واقع المعارضة السورية والتحديات الراهنة والمستقبلية
1. واقع المعبرضت السورٍت والتحدٍبث الراهىت والمستقبلَت
وحدة تحلَل السَبسبث فٌ المركس العربٌ لألبحبث ودراست السَبسبث
00/01/1102
فوجئت المعارضة السورية المنظمة -عمى اختالف أطيافيا- شأنيا شأن نظام الحكم القائم، باندالع الحركات االحتجاجية في 15 آذار/مارس 5511،
والتي اكتسبت لتوىا في محافظة عا وفي دوما بريف دمشق خصوصا، زخماً شعبياً كبير. وتمثَّل عنصر المفاجأة في أن ىذه المعارضة بنت تقدير
ىا، في ْ ّ اً ً در ّ
ضوء العديد من المؤش ات السياسية واألمنية، عمى أساس تأخر سورية عن الّحاق بركب الثو ات، التي بدأت في تونس ومصر وليبيا. حتّى أن بعض
ّ ر م ّ ّ ّ ّر
ىا من المشاركة في تظاى ات دعا إلييا بعض النشطين قبيل
ْ ر القوى السياسية، كاألح اب الكردية وحركة اإلخوان المسممين، دأبت عمى منع محازبييا وأنصار
ز
ّ و رٍ
الثو ة. وذلك العتبا ات جاء معظميا من خبرتيا في ج التيا مع سياسات النظام األمنية القمعية في السنوات الماضية[5].
ر
بداٍت الثورة وافتقبد المعبرضت
ّ َ ر ر ٍ
انطقت الثو ة السورية في البداية في شكل احتجاجات شبابية عفوية، ترفع شعا ات الحرية، وتُطالب باإلصالح ومنيا من اىن عمى الصو ة "اإلصالحية"
ر ر
ٍ
لمرئيس األسد. غير أن صدمتيا بما جاء في خطابو أمام مجمس الشعب في 10 آذار/مارس 5511، جعمت بعض شعا اتيا يتطور بصفة محدودة في
ر ّ
ّ
تظاى ات الالذقية عا إلى "إسقاط النظام"، حيث شكل رفع ىذا الشعار مزيجاً من الخيبة من خطاب الرئيس، ومن المحاكاة لشعا ات ميدان التحرير في
ر ّ ودر ر
مصر. وأخذت الرقعة الجغ افية والبشرية لمتظاى ات تتطور وتتّسع بوتي ة مطردة عمى المستويين األفقي جغر ًّا والعمودي تجذير لممطالب. وبينما كانت
اً افي ْ ر ّ ّ ر ر
َّ
المعارضة الحزبية التقميدية ت اقب وتنتظر، كان حزب االتّحاد االشت اكي العربي الديمق اطي قد أعمن رسمياً انخ اطو في التظاى ات. وشكل ذلك تكريساً
ر ر ر ر ر ّ
ى في حركة التظاى ات الشعبية العارمة، ومحاولتو استخدام أسموب
ر النخ اط من ّمتو الشبابية القوية في عا وسقبا وبعض مدن ريف دمشق األخر
در ّ ّ ر ظ
المجموعات المتنقمة في مدينة حمب. أما جماعة اإلخوان المسممين، فقد أعمنت مشاركتيا رسمياً بعد خطاب األسد األول. وقال م اقبيا العام محمد رياض
ر ّ ّ ّ
الشقفة بتاريخ 50 آذار/مارس 5511 "إن الجماعة تدير وتشارك بفعالية في التظاى ات"[1].
ر ّ ّ
ّ
فوضي المؤتمراث وتأخ ر التوحَد
َ ّ ّ ٍ ٍ
لم تفكر المعارضة السورية خالل األشير األولى من عمر الثو ة السورية في تشكيل ىيئة جامعة أو قيادة سياسية تجمع ح اكيا وتوجياتيا. وغدا االنقسام
ر ر ّ
ىا لمتّواصل والعمل السياسي الحقيقي عمى األرض، عالوةً عمىوالتّشرذم واالرتجالية سمةً أساسية لتيا اتيا، إضافةً إلى انعدام الثّقة المتبادلة نتيجة افتقار
ّر
ر ز ٍ
ىمة وح اكيا النخبوي في إطار الصالونات السياسية، وتخبط بعض أركانيا في تحالفات بعيدة عن الم اج الشعبي. وقد اقتصر ح اكيا
ّ ّ ر بنيتيا التنظيمية المترّ
ا ّ ّ ٍ رٍ
بدايةً عمى مباد ات واجتماعات جاءت ارتجالية، ويمكن تصنيفُيا كأنشطة تضامنية أكثر منيا أطر تنظيمية، كاجتماع إسطنبول في 21 نيسان/أبريل
5511، ومؤتمر أنطاليا يومي 5-1 حزي ان/يونيو 5511. وقد تداعى لو مجموعة من الفعاليات، وشاركت فيو بعض األح اب والتيا ات المعارضة
ر ز ُ ر ْ
ج. وتمخض عنو بيان دعا إلى استقالة الرئيس وتسميم ميامو لنائبو. بعد ذلك، عقد اجتماع بروكسل بتاريخ 4
ُ ّ ٌ ّ كاإلخوان المسممين و"إعالن دمشق" في الخار
حزي ان/يونيو 5511 الذي شاركت فيو تيا ات وشخصيات إسالمية وعشائرية. وتمخض عنو تشكيل "االئتالف الوطني لدعم الثو ة السورية". ثم ن ِّم لقاء
ٌ ُظ ر ّ ٌ ّرٌ ر
ي ضم شخصيات من المعارضة الوطنية في الداخل بصفتيم الشخصية وكأصحاب " أي" مستقّين، عقد في دمشق في فندق سمي اميس بتاريخ 31
ر م ر ٍ تشاور
ّ
ٍ
حزي ان/يونيو 5511. ونتج عنو "دعوة إلى إسقاط النظام االستبدادي"، وانياء الخيار األمني كشرط لمحوار الوطني مع النظام.
ر
ومع اشتداد وتي ة التظاىر وارتفاع حدة الشعا ات وسقف المطالب، دعا المعارضان ىيثم المالح وعماد الرشيد عن التيار اإلسالمي إلى عقد مؤتمر "اإلنقاذ
ْ ّ ر ّ ر
الوطني" في إسطنبول ودمشق بتاريخ 25 يوليو/تموز 5511. لكن العممية األمنية التي ن ّذتيا السمطات السورية في حي القابون حالت دون التئام المؤتمر
ّ ّ ف
في الداخل، فعقد في إسطنبول فقط، وطغى عميو حضور التيار اإلسالمي ورجال الدين. وشاركت فيو جماعة اإلخوان المسممين بكثافة، إضافةً إلى بعض
ُ ّ ُ
2. ى، خاصةً الكردية التي انسحبت بسبب الخالف عمى تسمية " الجميورية العربية السورية". وتميز المؤتمر بارتجالية
ّ ّ ّ ّ الشخصيات السياسية من التيا ات األخر
ر ّ ّ
التحضير، وبخالفات بين الداعين إليو بخصوص القضايا السياسية ونتائج االنتخابات. ولم يح ّق أياً من النتائج التي طرحيا، خاصةً فيما يتعّق بتشكيل
م ّ ق ّ
جسم سياسي وا ي بديل (حكومة ظل) تعيد األمور إليو في حال سقوط النظام.
ّ دار ٍ
ٍ
استمرت المباد ات من قبل أطياف المعارضة السورية مع استم ار الفشل في الوصول إلى صيغة وطنية جامعة، فتم اإلعالن بتاريخ 51 آب/أغسطس
ر ّ ر
ّ ّ
5511 من قبل شباب سوريين في أنق ة قالوا إنيم يمثّمون التنسيقيات في الداخل، عن تشكيل مجمس وطني انتقالي برئاسة ىان غميون وعضوية 45
ّ بر ر ّ
شخصية.
ي فكرياً وسياسياً واجتماعياً وطائفياً، إ ّ أن معظم
ال ّ وعمى غم من أن أسماء أعضاء المجمس المعمَن عكست تنوعاً واسعاً لتيا ات المجتمع السور
ّر ّ ّ الر
ٍ
الشخصيات الواردة أسماؤىا لم يجر التشاور والتّنسيق معيا. كما قاطع التيار اإلسالمي المستقل ومجموعة العمل الوطني المباد ة، وىاجماىا بشكل واضح
ر ّ َْ ُ
ٍ ّ ٍ
ي لشخصيات إسالمية وتكنوق اطية في إسطنبول بغرض تأليف مجمس وطني ي، وتم الحقًا بتاريخ
سور ر عمى اعتبار أنيما كانا قد دعيا إلى اجتماع تشاور
ٍ ُ ّ
ّ
15 أيمول/سبتمبر اإلعالن عن تشكيمة ىذا المجمس وفق اآلليات ذاتيا التي حكمت المؤتم ات السابقة مفتقداً تمثيل الطيف الواسع من ش ائح المعارضة
ر ّ ر ّ
السورية.
ّ
لقد أثارت فوضى المؤتم ات واستم ار انقسام المعارضة التقميدية حالةً من االستياء لدى المتظاىرين، وتبمور ذلك في تسمية جمعة "وحدة المعارضة" بتاريخ
ر ر
01أيمول/سبتمبر 5511. وساد نزو ٌ لدى الكثيرين في وسائل التواصل االجتماعي إلى إعطاء المعارضة التقميدية الفرصة األخي ة قبيل أن يتم رفعُ شعار
ّ ر ع
"إسقاط المعارضة " إلى جانب شعار "إسقاط النظام".
ات. وعقدت اجتماعات مكثّفة في إسطنبول، نتج عنيا اإلعالن عن تأسيس "المجمس الوطني
ٌ ُ استجاب عدد من أطياف المعارضة لتمك الدعوات-التحذير
ٌ
ي" بتاريخ 1 تشرين األول/أكتوبر 511، ودعا في بيانو التأسيسي إلى "إسقاط النظام بكا ّة أركانو ورمو ه بمن فييم رئيس الدولة". وشكل ىذا المجمس
ّ ز ف ّ ّ السور
عي لمثو ة
ر قيادةً سياسية وأمانةً عامة، واعتبر نفسو "العنوان الرئيس لمثو ة السورية في الداخل و ج"، ثم أخذت التعابير تتواتر عمى أنو الممثّل الشر
الخار ر ّ
السورية[0].
تصىَف جدٍد لتَبراث المعبرضت[4]:
ي محاولةً جديدةً ل أب الصدع بين القوى واألح اب والتجمعات المعارضة، والعمل عمى توحيدىا، غير أنو لم
ّ ز ّ ر شكل اإلعالن عن المجمس الوطني السور
ُ ّ
ٍ ًّ
يتمكن من أن يكون إطار جامعاً لكل الكتل األساسية في المعارضة السورية في الداخل و ج. وغدا تشكيل المجمس خطا فاصالً لتصنيف جديد
ُ َ الخار ّ ّ اً ّ
ّ
لممعارضة السورية في إطارين رئيسين ىما:
ْ
أولا- القوى المىضوٍت فٌ المجلس الوطىٌ السورً وهٌ :
جمبعت اإلخوان المسلمَه:
ر ر ّ ٍ
تُعتبر من أقدم الحركات السياسية المعارضة لمنظام، والتي دخمت في مواجية مسمّحة معو في ثمانينيات القرن الماضي. وقد أعمنت انخ اطيا في الثو ة في
ر ر ّ ٍ
وقت مبكر، وبدأت بنشاط سياسي داعم. وما يميز الجماعة أنيا انفتحت عمى جميع المباد ات وشاركت في معظميا، ولم تبمور مباد ة خاصة بيا حتى
ّ
ُ ّ ٍ
اآلن، غم إعالن قادتيا عن توّر رؤية سياسية لمستقبل سورية تم إعدادىا في عام 4111.
ف ر
ّ
اً ٍ
تعمل الجماعة بسبب حظ ىا والحكم باإلعدام عمى كل منتسب ليا من خالل أسموب" الركائز" في الداخل، أكثر مما تعمل كجماعة، فيي تمتمك بؤر
ّ ْر
ّ
ىا كثير من ناحية ّع
تنو اً (ركائز داخمية منتش ة) وليس تنظيمات وفروعاً. ويتم تفعيل ىذه الركائز في التيار اإلسالمي الشعبي بمعناه الواسع الذي يتجاوز
ّ ر
اتّجاىاتو وقواعده الفاعمة والمؤثّ ة.
ر
3. إعالن دمشق
يضم مجموعةً من الشخصيات واألح اب المعارضة في الداخل و ج، والتي أكدت وقوفيا والتحاميا بالثو ة "حتى تحقيق التغيير الديمق اطي بالقضاء
ر ر ّ الخار ز ّ
عمى النظام الفاسد ال اىن" بحسب ما ورد في بيان األمانة العامة بتاريخ 05 أيمول/سبتمبر 5511. لكن تشتّت األمانات العامة إلعالن دمشق وتعددىا
ّ ّ ّ ر
ع المحتج. كما لوحظ أن التوجو العام لألمانة العامة
ّ ّ ّ ّ واختالف توجياتيا بين الداخل و ج، يجعل اإلعالن من أكثر قوى المعارضة غياباً عن نبض الشار
الخار ّ
إلعالن دمشق يتواءم -في إطار التّحالفات- مع توجو جماعة اإلخوان المسممين وسموكيا. ويتّسم اإلعالن بالتوافق السمبي عمى إسقاط النظام وا ّىان عمى
لر ّ ّ
إنياك الثو ة لو، وص الً إلى إسقاطو. ويعتبر اإلعالن -إضافةً لبعض الشخصيات اإلسالمية- الفضاء األوضح في تبني تطوير الضغوط الدولية المختمفة
ّ ّ ّ ُ َ و ر
ّ ٍ
جي ومحاولة استدعائو؛ وليذا كان دخول شخصيات اإلعالن في خط " ديبموماسية االتصاالت والتنسيقات" مع دول وقوى إقميمية
ّ ّ إلى عنة التدخل الخار
ّ شر
ى.ي، األكثر تواتر ووضوحاً من القوى األخر
اً معنية بالشأن السور
ّ ّ
ّ
التَبر اإلسالمٌ المستقل ومجموعت العمل الوطىٌ
ج.ويضم مجموعة من الشخصيات الخارجة عن األطر الحزبية لمتيا ات اإلسالمية التقميدية، ويتركز معظميا في الخار
ّ ر ّ ّ ّ
ي المؤقّت" في إسطنبول بتاريخ 15 أيمول/سبتمبر 5511، كمرجعية سياسية تأطيرية لقوى المعارضة،
ّ ّ أعمن ىذا التيار عن إنشاء "المجمس الوطني السور
ّ
وعين شخصياتو، داعياً مختمف أطياف المعارضة إلى االنضمام إليو وفق اآللية والبرنامج السياسي الذي أعده، ويعكف حالياً عمى انتخاب قيادتو.
ّ ّ ّ
لكن رفض معارضة الداخل المسبق االنضمام ليذا المجمس، إضافةً إلى عدم إعالن حركة اإلخوان المسممين واعالن دمشق موقفيما الواضح منو،
واص ار معمنيو عمى عدم تعديل تشكيمتو وبرنامجو السياسي، أسقطو في دائ ة المباد ات السابقة، وأعمن بعدىا انضمامو إلى المجمس الوطني الموسع الذي
ّ ر ر ّ ر ُ
تأسس بتاريخ 1 تشرين األول/أكتوبر 5511.
ّ
هَئبث الحراك الجدٍد
ي؛ يمكن استش افو
ر ٍ
بعد اتّساع رقعة التظاى ات جغر ًّا في سورية، نشأت حاج ٌ ميدانية لتنظيم االحتجاجات، خاصةً مع عدم تبمور أفق قريب لمحسم الثور
ّ ة افي ر
ي ما سمي بـ"التنسيقيات". وكانت في معظميا مباد ات محمية مناطقية لتنظيم الشعا ات
ّ ر ر ُ ِّ ّر ٍ
من خالل مؤش ات ممموسة؛ فظير في الواقع السياسي السور
ج المتظاىرين، الذي شكل معين الزخم الذاتي لمتّظاى ات. ومع امتداد عمر الثّو ة تبمورت ظاى ة "انفجار
ر ر ر ّ ّ والالفتات ضمن إطار الح اك العفوي لخرو
ر
التنسيقيات" وتعددىا، وحكمتيا دينامية التشظي، حيث تم مالحظة أكثر من خمس تنسيقيات لممدينة الواحدة أو المنطقة أو الحي. ولمواجية ىذا الواقع تم
ّ ّ ّ ّ َ ّ
ٍ
تأسيس ىيئات تجميع عدة ىا "اتحاد تنسيقيات الثو ة السورية" و "لجان التنسيق المحمية" والتي ضمت تنسيقيات عديدة وفي مختمف أرجاء سورية. وكان
ر ّ أبرز
ّ
ليا دور في تنظيم العمل اإلعالمي واإلعالني لمح اك، والمساىمة في تشكيل اتّجاىات ال أي العام لمستخدمي الفيسبوك واالنترنت ومتابعي الفضائيات.
ر ر ٌ
ّ ر ّ ّ ٍ
ومع زيادة المباد ات والمؤتم ات، أى القائمون عمى ىيئات التنسيقيات ضرو ة توحيد الجيود في إطار جسم واحد ضم منشطي صفحات الثو ة السورية
ر ر ر ر
عمى الفيسبوك والشبكات اإلعالمية لمثو ة وأعمن عنو باسم "الييئة العامة لمثو ة السورية". وقد ضم في جسمو التّنظيمي (التنسيقيات الميدانية - ممثّمي
ّ ر ّ ر ّ
ي).التنسيقيات- ممثّمي المناطق - المجمس الثور
ٍ
لم تستطع الييئة العامة إنتاج مباد ة خاصة بيا، ولم تحدد -كجسم واحد- دعميا ألي من مباد ات المعارضة، وعادةً ما كانت تشيد انقسامات في مواقف
ر ٍّ ْ ّ ر
ّ ّ
ي" الذي أُنشئ بداية شيرمكوناتيا األساسية تجاه مباد ات المعارضة. وفي نياية المطاف، انضوت جميعُ التنسيقيات تحت عنوان "المجمس الوطني السور
ر ّ
تشرين األول/أكتوبر.
ّ
ثبوَب- هَئت التىسَق الوطىَت لقوى التغَر الدٍمقراطٌ
تم اإلعالن عنيا بتاريخ 10 حزي ان/يونيو 5511، وضمت 15 حزباً من التجمع الوطني الديمق اطي[1] واألح اب اليسارية وأح اب الحركة الوطنية
ز ز ر ّ ّ ر ّ
ىا األول بتاريخ 35 أيمول/سبتمبر 5511، وأعمنت عن تشكيل الكردية، إضافةً إلى شخصي ٍ
ّات وطنية في الداخل و ج[2]. عقدت ىيئة التنسيق مؤتمر
الخار
ّ
4. ىا التام لمثو ة السورية وربطت حصول التغيير الوطني الديمق اطي بـ "إسقاط النظام
ر ر ٍ ّ
لجنة مركزية ضمت 14 عضوا، وأصدرت بيانات أكدت انحياز
ّ
ٍ
االستبدادي األمني الفاسد" ورفعت الءات ثالثاً "ضد العنف والطائفية والتدخل الخارجي"، كما ركزت عمى شروط واجبة التوّر لقيام الحوار الوطني الشامل.
ف ّ ّ ّ
برز في تجربة الييئة االنقسام بين الداخل و ج، بحيث قاطع إعالن دمشق كييئة المشاركة فييا، وأحجم حزب الشعب عن تعيين ممثّمين لو فييا مع أنو
ّ الخار
ء من التجمع الوطني الديمق اطي متّسقاً في ذلك مع موقف إعالن دمشق. في المقابل، شاركت األح اب الكردية المنضوية في إطار المجمسين
ز ر ّ جز
السياسيين الكرديين (55 حزباً) في صياغة ميثاق الييئة، لكنيا لم توّع عميو ألنيا كانت تطالب بعضوية إعالن دمشق كييئة. وبسبب إحجام إعالن
ق ّ ّ
دمشق عن المشاركة، فإن ىذه األح اب لم توّع عمى ميثاق الييئة وانسحبت منيا. وتأثّرت الييئة أيضا بانسحاب أحد األح اب الكردية الديناميكية وىو
ّ ز ق ز ّ
ّ ر ٍ
"يكيتي" منيا عمى خمفية تباينات داخمية حزبية في مسألة التّحالفات، بينما شارك حزب االتحاد الديمق اطي الكردي[3] الواسع النفوذ في حمب وعفرين في
ُ
الييئة.
كما تعاني الييئة من نمط العمل الحزبي التقميدي، والتّباين بين الحزبيين والمستقّين، وبين شبابيا المنخرطين في التظاى ات وقياداتيا التقميدية؛ األمر الذي
ر م ّ
يؤدي إلى ضعف التّواصل مع تنسيقيات الشباب الخارجة عن األطر الحزبية التقميدية والمتمردة عمييا. كما يسجل التباين السياسي بين عة الثورية
ّ النز ّ ّ ّ ّ ّ ّ
لمتنسيقيات (إسقاط النظام واسقاط الرئيس) والن عة اإلصالحية لمييئة (إسقاط النظام األمني االستبدادي بما يحتمل إسقاط النيج األمني االستبدادي وليس
ّ ّ ّز
النظام، ح صيغة تغيير النظام وليس إسقاطو، والصمت عن شعار إسقاط الرئيس). وفي مقابل التجربة النضالية الطويمة لمكونات الييئة وقربيا من
ّ ّ وطر
ع والنظام، مع األخذ بعين االعتبار ظروف العمل ي في مخاطبة الشار الواقع، ال يمكن لممحّل أن ال ى عدم تخّصيا من الخطاب التقميدي ما قبل الثور
م ير م
السياسي نصف العمني ونصف ال ّي التي تضع سقفًا لمعبا ات المستخدمة.
َ ر سر ّ
المعبرضت السورٍت: الدور واُفبق
ي األخير خطوةً جديدةً في محا الت توحيد قوى المعارضة السورية، لكن مقاطعة "ىيئة التّنسيق لمتغيير الوطني
و مثّل تشكيل المجمس الوطني السور
ج والداخل إلى ع من انقسام، قد
نوٍ ؤ ٍ
الديمق اطي" -التي تشكل محاور المعارضة في الداخل- ألعمالو تمقي تسا الت عديدة عن تطور الخالف بين الخار
ّ ر
ّ
ّ ّ ٍ
يفضي في ظل تع ّد قضايا الخالف السياسية إلى حالة انقسامية أشد من انقسام أواخر العام 3111 بين التجمع (ىيئة التنسيق الحقاً) والقوى المشكمة اآلن
ّ ّ ق
ّ
ٍ
إلعالن دمشق. لذلك، فإن تجذر الخالف واالنقسام أو تجاو ه يعتبر من أبرز التحديات ال اىنة أمام المعارضة السورية بشكل عام، والمجمس الوطني الجديد
ر ّ ز ّ ّ
خاصةً.
ّ
ي في الداخل. وأعمنت الييئة العامة لمثو ة ولجان التنسيق
ر ٍ
لقد تركت خطوة تشكيل المجمس الوطني انطباعات إيجابية لجية التأييد لو من قبل الح اك الثور
ر
ّ
المحمية أنو "العنوان الرئيس الذي يمثّميم، ويترجم طروحاتيم سياسياً". كما ينظر إلى بعض شخصياتو البار ة، والتي تحظى باحت ام وثقة الشباب المحتج -
ّ ر ز
ّ ٍ
عمى اختالف مشاربيم وتوجياتيم األيديولوجية- كضمانة و افعة سياسية لبمو ة خطاب ديمق اطي يعمو عمى التباينات واالستقطابات القومية واألثنية
ر ر ر ّ
والحزبية. وتحتاج القوى السياسية المشاركة في المجمس إلى مصداقية بعض الشخصيات عمى مستوى ال ّ ح الديمق اطي الذي لم تتميز بو ىذه القوى.
ّ ر طر ّ
والتحدي الماثل أمام المجمس اآلن ىو أن يشكل البديل الديمق اطي عن الواقع االستبدادي الذي انطمقت الثو ة ضده، وأن يكون ضمانةً ومح ّز النخ اط
ر ف اً ر ّ ر ّ ّ
فئات اجتماعية كبي ة ال ت ال مترددة حتى اآلن ولم تشارك بفعالية في الثو ة الشعبية، عمى غم من تضامنيا مع االحتجاجات المطاِبة بالديمق اطية. وىذا
ر ل الر ر ّ ّ ر ز ّ ٍ
ىا، يشكل أيضا
ّ ّ ِ
أمر ال ينشأ بمجرد ح مطمب إسقاط النظام. ال شك أن المحافظة عمى وحدة ىذه الييئة بين قوى سياسية متباينة والعمل عمى تطوير
و ّ ّ طر ٌ
تحديا مصيرياً ليذا المجمس.
ًّ
ٍ
ي وىيئة التنسيق في الداخل، مطالَبة بتقديم أجوبة واضحة وصريحة في شأنعالوةً عمى ذلك، فإن المعارضة السورية، وخاصةً المجمس الوطني السور
ّ
ّ
ر رٍ
منيج استم ار الثو ة وأدواتيا، خاصةً في ظل دعوات "العسك ة"؛ ما يحتّم عمى القيادات السياسية بمو ة ق ار سياسي جامع يكون لو تداعياتو عمى توجيو
ر ّ ّ ر ر
الح اك، فالطابع العفوي المن ّم ًّا ال ي ال ىو السمة الرئيسة التي تطغى عمى الح اك غم وجود العديد من التنظيمات.
ر ر ّ ز ظ محمي ر
5. كما أن المعارضة السورية مطالَبة بحسم مسألة التدخل الخارجي. وىي ال ت ال مسألةً ممتبسة في الخطاب السياسي لممجمس الوطني الس ي الذي رفض
ّ ور ّ ز ّ ّ
بيانو التأسيسي "أي تدخل خارجي يمس بالسيادة الوطنية". وطالب في الوقت ذاتو " بالحماية الدولية لممدنيين" دون تحديد آليات ذلك، ما حدا ببعض
َ ّ ّ ّ ّ
ي كأحد األدوات "المقبولة". وعمى ىذا، فإن القيادة السياسية مطالب ٌ بتوضيح طرحيا ورؤيتيا عم يعنيو مطمب
ّ ْ ة ّ شخصياتو إلى التطرق مباش ةً لمتدخل العسكر
ّ ر ّ
"الحماية الدولية".
ي الخارجي ضعف المعارضة في الداخل اجتماعياً وتنظيمياً، ومحدودية وسائميا وقد اتيا الذاتية في ترجمة شعار" إسقاط
ّ ر ّ يعكس التعويل عمى التدخل العسكر
ّ
ىا السياسي عبر قنوات ووسائط العالم االفت اضي والفضائيات وليس عبر االنغ اس المباشر في التظاى ات.
ر ر ر النظام"، وانحصار تأثير ّ
ُ ٍ
وتشكل العيوب البنيوية التي تعاني منيا تجمعات المعارضة السورية أكبر عائق أمام تفعيل ىا. ويرتبط ضعف أدائيا السياسي المباشر بضعف كفاءتيا
دور َ ّ ّ
الداخمية المؤسسية، وىي عيوب قد تظير جمياً كّما امتد عمر الثّو ة.
ر ّ م ٌ ّ
يفي المحصمة، فإن المعارضة السورية تقع عمى عاتقيا مسؤولي ٌ تاريخية عظيمة. وسيكون لفشميا في توحيد صفوفيا كرديف وواجية سياسية لمح اك الثور
ر ّة ّ ّ
إسقاطات بالغة األىمية، فيي ال تمس مرحمة النضال من أجل اسقاط النظام فحسب، إنما سيكون ليا أثر عميق في مستقبل بناء الدولة في سورية، ال
و ٌ ّ ّ ّ
سيما في نطاق خصوصية المشرق العربي وتنوعو أثنياً وعرقياً وطائفياً، وبناء عمى التجارب السابقة والمعيشة في الدولتين الّصيقتين جغر ًّا بسورية الع اق
ر افي م ً ّ ّ ّ
ولبنان.
ح شعار "إسقاط النظام" متطّبين عمى األقل، األول ىو اإلجابة عن سؤال السبل والوسائل واست اتيجية الثو ة، والثاني ىو تقديم البديل الديمق اطي لمنظام
ّ ر ر ر ّ ّ ّ ّ م يطر
القائم. وىو البديل التعددي سياسياً، وليس سياسياً- طائفيا، فإسقاط النظام في حالة الثو ة الديمق اطية يعني إقامة نظام ديمق اطي.
ر ر ر ّ ّ
ي المنتفض عمىإن الميمة األولى لممعارضة الثورية الموحدة ضد النظام الحاكم ىي بمو ة وصياغة األجوبة عن ىذه األسئمة وتقديميا لممجتمع السور
ر ّ ّ ّ ّ
النظام في شكل برنامج واست اتيجية لتطبيقو، والبديل عن الثو ة الموجية بيذا الشكل السياسي والتي تبرمج قيام النظام الديمق اطي ىو الحرب األىمية.
ّ ر ّ ر ر ّ
وتاريخيا تعتبر الحرب األىمية المبرر الرئيس لنظام االستبداد.
--------------------------------------
ي بتاريخ 10/5/5511، كما عقد المجمس العام لمتحالف الديمق اطي الكردي في سورية
ر [5] عقدت األمانة العامة لممجمس السياسي الكردي اجتماعيا الدور
اجتماعاً استثنائياً في 1 /1/5511. وناشدا المواطنين الكرد ضبط النفس والتحّي ح اليقظة والحذر، وعدم االنسياق و اء اإلعالم غير المسؤول. كما
ر م برو
ىا في تظاى ات بسبب القانون 54 الذي يجرم االنتساب إلى الجماعة ويعاقب عميو باإلعدام.
ّ ر كانت حركة اإلخوان المسممين ترفض أن ج أنصار
يخر
[1] كان الحزب االشت اكي العربي أول من أصدر بياناً يعمن فيو انخ اطو في االحتجاجات الشعبية بتاريخ 45/0/5511. وقد تم اعتقال العديد من قياداتو
ر ر
الشبابية في عا ودوما. في حين جاء إعالن اإلخوان المسممين في إطار تصريح صحفي لمم اقب العام لمحركة.
ر در
[0] ى توزيع النسب والمقاعد في األمانة العامة لممجمس الوطني بحسب القوى التي شاركت فيو، وىي: إعالن دمشق (4 مقاعد)، جماعة اإلخوان
جر
ي والتنسيقيات (2 مقاعد) المستقمونالمسممين (1 مقاعد)، الييئة اإلدارية المؤقتة لممجمس الوطني (1 مقاعد)، األح اب الكردية (4 مقاعد)، الح اك الثور
ر ز
(5 مقاعد). وت أس المجمس المعمن عنو ىان غميون عمى أن تكون الرئاسة دورية بين أعضاء قيادة المجمس.
بر ر
[4] نشر المركز العربي لألبحاث ود اسة السياسات بتاريخ 11-4-5511 ورقة تحميل سياسات بعنوان " العام والخاص في االنتفاضة الشعبية السورية"
ر
عرضت بشكل مفصل تيا ات وأح اب المعارضة التقميدية. لالطالع عمييا اتبع ال ابط التالي:
ر ز ر ّ