Weitere ähnliche Inhalte
Mehr von kotob arabia (20)
236
- 2. ﻤﺴﺭﺤﻴﺔ
ﻟﻘﺎﺀ ﻭﺣﻮﺍﺭ
ﻣﻊ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ
ﺃﺣﻤﺪ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ
- 3. ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﺍﳌﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ
א א א
. אא
א
)ﻋـﱪ ﺍﻻﻧﱰﻧـﺖ ﺃﻭ א אא
ﻟﻠﻤﻜﺘﺒــﺎﺕ ﺍﻻﻟﻜﱰﻭﻧﻴــﺔ ﺃﻭ ﺍﻷﻗــﺮﺍﺹ ﺍﳌﺪﳎــﺔ ﺃﻭ ﺍﻯ
א ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺃﺧﺮﻯ (
א א .
. א א
- 4. ﻟﻘﺎﺀ ﻭﺤﻭﺍﺭ ﻤﻊ " ﺃﺒﻭ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺍﻟﺼﻐﻴﺭ "
) ﺁﺨﺭ ﻤﻠﻭﻙ ﻏﺭﻨﺎﻁﺔ(
ﺍﻟﻤﺸﻬﺩ ﺍﻷﻭل
)ﺃﺒﻭ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺍﻟﺼﻐﻴﺭ ﻴﻨﺩﺏ ﺤﻅﻪ ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﺃﺴﻠﻡ ﻤﻔﺘﺎﺡ
ﻗﺼﺭ ﺍﻟﺤﻤﺭﺍﺀ ﺇﻟﻰ ﻤﻠﻙ ﻗﺸﺘﺎﻟﺔ(
ﺃﺒﻭ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ : ﹸﻌﻴﺭﻴﻨﻨﻰ ﻴﺎ ﺃﻤﺎﻩ ﺒﺄﻨﻨﻰ ﺃﺒﻜﻰ ﻤﺜل ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ
ﺘ
، ﻠﻜﺎ ﻟﻡ ﺃﺤﺎﻓﻅ ﻋﻠﻴﻪ ﻤﺜل ﺍﻟﺭﺠﺎل .
ﻤ
ﻭﻴﺤﻙ ﺃﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ، ﺃﻤﺎ ﺭﺃﻴﺘﻨﻰ ﺃﺨﻭﺽ ﻏﻤﺎﺭ ﺍﻟﻤﻌﺭﻜﺔ
ﺩﻓﺎﻋﺎ ﻋﻥ ﻏﺭﻨﺎﻁﺔ ، ﻭﻗﺩ ﺨﻀﺒﺕ ﻭﺠﻬﻰ ﺍﻟﺩﻤﺎﺀ ، ﻓﻤﺎ ﻫﻭ
ﺫﻨﺒﻰ ﺇﺫﺍ ﻜﻨﺕ ﺍﻟﻭﺭﻴﺙ ﻟﺤﻜﻡ ﻭﻁﻥ ﻴﺘﻘﻭﺽ ﻭﻴﻨﻬﺎﺭ ، ﻭﺒﻨﺎﺀ
ﻨﺨﺭﻩ ﺴﻭﺱ ﺍﻟﻔﺭﻗﺔ ﻭﺍﻟﺘﻤﺯﻕ ، ﻭﺤﺭﻭﺏ ﺍﻟﻁﻭﺍﺌﻑ ، ﻋﻠﻰ ﻤﺩﻯ
ﻗﺭﻨﻴﻥ ﻭﻨﺼﻑ ﻤﻥ ﺍﻟﺯﻤﺎﻥ ، ﺤﺘﻰ ﺁل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻘﻭﻁ .
ﺇﻨﻙ ﺘﻌﻠﻤﻴﻥ ﺒﺄﻨﻨﻰ ﺤﺎﻭﻟﺕ ﺍﻨﻘﺎﺫ ﻤﺎ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻨﻘﺎﺫﻩ ، ﺒﺎﻟﺸﺩﺓ
ﻭﺍﻟﻠﻴﻥ ﻭﺒﺎﻟﺤﺭﺏ ﺘﺎﺭﺓ ﻭﺒﺎﻟﻤﻬﺎﺩﻨﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺘﺎﺭﺓ ﺃﺨﺭﻱ . ﻓﻬل
ﻜﻨﺕ ﻤﻠﻜﺎ ﻴﻨﻌﻡ ﺒﺎﻟﺤﻜﻡ ﻭﻴﻨﺴﻰ ﺍﻟﺩﻓﺎﻉ ﻋﻥ ﻤﺩﻴﻨﺘﻪ . ﻟﻘﺩ ﺫﻗﺕ
ﻋﺫﺍﺏ ﺍﻟﺸﺠﻥ ﻭﻤﺭﺍﺭﺓ ﺍﻷﺴﺭ ، ﻭﺃﺜﺨﻨﺕ ﺠﺴﺩﻯ ﺠﺭﺍﺡ
ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻙ ﺩﻓﺎﻋﺎ ﻋﻥ ﻗﻀﻴﺔ ﻭﻁﻨﻲ .
ﹰ
- 5. ﺇﻥ ﺃﺤﺩﺍ ﻓﻰ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﻟﻡ ﻴﻌﺎﻥ ﺍﻟﻌﺫﺍﺏ ﺍﻟﺫﻯ ﻋﺎﻨﻴﺘﻪ ﺍﻟﻴﻭﻡ
ﻭﺃﻨﺎ ﺃﺸﻬﺩ ﺴﻘﻭﻁ ﻏﺭﻨﺎﻁﺔ ، ﺁﺨﺭ ﻤﻌﺎﻗل ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻻﺴﻼﻤﻴﺔ ﻓﻰ
ﺍﻷﻨﺩﻟﺱ ، ﻭﺃﻗﻭﻡ ﺒﺘﺴﻠﻴﻡ ﻤﻔﺘﺎﺡ ﻗﺼﺭ ﺍﻟﺤﻤﺭﺍﺀ ﺇﻟﻰ ﻓﺭﺩﻴﻨﺎﻨﺩ ،
ﻓﻴﺎ ﻟﺸﻘﺎﺀ ﺍﻟﻘﻠﺏ ﺍﻟﺫﻯ ﻴﺜﻕ ﻓﻰ ﺍﻟﻠﺌﺎﻡ .
ﻟﻘﺩ ﻀﺎﻉ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﺫﻯ ﻁﺭﺯﻨﺎﻩ ﺒﺨﻴﻭﻁ ﺍﻟﻀﻭﺀ ، ﻭﻨﺴﺠﻨﺎ
ﻗﻤﺎﺸﻪ ﺒﺯﺒﺭﺠﺩ ﺍﻟﻘﻠﺏ . ﺇﻨﻨﻰ ﺒﻤﺜل ﻤﺎ ﺃﺒﻜﻰ ﺴﻘﻭﻁ ﻏﺭﻨﺎﻁﺔ ،
ﻓﺈﻨﻨﻰ ﺃﺒﻜﻰ ﺴﻭﺀ ﺤﻅﻰ ﺍﻟﺫﻯ ﺴﺎﻗﻨﻰ ﺍﻟﻰ ﺤﻜﻤﻬﺎ ﻓﻰ ﺁﺨﺭ
ﻤﺭﺍﺤل ﺍﻨﺤﺩﺍﺭﻫﺎ ، ﻟﻴﻜﻭﻥ ﺴﻘﻭﻁﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻴﺩﻱ .
ﻭﺩﺍﻋﺎ ﻗﺼﺭ ﺍﻟﺤﻤﺭﺍﺀ ، ﻭﻤﻌﺫﺭﺓ ﻏﺭﻨﺎﻁﺔ ، ﻤﻌﺫﺭﺓ ﺃﻴﺘﻬﺎ
ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺃﻀﻌﻨﺎﻫﺎ ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﺃﻀﺎﺀﺕ ﺒﻤﺸﺎﻋل ﺤﻀﺎﺭﺘﻬﺎ
ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﺯﻫﺎﺀ ﺜﻤﺎﻨﻤﺎﺌﺔ ﻋﺎﻡ ، ﻭﻫﺎ ﻗﺩ ﺯﺤﻑ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻋﻠﻴﻨﺎ
ﺍﻟﻅﻼﻡ.
)ﻟﺤﻅﺔ ﺍﻅﻼﻡ(
ﺍﻟﻜﺎﺘﺏ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ : ﻫﺫﺍ ﻫﻭ ﺃﺒﻭ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺍﻟﺼﻐﻴﺭ ﺁﺨﺭ
ﻤﻠﻭﻙ ﻏﺭﻨﺎﻁﺔ ، ﻤﻥ ﺍﺭﺘﺒﻁ ﺍﺴﻤﻪ ﺒﺴﻘﻭﻁﻬﺎ ﻭﺴﻘﻭﻁ ﺍﻷﻨﺩﻟﺱ .
ﻭﻜﺎﻨﺕ ﻤﻤﻠﻜﺔ ﻏﺭﻨﺎﻁﺔ ﻫﻰ ﻜل ﻤﺎ ﺘﺒﻘﻰ ﻤﻥ ﻤﻠﻙ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻓﻰ
ﺍﻷﻨﺩﻟﺱ ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﺩﺍﻟﺕ ﺩﻭﻟﺘﻬﻡ ﻭﺍﺴﺘﻭﻟﻰ ﺍﻷﺴﺒﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺠﻤﻴﻊ
ﻤﺩﻨﻬﻡ ، ﻤﺩﻴﻨﺔ ﺘﻠﻭ ﺍﻷﺨﺭﻯ ، ﻭﻗﺩ ﺍﺴﺘﻁﺎﻋﺕ ﻏﺭﻨﺎﻁﺔ ﺃﻥ
- 6. ﺘﺼﻨﻊ ﻟﻨﻔﺴﻬﺎ ﺍﺴﻤﺎ ﻓﻰ ﻤﻴﺎﺩﻴﻥ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﻭﺍﻟﻔﻨﻭﻥ ﻭﺍﻟﻬﻨﺩﺴﺔ
ﹰ
ﺍﻟﻤﻌﻤﺎﺭﻴﺔ ، ﻭﺫﺍﻋﺕ ﺸﻬﺭﺓ ﻤﻬﻨﺩﺴﻴﻬﺎ ﻭﺒﻨﺎﺌﻴﻬﺎ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺃﺸﺎﺩﻭﺍ
ﻗﺼﺭ ﺍﻟﺤﻤﺭﺍﺀ ﺒﺄﺴﻭﺍﺭﻩ ﻭﺤﺼﻭﻨﻪ ﺍﻟﺘﻰ ﺯﻴﻨﻭﻫﺎ ﺒﻔﻨﻭﻥ ﺍﻟﻨﻘﺵ
ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ .
ﺤﺎﻭل ﺃﺒﻭ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺍﻨﺘﺯﺍﻉ ﻋﺭﺵ ﻏﺭﻨﺎﻁﺔ ﻤﻥ ﺃﺒﻴﻪ ،
ﻭﻗﺎﻡ ﺒﻐﺯﻭ ﻗﺸﺘﺎﻟﻪ ﻓﻰ ﻋﻬﺩ ﻤﻠﻴﻜﻬﺎ ﻓﺭﺩﻴﻨﺎﻨﺩ ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻫﺯﻡ
ﻭﺃﺨﺫ ﺃﺴﻴﺭﺍ ﻓﻰ ﻋﺎﻡ ، ٣٨٤١ ﻭﻟﻜﻥ ﻴﺴﺘﺨﺩﻤﻪ ﻓﺭﺩﻴﻨﺎﻨﺩ ﻀﺩ
ﹰ
ﻨﻔﻭﺫ ﺃﺒﻴﻪ ﺃﺒﻰ ﺍﻟﺤﺴﻥ ﻭﻋﻤﻪ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺍﻟﺯﻏل ، ﺍﺴﺘﻤﺎﻟﻪ ﺇﻟﻴﻪ
ﻭﻭﻋﺩﻩ ﺒﺘﻤﻜﻴﻨﻪ ﻤﻥ ﺤﻜﻡ ﻏﺭﻨﺎﻁﺔ ، ﻭﺨﺭﺝ ﺃﺒﻭ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﻤﻥ
ﺃﺴﺭﻩ ﻟﻴﺤﺎﺭﺏ ﺠﻴﻭﺵ ﻋﻤﻪ ﻭﺃﺒﻴﻪ ﻭﻴﻨﻘﺴﻡ ﺍﻟﺒﻴﺕ ﺍﻟﺤﺎﻜﻡ ﻋﻠﻰ
ﻨﻔﺴﻪ ، ﻭﻴﺘﻘﺎﺘل ﺤﻜﺎﻡ ﻏﺭﻨﺎﻁﺔ ﺒﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﻌﺩﻭ ﻋﻠﻰ ﺃﺒﻭﺍﺏ ﻤﺩﻴﻨﺘﻬﻡ
، ﻭﻜﺎﻨﺕ ﺘﻠﻙ ﺒﺩﺍﻴﺔ ﺍﻟﻨﻬﺎﻴﺔ ، ﻓﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﺴﺘﻔﺭﺩ ﺃﺒﻭ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺒﺤﻜﻡ
ﻏﺭﻨﺎﻁﺔ ﺤﺘﻰ ﺠﺎﺀ ﺤﻠﻴﻔﻪ ﻓﺭﺩﻴﻨﺎﻨﺩ ﻴﻁﺎﻟﺒﻪ ﺒﺎﻟﺨﻀﻭﻉ ﻟﺴﻠﻁﺎﻨﻪ ،
ﻭﺜﺎﺭ ﺃﺒﻭ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ، ﻭﺃﻋﻠﻥ ﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ﻟﻠﺠﻬﺎﺩ ﻭﺸﻥ
ﺍﻟﻐﺎﺭﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ، ﻭﻟﻜﻥ ﺃﻋﺩﺍﺀﻩ ﻤﻥ ﻨﺼﺎﺭﻯ
ﺃﺴﺒﺎﻨﻴﺎ ﺒﻘﻴﺎﺩﺓ ﻓﺭﺩﻴﻨﺎﻨﺩ ﻭﻤﻠﻙ ﻗﺸﺘﺎﻟﻪ ﻭﺯﻭﺠﺘﻪ ﺇﻴﺯﺍﺒﻴﻼ ﻤﻠﻜﺔ
ﺃﺭﻏﻭﻥ ﺠﺭﺩﻭﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﺤﻤﻠﺔ ﻜﺒﻴﺭﺓ ﺍﺠﺘﺎﺤﺕ ﺠﻴﻭﺵ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ
ﻭﺤﺎﺼﺭﺕ ﻏﺭﻨﺎﻁﺔ ﻟﻤﺩﺓ ﺜﻤﺎﻨﻴﻥ ﻴﻭﻤﺎ ﺤﺘﻰ ﺃﻓﻨﻰ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﺍﻟﺠﻭﻉ
ﹰ
- 7. ﻭﺍﻟﻌﻁﺵ ، ﻭﺍﻀﻁﺭ ﺃﺒﻭ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺃﻥ ﻴﺨﺭﺝ ﺤﺎﻤﻼ ﺍﻟﺭﺍﻴﺔ
ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ ، ﻤﻌﻠﻨﺎ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ، ﻤﻭﻗﻌﺎ ﻋﻠﻰ ﺸﺭﻭﻁﻪ ﻭﻜﺎﻥ ﺫﻟﻙ ﻓﻰ
ﹰ ﹰ
ﺍﻷﻴﺎﻡ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ ﻤﻥ ﻋﺎﻡ ، ١٩٤١ ﻭﻟﻡ ﺘﻤﺽ ﺴﻭﻯ ﺒﻀﻌﺔ ﺃﻴﺎﻡ
ﺤﺘﻰ ﺃﺴﻠﻡ ﻤﻔﺎﺘﻴﺢ ﻗﺼﺭ ﺍﻟﺤﻤﺭﺍﺀ ﺍﻟﻰ ﻤﻠﻭﻙ ﻏﺭﻨﺎﻁﺔ ﺍﻟﺠﺩﺩ ،
ﻭﺒﺫﻟﻙ ﺴﻘﻁﺕ ﻏﺭﻨﺎﻁﺔ ﺁﺨﺭ ﻤﺎ ﺘﺒﻘﻰ ﻤﻥ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺭﺏ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻓﻰ ﺍﻷﻨﺩﻟﺱ .
ﺍﻟﻜﺎﺘﺏ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ : ﺍﻟﺒﻌﺽ ﻴﻭﻟﺩﻭﻥ ﻓﻰ ﺃﻭﻗﺎﺕ ﺍﻟﺯﻫﻭ
ﻭﺍﻻﻨﺘﺼﺎﺭﺍﺕ ، ﻓﻴﻨﺎﻟﻬﻡ ﺸﻲﺀ ﻤﻥ ﺸﺭﻑ ﺍﻟﺯﻤﺎﻥ ﻭﻤﺠﺩﻩ ﺤﺘﻰ
ﻟﻭ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﺼﻐﺎﺭﺍ ، ﺃﻤﺎ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻴﻭﻟﺩ ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻟﺼﻐﺎﺭ ﻓﻰ ﺃﻭﻗﺎﺕ
ﹰ
ﺍﻟﻤﺤﻥ ﻭﺍﻟﻬﺯﺍﺌﻡ ﻭﺍﻟﻨﻜﺴﺎﺕ ، ﻓﻐﺎﻟﺒﺎ ﻤﺎ ﺘﻀﻊ ﻋﺎﺭﻫﺎ ﻓﻭﻕ
ﹰ
ﺃﻜﺘﺎﻓﻬﻡ ﻷﻨﻬﻡ ﻻ ﻴﺴﺘﻁﻴﻌﻭﻥ ﻟﻌﺎﺭﻫﺎ ﺭﺩﻋﺎ ، ﻓﻤﺎ ﺃﺴﻭﺃ ﺤﻅﻙ ﻴﺎ
ﹰ
ﺃﺒﺎ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺍﻟﺼﻐﻴﺭ .
ﺃﺒﻭ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ : ﺇﻨﻨﻰ ﻀﺤﻴﺔ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﺍﻟﺫﻯ ﻭﻟﺩﺕ ﻓﻴﻪ ،
ﻭﺍﻟﻨﺠﻡ ﺍﻟﺫﻯ ﺭﺍﻓﻕ ﻤﻴﻼﺩﻯ ﻀﺤﻴﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺯﻤﺎﻥ ﺍﻟﺫﻯ ﺠﺌﺕ ﺍﻟﻴﻪ
ﻭﺍﻟﻌﺼﺭ ﺍﻟﺫﻯ ﺸﻬﺩ ﻭﺠﻭﺩﻱ . ﻭﺼﻠﺕ ﺍﻟﻰ ﻋﺭﺵ ﻏﺭﻨﺎﻁﺔ ﻭﻟﻡ
ﺘﻜﻥ ﺴﻭﻯ ﻨﻘﻁﺔ ﻓﻰ ﺒﺤﺭ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺍﻷﺴﺒﺎﻥ ﺍﻟﺫﻯ ﺴﻴﻁﺭﻭﺍ
ﻋﻠﻰ ﻜل ﺍﻟﻤﺩﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﻓﻰ ﺍﻻﻨﺩﻟﺱ . ﻭﺼﻠﺕ ﻓﻰ
ﻟﺤﻅﺔ ﺒﺩﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﻴﺩﻴﺭ ﻭﺠﻬﻪ ﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻓﻰ
- 8. ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﻴﺎﺭ ﻭﻴﺘﺨﺫ ﻤﺴﺎﺭﺍ ﺁﺨﺭ ﻭﻤﻨﻌﻁﻔﺎ ﺁﺨﺭ . ﻭﺤﺎﻭﻟﺕ ﺃﻥ
ﹰ ﹰ
ﺃﻋﺎﺭﻙ ﺍﻟﺯﻤﻥ ، ﻭﺃﻭﺍﺠﻪ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ، ﻭﻟﻜﻥ ﺍﻷﻤﻭﺍﺝ ﺍﻟﻌﺎﺘﻴﺔ
ﺠﺭﻓﺘﻨﻰ ﻤﻌﻬﺎ ، ﻜﻤﺎ ﺠﺭﻓﺕ ﺘﺎﺭﻴﺨﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺠﺩ ﻭﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ
ﹰ
ﺸﻴﺩﺘﻪ ﺍﻷﺠﻴﺎل ﺍﻟﺘﻰ ﺴﺒﻘﺘﻨﺎ .
ﺍﻟﻜﺎﺘﺏ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ : ﺒﻘﺩﺭ ﺃﻫل ﺍﻟﻌﺯﻡ ﺘﺄﺘﻰ ﺍﻟﻌﺯﺍﺌﻡ ، ﻭﻗﺩ
ﻜﻨﺕ ﺃﻨﺕ ﺨﺎﺌﺭ ﺍﻟﻌﺯﻡ ﻀﻌﻴﻑ ﺍﻟﺤﻴﻠﺔ ﻓﺄﺴﻬﻤﺕ ﺒﺫﻟﻙ ﻓﻰ
ﺍﻹﺴﺭﺍﻉ ﺒﺎﻨﻬﻴﺎﺭ ﺁﺨﺭ ﻤﻌﺎﻗل ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ . ﻜﺎﻥ ﺍﻷﻋﺩﺍﺀ
ﻴﻁﻠﻘﻭﻥ ﺴﻬﺎﻤﻬﻡ ﻋﻠﻴﻜﻡ ، ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺫﻫﺒﺕ ﺃﻨﺕ ﺘﺼﺎﺭﻉ ﻭﺍﻟﺩﻙ
ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﻥ ﺃﺒﻭ ﺍﻟﺤﺴﻥ ﺍﻷﺤﻤﺭﻱ ، ﻭﺘﻌﻠﻥ ﻀﺩﻩ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﻭﻫﻭ
ﺍﻟﺫﻯ ﻜﺎﻥ ﻤﺸﻬﻭﺩﺍ ﻟﻪ ﺒﺎﻟﺒﺴﺎﻟﺔ ﻓﻰ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﻀﺩ ﺍﻷﺴﺒﺎﻥ .
ﺃﺒﻭ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ : ﻭﻫل ﺠﻠﺏ ﺍﻟﺨﺭﺍﺏ ﺍﻟﻰ ﻏﺭﻨﺎﻁﺔ ﻏﻴﺭ
ﺘﻬﻭﺭ ﻭﺍﻟﺩﻯ ﻭﺼﻠﻔﻪ ، ﻟﻘﺩ ﺭﺒﻁﺘﻨﺎ ﺃﺤﻼﻑ ﻭﻤﻌﺎﻫﺩﺍﺕ ﻤﻊ ﻤﻠﻙ
ﻗﺸﺘﺎﻟﻪ ، ﻜﻨﺎ ﺒﻤﻭﺠﺒﻬﺎ ﻨﺩﻓﻊ ﻟﻪ ﺍﻹﺘﺎﻭﺓ ﻜل ﻋﺎﻡ ﻓﻴﺘﺭﻜﻨﺎ ﻓﻰ
ﻤﺄﻤﻥ ﻨﻌﺘﻨﻰ ﺒﺎﺯﺩﻫﺎﺭ ﺒﻼﺩﻨﺎ ﻭﺼﻨﺎﻋﺘﻬﺎ ﻭﺯﺭﺍﻋﺔ ﺒﺴﺎﺘﻴﻨﻬﺎ
ﻭﻨﺸﻴﺩ ﺍﻟﺤﺼﻭﻥ ﻭﺍﻟﻘﻼﻉ ، ﻭﺃﺨﺫﺘﻪ ﺍﻟﻌﺯﺓ ﺒﺎﻹﺜﻡ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺠﺎﺀﻩ
ﺭﺴﻭل ﺍﻟﻤﻠﻙ ﻓﺭﺩﻴﻨﺎﻨﺩ ﻻﺴﺘﻼﻡ ﺍﻹﺘﺎﻭﺓ ، ﻓﻜﺎﻥ ﺃﻥ ﻗﺎل ﻟﻪ ﺘﻠﻙ
ﺍﻟﻤﻘﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺠﻠﺒﺕ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﻤﻬﺎﻟﻙ ، ﻗﺎل ﻟﻪ : ﺇﻥ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻀﺭﺏ ﻻ
ﺘﻁﺒﻊ ﺍﻟﻨﻘﻭﺩ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺘﻁﺒﻊ ﺍﻟﺴﻴﻭﻑ .
- 9. ﻭﻤﻀﻰ ﻴﺸﻬﺭ ﺴﻴﻔﻪ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻤﺎﻟﻙ ﺍﻹﺴﺒﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻰ
ﺘﺤﺎﻟﻔﺕ ﻀﺩﻨﺎ ﻭﺒﺩﺃﺕ ﺘﺯﺤﻑ ﺒﺠﻴﻭﺸﻬﺎ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺤﺘﻰ ﺍﻨﺘﻬﻰ ﺍﻟﺤﺎل
ﺍﻟﻰ ﻤﺎ ﺍﻨﺘﻬﻰ ﺇﻟﻴﻪ .
ﺍﻟﻜﺎﺘﺏ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ : ﻜﺎﻨﺕ ﻭﻗﻔﺔ ﻋﺯ ﻭﻗﻔﻬﺎ ﻭﺍﻟﺩﻙ ، ﻭﻜﺎﻥ
ﻭﺍﺠﺒﻙ ﺃﻥ ﺘﻨﺎﺼﺭﻩ ﻭﺘﺸﺩ ﻤﻥ ﺃﺯﺭﻩ ، ﻻ ﺃﻥ ﺘﻨﺘﻬﺯ ﻓﺭﺼﺔ
ﺤﺭﺒﻪ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩﻴﺔ ﻀﺩ ﺍﻷﺴﺒﺎﻥ ، ﻭﺘﺤﺎﻭل ﺃﻥ ﺘﻘﻔﺯ ﻋﻠﻰ ﻋﺭﺸﻪ .
ﺃﺒﻭ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ : ﺒﻤﺜل ﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻭﺍﻟﺩﻯ ﻤﺘﻬﻭﺭﺍ ﻓﻰ ﺘﻌﺎﻤﻠﻪ
ﹰ
ﻤﻊ ﺍﻷﻋﺩﺍﺀ ، ﻓﻘﺩ ﻜﺎﻥ ﻤﺘﻬﻭﺭﺍ ﻓﻰ ﺘﻌﺎﻤﻠﻪ ﻤﻊ ﺃﺴﺭﺘﻪ ﻭﺃﻫل ﺒﻴﺘﻪ
، ﻓﻘﺩ ﺘﺯﻭﺝ ﺴﻴﺩﺓ ﻤﻥ ﺴﺒﺎﻴﺎ ﺍﻟﺭﻭﻡ ﻫﻰ ﺜﺭﻴﺎ ﺍﻟﺭﻭﻤﻴﺔ ، ﺍﻟﺘﻰ
ﺃﻭﻏﺭﺕ ﺼﺩﺭﻩ ﻀﺩ ﻭﺍﻟﺩﺘﻰ ﻋﺎﺌﺸﺔ . ﻓﺄﻫﻤﻠﻬﺎ ﻜﻤﺎ ﺃﻫﻤﻠﻨﻰ ﺃﻨﺎ
ﻭﺃﺨﻰ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻨﺎ ﺃﺒﻨﺎﺀﻩ ﻤﻨﻬﺎ ، ﻭﻜﻨﺕ ﻭﺭﻴﺙ ﻋﺭﺵ ﺃﺒﻲ ،
ﻓﺎﻋﺘﻘﻠﻨﻰ ﻤﻊ ﺃﺨﻰ ﻭﻭﺍﻟﺩﺘﻰ ﻓﻰ ﺒﺭﺝ ﻤﻥ ﺃﺒﺭﺍﺝ ﺍﻟﺤﻤﺭﺍﺀ ،
ﻭﺴﺎﻤﻨﺎ ﺴﻭﺀ ﺍﻟﻌﺫﺍﺏ ﻻ ﻟﺸﻲﺀ ﺇﻻ ﻟﺘﺭﻀﻰ ﻋﻨﻪ ﺍﻤﺭﺃﺘﻪ ﺜﺭﻴﺎ
ﺍﻟﺭﻭﻤﻴﺔ ﻤﻤﺎ ﺠﻠﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﻨﻘﻤﺔ ﺃﻫل ﻏﺭﻨﺎﻁﺔ .
ﺍﻟﻜﺎﺘﺏ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ : ﻭﻟﻜﻥ ﺩﻫﺎﺀ ﻭﺍﻟﺩﺘﻙ ﻤﻜﻨﻜﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﺭﺍﺭ
ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺒﺭﺝ .
ﺃﺒﻭ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ : ﻟﻘﺩ ﻫﺭﺒﺕ ﺒﻨﺎ ﻭﺍﻟﺘﺠﺄﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﺎﻭﺌﻴﻥ
ﻟﺤﻜﻡ ﻭﺍﻟﺩﻱ ، ﻭﺴﺎﺭﺕ ﺘﺠﻤﻊ ﺍﻷﻨﺼﺎﺭ ﻟﻘﻀﻴﺘﻬﺎ ، ﻭﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ
- 10. ﺒﺤﻕ ﺃﺒﻨﺎﺌﻬﺎ ﻓﻰ ﻭﻻﻴﺔ ﺍﻟﻌﺭﺵ ، ﻭﺘﺴﺒﺒﺕ ﻓﻰ ﺇﺸﻌﺎل ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ
ﺍﻟﺘﻰ ﺃﻁﺎﺤﺕ ﺒﻌﺭﺵ ﻭﺍﻟﺩﻯ ﺃﺒﻰ ﺍﻟﺤﺴﻥ ، ﻷﺠﻠﺱ ﺃﻨﺎ ﻤﻜﺎﻨﻪ .
ﺍﻟﻜﺎﺘﺏ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ : ﻭﻟﻡ ﻴﺴﺘﻁﻊ ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﻥ ﺍﻟﺫﻯ ﺍﻨﺘﺼﺭ
ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺴﺒﺎﻥ ﺃﻥ ﻴﻨﺘﺼﺭ ﻋﻠﻰ ﺯﻭﺠﺘﻪ ﻭﻭﻟﺩﻴﻪ .
ﺃﺒﻭ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ : ﻟﻘﺩ ﻜﺭﻩ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺃﻤﻴﺭﺘﻬﻡ ﺃﺠﻨﺒﻴﺔ
ﻨﺼﺭﺍﻨﻴﺔ ، ﻭﺘﻠﻙ ﻜﺎﻨﺕ ﺴﺒﺏ ﻨﻘﻤﺘﻬﻡ ﻋﻠﻰ ﻭﺍﻟﺩﻱ . ﺍﻟﺫﻯ ﺘﺭﻙ
ﻤﺩﻴﻨﺔ ﻏﺭﻨﺎﻁﺔ ﻭﺍﻟﺘﺤﻕ ﺒﺄﺨﻴﻪ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﻓﻰ ﻤﺎﻟﻘﻪ .
ﺍﻟﻜﺎﺘﺏ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ : ﺜﻡ ﺘﺴﻤﻰ ﻨﻔﺴﻙ ﻀﺤﻴﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ . ﺃﻟﻡ
ﻴﻜﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﻫﻭ ﻀﺤﻴﺘﻜﻡ . ﻭﻴﺤﺎﺭﺏ ﺒﻌﻀﻜﻡ ﺒﻌﻀﺎ ، ﻭﻓﻰ
ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺘﺭﺴﻠﻭﻥ ﺼﻴﺤﺎﺕ ﺍﻟﺨﻭﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻭﺘﻁﺎﻟﺒﻭﻥ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺒﺎﻟﺠﻬﺎﺩ ﻀﺩ ﺍﻟﻤﻤﺎﻟﻙ ﺍﻷﺴﺒﺎﻨﻴﺔ ، ﺃﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﺫﻟﻙ ﻋﺒﺜﺎ
ﹰ
ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻷﻤﺔ ﻭﺨﻴﺎﻨﺔ ﻟﻸﻤﺎﻨﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺍﺴﺘﻠﻤﺘﻤﻭﻫﺎ .
ﺃﺒﻭ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ : ﻜﻨﺎ ﺭﻫﺎﺌﻥ ﻟﻠﺘﺎﺭﻴﺦ ، ﻭﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻻﻨﻬﻴﺎﺭﺍﺕ
ﺍﻟﺘﻰ ﺒﺩﺃﺕ ﻤﻨﺫ ﺃﻥ ﺒﺩﺃ ﺃﻫل ﺍﻷﻨﺩﻟﺱ ﻴﺤﺎﺭﺏ ﺒﻌﻀﻬﻡ ﺒﻌﻀﺎ
ﺤﺘﻰ ﺘﺂﻜﻠﺕ ﺩﻭﻟﺘﻬﻡ ﻭﻟﻡ ﺘﺒﻕ ﺍﻻ ﻏﺭﻨﺎﻁﺔ ﻨﻘﻁﺔ ﻁﺎﻓﺤﺔ ﻓﻭﻕ
ﺒﺤﺭ ﻤﻥ ﺍﻷﻋﺩﺍﺀ . ﻓﻜﻴﻑ ﺘﺭﻴﺩ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﻤﻥ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻔﺘﻥ
ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻙ ﻭﺍﻟﺤﺭﻭﺏ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﻜﺎﻨﺕ ﺩﺍﺀ ﺘﻤﻜﻥ ﻤﻥ ﺒﺩﻥ
ﺍﻷﻤﺔ ﺍﻟﻤﺭﻴﺽ ﺍﻟﻀﻌﻴﻑ . ﻭﻜﺎﻨﺕ ﺤﻤﺎﻗﺎﺕ ﻭﺍﻟﺩﻯ ﻫﻰ ﺍﻟﺘﻰ
- 11. ﻗﺎﺩﺘﻨﺎ ﺍﻟﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ﻭﻓﺘﺤﺕ ﺃﺒﻭﺍﺏ ﺍﻟﻔﺘﻥ ، ﻓﻔﻰ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺍﻟﺫﻯ
ﻜﺎﻨﺕ ﻓﻴﻪ ﻤﻤﻠﻜﺔ ﻏﺭﻨﺎﻁﺔ ﺘﻨﻘﺴﻡ ﺍﻟﻰ ﻗﺴﻤﻴﻥ ﻤﺘﺤﺎﺭﺒﻴﻥ ، ﻜﺎﻥ
ﻤﻠﻙ ﻗﺸﺘﺎﻟﺔ ﻓﺭﺩﻴﻨﺎﻨﺩ ، ﻭﻤﻠﻜﺔ ﺃﻏﻭﻥ ﺇﻴﺯﺍﺒﻴﻼ ، ﻴﻌﻘﺩﺍﻥ ﺤﻠﻔﺎ
ﻀﺩﻨﺎ ، ﻭﻴﺘﺤ ﺍﻥ ﻟﺤﺭﺒﻨﺎ ﻭﻴﺘﻡ ﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻠﻜﺔ ﺘﻭﺜﻴﻘﺎ
ﹰ ﺩ
ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻻﺘﺤﺎﺩ .
ﺍﻟﻜﺎﺘﺏ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ : ﺍﻷﻋﺩﺍﺀ ﻴﺘﺤﺎﻟﻔﻭﻥ ﻭﺃﻨﺘﻡ ﺘﻐﺭﻗﻭﻥ ﻓﻰ
ﺍﻟﻔﺘﻥ ﻭﺍﻻﻨﻘﺴﺎﻤﺎﺕ ، ﺃﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﺍﺘﺤﺎﺩ ﺍﻷﻋﺩﺍﺀ ﺩﺭﺴﺎ ﻟﻜﻡ؟ ﻭﺨﻁﺭﺍ
ﹰ
ﻴﻬﺩﺩﻜﻡ ﻭﻴﺠﻌﻠﻜﻡ ﺘﺘﺤﺎﻟﻔﻭﻥ ﺃﻨﺘﻡ ﺃﻴﻀﺎ ﻀﺩﻩ . ﺃﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﺒﻴﻨﻜﻡ ﻤﻥ
ﻴﺭﺘﻔﻊ ﺍﻟﻰ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺤﺩﺍﺙ ﺍﻟﺨﻁﻴﺭﺓ ﻓﻴﻨﺴﻰ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭﺍﺕ
ﺍﻟﺼﻐﻴﺭﺓ ، ﻭﺍﻟﺘﻨﺎﻗﻀﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﺌﻠﻴﺔ ، ﻭﻴﻨﺎﺩﻯ ﺒﺎﻟﻭﺤﺩﺓ ﻀﺩ
ﺍﻷﻋﺩﺍﺀ .
ﺃﺒﻭ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ : ﻟﻡ ﻨﺴﺘﻁﻊ ﺃﻥ ﻨﺤﻘﻕ ﺍﺘﺤﺎﺩﺍ ﺒﻴﻨﻨﺎ ، ﻭﻟﻜﻨﻨﺎ
ﺍﺸﺘﺭﻜﻨﺎ ﺠﻤﻴﻌﺎ ﻓﻰ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﻀﺩ ﺍﻷﻋﺩﺍﺀ . ﻓﻘﺩ ﻫﺎﺠﻡ ﻓﺭﺩﻴﻨﺎﻨﺩ
ﻤﻠﻘﻪ ﻭﺘﺼﺩﻯ ﻟﻪ ﻋﻤﻰ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺤﺘﻰ ﺃﻨﺯل ﺒﻪ ﺸﺭ ﻫﺯﻴﻤﺔ ،
ﻭﺴﺭﺕ ﺍﻟﺤﻤﺎﺴﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻫل ﻏﺭﻨﺎﻁﺔ ، ﻓﺎﻨﺨﺭﻁﻭﺍ ﻓﻰ ﺤﻤﻠﺔ
ﺘﻭﻟﻴﺕ ﻗﻴﺎﺩﺘﻬﺎ ﻟﻺﺠﻬﺎﺯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻘﻴﺔ ﺍﻟﺒﺎﻗﻴﺔ ﻤﻥ ﺠﻴﺵ ﻓﺭﺩﻴﻨﺎﻨﺩ .
ﻭﻫﻜﺫﺍ ﺘﺭﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﺨﻼﻑ ﻟﻡ ﻴﻤﻨﻌﻨﺎ ﻤﻥ ﺃﻥ ﻨﻠﺘﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ
ﺍﻻﻋﺩﺍﺀ .
- 12. ﺍﻟﻜﺎﺘﺏ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ : ﻭﻟﻜﻥ ﻤﺎ ﺍﻟﻔﺎﺌﺩﺓ ؟ ﻭﺃﻨﺘﻡ ﺘﺤﺎﺭﺒﻭﻥ
ﻓﺭﺍﺩﻯ ، ﻭﻤﺎ ﺃﻥ ﻋﺩﺕ ﻤﻥ ﻫﺠﻭﻤﻙ ﻋﻠﻰ ﻗﺭﻁﺒﺔ ، ﺤﺘﻰ
ﻭﺠﺩﺕ ﺠﻴﺸﻬﺎ ﻴﻘﻁﻊ ﻋﻠﻴﻙ ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ﻭﻴﻭﻗﻊ ﺒﻙ ﺍﻟﻬﺯﻴﻤﺔ
ﻭﻴﺴﻭﻗﻙ ﺍﻟﻰ ﺍﻷﺴﺭ . ﺫﻫﺒﺕ ﺘﻬﺎﺠﻡ ﺍﻷﺴﺒﺎﻥ ﻓﻰ ﻗﺭﻁﺒﺔ ،
ﻓﻜﺎﺩﺕ ﺘﻀﻴﻊ ﻤﻨﻙ ﻏﺭﻨﺎﻁﺔ .
ﺃﺒﻭ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ : ﻟﻘﺩ ﺭﻭﻋﺕ ﻏﺭﻨﺎﻁﺔ ﻟﻠﺤﺩﺙ ، ﻭﺘﻨﺎﺩﻯ
ﺃﻫﻠﻬﺎ ﻟﻤﻭﺍﺼﻠﺔ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ، ﻭﺃﺠﻤﻊ ﺃﺼﺤﺎﺏ ﺍﻟﺭﺃﻯ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ
ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺃﺒﻰ ﺇﻟﻰ ﻋﺭﺸﻪ ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﺃﺼﺒﺤﺕ ﺃﻨﺎ ﺃﺴﻴﺭﺍ ﻟﺩﻯ ﻓﺭﺩﻴﻨﺎﻨﺩ
، ﻭﻜﺎﻥ ﻭﺍﻟﺩﻯ ﻗﺩ ﺒﻠﻎ ﻤﺭﺤﻠﺔ ﻤﺘﻘﺩﻤﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺠﺯ ﻭﺍﻟﻤﺭﺽ
ﻓﺘﺭﻙ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻟﻌﻤﻰ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺍﻟﺯﻏل .
ﺍﻟﻜﺎﺘﺏ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ : ﻭﺘﺘﻭﺍﻟﻰ ﻜل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﻜﺒﺎﺕ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ
ﺘﺴﺘﻔﻴﺩﻭﺍ ﻤﻥ ﺩﺭﻭﺴﻬﺎ ﺇﺫ ﺴﺭﻋﺎﻥ ﻤﺎ ﺍﻨﺘﺸﺭﺕ ﺍﻟﻔﺘﻥ ﻓﻰ
ﻏﺭﻨﺎﻁﺔ ، ﻭﻤﻀﻰ ﺃﻋﻭﺍﻨﻙ ﻴﺤﺎﺭﺒﻭﻥ ﻋﻤﻙ ﻭﺇﺨﻭﺍﻨﻪ .
ﺃﺒﻭ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ : ﻜﻨﺕ ﻓﻰ ﺍﻷﺴﺭ ﺭﻫﻴﻨﺔ ﻟﺩﻯ ﺍﻷﻋﺩﺍﺀ ،
ﻭﺫﻟﻙ ﻴﺸﻬﺩ ﻟﻰ ﺒﺄﻨﻨﻰ ﻟﻡ ﺃﻓﺭﻁ ﻓﻰ ﻭﺍﺠﺏ ﺍﻟﺩﻓﺎﻉ ﻋﻥ ﻭﻁﻨﻲ .
ﺍﻟﻜﺎﺘﺏ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ : ﻭﻟﻜﻥ ﻓﺭﺩﻴﻨﺎﻨﺩ ﺍﺴﺘﻤﺎﻟﻙ ﺍﻟﻰ ﺠﺎﻨﺒﻪ
ﻭﺍﻨﺕ ﻓﻰ ﺍﻷﺴﺭ ﻭﺃﻗﻨﻌﻙ ﺒﺠﺩﻭﻯ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻑ ﻤﻌﻪ ، ﻭﺃﻏﺭﺍﻙ ﺒﺄﻥ
ﻴﻌﻴﺩﻙ ﺤﺎﻜﻤﺎ ﻟﻐﺭﻨﺎﻁﺔ ﺸﺭﻴﻁﺔ ﺃﻥ ﺘﺒﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﻭﻻﺌﻙ ﻟﻪ .
- 13. ﺃﺒﻭ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ : ﻜﻨﺕ ﻗﺩ ﻭﺼﻠﺕ ﺇﻟﻰ ﻗﻨﺎﻋﺔ ﺒﺄﻥ ﺍﻟﺤﺭﺏ
ﻀﺩ ﻨﺼﺎﺭﻯ ﺍﻷﺴﺒﺎﻥ ﺴﻭﻑ ﺘﻨﺘﻬﻰ ﺒﻬﺯﻴﻤﺘﻨﺎ ﻭﺴﻘﻭﻁ ﺩﻭﻟﺘﻨﺎ ،
ﻭﺃﻨﻪ ﻻ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭ ﺃﻤﺎﻤﻨﺎ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺩﻨﺎ ﺃﻥ ﻨﺤﺎﻓﻅ ﻋﻠﻰ ﺒﻘﺎﺀ ﺩﻭﻟﺘﻨﺎ ﺇﻻ
ﺃﻥ ﻨﻌﻘﺩ ﺼﻠﺤﺎ ﻤﻊ ﺠﻴﺭﺍﻨﻨﺎ ﻭﺃﻥ ﻨﺸﻌﺭﻫﻡ ﺒﺄﻨﻨﺎ ﻻ ﻨﻤﺜل ﺨﻁﺭﺍ
ﹰ
ﻋﻠﻴﻬﻡ ، ﻓﻨﺄﻤﻥ ﺸﺭﻫﻡ ﻭﻨﺘﻔﺭﻍ ﻟﺒﻨﺎﺀ ﺒﻼﺩﻨﺎ ﻜﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺤﺎل
ﺨﻼل ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﻤﺎﺌﺘﻰ ﻋﺎﻡ ﻤﻀﺕ .
ﺍﻟﻜﺎﺘﺏ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ : ﻭﺃﺨﺭﺠﻙ ﻓﺭﺩﻴﻨﺎﻨﺩ ﻤﻥ ﺍﻷﺴﺭ ﻟﻴﻤﺩﻙ
ﺒﺴﻼﺡ ﺘﺤﺎﺭﺏ ﺒﻪ ﻋﻤﻙ .
ﺃﺒﻭ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ : ﻟﻡ ﻴﺴﺘﻁﻊ ﻋﻤﻲ ، ﻜﻤﺎ ﻟﻡ ﻴﺴﺘﻁﻊ ﻭﺍﻟﺩﻯ
ﻤﻥ ﻗﺒﻠﻪ ، ﺠﻠﺏ ﺍﻟﺨﻴﺭ ﻟﻐﺭﻨﺎﻁﺔ ﺒﺘﻠﻙ ﺍﻟﺤﺭﻭﺏ ﺍﻟﺼﻐﻴﺭﺓ ﺍﻟﺘﻰ
ﻜﺎﻨﺎ ﻴﺨﻭﻀﺎﻨﻬﺎ ﻀﺩ ﺍﻷﺴﺒﺎﻥ . ﻭﻻﻗﻰ ﻋﻤﻰ ﺍﻟﻬﺯﻴﻤﺔ ﺘﻠﻭ
ﺍﻷﺨﺭﻯ ﻭﻫﻭ ﻴﺤﺎﻭل ﺃﻥ ﻴﻅﻬﺭ ﻷﻫل ﻏﺭﻨﺎﻁﺔ ﺃﻨﻪ ﺍﻟﻐﻴﻭﺭ ﻋﻠﻰ
ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻭﺍﻟﻤﺩﺍﻓﻊ ﻋﻥ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ، ﺤﺘﻰ ﻀﺠﻭﺍ ﻤﻥ
ﻫﺯﺍﺌﻤﻪ ﻭﻤﺎ ﺍﺒﺘﻼﻫﻡ ﺒﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺤﻥ ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﺌﺏ ، ﻭﺘﺂﺯﺭﻭﺍ ﻤﻌﻰ
ﻟﻁﺭﺩﻩ ﻤﻥ ﻋﺭﺵ ﻏﺭﻨﺎﻁﺔ .
ﺍﻟﻜﺎﺘﺏ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ : ﻭﻜﻨﺕ ﻤﺩﻋﻭﻤﺎ ﻭﻤﺅﻴﺩﺍ ﻤﻥ ﻤﻠﻙ
ﹰ
ﻗﺸﺘﺎﻟﺔ .
- 14. ﺃﺒﻭ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ : ﻜﺎﻨﺕ ﺨﻁﺘﻰ ﻫﻰ ﺃﻥ ﺃﺼﺎﺩﻕ ﻤﻠﻙ ﻗﺸﺘﺎﻟﺔ
ﻟﻜﻰ ﺃﻀﻤﻥ ﻟﻐﺭﻨﺎﻁﺔ ﺍﻷﻤﻥ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ، ﻭﻜﺎﻥ ﺃﻫل ﻏﺭﻨﺎﻁﺔ
ﻴﻌﺭﻓﻭﻥ ﺫﻟﻙ ﻭﻴﻨﺸﺩﻭﻥ ﺤﻼ ﻴﻀﻤﻥ ﻟﻬﻡ ﺤﻴﺎﺓ ﺁﻤﻨﺔ ﺒﻼ ﺤﺭﻭﺏ
ﻭﻻ ﻤﻌﺎﺭﻙ . ﻟﻘﺩ ﺨﺭﺝ ﻋﻤﻰ ﻤﻥ ﻏﺭﻨﺎﻁﺔ ، ﻟﻴﻭﺍﺼل ﺤﺭﺒﻪ
ﺍﻟﻴﺎﺌﺴﺔ ﻀﺩ ﺍﻷﺴﺒﺎﻥ ﻓﻰ ﻤﻠﻘﻪ ، ﻓﺘﻌﺭﺽ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﻟﻠﺤﺼﺎﺭ
ﻭﺍﻻﺠﺘﻴﺎﺡ ﻭﻤﺫﻟﺔ ﺍﻷﺴﺭ ﻭﺍﻟﻬﺯﻴﻤﺔ ، ﻜﻤﺎ ﺘﻌﺭﻀﺕ ﻟﺫﻟﻙ ﺃﺠﺯﺍﺀ
ﺃﺨﺭﻯ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﺤﺕ ﺴﻴﻁﺭﺘﻪ ﻓﻰ ﺒﺴﻁﺔ ﻭﺍﻟﻤﻨﻜﺏ ﻭﺍﻟﻤﺭﻴﺔ
ﻭﺁﺸﻲ .
ﺍﻟﻜﺎﺘﺏ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ : ﻭﻜﻨﺕ ﺃﻨﺕ ﺴﻌﻴﺩﺍ ﺒﺯﻭﺍل ﻤﻠﻙ ﻋﻤﻙ
، ﺒﺭﻏﻡ ﺃﻥ ﺫﻟﻙ ﻜﺎﻥ ﻴﻌﻨﻰ ﺴﻘﻭﻁ ﺃﻁﺭﺍﻑ ﻜﺜﻴﺭﺓ ﻤﻥ ﻤﻤﻠﻜﺔ
ﻏﺭﻨﺎﻁﺔ ﻓﻰ ﺃﻴﺩﻯ ﺍﻷﺴﺒﺎﻥ . ﻜﻤﺎ ﻜﻨﺕ ﻓﺨﻭﺭﺍ ﺒﺼﺩﺍﻗﺘﻙ ﻤﻊ
ﻓﺭﺩﻴﻨﺎﻨﺩ ﺍﻟﺘﻰ ﻅﻨﻨﺘﻬﺎ ﺘﻀﻤﻥ ﻟﻙ ﺍﻷﻤﻥ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ .
ﺃﺒﻭ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ : ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺃﻨﻨﻰ ﺒﺩﺃﺕ ﺃﺸﻙ ﻓﻰ ﻨﻭﺍﻴﺎ ﻓﺭﺩﻴﻨﺎﻨﺩ
، ﻨﺘﻴﺠﺔ ﺒﻁﺸﻪ ﺒﺎﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻭﻗﻌﻭﺍ ﺘﺤﺕ ﻴﺩﻩ ، ﻭﻜﻨﺕ
ﺃﻨﺘﻅﺭ ﻴ ﺩ ﻟﻰ ﺒﻌﺽ ﺍﻷﻤﻼﻙ ﺍﻟﺘﻰ ﺍﺴﺘﻠﺒﻬﺎ ﻤﻥ ﻋﻤﻲ ، ﻓﺈﺫﺍ ﺒﻪ
ﺭ
ﻴﺒﻌﺙ ﻟﻰ ﺒﺸﺭﻭﻁ ﺍﻹﺫﻋﺎﻥ ﻟﻪ ﻭﺒﺴﻁ ﺴﻠﻁﺎﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺩﻭﻟﺘﻨﺎ .
- 15. ﺍﻟﻜﺎﺘﺏ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ : ﻭﻟﻡ ﺘﻜﺘﺸﻑ ﺇﻻ ﻓﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻠﺤﻅﺔ ﺃﻨﻪ
ﻜﺎﻥ ﻴﺨﺩﻋﻙ ﻭﻴﺴﺘﺨﺩﻤﻙ ﺃﺩﺍﺓ ﻟﺘﻨﻔﻴﺫ ﺍﻏﺭﺍﻀﻪ ﻓﻰ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ
ﻤﺎ ﺘﺒﻘﻰ ﻤﻥ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ .
ﺃﺒﻭ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ : ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﻓﻰ ﻏﺭﻨﺎﻁﺔ ﻴﻁﺎﻟﺏ ﺒﺎﻻﻨﺘﻘﺎﻡ
ﻤﻤﺎ ﺤﺩﺙ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻓﻰ ﻤﻠﻘﻪ ﻭﺒﻘﻴﺔ ﺃﻁﺭﺍﻑ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ . ﻭﻜﺎﻥ
ﻓﺭﺩﻴﻨﺎﻨﺩ ﻴﻠﺢ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺒﺔ ﺒﺎﻻﺫﻋﺎﻥ ﻟﻪ ، ﻓﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻤﻨﻰ ﺇﻻ ﺃﻥ
ﺃﻁﻠﻘﺕ ﻨﻔﻴﺭ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ، ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﺃﺩﺭﻜﺕ ﺍﻥ ﻻ ﺴﺒﻴل ﻟﻠﺼﻠﺢ ﻤﻌﻪ
، ﻭﺒﺎﺩﺭﺕ ﺒﺎﻟﻬﺠﻭﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺍﻀﻴﻪ ﻭﺤﺼﻭﻨﻪ ﻭﺘﻭﺠﻴﻪ ﺍﻟﻀﺭﺒﺎﺕ
ﺍﻟﻰ ﺠﻨﺩﻩ ﻭﻋﺴﺎﻜﺭﻩ ، ﻭﻫﺏ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻭﻥ ﻟﻠﺩﻓﺎﻉ ﻋﻥ ﺩﻴﻨﻬﻡ
ﻭﻤﺩﻴﻨﺘﻬﻡ ، ﻭﺩﺍﺭﺕ ﺭﺤﻰ ﺍﻟﺤﺭﺏ ، ﻭﺍﻨﺘﺼﺭ ﺠﻴﺸﻨﺎ ﻭﻫﺯﻡ
ﺍﻟﻘﺸﺘﺎﻟﻴﻭﻥ ﻫﺯﻴﻤﺔ ﻗﺎﺴﻴﺔ .
ﺍﻟﻜﺎﺘﺏ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ : ﻭﻜﺎﻨﺕ ﺘﻠﻙ ﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺃﺨﻴﺭﺓ ﻟﻠﺘﻜﻔﻴﺭ
ﻋﻥ ﺫﻨﻭﺒﻙ ﻭﺁﺜﺎﻤﻙ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻭﻀﻌﻭﺍ ﻴﺩﻙ ﻓﻰ ﻴﺩ ﺍﻷﻋﺩﺍﺀ ،
ﻭﺤﺎﺭﺒﺕ ﺒﻬﻡ ﺃﻫﻠﻙ .
ﺃﺒﻭ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ : ﻜﻨﺕ ﺃﻨﺸﺩ ﺍﻷﻤﺎﻥ ﻷﻫﻠﻰ ﻭﻤﺩﻴﻨﺘﻰ ﻋﻨﺩﻤﺎ
ﺘﺤﺎﻟﻔﺕ ﻤﻊ ﻓﺭﺩﻴﻨﺎﻨﺩ ، ﻭﻟﻜﻥ ﺍﻟﺤﻘﺩ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻰ ﺍﻟﺫﻯ ﻴﻤﻸ ﻗﻠﻭﺏ
ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻷﻋﺩﺍﺀ ﻀﺩﻨﺎ ﻴﺄﺒﻰ ﺃﻥ ﻴﺨﻤﺩ ﺃﻭ ﻴﻤﻭﺕ ﻭﻟﻘﺩ ﻓﻭﺠﺊ
ﻓﺭﺩﻴﻨﺎﻨﺩ ﺒﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﻤﻌﺭﻜﺔ ، ﻭﻫﺯﻴﻤﺔ ﺠﻴﺸﻪ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﺘﻭﻗﻌﺔ ،
- 16. ﻓﻤﻀﻰ ﻭﻟﻤﺩﺓ ﻋﺎﻡ ﻜﺎﻤل ﻴﺤﺸﺩ ﻗﻭﺍﻩ ، ﻭﻴﺴﺘﻌﺩ ﻟﻼﻨﺘﻘﺎﻡ ،
ﻭﺨﺭﺝ ﻤﻥ ﺇﻴﺯﺍﺒﻴﻼ ﻟﺤﺭﺒﻨﺎ ، ﻭﻓﻰ ﺭﻜﺎﺒﻬﻤﺎ ﺠﻴﺵ ﻴﺘﻜﻭﻥ ﻤﻥ
ﺨﻤﺴﻴﻥ ﺃﻟﻑ ﻤﺤﺎﺭﺏ .
ﻟﻡ ﺘﻜﻥ ﻟﻨﺎ ﻗﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺠﻴﺵ ، ﻭﻟﻡ ﻴﻜﻥ
ﻓﻰ ﺤﻭﺯﺘﻨﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺩﺓ ﻭﺍﻟﻌﺘﺎﺩ ﻤﺎ ﻴﻭﺍﺯﻴﻪ ، ﻭﻟﻜﻥ ﺃﻫل ﻏﺭﻨﺎﻁﺔ
ﺼﻤﻤﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺘﺎل ، ﻭﻗﺎﻡ ﻓﺭﺴﺎﻨﻨﺎ ﺒﺄﺭﻭﻉ ﻀﺭﻭﺏ ﺍﻟﺸﺠﺎﻋﺔ
ﻭﺍﻹﻗﺩﺍﻡ . ﻭﺃﺤﺭﻕ ﺠﻴﺵ ﺍﻷﻋﺩﺍﺀ ﺍﻟﺒﺴﺎﺘﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﺯﺍﺭﻉ ،
ﻭﺃﺤﻜﻤﻭﺍ ﺤﺼﺎﺭﻫﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ، ﻭﻗﺎﻭﻤﻨﺎ ﺤﺼﺎﺭﻫﻡ ﺜﻤﺎﻨﻴﻥ
ﻴﻭﻤﺎ ﻭﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﺼﺎﺭ ﺃﻫﻠﻨﺎ ﻴﺘﺴﺎﻗﻁﻭﻥ ﺠﻭﻋﺎ ﻭﻋﻁﺸﺎ ﺍﺘﻔﻕ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺘﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﺒﺸﺭﻁ ﺃﻥ ﻨﺄﻤﻥ ﻓﻰ ﺩﻴﻨﻨﺎ ﻭﺃﻋﺭﺍﻀﻨﺎ
ﻭﺩﻴﺎﺭﻨﺎ ﻭﺃﻫﻠﻨﺎ ﻭﻭﺍﻓﻘﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﺫﻯ ﻻﺒﺩ ﻤﻨﻪ .
ﺍﻟﻜﺎﺘﺏ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ : ﻭﻫﻜﺫﺍ ﺨﺭﺠﺕ ﺍﻷﻨﺩﻟﺱ ﻤﻥ ﺨﺭﺍﺌﻁ
ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ، ﻭﺩﺨﻠﺕ ﻤﺘﺤﻑ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺭﻤﺯﺍ ﻟﻤﺠﺩ ﻏﺎﺒﺭ ، ﻭﺤﻀﺎﺭﺓ
ﺃﺩﺭﻜﻬﺎ ﺍﻷﻓﻭل . ﻭﻜﻨﺕ ﺃﻨﺎ ﺍﻟﺸﺎﻫﺩ ﻭﺍﻟﻀﺤﻴﺔ .
ﺃﺒﻭ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ : ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺃﻜﻭﻥ ﻋﺎﻤﻼ ﻤﻥ ﻋﻭﺍﻤل ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ
ﻻ ﻤﻌﻭﻻ ﻤﻥ ﻤﻌﺎﻭل ﺍﻟﺘﺨﺭﻴﺏ ﻭﻟﻜﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﻜﺎﻥ ﻀﺩﻱ ،
ﺃﺴﻠﻤﺕ ﺒﻴﺩﻯ ﻫﺫﻩ ﻤﻔﺘﺎﺡ ﻗﺼﺭ ﺍﻟﺤﻤﺭﺍﺀ ﻟﻸﻋﺩﺍﺀ ﻭﻟﻡ ﺃﻜﻥ ﺇﻻ
ﺃﺩﺍﺓ ﻤﺴﺨﺭﺓ ﻟﺨﺩﻤﺔ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﻴﺄﺫﻥ ﺒﺎﻟﺭﺤﻴل . ﻓﺠﺎﺀ ﺭﺤﻴﻠﻪ ﻋﻠﻰ
- 17. ﻴﺩﻱ . ﺍﻨﺘﻬﻰ ﺯﻤﻥ ﺍﻟﻤﺠﺩ ﻭﺍﻟﺯﻫﻭ ﻭﺴﻘﻁﺕ ﻏﺭﻨﺎﻁﺔ ﺘﺤﺕ
ﺴﻨﺎﺒﻙ ﺨﻴل ﺍﻷﻋﺩﺍﺀ . ﻟﻜﻥ ﻏﺭﻨﺎﻁﺔ ﻟﻡ ﺘﺴﻘﻁ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻴﻭﻡ ،
ﻭﺇﻨﻤﺎ ﺴﻘﻁﺕ ﻗﺒل ﺫﻟﻙ ﺒﻤﺎﺌﺘﻰ ﻋﺎﻡ ، ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺍﻨﻘﺴﻤﺕ ﺩﻭﻟﺔ
ﺍﻷﻨﺩﻟﺱ ﺇﻟﻰ ﻁﻭﺍﺌﻑ ﻭﺩﻭﻴﻼﺕ ﺘﺘﻨﺎﺯﻉ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻭﺘﺘﺼﺎﺭﻉ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻤﻠﻙ ﻭﺘﻨﺴﻰ ﺍﻷﻋﺩﺍﺀ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﺤﻴﻁﻭﻥ ﺒﻬﺎ . ﻻ . . ﻻ ﺘﺤﻤﻠﻭﻨﻰ
ﺩﻤﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺯﻑ ، ﻭﻻ ﺘﻀﻌﻭﺍ ﻗﻼﺌﺩ ﺍﻹﺜﻡ ﻭﺍﻟﺨﻁﻴﺌﺔ ﻓﻰ ﻋﻨﻘﻰ
ﻷﻨﻨﻰ ﺃﺴﻠﻤﺕ ﻤﻔﺎﺘﻴﺤﻬﺎ ﻟﻸﻋﺩﺍﺀ . . ﻜﻨﺕ ﻤﺠﺭﺩ ﺇﻨﺴﺎﻥ ﺴﻴﺊ
ﺍﻟﺤﻅ ﺘﺭﺍﻓﻕ ﺯﻤﻥ ﻤﻴﻼﺩﻩ ﻤﻊ ﺴﻘﻭﻁ ﺍﻟﺸﻬﺏ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ،
ﻭﻅﻠﺕ ﺍﻟﻨﺠﻭﻡ ﺘﻔﺭ ﻤﻥ ﺃﺒﺭﺍﺠﻬﺎ ﻭﺍﺤﺩﺓ ﺒﻌﺩ ﺍﻷﺨﺭﻯ ، ﻓﻤﻥ
ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺃﻥ ﻴﻌﻴﺩ ﻨﺠﻤﺔ ﻫﺎﺭﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ .
