الادارة تخصص علمي وفن ومهنة وموهبة
وليست استعراض لبطولات شخصية وسيارات وسكرتيرات
عبد الرحمن تيشوري
منذ ان اعلن طبيب مشاكلنا السيد الدكتور بشار الاسد رئيس الجمهورية مشروعه الاصلاحي التحديثي التطويري لسوريا غداة خطاب القسم في عام \ 2000 \ ويتسابق الكثيرين لنشر مقالات والمشاركة في ندوات عن الاصلاح الاداري وذلك اما بدافع كسب الشهرة او استعادة امجاد قيادية مفقودة او تقديم الذات الى اصحاب القرار علما ان اكثر الذين يفعلون ذلك لايعرفوا معنى الاصلاح وليس لهم علاقة بالادارة لا من قريب ولا من بعيد والبعض منهم كان السبب فيما وصل اليه حال البلد من جمود سياسي وترهل اداري وفشل اقتصادي وعقم ثقافي .
وبشكل عام اقول ان العمق الاختصاصي والمنهجي مازال بعيد المنال عن اغلب هذه المقالات والندوات علما انني لست فقيها في الادارة ولا ادعي التخصص الدقيق لكنني درست بعض مواد الادارة في المعهد العالي للعلوم السياسية " الادارة العامة – التنمية الادارية والقوى العاملة " ولاحقا درست اكثر تخصصا في المعهد الوطني للادارة العامة " الادارة – ادارة الاعمال – التحليل الاستراتيجي – نظرية المؤسسات – القانون الاداري – التنظيم القضائي – الادارة العامة – القانون المالي و الضريبي – صياغة النصوص التشريعية ........ "
المعهد الوطني للادارة في تخريج الدفعة الخامسة وعود من المسؤولين وقلق وخشية من...
لماذا لا تنعكس التنمية على مستوى معيشة الناس
1. لماذا ل تنعكس نسب نموالفريق التقتصادي على مستوى المعيشة وفرص
العمل وراحة المواطنين؟؟؟
عبد الرحمن تيشوري
شهاادةعليا بالادارة
تقديم
لعل من اكبر مفارقات هذا العصر ان التنمية اصبحت سيئة السمعة الي حد
كبيربحيث صار يصح القول ان التنمية كلمة حق يرااد بها باطل لن مخططي التنمية
في سورية وعدوا كل فراد بعربة مرسيدس وعلى القل بعربة اداسيا ثم تبين انهم لم
يستطيعوا انجاز هذا الوعد ال بالنسبةلنفسهم وبالنسبة لقلية متميزة هي اقاربهم
واخوتهم واصدقائهم
وبشكل عام نلحظ انواع كثيرة من النمو والتنمية في العالم تشهدها البشرية هذه
اليام وهي:
1- النمو عديم الشفقة اي النمو الذي يؤادي الى زياادة نغنى النغنياء وزياادة فقر
الفقراء
2- النمو بل مستقبل اي النمو الذي ياكل الخضر واليابس ويستنزف الثروات
الطبيعية ويحرم الجيال القاادمة ادون وجه حق من نصيبها من الميراث
3- النمو الخرس فالثروة القومية والوطنية تزادااد والقمع يزادااد ونغياب المشاركة
يزادااد
4- النموبل جذور حيث تضمحل الهويات الثقافية للشعوب وتهمش الثقافات
الوطنية
5- النمو بل فرص عمل فالدخل القومي يزادااد والبطالة تزادااد حيث تشير الرقام
الى ان العولمة تلقي ب 08% من البشر على قارعة الطريق
جوهر التنمية السليمة المستدامة الرشيدة السديدة
لقد صدر عن المنظمة الدولية اعلن الحق في التنمية 6991 ويعتبر هذا العلن
في ماادته الولى ) الحق في التنمية حق من حقوق النسان نغير قابل للتصرف
وبموجبه يحق لكل انسان ولجميع الشعوب المشاركة والسهام في تحقيق تنمية
اقتصاادية واجتماعية وثقافية و سياسية والتمتع بهذه التنمية التي يمكن فيها اعمال
جميع حقوق النسان والحريات الساسية اعمال تاما(
اذا انطلقا مما جاء في العلن انا ارى ان التنمية السليمة الرشيدة هي التغيير
نحو الفضل لن التغيير نحو السوا ليس ال عملية تخريب مع سبق الصرار
والترصد ومن يحسب راتبه في سورية الذي يتقاضاه الن ويقارنه مع الراتب
الذي كان ياخذه عام 0891 يجد ان الذي حصل ليس تنميةو بشكل عام يجب ان
نفرق بين النمو والتنمية لنه يوجد فروق بينهما لبد من التوقف عندها حتى
2. لنوصف بالجهل وقصر النظر علما اننا اصحاب علم ومعرفة ونسعى لمعرفة
المزيد وهذه صفات ادائمةلنا ولم نقل يوما اننا نفهم ونعرف اكثر من نغيرنا
التنمية النمو
- التنمية مقصوادة هاادفة - يتم بدون قرارات
- تغييربنيان المجتمع كليا - النمو نموبالوزن والطول
- التنمية اعم واشمل - النموبالدخل ليس تنمية
- التنمية تحصل في - النمويحصل بدون تنمية
الهيكل النتاجي لكن بدون نمو في القتصااد القومي
- التنمية جهد قصدي بينما النهضة هي طور مجتمعي ينشا في مجتمع ما نتيجة
لتفاعل ظروف موضوعية تلقائيا اما التنمية هي عملية انهاض اذا شئنا
- التنمية شيء اكثر تعقيدا وشمول وعقلنية وعدالة من النمو فالنمو يكااد
يقتصر على الجانب القتصاادي الذي يقاس عاادة بمعدل النمو السنوي للناتج
المحلي اما :
- التنمية لتقاس والتنمية السليمة الصحيحة الطيبة
- تعني عدالة توزيع الدخل
- تعني اشباع حاجات كل الناس مع الحفاظ على التوازن البيئي والستقلل
الوطني الحقيقي
التنميةعلجا للتخلف
التنمية هي عمليات تغير احوال المجتمع من احواله السيئة المتخلفة الي احوال
متقدمة متطورة حديثة وبشكل عام ان المعنى الساسي للتقدم هو السيطرة الذاتية
للمجتمع على مقدراته
في هذه الحالة يكون التخلف عجز المجتمع عن السيطرة على مقدراته
وللتخلف معايير ووجوه هي فضائح وماسي من وجهة نظري وهي
1 – الفضيحة الولى هي ماساة الحاضر بالقياس الي الماضي كنا ساادة الدنيا او
ساادة على القل لكننا اصبحنا نثير الرثاء والشفاق والخجل ولنتصور ان احد
القدماء امثال هارون الرشيد او عمر بن الخطاب قد عاادوا لكي يروا ما صنع
الدهر بامتهم واحفاادهم انا واثق انهم سيفضلون العوادة الي القبر مباشرة ويقولون
ان هؤلء ليسوا احفاادهم
2- الفضيحة الثانية هي ماساة حاضر امتنا بالنسبة لحاضر المم المتقدمة
المعاصرة فاين نحن واين هي ؟ وكم الفرق بيننا وبينها على كل مستوى وعلى
كل صعيد ؟
3- الفضيحة الثالثة اي ماساة الواقع بالنسبة الي الممكن فواقع العرب فقير جدا
لكنهم يملكون اكبر ثروات الدنيا فتقارير المم المتحدة تقول ان العرب هم اقل
الناس قراءة واكثر الناس امية وافقر الناس مائيا واكثر الناس الذين يضربون
زوجاتهم ويعنفون اطفالهم ويضهدون نسائهم واقل الناس استخداما للنترنت واقل
3. الناس استهلكا للطاقة واقل الناس ترجمة للكتب واقل الناس انفاقا على البحث
العلمي والتعليم 000000
من المستفيد من التنمية في بلداننا ؟
لعل تحديد الفئات المستفيدة او المستهدقة في عملية التنمية من اكبر المشكلت
التي تواجه المهتمين بشؤون التنمية ويرى الكثيرون ان التنمية السليمة النظيفة
الطيبة هي التي تستهدف الفقراء وللفقر نوعان هما
1- فقر مطلق حسب البنك الدولي اي ان الفقير هوالذي ليتجاوز ادخله السنوي
073 ادولر امريكي هذا الرقم يتغير من فترة الي اخرى شكل يلءم تطورات
السعار وقد كان هذا الرقم في اوائل السبعينات 05 ادولرا فقط
2- فقر نسبي اي ان الفقراء نسبيا في بلد معين هم كل الفرااد الذين يقل ادخلهم
السنوي عن ثلث المتوسط القومي لدخل الفراد في ذلك البلد ومن الواضح ان
خط الفقر النسبي يتغير من سنة الى اخرى في البلد المعني ويختلف من بلد
الى اخر
وبشكل عام نلحظ زياادة النغنياء نغنى وزياادة الفقراء فقر وموت الطبقة الوسطى
حاملة التنمية حيث نقرا ان 1% من المريكين يملكون 06 % من ناتج امريكا
البالغ حوالي ثلث الناتج العالمي كمايوجد في العالم 853 مليارادير يملكون ثروات
توازي ثروات 3 مليار انسان في العالم فل بد اذا من ترتيبات جديدة ليستفيد
الجميع من ثمار التنمية وخدماتها اي يجب ان نعرف من يخسر ومن يكسب
اوهام حول التنمية
الوهم الول: كثرة السكان نقمة ادائما: ان هذا الكلم نغير ادقيق لن الفقراء ليس
لديهم سوى هذا الختيار الوحيد في حياتهم لن الفقراء ل يختارون حكوماتهم ول
يشاركون في وضع خطط التنمية التي يستفيد منها الثرياء ويعانون من التهميش
في كافة مجالت الحياة ويتحملون عبا الضرائب ويسمعون باذانهم كل عشرات
الفضائح المالية والسرقات المخيفة وبعد كل هذا نطلب منهم ان يلزم مواقعهم
كمتفرجين ادعهم ينجبون لكن لنحزرهم من البوة الشقية
الوهم الثاني : التنمية تعني مزيدا من الستثمارات وهذا وهم متعارف عليه
حيث يعتقد الكثيرين ان التنمية تتطلب استثمار مواراد مالية علما ان هناك نمط
اخر للتنمية ل يتطلب الكثير من المال وهو نمط التنمية الراسية اي التنمية القائمة
على زياادة انتاجية الوحدات النتاجية القائمة فعل اي ادون الحاجة لنشاء وحدات
انتاجية جديدة
الوهم الثالث : التقانة المتقدمة المستورادة هي الحل يراهن البعض على ان التقانة
المستورادة هي العل ج الشافي من مرض التخلف لكننا نقول لهؤلء ان اللت
يمكن استيراادها لكن الروح العلمية ل يمكن استيراادها ونحن بحاجة الي تقانة
تقوم على اعاادة العتبار للتقانة المحلية تقانة وظيفية بمعنى انها تقانة ذات فائدة
4. عملية مباشرة في تلبية الحاجات الجتماعية الحقيقية تقانة تحقق اكبر كفاءة
اقتصاادية ممكنة في الظروف المحلية وتركز على حاجات الكثرية الفقيرة 0
جرائم باسم التنمية ؟!!
قيل قديما كم من الجرا ئم ترتكب باسم الحرية وانا اقول اليوم كم من الجرائم
ترتكب باسم التنمية فمن الواضح ان كثيرا من الجرائم ترتكب تحت راية التنمية
وابرزها الجرائم ضد الفقراء وضد الشعوب وضد الستقللية وضد القيم
الجتماعية وضد البيئة وفي مايلي اقدم تفصيل سريعا في ذلك
1- ضد الفقراء يحصل الخمس النغنى في العالم على 59% من ثروات العالم
ويحصل الخمس الفقر من البشرية على 2% من ثروات العالم ونسبة حصة
الخمس النغنى الي حصة الخمس الفقر تساوي 07 الى واحد
فانقسم الناس في العالم الي قسمين بعضهم نغارق في بحر البارفان والخرون
نغارقون في بحر الفاقة والعوز
2- ضد الشعوب الفقيرة ان الذين يشربون الشاي في الغرب الساعة الخامسة
يوميا والذين يطعمون الكلب والقطط لحما اكثر ممما يحصل عليه مليار
انسان في هذا العالم لما استطاعوا ذلك لول نهب الشعوب الفقيرة وان الغرب
يحصل الن على برميل النفط بسعر اقل مما كان يحصل عليه في السبعينات
وان امريكا تاخذ منا برميل النفط ب 02 ادولرا وتبيعنا برميل الكوكاكول ب
001 ادولر !!!
3- ضد الستقللية كل ما يجري في العالم هو تبعيه وتغريب لنا نحن العرب لننا
نتبع ماليا ونتبع ثقافيا ونتبع سلعيا انه مشهد ادراماتيكي حيث يفرض علينا ما
نشاهد ويفكرون لنا وعنا ويريدوننا ان نشغل الحاسوب على ظهر الجمل وان
نسمع زعيق مايكل جاكسون واذا لم نسمع قد نتهم بالرهاب الدولي ؟!
4- ضد القيم الجتماعية لم يتركوا لنا خصوصية ثقافية ولقد شنوا حربا نغير
مقدسة على ثقافتنا وقيمنا وتقاليدنا هذا استلب واحتلل للذاكرة الوطنية حيث
ممنوع على العربي ان يفكر بابطاله واجدااده وانما عليه ان يحضر افلم
سلفستر ستالون والمراة الخارقة ومسلسل الفتاة الحسناء كاسندرا
5- ضد البيئة لعل من اكبر حقائق هذا العصر ان التنمية تتم في معظم الحالت
على حساب البيئة وعلى حساب الجيال القاادمة وهذا اادى الي مشاكل بيئية
خطيرة ابرزها التصحر والتلوث وفقدان التنوع البيولوجي 0
خطايا تم اتقترافها في الماضي نرغب
ان تبتعد عنها حكومتنا الرشيدة
1- الفتتان بالرقام ل سيما الفائض الوهمي ويجب قياس كل شيء والعتمااد
على الرقام الدقيقة بصدق كما هي
5. 2- ان تخطيط التنمية ل يعني فقط تشجيع القطاع العام الخاسر بل يعني تشجيع
كل القطاعات في البلد ليصبح البلد ورشة عمل كاملة
3- عدم النشغال الدائم بمستويات الستثمار بل زياادة الستثمار في المواراد
البشرية
4- عدم اادمان موضات التنمية الموجوادة في الخار ج بل استحداث انماط ملءمة
لقتصاادنا وشعبنا وبيئتنا وتاجرنا وموظفنا وعاطلنا
5- عدم النفصال التام بين التخطيط والتنفيذ لن التخطيط مسؤولية المخططون
اما التنفيذ هو مسؤولية النظام السياسي والقتصاادي والجتماعي باسره
6- العمل ادائما لنهاء التفاوت في الدخول والقضاء على الفقر المطلق والنسبي
وادعم وخلق الطبقة الوسطى وتحريك المليارات النائمة والمكدسة في
المصارف واعاادة ضخ ادماء جديدة شابة مؤهله في القوى العاملة جامعيين
ومهندسين عبر احالة الفكار القديمة الي التقاعد واحالة كل موظف اتم
الثلثين الى التقاعد والستراحة الطويلة 0
مقترحات وتوصيات واساسيات للوصول
الى تنمية سليمة طيبة تحقق التطوير والتحديث لسورية
1- العدالة الشاملة العدالة في الثواب والعقاب العدالة في الجور العدالة في تباادل
السلع والموال والعدالة في توزيع الموااد القتصاادية والدخل
2- المشاركة الشعبية في التخطيط والتنفيذ والتقييم مشاركة طوعية حقيقية
مؤسسية وفاعلة عبر تطوير ووضع قانون احزاب وقانون انتخابات جديدين
3- ال عتمااد على الذات والتعاون مع العرب لنتا ج تقانة تنسجم مع مجتمعنا
وظروفنا وتشبع الحاجات الساسية للكثرية الفقيرة من شعبنا
4- ترشيد الستهلك والحد من الهدر بحيث ينسجم نمط الستهلك مع المواراد
المتاحة فان تستغني عن شهوة من شهواتك يعني ان تدمر سلحا من اسلحة
العدو
5- التركيز على التعليم والتدريب والحوافز المعنوية والماادية كمفاتيح جديدة
للتنمية وكبدائل تغطي عجز المواراد وذلك من خلل ادعم وتفعيل المعهد
الوطني للادارة العامة) اعاادة تقييم التجربة بالكامل ل سيما اعاادة الحافز
واعاادة فرز الخريجين والستفاادة منهم( والمعهد العالي لادارة العمال
وتحفيز الناس للقبال على التحصيل العلمي العالي والتمكين المعلوماتي
لنستطيع تحقيق التطوير والتحديث
6- اعتمااد نظام التعاون والمصالحة والتشارك في النتا ج والتوزيع والتباادل
والستهلك فهو النظام الوحيد الذي يحقق مصالح الفراد والجماعة والمجتمع
جميعا
هذه مقترحات واساسيات يمكن طرحها لتكون اساس لحوار شامل ومعمق يساهم
فيه كل من يهمه مستقبل سورية ولقد صرح اكثر من مرة رئيسنا الشاب الدكتور
6. بشار السد ان الفكر يتسع للجميع وان البلد للجميع وان الوطن سقف الجميع وان
الوطن بحاجة الي جهواد الجميع ولكل منا ادور والجميع يتكاملون من اجل سورية
حديثة متطورة مزادهرة
عبد الرحمن تيشوري