‬ ‫العمل والمل هما مطية الراحلين إلى ال.‬ ‫مسكين‬ ‫ل يعرف النسان قصر الحياة إل قرب انتهائها.‬ ‫سنة الحياة‬ ‫ممممن سمممنة الحياة أن تعيمممش أحلم بعمممض الناس على أحلم بعمممض، ولو تحققمممت‬ ‫أحلمهم جميعاً لما عاشوا.‬ ‫مقارنة‬ ‫إنما يتم لك حسن الخلق بسوء أخلق الخرين..‬ ‫حوار بين الحق والباطل‬ ‫تم ّى الباطل يوماً مع الحق‬ ‫ش‬ ‫فقال الباطل: أنا أعلى منك رأس ً.‬ ‫ا‬ ‫قال الحق: أنا أثبت منك قدم ً.‬ ‫ا‬ ‫02‬
  • 21. ‫مكتبة مشكاة‬ ‫هكذا علمتني الحياة‬ ‫السلمية‬ ‫قال الباطل: أن أقوى منك.‬ ‫قال الحق: أنا أبقى منك.‬ ‫قال الباطل: أنا معي القوياء والمترفون.‬ ‫قال الحمق: ?وكذلك جعلنما فمي كمل قريمة أكابر مجرميهما ليمكروا فيهما ومما يمكرون‬ ‫إل بأنفسهم وما يشعرون ?.‬ ‫قال الباطل: أستطيع أن أقتلك الن.‬ ‫قال الحق: ولكن أولدي سيقتلونك ولو بعد حين.‬ ‫من عجيب شأن الحياة‬ ‫من عجيب شأن الحياة أن يطلبها الناس بما تقتلهم به.‬ ‫مثل الحياة‬ ‫الحياة كالحسناء : إن طلبتها امتنعت منك، وإن رغب َ عنها سعت إليك.‬ ‫ت‬ ‫يقظة وغفلة‬ ‫ما عجبت لشيء عجبي من يقظة أهل الباطل واجتماعهم عليه، وغفلة أهل الحق‬ ‫وتشتت أهوائهم فيه!.‬ ‫الباطل والحق‬ ‫12‬
  • 22. ‫مكتبة مشكاة‬ ‫هكذا علمتني الحياة‬ ‫السلمية‬ ‫الباطممل ثعلب ماكمر، والحممق شاة وادعممة، ولول نصممرة ال للحممق لممما انتصممر على‬ ‫الباطل أبدً.‬ ‫ا‬ ‫الفضيلة‬ ‫الفضيلة فرس جموح ل تنقاد إل للمتمكنين منها.‬ ‫الشجاعة‬ ‫ليسممت الشجاعممة أن تقول الحممق وأنممت آمممن، بممل الشجاعممة أن تقول الحممق وأنممت‬ ‫تستثقل رأسك!‬ ‫السعادة‬ ‫السعادة راحة النفس وطمأنينة الضمير، ولكل أناس مقاييسهم في ذلك.‬ ‫العقائد بين الحب والحقد‬ ‫العقائد التممي يبنيهمما الحقممد يهدمهمما النتقام، والعقائد التممي يبنيهمما الحممب يحميهمما‬ ‫الحسان.‬ ‫الترفيه‬ ‫22‬
  • 23. ‫مكتبة مشكاة‬ ‫هكذا علمتني الحياة‬ ‫السلمية‬ ‫المؤممن يرفمه عمن جد الحياة بمما ينعمش روحمه، وبذلك يعيمش حياتمه إنسماناً كام ً،‬ ‫ل‬ ‫وغيمر المؤممن يرفمه عمن جمد الحياة بمما يفسمد إنسمانيته، وبذلك يعيمش حياتمه نصمف‬ ‫إنسان.‬ ‫التوكل والتواكل‬ ‫قال التوكل: أنا ذاهب لعمل، فقال النجاح: وأنا معك.‬ ‫وقال التواكل: وأنا قاعد لرتاح، فقال البؤس: وأنا معك.‬ ‫الصدق والكذب‬ ‫الصمممدق مطيمممة ل تهلك صممماحبها وإن عثرت بمممه قلي ً، والكذب مطيمممة ل تنجمممي‬ ‫ل‬ ‫صاحبها وإن جرت به طوي ً.‬ ‫ل‬ ‫سر النجاح‬ ‫سر النجاح في الحياة أن تواجه مصاعبها بثبات الطير في ثورة العاصفة.‬ ‫لول اليمان‬ ‫الحياة لول اليمان ُغ ٌ ل يفهم معناه.‬ ‫ل ْز‬ ‫الثبات‬ ‫كن في الحياة كما وضعتك الحياة مع الرتفاع دائم ً.‬ ‫ا‬ ‫32‬
  • 24. ‫مكتبة مشكاة‬ ‫هكذا علمتني الحياة‬ ‫السلمية‬ ‫جمال الحياة‬ ‫من عرف ربه رأى كل ما في الحياة جمي ً.‬ ‫ل‬ ‫القوة والضعف‬ ‫القوة هي ترك العدوان مع توفر أسبابه، والضعف هو الطيش عند أقل المغريات.‬ ‫المؤمن والمعصية‬ ‫ليس المؤمن هو الذي ل يعصي ال، ولكن المؤمن هو الذي إذا عصاه رجع إليه.‬ ‫بين النبوة والعظمة‬ ‫الفرق بيممن النبوة والعظمممة هممو: أن مقاييممس الكمال فممي النبوة تقاس بمممن فممي‬ ‫السماء ويا ما أكملهم! ومقاييس العظمة تقاس بمن في الرض ويا ما أسوأهم!‬ ‫نور وتراب‬ ‫النبوة سماء تتكلم نورً، والعظمة تراب ي ّ ّد غرورً، إل العظمة المستمدة من‬ ‫ا‬ ‫صع‬ ‫ا‬ ‫النبوة، فإنها نور من الرض ي ّصل بنورٍ من السماء.‬ ‫ت‬ ‫42‬
  • 25. ‫مكتبة مشكاة‬ ‫هكذا علمتني الحياة‬ ‫السلمية‬ ‫القسم الثاني‬ ‫دواب الشيطان‬ ‫إن للشيطان دواب يمتطيهمما ليصممل بهمما إلى ممما يريممد مممن فتنممة الناس وإغوائهممم،‬ ‫منهمما: علماء السمموء، ومنهمما: ج َ َة المتصمموفة وزنادقتهممم، ومنهمما: المرتزقون‬ ‫هل‬ ‫بالفكمممر والجمال، ومنهممما: الكلون باللحمممى والعمائم ) أي : يخدعون بهممما الناس‬ ‫وليممس لهممم صمملة بالعلم والديممن (، وأضعممف هذه الدواب وأقصممرها مدى مجرمممو‬ ‫الفقر والجهالة والتشرد.‬ ‫جنود الحق‬ ‫إن للحق جنوداً يخدمونه، منهم الباطل.‬ ‫أدوات الشفاء‬ ‫إذا اجتمممع لمريممض الهموم والعباء : ركون إلى ال، وتذكممر لسمميرة رسممول ال،‬ ‫وجمو مرح، ونغمم جميمل، وس ّار ذوو أذواق وفكاهمة، فقد قطمع الشوط الكمبر نحو‬ ‫م‬ ‫الشفاء.‬ ‫قيثارة الشيطان وحبالته ودنانيره‬ ‫ال َ ّ قيثارة الشيطان، والمرأة حبالته، وعلماء السوء دراهمه ودنانيره.‬ ‫فن‬ ‫52‬
  • 26. ‫مكتبة مشكاة‬ ‫هكذا علمتني الحياة‬ ‫السلمية‬ ‫لذة..‬ ‫لذة العابديمن فمي المناجاة، ولذة العلماء فمي التفكيمر، ولذة السمخياء فمي الحسمان،‬ ‫ولذة المصملحين فمي الهدايمة، ولذة الشقياء فمي المشاكسمة، ولذة اللئام فمي الذى،‬ ‫ولذة الضالين في الغواء والفساد.‬ ‫ال‬ ‫العاقمل يرى ال فمي كمل شيمء: فمي دقمة التنظيمم، وروعمة الجمال، وإبداع الخلق،‬ ‫وعقوبة الظالمين.‬ ‫القضاء والقدر‬ ‫القضاء والقدر س ّ التوحيد، ومظهر العلم، وصمام المان في نظام الكون.‬ ‫ر‬ ‫وجودك دليل وجوده‬ ‫دّك بجهلك على علممه، وبضعفمك على قدرتمه، وببخلك على جوده، وبحاجتمك على‬ ‫ل‬ ‫اسممتغنائه، وبحدوثممك على قدمممه، وبوجودك على وجوده، فكيممف تطلب بعممد ذاتممك‬ ‫دلي ً عليه؟‬ ‫ل‬ ‫كيف؟ وأين؟‬ ‫62‬
  • 27. ‫مكتبة مشكاة‬ ‫هكذا علمتني الحياة‬ ‫السلمية‬ ‫كيمف يعصيه عبمد شاهد قدرته؟ وأين يفر منمه عبد يجده قبله وبعده؟ ومتمى ينساه‬ ‫عبد تتوالى نعمه عليه؟‬ ‫ستر ال أوسع‬ ‫ا‬ ‫لو أعطانمما القدرة على أن نرى الناس بممما تدل عليممه أعمالهممم لرأى بعضنمما بعض ً‬ ‫ذئاب ً أو كلب ً أو حميرً أو خنازير، ولكن ستر ال أوسع.‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫الستقامة‬ ‫الستقامة طريق أولها الكرامة، وأوسطها السلمة، وآخرها الجنة.‬ ‫الدنيا‬ ‫هذه الدنيا أولها بكاء، وأوسطها شقاء، وآخرها فناء، ثم إما نعيم أبدً، وإما عذاب‬ ‫ا‬ ‫سرمدً.‬ ‫ا‬ ‫العاقلة والحمقاء‬ ‫المرأة العاقلة ملك ذو جناحين تطير بزوجها على أحدهما، والمرأة الحمقاء شيطان‬ ‫ذو قرنين تنطح زوجها بأحدهما.‬ ‫العاقل والحمق‬ ‫العاقل يشعل النار ليستدفئ بها، والحمق يشعلها ليتحترق بها.‬ ‫72‬
  • 28. ‫مكتبة مشكاة‬ ‫هكذا علمتني الحياة‬ ‫السلمية‬ ‫أين يسكن الخير؟‬ ‫سمأل الخيمر ربمه: أيمن أجمد مكانمي؟ فقال: فمي قلوب المنكسمرين إليّ، المتع ّفيمن‬ ‫ر‬ ‫عل ّ!.‬ ‫ي‬ ‫التفاؤل‬ ‫إذا نظرت بعين التفاؤل إلى الوجود رأيمت الجمال شائعاً فمي كمل ذراتمه، حتى القبح‬ ‫تجد فيه جما ً..‬ ‫ل‬ ‫القناعة‬ ‫ل يكممن همّك أن تكون غن ّامم، بممل أن ل تكون فقيرً، وبيممن الفقممر والغنممى منزلة‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫القانعين.‬ ‫جناحان‬ ‫طر إلى ال بجناحين من حب له، وثقة به.‬ ‫القلب الممتلئ‬ ‫الصممندوق الممتلئ بالجواهممر ل يتسممع للحصممى، والقلب الممتلئ بالحكمممة ل يتسممع‬ ‫للصغائر.‬ ‫الحظوظ‬ ‫82‬
  • 29. ‫مكتبة مشكاة‬ ‫هكذا علمتني الحياة‬ ‫السلمية‬ ‫قد تخدم الحظوظ الشقياء ولكنها ل تجعلهم سعداء، وقد تواتي الظروف الظالمين‬ ‫ولكنها ل تجعلهم خالدين.‬ ‫نعمة العقل‬ ‫الصغار والمجانين ل يعرفون الحزان، ومع ذلك فالكبار العقلء أسعد منهم.‬ ‫اللم‬ ‫اللم طريق الخلود لكبار العزائم، وطريق الخمول لصغارها.‬ ‫العاقبة‬ ‫إنما تحمد اللذة إذا أعقبت طيب النفس، فإن أعقبت خبث ً كانت س ّا.‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫حقيقة اللذة واللم‬ ‫اللذة واللم ينبعثان ممن تصمور النفمس لحقيقتهمما، فكمم ممن لذة يراهما غيرك ألم ً،‬ ‫ا‬ ‫وكم من ألم يراه غيرك لذة.‬ ‫اللم امتحان‬ ‫اللم امتحان لفضائل النفس وصقل لمواهبها.‬ ‫اللم واللذة‬ ‫لول اللم لما استمتع النسان باللذة.‬ ‫92‬
  • 30. ‫مكتبة مشكاة‬ ‫هكذا علمتني الحياة‬ ‫السلمية‬ ‫· ق ّ أن تخلو لذة من ألم، أو ألم من لذة.‬ ‫ل‬ ‫اليمان‬ ‫اليمان يعطينمما فممي الحياة ممما نكسممب بممه قلوب الناس دائم ً: المانممة، والصممدق,‬ ‫ا‬ ‫والحب، وحسن المعاملة.‬ ‫المغرور‬ ‫المغرور إنسمان نفمخ الشيطان فمي دماغمه، وطممس ممن بصمره، وأضعمف ممن ذوقمه،‬ ‫فهو مخلوق مش ّه.‬ ‫و‬ ‫الكذاب والخائن‬ ‫ل يكذب من يثق بنفسه، ول يخون من يعتز بشرفه.‬ ‫الحق والحب‬ ‫بالحق خلقت السموات والرض، وبالحب قامتا.‬ ‫رائحة الجنة‬ ‫من أحبه الخيار من عباد ال استطاع أن يش ّ رائحة الجنة.‬ ‫م‬ ‫إذا أردت أن تعرف‬ ‫إذا أردت أن تعرف منزلتك عنده فانظر: أين أقامك؟ وبمَ استعملك؟‬ ‫03‬
  • 31. ‫مكتبة مشكاة‬ ‫هكذا علمتني الحياة‬ ‫السلمية‬ ‫معنى العبادة‬ ‫العبادة رجاء العبد سيده أن يبقيه رقيق ً.‬ ‫ا‬ ‫المؤمن والكافر‬ ‫المؤمن حر ولو ُ ّل بالقيود، والكافر عبد ولو خفقت له البنود.‬ ‫كب‬ ‫من علمة رضاه‬ ‫من علمة رضاه عنك أن يطلبك قبل أن تطلبه، وأن يدلك عليه قبل أن تبحث عنه.‬ ‫الحاجة إليه‬ ‫َ ِم أنك ل تصفو مودتك له فأحوجك إليه لتقبل بكل ذاتك عليه.‬ ‫عل‬ ‫الطائر السجين‬ ‫كم من طائر يظن أنه يحّق في السماء وهو سجين قفصه، أولئك المفتونون من‬ ‫ل‬ ‫علماء السوء.‬ ‫الصحة والمرض‬ ‫إذا أمرضممك فأقبلت عليممه فقممد منحممك الصممحة، وإذا عافاك فأعرضممت عنممه فقممد‬ ‫أمرضك.‬ ‫النس بال‬ ‫13‬
  • 32. ‫مكتبة مشكاة‬ ‫هكذا علمتني الحياة‬ ‫السلمية‬ ‫إذا أوحشك من نفسك وآنسك به فقد أح ّك.‬ ‫ب‬ ‫علمة القبول‬ ‫إذا قبلك نسب إليك ما لم تفعل, وإذا سخطك نسب إلى غيرك ما فعلت.‬ ‫الخلص‬ ‫إذا كان ل يقبل من العمل إل ما كان خالص ً لوجهه إنا إذاً لهالكون.‬ ‫ا‬ ‫موثق ومعتق‬ ‫عبد الذنب موثق، وعبد الطاعة معتق.‬ ‫عبد العبد وعبد السيد‬ ‫عبممد العبممد يسممتطيع فكاك نفسممه بالمال، وعبممد السمميد ل يسممتطيع فكاك نفسممه إل‬ ‫بالعمال.‬ ‫المعصية والطاعة‬ ‫المعصية سجن وشؤم وعار، والطاعة حرية ويمن وفخار.‬ ‫لحظات!‬ ‫بين المعصية والطاعة صبر النفس عن هواها لحظات.‬ ‫23‬
  • 33. ‫مكتبة مشكاة‬ ‫هكذا علمتني الحياة‬ ‫السلمية‬ ‫بين صبرين‬ ‫الصممبر على الهوى أشممق مممن الصممبر فممي المعركممة وأعظممم أجرً، فالشجاع يدخممل‬ ‫ا‬ ‫المعركمة يمضغ فمي شدقيمه لذة الظفر، فإذا حممي الوطيمس نشطمت نفسه وزغردت،‬ ‫والمؤممن وهمو يصمارع هواه يتج ّع مرارة الحرمان فإذا صم ّم على الصمبر وّت‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫ر‬ ‫نفسمه وأعولت، والشجاع يحارب أعداءه ريا ً وسممعة وعصمبية واحتسماب ً، ولكمن‬ ‫ا‬ ‫ء‬ ‫المؤمن ل يحارب أهواءه إل طاعة واحتساب ً.‬ ‫ا‬ ‫مناجاة!‬ ‫يمما رب إذا كان فممي أنممبيائك أولو العزم وغيممر أولي العزم وجميعهممم أحباؤك، أفل‬ ‫يكون في عبادك أولو الصبر وغير أولي الصبر وجميعهم عتقاؤك؟‬ ‫مناجاة!‬ ‫إلهي! وعزتك ما عصيناك اجترا ً على مقامك، ول استحللً لحرامك، ولكن غلبتنا‬ ‫ء‬ ‫أنفسممنا وطمعنمما فممي واسممع غفرانممك، فلئن طاردنمما شبممح المعصممية لنلوذنّ بعظيممم‬ ‫جنابك، ولئن استحكمت حولنا حلقات الثم لنفكنها بصادق وعدك في كتابك، ولئن‬ ‫أغرى الشيطان نفوسمنا باللذة حيمن عصميناك، فليغريمن اليمان قلوبنما بمما للتائبيمن‬ ‫من فسيح جنانك، ولئن انتصر الشيطان علينا لحظات، فلنستنصر ّ بك الدهر كله،‬ ‫ن‬ ‫ولئن كذب الشيطان في إغوائه، ليصدقن ال في رجائه.‬ ‫33‬
  • 34. ‫مكتبة مشكاة‬ ‫هكذا علمتني الحياة‬ ‫السلمية‬ ‫ل َ ل ينشرون فضائل الرسول صلى ال عليه وسلم‬ ‫م‬ ‫إذا أحممب الناس إنسمماناً كتموا عيوبممه ونشروا حسممناته، فكيممف ل ينشممر المؤمنون‬ ‫فضائل رسولهم وليست له عيوب؟‬ ‫رسول ال والنبياء‬ ‫لئن شقّ موسى بحرً من الماء فانحسر عن رمل وحصى، فقد شقّ محمد صلى‬ ‫ا‬ ‫ال عليمه وسملم بحورً ممن النفوس فانحسمرت عمن عظماء خالديمن، ولئن ر ّ ال‬ ‫د‬ ‫ا‬ ‫ليوشع شمس ً غابت بعد لحظات فقد ر ّ ال بمحمد إلى الدنيا شمس ً ل تغيب مدى‬ ‫ا‬ ‫د‬ ‫ا‬ ‫الحياة، ولئن أحيا عيسى الموتى ثم ماتوا فقد أحيا محمد أمم ً ثم لم تمت ..‬ ‫ا‬ ‫إذا امتل القلب‬ ‫إذا امتل القلب بالمحبة أشرق الوجه، إذا امتل بالهيبة خشعت الجوارح، وإذا امتل‬ ‫بالحكمة استقام التفكير، وإذا امتل بالهوى ثار البطن والفرج.‬ ‫ل يحاسب‬ ‫المريض المتألم كالنائم: يهذر ويرفث ولكنه ل يحاسب.‬ ‫ل تعظ!‬ ‫ل تعظ مغلوباً على هواه حتى يعود إليه بعض عقله.‬ ‫43‬
  • 35. ‫مكتبة مشكاة‬ ‫هكذا علمتني الحياة‬ ‫السلمية‬ ‫ا‬ ‫كل محبة تورث شيئ ً‬ ‫محبممة ال تورث السمملمة، ومحبممة الناس تورث الندامممة، ومحبممة الزوجممة تورث‬ ‫الجنون.‬ ‫إذا ه ّت نفسك‬ ‫م‬ ‫إذا همّت نفسك بالمعصية فذكرها بال، فإذا لم ترجع فذكرها بأخلق الرجال، فإذا‬ ‫لم ترجمممع فذكرهممما بالفضيحمممة إذا علم بهممما الناس، فإذا لم ترجمممع فاعلم أنمممك تلك‬ ‫الساعة قد انقلبت إلى حيوان.‬ ‫أخف العيوب‬ ‫لكل إنسان عيب، وأخف العيوب ما ل تكون له آثار تبقى.‬ ‫احذر وأسرع‬ ‫إذا مدك ال بالنعمممم وأنمممت على معاصممميه فاعلم بأنمممك مسمممتدرج، وإذا سمممترك فلم‬ ‫يفضحك، فاعلم أنه أراد منك السراع في العودة إليه.‬ ‫أنواع الحب‬ ‫الحممب َ َهمُ القلب، فإن تعلق بحقيممر كان َ َه الطفال، وإن تعلق بإثممم كان وله‬ ‫ول‬ ‫ول م‬ ‫الحمقى، وإن تعلق بفان كان وله المرضى، وإن تعلق بباق عظيم كان وله النبياء‬ ‫والصديقين.‬ ‫53‬
  • 36. ‫مكتبة مشكاة‬ ‫هكذا علمتني الحياة‬ ‫السلمية‬ ‫بين الخوف والرجاء‬ ‫يخ ّفنا بعقابه فأين رحمته؟ ويرجينا برحمته فأين عذابه؟ هما أمران ثابتان:‬ ‫و‬ ‫رحمته وعذابه، فللمؤمن بينهما مقامان متلزمان: خوفه ورجاؤه.‬ ‫63‬
  • 37. ‫مكتبة مشكاة‬ ‫هكذا علمتني الحياة‬ ‫السلمية‬ ‫القسم الثالث‬ ‫المسيء بعد الحسان‬ ‫من أحسن إليك ثم أساء فقد أنساك إحسانه.‬ ‫لو كنت!‬ ‫لو كنمت متوكلً عليمه حمق التوكمل لمما قلقمت للمسمتقبل، ولو كنمت واثق ً ممن رحمتمه‬ ‫ا‬ ‫تمام الثقة لما يئست من الفرج، ولو كنت موقن ً بحكمته كل اليقين لما عتبت عليه‬ ‫ا‬ ‫فممي قضائه وقدره، ولو كنممت مطمئناً إلى عدالتممه بالغ الطمئنان لممما شككممت فممي‬ ‫نهاية الظالمين.‬ ‫في الدروب والمتاهات‬ ‫في درب الحياة ض ّعت نفسي ثم وجدتها في فناء ال، وفي متاهات الطريق فقدت‬ ‫ي‬ ‫غايتمي ثمم ألفيتهما فمي كتاب ال، وفمي زحام الموكمب ضللت رحلي ثمم وجدتمه عنمد‬ ‫رسول ال.‬ ‫لول.. ولول‬ ‫لول رحمتممك بممي يمما إلهممي لكنممت فريسممة الطماع، ولول هدايتممك لي لكنممت سممجين‬ ‫الوهام، ولول إحسمانك إليّ لكنمت شريمد الحاجات، ولول حمايتمك لي لكنمت طريمد‬ ‫اللئام، ولول توبتك عل ّ لكنت صريع الثام.‬ ‫ي‬ ‫73‬
  • 38. ‫مكتبة مشكاة‬ ‫هكذا علمتني الحياة‬ ‫السلمية‬ ‫الدين والتربية‬ ‫الدين ل يمحو الغرائز ولكن ير ّضها، والتربية ل تغ ّر الطباع ولكن ته ّبها.‬ ‫ذ‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫الشهامة.. والشجاعة‬ ‫الشهامممة أن تغار على حرمات ال، والنجدة أن تبادر إلى نداء ال، والشجاعممة أن‬ ‫تسرع إلى نصرة ال، والمروءة أن تحفظ َنْ حولك ِنْ عيال ال، والسخاء أن ل‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫تر ّ ل أمرً ول نهي ً.‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫د‬ ‫خلق الكرام‬ ‫الكرام يتعاملون بالثقمممة, ويتواصممملون بحسمممن الظمممن، ويتوا ّون بالغضاء عمممن‬ ‫د‬ ‫الهفوات.‬ ‫ما هو الفقه؟‬ ‫الفقمه أن تفقمه عمن ال شرعمه، وعمن رسمول ال خُقمه، وعمن صمحابته سميرتهم‬ ‫ُل‬ ‫وسلوكهم.‬ ‫متى تنكشف الحقائق؟‬ ‫وفمي المآزق ينكشمف لؤم الطباع، وفمي الفتمن تنكشمف أصمالة الراء، وفمي الحكمم‬ ‫ينكشمف زيمف الخلق، وفمي المال تنكشمف دعوى الورع، وفمي الجاه ينكشمف كرم‬ ‫الصل، وفي الشدة ينكشف صدق الخوة.‬ ‫83‬
  • 39. ‫مكتبة مشكاة‬ ‫هكذا علمتني الحياة‬ ‫السلمية‬ ‫ل تغرنك!..‬ ‫ل تغرنمك دمعمة الزاهمد فربمما كانمت لفرار الدنيما ممن يده، ول تغرنمك بسممة الظالم،‬ ‫فربممما كانممت لحكام الطوق فممي عنقممك، ول تغرنممك مسممالمة الغادر، فربممما كانممت‬ ‫للوثوب عليمممك وأنمممت نائم، ول يغرنمممك بكاء الزوجمممة، فربمممما كان لخفاقهممما فمممي‬ ‫السيطرة عليك!.‬ ‫احذر ضحك الشيطان منك‬ ‫احذر ضحمممك الشيطان منمممك فمممي سمممت سممماعات: سممماعة الغضمممب، والمفاخرة،‬ ‫والمجادلة، وهجمة الزهد المفاجئة، والحماس وأنت تخطب في الجماهير، والبكاء‬ ‫وأنت تعظ الناس.‬ ‫احذر اللئيم‬ ‫احذر لئيم الصل، فقد يدركه لؤم أصله وأنت في أشد الحاجة إلى صداقته، واحذر‬ ‫لئيم الطبع، فقد يدركه لؤم طبعه وأنت في أشد الحاجة إلى معونته.‬ ‫احذر!‬ ‫احذر الحقود إذا تسمملط، والجاهممل إذا قضممى، واللئيممم إذا حكممم، والجائع إذا يئس،‬ ‫والواعظ المتزهد )أي الذي يتظاهر بالزهد ( إذا كثر مستمعوه.‬ ‫93‬
  • 40. ‫مكتبة مشكاة‬ ‫هكذا علمتني الحياة‬ ‫السلمية‬ ‫من عيشة المؤمن‬ ‫ثلث ه ّ من عيشة المؤمن: عبادة ال، ونصح الناس، وبذل المعروف.‬ ‫ن‬ ‫من طبيعة المؤمن‬ ‫ثلث ه ّ من طبيعة المؤمن: صدق الحديث، وأداء المانة، وسخاء النفس.‬ ‫ن‬ ‫من خلق المؤمن‬ ‫ثلث هنّ مممن خلق المؤمممن: الغضاء عممن الزّة، والعفممو عنممد المقدرة، ونجدة‬ ‫ل‬ ‫الصديق مع ضيق ذات اليد.‬ ‫حسن الخلق‬ ‫من أوتي حسن الخلق ل عليه ما فاته من الدنيا.‬ ‫المنافق‬ ‫المنافق شخص هانت عليه نفسه بقدر ما عظمت عنده منفعته.‬ ‫· المنافق ممثل مسرحي، له كذب الممثل وليس له تقدير المتفرجين.‬ ‫اعتذرا!‬ ‫قيمل لخطيمب منافمق: لماذا تتقّب ممع كمل حاكمم؟ فقال: هكذا خلق ال القلب متقلب ً،‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫فثباته على حالة واحدة مخالفة لرادة ال!..‬ ‫04‬
  • 41. ‫مكتبة مشكاة‬ ‫هكذا علمتني الحياة‬ ‫السلمية‬ ‫عقوبة المجتمع‬ ‫إن ال يعاقمب على المعصمية فمي الدنيما قبمل الخرة، وممن عقوبتمه للمجتممع الذي‬ ‫تفشمو فيه المظالم أن يسمّط عليمه الشرار والظالميمن: ? وإذا أردنا أن نهلك قرية‬ ‫ل‬ ‫أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق القول فدمرناها تدميرً?.‬ ‫ا‬ ‫ميزان ال‬ ‫الفقير ميزان ال في الرض، يوزن به صلح المجتمع وفساده.‬ ‫وال أعدل الحاكمين‬ ‫أمر ال أن يعطى الفقير حقه والغني حقه، فدافع دجاجلة الدين عن حق الغني ولم‬ ‫يدافعوا عمن حمق الفقيمر، وأكمل طواغيمت الدنيما حمق الغنمي دفاع ً عمن حمق الفقيمر،‬ ‫ا‬ ‫وال أعدل الحاكمين.‬ ‫حكم الشيطان‬ ‫لم يرضهم حكم ال في أموالهم فسّط عليهم من يحكم فيها بحكم الشيطان.‬ ‫ل‬ ‫أين أنت‬ ‫يتساءلون عنك: أين أنت؟ فيا عجباً لل ُمْي ال ُلْه! متى كنت خف ّا حتى نسأل عنك؟‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫ع‬ ‫ألسمت فمي عيوننما وأسمماعنا؟ ألسمت فمي مائنما وهوائنما؟ ألسمت فمي بسممة الصمغير‬ ‫14‬
  • 42. ‫مكتبة مشكاة‬ ‫هكذا علمتني الحياة‬ ‫السلمية‬ ‫وتغريد البلبل؟ ألست في خفيف الشجر وضياء القمر؟ ألست في الرض والسماء؟‬ ‫ألست في ك ّ شيء ك ّ شيء؟ أليست هذه آياتك الدالة عليك؟ أليست هذه من بدائع‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫صنعك يا أحسن الخالقين؟ أليست آيات تدبيرك الحكيم بارزة في صغير هذا الكون‬ ‫وكبيره؟ فكيف يسأل عنك هؤلء إل أن يكونوا عمي ً في البصائر والبصار؟‬ ‫ا‬ ‫? إن فممي السمموات والرض ليتٍ للمؤمنيممن ¯ وفممي خلقكممم ومما يبممث مممن داب ٍ‬ ‫ة‬ ‫م‬ ‫ءاياتٌم لقوم يوقنون ¯ واختلف الليمل والنهار ومما أنزل ال ممن السمماء ممن رزق‬ ‫فأحيا به الرض بعد موتها وتصريف الرياح ءايات لقوم يعقلون?.‬ ‫أين حكمتك؟‬ ‫يتساءلون عن حكمتك في المرض والجوع، والزلزل والكوارث، وموت الح ّاء و‬ ‫ب‬ ‫حياة العداء، وضعمممف المصممملحين وتسممملط الظالميمممن, وانتشار الفسممماد وكثرة‬ ‫ا‬ ‫المجرميمن، يتسماءلون عمن حكمتمك فيهما وأنمت الرؤوف الرحيمم بعبادك؟ فيما عجب ً‬ ‫لقصمر النظمر ومتاهمة الرأي، إنهمم إذا وثقوا بحكممة إنسمان سملموا إليمه أمورهمم،‬ ‫واسمممتحسنوا أفعاله وهمممم ل يعرفون حكمتهممما، وأنمممت.. أنمممت يممما مبدع السمممموات‬ ‫والرض، يا خالق الليل والنهار، يا مسير الشمس والقمر، يا منزل المطر ومرسل‬ ‫الرياح، يمما خالق النسمان على أحسممن صمورة وأدقّ نظام.. أنمت الحكيمم العليممم..‬ ‫م‬ ‫الرحمن الرحيم.. اللطيف الخبير.. يفقدون حكمتك فيما ساءهم وضرهم، وقد آمنوا‬ ‫بحكمتك فيما نفعهم وس ّهم، أفل قاسوا ما غاب عنهم على ما حضر؟ وما جهلوا‬ ‫ر‬ ‫على ما علموا؟ أم أن النسان كان ظلوم ً جهو ً؟!‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫24‬
  • 43. ‫مكتبة مشكاة‬ ‫هكذا علمتني الحياة‬ ‫السلمية‬ ‫انتصار المؤمنين‬ ‫فمي بحار ممن الظلمات بعضهما فوق بعمض، وفمي حشود ممن الشمر يأتمي بعضهما إثمر‬ ‫بعمض، وفمي أرسما ٍ ممن الشمك يردف بعضهما بعض ً، فمي زمجرة العاصمير، وفمي‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫تف ّر م البراكيممن، فممي أمواج البحممر المتلطمممة.. يلجممأ المؤمنون إلى إيمانهممم فيمل‬ ‫ج‬ ‫قلوبهممم برداً وأمن ً، ويفيئون إلى ربهممم فيسممبغ عليهممم سمملم ً منممه ورضوان ً،‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ويرجعون إلى كتاب هدايتهمم فيمل عقولهمم حكممة وعلم ً، ويلت ّون حول رسمولهم‬ ‫ف‬ ‫ا‬ ‫فيزيدهم بصيرة وثبات ً.. حينذاك.. يناجي المؤمنون ربهم وقد خضعت له جباههم،‬ ‫ا‬ ‫وخشعمت له قلوبهمم: ? ربنما إنمك ممن تدخمل النار فقمد أخزيتمه ومما للظالميمن ممن‬ ‫أنصمار¯ ربنما إننما سممعنا منادي ً ينادي لليمان أن ءامنوا بربكمم فئامنما ربنما فاغفمر‬ ‫ا‬ ‫لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع البرار¯ ربنا وءاتنا ما وعدتنا على رسلك‬ ‫ول تخزنا يوم القيامة إنك ل تخلف الميعاد?.‬ ‫هنالك يستجيب لهم الحق بوعد الصدق: ? أني ل أضي ُ عمل عام ٍ منكم من ذكر‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫أو أنثمى بعضكمم ممن بعمض فالذيمن هاجروا وأخرجوا ممن ديارهمم وأوذوا فمي سمبيلي‬ ‫وقاتلوا وقتلوا لكفرن عنهمم سميئاتهم ولدخلنهمم جناتٍم تجري ممن تحتهما النهار‬ ‫ثواباً من عند ال وال عنده حسن الثواب?.‬ ‫ثمم تدفعهمم يمد ال إلى طريمق المعركمة مبينمة لهمم وسمائل النصمر: ? يأيهما الذيمن‬ ‫ءامنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا ال لعلكم تفلحون?.‬ ‫ويسممير المؤمنون وهممم يرفعون عقيرتهممم بالدعاء: ? ربنمما ل تزغ قلوبنمما بعممد إذ‬ ‫هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب?.‬ ‫34‬
  • 44. ‫مكتبة مشكاة‬ ‫هكذا علمتني الحياة‬ ‫السلمية‬ ‫ويخوضون معركة الحق وهم يرددون: ? ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا‬ ‫وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين?.‬ ‫ويسجل كتاب الخلود نتيجة المعركة بثلث كلمات: فهزموهم بإذن ال.‬ ‫عصر الخير‬ ‫لم يكمن أهمل الخيمر فمي عصمر ممن عصمور التاريمخ أكثمر عددً ممن أهمل الشمر أو‬ ‫ا‬ ‫يساوونهم، ولكن عصور الخير هي التي تمكن فيها أهل الخير من توجيه دفتها.‬ ‫الضاحك الباكي‬ ‫السعيد المحبوب هو الذي يضحك وقلبه باك، ويغ ّي ونفسه حزينة.‬ ‫ن‬ ‫لكي يحبك الناس‬ ‫لكمي يح ّكم الناس أفسمح لهمم طريقهمم، ولكمي ينصمفك الناس افتمح لهمم قلبمك، ولكمي‬ ‫ب‬ ‫تنصف الناس افتح لهم عقلك، ولكي تسلم من الناس تنازل لهم عن بعض حقك.‬ ‫عذاب..‬ ‫عذاب العاقل بحبسه مع من ل يفهم، وعذاب المج ّب برئاسته على من لم يجرب،‬ ‫ر‬ ‫وعذاب العالم بوضع علمه بين أيدي الجهال، وعذاب الرجل بتحكيمه بين النساء،‬ ‫وعذاب المرأة بمنعها من الكلم..‬ ‫44‬
  • 45. ‫مكتبة مشكاة‬ ‫هكذا علمتني الحياة‬ ‫السلمية‬ ‫العواطف والعقول والهواء‬ ‫العواطف تنشئ الدولة، والعقول ترسي دعائمها، والهواء تجعلها ركام ً.‬ ‫ا‬ ‫بين الذئب والشاة‬ ‫قال الذئب للشاة: ثقي بي فسأقودك إلى مرتع خصب.‬ ‫فقالت الشاة: إني أرى بعينيك عظام زميلتي..‬ ‫قال الذئب: لم آكلها أنا وإنما أكلها ذئب غيري..‬ ‫قالت الشاة: وهل انسلخت من طبيعتك حتى ل تفعل ما فعلوا؟‬ ‫دولة المؤمن!‬ ‫عقممل الفيلسمموف يبنممي دولة فممي الهواء، وعقممل القصممصي يبنممي دولة فوق الماء،‬ ‫وعقمل الطاغيمة يبنمي دولة فوق مسمتودع بارود، وعقمل المؤممن يبنمي دولة أصملها‬ ‫ثابت وفرعها في السماء.‬ ‫خلود..‬ ‫خلود العا ِم بعلومممه، وخلود الفيلسمموف بتأملتممه، وخلود القائد بفتوحاتممه، وخلود‬ ‫ل‬ ‫النبي برسالته، وخلود المصلح بصحابته.‬ ‫يريد أن يحسن فيسيء‬ ‫54‬