SlideShare a Scribd company logo
1 of 7
بسم الله الرحمن الرحيم<br />موضوع عن الاضرار التي تنجم عن عدم وجود صرف صحي منظم في بعض المناطق<br />دعا أخصائيون وخبراء ومهتمون في مجال البيئة إلى إنشاء مركز بحوث قومي يهتم بدراسة المشكلات والقضايا البيئية وتوحيد الجهد لبحث القضايا الإستراتيجية والاتفاق حيالها، وبخاصة فيما يتعلق بكشف حجم الانتهاكات والجرائم التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في حربها على قطاع غزة والتي استمرت 22 يوما وتأثيرات الحرب وتداعياتها المستقبلية على مجمل مناحي الحياة. <br />كما طالبوا بتوفير قاعدة بيانات علمية وإرسالها لجهات دولية بهدف توفير المضادات اللازمة لمكافحة السموم المنبعثة من الأسلحة التي استخدمتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في أثناء حربها على القطاع ، وتوفير مقومات الصمود للإنسان الفلسطيني عامة والمزارع على وجه الخصوص من خلال تأمين آليات لتحسين الزراعة والناتج، وإعادة النظر في الخريطة الزراعية وفق الواقع الجديد والتحديات الراهنة.<br />كما طالبوا باستقدام خبراء من الأمم المتحدة لفحص التأثيرات التي خلفها استخدام الفسفور والأسلحة السامة لعدم وجود مختبرات في القطاع لهذا الغرض.<br />جاءت هذه التوصيات خلال الندوة الحوارية التي عقدتها مجلة آفاق البيئة والتنمية وحملت عنوان quot;
حرب الإبادة الإسرائيلية الشاملة ضد الأرض والمياه والهواء والإنسان في غزة...والحلول البيئية الممكنةquot;
 بحضور نخبة من الخبراء والأخصائيين في مجال البيئة وعدد من الأكاديميين والباحثين والإعلاميين والمهتمين، وذلك في معهد دراسات التنمية في مدينة غزة.<br />وتحدث لؤي الوحيدي مدير البرامج في مركز معا حول أهداف المركز ونشأته وبرامجه ومشاريعه التي نفذها خلال الحرب في مجال إغاثة الأسر المنكوبة، موضحا أن هذه الندوة تأتي في سياق الندوات الحوارية التي دأب المركز ومجلة آفاق على تنظميها لمناقشة القضايا الإستراتيجية البيئية الهامة مع نخبة من الأخصائيين في مجال البيئة، بغية الوصول لحلول تحقق التنمية المستدامة والأمن للمواطن الفلسطيني والخروج بمقترحات وتوصيات تساهم في الحد من الآثار السلبية وتمنع تدهور الوضع البيئي.<br />left0وقدم د. عبد الفتاح عبد ربه أستاذ العلوم البيئية المساعد بقسم الأحياء في الجامعة الإسلامية ورقة عمل حول آثار الحرب الصهيونية والأسلحة المدمرة على البيئة الفلسطينية، حيث قدم عرضا بالأرقام لما خلفته الحرب التي استمرت 22 يوما حيث بلغ عدد الشهداء 1380 ، وجرح 5500 مواطن، وإلقاء أكثر من مليون كيلو غرام من المتفجرات من خلال الطيران ناهيك عن وجود 2600 طلعة جوية، فيما قدرت حجم الأضرار والخسائر المادية ما بين 2-3 مليار دولار وهو رقم أولى فيما دمرت قوات الاحتلال 20,000 ألف بيت جزئيا أو كليا، كما دمرت حوالي 60 مدرسة بشكل جزئي، 30 مركز أمني، 15 مقر وزاري و1500 محل تجاري وجرى قصف جسرين.<br />ازدياد حدة المشاكل<br />وتابع عبد ربه أنه ازدادت ما بعد الحرب حدة المشاكل البيئية المتواجدة أصلا، حيث زاد معدل تلوث المياه سواء بالنترات أو الكلورايد، وسبب انتشار الأمراض ما بين الأطفال كما أثر قطع المياه خلال الحرب على مستوى العناية بالصحة الشخصية والصحة النفسية أيضا، ناهيك عن نقص مادة الكلور وقلتها خلال الحرب مما أثر على مجمل النواحي الصحية والبيئية.<br />وأضاف أن عدم معالجة المياه بشكل كامل وقصف شبكات الصرف الصحي أدى إلى تفجر أنابيب المجاري وحدوث طفح في عدة مناطق، وتسرب نسبة من المياه العادمة إلى باطن التربة مما أدى إلى ارتفاع في منسوب البحيرة العشوائية المصاحبة لمعالجة المياه خاصة في منطق بيت لاهيا شمال قطاع غزة. <br />كما تحدث عن الآثار التي تركتها الحرب على النفايات الصلبة وسبل التخلص منها بشكل سليم، حيث لم تتمكن الجهات المسئولة من التخلص من النفايات الصلبة ونقلها إلى المكب الرئيس الموجود شرق مدينة غزة؛ مما أدى إلى مشاكل صحية وبيئية وانبعاث الغازات السامة والروائح الكريهة، ناهيك عن أضرارها الأخرى المتمثلة بإغلاق الشوارع وإعاقة الحركة والتنقل والتلوث جراء حرق النفايات وحدوث أمراض تنفسية، إضافة إلى أنها تحدث تلوثا بصريا يتعب النفس وانتشار الآفات والحشرات وغيرها من الأضرار.<br />أكثر خطورة<br />كما تحدث عن النفايات الإنشائية الأكثر خطورة التي خلفتها الحرب وأحجامها المضاعفة عن النفايات الصلبة الأخرى؛ حيث إن معظم البيوت التي دمرت أصبحت عبئا على البيئة، إذ قدرت نسبة النفايات الإنشائية حسب وزارة الأشغال العامة مليون طن؛ وهذا يدلل على حجم المشكلة التي تفاقمت حيث إن مكبات النفايات الأصلية لم تتسع للنفايات السابقة والآن نعاني من تكدس النفايات وضيق المساحة، لافتا إلى أضرار هذه النفايات على التربة والإنسان والاقتصاد حيث تقلل من القيمة الاقتصادية للأرض في الوقت الذي يمكن فيه تحويل النفايات الصلبة إلى ثروة تستغل في البنية التحتية.<br />right0وتحدث عن المخاطر التي تسببها النفايات الإنشائية من حيث تلوث المياه الجوفية والتربة وكذلك البيئة البحرية ناهيك عن تلوث الهواء وتدمير ملامح الأرض، فضلا عن أن مادة الأسبست الخطيرة جدا والتي تنجم خطورتها من صغر ذراتها وتفتتها وتطايرها في الهواء خلال عمليات القصف والانفجارات مما يزيد من خطورتها جراء استنشاقها ودخولها للجهاز التنفسي ناهيك عن دورها في إحداث أنواع معينة من السرطانات.<br />كما تحدث عن تأثير الحرب في زيادة نسبة البطالة والفقر وقطع الأشجار موضحا أن قطاع غزة أصبح يعد من أكثر مناطق العالم فقرا حيث وصلت نسبة البطالة إلى 85 % ومعدل الفقر الى 90%.<br />كما تطرق لتأثير الحرب على الثروة السمكية والبيئة البحرية حيث ضخت في مياه البحر حوالي 50,000 كوب من المياه العادمة مما أثر على صحة الأسماك والبيئة البحرية، منوها إلى أن مرسى الصيادين تعرض للقصف وتضررت الشباك أيضا حيث أصبح 3000 صياد يعانون من أوضاع معيشية بائسة نتيجة تضرر مصدر رزقهم الوحيد<br />الأنفاق لم تسلم<br />وقال عبد ربه إن الأنفاق لم تسلم كذلك من آلة الحرب الصهيونية التي قصفتها بالقنابل الارتجاجية الفراغية التي تحدث تخلخلا في تربة النفق الذي سينهار فيما بعد محدثا أضرارا كبيرة، وبخاصة لأن قوات الاحتلال كانت قد ضربت الأنفاق باليورانيوم الذي يحدث سرطانات وقد يحدث الوفاة فيما بعد.<br />وألقى عبد ربه نظرة على الأسلحة التي استخدمتها قوات الاحتلال منها قنابل الفسفور الأبيض ومخاطرها؛ حيث إن هذه القنابل إن استخدمت في الحرب فيجب أن تكون بعيدة عن السكان نظرا لخطورتها؛ لأنها شديدة الامتزاج بالأكسجين وتحرق أي شيء وإذا لامست الأفراد يحرق الجلد ويمتد للعظم.<br />كما تحدث عن الأسلحة العنقودية التي تتكون من المعدن الخامل الكثيف الذي يسبب مشاكل ودمارا شاملا؛ ومن أضرارها على المصاب تعرضه لبتر الأطراف العلوية أو السفلية؛ وعدم انفجارها يسبب أخطارا مستقبلية فضلا عن أن التقارير أثبتت أن القذائف التي تحوى اليورانيوم لديها قدرة على اختراق الدبابات والتدمير مضيفا أن المخاطر الصحية التي يحدثها اليورانيوم تتمثل في التشوهات الخلقية وسرطان الدم، فقدان الذاكرة، مشاكل خلقية، تساقط الشعر، العقم،التخلف العقلي وتلويث السلسلة الغذائية.<br />ولفت عبد ربه أن نسبة سرطان الدم وصلت إلى 7 أضعاف في المناطق التي تعرضت لقنبلة هيروشيما وناجازاكي مقارنة بالمناطق التي لم تتعرض.<br />وقدم المهندس نزار الوحيدي من الإدارة العامة في وزارة الزراعة ورقة عمل أكد فيها أن إسرائيل خططت ودرست بشكل ممنهج عملية تدمير قطاع غزة وفي مقدمته قطاع الزراعة قبل شن عدوانها على قطاع غزة، حيث استهدفت في حربها الشريط الحدودي من شمال إلى جنوب القطاع وهى المناطق المزروعة والتي تشكل 70% من مواردنا الزراعية، مؤكدا أن هدف إسرائيل كان تدميريا بحتا مهما اختلفت المسميات التي أطلقتها واستهدفت الزراعة لذاتها وليس لأنها كانت تقف خلف المقاتلين الفلسطينيين.<br />المستويات الثلاثة<br />وتحدث عن المستويات الثلاثة التي اتبعتها إسرائيل في حربها على غزة: المستوى الأول كان على مسافة 500 متر هو تدمير كامل حيث أزيلت الآبار والمصانع والمنشات والمزارع، والمستوى الثاني وهو تضييق حرية الحركة، والتنقل والثالث اجتياحات وقصف جوي، موضحا أن هذه الممارسات أدت إلى ترك بنية بيئية هشة لا تستطيع أن تعالج نفسها حتى لو تركت لفترة طويلة أو حتى في حالة تم إزالة الغطاء النباتي عنها، لافتا إلى أن هناك مساحات شاسعة من التصحر في غزة أصبحت تحتاج إلى دراسة، وموضحا أن حجم الأضرار التي تم رصدها باستخدام الأقمار الصناعية من الأشقاء العرب بينت أن 25,000 دونم تم تدميرها من أفضل المناطق الزراعية خلال الحرب، ناهيك عن تدمير الأشجار المثمرة خاصة الزيتون والحمضيات وأشجار الفاكهة، فضلا عن تدمير الإنتاج الحيواني بشكل شبه كامل حيث تم تدمير مزرعة دواجن في مدينة رفح تقدر ب 2 مليون دولار؛ واستبعد الوحيدي إمكانية إعادة تأهيل التربة معتبرا أن ذلك أمرا في غاية التعقيد والصعوبة في ظل عدم معرفتنا بماهية الأسلحة ومدى التلوث وطبيعة الملوثات وإمكانيات فحصها في ظل انعدام القدرة وعدم توافر الإمكانيات.<br />وتطرق لجملة من ملامح الأزمة البيئية السابقة وفي مقدمتها التصحر والتلوث بالنفايات والنفايات المنزلية وعدم وجود مساحات متاحة للزراعة في ظل زيادة الكتلة الإسمنتية، محملا الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن تدمير البيئية ومقوماتها وأنه ارتكب حربا خالية من أدنى مبادئ الشجاعة والحق والإنسانية.<br />وأوصى الوحيدي بضرورة إعادة النظر في مجمل ملامح الخريطة الزراعية وفق الواقع الجديد وما خلفته الحرب من نتائج.<br />right0التدخل الإغاثي<br />وتحدث المهندس بشار عاشور من مجموعة الهيدرولوجيين الفلسطينيين عن الدور التي قامت به المجموعة خلال الحرب والذي تركز في الأساس على التدخل الاغاثي للمنكوبين واللاجئين، مشيرا إلى الخطورة الناجمة عن الاستخدام الواسع للمياه الجوفية خلال الحرب على غزة بعد النقص الحاد في المياه العادية وبخاصة في المناطق الشمالية؛ مما أثر على منسوب المياه في باطن الأرض، ناهيك عن أن القصف الصاروخي أحدث حفرا عميقة داخل الأرض، وهذا يحتاج إلى دراسة معمقة لفحص آثاره.<br />دراسة آثار الكارثة<br />وأوضح عاشور أن ضرب محطة المعالجة الواقعة شرق مدينة غزة ومحطة معالجة الشيخ عجلين أدى إلى حدوث فيضانات وتلوث المناطق المجاورة، وعرض صورا للدمار الذي أصاب الآبار وخطوط المياه في شمال القطاع ونفوق الكثير من الحيوانات في منطقة الفخاري جنوب القطاع، مؤكدا أن هناك حاجة ماسة لدراسة آثار الكارثة ونتائجها على جميع القطاعات و لاسيما قطاع المياه وتقييم الوضع.<br />تجربة حية: أثر الفسفور<br />وقدم الأستاذ الدكتور في كلية الزراعة في جامعة الأزهر حاتم الشنطي عرضا حيا للتجربة التي عايشها والتي تكشف مدى تأثير الفسفور الأبيض المستخدم في الحرب، والذي لم يكد الإنسان يدركه لقلة الدراسات التي أجريت حول تأثير الفسفور باستثناء آخر دراسة أجريت عام 1997.<br />وسرد تجربته حيث قادته المصادفة البحتة لمعرفة الآثار الخطرة للفسفور الأبيض في أثناء قيامه بعرض وصفة لأحد طلبته في الدراسات العليا لعمل تركيبة بسيطة من الأعلاف كغذاء للأرانب التي يمتلكها الطالب بعد أن اختفت الأعلاف بسبب الحصار، حيث طلب منه أن يقوم بجمع العشب والحشيش الأخضر وتذبيلها، ومن ثم يعطيها للأرانب. وبالفعل تم العمل على جمع كمية من العشب والحشيش، إلى أن جاء تاريخ الثامن والتاسع عشر من الحرب على غزة وقررنا أن نواصل التجربة فذهبنا لبيارة حلاوة في جباليا، وجمع الطالب العشب مثل كل يوم لاستخدامه للأرانب، وبعد أن أطعمه لها، اتصل بي بعد ثلاثة أيام، وقال لي: إن الأرانب كلها ماتت. فقلت له: لا تعليق. ومن هنا جاءت فكرة الربط ما بين الفسفور الذي ألقى على البيارة والعشب وعلاقته بموت الأرانب العشرين.<br />ويضيف الشنطي قررنا بعدئذ أن نعيد التجربة للتأكد من ذلك وبالفعل تم إجراء التجربة مرة أخرى على الأرانب الصغيرة التي بقيت على قيد الحياة وجرى إطعامها من نفس العشب وتابعنا الأعراض التي صاحبت عملية الأكل وخلال 48 ساعة بدأت الأرانب في التساقط وحدث معها تشجنات عصبية إلى أن نفقت بقية الأرانب.<br />ويضيف د. الشنطي بعد انتهاء الحرب قررت أن أذهب مرة أخرى للبيارة، كي أرى وأجمع العشب من مناطق ضربت بالفسفور ورأيت الفسفور ما زال يدخن. حاولت بعد ذلك أن أعيد التجربة وأقوم بتحليل وتشريح الأرانب كي أتأكد من تأثير الفسفور عليها، وبالفعل بدأت أفحص عينات الدم من جميع أجزاء جسم الأرانب لاستكمال البحث. بدأنا بذبح الأرانب للتشخيص، وجدت العجب الذي لم أقرأه في الكتب سابقا، ورأينا الكبد مشرحا واسودادا في الأمعاء الدقيقة وتهتكا في القلب، وهناك أطباء حينما تحدثنا إليهم عن الأعراض التي شاهدوها خلال تلقيهم لجثث الشهداء ومعالجة الجرحى أكدوا للدكتور الشنطي أنه ظهرت أعراض مثل التي حدثت للأرانب، ولكنهم لم يعرفوا ما حدث ولم يعوه، وهذا ما تكرر من قبل أطباء عرب شاركوا في علاج المصابين. <br />ولفت الشنطي إلى أنه خلال تحليل دم الأرانب التي تأثرت بالفسفور اتضح أن كرات الدم البيضاء تراوحت ما بين 19-20 ألف كرة فيما أن الطبيعي يتراوح ما بين 4-5 آلاف كرة فيما بقيت عدد كرات الدم الحمراء كما هي من حيث العدد. <br />ودعا الشنطي إلى إجراء المزيد من الدراسات على جميع المناطق التي وجد فيها الفسفور الأبيض وأخذ عينات من مزارع ومناطق مختلفة، للتأكد من تأثير الفسفور على الكائنات الحية.<br />المخاطر والأعراض<br />وتحدث عن المخاطر والأعراض الصحية المترتبة على الذين تعرضوا للفسفور الأبيض وهى تدمير الأوعية الدموية، حدوث يرقان، تهتك في الكبد ونزيف في المخ وتدمير الأجهزة المعوية، ناهيك عن خروج رائحة مثل الثوم ونزيف في الدماغ، سرطان العظام، تكسر في الفكين ، سقوط الأسنان وتهيج في العيون والتهابات في العظام.<br />وقدم جملة من النصائح لتفادي مخاطر الفسفور الأبيض منها أخد عينات من حليب الأبقار التي تعرضت للفسفور لمعرفة آثارها، غسل الخضروات والفاكهة التي تعرضت للفسفور سواء عن طريق التربة أو التعرض المباشر، بالبيكربونات. <br />ولكنه أوصى في نهاية حديثه بضرورة استكمال التجارب والدراسات للتأكد من تأثير الفسفور على الكائنات 221932588900الحية، وأثره كذلك على المنتجات الزراعية وأهمية دراسة فترة سمية الفسفور وإجراء المزيد من الدراسات بهذا الشأن.<br />طمأنة المواطنين<br />فيما تحدث المهندس الزراعي عاشور اللحام من جمعية المزارعين الفلسطينيين عن تأثير الفسفور على المحاصيل الزراعية مطمئنا في بداية حديثه المواطنين بأن المناطق التي تعرضت للفسفور تم تجريفها وتجريف محاصيلها الزراعية. <br />وقال اللحام إن الإنسان والحيوان والنبات كانوا ضحايا الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، كما استهدفت بشكل مباشر شجرة الزيتون باعتبارها رمز البقاء والصمود والتجذر في الأرض؛ فسلطت عليها قوات الاحتلال آلتها بشكل جبار وفظيع وفق وصفه.<br />وأوضح اللحام أننا لم نعرف بعد كمية الفسفور التي تسربت لباطن التربة بفعل الأمطار التي سقطت مؤخرا على القطاع، منوها إلى أن إسرائيل عمدت ومنذ 30 عاما على سرقة المياه والكثبان الرملية التي كانت بمثابة مصفاة للتربة.<br />وأشار إلى أن هناك الكثير من الحيوانات التي نفقت خلال الحرب على غزة، وهناك أكثر من مليون ونصف دجاجة نفقت فضلا عن نفوق أكثر من 400,000 صوص لعدم وجود الأعلاف من ناحية وعدم تمكن المزارعين من الوصول لمزارعهم حيث تكبد القطاع الزراعي خسائر كبيرة للغاية.<br />ولفت النظر إلى أن كمية الفسفور التي ألقيت على قطاع غزة لو ألقيت على دولة لدمرتها بالكامل، فما بالك أن هذه الكميات ألقيت على مساحة محدودة مثل القطاع، فالضرر أكبر بكثير، موضحا أنه لولا العناية الإلهية وتدخل العوامل الجوية مثل حركة الرياح واتجاهها لكان حجم الضرر أكبر من ذلك.ك.<br />وقدم اللحام جملة من التوصيات للحد من آثار الحرب وفي مقدمتها ضرورة توحيد الجهد المنظم في كشف جرائم الحرب التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي ووضع سياسات حكومية لدعم المزارع الفلسطيني، لأن الشجرة أحد أدوات ومقومات الثبات والصمود، وتوفير قاعدة بيانات علمية حول مجمل الأضرار التي لحقت بكل القطاعات جراء الحرب، والتوجه للزراعة الآمنة وبخاصة لأن الزراعة الفلسطينية تتمتع بجودة عالية، وفتح الأسواق أمام المنتجات الزراعية الفلسطينية، واستغلال الأراضي بزراعة الفاكهة وتكثيف برامج التوعية والتثقيف للمواطنين.<br />تقصير الإعلام<br />وتحدثت الصحافية سمر شاهين في نهاية الندوة حول دور الإعلام في تعزيز الوعي البيئي، حيث انتقدت وسائل الإعلام بتركيزها على الخسائر المباشرة والاتجاه للأنسنة ،وعدم التركيز على الأضرار التي لحقت بالبيئة جراء الحرب، داعية وسائل الإعلام إلى إيلاء الجانب البيئي الاهتمام الكافي. <br /> <br />اسيل عصام سليم دريدي<br />www.maan-ctr.org/magazine/Archive/.../nadweh1.htm<br />اشراف المعلمه :- ربيحه احمد .<br />الصف :السابع <br />
موضوع عن الاضرار التي تنجم عن عدم وجود صرف صحي منظم في بعض المناطق
موضوع عن الاضرار التي تنجم عن عدم وجود صرف صحي منظم في بعض المناطق
موضوع عن الاضرار التي تنجم عن عدم وجود صرف صحي منظم في بعض المناطق
موضوع عن الاضرار التي تنجم عن عدم وجود صرف صحي منظم في بعض المناطق
موضوع عن الاضرار التي تنجم عن عدم وجود صرف صحي منظم في بعض المناطق
موضوع عن الاضرار التي تنجم عن عدم وجود صرف صحي منظم في بعض المناطق

More Related Content

More from Rabeeha Ibrahim (20)

سابع
سابعسابع
سابع
 
تكنو8
تكنو8تكنو8
تكنو8
 
تكنو 6
تكنو 6تكنو 6
تكنو 6
 
الاسلام والبيئة
الاسلام والبيئةالاسلام والبيئة
الاسلام والبيئة
 
سنن المسجد واّدابه 3
سنن المسجد واّدابه 3سنن المسجد واّدابه 3
سنن المسجد واّدابه 3
 
الصلاة
الصلاةالصلاة
الصلاة
 
الحلم
الحلمالحلم
الحلم
 
الايمان بالملائكة ( 1 )
الايمان بالملائكة ( 1 )الايمان بالملائكة ( 1 )
الايمان بالملائكة ( 1 )
 
صلاة الوتر
صلاة الوترصلاة الوتر
صلاة الوتر
 
زبارة المريض
زبارة المريضزبارة المريض
زبارة المريض
 
ذوو الاحتياجات الخاصة1
ذوو الاحتياجات الخاصة1ذوو الاحتياجات الخاصة1
ذوو الاحتياجات الخاصة1
 
تلوث المياه
تلوث المياهتلوث المياه
تلوث المياه
 
تلوث التربة 1
تلوث التربة 1تلوث التربة 1
تلوث التربة 1
 
اندماج
اندماجاندماج
اندماج
 
النظام البيئي
النظام البيئيالنظام البيئي
النظام البيئي
 
المؤسسات
المؤسساتالمؤسسات
المؤسسات
 
الدراجة
الدراجة الدراجة
الدراجة
 
الكترونات
الكتروناتالكترونات
الكترونات
 
الساعات
الساعاتالساعات
الساعات
 
الخلايا
الخلاياالخلايا
الخلايا
 

موضوع عن الاضرار التي تنجم عن عدم وجود صرف صحي منظم في بعض المناطق

  • 1. بسم الله الرحمن الرحيم<br />موضوع عن الاضرار التي تنجم عن عدم وجود صرف صحي منظم في بعض المناطق<br />دعا أخصائيون وخبراء ومهتمون في مجال البيئة إلى إنشاء مركز بحوث قومي يهتم بدراسة المشكلات والقضايا البيئية وتوحيد الجهد لبحث القضايا الإستراتيجية والاتفاق حيالها، وبخاصة فيما يتعلق بكشف حجم الانتهاكات والجرائم التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في حربها على قطاع غزة والتي استمرت 22 يوما وتأثيرات الحرب وتداعياتها المستقبلية على مجمل مناحي الحياة. <br />كما طالبوا بتوفير قاعدة بيانات علمية وإرسالها لجهات دولية بهدف توفير المضادات اللازمة لمكافحة السموم المنبعثة من الأسلحة التي استخدمتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في أثناء حربها على القطاع ، وتوفير مقومات الصمود للإنسان الفلسطيني عامة والمزارع على وجه الخصوص من خلال تأمين آليات لتحسين الزراعة والناتج، وإعادة النظر في الخريطة الزراعية وفق الواقع الجديد والتحديات الراهنة.<br />كما طالبوا باستقدام خبراء من الأمم المتحدة لفحص التأثيرات التي خلفها استخدام الفسفور والأسلحة السامة لعدم وجود مختبرات في القطاع لهذا الغرض.<br />جاءت هذه التوصيات خلال الندوة الحوارية التي عقدتها مجلة آفاق البيئة والتنمية وحملت عنوان quot; حرب الإبادة الإسرائيلية الشاملة ضد الأرض والمياه والهواء والإنسان في غزة...والحلول البيئية الممكنةquot; بحضور نخبة من الخبراء والأخصائيين في مجال البيئة وعدد من الأكاديميين والباحثين والإعلاميين والمهتمين، وذلك في معهد دراسات التنمية في مدينة غزة.<br />وتحدث لؤي الوحيدي مدير البرامج في مركز معا حول أهداف المركز ونشأته وبرامجه ومشاريعه التي نفذها خلال الحرب في مجال إغاثة الأسر المنكوبة، موضحا أن هذه الندوة تأتي في سياق الندوات الحوارية التي دأب المركز ومجلة آفاق على تنظميها لمناقشة القضايا الإستراتيجية البيئية الهامة مع نخبة من الأخصائيين في مجال البيئة، بغية الوصول لحلول تحقق التنمية المستدامة والأمن للمواطن الفلسطيني والخروج بمقترحات وتوصيات تساهم في الحد من الآثار السلبية وتمنع تدهور الوضع البيئي.<br />left0وقدم د. عبد الفتاح عبد ربه أستاذ العلوم البيئية المساعد بقسم الأحياء في الجامعة الإسلامية ورقة عمل حول آثار الحرب الصهيونية والأسلحة المدمرة على البيئة الفلسطينية، حيث قدم عرضا بالأرقام لما خلفته الحرب التي استمرت 22 يوما حيث بلغ عدد الشهداء 1380 ، وجرح 5500 مواطن، وإلقاء أكثر من مليون كيلو غرام من المتفجرات من خلال الطيران ناهيك عن وجود 2600 طلعة جوية، فيما قدرت حجم الأضرار والخسائر المادية ما بين 2-3 مليار دولار وهو رقم أولى فيما دمرت قوات الاحتلال 20,000 ألف بيت جزئيا أو كليا، كما دمرت حوالي 60 مدرسة بشكل جزئي، 30 مركز أمني، 15 مقر وزاري و1500 محل تجاري وجرى قصف جسرين.<br />ازدياد حدة المشاكل<br />وتابع عبد ربه أنه ازدادت ما بعد الحرب حدة المشاكل البيئية المتواجدة أصلا، حيث زاد معدل تلوث المياه سواء بالنترات أو الكلورايد، وسبب انتشار الأمراض ما بين الأطفال كما أثر قطع المياه خلال الحرب على مستوى العناية بالصحة الشخصية والصحة النفسية أيضا، ناهيك عن نقص مادة الكلور وقلتها خلال الحرب مما أثر على مجمل النواحي الصحية والبيئية.<br />وأضاف أن عدم معالجة المياه بشكل كامل وقصف شبكات الصرف الصحي أدى إلى تفجر أنابيب المجاري وحدوث طفح في عدة مناطق، وتسرب نسبة من المياه العادمة إلى باطن التربة مما أدى إلى ارتفاع في منسوب البحيرة العشوائية المصاحبة لمعالجة المياه خاصة في منطق بيت لاهيا شمال قطاع غزة. <br />كما تحدث عن الآثار التي تركتها الحرب على النفايات الصلبة وسبل التخلص منها بشكل سليم، حيث لم تتمكن الجهات المسئولة من التخلص من النفايات الصلبة ونقلها إلى المكب الرئيس الموجود شرق مدينة غزة؛ مما أدى إلى مشاكل صحية وبيئية وانبعاث الغازات السامة والروائح الكريهة، ناهيك عن أضرارها الأخرى المتمثلة بإغلاق الشوارع وإعاقة الحركة والتنقل والتلوث جراء حرق النفايات وحدوث أمراض تنفسية، إضافة إلى أنها تحدث تلوثا بصريا يتعب النفس وانتشار الآفات والحشرات وغيرها من الأضرار.<br />أكثر خطورة<br />كما تحدث عن النفايات الإنشائية الأكثر خطورة التي خلفتها الحرب وأحجامها المضاعفة عن النفايات الصلبة الأخرى؛ حيث إن معظم البيوت التي دمرت أصبحت عبئا على البيئة، إذ قدرت نسبة النفايات الإنشائية حسب وزارة الأشغال العامة مليون طن؛ وهذا يدلل على حجم المشكلة التي تفاقمت حيث إن مكبات النفايات الأصلية لم تتسع للنفايات السابقة والآن نعاني من تكدس النفايات وضيق المساحة، لافتا إلى أضرار هذه النفايات على التربة والإنسان والاقتصاد حيث تقلل من القيمة الاقتصادية للأرض في الوقت الذي يمكن فيه تحويل النفايات الصلبة إلى ثروة تستغل في البنية التحتية.<br />right0وتحدث عن المخاطر التي تسببها النفايات الإنشائية من حيث تلوث المياه الجوفية والتربة وكذلك البيئة البحرية ناهيك عن تلوث الهواء وتدمير ملامح الأرض، فضلا عن أن مادة الأسبست الخطيرة جدا والتي تنجم خطورتها من صغر ذراتها وتفتتها وتطايرها في الهواء خلال عمليات القصف والانفجارات مما يزيد من خطورتها جراء استنشاقها ودخولها للجهاز التنفسي ناهيك عن دورها في إحداث أنواع معينة من السرطانات.<br />كما تحدث عن تأثير الحرب في زيادة نسبة البطالة والفقر وقطع الأشجار موضحا أن قطاع غزة أصبح يعد من أكثر مناطق العالم فقرا حيث وصلت نسبة البطالة إلى 85 % ومعدل الفقر الى 90%.<br />كما تطرق لتأثير الحرب على الثروة السمكية والبيئة البحرية حيث ضخت في مياه البحر حوالي 50,000 كوب من المياه العادمة مما أثر على صحة الأسماك والبيئة البحرية، منوها إلى أن مرسى الصيادين تعرض للقصف وتضررت الشباك أيضا حيث أصبح 3000 صياد يعانون من أوضاع معيشية بائسة نتيجة تضرر مصدر رزقهم الوحيد<br />الأنفاق لم تسلم<br />وقال عبد ربه إن الأنفاق لم تسلم كذلك من آلة الحرب الصهيونية التي قصفتها بالقنابل الارتجاجية الفراغية التي تحدث تخلخلا في تربة النفق الذي سينهار فيما بعد محدثا أضرارا كبيرة، وبخاصة لأن قوات الاحتلال كانت قد ضربت الأنفاق باليورانيوم الذي يحدث سرطانات وقد يحدث الوفاة فيما بعد.<br />وألقى عبد ربه نظرة على الأسلحة التي استخدمتها قوات الاحتلال منها قنابل الفسفور الأبيض ومخاطرها؛ حيث إن هذه القنابل إن استخدمت في الحرب فيجب أن تكون بعيدة عن السكان نظرا لخطورتها؛ لأنها شديدة الامتزاج بالأكسجين وتحرق أي شيء وإذا لامست الأفراد يحرق الجلد ويمتد للعظم.<br />كما تحدث عن الأسلحة العنقودية التي تتكون من المعدن الخامل الكثيف الذي يسبب مشاكل ودمارا شاملا؛ ومن أضرارها على المصاب تعرضه لبتر الأطراف العلوية أو السفلية؛ وعدم انفجارها يسبب أخطارا مستقبلية فضلا عن أن التقارير أثبتت أن القذائف التي تحوى اليورانيوم لديها قدرة على اختراق الدبابات والتدمير مضيفا أن المخاطر الصحية التي يحدثها اليورانيوم تتمثل في التشوهات الخلقية وسرطان الدم، فقدان الذاكرة، مشاكل خلقية، تساقط الشعر، العقم،التخلف العقلي وتلويث السلسلة الغذائية.<br />ولفت عبد ربه أن نسبة سرطان الدم وصلت إلى 7 أضعاف في المناطق التي تعرضت لقنبلة هيروشيما وناجازاكي مقارنة بالمناطق التي لم تتعرض.<br />وقدم المهندس نزار الوحيدي من الإدارة العامة في وزارة الزراعة ورقة عمل أكد فيها أن إسرائيل خططت ودرست بشكل ممنهج عملية تدمير قطاع غزة وفي مقدمته قطاع الزراعة قبل شن عدوانها على قطاع غزة، حيث استهدفت في حربها الشريط الحدودي من شمال إلى جنوب القطاع وهى المناطق المزروعة والتي تشكل 70% من مواردنا الزراعية، مؤكدا أن هدف إسرائيل كان تدميريا بحتا مهما اختلفت المسميات التي أطلقتها واستهدفت الزراعة لذاتها وليس لأنها كانت تقف خلف المقاتلين الفلسطينيين.<br />المستويات الثلاثة<br />وتحدث عن المستويات الثلاثة التي اتبعتها إسرائيل في حربها على غزة: المستوى الأول كان على مسافة 500 متر هو تدمير كامل حيث أزيلت الآبار والمصانع والمنشات والمزارع، والمستوى الثاني وهو تضييق حرية الحركة، والتنقل والثالث اجتياحات وقصف جوي، موضحا أن هذه الممارسات أدت إلى ترك بنية بيئية هشة لا تستطيع أن تعالج نفسها حتى لو تركت لفترة طويلة أو حتى في حالة تم إزالة الغطاء النباتي عنها، لافتا إلى أن هناك مساحات شاسعة من التصحر في غزة أصبحت تحتاج إلى دراسة، وموضحا أن حجم الأضرار التي تم رصدها باستخدام الأقمار الصناعية من الأشقاء العرب بينت أن 25,000 دونم تم تدميرها من أفضل المناطق الزراعية خلال الحرب، ناهيك عن تدمير الأشجار المثمرة خاصة الزيتون والحمضيات وأشجار الفاكهة، فضلا عن تدمير الإنتاج الحيواني بشكل شبه كامل حيث تم تدمير مزرعة دواجن في مدينة رفح تقدر ب 2 مليون دولار؛ واستبعد الوحيدي إمكانية إعادة تأهيل التربة معتبرا أن ذلك أمرا في غاية التعقيد والصعوبة في ظل عدم معرفتنا بماهية الأسلحة ومدى التلوث وطبيعة الملوثات وإمكانيات فحصها في ظل انعدام القدرة وعدم توافر الإمكانيات.<br />وتطرق لجملة من ملامح الأزمة البيئية السابقة وفي مقدمتها التصحر والتلوث بالنفايات والنفايات المنزلية وعدم وجود مساحات متاحة للزراعة في ظل زيادة الكتلة الإسمنتية، محملا الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن تدمير البيئية ومقوماتها وأنه ارتكب حربا خالية من أدنى مبادئ الشجاعة والحق والإنسانية.<br />وأوصى الوحيدي بضرورة إعادة النظر في مجمل ملامح الخريطة الزراعية وفق الواقع الجديد وما خلفته الحرب من نتائج.<br />right0التدخل الإغاثي<br />وتحدث المهندس بشار عاشور من مجموعة الهيدرولوجيين الفلسطينيين عن الدور التي قامت به المجموعة خلال الحرب والذي تركز في الأساس على التدخل الاغاثي للمنكوبين واللاجئين، مشيرا إلى الخطورة الناجمة عن الاستخدام الواسع للمياه الجوفية خلال الحرب على غزة بعد النقص الحاد في المياه العادية وبخاصة في المناطق الشمالية؛ مما أثر على منسوب المياه في باطن الأرض، ناهيك عن أن القصف الصاروخي أحدث حفرا عميقة داخل الأرض، وهذا يحتاج إلى دراسة معمقة لفحص آثاره.<br />دراسة آثار الكارثة<br />وأوضح عاشور أن ضرب محطة المعالجة الواقعة شرق مدينة غزة ومحطة معالجة الشيخ عجلين أدى إلى حدوث فيضانات وتلوث المناطق المجاورة، وعرض صورا للدمار الذي أصاب الآبار وخطوط المياه في شمال القطاع ونفوق الكثير من الحيوانات في منطقة الفخاري جنوب القطاع، مؤكدا أن هناك حاجة ماسة لدراسة آثار الكارثة ونتائجها على جميع القطاعات و لاسيما قطاع المياه وتقييم الوضع.<br />تجربة حية: أثر الفسفور<br />وقدم الأستاذ الدكتور في كلية الزراعة في جامعة الأزهر حاتم الشنطي عرضا حيا للتجربة التي عايشها والتي تكشف مدى تأثير الفسفور الأبيض المستخدم في الحرب، والذي لم يكد الإنسان يدركه لقلة الدراسات التي أجريت حول تأثير الفسفور باستثناء آخر دراسة أجريت عام 1997.<br />وسرد تجربته حيث قادته المصادفة البحتة لمعرفة الآثار الخطرة للفسفور الأبيض في أثناء قيامه بعرض وصفة لأحد طلبته في الدراسات العليا لعمل تركيبة بسيطة من الأعلاف كغذاء للأرانب التي يمتلكها الطالب بعد أن اختفت الأعلاف بسبب الحصار، حيث طلب منه أن يقوم بجمع العشب والحشيش الأخضر وتذبيلها، ومن ثم يعطيها للأرانب. وبالفعل تم العمل على جمع كمية من العشب والحشيش، إلى أن جاء تاريخ الثامن والتاسع عشر من الحرب على غزة وقررنا أن نواصل التجربة فذهبنا لبيارة حلاوة في جباليا، وجمع الطالب العشب مثل كل يوم لاستخدامه للأرانب، وبعد أن أطعمه لها، اتصل بي بعد ثلاثة أيام، وقال لي: إن الأرانب كلها ماتت. فقلت له: لا تعليق. ومن هنا جاءت فكرة الربط ما بين الفسفور الذي ألقى على البيارة والعشب وعلاقته بموت الأرانب العشرين.<br />ويضيف الشنطي قررنا بعدئذ أن نعيد التجربة للتأكد من ذلك وبالفعل تم إجراء التجربة مرة أخرى على الأرانب الصغيرة التي بقيت على قيد الحياة وجرى إطعامها من نفس العشب وتابعنا الأعراض التي صاحبت عملية الأكل وخلال 48 ساعة بدأت الأرانب في التساقط وحدث معها تشجنات عصبية إلى أن نفقت بقية الأرانب.<br />ويضيف د. الشنطي بعد انتهاء الحرب قررت أن أذهب مرة أخرى للبيارة، كي أرى وأجمع العشب من مناطق ضربت بالفسفور ورأيت الفسفور ما زال يدخن. حاولت بعد ذلك أن أعيد التجربة وأقوم بتحليل وتشريح الأرانب كي أتأكد من تأثير الفسفور عليها، وبالفعل بدأت أفحص عينات الدم من جميع أجزاء جسم الأرانب لاستكمال البحث. بدأنا بذبح الأرانب للتشخيص، وجدت العجب الذي لم أقرأه في الكتب سابقا، ورأينا الكبد مشرحا واسودادا في الأمعاء الدقيقة وتهتكا في القلب، وهناك أطباء حينما تحدثنا إليهم عن الأعراض التي شاهدوها خلال تلقيهم لجثث الشهداء ومعالجة الجرحى أكدوا للدكتور الشنطي أنه ظهرت أعراض مثل التي حدثت للأرانب، ولكنهم لم يعرفوا ما حدث ولم يعوه، وهذا ما تكرر من قبل أطباء عرب شاركوا في علاج المصابين. <br />ولفت الشنطي إلى أنه خلال تحليل دم الأرانب التي تأثرت بالفسفور اتضح أن كرات الدم البيضاء تراوحت ما بين 19-20 ألف كرة فيما أن الطبيعي يتراوح ما بين 4-5 آلاف كرة فيما بقيت عدد كرات الدم الحمراء كما هي من حيث العدد. <br />ودعا الشنطي إلى إجراء المزيد من الدراسات على جميع المناطق التي وجد فيها الفسفور الأبيض وأخذ عينات من مزارع ومناطق مختلفة، للتأكد من تأثير الفسفور على الكائنات الحية.<br />المخاطر والأعراض<br />وتحدث عن المخاطر والأعراض الصحية المترتبة على الذين تعرضوا للفسفور الأبيض وهى تدمير الأوعية الدموية، حدوث يرقان، تهتك في الكبد ونزيف في المخ وتدمير الأجهزة المعوية، ناهيك عن خروج رائحة مثل الثوم ونزيف في الدماغ، سرطان العظام، تكسر في الفكين ، سقوط الأسنان وتهيج في العيون والتهابات في العظام.<br />وقدم جملة من النصائح لتفادي مخاطر الفسفور الأبيض منها أخد عينات من حليب الأبقار التي تعرضت للفسفور لمعرفة آثارها، غسل الخضروات والفاكهة التي تعرضت للفسفور سواء عن طريق التربة أو التعرض المباشر، بالبيكربونات. <br />ولكنه أوصى في نهاية حديثه بضرورة استكمال التجارب والدراسات للتأكد من تأثير الفسفور على الكائنات 221932588900الحية، وأثره كذلك على المنتجات الزراعية وأهمية دراسة فترة سمية الفسفور وإجراء المزيد من الدراسات بهذا الشأن.<br />طمأنة المواطنين<br />فيما تحدث المهندس الزراعي عاشور اللحام من جمعية المزارعين الفلسطينيين عن تأثير الفسفور على المحاصيل الزراعية مطمئنا في بداية حديثه المواطنين بأن المناطق التي تعرضت للفسفور تم تجريفها وتجريف محاصيلها الزراعية. <br />وقال اللحام إن الإنسان والحيوان والنبات كانوا ضحايا الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، كما استهدفت بشكل مباشر شجرة الزيتون باعتبارها رمز البقاء والصمود والتجذر في الأرض؛ فسلطت عليها قوات الاحتلال آلتها بشكل جبار وفظيع وفق وصفه.<br />وأوضح اللحام أننا لم نعرف بعد كمية الفسفور التي تسربت لباطن التربة بفعل الأمطار التي سقطت مؤخرا على القطاع، منوها إلى أن إسرائيل عمدت ومنذ 30 عاما على سرقة المياه والكثبان الرملية التي كانت بمثابة مصفاة للتربة.<br />وأشار إلى أن هناك الكثير من الحيوانات التي نفقت خلال الحرب على غزة، وهناك أكثر من مليون ونصف دجاجة نفقت فضلا عن نفوق أكثر من 400,000 صوص لعدم وجود الأعلاف من ناحية وعدم تمكن المزارعين من الوصول لمزارعهم حيث تكبد القطاع الزراعي خسائر كبيرة للغاية.<br />ولفت النظر إلى أن كمية الفسفور التي ألقيت على قطاع غزة لو ألقيت على دولة لدمرتها بالكامل، فما بالك أن هذه الكميات ألقيت على مساحة محدودة مثل القطاع، فالضرر أكبر بكثير، موضحا أنه لولا العناية الإلهية وتدخل العوامل الجوية مثل حركة الرياح واتجاهها لكان حجم الضرر أكبر من ذلك.ك.<br />وقدم اللحام جملة من التوصيات للحد من آثار الحرب وفي مقدمتها ضرورة توحيد الجهد المنظم في كشف جرائم الحرب التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي ووضع سياسات حكومية لدعم المزارع الفلسطيني، لأن الشجرة أحد أدوات ومقومات الثبات والصمود، وتوفير قاعدة بيانات علمية حول مجمل الأضرار التي لحقت بكل القطاعات جراء الحرب، والتوجه للزراعة الآمنة وبخاصة لأن الزراعة الفلسطينية تتمتع بجودة عالية، وفتح الأسواق أمام المنتجات الزراعية الفلسطينية، واستغلال الأراضي بزراعة الفاكهة وتكثيف برامج التوعية والتثقيف للمواطنين.<br />تقصير الإعلام<br />وتحدثت الصحافية سمر شاهين في نهاية الندوة حول دور الإعلام في تعزيز الوعي البيئي، حيث انتقدت وسائل الإعلام بتركيزها على الخسائر المباشرة والاتجاه للأنسنة ،وعدم التركيز على الأضرار التي لحقت بالبيئة جراء الحرب، داعية وسائل الإعلام إلى إيلاء الجانب البيئي الاهتمام الكافي. <br /> <br />اسيل عصام سليم دريدي<br />www.maan-ctr.org/magazine/Archive/.../nadweh1.htm<br />اشراف المعلمه :- ربيحه احمد .<br />الصف :السابع <br />