SlideShare ist ein Scribd-Unternehmen logo
1 von 54
Downloaden Sie, um offline zu lesen
نصوص حول الارهاب 
1
نصوص حول الارهاب 
2 
المعركة من وجهة نظر المجتمع المدني الأحزاب السياسية هي يه ةيسايسلا بازحلأا و يندملا عمتجملا رظن ةهجو نم ةكرعملا 
معركة مواقف فيما هي معركة مواقع بالنسبة للسلفيين نييفلسلل ةبسنلاب عقاوم ةكرعم يه اميف ، فقاوم ةكرعم 
شعارهم: افتكاك أوسع ما يمكن من المساحات وفرض الأمر رملأا ضرفو تاحاسملا نم نكمي ام عسوأ كاكتفا :مهراعش 
الواقععقاولا ..
نصوص حول الارهاب 
3 
حول عملية سليمان 6002 
لا يمكن اعتبار ما حدث في تونس من 32 ديسمبر 3002 الى 4 جانفي 3002 
في ضاحيتي حمام الشط و سليمان ، و ما كشفت عنه الجهات الرسمية من 
مخططات المجموعة المسلحة ، حدثا مفاجئا ، لأن تونس في نهاية الأمر ليست 
معزولة عن محيطها ، ولا هي أبرمت اتفاقا مع هذه المجموعات لتتجنبها. 
أما بالنظر للمسألة من زاوية أن هذه الحادثة هي الأولى من نوعها التي تتم فوق 
التراب التونسي إعدادا و تدريبا و مواجهة ، من هذه الزاوية تصبح الحادثة فعلا 
مفاجئة و تتطلب وقفة حقيقية للوقوف عند أسبابها و تفكيك دوافعها . و خاصة 
ضمان التحصن منها مستقبلا. 
ونعتقد أن ضمان التحصن من هذه الظاهرة مستقبلا ، و العمل من أجل سد المنافذ 
أمامها حتى لا تتسرب إلى فئات أوسع من الشباب ، الحلقة الأقوى التي يجب 
المسك بها ، و الواجهة التي يجب أن يشتغل عليها الجميع ممن تهمهم مصلحة 
البلاد. 
كما نعتقد أن العمل على هذه الواجهة ، هي مسألة على درجة عالية من التعقيد و 
التشابك و تتطلب تدخّل مجهودات الأخصائيين الاجتماعيين و النفسانيين و رجال
نصوص حول الارهاب 
4 
السياسة و الإقتصاد و الثقافة و الإعلام... و ذلك بسبب مراكمة هذه المجموعات 
تجارب نوعية في كيفية التأثير على الشباب و تجنيده و استقطابه و تسريب 
أفكارها إلى عقولهم لدفعهم إلى خيار العنف و التقتيل، هذا إلى جانب تطور 
خطابها الإعلامي و الدعائي و استفادته من وسائل الإتصال الحديثة. 
لقد صدرت عدّة كتب و دراسات و بحوث اهتمت بالظاهرة الجهادية و حاولت 
تفسير أسباب انتشارها و أسباب انخراط الشباب فيها ، لكن أغلبها جانب المعضلة 
الحقيقية ، و لم تتمكن من وضع اصبعها على المفتاح الصحيح و ذلك على الأقل 
للأسباب التالية: 
 التعاطي مع "السلفية الجهادية" بالطرق و الأساليب ذاتها التي تم التعامل 
بها مع الحركات الاخوانية .رغم أن الفوارق بين التجربتين عميقة جدا و لا 
يمكن تجاهلها أو التغاضي عنها. 
 البحث في في الأوضاع الإجتماعية و الإقتصادية )تردّي الأوضاع المادية 
للشباب و البطالة ...الخ( و السياسية )غياب الحريات...( ، وحدها لتفسير 
أسباب انخراط الشباب في الحركات الجهادية. 
 عدم مواكبة و تتبع التحولات في فكر و مخططات هذه الجماعات و 
استفادتها من تجاربها السابقة.
نصوص حول الارهاب 
5 
وربّما تكون هذه العناصر و غيرها موضوع متابعة في مناسبة أخرى.لكن ما 
يهمنا الآن هو: بما نبدأ لسدّ المنافذ أمام هذه الجماعات حت لا تتسرب أفكارها 
إلى فئات أوسع من الشباب و حتى تبقى معزولةعن محيطها.؟ 
نبدأ أولا و أساسا بتفكيك حالة التعاطف العفوي التي يبديها الشباب 
تجاه هذه الجماعات و قيادتها ورموزها . 
لقد تمكن أسامة بن لادن و أيمن الظواهري و غيرهم من كسب تعاطف فئات 
واسعة من الشباب لأنهم ألحقوا و يلحقون الأذى بالولايات المتحدة الأمريكية و 
اسرائيل، و لأنهم مطاردون من كافة أجهزة مخابرات العالم بسبب "رفضهم أن 
تبقى البلاد العربية و الاسلامية تحت هيمنة أمريكا و اسرائيل".نحن أمام تجربة 
غريبة من نوعها، ولعله هنا تكمن خطورتها وقدرتها على التجنيد والتخطيط 
والتنفيذ، فالفكر الذي يُقتل صاحبه في الميدان يرتقي إلى درجة عالية من التقدير 
والاحترام بين جمهوره فيستعصي على النقد عادة 
و لابد من الاعتراف أن عدّة عوامل ساهمت في اذكاء حالة التعاطف هذه منها 
الغطرسة الأمريكية في المنطقة.".. سياسة الولايات المتحدة غير الموضوعية من 
منظور قطاعات عريضة في أوساط الرأي العام العربي والإسلامي، في التعامل
نصوص حول الارهاب 
6 
مع القضايا العربية والإسلامية بدءا من القضية الفلسطينية والانحياز المطلق 
لإسرائيل وانتهاء بغزو أفغانستان واحتلال العراق وتهديد سوريا وإيران، 
ومرورا بدعم الأنظمة المستبدة والمتسلطة في المنطقة، وهو ما يثير الغضب 
الشعبي ويشكك في مصداقية السياسة الأمريكية..." 
و الغطرسة الاسرائيلية تجاه الشعب الفلسطيني . هذا الى جانب الدور الذي تقوم 
به بعض وسائل الاعلام و المواقع الالكترونية من خلال التركيز على " بطولات 
المجاهدين " و "استعدادهم للشهادة من أجل الاسلام و الأرض و العرض". 
إن هذا التعاطف العفوي تجاه أسامة بن لادن و تنظيم القاعدة و الحركات السلفية 
الجهادية عموما ، هو التعاطف ذاته الذي لقيه ارنستو تشي غيفارا في حربه ضد 
الامبريالية الأمريكية في الستينات من القرن الماضي...و لقيه أيضا الرئيس 
المصري الراحل جمال عبد الناصر و الرئيس العراقي صدام حسين ، وزعيم 
حزب الله اللبناني حسين نصرالله. إنه تعاطف تجاه كل من يواجه الولايات 
المتحدة الأمريكية و اسرائيل و يلحق بها الأذى و إن كان ضئيلا. 
و يبدو واضحا أن الحركات الجهادية فهمت هذه المسألة جيدا ، لذلك عدلت من 
خططها و حوّلت أولوية جهادها من "الأنظمة الكافرة التي تحكم بشرع الله " إلى 
"التحالف الصليبي اليهودي".
نصوص حول الارهاب 
7 
لقد ظلت الحركات الجهادية سنوات طويلة تعتبر أن الأنظمة القائمة هي عدوّها 
الأول ، لأنها من وجهة نظرها "أنظمة كافرة لا تحكم بشرع الله".و تبقى تجربة 
هذه الجماعات مع النظام المصري التجربة الأوضح. 
فمنذ أواسط السبعينات من القرن الماضي انطلقت جماعات "التكفير و الهجرة " 
و " الجماعة الإسلامية" و "الجهاد الإسلامي" في تنفيذ هجومات و اعتداءات ضد 
مصالح النظام و أركانه و بلغت أوجها و قوّتها سنة 1891 حين تم اغتيال 
الرئيس الأسبق أنور السادات في حادثة المنصّة الشهيرة. 
غير ان هذه الجماعات لم تتمكن من تحقيق أهدافها رغم قوّة و خطورة العمليات 
التي قامت بها و نفذتها. بالعكس فقد تعرض قاداتها و أعضاؤها إلى الاعتقالات و 
اودعوا السجون و تشتتوا بين الزنزانات و المنافي. 
و الأهم من ذلك أن هذه الجماعات وجدت نفسها معزولة عن الشعب و لم تلق 
العمليات التي نفذتها القبول و المساندة ، بل أنها جوبهت بالرفض و الإدانة 
خاصة أن عددا من المدنيين و الأبرياء لقوا حتفهم. فبقيت هذه الجماعات مجرد 
مجموعات صغيرة تمارس "الكر و الفر" دون أي سند أو تعاطف شعبي. 
و كذلك الشأن في الجزائر )رغم خصوصية هذه التجربة مقارنة مع مصر( فإن 
السنوات العشر من "القتال و الجهاد" التي خاضتها الجماعات المسلحة ضد
نصوص حول الارهاب 
8 
أركان و مؤسسات الدولة فإنها لم تتمكن من النزول من الجبال و لم تتمكن من 
كسب تأييد الشعب الجزائري الذي "شعر" أنه المستهدف من هذا "الجهاد" ، فنظم 
المظاهرات و المسيرات للتنديد بهذه الجماعات و شكل لجانا في المدن و القرى 
للدفاع عن أمنه. 
إن تجربة الحركات الجهادية في قتالها للأنظمة القائمة كانت نتائجها لغير فائدتها 
، بل كانت سببا في انحصارها و عزلتها و تشتتها . و هو ما انتبه إليه منظرو 
هذه الجماعات. 
يقول حازم مدني و هو أحد منظري التيار السلفي الجهادي متحدثا عن أسباب 
فشل بعض التجارب الجهادية في مواجهتها للأنظمة القائمة:" أسوق ملخصاً 
للعمل الجهادي على نوعين من الأعداء , وهي تجارب معاصرة , نستنبط منها 
الكثير .. 
التجربة الأولى : الجهاد ضد الأنظمة الحاكمة : 
انصرم ما يقرب من ثلث قرن منذ أن دارت رحى التغير ضد الأنظمة الحاكمة 
في مصر والشام وغيرهم من الدول العربية , وخلاصة التجربة في كافة الدول 
العربية .. اندفاع غير منظم للتيارات الإسلامية الفتية للأمر بالمعروف والنهي 
عن المنكر .. الاصطدام مع فلسفة النظام العلمانية .. استدراج دموي من أجهزة
نصوص حول الارهاب 
9 
الأمن .. تحول من العمل الدعوي إلى العمل الجهادي وبدأ عمليات انتقامية على 
غير ترتيب .. سوء اختيار الأهداف .. عدم التوفيق في تحديد مفتاح الصراع .. 
مما أدى إلى عزل الحركات الجهادية عن مجتمعاتها .. دعم عالمي للنظام .. 
انتكاسات عسكرية للمجاهدين .. هجرة المجاهدين للخارج .. سيطرة النظام .. 
أسر .. تراجع .. ولا حول ولا قوة إلا بالله .." 
و يضيف:" أن مفتاح الصراع الذي أطلق في تجارب المجاهدين ضد الأنظمة 
الحاكمة لم يلقَ صدى لأنه لم يخاطب الشعب في محسوساته , ولا بدَّ من وجود 
مفتاح صراع واضح يتفاعل معه الشعب .." 
و مفتاح الصراع الذي يطرحه )وهو مستمد من من تجربة القاعدة(، هو التوجه 
أولا إلى محاربة "الصليبيين و اليهود"، يقول:" قد أكون متيَّماً بالقاعدة وأميرها 
الشيخ أسامة .. فاعذروني على ذلك , لكنهم أفضل من تبنى نظرية وعمل بها 
حتى الآن .. وبحسب ما رأيت ودرست لتجارب العاملين خلال الثلاثين سنة 
الماضية .. قال تعالى : }وَمَا شَهِدْنَا إِلاَّ بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ {] يوسف 
] 91 : 
والخلاصة أن أولوية العمل الجهادي تنصب على نظام سياسي عالمي ] التحالف 
اليهودي الصليبي [ والذي تدور في فلكه ومنظومته كافة الأنظمة الأخرى ]
نصوص حول الارهاب 
10 
عربية وأعجمية [.. وبضربه والقضاء عليه أو حتى إشغاله وإفقاده مكانته 
السياسية تفقد باقي الأنظمة الأخرى دعمه وتتحرر الشعوب تلقائياً من تبعيتها .. 
ومن ثم نشعلها ناراً على الأنظمة المحلية .. لأن هذه الأنظمة اكتسبت شرعيتها 
من النظام الأم .. وكونوا على يقين أن اليوم الذي ندفن أمها تدفن معها .. " 
و يقول أبو بكر ناجي:" ... والخلاصة : خلصت حركة التجديد المعاصرة بعد أن 
عركتها الأحداث والمعارك وتراكمت لديها الخبرات خلال أكثر من ثلاثين عاماً 
إلى أن عليها القيام ببعض العمليات النوعية المرتبة بنظام معين والتي بدأت 
بعملية نيروبي ودار السلام لتحقيق الأهداف التالية بإذن الله - – : 
تعويض الخسائر البشرية التي منيت بها حركة التجديد في الثلاثين عاما الماضية 
عن طريق مد بشري متوقع يأتي لسببين: 
1(الانبهار بالعمليات التي سيتم القيام بها في مواجهة أمريكا ( 
3(الغضب من التدخل الأمريكي السافر والمباشر في العالم الإسلامي بحيث ( 
يتراكم ذلك الغضب على كم الغضب السابق على دعم أمريكا للكيان الصهيوني 
مع تحويل الغضب المكبوت تجاه أنظمة الردة والظلم إلى غضب إيجابي ومد 
بشري لا ينضب..."
نصوص حول الارهاب 
11 
و يفهم من خلال ما سبق أن تقديم" الجهاد ضد التحالف اليهودي الصليبي " على 
الجهاد ضد "الأنظمة الحاكمة" ليس فكرة استراتيجية في فكر و توجهات هذه 
الجماعات ، إنما هي خطوة تكتيكية الهدف منها تجاوز خيبات التجربة السابقة و 
خاصة تهيئة الشباب و غيرهم للتعاطف معهم و مساندة "جهادهم". 
و لابد من الاعتراف أن هذه الجماعات نجحت الى حد كبير في ذلك . و يتجلى 
الأمر في حالة التعاطف الملحوظة تجاه تنظيم القاعدة و رموزه و تجاه الجماعات 
الجهادية الأخرى التي أصبحت تختار أهدافها بدقة و هي سفارات و مصالح 
الولايات المتحدة الأمريكية و الدول الغربية عموما. 
إن مرحلة التعاطف العفوي هذه ، التي تتميز بكونها غير واعية و غير عقلانية ، 
هي مرحلة على درجة عالية من الخطورة ، لأنها يمكن أن تتحول إلى تعاطف 
عن وعي و من ثم إلى انتماء و انخراط في هذه الحركات ، حتى من شباب لم 
يسبق لهم أن صلوا أو صاموا أو من أصحاب السوابق الجنائية . 
يقول الدكتور موسى القرني الذي اشتغل سنوات طويلة مع أسامة بن لادن كمنظر 
شرعي له:"... كثير من الشبان العرب الذين كانوا يأتون الى الجهاد لم يكونوا 
مثقفين ثقافة اسلامية، بل ان هناك نسبة كبيرة منهم كانوا عاشوا حياة الانحراف، 
وبعضهم لم تحصل له الاستقامة الا وهو ذاهب الى الجهاد، استقام وقرر الذهاب
نصوص حول الارهاب 
12 
فوراً الى الجهاد. أنا أعرف شباناً ممن ذهبوا الى الجهاد، وممن قتلوا، ونسأل الله 
ان يكونوا من الشهداء، قبل ان يذهب الى الجهاد كانت حياته كلها بعيدة عن 
الاستقامة تماماً، بل ان بعضهم ربما كان في أقصى درجات الانحراف، ولهذا 
فالجهاد كان جاذباً لبعض هؤلاء المنحرفين،." 
و المطلوب في هذه الحالة ، أي حتى لا تتحول حالة التعاطف العفوي هذه إلى 
تعاطف واع، تمهد الطريق نحو الانخراط في هذه الجماعات ، المطلوب هو " 
فرملة " هذا التعاطف و اطفاءؤه .و ذلك من خلال الكشف عن المخططات 
الحقيقية لهذه المجموعات و الأهداف التي ترنو إليها ، ونظام الدولة التي تعمل 
من أجل تأسيسه 
2008
نصوص حول الارهاب 
13 
أوقفوا هذا المسار 
ثمّة مسار يجب أنْ يتوقّف، لأن في استمراره وتواصله خطورة ليس فقط على 
ثورة 14 جانفي وما جاءت به من قيم ومبادئ وإنما أيضا على وحدة التونسيين 
والمشترك بينهم . هذا المسار الذي يسعى البعض للنفخ فيه وتضخيمه ليكون من الأولويات 
المطروحة ليس أمام النخب والناشطين السياسيين فحسب بل أيضا أمام "المواطن 
العادي"، هو تحويل قاعدة الفرز بين من يدفع لتنجز الثورة مهامها السياسية 
والاقتصادية والاجتماعية وبين من يبحث بكافة الوسائل للالتفاف عليها وحصرها 
في أفق محدود، إلى قاعدة فرز جديدة بين المؤمنين والعلمانيين، بين "الغيورين 
على المقدسات" وبين "المشككين فيها ". قاعدة الفرز هذه التي يحرص البعض لإيجاد المبررات الميدانية والواقعية لها، 
تبقى مسقطة ومفتعلة لأنها تمس من وحدة التونسيين حول دينهم وعروبتهم، 
وتشكك في المشترك بينهم منذ قرون . الموقف من المسالة الدينية لم يكن في يوم من الأيام عنصر خلاف بين التونسيين 
وعامل صراع بينهم، فلماذا النفخ في هذه النقطة وتحويلها إلى واجهة رئيسية في 
هذه المرحلة الدقيقة والحرجة من عمر الثورة؟
نصوص حول الارهاب 
14 
ثورة 14 جانفي مازالت تترصد بها المخاطر الداخلية والخارجية .وتوجيه 
بوصلة الشعب الذي أنجز هذه الثورة إلى وجهة غير حماية ثورته ودفعها لانجاز 
كافة مهامها نعتقد انه أمر مشبوه، ولا يخدم إلا أغراض المتربصين به . 1/7/2011
نصوص حول الارهاب 
15 
كلية الآداب بمنوبة : معركة مواقف أم مواقع 
ما تشهده كلية الآداب بمنوبة هو حلقة غير مُنفصلة عن سلسلة كاملة من 
الممارسات المُمنهجة بدأت بعدد من المساجد و الجوامع و الكتاتيب و الفضاءات 
العمومية لتصل إلى الجامعة في انتظار بقية الحلقات. 
اكتفت هيكل الدولة و مؤسسات المجتمع المدني و الأحزاب السياسية 
بمراقبة ما يحدث دون أن تتدخل لوضع حدّ لتزايد حلقات السلسلة و أقصى ما 
قامت به بيانات الإدانة التي تعبّر عن القلق، فيما الآخرون يفتكون المساحة تلوى 
المساحة . المعركة من وجهة نظر المجتمع المدني و الأحزاب السياسية هي معركة مواقف 
، فيما هي معركة مواقع بالنسبة للسلفيين شعارهم: افتكاك أوسع ما يمكن من 
المساحات وفرض الأمر الواقع . هياكل ومؤسسات الدولة لم تتحرك إما لأنها مشلولة أو لأنها تمارس الحياد في 
وقت لا حياد فيه مع مكتسبات المجتمع و بنيته . المعركة مازالت ستتواصل تحت شعار " ذراعك يا علاّف" ما دامت الدولة 
مستقيلة و المجلس التأسيسي مهتم بخلافات صلوحيات الرئاسات الثلاث و
نصوص حول الارهاب 
16 
الأحزاب منها المهتم بالحقائب الوزارية و منها من يبحث عن آليات ممارسة 
المعارضة . 19/3/2012
نصوص حول الارهاب 
17 
باحث تونسي:على حكومة النهضة منع توجه المتطرفين لسورية 
دعا الباحث التونسي المتخصص بشؤون الجماعات الإسلامية نور الدين 
المباركي الحكومة التونسية التي تقودها حركة النهضة إلى تحمل مسؤولياتها في 
العمل على منع توجه متطرفين تونسيين إلى سورية . وقال الباحث التونسي في تصريحات تلفزيونية.. إن وجود مقاتلين تونسيين في 
سورية لم يعد موضوع تأويل بل هو حقيقة ملموسة أكدتها وسائل الإعلام 
السورية التي نشرت اعترافات تثبت مشاركة تونسيين في أعمال إرهابية داخل 
سورية إضافة إلى تأكيدات الوزير التونسي الأول ووزير الداخلية . وأضاف المباركي في تصريحاته التي تأتي بعد أسابيع قليلة من اعتراف إرهابيين 
تونسيين بأنهم استقدموا إلى سورية عبر تركيا بناء على دعوات تكفيرية.. إن 
موضوع مشاركة التونسيين في أعمال قتالية في سورية هو مثار جدل ونقاش في 
تونس موضحا أن هناك /وقفات أسبوعية/ كل يوم جمعة في تونس تدعو للتوجه 
إلى القتال في سورية . وتساءل الباحث ماذا فعلت السلطات التونسية لمنع تدفق التونسيين وذهابهم إلى 
سورية منتقدا امتناع الحكومة عن الضغط على المؤسسة الدينية التونسية من أجل 
الإعلان عن موقف أو على الأقل إصدار فتوى ترفض ذهاب التونسيين إلى
نصوص حول الارهاب 
18 
سورية في الوقت الذي تخرج فيه العديد من الفتاوى من جهات مختلفة أو 
الفضائيات أو حتى من بعض المجموعات السلفية الجهادية في تونس تدعو إلى 
ذلك . وأشار الباحث إلى أن السلطات التونسية أصدرت في عام ٣٠٠٢ قانونا لمكافحة 
الإرهاب عقب ما سماه الظاهرة الجهادية آنذاك الداعية للسفر إلى العراق للجهاد 
وقامت بمحاكمة العديد من التونسيين بموجب هذا القانون في حين تصمت 
الحكومة التونسية إزاء توجه التونسيين إلى سورية حاليا رغم مطالبة العديد من 
العائلات التونسية بالتحقيق في هذا الموضوع . ولفت المباركي إلى أن حركة النهضة بزعامة راشد الغنوشي محكومة اليوم من 
قبل الظاهرة السلفية الجهادية رغم أن المواقف السابقة للحركة كانت تعتبر أن 
ظهور الإسلام المعتدل من شأنه أن يضع حدا للمد السلفي الجهادي مشيرا إلى أن 
مواقف الغنوشي من السلفية لعبت دورا في بروز هذه الظاهرة بشكل واضح في 
المجتمع التونسي . 
13/6/2012
نصوص حول الارهاب 
19 
النهضة والسلفيون: التصادم غير المتكافئ 
عندما دوى رصاص السلفية الجهادية في احدى الضواحي الجنوبية للعاصمة 
التونسية في كانون أول/ديسمبر 3002 ، انطلق الجدل بين النخب والفاعلين 
السياسيين حول حجم هذا التيار والأسباب الخاصة لظهوره. وكان للسيد راشد 
الغنوشي زعيم حركة النهضة رأيا في هذا الموضوع عبر عنه من مقر اقامته 
وقتها في لندن قائلا أن ما ظهر من السلفية هو "رأس جبل الجليد". 
الذين تابعوا ذلك الجدل والنقاش اعتبروا أن رأي الغنوشي تضمن رسائل متعددة 
الى نظام بن علي. الرسالة الأولى تحذر من توسع قاعدة السلفية الجهادية في 
البلاد، والثانية تحاول إقناعه أن "لا مفر من التعاطي مع الاسلام المعتدل" في 
مواجهة التطرف. 
عموما لم يكن موقف حركة النهضة )وهي في المعارضة وقيادتها في الخارج( 
من السلفية الجهادية بعيدا عن هذه الرؤية المستمدة أصلا من مواقف حكومية 
ودولية ظهرت بعد أحداث 11 أيلول/ سبتمبر 3001 ، دفعت في اتجاه المزيد من 
التعاطي مع الاسلام السياسي المعتدل.
نصوص حول الارهاب 
20 
بعد 14 كانون الثاني/يناير 3011 وهروب زين العابدين، تغير المشهد السياسي 
في تونس، ووجدت حركة النهضة نفسها طرفا أساسيا في المعادلة الجديدة، ليس 
من موقع المعارضة وإنما من موقع أحد المكونات الرئاسية للوفاق الذي حكم 
تونس في مرحلة أولى، ثم من موقع الحزب الحاكم بعد انتخابات 32 تشرين 
. أول/أكتوبر 3011 
في المقابل برز الملف السلفي على سطح المشهد الجديد بعد العفو عن الذين 
شاركوا في المواجهة المسلحة في 3002 والبروز العلني لعدد من قياداتهم 
وحضورهم الميداني في أكثر من محطة. 
وبدا واضحا لكافة المراقبين أن مسار حركة النهضة في التعاطي مع الوضع في 
تونس لن يكون هو مسار التيار السلفي، فقد اختارت حركة النهضة دخول اللعبة 
السياسية الجديدة من بابها الكبير مع ما تفرضه من تحالفات وتنازلات وتوافقات، 
هدفها الوصول الى السلطة من بوابة العملية الانتخابية. 
اختار التيار السلفي الاستفادة من حضوره العلني لافتكاك مواقع ميدانية دون 
التورط في العملية السياسية. برز ذلك من خلال سيطرة السلفيين على العديد من 
المساجد وخوضهم لمعركة النقاب في الجامعة التونسية الى جانب النشاط 
الاجتماعي في عديد الأحياء الفقيرة والجهات الداخلية المحرومة.
نصوص حول الارهاب 
21 
ورغم التباين الظاهري بين المسارين، فإن كل طرف حاول الاستفادة من مسار 
الطرف الآخر، لتأكيد معطى روّج له بعض مشايخ وحكومات الخليج، وهو أن 
ثورات الربيع العربي هي ثورات إسلامية، سترد الاعتبار لمكانة الاسلام ودوره 
في المجتمع. 
هذا ما يفسر غياب التصادم بين حركة النهضة و التيار السلفي في أكثر من 
محطة. وقد حرصت حركة النهضة )المنخرطة في العملية السياسية( على تأجيل 
هذا التصادم، وهو تأجيل تحركه اعتبارات سياسية تقود الحزب الحاكم الجديد 
الذي عمل على توسيع قاعدة حزام المتعاطفين مع "مشروع الحكم الإسلامي " 
في مواجهة المشروع العلماني. وربما تطلب الأمر غض الطرف عن التجاوزات 
التي يقوم بها السلفيون. من ذلك سيطرتهم بالقوة على المساجد وهجومهم على 
الحانات وغلقها بالقوة ومنعهم لعديد التظاهرات الثقافية. 
اقصى ما كان يصدر عن حركة النهضة والمسؤولين الحكوميين أن التعاطي مع 
السلفيين يكون فقط بالحوار. حيث تحدث زعيم الحركة السيد راشد الغنوشي في 
أكثر من مناسبة عن ضرورة الحوار مع السلفيين، لكن دون أن تبرز نتائج هذا 
الحوار باستثناء التصريحات التي أدلى بها في بعض المناسبات بعض زعماء ما 
يُعرف بـ "السلفية العلمية".
نصوص حول الارهاب 
22 
لكن أمام توسع حجم تجاوزات السلفيين وتراخي السلطة التنفيذية لوضع حد لهذه 
التجاوزات، تحرك المجتمع المدني في تونس للتشهير بالطرفين، ووصلت أصداء 
ذلك الى الاعلام الاجنبي. وأصبحت صورة الثورة التونسية التي وصفت بثورة 
الياسمين وثورة الحرية و الكرامة، مرتبطة بما أفرزته من عنف سلفي. 
وما أحرج بالدرجة الأولى حركة النهضة، خاصة، تفاقم الأوضاع الاقتصادية 
والاجتماعية الهشة التي تتطلب تدفق الاستثمارات وانجاز المشاريع. 
إن الضغط الداخلي على حركة النهضة من طرف المجتمع المدني والمجتمع 
السياسي الى جانب الضغط الدولي دفع الحكومة للتلويح بالتصادم مع السلفيين. 
وكانت أولى تلميحات النهضويين أن جزء منهم )السلفيين( هم "صنيعة النظام 
السابق" وأن من يحركهم هم "فلول النظام السابق" الى التأكيد أنهم يخدمون 
"أجندة الثورة المضادة"، ثم انطلقت حملة اعتقالات شملت بعض عناصر هذا 
التيار على خلفية تورطهم في أعمال عنف . 
هذه الحملة وإن يعتبرها مراقبون لا ترتقي إلى ما يستحقه هذا الملف من تعامل، 
إلا أنها أعادت كل من حركة النهضة والتيار السلفي إلى بداية مسارهما في 
التعاطي مع الوضع في تونس.
نصوص حول الارهاب 
23 
حركة النهضة بينت أنها الحركة السياسية المنخرطة في اللعبة السياسية مع ما 
يتطلب ذلك من تقديم تنازلات حتى على حساب أقرب التيارات الفكرية 
والإيديولوجية اليها، من أجل ضمان استمرارها في السلطة. أما التيار السلفي 
الذي يرفض الانخراط في السياسة الوضعية، يبدو أنه اختار سياسة الهروب إلى 
الأمام. 
لايمكن التكهن بنتائج هذا التصادم والدرجة التي يمكن أن يبلغها. ليس من ناحية 
التيار السلفي الذي بين منذ ظهوره العلني أنه ثابت على مواقفه وإنما من ناحية 
حركة النهضة التي لم تخف أنها حركة براغماتية تتعامل مع الوضع من خلال 
موازين القوى وما يضمن لها الاستمرار في السلطة 
26/9/2012
نصوص حول الارهاب 
24 
تيار أنصار الشريعة وتنظيم القاعدة ..أي علاقة؟ 
من اليمن إلى المغرب يُطرح السؤال ذاته: أي علاقة بين تنظيم "أنصار الشريعة" 
الذي برز خلال الأشهر الأخيرة في بلدان الربيع العربي ، وبين تنظيم القاعدة؟ 
هل "أنصار الشريعة" هم الواجهة العلنية والسياسية للتنظيم السري و العسكري 
للقاعدة ؟ أم أن العلاقة بينهما لا تتجاوز الالتقاء حول الثوابت والمرجعيات 
للسلفية الجهادية عموما ، دون أن تكون هناك أي علاقة تنظيمية بين الطرفين؟ 
والأسئلة ذاتها تطرح اليوم في تونس ، لكن بشكل محتشم مقارنة مع اليمن وليبيا 
التي عرفت قبل أسابيع مقتل السفير الأمريكي ، والمغرب التي تمكنت الجهات 
الأمنية هناك من تفكيك خلية تنسب نفسها لتيار " أنصار الشريعة"، والسبب أن 
"أنصار الشريعة" في تونس وإن نُسبت إليهم أعمال عنف وتهديد للحريات العامة 
والفردية فإنهم يؤكدون أن دورهم الرئيسي هو الدعوة ، يقولون:"تونس أرض 
دعوة وليست أرض جهاد"، فضلا عن انخراطهم في أعمال تطوعية وخيرية 
وأنشطة اجتماعية في الأحياء و الجهات الفقيرة. 
بالعودة إلى التقارير الإعلامية و آراء المختصين في الحركات الإسلامية الجهادية 
، نلاحظ عدم القدرة على المسك بالحلقة الرئيسية لتأكيد ارتباط أنصار الشريعة
نصوص حول الارهاب 
25 
بتنظيم القاعدة وأيضا لنفي هذا الارتباط ، مما جعل أغلب الآراء مبنية على 
استنتاجات تحليلية و الاكتفاء بتقديم توصيفات للعلاقة بين التنظيمين ، مثل أن 
أنصار الشريعة هم " الذراع الإيديولوجية للقاعدة " أو هم " الأداة الناعمة " أو " 
أنصار الشريعة والقاعدة وجهان لعملة واحدة". 
وفي الحقيقة ثمة ما يفسر هذا الغموض ، أولا إن التصريحات العلنية لبعض 
رموز أنصار الشريعة فيها نفي لأي ارتباط تنظيمي بالقاعدة ) ويؤكدون على 
ذلك( فيما تاريخ هذه الرموز مرتبط بتنظيم القاعدة . ثانيا إن خيار رفع السلاح 
لدى أنصار الشريعة لا يحتل أولوية في نشاطها الميداني ) على الأقل إلى حد 
الآن( مقارنة بما عُرفت به القاعدة قبل أكثر من عقد . 
لكن بالرجوع إلى أهم المحطات في تجارب الحركات الإسلامية الجهادية نقف 
عند محطتين كبيرتين ، المحطة الأولى هي " الجهاد ضد الأنظمة الحاكمة" التي 
يقول عنها أحد منظري القاعدة حازم مدني :" إن مفتاح الصراع الذي أطلق في 
تجارب المجاهدين ضد الأنظمة الحاكمة لم يلق صدى لأنه لم يخاطب الشعب في 
محسوساته ولا بد من وجود مفتاح صراع واضح يتفاعل مع الشعب.." أما 
المحطة الثانية أو "مفتاح الصراع" حسب حازم مدني فإنها " أن تنصب أولوية 
العمل الجهادي على نظام سياسي عالمي ) التحالف الصليبي اليهودي( والذي
نصوص حول الارهاب 
26 
تدور في فلكه ومنظومته كافة الأنظمة الأخرى " وهي المحطة التي قادها تنظيم 
القاعدة من خلال العمليات العسكرية النوعية أشهرها عملية 11 سبتمبر 3001 
و تفجير السفارة الأمريكية في نيروبي و تفجيرات مدينة الخبر السعودية 
..ومكنت هذه المحطة تنظيم القاعدة من فرض حضوره الإعلامي على 
الفضائيات وأيضا من اكتساب مساحة من التعاطف من الشباب في العالمين 
العربي و الإسلامي لأنه يحارب أمريكا وإسرائيل. 
غير أن هذه المحطة بدورها فقدت "صلوحيتها" عندما تكثفت المحاصرة الأمنية 
و المخابراتية لتنظيم القاعدة مما ساهم في عزلته و انحساره، وبرز هذا خلال 
السنوات الأخيرة ،فكان لابد من محطة جديدة تكسر هذه العزلة و تتجاوز حالة 
الانحسار ، هذه المحطة هي "أنصار الشريعة" التي تقوم على الاستفادة من 
مساحات التحرك والنشاط التي أوجدتها ثورات الربيع العربي ) وهو ما يفسر 
بروز هذا التنظيم في بلدان الربيع العربي ( و إعادة الروابط مع الشعب من خلال 
"مخاطبة أحاسيسه ")حازم المدني( ، وهو ما يظهره التأكيد على الجانب الدعوي 
و المطالبة بتطبيق الشريعة الإسلامية و القيام بأعمال خيري وتطوعية وتقديم 
المساعدات للفقراء و المحرومين .
نصوص حول الارهاب 
27 
وعليه يمكن القول إن تنظيم "أنصار الشريعة" هو حلقة جديدة في مسار 
الحركات الجهادية ، تأتي بعد تجربة القاعدة في " صراعها ضد التحالف 
الصليبي اليهودي" – 
في تونس ورغم وجود تنظيم "أنصار الشريعة" منذ 3011 بقيادة سيف الله بن 
حسين المُكنى بـ" أبوعياض التونسي" ، فإن متابعة هذا التنظيم من طرف 
المهتمين بالشأن السياسي لا تتم من ناحية ارتباطه بالقاعدة من عدمها ، بل من 
ناحية التعاطي معه لدفعه للانخراط في مؤسسات المجتمع من أحزاب وجمعيات 
وهيئات منتخبة، وربما ما ساعد على دفاع النقاش في هذا الاتجاه وجود حكومة 
في تونس عمودها الفقري حركة النهضة الإسلامية التي تعتبر أن " السلفيين أخوة 
لم يأتوا من المريخ" .لكن ذلك لم يمنع من التعرض إلى هذا التنظيم وارتباطه 
بفكر القاعدة وإيديولوجيتها. 
سُئل أبوعياض القيادي في تيار أنصار الشريعة عن علاقته بتنظيم القاعدة فأجاب 
في حديث صحفي نشرته صحيفة تونسية :" أنا لم انتم إلى تنظيم القاعدة تنظيميا 
، وشاركت فقط في معركة الانسحاب من جلال أباد الأفغانية، ورغم ذلك 
حوكمت للقاعدة باطلا 30 سنة سجنا غيابيا ، ومع ذلك أقولها صراحة و لا أخشى 
في الله لوم لائم إني أحمل فكر القاعدة ومنهجها وأعتبر أن تنظيم القاعدة هم أهل
نصوص حول الارهاب 
28 
الحق الذين يجب مناصرتهم في العالم .." ويضيف :" نحن نوالي القاعدة و 
نعتبرها سدا منيعا ضد الحرب الصليبية الصهيونية على بلاد المسلمين" 
وهذه الإجابة لا تختلف في مضمونها عمّا قاله الناطق الرسمي باسم مجموعة 
أنصار الشريعة في اليمن قائد الذهب في تصريح لصحيفة الشرق الأوسط 
اللندنية:" نحن لسنا من القاعدة ولكننا نعتز بعلاقتنا بها" 
ورغم هذا النفي العلني لارتباط أنصار الشريعة في تونس تنظيميا بالقاعدة فإن 
بعض الوقائع الأخرى تدفع للتساؤل عن تماسك هذا النفي ، من ذلك بروزهم 
كطرف رئيسي في المطالبة بإطلاق سراح المساجين التونسيين الذين حاربوا في 
العراق مع تنظيم القاعدة في الفترة بين 3002 و 3002 والقيام باعتصام أمام 
كل من وزارة الخارجية التونسية و السفارة العراقية في تونس . وأيضا المكانة 
التي يحظى بها يسري فاخر الطريقي ) أبو قدامة التونسي( الذي أسر في العراق 
سنة 3002 و أعدم قبل أشهر لضلوعه في تفجير المقبرين الشيعيين مرقد 
الإمامين الهادي والعسكري . هذا إلى جانب ما تداولته فضاءات التواصل 
الاجتماعي حول تليق أطفال في إحدى الرياض أناشيد تنظيم القاعدة التي تشيد 
بأسامة بن لادن و أيمن الظواهري و أبو يحي الليبي . ثم الشعارات الي رُفعت
نصوص حول الارهاب 
29 
أمام السفارة الأمريكية يوم 14 سبتمبر 3013 " أوباما ..أوباما .. كلنا أسامة " 
في إشارة إلى أسامة بن لادن . 
قد لا تؤكد هذه الوقائع بشكل قطعي وجود رابط تنظيمي بين أنصار الشريعة في 
تونس و القاعدة ، لكنها تؤكد أنهما من الدائرة ذاتها ، أو علاقتهما مثل علاقة 
حركة طالبان بتنظيم القاعدة 
22/12/2012
نصوص حول الارهاب 
30 
الفوضى الأمنية وخصوصيات المراحل الانتقالية لا تفسر وحدها - 
انتشار و تمركز ومرونة تحرك الارهابيين 
العمليات الارهابية في تونس تأخذ في كل مرة شكلا جديدا ، لكن 
التعاطي معها أمنيا و سياسيا وإعلاميا يتم بالوسائل و الخطاب ذاته ، 
حتى أصبح من الممكن من الآن تقدير ردود الفعل حول العملية القادمة. 
المسألة ليست مرتبطة فقط بنقص الخبرة و التجربة في التعاطي مع 
ملف الارهاب عندما يأخذ شكلا متصاعدا ، إنما بسوء تقدير حقيقة 
انتشار و تمركز هذا السرطان في تونس مثل الاعتقاد ان الاصرار 
لفظيا على مقاومة الارهاب و اصدار البيانات المنددة به واستدعاء 
المحللين والخبراء على "البلاتوات" التلفزية ليكرروا في كل مرة 
الاسطونة ذاتها ، هو كفيل بمقاومته . 
الارهاب في تونس لم يعد فقط حقيقة موضوعية بل تجاوز ذلك الى 
التمركز الميداني بما يمكن هذه الجماعات من التخطيط و التنفيذ و 
المناورة و الانسحاب الى ملاذات آمنة ، وهذه خطوة متقدمة في أي
نصوص حول الارهاب 
31 
عمل تنظيمي ولا يمكن أن تتم دون توفر غطاء سياسي و أمني. 
جغرافيا ضرب الارهاب في أغلب مناطق البلاد ) بئر علي بن خليفة " 
صفاقس" ، سليانة ، باجة ، سيدي بوزيد ، القصرين ، جندوبة ، سوسة 
، العاصمة ، بنزرت ...الخ( ، أما من ناحية الأشكال فقد اعتمدت هذه 
الجماعات ،الاغتيال السياسي والعبوات الناسفة و العمليات الانتحارية ، 
والكمين والكمين المموه و تلغيم السيارات ، أي تقريبا أغلب الاشكال 
التي يمكن ان يعتمدها الارهابيون. 
يتم هذا في رقعة جغرافية صغيرة ) مقارنة بليبيا و الجزائر ( و في عدد 
سكان محدود. 
"الفوضى الأمنية" وخصوصيات المراحل الانتقالية لا يمكن وحدها أن 
تفسر هذا الانتشار و التمركز وهذه المرونة في التحرك ، ثمة غطاء 
سياسي و أمني ساهم في مساعدة هذه الجماعات على انجاز أولى 
خططها في التمركز ، وإذا عدنا الى تصريحات عدد من المسؤولين 
السياسيين و الامنيين سنتي 3011 و 3013 ، سنقف على حقيقة هي 
أن التقليل من خطورة الارهاب و اعتباره فزاعة الاعلاميين ، كان احد 
جوانب الغطاء السياسي و الأمني الذي تمتعت به هذه الجماعات 
للتمركز.
نصوص حول الارهاب 
32 
لا يمكن مقاومة الارهاب اليوم دون الكشف عن كل من تورط في توفير 
هذا الغطاء السياسي و الأمني و ساعد الارهاب على التمركز ليصل الى 
هذه الخطورة في تونس
نصوص حول الارهاب 
33 
تونس تتحول إلى ' خزان بشري ' للتنظيمات ' الجهادية 
تشير التقارير الإعلامية التونسية إلى أن المئات من الشبان التونسيين الناشطين 
حاليا في صفوف الجماعات الجهادية المُسلحة، سبق لهم أن 'تدربوا على السلاح 
وتكتيكات القتال داخل معسكرات على الآراضي التونسية . وكانت مصادر أمنية تونسية حذرت في أكثر من مناسبة من وجود معسكرات 
لإرهابيين داخل التراب التونسي، غير أن وزارة الداخلية التي يتولاها، علي 
لعريض، القيادي في حركة النهضة الإسلامية، قللت من أهمية تلك 
التحذيرات، ووصفتها بأنها 'مبالغة ولا تستند إلى وقائع جدية '. 
ويرى الإعلامي التونسي نور الدين مباركي، أن هذه الجماعات 'إستفادت من 
مناخ الحرية في تونس، وأيضا من هشاشة الوضع الأمني لتجند الشباب وترسله 
إلى سوريا أو الجزائر أو مالي دون ضغوطات كبيرة '. 
وقال مباركي ليونتايتد برس أنترناشونال، إن ذلك الأمر هو الذي 'يفسر 
عدد التونسيين المتزايد ضمن هذه الجماعات'، لافتا في نفس الوقت إلى أنه بعد 
14 جانفي 3011 تاريخ سقوط نظام الرئيس التونسي السابق بن علي، وما نتج 
عن ذلك من ظهور علني للتيار السلفي، وبروز عديد الجمعيات التي تنشط تحت 
غطاء العمل الخيري، توسعت قاعدة المتعاطفين مع هذا التيار '.
نصوص حول الارهاب 
34 
وإعتبر أن تلك العوامل مجتمعة ساهمت في تزايد عدد 'الجهاديين' التونسيين، 
حتى 'أصبح الحديث ان تونس مركز تصدير للشباب الجهادي ' ، على حد قوله . 
24/1/2013
نصوص حول الارهاب 
35 
جاهزية الجيش التونسي والتقارب العسكري مع الجيش الجزائري 
المراقب والمحلل السياسي نور الدين المباركي صرح لفرانس 34 ” بأن الجيش 
التونسي يبدو اليوم منهكا جراء حالة الطوارئ المستمرة منذ قيام الثورة التي 
أطاحت بنظام زين العابدين بن علي في يناير 3011 . حالة الطوارئ هي حالة من 
المفترض أن تكون استثنائية ومحددة زمنيا لحين زوال الخطر الذي يهدد استقرار 
الدولة ، إلا أنها متواصلة منذ أكثر من سنتين والجيش التونسي دعي اليوم 
للمشاركة في حماية المؤسسات العامة والمراكز التجارية الكبرى وتأمين 
الامتحانات الوطنية كالبكالوريا، والتدخل لفض بعض الاشتباكات العشائرية، في 
وقت هو مدعو فيه إلى العودة إلى ثكناته وتأمين الحدود والدفاع عن الوطن من 
المخاطر الخارجية كالإرهاب مثلا 
الجيش التونسي اليوم مشتت ومنهك وهو ما يفسر نوعا ما حالة الإرهاق التي 
تعتريه في مواجهة هذه العناصر الإرهابية التي تبدو مستعدة تقنيا وعسكريا 
للدخول في صدام عنيف ضده. إلا أن المحلل يتساءل عن مدى استعداد تونس 
اليوم لرفع حالة الطوارئ؟ ” 10/5/2013
نصوص حول الارهاب 
36 
قانون التوبة في تونس ...وعي بحجم الارهاب أم خطوة استباقية؟ 
في البلدان التي بلغ فيها الصراع ضد الارهاب مراحل متقدمة ، تم 
اللجوء الى قوانين ومبادرات " التوبة " و" الرحمة" ، تحت عنوان فتح 
الباب أمام المُغرر بهم ومن " لم تتلوث ايديهم بالدماء"، للاندماج مجددا 
في المجتمع. 
حصل هذا في الجزائر )قانون الوئام المدني( والعراق) مبادرة 
لمصالحة( والمملكة العربية السعودية )مبادرة المُناصحة(..الخ، وفي 
تونس انطلق الحديث قبل فترة عن قانون التوبة الموجه للمُغرر بهم 
خاصة للشباب الذي توجه للقتل في سوريا. 
مازالت الصيغة النهائية لهذا القانون غير واضحة ، هل سيكون قانونا 
خاصا ، أم سيكون أحد بنود قانون الارهاب الجديد ، لكن الأكيد أن 
خطوات قُطعت في هذا الصدد الذي يبدو انه استفادة من تجارب بلدان 
أخرى في معالجة المجموعات الارهابية ،وأيضا استجابة لنداءات عديد 
الفاعلين السياسيين و الناشطين في المجتمع المدني بضرورة عدم وضع 
كل الذين سافروا الى سوريا في سلة واحدة وأن منهم من "غُرر به". 
ماذا يعني ذلك؟
نصوص حول الارهاب 
37 
أولا: إما أن هناك تقديرا في تونس لدى الجهات الأمنية والفاعلين 
السياسيين أن الارهاب في تونس بلغ مرحلة متقدمة ، اصبح يتطلب 
التعاطي معه بكافة الآليات التي يمكن أن تُقلص من مزيد توسعه ، من 
ذلك آلية سن قانون التوبة ، خاصة أن البلدان التي لجأت الى مثل هذه 
الآلية ،فعلت ذلك بعد حصيلة دموية عالية وبعد سنوات طويلة من 
الصراع مع الارهاب ) الجزائر العراق (، أو بعد أن تأكدت أنها - 
اصبحت خزانا لهذه المجموعات ) المملكة العربية للسعودية( . 
ثانيا : أو أن التجربة التونسية في مقاومة الارهاب تريد أن تقطع 
خطوات استباقية في التصدي لمزيد توسع هذه المجموعات ، وألاّ تنتظر 
بلوغ التجربة الجزائرية أو العراقية من ناحية الحصيلة ، لسن قانون 
التوبة أو الدعوة للمصالحة. 
وليس في هذا الأمر اي تقليل من خطورة حصيلة الاعمال الارهابية 
التي عرفتها تونس ) اغتيال الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي ، 
اغتيال أمنيين وعسكريين...( ، هي حصيلة متقدمة مقارنة بخصوصيات 
تونس طيلة العقود الأخيرة ، لكنها تبقى دون التجربة الجزائرية و 
العراقية مثلا.
نصوص حول الارهاب 
38 
قد يكون التفكير في سن قانون التوبة في تونس صائبا وقد يحقق أهدافه 
السياسية والاجتماعية و الأمنية أيضا )عزل النواة الصلبة لهذه 
المجموعات عن حزامها الذي يتكون جزء منه من المترددين أو من 
الذين انخرطوا في هذه الجماعات لأسباب مادية أو حتى نفسية، ومن 
الذين يريدون التراجع لكن لا يعرفون كيف(، لكن أيضا وهذا الأهم ، أن 
النتائج قد تكون غير ما تم التخطيط له: 
إن قوانين التوبة ومبادرات المصالحة هي حلقة صغيرة في سلسلة - 
طويلة من حلقات مقاومة الارهاب ، ولا يمكن أن تحتل مكان المقاربة 
الأمنية والاجتماعية و النفسية و الدينية في محاربة هذه الظاهرة. 
في البلدان التي خاضت هذه التجربة ، لم يتم القضاء على الارهاب - 
وعلى بؤره، بل انه مازال يمثل تحديا حقيقيا لها. 
إن هذه القوانين ومبادرات المصالحة تتطلب معها توفير بنية اساسية - 
قادرة على احتضان من قرروا التوبة وتأهيلهم اجتماعيا ونفسيا ودينيا 
ومراقبتهم بعد تخرجهم من "دورات التأهيل". 
ضرورة توفر مناخ عام في البلاد يساعد على تأهيل هؤلاء ، مما - 
يعني ضرورة التقدم في محاربة كافة البؤر التي تعتبر حاضنة للإرهاب
نصوص حول الارهاب 
39 
، الجوامع تحت سيطرة المتشددين و خطابات التحريض والتكفير و 
الجمعيات مجهولة التمويل ..الخ 
وفي انتظار أن تتبلور صيغة هذا القانون ، وجب دائما الوعي أن 
مقاومة الارهاب عمل يومي يكمن في التفاصيل اليومية قبل العناوين 
الكبرى . 9/4/2014
نصوص حول الارهاب 
40 
مشروع طالبان يتقدم في ليبيا - - 
كل هذه الفوضى الأمنية و السياسية التي تعرفها ليبيا ، ماعاد من 
الممكن وضعها تحت عنوان " صعوبات المرحلة الانتقالية" ، المسألة 
أعمق و أخطر ، هي حرب حقيقية بين مشروعين لليبيا ، مشروع يدفع 
في اتجاه مثال "امارة طالبان" وآخر يسعى لليبيا مدنية تقوم على القانون 
و المؤسسات . 
بعد سقوط القذافي ، سقطت كل شعارات الحرية والكرامة التي رُفعت 
بداية من يوم 71 فيفري 1177 وبدأت معركة المواقع للسيطرة على 
ليبيا . 
لم ينتبه الكثير من المراقبين بما في ذلك الليبيين أن الأسلحة المنتشرة 
على التراب الليبي و المُخزّنة في الثكنات التي سيطرت عليها 
الميليشيات ، ستمثل العقبة الرئيسية أمام أي تقدم للمخارج السياسية 
لأزمات المراحل الانتقالية . 
ثمة من دافع عن بقاء هذا السلاح بيد " الثوار" لحماية البلاد من الثورة 
المضادة ، وهناك من بحث عن تأييد المجموعات المسلحة لدعم 
حضوره السياسي ، وثمة من استعمل هذه المجموعات كورقة ضغط 
داخلية وإقليمية .
نصوص حول الارهاب 
41 
حضور السلاح في ليبيا الى جانب ضعف المجتمع المدني وحداثة 
الأحزاب السياسية أسقط كافة الخيارات السياسية للخروج من تداعيات 
حرب ) فيفري جويلية( ، مما أضعف الدولة و مؤسساتها بما في ذلك – 
المنتخبة ، وهيأ التربة للمجموعات الجهادية التي تدفع الى " مشروع 
طالبان" للسيطرة على مدن وعلى مرافق اقتصادية وإدارية . 
لم يكن خافيا على أي كان أن هذه المجموعات تسربت الى ليبيا مباشرة 
بعد 71 فيفري 1177 وقامت بأدوار متقدمة في الحرب على كتائب 
القذافي ووجدت الدعم العسكري و المالي و اللوجستي من دول عربية و 
غربية لأنهم " ثوار" ، ودون أن يكون خافيا على أجهزة استخبارات 
هذه الدول أن هذه الجماعات لن تلقي السلاح بعد سقوط القذافي لأن 
مشروعها أوسع من ذلك ،ظهر ذلك في افغانستان بعد خروج الاتحاد 
السوفييتي ) سابقا( و في العراق بعد سقوط صدام حسين ..واليوم تدفع 
ليبيا و دول الجوار ) منها تونس( ثمن تمركز وتموقع هذه الجماعات 
فيما تكتفي الدول الغربية ودول الخليج بإصدار البيانات التي تعبر عن 
قلقها لما يحدث في ليبيا..
نصوص حول الارهاب 
42 
ورغم تعدد المبادرات للخروج من هذه الأزمة ، فإن البعض مازال 
يتعاطى مع الوضع في ليبيا على أنه مجرد أزمة سياسية بين فرقاء 
يمكن لحوار وطني أن يُنهيها : 
لا يمكن الحديث عن حوار وطني و السلاح مازال بيد الميليشات و 
المجموعات الجهادية،لا يمكن الحديث عن حوار وطني و المجموعات 
الجهادية تسيطر على مدن ومرافق اقتصادية وإدارية، الخطوة الأولى 
للخروج من الأزمة التي وصلت اليها ليبيا هي نزع السلاح و بسط 
الدولة لنفوذها على كل التراب الليبي ، غير ذلك هو " مضيعة للوقت " 
23/4/2014
نصوص حول الارهاب 
43 
نحن و ليبيا 
يتعاطى عديد الفاعلين السياسيين في تونس مع تطورات الوضع في ليبيا 
بتبسيط وتسطيح واضحين ،رغم خطورة الأزمة و تداعياتها على تونس 
أمنيا و اقتصاديا و اجتماعيا.ويظهر هذا التبسيط و التسطيح في مضمون 
البيانات و التصريحات الاعلامية التي تحصر الأزمة في الصراع بين " 
الشرعية " و" الانقلاب " أو في الموقف من " الشرعية القليلة " و" 
بقايا الدولة " ، وتحدد مخارج الأزمة في " الحوار بين الفرقاء" و " 
الجلوس حول طاولة واحدة" ، وهي عناوين صالحة " لكل الأزمات" ، 
ولا تشير الى أي خصوصية في الأزمة الليبية . 
وتعتبر المواقف المتضاربة لحركة النهضة من ابرز مظاهر التبسيط ، 
فبعد بيان أول بتاريخ 18 ماي اعتبر ان عملية اللواء المتقاعد خليفة 
حفتر هي محاولة انقلابية " استهدفت الثورة ومؤسسات الدولة ورموزه 
"وأنها " تدين بشدة المحاولة الانقلابية وتستنكر كل استعمال للسلاح 
للتعبير عن الرأي أو الموقف السياسي" دون أن يتعرض البيان و لو 
بالإشارة الى خطر الارهاب و المجموعات المسلحة ، سحب البيان 
الثاني بتاريخ 34 ماي توصيف ما يحدث في ليبيا بـ" المحاولة ألانقلابية
نصوص حول الارهاب 
44 
واعتبر أن ما يحدث هي " مواجهات " وتعرض لخطر الارهاب و 
المجموعات الارهابية. 
ليس مرد هذا التبسيط و التسطيح عدم الالمام بالوضع الأمني في ليبيا و 
الخطر الذي تمثله المجموعات المسلحة وغياب الدولة ، انما مرد ذلك 
التعاطي مع الملف بخلفية حزبية . 
***** 
ما يشكل تهديدا لتونس من الجانب الليبي ليس حالة التجاذب السياسي و 
الصراع بين الفرقاء و الخلافات بين المؤتمر الوطني العام و الحكومة ، 
هذه الصراعات عادية في مراحل الانتقال وغير مراحل الانتقال ، وقد 
عاشت تونس مثلها في صائفة 3012 بعد اغتيال زعيم التيار الشعبي 
محمد ابراهمي ، لكن دون أن تتحول تونس الى خطر يُهدد جيرانها ، 
وعرفت الجزائر خلال الانتخابات الرئاسية الفارطة حالة من التجاذب 
بين الفاعلين السياسيين دون أن تتحول الجزائر أيضا الى خطر يهدد 
جيرانها ، لأن الصراع بقي في اطاره السياسي . 
الخطر القادم من ليبيا سببه السلاح بين أيدي المجموعات المتشددة و 
معسكرات التدريب التي تأوي الجهاديين من تونس وكل جنسيات العالم 
.
نصوص حول الارهاب 
45 
هنا مربط الفرس في الملف الليبي و كيفية التعاطي معه ، وهو ما 
يحاول بعض الفاعلين السياسيين القفز عليه لحساب " التجاذبات 
السياسية " و " التركيبة القبلية" للمجتمع الليبي . 
في نص صادر عن المعهد التونسي للدراسات الاسترتيجية ، )وهو 
مؤسسة تابعة لرئاسة الجمهورية ويشرف عليها عضو المكتب السياسي 
لحزب المؤتمر من أجل الجمهورية طارق الكحلاوي ( يحمل عنوان " 
الصراعات و المسار الانتقالي في ليبيا " ، تم التعرض الى الاحزاب 
السياسية و الصراع داخل المؤتمر الوطني العام والتركيبة القبلية ..فقط 
لم يتعرض الى المجموعات المسلحة التي تسيطر على مدن بكاملها و 
تبسط نفوذها على مرافق اقتصادية و ادارية وتسيطر على معسكرات 
تدريب . وربما هذا ما يفسر موقف رئاسة الجمهورية في تونس من 
الوضع في ليبيا بعد عملية اللواء خليفة حفتر ، وهو الموقف الذي 
تباينت معه وزارة الخارجية . 
***** 
الموقف من السلاح ومن المجموعات الارهابية فوق التراب الليبي ، من 
وجهة نظرنا هو حجر الزاوية في التعاطي مع الملف الليبي ، لأن هذا 
ما يهدد أمن تونس ، وما كشفته وزارة الداخلية أمس الأحد حول
نصوص حول الارهاب 
46 
المجموعة التي تسربت من ليبيا للقيام بأعمال ارهابية ضد مصالح 
اقتصادية و أمنية في تونس ، يقدم الدليل الأبرز. 
وعليه ،هل يمكن الدعوة لحوار وطني بين الفرقاء السياسيين و السلاح 
مسلط على رؤوس الجميع ، هل يمكن ان تكون نتائج اي حوار وطني 
ذات فعالية في ظل وجود مجموعات مسلحة تفرض قوانينها ..التجربة 
العراقية جربت الحوار و المحاصصة دون البحث عن حلول حقيقية 
لمعظلة السلاح وهذه التجربة تعيش الى الآن خطر السلاح والاغتيالات 
..كذلك الشأن في ليبيا 
نعتقد أن نقطة الفرز بين المواقف يجب ان تكون على قاعدة الموقف من 
السلاح أن الاولوية هي لخريطة طريق لنزع السلاح ، دون ذلك هو 
فعلا مضيعة للوقت و اطالة لأمد الأزمة 
26/5/2014
نصوص حول الارهاب 
47 
حول بيان أنصار الشريعة بمناسبة عيد الفطر 
توجه البيان بالتهنئة لأغلب المرجعيات و القيادات الجهادية ، لكنه بدأ بالملا 
عمر و ايمن الظواهري ، مما يعني أن أنصار الشريعة مازالت تحافظ على 
بيعتها لتنظيم القاعدة .، رغم توجه عديد التونسيين في سوريا من جبهة النصرة 
الى داعش . 
• البيان عبر عن " استغرابه " من تنكر " السواد الأعظم من الناس" لأنصار 
الشريعة في تونس واعتبر أن ذلك " تنكر لكم بطون تتبع أثر اللقمة ونفوس تأبى 
العيش إلا تحت مظلة العبودية" / هذا موقف أنصار الشريعة من الذين يرفضون 
الارهاب و يرفضون التشدد 
• جاء في البيان في الفقرة الموجهة للجنود و الأمنيين :" ترون حكامكم يحالفون 
اليهود و النصارى في حرب الأمة في دينها و دنياها.." / وهذا تأكيد آخر ان 
انصار الشريعة مازالت تبايع تنظيم القاعدة الذي يعتبر ان مفتاح الصراع في 
المرحلة الحالية هو الصراع ضد النصارى و اليهود. 
• البيان نسب عمليات الشعانبي و غيرها لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب 
الاسلامي ، وهدد بالمشاركة في العمليات ثأرا " لشهدائنا واسرانا"
نصوص حول الارهاب 
48 
• بعد ما جاء في هذا البيان هل مازال البعض يتحدث عن مؤامرة لتوريط التيار 
السلفي الجهادي في اعمل العنف ، هل مازال البعض يبحث عن تفسيرات خيالية 
لمن يقف وراء عمليات الشعانبي و غيرها ، 
28/8/2014
نصوص حول الارهاب 
49 
سحابة الإرهاب تخيم على تونس 
الصحافي التونسي نور الدين المباركي، محلل سياسي ومراقب للتنظيمات 
الإرهابية، يقوم بجولات لوسائل الإعلام العالمية لمناقشة الأمن في بلاده. مغاربية 
قابلته في العاصمة التونسية لمعرفة أسباب قلقه . 
مغاربية :في ظهورك الأخير على القنوات التلفزيونية الفضائية العربية، قمت 
بدق ناقوس الخطر حول الخطر الإرهابي على تونس. هل الوضع أسوأ مما 
نعتقد؟ 
نور الدين المباركي : التهديدات التي تواجه تونس تجاوزت مرحلة التخمين 
والتحليل أو 'الفزاعة 'كما يقول بعض الفاعلين السياسيين .. 
أولا، هناك تنظيم تونسي يرفع لواء الجهاد ونفذ عمليات، ثانيا الوضع في ليبيا 
الذي من أهم خصوصياته وجود هذه الجماعات في مواقع مؤثرة وتحتضن 
قيادات جهادية تونسية، ثالثا عودة عدد من الجهاديين التونسيين من سوريا 
والعراق. وتؤكد التقارير الأمنية والاستخباراتية استعداد هذه المجموعات لتنفيذ 
أعمال إرهابية . 
وبالتالي فإن الخطر الإرهابي أصبح حقيقة واقعية في تونس ...
نصوص حول الارهاب 
50 
مغاربية :دعا الرئيس مؤخرا إلى المصالحة مع الإرهابيين الذين يضعون 
سلاحهم جانبا ويغادرون ساحات القتال هل تؤيد هذه الخطوة؟ 
المباركي :ما زالت الصيغة النهائية لهذا القانون غير واضحة، هل سيكون قانونا 
خاصا، أم سيكون أحد بنود قانون الإرهاب الجديد، لكن الأكيد أن خطوات 
قُطعت في هذا الصدد الذي يبدو أنه استفاد من تجارب بلدان أخرى في معالجة 
المجموعات الإرهابية . 
وهو أيضا استجابة لنداءات العديد من الفاعلين السياسيين والناشطين في المجتمع 
المدني بضرورة عدم وضع كل الذين سافروا إلى سوريا في سلة واحدة وأن منهم 
من "غُرر به ". 
مغاربية : هل إعادة إدماج الإرهابيين التائبين سيحل المشكل؟ 
المباركي :الإرهاب في تونس بلغ مرحلة متقدمة، أصبح يتطلب التعاطي معه 
بكافة الآليات التي يمكن أن تُقلص من توسعه أكثر، من ذلك آلية سن قانون التوبة 
خاصة وأن البلدان التي لجأت إلى مثل هذه الآلية فعلت ذلك بعد حصيلة دموية 
عالية وبعد سنوات طويلة من الصراع مع الإرهاب ... 
سن قانون التوبة في تونس قد يحقق أهدافه السياسية والاجتماعية والأمنية أيضا، 
منها عزل النواة الصلبة لهذه المجموعات عن الذين انخرطوا في هذه الجماعات 
لأسباب مادية أو حتى نفسية، ومن الذين يريدون التراجع لكنهم لا يعرفون كيف .
نصوص حول الارهاب 
51 
قوانين التوبة ومبادرات المصالحة هي حلقة صغيرة في سلسلة طويلة من حلقات 
مقاومة الإرهاب، ولا يمكن أن تحتل مكان المقاربة الأمنية والاجتماعية والنفسية 
والدينية في محاربة هذه الظاهرة . 
ففي البلدان التي خاضت هذه التجربة، لم يتم القضاء على الإرهاب . 
مغاربية : ما الذي يمكن القيام به كذلك؟ 
المباركي : القوانين ومبادرات المصالحة تتطلب توفير بنية أساسية قادرة على 
احتضان من قرروا التوبة وتأهيلهم اجتماعيا ونفسيا ودينيا ومراقبتهم بعد 
تخرجهم من "دورات التأهيل ". 
مما يعني ضرورة التقدم في محاربة كافة البؤر التي تعتبر حاضنة للإرهاب، 
وعلى رأسها المساجد تحت سيطرة المتشددين وخطابات التحريض والتكفير 
والجمعيات مجهولة التمويل . 
مغاربية : ما الذي سيحدث لدى عودة التونسيين المقاتلين في العراق وسوريا؟ 
المباركي : من خلال التجارب السابقة وخاصة تجربة "عودة الأفغان العرب" 
أواسط التسعينات بعد خروج الاتحاد السوفييتي من أفغانستان، وأيضا بعد سقوط 
"إمارة طالبان" سنة 3001 ، يلاحظ أن مسألة العودة إلى البلدان الأصلية تخضع
نصوص حول الارهاب 
52 
لعاملين اثنين: وجود فتوى شرعية للتوجه للقتال في ساحات أخرى وخطورتها 
على الأمن ... 
بالنسبة للتونسيين في العراق و سوريا نلاحظ أن العودة ما زالت تقتصر على 
الذين تم تجنيدهم في القتال وليس على القيادات . 
وهذا يمكن أن يفهم منه أن تونس ما زالت لم تتحول إلى ساحة قتال رئيسية... 
للجهاديين من جنسيات أخرى "للالتحاق بالجبهة التونسية ". 
مغاربية : ما الذي يدفع الفرد لمغادرة بلده للقتال في سوريا أو العراق؟ 
المباركي :لا يمكن فهم الانتماء لهذه الجماعات والانخراط التام فيها بعامل واحد، 
ثمة مجموعة من العوامل المرتبطة ببعضها البعض التي تؤدي إلى الانخراط التام 
و العضوي . 
من ذلك عامل الفقر وهذا يفهم من أن انتشار هذه الجماعات في الأحياء الشعبية 
الفقيرة والجهات الداخلية المحرومة من التنمية مثل سيدي بوزيد والقصرين 
وجندوبة وغيرها . 
إلى جانب عوامل ثقافية ودينية لا يمكن التغاضي عنها أو إهمالها، هذه الجماعات 
تتوسع وتنتشر عندما يكون الفراغ .. 
مغاربية : كيف وصلنا إلى هذه النقطة؟
نصوص حول الارهاب 
53 
المباركي : عاشت تونس خلال العشرية الأخيرة حالة فراغ ثقافي حقيقي بسبب 
السياسة الثقافية للنظام السابق الذي أفرغ كل شيء من محتواه وأخضعه 
للسياسي، كما أن دور الثقافة ودور الشباب شبه عاطلة عن العمل، والنوادي 
الثقافية شبه غائبة . 
الخطاب الديني الرسمي كان من ناحيته مشوها وكان خاضعا للسلطة السياسية 
مما جعله عاجزا عن التصدي لدعاة هذه المجموعات التي أصبح خطابها يصل 
إلى الشباب عن طريق الفضائيات وشبكة الإنترنت . 
أما بعد 14 يناير 3011 فقد وجدت هذه المجموعات المساحة أمامها لتتحرك 
مدعومة بإمكانيات مالية هامة، إلى جانب غطاء سياسي حصلت عليه من أحزاب 
الترويكا التي فازت في الانتخابات وشكلت الحكومة . 
مغاربية : كيف تميز بين المخاطر الداخلية والخارجية على تونس؟ 
المباركي : لم يعد الإرهاب حالة داخلية . 
ولا يمكن الاعتقاد أن التهديدات التي تواجهها تونس هي تهديدات مصدرها 
الداخل، الحركات الجهادية لا تؤمن بالوطنية ولا بالحدود وبالتالي فإن التهديدات 
الداخلية والخارجية واحدة . 
مغاربية : هل تعتقد أن القانون سيردع ويقيد الإرهابيين؟
نصوص حول الارهاب 
54 
المباركي :قانون الإرهاب هو آلية قانونية بيد السلطة التنفيذية، قد يساهم في التقدم 
أمنيا وقضائيا في محاصرت الإرهابيين والتضييق عليهم. لكن من الخطأ الاعتقاد 
أنه يكفي لردع هذه المجموعات ... 
مغاربية :الآن ونحن على أبواب انتخابات تشريعية ورئاسية كيف تنظر إلى 
مستقبل الإسلام السياسي في تونس؟ 
المباركي :الإسلام السياسي في تونس وخاصة حركة النهضة ما زالت تعمل على 
الحفاظ على مكانتها في المشهد العام من خلال تبنيها خطابا يقوم على القبول 
بالدولة المدنية ودولة القانون والمؤسسات ورفض الإرهاب والدعوة للوسطية 
والاعتدال. ويجد خطابها هذا صدى داخل تونس وفي الخارج أيضا . 
لكن لا بد من التأكيد أن تجربة النهضة في الحكم بينت أنها كانت متساهلة جدا 
مع الجهاديين وحاولت أن تدفع عنهم تهمة الإرهاب في مرحلة معينة هذا إلى 
جانب فشل إدارتها للملفات الاقتصادية والاجتماعية مما أثر على مكانتها وهي 
تدرك بذلك . 
ستكون في المشهد العام بعد الانتخابات المقبلة، لكن لن يكون ذلك بالحجم الذي 
كانت عليه قبل 3011 . 
8/8/2014

Weitere ähnliche Inhalte

Ähnlich wie نصوص حول الارهاب في تونس

مقالة التطرف لعوني العطيوي للنشر Study of extremism and strategies to fight i...
مقالة التطرف لعوني العطيوي للنشر Study of extremism and strategies to fight i...مقالة التطرف لعوني العطيوي للنشر Study of extremism and strategies to fight i...
مقالة التطرف لعوني العطيوي للنشر Study of extremism and strategies to fight i...Awni Etaywe - S. M.
 
حركة النهضة :مجلة الإصلاح
حركة النهضة :مجلة الإصلاححركة النهضة :مجلة الإصلاح
حركة النهضة :مجلة الإصلاحMouldi Daoudi
 
الشيعة في مواجهة العنف Shia Facing Violence
الشيعة في مواجهة العنف   Shia Facing Violenceالشيعة في مواجهة العنف   Shia Facing Violence
الشيعة في مواجهة العنف Shia Facing ViolenceShiaRights
 
Bahrain online بحرين اون لاين (48)
Bahrain online   بحرين اون لاين (48)Bahrain online   بحرين اون لاين (48)
Bahrain online بحرين اون لاين (48)bahrainonline
 
تقرير شهر سبتمبر 2012
تقرير شهر سبتمبر 2012تقرير شهر سبتمبر 2012
تقرير شهر سبتمبر 2012fwid96
 
تقرير شهر فبراير 2013
تقرير شهر فبراير 2013تقرير شهر فبراير 2013
تقرير شهر فبراير 2013fwid96
 
التمييز حسب الطائفة الأسباب و الحلول والعوائق
التمييز حسب الطائفة الأسباب و الحلول والعوائقالتمييز حسب الطائفة الأسباب و الحلول والعوائق
التمييز حسب الطائفة الأسباب و الحلول والعوائقNoor Mosa
 
بيانات حركة النهضة حول الارهاب
بيانات  حركة النهضة حول الارهاببيانات  حركة النهضة حول الارهاب
بيانات حركة النهضة حول الارهابMbarki Noureddine
 
المقاومة اللاعنفية للمدرب فؤاد الرمال
المقاومة اللاعنفية للمدرب فؤاد الرمالالمقاومة اللاعنفية للمدرب فؤاد الرمال
المقاومة اللاعنفية للمدرب فؤاد الرمالFuad Alramal
 
النساء وثورة 25 يناير نساء يعزفن ملحمة التاريخ
النساء وثورة 25 يناير نساء يعزفن ملحمة التاريخ النساء وثورة 25 يناير نساء يعزفن ملحمة التاريخ
النساء وثورة 25 يناير نساء يعزفن ملحمة التاريخ fwid96
 
التنسيقية من اجل مكافحة الارهاب
التنسيقية من اجل مكافحة الارهابالتنسيقية من اجل مكافحة الارهاب
التنسيقية من اجل مكافحة الارهابLTDH
 
التنسيقية من اجل مكافحة الارهاب
التنسيقية من اجل مكافحة الارهابالتنسيقية من اجل مكافحة الارهاب
التنسيقية من اجل مكافحة الارهابLTDH
 
Benamor.belgacemافاق الدولة المدنية
 Benamor.belgacemافاق الدولة المدنية Benamor.belgacemافاق الدولة المدنية
Benamor.belgacemافاق الدولة المدنيةbenamor belgacem
 
علم اجتماع الثورة الحسينية
علم اجتماع الثورة الحسينيةعلم اجتماع الثورة الحسينية
علم اجتماع الثورة الحسينيةMohd Mattar
 
مقال تشخيص بلا رد بعنوان الحرب العالمية الرابعة على الإسلام والرد من الله ورسوله
مقال تشخيص بلا رد بعنوان الحرب العالمية الرابعة على الإسلام والرد من الله ورسولهمقال تشخيص بلا رد بعنوان الحرب العالمية الرابعة على الإسلام والرد من الله ورسوله
مقال تشخيص بلا رد بعنوان الحرب العالمية الرابعة على الإسلام والرد من الله ورسولهallahcom
 
بيان 16 ديسمبر 2015
بيان 16 ديسمبر 2015بيان 16 ديسمبر 2015
بيان 16 ديسمبر 2015LTDH
 

Ähnlich wie نصوص حول الارهاب في تونس (20)

مقالة التطرف لعوني العطيوي للنشر Study of extremism and strategies to fight i...
مقالة التطرف لعوني العطيوي للنشر Study of extremism and strategies to fight i...مقالة التطرف لعوني العطيوي للنشر Study of extremism and strategies to fight i...
مقالة التطرف لعوني العطيوي للنشر Study of extremism and strategies to fight i...
 
حركة النهضة :مجلة الإصلاح
حركة النهضة :مجلة الإصلاححركة النهضة :مجلة الإصلاح
حركة النهضة :مجلة الإصلاح
 
الشيعة في مواجهة العنف Shia Facing Violence
الشيعة في مواجهة العنف   Shia Facing Violenceالشيعة في مواجهة العنف   Shia Facing Violence
الشيعة في مواجهة العنف Shia Facing Violence
 
Bahrain online بحرين اون لاين (48)
Bahrain online   بحرين اون لاين (48)Bahrain online   بحرين اون لاين (48)
Bahrain online بحرين اون لاين (48)
 
Rapport officiel
Rapport officielRapport officiel
Rapport officiel
 
تقرير شهر سبتمبر 2012
تقرير شهر سبتمبر 2012تقرير شهر سبتمبر 2012
تقرير شهر سبتمبر 2012
 
تقرير شهر فبراير 2013
تقرير شهر فبراير 2013تقرير شهر فبراير 2013
تقرير شهر فبراير 2013
 
التمييز حسب الطائفة الأسباب و الحلول والعوائق
التمييز حسب الطائفة الأسباب و الحلول والعوائقالتمييز حسب الطائفة الأسباب و الحلول والعوائق
التمييز حسب الطائفة الأسباب و الحلول والعوائق
 
بيانات حركة النهضة حول الارهاب
بيانات  حركة النهضة حول الارهاببيانات  حركة النهضة حول الارهاب
بيانات حركة النهضة حول الارهاب
 
الفجر220
الفجر220الفجر220
الفجر220
 
المقاومة اللاعنفية للمدرب فؤاد الرمال
المقاومة اللاعنفية للمدرب فؤاد الرمالالمقاومة اللاعنفية للمدرب فؤاد الرمال
المقاومة اللاعنفية للمدرب فؤاد الرمال
 
النساء وثورة 25 يناير نساء يعزفن ملحمة التاريخ
النساء وثورة 25 يناير نساء يعزفن ملحمة التاريخ النساء وثورة 25 يناير نساء يعزفن ملحمة التاريخ
النساء وثورة 25 يناير نساء يعزفن ملحمة التاريخ
 
كتاب ضمير الشعب
كتاب ضمير الشعبكتاب ضمير الشعب
كتاب ضمير الشعب
 
الفجر 200
الفجر 200الفجر 200
الفجر 200
 
التنسيقية من اجل مكافحة الارهاب
التنسيقية من اجل مكافحة الارهابالتنسيقية من اجل مكافحة الارهاب
التنسيقية من اجل مكافحة الارهاب
 
التنسيقية من اجل مكافحة الارهاب
التنسيقية من اجل مكافحة الارهابالتنسيقية من اجل مكافحة الارهاب
التنسيقية من اجل مكافحة الارهاب
 
Benamor.belgacemافاق الدولة المدنية
 Benamor.belgacemافاق الدولة المدنية Benamor.belgacemافاق الدولة المدنية
Benamor.belgacemافاق الدولة المدنية
 
علم اجتماع الثورة الحسينية
علم اجتماع الثورة الحسينيةعلم اجتماع الثورة الحسينية
علم اجتماع الثورة الحسينية
 
مقال تشخيص بلا رد بعنوان الحرب العالمية الرابعة على الإسلام والرد من الله ورسوله
مقال تشخيص بلا رد بعنوان الحرب العالمية الرابعة على الإسلام والرد من الله ورسولهمقال تشخيص بلا رد بعنوان الحرب العالمية الرابعة على الإسلام والرد من الله ورسوله
مقال تشخيص بلا رد بعنوان الحرب العالمية الرابعة على الإسلام والرد من الله ورسوله
 
بيان 16 ديسمبر 2015
بيان 16 ديسمبر 2015بيان 16 ديسمبر 2015
بيان 16 ديسمبر 2015
 

Mehr von Mbarki Noureddine

قراءات ومقاربات حول الارهاب في تونس
قراءات ومقاربات حول الارهاب في تونسقراءات ومقاربات حول الارهاب في تونس
قراءات ومقاربات حول الارهاب في تونسMbarki Noureddine
 
"الرابطة الجهادية التونسية – الليبية"(
"الرابطة الجهادية التونسية – الليبية"( "الرابطة الجهادية التونسية – الليبية"(
"الرابطة الجهادية التونسية – الليبية"( Mbarki Noureddine
 
التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب
التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهابالتجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب
التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهابMbarki Noureddine
 
تنظيم الدولة الاسلامية - الأزمة السنية و الصراع على الجهادية العالمية
تنظيم الدولة الاسلامية - الأزمة السنية و الصراع على الجهادية العالمية تنظيم الدولة الاسلامية - الأزمة السنية و الصراع على الجهادية العالمية
تنظيم الدولة الاسلامية - الأزمة السنية و الصراع على الجهادية العالمية Mbarki Noureddine
 
كيف يمكن مواجهة الانفلات الاعلامي بعد الثورات
كيف يمكن مواجهة الانفلات الاعلامي بعد الثوراتكيف يمكن مواجهة الانفلات الاعلامي بعد الثورات
كيف يمكن مواجهة الانفلات الاعلامي بعد الثوراتMbarki Noureddine
 
تقرير حول الانتحار و محاولات الانتحار في تونس سنة 2014
تقرير حول الانتحار و محاولات الانتحار في تونس سنة 2014تقرير حول الانتحار و محاولات الانتحار في تونس سنة 2014
تقرير حول الانتحار و محاولات الانتحار في تونس سنة 2014Mbarki Noureddine
 
ملخّص مشروع قانون المالية لسنة 2015/ تونس
ملخّص مشروع قانون المالية لسنة 2015/ تونسملخّص مشروع قانون المالية لسنة 2015/ تونس
ملخّص مشروع قانون المالية لسنة 2015/ تونسMbarki Noureddine
 
حول الديمقراطية التوافقية / التجربة العراقية و اللبنانية
حول الديمقراطية التوافقية / التجربة العراقية و اللبنانيةحول الديمقراطية التوافقية / التجربة العراقية و اللبنانية
حول الديمقراطية التوافقية / التجربة العراقية و اللبنانيةMbarki Noureddine
 
الديمقراطية التوافقية آرنت ليبهارت
الديمقراطية التوافقية  آرنت ليبهارتالديمقراطية التوافقية  آرنت ليبهارت
الديمقراطية التوافقية آرنت ليبهارتMbarki Noureddine
 
قصة عبد الرؤوف المقدمي مع الصحافة ودار الأنوار
قصة عبد الرؤوف المقدمي مع الصحافة ودار الأنوارقصة عبد الرؤوف المقدمي مع الصحافة ودار الأنوار
قصة عبد الرؤوف المقدمي مع الصحافة ودار الأنوارMbarki Noureddine
 
المنصف المرزوقي في حضن الاسلام السياسي
المنصف المرزوقي في حضن الاسلام السياسي المنصف المرزوقي في حضن الاسلام السياسي
المنصف المرزوقي في حضن الاسلام السياسي Mbarki Noureddine
 
تقرير حول التعددية السياسية في القنوات التلفزية والاذاعية خلال الأسبوع الأول ...
تقرير حول التعددية السياسية في القنوات التلفزية والاذاعية خلال الأسبوع الأول ...تقرير حول التعددية السياسية في القنوات التلفزية والاذاعية خلال الأسبوع الأول ...
تقرير حول التعددية السياسية في القنوات التلفزية والاذاعية خلال الأسبوع الأول ...Mbarki Noureddine
 
‫دليـل التصدي‬ ‫لجريمـة التعذيـب‬ ‫في القانون التونسي‬
‫دليـل التصدي‬ ‫لجريمـة التعذيـب‬ ‫في القانون التونسي‬‫دليـل التصدي‬ ‫لجريمـة التعذيـب‬ ‫في القانون التونسي‬
‫دليـل التصدي‬ ‫لجريمـة التعذيـب‬ ‫في القانون التونسي‬Mbarki Noureddine
 
تقرير الاتحاد العام التونسي للشغل جول انتخابات 26 أكتوبر2014
تقرير الاتحاد العام التونسي للشغل جول انتخابات 26 أكتوبر2014تقرير الاتحاد العام التونسي للشغل جول انتخابات 26 أكتوبر2014
تقرير الاتحاد العام التونسي للشغل جول انتخابات 26 أكتوبر2014Mbarki Noureddine
 
تقرير الأسبوع الأوّل من الحملة الانتخابية التشريعية (تونس)حول التعددية السياس...
تقرير الأسبوع الأوّل من الحملة الانتخابية التشريعية (تونس)حول التعددية السياس...تقرير الأسبوع الأوّل من الحملة الانتخابية التشريعية (تونس)حول التعددية السياس...
تقرير الأسبوع الأوّل من الحملة الانتخابية التشريعية (تونس)حول التعددية السياس...Mbarki Noureddine
 
خطاب المؤامرة و الانقلاب في تونس
خطاب المؤامرة و الانقلاب في تونسخطاب المؤامرة و الانقلاب في تونس
خطاب المؤامرة و الانقلاب في تونسMbarki Noureddine
 
منظمة التحرير الفلسطينية والمجلس الوطني الفلسطيني (تعريف وثائق - قرارات)
منظمة التحرير الفلسطينية والمجلس الوطني الفلسطيني (تعريف   وثائق - قرارات)منظمة التحرير الفلسطينية والمجلس الوطني الفلسطيني (تعريف   وثائق - قرارات)
منظمة التحرير الفلسطينية والمجلس الوطني الفلسطيني (تعريف وثائق - قرارات)Mbarki Noureddine
 
السيرة الذاتية للمترشحين للانتخابات الرئاسية
السيرة الذاتية للمترشحين للانتخابات الرئاسيةالسيرة الذاتية للمترشحين للانتخابات الرئاسية
السيرة الذاتية للمترشحين للانتخابات الرئاسيةMbarki Noureddine
 
تجارب الاعلام المرئي و المسموع في اوروبا
تجارب الاعلام المرئي و المسموع في اوروباتجارب الاعلام المرئي و المسموع في اوروبا
تجارب الاعلام المرئي و المسموع في اوروباMbarki Noureddine
 
تونس:الانتخابات التشريعية الأولى بعد الثورة للدكتور عبد اللطيف الحناشي
تونس:الانتخابات التشريعية الأولى بعد الثورة للدكتور عبد اللطيف الحناشي تونس:الانتخابات التشريعية الأولى بعد الثورة للدكتور عبد اللطيف الحناشي
تونس:الانتخابات التشريعية الأولى بعد الثورة للدكتور عبد اللطيف الحناشي Mbarki Noureddine
 

Mehr von Mbarki Noureddine (20)

قراءات ومقاربات حول الارهاب في تونس
قراءات ومقاربات حول الارهاب في تونسقراءات ومقاربات حول الارهاب في تونس
قراءات ومقاربات حول الارهاب في تونس
 
"الرابطة الجهادية التونسية – الليبية"(
"الرابطة الجهادية التونسية – الليبية"( "الرابطة الجهادية التونسية – الليبية"(
"الرابطة الجهادية التونسية – الليبية"(
 
التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب
التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهابالتجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب
التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب
 
تنظيم الدولة الاسلامية - الأزمة السنية و الصراع على الجهادية العالمية
تنظيم الدولة الاسلامية - الأزمة السنية و الصراع على الجهادية العالمية تنظيم الدولة الاسلامية - الأزمة السنية و الصراع على الجهادية العالمية
تنظيم الدولة الاسلامية - الأزمة السنية و الصراع على الجهادية العالمية
 
كيف يمكن مواجهة الانفلات الاعلامي بعد الثورات
كيف يمكن مواجهة الانفلات الاعلامي بعد الثوراتكيف يمكن مواجهة الانفلات الاعلامي بعد الثورات
كيف يمكن مواجهة الانفلات الاعلامي بعد الثورات
 
تقرير حول الانتحار و محاولات الانتحار في تونس سنة 2014
تقرير حول الانتحار و محاولات الانتحار في تونس سنة 2014تقرير حول الانتحار و محاولات الانتحار في تونس سنة 2014
تقرير حول الانتحار و محاولات الانتحار في تونس سنة 2014
 
ملخّص مشروع قانون المالية لسنة 2015/ تونس
ملخّص مشروع قانون المالية لسنة 2015/ تونسملخّص مشروع قانون المالية لسنة 2015/ تونس
ملخّص مشروع قانون المالية لسنة 2015/ تونس
 
حول الديمقراطية التوافقية / التجربة العراقية و اللبنانية
حول الديمقراطية التوافقية / التجربة العراقية و اللبنانيةحول الديمقراطية التوافقية / التجربة العراقية و اللبنانية
حول الديمقراطية التوافقية / التجربة العراقية و اللبنانية
 
الديمقراطية التوافقية آرنت ليبهارت
الديمقراطية التوافقية  آرنت ليبهارتالديمقراطية التوافقية  آرنت ليبهارت
الديمقراطية التوافقية آرنت ليبهارت
 
قصة عبد الرؤوف المقدمي مع الصحافة ودار الأنوار
قصة عبد الرؤوف المقدمي مع الصحافة ودار الأنوارقصة عبد الرؤوف المقدمي مع الصحافة ودار الأنوار
قصة عبد الرؤوف المقدمي مع الصحافة ودار الأنوار
 
المنصف المرزوقي في حضن الاسلام السياسي
المنصف المرزوقي في حضن الاسلام السياسي المنصف المرزوقي في حضن الاسلام السياسي
المنصف المرزوقي في حضن الاسلام السياسي
 
تقرير حول التعددية السياسية في القنوات التلفزية والاذاعية خلال الأسبوع الأول ...
تقرير حول التعددية السياسية في القنوات التلفزية والاذاعية خلال الأسبوع الأول ...تقرير حول التعددية السياسية في القنوات التلفزية والاذاعية خلال الأسبوع الأول ...
تقرير حول التعددية السياسية في القنوات التلفزية والاذاعية خلال الأسبوع الأول ...
 
‫دليـل التصدي‬ ‫لجريمـة التعذيـب‬ ‫في القانون التونسي‬
‫دليـل التصدي‬ ‫لجريمـة التعذيـب‬ ‫في القانون التونسي‬‫دليـل التصدي‬ ‫لجريمـة التعذيـب‬ ‫في القانون التونسي‬
‫دليـل التصدي‬ ‫لجريمـة التعذيـب‬ ‫في القانون التونسي‬
 
تقرير الاتحاد العام التونسي للشغل جول انتخابات 26 أكتوبر2014
تقرير الاتحاد العام التونسي للشغل جول انتخابات 26 أكتوبر2014تقرير الاتحاد العام التونسي للشغل جول انتخابات 26 أكتوبر2014
تقرير الاتحاد العام التونسي للشغل جول انتخابات 26 أكتوبر2014
 
تقرير الأسبوع الأوّل من الحملة الانتخابية التشريعية (تونس)حول التعددية السياس...
تقرير الأسبوع الأوّل من الحملة الانتخابية التشريعية (تونس)حول التعددية السياس...تقرير الأسبوع الأوّل من الحملة الانتخابية التشريعية (تونس)حول التعددية السياس...
تقرير الأسبوع الأوّل من الحملة الانتخابية التشريعية (تونس)حول التعددية السياس...
 
خطاب المؤامرة و الانقلاب في تونس
خطاب المؤامرة و الانقلاب في تونسخطاب المؤامرة و الانقلاب في تونس
خطاب المؤامرة و الانقلاب في تونس
 
منظمة التحرير الفلسطينية والمجلس الوطني الفلسطيني (تعريف وثائق - قرارات)
منظمة التحرير الفلسطينية والمجلس الوطني الفلسطيني (تعريف   وثائق - قرارات)منظمة التحرير الفلسطينية والمجلس الوطني الفلسطيني (تعريف   وثائق - قرارات)
منظمة التحرير الفلسطينية والمجلس الوطني الفلسطيني (تعريف وثائق - قرارات)
 
السيرة الذاتية للمترشحين للانتخابات الرئاسية
السيرة الذاتية للمترشحين للانتخابات الرئاسيةالسيرة الذاتية للمترشحين للانتخابات الرئاسية
السيرة الذاتية للمترشحين للانتخابات الرئاسية
 
تجارب الاعلام المرئي و المسموع في اوروبا
تجارب الاعلام المرئي و المسموع في اوروباتجارب الاعلام المرئي و المسموع في اوروبا
تجارب الاعلام المرئي و المسموع في اوروبا
 
تونس:الانتخابات التشريعية الأولى بعد الثورة للدكتور عبد اللطيف الحناشي
تونس:الانتخابات التشريعية الأولى بعد الثورة للدكتور عبد اللطيف الحناشي تونس:الانتخابات التشريعية الأولى بعد الثورة للدكتور عبد اللطيف الحناشي
تونس:الانتخابات التشريعية الأولى بعد الثورة للدكتور عبد اللطيف الحناشي
 

نصوص حول الارهاب في تونس

  • 2. نصوص حول الارهاب 2 المعركة من وجهة نظر المجتمع المدني الأحزاب السياسية هي يه ةيسايسلا بازحلأا و يندملا عمتجملا رظن ةهجو نم ةكرعملا معركة مواقف فيما هي معركة مواقع بالنسبة للسلفيين نييفلسلل ةبسنلاب عقاوم ةكرعم يه اميف ، فقاوم ةكرعم شعارهم: افتكاك أوسع ما يمكن من المساحات وفرض الأمر رملأا ضرفو تاحاسملا نم نكمي ام عسوأ كاكتفا :مهراعش الواقععقاولا ..
  • 3. نصوص حول الارهاب 3 حول عملية سليمان 6002 لا يمكن اعتبار ما حدث في تونس من 32 ديسمبر 3002 الى 4 جانفي 3002 في ضاحيتي حمام الشط و سليمان ، و ما كشفت عنه الجهات الرسمية من مخططات المجموعة المسلحة ، حدثا مفاجئا ، لأن تونس في نهاية الأمر ليست معزولة عن محيطها ، ولا هي أبرمت اتفاقا مع هذه المجموعات لتتجنبها. أما بالنظر للمسألة من زاوية أن هذه الحادثة هي الأولى من نوعها التي تتم فوق التراب التونسي إعدادا و تدريبا و مواجهة ، من هذه الزاوية تصبح الحادثة فعلا مفاجئة و تتطلب وقفة حقيقية للوقوف عند أسبابها و تفكيك دوافعها . و خاصة ضمان التحصن منها مستقبلا. ونعتقد أن ضمان التحصن من هذه الظاهرة مستقبلا ، و العمل من أجل سد المنافذ أمامها حتى لا تتسرب إلى فئات أوسع من الشباب ، الحلقة الأقوى التي يجب المسك بها ، و الواجهة التي يجب أن يشتغل عليها الجميع ممن تهمهم مصلحة البلاد. كما نعتقد أن العمل على هذه الواجهة ، هي مسألة على درجة عالية من التعقيد و التشابك و تتطلب تدخّل مجهودات الأخصائيين الاجتماعيين و النفسانيين و رجال
  • 4. نصوص حول الارهاب 4 السياسة و الإقتصاد و الثقافة و الإعلام... و ذلك بسبب مراكمة هذه المجموعات تجارب نوعية في كيفية التأثير على الشباب و تجنيده و استقطابه و تسريب أفكارها إلى عقولهم لدفعهم إلى خيار العنف و التقتيل، هذا إلى جانب تطور خطابها الإعلامي و الدعائي و استفادته من وسائل الإتصال الحديثة. لقد صدرت عدّة كتب و دراسات و بحوث اهتمت بالظاهرة الجهادية و حاولت تفسير أسباب انتشارها و أسباب انخراط الشباب فيها ، لكن أغلبها جانب المعضلة الحقيقية ، و لم تتمكن من وضع اصبعها على المفتاح الصحيح و ذلك على الأقل للأسباب التالية:  التعاطي مع "السلفية الجهادية" بالطرق و الأساليب ذاتها التي تم التعامل بها مع الحركات الاخوانية .رغم أن الفوارق بين التجربتين عميقة جدا و لا يمكن تجاهلها أو التغاضي عنها.  البحث في في الأوضاع الإجتماعية و الإقتصادية )تردّي الأوضاع المادية للشباب و البطالة ...الخ( و السياسية )غياب الحريات...( ، وحدها لتفسير أسباب انخراط الشباب في الحركات الجهادية.  عدم مواكبة و تتبع التحولات في فكر و مخططات هذه الجماعات و استفادتها من تجاربها السابقة.
  • 5. نصوص حول الارهاب 5 وربّما تكون هذه العناصر و غيرها موضوع متابعة في مناسبة أخرى.لكن ما يهمنا الآن هو: بما نبدأ لسدّ المنافذ أمام هذه الجماعات حت لا تتسرب أفكارها إلى فئات أوسع من الشباب و حتى تبقى معزولةعن محيطها.؟ نبدأ أولا و أساسا بتفكيك حالة التعاطف العفوي التي يبديها الشباب تجاه هذه الجماعات و قيادتها ورموزها . لقد تمكن أسامة بن لادن و أيمن الظواهري و غيرهم من كسب تعاطف فئات واسعة من الشباب لأنهم ألحقوا و يلحقون الأذى بالولايات المتحدة الأمريكية و اسرائيل، و لأنهم مطاردون من كافة أجهزة مخابرات العالم بسبب "رفضهم أن تبقى البلاد العربية و الاسلامية تحت هيمنة أمريكا و اسرائيل".نحن أمام تجربة غريبة من نوعها، ولعله هنا تكمن خطورتها وقدرتها على التجنيد والتخطيط والتنفيذ، فالفكر الذي يُقتل صاحبه في الميدان يرتقي إلى درجة عالية من التقدير والاحترام بين جمهوره فيستعصي على النقد عادة و لابد من الاعتراف أن عدّة عوامل ساهمت في اذكاء حالة التعاطف هذه منها الغطرسة الأمريكية في المنطقة.".. سياسة الولايات المتحدة غير الموضوعية من منظور قطاعات عريضة في أوساط الرأي العام العربي والإسلامي، في التعامل
  • 6. نصوص حول الارهاب 6 مع القضايا العربية والإسلامية بدءا من القضية الفلسطينية والانحياز المطلق لإسرائيل وانتهاء بغزو أفغانستان واحتلال العراق وتهديد سوريا وإيران، ومرورا بدعم الأنظمة المستبدة والمتسلطة في المنطقة، وهو ما يثير الغضب الشعبي ويشكك في مصداقية السياسة الأمريكية..." و الغطرسة الاسرائيلية تجاه الشعب الفلسطيني . هذا الى جانب الدور الذي تقوم به بعض وسائل الاعلام و المواقع الالكترونية من خلال التركيز على " بطولات المجاهدين " و "استعدادهم للشهادة من أجل الاسلام و الأرض و العرض". إن هذا التعاطف العفوي تجاه أسامة بن لادن و تنظيم القاعدة و الحركات السلفية الجهادية عموما ، هو التعاطف ذاته الذي لقيه ارنستو تشي غيفارا في حربه ضد الامبريالية الأمريكية في الستينات من القرن الماضي...و لقيه أيضا الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر و الرئيس العراقي صدام حسين ، وزعيم حزب الله اللبناني حسين نصرالله. إنه تعاطف تجاه كل من يواجه الولايات المتحدة الأمريكية و اسرائيل و يلحق بها الأذى و إن كان ضئيلا. و يبدو واضحا أن الحركات الجهادية فهمت هذه المسألة جيدا ، لذلك عدلت من خططها و حوّلت أولوية جهادها من "الأنظمة الكافرة التي تحكم بشرع الله " إلى "التحالف الصليبي اليهودي".
  • 7. نصوص حول الارهاب 7 لقد ظلت الحركات الجهادية سنوات طويلة تعتبر أن الأنظمة القائمة هي عدوّها الأول ، لأنها من وجهة نظرها "أنظمة كافرة لا تحكم بشرع الله".و تبقى تجربة هذه الجماعات مع النظام المصري التجربة الأوضح. فمنذ أواسط السبعينات من القرن الماضي انطلقت جماعات "التكفير و الهجرة " و " الجماعة الإسلامية" و "الجهاد الإسلامي" في تنفيذ هجومات و اعتداءات ضد مصالح النظام و أركانه و بلغت أوجها و قوّتها سنة 1891 حين تم اغتيال الرئيس الأسبق أنور السادات في حادثة المنصّة الشهيرة. غير ان هذه الجماعات لم تتمكن من تحقيق أهدافها رغم قوّة و خطورة العمليات التي قامت بها و نفذتها. بالعكس فقد تعرض قاداتها و أعضاؤها إلى الاعتقالات و اودعوا السجون و تشتتوا بين الزنزانات و المنافي. و الأهم من ذلك أن هذه الجماعات وجدت نفسها معزولة عن الشعب و لم تلق العمليات التي نفذتها القبول و المساندة ، بل أنها جوبهت بالرفض و الإدانة خاصة أن عددا من المدنيين و الأبرياء لقوا حتفهم. فبقيت هذه الجماعات مجرد مجموعات صغيرة تمارس "الكر و الفر" دون أي سند أو تعاطف شعبي. و كذلك الشأن في الجزائر )رغم خصوصية هذه التجربة مقارنة مع مصر( فإن السنوات العشر من "القتال و الجهاد" التي خاضتها الجماعات المسلحة ضد
  • 8. نصوص حول الارهاب 8 أركان و مؤسسات الدولة فإنها لم تتمكن من النزول من الجبال و لم تتمكن من كسب تأييد الشعب الجزائري الذي "شعر" أنه المستهدف من هذا "الجهاد" ، فنظم المظاهرات و المسيرات للتنديد بهذه الجماعات و شكل لجانا في المدن و القرى للدفاع عن أمنه. إن تجربة الحركات الجهادية في قتالها للأنظمة القائمة كانت نتائجها لغير فائدتها ، بل كانت سببا في انحصارها و عزلتها و تشتتها . و هو ما انتبه إليه منظرو هذه الجماعات. يقول حازم مدني و هو أحد منظري التيار السلفي الجهادي متحدثا عن أسباب فشل بعض التجارب الجهادية في مواجهتها للأنظمة القائمة:" أسوق ملخصاً للعمل الجهادي على نوعين من الأعداء , وهي تجارب معاصرة , نستنبط منها الكثير .. التجربة الأولى : الجهاد ضد الأنظمة الحاكمة : انصرم ما يقرب من ثلث قرن منذ أن دارت رحى التغير ضد الأنظمة الحاكمة في مصر والشام وغيرهم من الدول العربية , وخلاصة التجربة في كافة الدول العربية .. اندفاع غير منظم للتيارات الإسلامية الفتية للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. الاصطدام مع فلسفة النظام العلمانية .. استدراج دموي من أجهزة
  • 9. نصوص حول الارهاب 9 الأمن .. تحول من العمل الدعوي إلى العمل الجهادي وبدأ عمليات انتقامية على غير ترتيب .. سوء اختيار الأهداف .. عدم التوفيق في تحديد مفتاح الصراع .. مما أدى إلى عزل الحركات الجهادية عن مجتمعاتها .. دعم عالمي للنظام .. انتكاسات عسكرية للمجاهدين .. هجرة المجاهدين للخارج .. سيطرة النظام .. أسر .. تراجع .. ولا حول ولا قوة إلا بالله .." و يضيف:" أن مفتاح الصراع الذي أطلق في تجارب المجاهدين ضد الأنظمة الحاكمة لم يلقَ صدى لأنه لم يخاطب الشعب في محسوساته , ولا بدَّ من وجود مفتاح صراع واضح يتفاعل معه الشعب .." و مفتاح الصراع الذي يطرحه )وهو مستمد من من تجربة القاعدة(، هو التوجه أولا إلى محاربة "الصليبيين و اليهود"، يقول:" قد أكون متيَّماً بالقاعدة وأميرها الشيخ أسامة .. فاعذروني على ذلك , لكنهم أفضل من تبنى نظرية وعمل بها حتى الآن .. وبحسب ما رأيت ودرست لتجارب العاملين خلال الثلاثين سنة الماضية .. قال تعالى : }وَمَا شَهِدْنَا إِلاَّ بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ {] يوسف ] 91 : والخلاصة أن أولوية العمل الجهادي تنصب على نظام سياسي عالمي ] التحالف اليهودي الصليبي [ والذي تدور في فلكه ومنظومته كافة الأنظمة الأخرى ]
  • 10. نصوص حول الارهاب 10 عربية وأعجمية [.. وبضربه والقضاء عليه أو حتى إشغاله وإفقاده مكانته السياسية تفقد باقي الأنظمة الأخرى دعمه وتتحرر الشعوب تلقائياً من تبعيتها .. ومن ثم نشعلها ناراً على الأنظمة المحلية .. لأن هذه الأنظمة اكتسبت شرعيتها من النظام الأم .. وكونوا على يقين أن اليوم الذي ندفن أمها تدفن معها .. " و يقول أبو بكر ناجي:" ... والخلاصة : خلصت حركة التجديد المعاصرة بعد أن عركتها الأحداث والمعارك وتراكمت لديها الخبرات خلال أكثر من ثلاثين عاماً إلى أن عليها القيام ببعض العمليات النوعية المرتبة بنظام معين والتي بدأت بعملية نيروبي ودار السلام لتحقيق الأهداف التالية بإذن الله - – : تعويض الخسائر البشرية التي منيت بها حركة التجديد في الثلاثين عاما الماضية عن طريق مد بشري متوقع يأتي لسببين: 1(الانبهار بالعمليات التي سيتم القيام بها في مواجهة أمريكا ( 3(الغضب من التدخل الأمريكي السافر والمباشر في العالم الإسلامي بحيث ( يتراكم ذلك الغضب على كم الغضب السابق على دعم أمريكا للكيان الصهيوني مع تحويل الغضب المكبوت تجاه أنظمة الردة والظلم إلى غضب إيجابي ومد بشري لا ينضب..."
  • 11. نصوص حول الارهاب 11 و يفهم من خلال ما سبق أن تقديم" الجهاد ضد التحالف اليهودي الصليبي " على الجهاد ضد "الأنظمة الحاكمة" ليس فكرة استراتيجية في فكر و توجهات هذه الجماعات ، إنما هي خطوة تكتيكية الهدف منها تجاوز خيبات التجربة السابقة و خاصة تهيئة الشباب و غيرهم للتعاطف معهم و مساندة "جهادهم". و لابد من الاعتراف أن هذه الجماعات نجحت الى حد كبير في ذلك . و يتجلى الأمر في حالة التعاطف الملحوظة تجاه تنظيم القاعدة و رموزه و تجاه الجماعات الجهادية الأخرى التي أصبحت تختار أهدافها بدقة و هي سفارات و مصالح الولايات المتحدة الأمريكية و الدول الغربية عموما. إن مرحلة التعاطف العفوي هذه ، التي تتميز بكونها غير واعية و غير عقلانية ، هي مرحلة على درجة عالية من الخطورة ، لأنها يمكن أن تتحول إلى تعاطف عن وعي و من ثم إلى انتماء و انخراط في هذه الحركات ، حتى من شباب لم يسبق لهم أن صلوا أو صاموا أو من أصحاب السوابق الجنائية . يقول الدكتور موسى القرني الذي اشتغل سنوات طويلة مع أسامة بن لادن كمنظر شرعي له:"... كثير من الشبان العرب الذين كانوا يأتون الى الجهاد لم يكونوا مثقفين ثقافة اسلامية، بل ان هناك نسبة كبيرة منهم كانوا عاشوا حياة الانحراف، وبعضهم لم تحصل له الاستقامة الا وهو ذاهب الى الجهاد، استقام وقرر الذهاب
  • 12. نصوص حول الارهاب 12 فوراً الى الجهاد. أنا أعرف شباناً ممن ذهبوا الى الجهاد، وممن قتلوا، ونسأل الله ان يكونوا من الشهداء، قبل ان يذهب الى الجهاد كانت حياته كلها بعيدة عن الاستقامة تماماً، بل ان بعضهم ربما كان في أقصى درجات الانحراف، ولهذا فالجهاد كان جاذباً لبعض هؤلاء المنحرفين،." و المطلوب في هذه الحالة ، أي حتى لا تتحول حالة التعاطف العفوي هذه إلى تعاطف واع، تمهد الطريق نحو الانخراط في هذه الجماعات ، المطلوب هو " فرملة " هذا التعاطف و اطفاءؤه .و ذلك من خلال الكشف عن المخططات الحقيقية لهذه المجموعات و الأهداف التي ترنو إليها ، ونظام الدولة التي تعمل من أجل تأسيسه 2008
  • 13. نصوص حول الارهاب 13 أوقفوا هذا المسار ثمّة مسار يجب أنْ يتوقّف، لأن في استمراره وتواصله خطورة ليس فقط على ثورة 14 جانفي وما جاءت به من قيم ومبادئ وإنما أيضا على وحدة التونسيين والمشترك بينهم . هذا المسار الذي يسعى البعض للنفخ فيه وتضخيمه ليكون من الأولويات المطروحة ليس أمام النخب والناشطين السياسيين فحسب بل أيضا أمام "المواطن العادي"، هو تحويل قاعدة الفرز بين من يدفع لتنجز الثورة مهامها السياسية والاقتصادية والاجتماعية وبين من يبحث بكافة الوسائل للالتفاف عليها وحصرها في أفق محدود، إلى قاعدة فرز جديدة بين المؤمنين والعلمانيين، بين "الغيورين على المقدسات" وبين "المشككين فيها ". قاعدة الفرز هذه التي يحرص البعض لإيجاد المبررات الميدانية والواقعية لها، تبقى مسقطة ومفتعلة لأنها تمس من وحدة التونسيين حول دينهم وعروبتهم، وتشكك في المشترك بينهم منذ قرون . الموقف من المسالة الدينية لم يكن في يوم من الأيام عنصر خلاف بين التونسيين وعامل صراع بينهم، فلماذا النفخ في هذه النقطة وتحويلها إلى واجهة رئيسية في هذه المرحلة الدقيقة والحرجة من عمر الثورة؟
  • 14. نصوص حول الارهاب 14 ثورة 14 جانفي مازالت تترصد بها المخاطر الداخلية والخارجية .وتوجيه بوصلة الشعب الذي أنجز هذه الثورة إلى وجهة غير حماية ثورته ودفعها لانجاز كافة مهامها نعتقد انه أمر مشبوه، ولا يخدم إلا أغراض المتربصين به . 1/7/2011
  • 15. نصوص حول الارهاب 15 كلية الآداب بمنوبة : معركة مواقف أم مواقع ما تشهده كلية الآداب بمنوبة هو حلقة غير مُنفصلة عن سلسلة كاملة من الممارسات المُمنهجة بدأت بعدد من المساجد و الجوامع و الكتاتيب و الفضاءات العمومية لتصل إلى الجامعة في انتظار بقية الحلقات. اكتفت هيكل الدولة و مؤسسات المجتمع المدني و الأحزاب السياسية بمراقبة ما يحدث دون أن تتدخل لوضع حدّ لتزايد حلقات السلسلة و أقصى ما قامت به بيانات الإدانة التي تعبّر عن القلق، فيما الآخرون يفتكون المساحة تلوى المساحة . المعركة من وجهة نظر المجتمع المدني و الأحزاب السياسية هي معركة مواقف ، فيما هي معركة مواقع بالنسبة للسلفيين شعارهم: افتكاك أوسع ما يمكن من المساحات وفرض الأمر الواقع . هياكل ومؤسسات الدولة لم تتحرك إما لأنها مشلولة أو لأنها تمارس الحياد في وقت لا حياد فيه مع مكتسبات المجتمع و بنيته . المعركة مازالت ستتواصل تحت شعار " ذراعك يا علاّف" ما دامت الدولة مستقيلة و المجلس التأسيسي مهتم بخلافات صلوحيات الرئاسات الثلاث و
  • 16. نصوص حول الارهاب 16 الأحزاب منها المهتم بالحقائب الوزارية و منها من يبحث عن آليات ممارسة المعارضة . 19/3/2012
  • 17. نصوص حول الارهاب 17 باحث تونسي:على حكومة النهضة منع توجه المتطرفين لسورية دعا الباحث التونسي المتخصص بشؤون الجماعات الإسلامية نور الدين المباركي الحكومة التونسية التي تقودها حركة النهضة إلى تحمل مسؤولياتها في العمل على منع توجه متطرفين تونسيين إلى سورية . وقال الباحث التونسي في تصريحات تلفزيونية.. إن وجود مقاتلين تونسيين في سورية لم يعد موضوع تأويل بل هو حقيقة ملموسة أكدتها وسائل الإعلام السورية التي نشرت اعترافات تثبت مشاركة تونسيين في أعمال إرهابية داخل سورية إضافة إلى تأكيدات الوزير التونسي الأول ووزير الداخلية . وأضاف المباركي في تصريحاته التي تأتي بعد أسابيع قليلة من اعتراف إرهابيين تونسيين بأنهم استقدموا إلى سورية عبر تركيا بناء على دعوات تكفيرية.. إن موضوع مشاركة التونسيين في أعمال قتالية في سورية هو مثار جدل ونقاش في تونس موضحا أن هناك /وقفات أسبوعية/ كل يوم جمعة في تونس تدعو للتوجه إلى القتال في سورية . وتساءل الباحث ماذا فعلت السلطات التونسية لمنع تدفق التونسيين وذهابهم إلى سورية منتقدا امتناع الحكومة عن الضغط على المؤسسة الدينية التونسية من أجل الإعلان عن موقف أو على الأقل إصدار فتوى ترفض ذهاب التونسيين إلى
  • 18. نصوص حول الارهاب 18 سورية في الوقت الذي تخرج فيه العديد من الفتاوى من جهات مختلفة أو الفضائيات أو حتى من بعض المجموعات السلفية الجهادية في تونس تدعو إلى ذلك . وأشار الباحث إلى أن السلطات التونسية أصدرت في عام ٣٠٠٢ قانونا لمكافحة الإرهاب عقب ما سماه الظاهرة الجهادية آنذاك الداعية للسفر إلى العراق للجهاد وقامت بمحاكمة العديد من التونسيين بموجب هذا القانون في حين تصمت الحكومة التونسية إزاء توجه التونسيين إلى سورية حاليا رغم مطالبة العديد من العائلات التونسية بالتحقيق في هذا الموضوع . ولفت المباركي إلى أن حركة النهضة بزعامة راشد الغنوشي محكومة اليوم من قبل الظاهرة السلفية الجهادية رغم أن المواقف السابقة للحركة كانت تعتبر أن ظهور الإسلام المعتدل من شأنه أن يضع حدا للمد السلفي الجهادي مشيرا إلى أن مواقف الغنوشي من السلفية لعبت دورا في بروز هذه الظاهرة بشكل واضح في المجتمع التونسي . 13/6/2012
  • 19. نصوص حول الارهاب 19 النهضة والسلفيون: التصادم غير المتكافئ عندما دوى رصاص السلفية الجهادية في احدى الضواحي الجنوبية للعاصمة التونسية في كانون أول/ديسمبر 3002 ، انطلق الجدل بين النخب والفاعلين السياسيين حول حجم هذا التيار والأسباب الخاصة لظهوره. وكان للسيد راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة رأيا في هذا الموضوع عبر عنه من مقر اقامته وقتها في لندن قائلا أن ما ظهر من السلفية هو "رأس جبل الجليد". الذين تابعوا ذلك الجدل والنقاش اعتبروا أن رأي الغنوشي تضمن رسائل متعددة الى نظام بن علي. الرسالة الأولى تحذر من توسع قاعدة السلفية الجهادية في البلاد، والثانية تحاول إقناعه أن "لا مفر من التعاطي مع الاسلام المعتدل" في مواجهة التطرف. عموما لم يكن موقف حركة النهضة )وهي في المعارضة وقيادتها في الخارج( من السلفية الجهادية بعيدا عن هذه الرؤية المستمدة أصلا من مواقف حكومية ودولية ظهرت بعد أحداث 11 أيلول/ سبتمبر 3001 ، دفعت في اتجاه المزيد من التعاطي مع الاسلام السياسي المعتدل.
  • 20. نصوص حول الارهاب 20 بعد 14 كانون الثاني/يناير 3011 وهروب زين العابدين، تغير المشهد السياسي في تونس، ووجدت حركة النهضة نفسها طرفا أساسيا في المعادلة الجديدة، ليس من موقع المعارضة وإنما من موقع أحد المكونات الرئاسية للوفاق الذي حكم تونس في مرحلة أولى، ثم من موقع الحزب الحاكم بعد انتخابات 32 تشرين . أول/أكتوبر 3011 في المقابل برز الملف السلفي على سطح المشهد الجديد بعد العفو عن الذين شاركوا في المواجهة المسلحة في 3002 والبروز العلني لعدد من قياداتهم وحضورهم الميداني في أكثر من محطة. وبدا واضحا لكافة المراقبين أن مسار حركة النهضة في التعاطي مع الوضع في تونس لن يكون هو مسار التيار السلفي، فقد اختارت حركة النهضة دخول اللعبة السياسية الجديدة من بابها الكبير مع ما تفرضه من تحالفات وتنازلات وتوافقات، هدفها الوصول الى السلطة من بوابة العملية الانتخابية. اختار التيار السلفي الاستفادة من حضوره العلني لافتكاك مواقع ميدانية دون التورط في العملية السياسية. برز ذلك من خلال سيطرة السلفيين على العديد من المساجد وخوضهم لمعركة النقاب في الجامعة التونسية الى جانب النشاط الاجتماعي في عديد الأحياء الفقيرة والجهات الداخلية المحرومة.
  • 21. نصوص حول الارهاب 21 ورغم التباين الظاهري بين المسارين، فإن كل طرف حاول الاستفادة من مسار الطرف الآخر، لتأكيد معطى روّج له بعض مشايخ وحكومات الخليج، وهو أن ثورات الربيع العربي هي ثورات إسلامية، سترد الاعتبار لمكانة الاسلام ودوره في المجتمع. هذا ما يفسر غياب التصادم بين حركة النهضة و التيار السلفي في أكثر من محطة. وقد حرصت حركة النهضة )المنخرطة في العملية السياسية( على تأجيل هذا التصادم، وهو تأجيل تحركه اعتبارات سياسية تقود الحزب الحاكم الجديد الذي عمل على توسيع قاعدة حزام المتعاطفين مع "مشروع الحكم الإسلامي " في مواجهة المشروع العلماني. وربما تطلب الأمر غض الطرف عن التجاوزات التي يقوم بها السلفيون. من ذلك سيطرتهم بالقوة على المساجد وهجومهم على الحانات وغلقها بالقوة ومنعهم لعديد التظاهرات الثقافية. اقصى ما كان يصدر عن حركة النهضة والمسؤولين الحكوميين أن التعاطي مع السلفيين يكون فقط بالحوار. حيث تحدث زعيم الحركة السيد راشد الغنوشي في أكثر من مناسبة عن ضرورة الحوار مع السلفيين، لكن دون أن تبرز نتائج هذا الحوار باستثناء التصريحات التي أدلى بها في بعض المناسبات بعض زعماء ما يُعرف بـ "السلفية العلمية".
  • 22. نصوص حول الارهاب 22 لكن أمام توسع حجم تجاوزات السلفيين وتراخي السلطة التنفيذية لوضع حد لهذه التجاوزات، تحرك المجتمع المدني في تونس للتشهير بالطرفين، ووصلت أصداء ذلك الى الاعلام الاجنبي. وأصبحت صورة الثورة التونسية التي وصفت بثورة الياسمين وثورة الحرية و الكرامة، مرتبطة بما أفرزته من عنف سلفي. وما أحرج بالدرجة الأولى حركة النهضة، خاصة، تفاقم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الهشة التي تتطلب تدفق الاستثمارات وانجاز المشاريع. إن الضغط الداخلي على حركة النهضة من طرف المجتمع المدني والمجتمع السياسي الى جانب الضغط الدولي دفع الحكومة للتلويح بالتصادم مع السلفيين. وكانت أولى تلميحات النهضويين أن جزء منهم )السلفيين( هم "صنيعة النظام السابق" وأن من يحركهم هم "فلول النظام السابق" الى التأكيد أنهم يخدمون "أجندة الثورة المضادة"، ثم انطلقت حملة اعتقالات شملت بعض عناصر هذا التيار على خلفية تورطهم في أعمال عنف . هذه الحملة وإن يعتبرها مراقبون لا ترتقي إلى ما يستحقه هذا الملف من تعامل، إلا أنها أعادت كل من حركة النهضة والتيار السلفي إلى بداية مسارهما في التعاطي مع الوضع في تونس.
  • 23. نصوص حول الارهاب 23 حركة النهضة بينت أنها الحركة السياسية المنخرطة في اللعبة السياسية مع ما يتطلب ذلك من تقديم تنازلات حتى على حساب أقرب التيارات الفكرية والإيديولوجية اليها، من أجل ضمان استمرارها في السلطة. أما التيار السلفي الذي يرفض الانخراط في السياسة الوضعية، يبدو أنه اختار سياسة الهروب إلى الأمام. لايمكن التكهن بنتائج هذا التصادم والدرجة التي يمكن أن يبلغها. ليس من ناحية التيار السلفي الذي بين منذ ظهوره العلني أنه ثابت على مواقفه وإنما من ناحية حركة النهضة التي لم تخف أنها حركة براغماتية تتعامل مع الوضع من خلال موازين القوى وما يضمن لها الاستمرار في السلطة 26/9/2012
  • 24. نصوص حول الارهاب 24 تيار أنصار الشريعة وتنظيم القاعدة ..أي علاقة؟ من اليمن إلى المغرب يُطرح السؤال ذاته: أي علاقة بين تنظيم "أنصار الشريعة" الذي برز خلال الأشهر الأخيرة في بلدان الربيع العربي ، وبين تنظيم القاعدة؟ هل "أنصار الشريعة" هم الواجهة العلنية والسياسية للتنظيم السري و العسكري للقاعدة ؟ أم أن العلاقة بينهما لا تتجاوز الالتقاء حول الثوابت والمرجعيات للسلفية الجهادية عموما ، دون أن تكون هناك أي علاقة تنظيمية بين الطرفين؟ والأسئلة ذاتها تطرح اليوم في تونس ، لكن بشكل محتشم مقارنة مع اليمن وليبيا التي عرفت قبل أسابيع مقتل السفير الأمريكي ، والمغرب التي تمكنت الجهات الأمنية هناك من تفكيك خلية تنسب نفسها لتيار " أنصار الشريعة"، والسبب أن "أنصار الشريعة" في تونس وإن نُسبت إليهم أعمال عنف وتهديد للحريات العامة والفردية فإنهم يؤكدون أن دورهم الرئيسي هو الدعوة ، يقولون:"تونس أرض دعوة وليست أرض جهاد"، فضلا عن انخراطهم في أعمال تطوعية وخيرية وأنشطة اجتماعية في الأحياء و الجهات الفقيرة. بالعودة إلى التقارير الإعلامية و آراء المختصين في الحركات الإسلامية الجهادية ، نلاحظ عدم القدرة على المسك بالحلقة الرئيسية لتأكيد ارتباط أنصار الشريعة
  • 25. نصوص حول الارهاب 25 بتنظيم القاعدة وأيضا لنفي هذا الارتباط ، مما جعل أغلب الآراء مبنية على استنتاجات تحليلية و الاكتفاء بتقديم توصيفات للعلاقة بين التنظيمين ، مثل أن أنصار الشريعة هم " الذراع الإيديولوجية للقاعدة " أو هم " الأداة الناعمة " أو " أنصار الشريعة والقاعدة وجهان لعملة واحدة". وفي الحقيقة ثمة ما يفسر هذا الغموض ، أولا إن التصريحات العلنية لبعض رموز أنصار الشريعة فيها نفي لأي ارتباط تنظيمي بالقاعدة ) ويؤكدون على ذلك( فيما تاريخ هذه الرموز مرتبط بتنظيم القاعدة . ثانيا إن خيار رفع السلاح لدى أنصار الشريعة لا يحتل أولوية في نشاطها الميداني ) على الأقل إلى حد الآن( مقارنة بما عُرفت به القاعدة قبل أكثر من عقد . لكن بالرجوع إلى أهم المحطات في تجارب الحركات الإسلامية الجهادية نقف عند محطتين كبيرتين ، المحطة الأولى هي " الجهاد ضد الأنظمة الحاكمة" التي يقول عنها أحد منظري القاعدة حازم مدني :" إن مفتاح الصراع الذي أطلق في تجارب المجاهدين ضد الأنظمة الحاكمة لم يلق صدى لأنه لم يخاطب الشعب في محسوساته ولا بد من وجود مفتاح صراع واضح يتفاعل مع الشعب.." أما المحطة الثانية أو "مفتاح الصراع" حسب حازم مدني فإنها " أن تنصب أولوية العمل الجهادي على نظام سياسي عالمي ) التحالف الصليبي اليهودي( والذي
  • 26. نصوص حول الارهاب 26 تدور في فلكه ومنظومته كافة الأنظمة الأخرى " وهي المحطة التي قادها تنظيم القاعدة من خلال العمليات العسكرية النوعية أشهرها عملية 11 سبتمبر 3001 و تفجير السفارة الأمريكية في نيروبي و تفجيرات مدينة الخبر السعودية ..ومكنت هذه المحطة تنظيم القاعدة من فرض حضوره الإعلامي على الفضائيات وأيضا من اكتساب مساحة من التعاطف من الشباب في العالمين العربي و الإسلامي لأنه يحارب أمريكا وإسرائيل. غير أن هذه المحطة بدورها فقدت "صلوحيتها" عندما تكثفت المحاصرة الأمنية و المخابراتية لتنظيم القاعدة مما ساهم في عزلته و انحساره، وبرز هذا خلال السنوات الأخيرة ،فكان لابد من محطة جديدة تكسر هذه العزلة و تتجاوز حالة الانحسار ، هذه المحطة هي "أنصار الشريعة" التي تقوم على الاستفادة من مساحات التحرك والنشاط التي أوجدتها ثورات الربيع العربي ) وهو ما يفسر بروز هذا التنظيم في بلدان الربيع العربي ( و إعادة الروابط مع الشعب من خلال "مخاطبة أحاسيسه ")حازم المدني( ، وهو ما يظهره التأكيد على الجانب الدعوي و المطالبة بتطبيق الشريعة الإسلامية و القيام بأعمال خيري وتطوعية وتقديم المساعدات للفقراء و المحرومين .
  • 27. نصوص حول الارهاب 27 وعليه يمكن القول إن تنظيم "أنصار الشريعة" هو حلقة جديدة في مسار الحركات الجهادية ، تأتي بعد تجربة القاعدة في " صراعها ضد التحالف الصليبي اليهودي" – في تونس ورغم وجود تنظيم "أنصار الشريعة" منذ 3011 بقيادة سيف الله بن حسين المُكنى بـ" أبوعياض التونسي" ، فإن متابعة هذا التنظيم من طرف المهتمين بالشأن السياسي لا تتم من ناحية ارتباطه بالقاعدة من عدمها ، بل من ناحية التعاطي معه لدفعه للانخراط في مؤسسات المجتمع من أحزاب وجمعيات وهيئات منتخبة، وربما ما ساعد على دفاع النقاش في هذا الاتجاه وجود حكومة في تونس عمودها الفقري حركة النهضة الإسلامية التي تعتبر أن " السلفيين أخوة لم يأتوا من المريخ" .لكن ذلك لم يمنع من التعرض إلى هذا التنظيم وارتباطه بفكر القاعدة وإيديولوجيتها. سُئل أبوعياض القيادي في تيار أنصار الشريعة عن علاقته بتنظيم القاعدة فأجاب في حديث صحفي نشرته صحيفة تونسية :" أنا لم انتم إلى تنظيم القاعدة تنظيميا ، وشاركت فقط في معركة الانسحاب من جلال أباد الأفغانية، ورغم ذلك حوكمت للقاعدة باطلا 30 سنة سجنا غيابيا ، ومع ذلك أقولها صراحة و لا أخشى في الله لوم لائم إني أحمل فكر القاعدة ومنهجها وأعتبر أن تنظيم القاعدة هم أهل
  • 28. نصوص حول الارهاب 28 الحق الذين يجب مناصرتهم في العالم .." ويضيف :" نحن نوالي القاعدة و نعتبرها سدا منيعا ضد الحرب الصليبية الصهيونية على بلاد المسلمين" وهذه الإجابة لا تختلف في مضمونها عمّا قاله الناطق الرسمي باسم مجموعة أنصار الشريعة في اليمن قائد الذهب في تصريح لصحيفة الشرق الأوسط اللندنية:" نحن لسنا من القاعدة ولكننا نعتز بعلاقتنا بها" ورغم هذا النفي العلني لارتباط أنصار الشريعة في تونس تنظيميا بالقاعدة فإن بعض الوقائع الأخرى تدفع للتساؤل عن تماسك هذا النفي ، من ذلك بروزهم كطرف رئيسي في المطالبة بإطلاق سراح المساجين التونسيين الذين حاربوا في العراق مع تنظيم القاعدة في الفترة بين 3002 و 3002 والقيام باعتصام أمام كل من وزارة الخارجية التونسية و السفارة العراقية في تونس . وأيضا المكانة التي يحظى بها يسري فاخر الطريقي ) أبو قدامة التونسي( الذي أسر في العراق سنة 3002 و أعدم قبل أشهر لضلوعه في تفجير المقبرين الشيعيين مرقد الإمامين الهادي والعسكري . هذا إلى جانب ما تداولته فضاءات التواصل الاجتماعي حول تليق أطفال في إحدى الرياض أناشيد تنظيم القاعدة التي تشيد بأسامة بن لادن و أيمن الظواهري و أبو يحي الليبي . ثم الشعارات الي رُفعت
  • 29. نصوص حول الارهاب 29 أمام السفارة الأمريكية يوم 14 سبتمبر 3013 " أوباما ..أوباما .. كلنا أسامة " في إشارة إلى أسامة بن لادن . قد لا تؤكد هذه الوقائع بشكل قطعي وجود رابط تنظيمي بين أنصار الشريعة في تونس و القاعدة ، لكنها تؤكد أنهما من الدائرة ذاتها ، أو علاقتهما مثل علاقة حركة طالبان بتنظيم القاعدة 22/12/2012
  • 30. نصوص حول الارهاب 30 الفوضى الأمنية وخصوصيات المراحل الانتقالية لا تفسر وحدها - انتشار و تمركز ومرونة تحرك الارهابيين العمليات الارهابية في تونس تأخذ في كل مرة شكلا جديدا ، لكن التعاطي معها أمنيا و سياسيا وإعلاميا يتم بالوسائل و الخطاب ذاته ، حتى أصبح من الممكن من الآن تقدير ردود الفعل حول العملية القادمة. المسألة ليست مرتبطة فقط بنقص الخبرة و التجربة في التعاطي مع ملف الارهاب عندما يأخذ شكلا متصاعدا ، إنما بسوء تقدير حقيقة انتشار و تمركز هذا السرطان في تونس مثل الاعتقاد ان الاصرار لفظيا على مقاومة الارهاب و اصدار البيانات المنددة به واستدعاء المحللين والخبراء على "البلاتوات" التلفزية ليكرروا في كل مرة الاسطونة ذاتها ، هو كفيل بمقاومته . الارهاب في تونس لم يعد فقط حقيقة موضوعية بل تجاوز ذلك الى التمركز الميداني بما يمكن هذه الجماعات من التخطيط و التنفيذ و المناورة و الانسحاب الى ملاذات آمنة ، وهذه خطوة متقدمة في أي
  • 31. نصوص حول الارهاب 31 عمل تنظيمي ولا يمكن أن تتم دون توفر غطاء سياسي و أمني. جغرافيا ضرب الارهاب في أغلب مناطق البلاد ) بئر علي بن خليفة " صفاقس" ، سليانة ، باجة ، سيدي بوزيد ، القصرين ، جندوبة ، سوسة ، العاصمة ، بنزرت ...الخ( ، أما من ناحية الأشكال فقد اعتمدت هذه الجماعات ،الاغتيال السياسي والعبوات الناسفة و العمليات الانتحارية ، والكمين والكمين المموه و تلغيم السيارات ، أي تقريبا أغلب الاشكال التي يمكن ان يعتمدها الارهابيون. يتم هذا في رقعة جغرافية صغيرة ) مقارنة بليبيا و الجزائر ( و في عدد سكان محدود. "الفوضى الأمنية" وخصوصيات المراحل الانتقالية لا يمكن وحدها أن تفسر هذا الانتشار و التمركز وهذه المرونة في التحرك ، ثمة غطاء سياسي و أمني ساهم في مساعدة هذه الجماعات على انجاز أولى خططها في التمركز ، وإذا عدنا الى تصريحات عدد من المسؤولين السياسيين و الامنيين سنتي 3011 و 3013 ، سنقف على حقيقة هي أن التقليل من خطورة الارهاب و اعتباره فزاعة الاعلاميين ، كان احد جوانب الغطاء السياسي و الأمني الذي تمتعت به هذه الجماعات للتمركز.
  • 32. نصوص حول الارهاب 32 لا يمكن مقاومة الارهاب اليوم دون الكشف عن كل من تورط في توفير هذا الغطاء السياسي و الأمني و ساعد الارهاب على التمركز ليصل الى هذه الخطورة في تونس
  • 33. نصوص حول الارهاب 33 تونس تتحول إلى ' خزان بشري ' للتنظيمات ' الجهادية تشير التقارير الإعلامية التونسية إلى أن المئات من الشبان التونسيين الناشطين حاليا في صفوف الجماعات الجهادية المُسلحة، سبق لهم أن 'تدربوا على السلاح وتكتيكات القتال داخل معسكرات على الآراضي التونسية . وكانت مصادر أمنية تونسية حذرت في أكثر من مناسبة من وجود معسكرات لإرهابيين داخل التراب التونسي، غير أن وزارة الداخلية التي يتولاها، علي لعريض، القيادي في حركة النهضة الإسلامية، قللت من أهمية تلك التحذيرات، ووصفتها بأنها 'مبالغة ولا تستند إلى وقائع جدية '. ويرى الإعلامي التونسي نور الدين مباركي، أن هذه الجماعات 'إستفادت من مناخ الحرية في تونس، وأيضا من هشاشة الوضع الأمني لتجند الشباب وترسله إلى سوريا أو الجزائر أو مالي دون ضغوطات كبيرة '. وقال مباركي ليونتايتد برس أنترناشونال، إن ذلك الأمر هو الذي 'يفسر عدد التونسيين المتزايد ضمن هذه الجماعات'، لافتا في نفس الوقت إلى أنه بعد 14 جانفي 3011 تاريخ سقوط نظام الرئيس التونسي السابق بن علي، وما نتج عن ذلك من ظهور علني للتيار السلفي، وبروز عديد الجمعيات التي تنشط تحت غطاء العمل الخيري، توسعت قاعدة المتعاطفين مع هذا التيار '.
  • 34. نصوص حول الارهاب 34 وإعتبر أن تلك العوامل مجتمعة ساهمت في تزايد عدد 'الجهاديين' التونسيين، حتى 'أصبح الحديث ان تونس مركز تصدير للشباب الجهادي ' ، على حد قوله . 24/1/2013
  • 35. نصوص حول الارهاب 35 جاهزية الجيش التونسي والتقارب العسكري مع الجيش الجزائري المراقب والمحلل السياسي نور الدين المباركي صرح لفرانس 34 ” بأن الجيش التونسي يبدو اليوم منهكا جراء حالة الطوارئ المستمرة منذ قيام الثورة التي أطاحت بنظام زين العابدين بن علي في يناير 3011 . حالة الطوارئ هي حالة من المفترض أن تكون استثنائية ومحددة زمنيا لحين زوال الخطر الذي يهدد استقرار الدولة ، إلا أنها متواصلة منذ أكثر من سنتين والجيش التونسي دعي اليوم للمشاركة في حماية المؤسسات العامة والمراكز التجارية الكبرى وتأمين الامتحانات الوطنية كالبكالوريا، والتدخل لفض بعض الاشتباكات العشائرية، في وقت هو مدعو فيه إلى العودة إلى ثكناته وتأمين الحدود والدفاع عن الوطن من المخاطر الخارجية كالإرهاب مثلا الجيش التونسي اليوم مشتت ومنهك وهو ما يفسر نوعا ما حالة الإرهاق التي تعتريه في مواجهة هذه العناصر الإرهابية التي تبدو مستعدة تقنيا وعسكريا للدخول في صدام عنيف ضده. إلا أن المحلل يتساءل عن مدى استعداد تونس اليوم لرفع حالة الطوارئ؟ ” 10/5/2013
  • 36. نصوص حول الارهاب 36 قانون التوبة في تونس ...وعي بحجم الارهاب أم خطوة استباقية؟ في البلدان التي بلغ فيها الصراع ضد الارهاب مراحل متقدمة ، تم اللجوء الى قوانين ومبادرات " التوبة " و" الرحمة" ، تحت عنوان فتح الباب أمام المُغرر بهم ومن " لم تتلوث ايديهم بالدماء"، للاندماج مجددا في المجتمع. حصل هذا في الجزائر )قانون الوئام المدني( والعراق) مبادرة لمصالحة( والمملكة العربية السعودية )مبادرة المُناصحة(..الخ، وفي تونس انطلق الحديث قبل فترة عن قانون التوبة الموجه للمُغرر بهم خاصة للشباب الذي توجه للقتل في سوريا. مازالت الصيغة النهائية لهذا القانون غير واضحة ، هل سيكون قانونا خاصا ، أم سيكون أحد بنود قانون الارهاب الجديد ، لكن الأكيد أن خطوات قُطعت في هذا الصدد الذي يبدو انه استفادة من تجارب بلدان أخرى في معالجة المجموعات الارهابية ،وأيضا استجابة لنداءات عديد الفاعلين السياسيين و الناشطين في المجتمع المدني بضرورة عدم وضع كل الذين سافروا الى سوريا في سلة واحدة وأن منهم من "غُرر به". ماذا يعني ذلك؟
  • 37. نصوص حول الارهاب 37 أولا: إما أن هناك تقديرا في تونس لدى الجهات الأمنية والفاعلين السياسيين أن الارهاب في تونس بلغ مرحلة متقدمة ، اصبح يتطلب التعاطي معه بكافة الآليات التي يمكن أن تُقلص من مزيد توسعه ، من ذلك آلية سن قانون التوبة ، خاصة أن البلدان التي لجأت الى مثل هذه الآلية ،فعلت ذلك بعد حصيلة دموية عالية وبعد سنوات طويلة من الصراع مع الارهاب ) الجزائر العراق (، أو بعد أن تأكدت أنها - اصبحت خزانا لهذه المجموعات ) المملكة العربية للسعودية( . ثانيا : أو أن التجربة التونسية في مقاومة الارهاب تريد أن تقطع خطوات استباقية في التصدي لمزيد توسع هذه المجموعات ، وألاّ تنتظر بلوغ التجربة الجزائرية أو العراقية من ناحية الحصيلة ، لسن قانون التوبة أو الدعوة للمصالحة. وليس في هذا الأمر اي تقليل من خطورة حصيلة الاعمال الارهابية التي عرفتها تونس ) اغتيال الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي ، اغتيال أمنيين وعسكريين...( ، هي حصيلة متقدمة مقارنة بخصوصيات تونس طيلة العقود الأخيرة ، لكنها تبقى دون التجربة الجزائرية و العراقية مثلا.
  • 38. نصوص حول الارهاب 38 قد يكون التفكير في سن قانون التوبة في تونس صائبا وقد يحقق أهدافه السياسية والاجتماعية و الأمنية أيضا )عزل النواة الصلبة لهذه المجموعات عن حزامها الذي يتكون جزء منه من المترددين أو من الذين انخرطوا في هذه الجماعات لأسباب مادية أو حتى نفسية، ومن الذين يريدون التراجع لكن لا يعرفون كيف(، لكن أيضا وهذا الأهم ، أن النتائج قد تكون غير ما تم التخطيط له: إن قوانين التوبة ومبادرات المصالحة هي حلقة صغيرة في سلسلة - طويلة من حلقات مقاومة الارهاب ، ولا يمكن أن تحتل مكان المقاربة الأمنية والاجتماعية و النفسية و الدينية في محاربة هذه الظاهرة. في البلدان التي خاضت هذه التجربة ، لم يتم القضاء على الارهاب - وعلى بؤره، بل انه مازال يمثل تحديا حقيقيا لها. إن هذه القوانين ومبادرات المصالحة تتطلب معها توفير بنية اساسية - قادرة على احتضان من قرروا التوبة وتأهيلهم اجتماعيا ونفسيا ودينيا ومراقبتهم بعد تخرجهم من "دورات التأهيل". ضرورة توفر مناخ عام في البلاد يساعد على تأهيل هؤلاء ، مما - يعني ضرورة التقدم في محاربة كافة البؤر التي تعتبر حاضنة للإرهاب
  • 39. نصوص حول الارهاب 39 ، الجوامع تحت سيطرة المتشددين و خطابات التحريض والتكفير و الجمعيات مجهولة التمويل ..الخ وفي انتظار أن تتبلور صيغة هذا القانون ، وجب دائما الوعي أن مقاومة الارهاب عمل يومي يكمن في التفاصيل اليومية قبل العناوين الكبرى . 9/4/2014
  • 40. نصوص حول الارهاب 40 مشروع طالبان يتقدم في ليبيا - - كل هذه الفوضى الأمنية و السياسية التي تعرفها ليبيا ، ماعاد من الممكن وضعها تحت عنوان " صعوبات المرحلة الانتقالية" ، المسألة أعمق و أخطر ، هي حرب حقيقية بين مشروعين لليبيا ، مشروع يدفع في اتجاه مثال "امارة طالبان" وآخر يسعى لليبيا مدنية تقوم على القانون و المؤسسات . بعد سقوط القذافي ، سقطت كل شعارات الحرية والكرامة التي رُفعت بداية من يوم 71 فيفري 1177 وبدأت معركة المواقع للسيطرة على ليبيا . لم ينتبه الكثير من المراقبين بما في ذلك الليبيين أن الأسلحة المنتشرة على التراب الليبي و المُخزّنة في الثكنات التي سيطرت عليها الميليشيات ، ستمثل العقبة الرئيسية أمام أي تقدم للمخارج السياسية لأزمات المراحل الانتقالية . ثمة من دافع عن بقاء هذا السلاح بيد " الثوار" لحماية البلاد من الثورة المضادة ، وهناك من بحث عن تأييد المجموعات المسلحة لدعم حضوره السياسي ، وثمة من استعمل هذه المجموعات كورقة ضغط داخلية وإقليمية .
  • 41. نصوص حول الارهاب 41 حضور السلاح في ليبيا الى جانب ضعف المجتمع المدني وحداثة الأحزاب السياسية أسقط كافة الخيارات السياسية للخروج من تداعيات حرب ) فيفري جويلية( ، مما أضعف الدولة و مؤسساتها بما في ذلك – المنتخبة ، وهيأ التربة للمجموعات الجهادية التي تدفع الى " مشروع طالبان" للسيطرة على مدن وعلى مرافق اقتصادية وإدارية . لم يكن خافيا على أي كان أن هذه المجموعات تسربت الى ليبيا مباشرة بعد 71 فيفري 1177 وقامت بأدوار متقدمة في الحرب على كتائب القذافي ووجدت الدعم العسكري و المالي و اللوجستي من دول عربية و غربية لأنهم " ثوار" ، ودون أن يكون خافيا على أجهزة استخبارات هذه الدول أن هذه الجماعات لن تلقي السلاح بعد سقوط القذافي لأن مشروعها أوسع من ذلك ،ظهر ذلك في افغانستان بعد خروج الاتحاد السوفييتي ) سابقا( و في العراق بعد سقوط صدام حسين ..واليوم تدفع ليبيا و دول الجوار ) منها تونس( ثمن تمركز وتموقع هذه الجماعات فيما تكتفي الدول الغربية ودول الخليج بإصدار البيانات التي تعبر عن قلقها لما يحدث في ليبيا..
  • 42. نصوص حول الارهاب 42 ورغم تعدد المبادرات للخروج من هذه الأزمة ، فإن البعض مازال يتعاطى مع الوضع في ليبيا على أنه مجرد أزمة سياسية بين فرقاء يمكن لحوار وطني أن يُنهيها : لا يمكن الحديث عن حوار وطني و السلاح مازال بيد الميليشات و المجموعات الجهادية،لا يمكن الحديث عن حوار وطني و المجموعات الجهادية تسيطر على مدن ومرافق اقتصادية وإدارية، الخطوة الأولى للخروج من الأزمة التي وصلت اليها ليبيا هي نزع السلاح و بسط الدولة لنفوذها على كل التراب الليبي ، غير ذلك هو " مضيعة للوقت " 23/4/2014
  • 43. نصوص حول الارهاب 43 نحن و ليبيا يتعاطى عديد الفاعلين السياسيين في تونس مع تطورات الوضع في ليبيا بتبسيط وتسطيح واضحين ،رغم خطورة الأزمة و تداعياتها على تونس أمنيا و اقتصاديا و اجتماعيا.ويظهر هذا التبسيط و التسطيح في مضمون البيانات و التصريحات الاعلامية التي تحصر الأزمة في الصراع بين " الشرعية " و" الانقلاب " أو في الموقف من " الشرعية القليلة " و" بقايا الدولة " ، وتحدد مخارج الأزمة في " الحوار بين الفرقاء" و " الجلوس حول طاولة واحدة" ، وهي عناوين صالحة " لكل الأزمات" ، ولا تشير الى أي خصوصية في الأزمة الليبية . وتعتبر المواقف المتضاربة لحركة النهضة من ابرز مظاهر التبسيط ، فبعد بيان أول بتاريخ 18 ماي اعتبر ان عملية اللواء المتقاعد خليفة حفتر هي محاولة انقلابية " استهدفت الثورة ومؤسسات الدولة ورموزه "وأنها " تدين بشدة المحاولة الانقلابية وتستنكر كل استعمال للسلاح للتعبير عن الرأي أو الموقف السياسي" دون أن يتعرض البيان و لو بالإشارة الى خطر الارهاب و المجموعات المسلحة ، سحب البيان الثاني بتاريخ 34 ماي توصيف ما يحدث في ليبيا بـ" المحاولة ألانقلابية
  • 44. نصوص حول الارهاب 44 واعتبر أن ما يحدث هي " مواجهات " وتعرض لخطر الارهاب و المجموعات الارهابية. ليس مرد هذا التبسيط و التسطيح عدم الالمام بالوضع الأمني في ليبيا و الخطر الذي تمثله المجموعات المسلحة وغياب الدولة ، انما مرد ذلك التعاطي مع الملف بخلفية حزبية . ***** ما يشكل تهديدا لتونس من الجانب الليبي ليس حالة التجاذب السياسي و الصراع بين الفرقاء و الخلافات بين المؤتمر الوطني العام و الحكومة ، هذه الصراعات عادية في مراحل الانتقال وغير مراحل الانتقال ، وقد عاشت تونس مثلها في صائفة 3012 بعد اغتيال زعيم التيار الشعبي محمد ابراهمي ، لكن دون أن تتحول تونس الى خطر يُهدد جيرانها ، وعرفت الجزائر خلال الانتخابات الرئاسية الفارطة حالة من التجاذب بين الفاعلين السياسيين دون أن تتحول الجزائر أيضا الى خطر يهدد جيرانها ، لأن الصراع بقي في اطاره السياسي . الخطر القادم من ليبيا سببه السلاح بين أيدي المجموعات المتشددة و معسكرات التدريب التي تأوي الجهاديين من تونس وكل جنسيات العالم .
  • 45. نصوص حول الارهاب 45 هنا مربط الفرس في الملف الليبي و كيفية التعاطي معه ، وهو ما يحاول بعض الفاعلين السياسيين القفز عليه لحساب " التجاذبات السياسية " و " التركيبة القبلية" للمجتمع الليبي . في نص صادر عن المعهد التونسي للدراسات الاسترتيجية ، )وهو مؤسسة تابعة لرئاسة الجمهورية ويشرف عليها عضو المكتب السياسي لحزب المؤتمر من أجل الجمهورية طارق الكحلاوي ( يحمل عنوان " الصراعات و المسار الانتقالي في ليبيا " ، تم التعرض الى الاحزاب السياسية و الصراع داخل المؤتمر الوطني العام والتركيبة القبلية ..فقط لم يتعرض الى المجموعات المسلحة التي تسيطر على مدن بكاملها و تبسط نفوذها على مرافق اقتصادية و ادارية وتسيطر على معسكرات تدريب . وربما هذا ما يفسر موقف رئاسة الجمهورية في تونس من الوضع في ليبيا بعد عملية اللواء خليفة حفتر ، وهو الموقف الذي تباينت معه وزارة الخارجية . ***** الموقف من السلاح ومن المجموعات الارهابية فوق التراب الليبي ، من وجهة نظرنا هو حجر الزاوية في التعاطي مع الملف الليبي ، لأن هذا ما يهدد أمن تونس ، وما كشفته وزارة الداخلية أمس الأحد حول
  • 46. نصوص حول الارهاب 46 المجموعة التي تسربت من ليبيا للقيام بأعمال ارهابية ضد مصالح اقتصادية و أمنية في تونس ، يقدم الدليل الأبرز. وعليه ،هل يمكن الدعوة لحوار وطني بين الفرقاء السياسيين و السلاح مسلط على رؤوس الجميع ، هل يمكن ان تكون نتائج اي حوار وطني ذات فعالية في ظل وجود مجموعات مسلحة تفرض قوانينها ..التجربة العراقية جربت الحوار و المحاصصة دون البحث عن حلول حقيقية لمعظلة السلاح وهذه التجربة تعيش الى الآن خطر السلاح والاغتيالات ..كذلك الشأن في ليبيا نعتقد أن نقطة الفرز بين المواقف يجب ان تكون على قاعدة الموقف من السلاح أن الاولوية هي لخريطة طريق لنزع السلاح ، دون ذلك هو فعلا مضيعة للوقت و اطالة لأمد الأزمة 26/5/2014
  • 47. نصوص حول الارهاب 47 حول بيان أنصار الشريعة بمناسبة عيد الفطر توجه البيان بالتهنئة لأغلب المرجعيات و القيادات الجهادية ، لكنه بدأ بالملا عمر و ايمن الظواهري ، مما يعني أن أنصار الشريعة مازالت تحافظ على بيعتها لتنظيم القاعدة .، رغم توجه عديد التونسيين في سوريا من جبهة النصرة الى داعش . • البيان عبر عن " استغرابه " من تنكر " السواد الأعظم من الناس" لأنصار الشريعة في تونس واعتبر أن ذلك " تنكر لكم بطون تتبع أثر اللقمة ونفوس تأبى العيش إلا تحت مظلة العبودية" / هذا موقف أنصار الشريعة من الذين يرفضون الارهاب و يرفضون التشدد • جاء في البيان في الفقرة الموجهة للجنود و الأمنيين :" ترون حكامكم يحالفون اليهود و النصارى في حرب الأمة في دينها و دنياها.." / وهذا تأكيد آخر ان انصار الشريعة مازالت تبايع تنظيم القاعدة الذي يعتبر ان مفتاح الصراع في المرحلة الحالية هو الصراع ضد النصارى و اليهود. • البيان نسب عمليات الشعانبي و غيرها لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي ، وهدد بالمشاركة في العمليات ثأرا " لشهدائنا واسرانا"
  • 48. نصوص حول الارهاب 48 • بعد ما جاء في هذا البيان هل مازال البعض يتحدث عن مؤامرة لتوريط التيار السلفي الجهادي في اعمل العنف ، هل مازال البعض يبحث عن تفسيرات خيالية لمن يقف وراء عمليات الشعانبي و غيرها ، 28/8/2014
  • 49. نصوص حول الارهاب 49 سحابة الإرهاب تخيم على تونس الصحافي التونسي نور الدين المباركي، محلل سياسي ومراقب للتنظيمات الإرهابية، يقوم بجولات لوسائل الإعلام العالمية لمناقشة الأمن في بلاده. مغاربية قابلته في العاصمة التونسية لمعرفة أسباب قلقه . مغاربية :في ظهورك الأخير على القنوات التلفزيونية الفضائية العربية، قمت بدق ناقوس الخطر حول الخطر الإرهابي على تونس. هل الوضع أسوأ مما نعتقد؟ نور الدين المباركي : التهديدات التي تواجه تونس تجاوزت مرحلة التخمين والتحليل أو 'الفزاعة 'كما يقول بعض الفاعلين السياسيين .. أولا، هناك تنظيم تونسي يرفع لواء الجهاد ونفذ عمليات، ثانيا الوضع في ليبيا الذي من أهم خصوصياته وجود هذه الجماعات في مواقع مؤثرة وتحتضن قيادات جهادية تونسية، ثالثا عودة عدد من الجهاديين التونسيين من سوريا والعراق. وتؤكد التقارير الأمنية والاستخباراتية استعداد هذه المجموعات لتنفيذ أعمال إرهابية . وبالتالي فإن الخطر الإرهابي أصبح حقيقة واقعية في تونس ...
  • 50. نصوص حول الارهاب 50 مغاربية :دعا الرئيس مؤخرا إلى المصالحة مع الإرهابيين الذين يضعون سلاحهم جانبا ويغادرون ساحات القتال هل تؤيد هذه الخطوة؟ المباركي :ما زالت الصيغة النهائية لهذا القانون غير واضحة، هل سيكون قانونا خاصا، أم سيكون أحد بنود قانون الإرهاب الجديد، لكن الأكيد أن خطوات قُطعت في هذا الصدد الذي يبدو أنه استفاد من تجارب بلدان أخرى في معالجة المجموعات الإرهابية . وهو أيضا استجابة لنداءات العديد من الفاعلين السياسيين والناشطين في المجتمع المدني بضرورة عدم وضع كل الذين سافروا إلى سوريا في سلة واحدة وأن منهم من "غُرر به ". مغاربية : هل إعادة إدماج الإرهابيين التائبين سيحل المشكل؟ المباركي :الإرهاب في تونس بلغ مرحلة متقدمة، أصبح يتطلب التعاطي معه بكافة الآليات التي يمكن أن تُقلص من توسعه أكثر، من ذلك آلية سن قانون التوبة خاصة وأن البلدان التي لجأت إلى مثل هذه الآلية فعلت ذلك بعد حصيلة دموية عالية وبعد سنوات طويلة من الصراع مع الإرهاب ... سن قانون التوبة في تونس قد يحقق أهدافه السياسية والاجتماعية والأمنية أيضا، منها عزل النواة الصلبة لهذه المجموعات عن الذين انخرطوا في هذه الجماعات لأسباب مادية أو حتى نفسية، ومن الذين يريدون التراجع لكنهم لا يعرفون كيف .
  • 51. نصوص حول الارهاب 51 قوانين التوبة ومبادرات المصالحة هي حلقة صغيرة في سلسلة طويلة من حلقات مقاومة الإرهاب، ولا يمكن أن تحتل مكان المقاربة الأمنية والاجتماعية والنفسية والدينية في محاربة هذه الظاهرة . ففي البلدان التي خاضت هذه التجربة، لم يتم القضاء على الإرهاب . مغاربية : ما الذي يمكن القيام به كذلك؟ المباركي : القوانين ومبادرات المصالحة تتطلب توفير بنية أساسية قادرة على احتضان من قرروا التوبة وتأهيلهم اجتماعيا ونفسيا ودينيا ومراقبتهم بعد تخرجهم من "دورات التأهيل ". مما يعني ضرورة التقدم في محاربة كافة البؤر التي تعتبر حاضنة للإرهاب، وعلى رأسها المساجد تحت سيطرة المتشددين وخطابات التحريض والتكفير والجمعيات مجهولة التمويل . مغاربية : ما الذي سيحدث لدى عودة التونسيين المقاتلين في العراق وسوريا؟ المباركي : من خلال التجارب السابقة وخاصة تجربة "عودة الأفغان العرب" أواسط التسعينات بعد خروج الاتحاد السوفييتي من أفغانستان، وأيضا بعد سقوط "إمارة طالبان" سنة 3001 ، يلاحظ أن مسألة العودة إلى البلدان الأصلية تخضع
  • 52. نصوص حول الارهاب 52 لعاملين اثنين: وجود فتوى شرعية للتوجه للقتال في ساحات أخرى وخطورتها على الأمن ... بالنسبة للتونسيين في العراق و سوريا نلاحظ أن العودة ما زالت تقتصر على الذين تم تجنيدهم في القتال وليس على القيادات . وهذا يمكن أن يفهم منه أن تونس ما زالت لم تتحول إلى ساحة قتال رئيسية... للجهاديين من جنسيات أخرى "للالتحاق بالجبهة التونسية ". مغاربية : ما الذي يدفع الفرد لمغادرة بلده للقتال في سوريا أو العراق؟ المباركي :لا يمكن فهم الانتماء لهذه الجماعات والانخراط التام فيها بعامل واحد، ثمة مجموعة من العوامل المرتبطة ببعضها البعض التي تؤدي إلى الانخراط التام و العضوي . من ذلك عامل الفقر وهذا يفهم من أن انتشار هذه الجماعات في الأحياء الشعبية الفقيرة والجهات الداخلية المحرومة من التنمية مثل سيدي بوزيد والقصرين وجندوبة وغيرها . إلى جانب عوامل ثقافية ودينية لا يمكن التغاضي عنها أو إهمالها، هذه الجماعات تتوسع وتنتشر عندما يكون الفراغ .. مغاربية : كيف وصلنا إلى هذه النقطة؟
  • 53. نصوص حول الارهاب 53 المباركي : عاشت تونس خلال العشرية الأخيرة حالة فراغ ثقافي حقيقي بسبب السياسة الثقافية للنظام السابق الذي أفرغ كل شيء من محتواه وأخضعه للسياسي، كما أن دور الثقافة ودور الشباب شبه عاطلة عن العمل، والنوادي الثقافية شبه غائبة . الخطاب الديني الرسمي كان من ناحيته مشوها وكان خاضعا للسلطة السياسية مما جعله عاجزا عن التصدي لدعاة هذه المجموعات التي أصبح خطابها يصل إلى الشباب عن طريق الفضائيات وشبكة الإنترنت . أما بعد 14 يناير 3011 فقد وجدت هذه المجموعات المساحة أمامها لتتحرك مدعومة بإمكانيات مالية هامة، إلى جانب غطاء سياسي حصلت عليه من أحزاب الترويكا التي فازت في الانتخابات وشكلت الحكومة . مغاربية : كيف تميز بين المخاطر الداخلية والخارجية على تونس؟ المباركي : لم يعد الإرهاب حالة داخلية . ولا يمكن الاعتقاد أن التهديدات التي تواجهها تونس هي تهديدات مصدرها الداخل، الحركات الجهادية لا تؤمن بالوطنية ولا بالحدود وبالتالي فإن التهديدات الداخلية والخارجية واحدة . مغاربية : هل تعتقد أن القانون سيردع ويقيد الإرهابيين؟
  • 54. نصوص حول الارهاب 54 المباركي :قانون الإرهاب هو آلية قانونية بيد السلطة التنفيذية، قد يساهم في التقدم أمنيا وقضائيا في محاصرت الإرهابيين والتضييق عليهم. لكن من الخطأ الاعتقاد أنه يكفي لردع هذه المجموعات ... مغاربية :الآن ونحن على أبواب انتخابات تشريعية ورئاسية كيف تنظر إلى مستقبل الإسلام السياسي في تونس؟ المباركي :الإسلام السياسي في تونس وخاصة حركة النهضة ما زالت تعمل على الحفاظ على مكانتها في المشهد العام من خلال تبنيها خطابا يقوم على القبول بالدولة المدنية ودولة القانون والمؤسسات ورفض الإرهاب والدعوة للوسطية والاعتدال. ويجد خطابها هذا صدى داخل تونس وفي الخارج أيضا . لكن لا بد من التأكيد أن تجربة النهضة في الحكم بينت أنها كانت متساهلة جدا مع الجهاديين وحاولت أن تدفع عنهم تهمة الإرهاب في مرحلة معينة هذا إلى جانب فشل إدارتها للملفات الاقتصادية والاجتماعية مما أثر على مكانتها وهي تدرك بذلك . ستكون في المشهد العام بعد الانتخابات المقبلة، لكن لن يكون ذلك بالحجم الذي كانت عليه قبل 3011 . 8/8/2014