SlideShare ist ein Scribd-Unternehmen logo

1531

•
•
K
kotob arabia
Bildung
1 von 189
Downloaden Sie, um offline zu lesen
 ‫א‬  ??      
‫ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﺍﳌﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ‬ ‫א‬ ‫א‬ ‫א‬ ‫.‬ ‫אא‬ ‫א‬ ‫)ﻋـﱪ ﺍﻻﻧﱰﻧـﺖ ﺃﻭ‬ ‫א‬ ‫אא‬ ‫ﻟﻠﻤﻜﺘﺒــﺎﺕ ﺍﻻﻟﻜﱰﻭﻧﻴــﺔ ﺃﻭ ﺍﻷﻗــﺮﺍﺹ ﺍﳌﺪﳎــﺔ ﺃﻭ ﺍﻯ‬ ‫א‬ ‫ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺃﺧﺮﻯ (‬ ‫א‬ ‫א‬ ‫.‬ ‫.‬ ‫א א‬
‫ﻣﻘﺪﻣﺔ ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﱃ‬ ‫ﻣﻨﺬ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻨﺎﺕ ﻭ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﳊﺠﺎﺏ ﺑﲔ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ‬ ‫ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺎﺕ ﺗﺜﲑ ﻓﻀﻮﻝ ﺍﻟﻐﺮﺑﺎﺀ ، ﻭﺍﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﳍـﻮﺍﺟﺲ ﻭﺍﻟﻘﻠـﻖ‬ ‫ﻟﺪﻯ ﺍﳌﺜﻘﻔﲔ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ، ﻭﺗﺘﺎﺑﻊ ﺑﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻳﺒﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻮﺟﺲ ﻣـﻦ‬ ‫ﺍﻻﻋﻼﻡ ﺍﻟﻐﺮﰉ ..‬ ‫ﻭ ﺍﳉﺪﻝ ﺑﲔ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﻳﻦ ﻻ ﻳﻜﺎﺩ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﺣـﻮﻝ‬ ‫ﻗﻀﻴﺔ ﺍﳊﺠﺎﺏ ، ﻭ ﻛﻠﻤﺎ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺑﲔ ﻃﺮﻓﲔ ﻋﺎﺩ ﻟﻴﺜﻮﺭ ﺑﲔ ﺃﻃﺮﺍﻑ‬ ‫ﺃﺧﺮﻯ . ﻭﻗﺪ ﺑﻠﻎ ﻣﻦ ﲪﺎﺱ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻭ ﺍﺻﺮﺍﺭﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ‬ ‫ﺍﳊﺠﺎﺏ ﻭ ﺇﻋﺎﺩﺗﻪ ﺍﱃ ﺭﺃﺱ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ ﺍﱃ ﺣﺪ ﺃﻧﻪ ﺃﺻـﺒﺢ‬ ‫ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻣﺰ ﻭﺣﺪﻩ ﺍﱃ ﺍﳍﻮﻳﺔ ﺍﻻﺳـﻼﻣﻴﺔ ﻭﳝﺜـﻞ ﺟـﻮﻫﺮ‬ ‫ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻻﺳﻼﻣﻰ ..‬ ‫ﻭ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﳉﺪﻝ ﺍﳌﺴﺘﻤﺮ ﺑﲔ ﺍﻟﻄﺮﻓﲔ ، ﺍﳌﻌـﺎﺭﺽ ﻭ‬ ‫ﺍﳌﺸﺠﻊ ، ﻣﺎﺯﺍﻟﺖ ﺃﻋﺪﺍﺩ ﺍﶈﺠﺒـﺎﺕ ﰱ ﺍﺯﺩﻳـﺎﺩ ، ﻭﻣـﺎﺯﺍﻝ‬ ‫ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﻮﻥ ﻳﺪﻓﻌﻮﻥ ﺑﺸﺪﺓ ﰱ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﲡﺎﻩ ، ﻭﻋﻠﻰﺍﻷﺧﺺ ﺑﻌـﺾ‬ ‫ﺍﻟﺪﻋﺎﺓ ﺍﻟﻌﺼﺮﻳﲔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﻛﺘﺴﺒﻮﺍ ﺷﻬﺮﺓ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﺑﲔ ﺃﻭﺳﺎﻁ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ‬ ‫،ﻭ ﻃﻼﺏ ﺍﳉﺎﻣﻌﺎﺕ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻨﺘﻤﻮﻥ ﺍﱃ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﺍﻟﺜﺮﻳﺔ ،‬
‫ﻭ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻨﺘﻈﺮﻫﻢ ﺍﻟﻔﺮﺹ ﻟﻠﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﰱ ﺗﻐﻴﲑ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻭ ﺑﻨﺎﺋﻪ .‬ ‫ﻭﻗﺪ ﲢﻮﻝ ﺍﳋﻤﺎﺭ ﻭ" ﺍﻟﺘﲑﺑﻮﻥ" ﻭ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﺍﻟﱪﻗﻊ ﺍﱃ ﻣﻮﺩﺍﺕ ﺗﻨﺘﺸﺮ‬ ‫ﺑﲔ ﺍﳌﺮﺍﻫﻘﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﺒﺎﻟﻐﺎﺕ ﰱ ﻣﺼﺮ ، ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﳍﺎ ﺃﻳﺔ ﺃﺑﻌﺎﺩ‬ ‫ﺍﳝﺎﻧﻴﺔ..‬ ‫ﻭ ﺗﻐﺮﻕ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺍﳌﺴﻠﻤﺔ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ ﰱ ﲝﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻻﺕ ﺍﻟﱴ ﻻ‬ ‫ﲡﺪ ﳍﺎ ﺇﺟﺎﺑﺎﺕ ﺷﺎﻓﻴﺔ ..‬ ‫ﺃﻟﺒﺲ ﺍﳊﺠﺎﺏ ﺃﻡ ﻻ ﺃﻟﺒﺴﻪ؟!‬ ‫ﺃﻛﺸﻒ ﻋﻦ ﻭﺟﻬﻰ ﻭﻛﻔﻰ ﺃﻡ ﺃﺧﻔﻴﻬﻢ ؟! ﺃﻛﺘﻔﻰ ﺑﺎﻳﺸﺎﺭﺏ‬ ‫ﻹﺧﻔﺎﺀ ﺷﻌﺮﻯ ﺃﻡ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺃﺧﻔﻰ ﺍﻟﻨﺤﺮ ﻭﻓﺘﺤﺔ ﺍﻟﺼﺪﺭ ﺃﻳﻀﺎ ؟!‬ ‫ﻫﻞ ﺍﻟﻨﻘﺎﺏ ﺣﻼﻝ ﺃﻡ ﺣﺮﺍﻡ ؟! ﻭ ﺇﺫﺍ ﱂ ﺃﻟﺒﺲ ﺍﳊﺠﺎﺏ ﻓﻬﻞ ﺃﻛﻮﻥ‬ ‫ﻋﺎﺻﻴﺔ ﺁﲦﺔ ﻛﻤﺎ ﺗﺮﺩﺩ ﰱ ﻛﺘﺎﺑﺎﺕ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺪﺍﻋﲔ ﺍﻟﻴﻪ ، ﺃﻡ ﺃﻥ ﺍﷲ‬ ‫ﻏﻔﻮﺭ ﺭﺣﻴﻢ ؟!ﻭ ﺍﺫﺍ ﻟﺒﺴﺘﻪ ﻫﻞ ﺃﺑﺪﻭ ﻣﺘﺨﻠﻔﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﻭﺍﻗﻌﺔ ﰱ‬ ‫ﺃﺳﺮ ﺍﻟﻔﻜﺮ "ﺍﳊﺮﳝﻰ" ﻣﺘﺨﻠﻴﺔ ﻋﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻘﺪﻣﻪ ﱃ ﻋﺎﱂ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣـﻦ‬ ‫ﺣﻘﻮﻕ ﻭ ﺣﺮﻳﺎﺕ ..؟!‬ ‫ﻭﻣﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﰱ ﺣﲑ‪‬ﺎ ﺍﳋﻼﻑ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﺑﲔ ﺍﳌﻔﻜـﺮﻳﻦ ﺣـﻮﻝ‬ ‫ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﳊﺠﺎﺏ ، ﻓﻔﺮﻳﻖ ﻳﺮﺍﻫﺎ ﺍﻧﺘﺼﺎﺭ ﻟﻠﻔﻜﺮ ﺍﻻﺳـﻼﻣﻰ‬ ‫ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻭ ﻋﻼﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺤﻮﺓ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻟﺪﻯ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻭ ﻋـﻮﺩﺓ‬ ‫ﺑﺎﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﳌﺴﻠﻤﺎﺕ ﺍﱃ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﳌﺴﺘﻘﻴﻢ ..ﺍﱁ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻓﺮﻳﻖ ﺁﺧﺮ ﻳﺮﻯ‬
‫ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﺍﻧﺘﺸﺮﺕ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺘﻔﺸﻰ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﺴـﻠﻔﻰ ﺑـﲔ‬ ‫ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﻳﻦ ، ﻭ ﺗﻘﺎﻋﺴﻬﻢ ﻋﻦ ﺗﻘﺪﱘ ﺗﻔﺎﺳﲑ ﻋﺼﺮﻳﺔ ﺗﺘﻔـﻖ‬ ‫ﻣﻊ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﺴﺮﻳﻌﺔ ﰱ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺍﻟﺒﺸﺮﻯ ، ﻭﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﰱ ﺭﺃﻳﻬﻢ‬ ‫ﻋﻮﺩﺓ ﺑﺎﳌﺴﻠﻤﲔ ﻗﺮﻭﻥ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﺍﱃ ﺍﳉﺎﻫﻠﻴﺔ ، ﻭ ﺇﺳﺎﺀﺓ ﺍﱃ ﺍﻹﺳـﻼﻡ‬ ‫ﺍﻟﺬﻯ ﺳﺎﻭﻯ ﺑﲔ ﻛﻞ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻭﻧﺰﻟﺖ ﺭﺳﺎﻟﺘﻪ ﺍﳊﻨﻴﻔﺔ ﻟﺘﺤﺮﺭ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ‬ ‫، ﺫﻛﺮﺍ ﻭ ﺃﻧﺜﻰ ، ﻭ ﺗﻨﻘﺬﳘﺎ ﻣﻦ ﻋﺒﻮﺩﻳﺔ ﺍﳌﺎﺿﻰ..ﺃﻣﺎ ﺃﻋﺪﺍﺀ ﺍﻻﺳﻼﻡ‬ ‫ﻓﻴﺪﻟﻠﻮﻥ ‪‬ﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺸﻰ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻯ ﰱ ﺍ‪‬ﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ،‬ ‫ﻭﻋﻠﻰ ﺍﺯﺩﺭﺍﺀ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻟﻠﻤﺮﺍﺓ ، ﻭ ﺍﻣﻌﺎ‪‬ﻢ ﰱ ﺍﺫﻻﳍـﺎ ﻭ ﺣﺒﺴـﻬﺎ‬ ‫ﺩﺍﺧﻞ ﺇﻃﺎﺭ ﻣﺘﺨﻠﻒ ..‬ ‫ﻭﺍﳌﻼﺣﻆ ﺃﻥ ﺃﻏﻠﺐ ﺍﳌﺘﺠﺎﺩﻟﲔ ﺣﻮﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀـﻴﺔ ﻣـﻦ‬ ‫ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺻﺎﺣﺒﺔ ﺍﻷﻣﺮ ﺻﺎﻣﺘﺔ ﻻﺗﺸﺎﺭﻙ ، ﻭ ﺇﻥ ﺃﻓﺼﺤﺖ‬ ‫ﺑﺮﺃﻯ ﻓﻌﻠﻰ ﺍﺳﺘﺤﻴﺎﺀ ﺷﺪﻳﺪ ، ﻛﺄ‪‬ﺎ ﺗﺘﺪﺧﻞ ﻓﻴﻤﺎ ﻻ ﻳﻌﻨﻴﻬﺎ . ، ﺭﻏﻢ‬ ‫ﺃﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﰱ ﺣﻘﻴﻘﺘﻪ ﳜﺺ ﻣﺎﻫﻴﺘﻬﺎ ﻭ ﻳﺮﺳﻢ ﻣﻼﳏﻬﺎ ﻭﳛﺪﺩ ﻭﺟﻮﺩﻫﺎ‬ ‫ﻭ ﻳﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺎ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﺍﳌﻴﻼﺩ ﺍﱃ ﺍﳌﻤﺎﺕ ..‬ ‫ﻓﻬﻞ ﺻﻤﺖ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻗﺘﻨﺎﻋﻬﺎ ﺃﻡ ﻫﻮ ﺻﻤﺖ ﺍﳌﺴﺘﺴﻠﻢ‬ ‫ﺍﳌﻘﻬﻮﺭ ؟!‬ ‫ﺇﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﻭﻻ ﺫﺍﻙ ..ﺑﻞ ﻫﻮ ﺑﺴﺒﺐ ﻋﺪﻡ ﺗﻮﻓﺮ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‬ ‫ﻟﺪﻳﻬﺎ ..ﻓﺄﻏﻠﺐ ﺍﻟﻼﺗﻰ ﺗﺮﺗﺪﻳﻦ ﺍﳊﺠﺎﺏ ﻳـﺮﺩﺩﻥ ﺃﻥ ﺍﳊﺠـﺎﺏ‬
‫ﻓﺮﻳﻀﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﺴﻠﻤﺔ ،ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻌﺮﻓﻦ ﺍﳌﻌﲎﺍﳊﻘﻴﻘـﻰ ﻟﻜﻠﻤـﺔ‬ ‫ﻓﺮﻳﻀﺔ ، ﻭﻻ ﻣﺎﻫﻲ ﺷﺮﻭﻁ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ، ﻭﻗـﺪ ﻻ ﺗﺘـﺬﻛﺮ‬ ‫ﺍﻷﻏﻠﺒﻴﺔ ﺍﻟﻌﻈﻤﻰ ﻣﻦ ﺍﶈﺠﺒﺎﺕ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻴـﺔ ﺍﳋﺎﺻـﺔ ﺑـﻪ ،‬ ‫ﺃﻭﳛﻔﻈﻨﻬﺎ ﻋﻦ ﻇﻬﺮ ﻗﻠﺐ ، ﺩﻭﻥ ﻭﻋﻰ ﺑﺘﻔﺴـﲑﻫﺎ ﺃﻭ ﺑﺄﺳـﺒﺎﺏ‬ ‫ﻧﺰﻭﳍﺎ . ﻭﺍﺫﺍ ﻣﺎ ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺍﺣﺪﺍﻫﻦ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺟﺬﻭﺭﻫﺎ ﻭﺟـﺪﺕ‬ ‫ﻛﺘﺐ ﺍﻟﺘﻔﺎﺳﲑ ﲤﺘﻠﻰﺀ ﲟﺌﺎﺕ ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ ﺍﻟﱴ ﺗﻜﺸـﻒ ﺧـﻼﻑ‬ ‫ﺍﳌﻔﺴﺮﻳﻦ ﺣﻮﻝ ﻣﺎﻫﻴﺔ ﺍﳊﺠﺎﺏ ﻭﺷﺮﻭﻃﻪ .. ﻭ ﺩﻻﻻﺕ ﺍﻷﻟﻔـﺎﻅ‬ ‫ﺍﳋﺎﺻﺔ ﺑﻪ ﰱ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﻣﺜﻞ ﺍﳉﻠﺒﺎﺏ ﻭ ﺍﳋﻤـﺎﺭ ﻭﺍﻟﺜـﻮﺏ ﻭ‬ ‫ﺍﻟﺰﻳﻨﺔ ..؟!‬ ‫ﻭ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ..ﺇﻥ ﺍﻟﻼﺗﻰﻳﺮﺗﺪﻳﻦ ﺍﳊﺠﺎﺏ ﺇﻣﺎ ﻳﺄﺧﺬﻧﻪ ﻛﻘﻀﻴﺔ‬ ‫ﻣﺴﻠﻤﺔ ،ﺃﻭ ﺃﺭﻏﻤﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﺭﺗﺪﺍﺋﻪ ﺩﻭﻥ ﺍﻗﺘﻨﺎﻉ ﻛﺎﻑ .‬ ‫ﻭﰱ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻟﻜﺜﲑﺍﺕ ﳑﻦ ﻳﺮﻓﻀﻦ ﺍﺭﺗـﺪﺍﺀ ﺍﳊﺠـﺎﺏ‬ ‫ﻳﺮﺩﺩﻥ ﻋﺒﺎﺭﺍﺕ ﻭ ﻣﺼﻄﻠﺤﺎﺕ ﻭ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﻣﺴﺘﻌﺎﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﻐﺮﰉ‬ ‫ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻭﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﳍﺎ ﺑﺎﳌﻮﺿﻮﻉ..ﺍﻟﺬﻯ ﻫﻮ ﺃﻣﺮ ﺍﺳﻼﻣﻰ ﻻ ﳜﺺ‬ ‫ﺳﻮﻯ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻭﺣﺪﻫﻢ ..‬ ‫ﻭ ﺃﻏﻠﺐ ﺍﳌﺜﻘﻔﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺎﺕ ﺍﳌﻌﺎﺻـﺮﺍﺕ ﻳﺘﺠـﺎﻫﻠﻦ ﻫـﺬﺍ‬ ‫ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ ، ﻭ ﻳﺘﺠﻨﱭ ﺍﺑﺪﺍﺀ ﺍﻟﺮﺃﻯ ﻓﻴﻪ، ﻭ ﺇﺫﺍ ﺃﺛﲑ ﺃﻣﺎﻣﻬﻦ ﻭﻗﻔـﻦ‬ ‫ﻣﻮﻗﻔﺎ ﻣﺘﺮﺩﺩﺍ ﻟﻴﺲ ﻣﻌﻪ ﻭ ﻻ ﺿﺪﻩ ..ﻭ ﻛﺜﲑﺍ ﻣﺎ ﺃﻓﺼـﺤﻦ ﻋـﻦ‬
‫ﺭﻏﺒﺘﻬﻦ ﰱ ﻋﺪﻡ ﺍﳋﻮﺽ ﻓﻴﻪ ﳊﺴﺎﺳﻴﺘﻪ ﺃﻭ ﳋﻄﻮﺭﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺎﺓ ﻣﻦ‬ ‫ﻗﺪ ﻳﻄﺮﺡ ﻓﻴﻪ ﺭﺃﻳﺎ ﳜﺎﻟﻒ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﺸﺎﺋﻊ ﺑﲔ ﺍﻟﻌﺎﻣـﺔ .. ﻭﺍﻟﺴـﺒﺐ‬ ‫ﺍﳊﻘﻴﻘﻰ ﻭﺭﺍﺀ ﺫﻟﻚ ﻫﻮ ﻋﺪﻡ ﺍﳌﺎﻣﻬﻦ ﺑﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﻟﺒﺎﺱ ﺍﳌﺮﺃﺓ‬ ‫ﺍﳌﺴﻠﻤﺔ ، ﻭ ﻻ ﺗﺘﻮﻓﺮ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻋﻨﻪ ﻟﺪﻳﻬﻦ ﺳﻮﻯ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﱴ ﺗﺘﻜﺮﺭ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺃﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺪﻋﺎﺓ ﻭ ﻛﻠﻬﺎ ﻣﺄﺧﻮﺫ ﻋﻦ ﺍﳌﻔﺴﺮﻳﻦ ﺍﻟﻘﺪﺍﻣﻰ ..‬ ‫ﻭﺍﻋﺘﺮﻑ ﺃﱏ ﻛﻨﺖ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ ..ﻭ ﻛـﺎﻥ ﺍﳌﻮﺿـﻮﻉ‬ ‫ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﻳﺜﲑﱏ ﻭ ﻳﻘﻠﻘﲎ ، ﻳﺴﺒﺐ ﱃ ﺣﺮﺟﺎ ﻭ ﺍﺭﺗﺒﺎﻛﺎ ﺷـﺪﻳﺪﻳﻦ ،‬ ‫ﺧﺎﺻﺔ ﺍﺫﺍ ﻣﺎ ﺃﺛﲑ ﺧﺎﺭﺝ ﻣﺼﺮ ، ﰱ ﻭﺳﻂ ﺍﳌﺜﻘﻔـﺎﺕ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴـﺎﺕ‬ ‫..ﻛﻦ ﻳﺴﺄﻟﻨﲎ ﰱ ﳍﻔﺔ ﻟﻜﻰ ﳛﺼﻠﻦ ﻋﻠﻰ ﺇﺟﺎﺑﺎﺕ ﺷﺎﻓﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻣﺮﺃﺓ‬ ‫ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻣﺘﻌﻠﻤﺔ .. ﻣﺎﻫﻰ ﺣﻘﻴﻘﺔﺍﳊﺠﺎﺏ ؟ ﳌﺎﺫﺍ ﻳﻨﺘﺸﺮ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻛﺒﲑﺓ‬ ‫ﺑﲔ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﳌﺴﻠﻤﺎﺕ ﺣﱴ ﺍﳊﺎﺻﻼﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﺭﺟﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ‬ ‫..؟ ﻫﻞ ﺃﻧﺖ ﻣﻘﺘﻨﻌﺔ ﺑﻪ ؟! ﻭ ﳌﺎﺫﺍ ﻻ ﺗﺮﺗﺪﻳﻨﻪ ؟!..‬ ‫ﻭ ﺍﻟﺬﻧﺐ ﻟﻴﺲ ﺫﻧﺐ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ ﻭ ﻻﺫﻧﺐ ﺍﳌﺴـﻠﻢ‬ ‫ﺍﳌﻌﺎﺻﺮ .. ﻓﺎﻟﻮﺍﻗﻊ ﺃﻥ ﻣﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺃﳘﻠﺖ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻛﻤﺎﺩﺓ ﻋﻠﻤﻴﺔ ،‬ ‫ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﺎﺩﺓ ﳒﺎﺡ ﺃﻭ ﺭﺳﻮﺏ .. ﻭ ﻛﺎﻧـﺖ ﺣﺼـﺔ ﺍﻟـﺪﻳﻦ ﰱ‬ ‫ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﳑﻠﺔ ﺍﱃ ﺃﺑﻌﺪ ﻣﺪﻯ ، ﻛﺜﲑﺍ ﻣﺎ ﻧﺴﺘﺴﻠﻢ ﻟﻠﻨﻮﻡ ﺃﺛﻨﺎﺀﻫـﺎ ..‬ ‫ﻭﺃﻏﻠﺐ ﺍﳌﺪﺭﺳﲔ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺍﳊﻤﺎﺱ ﻷﻥ ﻳﻨﺎﻗﺸﻮﺍ ﺃﻣﻮﺭ ﺍﻟﺪﻳﻦ‬ ‫ﻣﻌﻨﺎ ، ﺑﺸﻜﻞ ﻳﺮﺿﻰ ﻓﻀﻮﻟﻨﺎ ﻭ ﳝﺲ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﺣﻴﺎﺗﻨـﺎ . ﻛـﺎﻧﻮﺍ‬
‫ﳚﻴﺒﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺗﺴﺎﺅﻻﺗﻨﺎ ﺍﻟﱪﻳﺌﺔ ﺑﺈﺣﺎﺑﺎﺕ ﺗﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﺗﻌﱪ ﻋﻦ ﺃﻓﻜـﺎﺭ‬ ‫ﺑﻌﻴﺪﺓ ﻋﻦ ﻣﻔﺎﻫﻴﻤﻨﺎ ، ﻭﱂ ﻳﻜﻦ ﻣﻄﻠﻮﺑﺎ ﻣﻨﺎ ﺳﻮﻯ ﺣﻔـﻆ ﺁﻳـﺎﺕ‬ ‫ﻗﺮﺁﻧﻴﺔ ﻣﻜﻴﺔ ﺗﺘﻮﻋﺪ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ) ﺍﻟﻮﺛﻨﻴﲔ ( ﺑﺎﻟﻌﺬﺍﺏ ﰱﺍﻵﺧـﺮﺓ ، ﻭ‬ ‫ﺗﻌﺪ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﺑﺎﻟﻔﺮﺩﻭﺱ ﺍﻷﺑﺪﻯ .ﻓﻜﻨﺎ ﳓﻔﻈﻬﺎ ﻭ ﻧﺮﺩﺩﻫﺎ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ‬ ‫ﻧﺘﻌﻤﻖ ﰱ ﻓﻬﻢ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ، ﺃﻭﻧﺪﺭﻙ ﺩﻻﻟﺔ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ، ﻋﻠﻰ ﺍﻟـﺮﻏﻢ‬ ‫ﻣﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻔﺼﺤﻰ ﻣﺮﺕ ﲟﺮﺍﺣﻞ ﻭﺗﻄﻮﺭﺕ ﺃﻟﻔﺎﻇﻬـﺎ‬ ‫ﻭﺗﻐﲑﺕ ﻣﻌﺎﻧﻴﻬﺎ ﻭﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﺎ‪‬ﺎ ﻋﱪ ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ .‬ ‫ﻛﻨﺎ ﳒﻬﻞ ﺃﻥ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﻭ ﺣﻔﻆ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﻻ ﺗﻜﻔﻰ ،‬ ‫ﻓﺎﳌﺴﻠﻢ ﻣﺄﻣﻮﺭ ﻣﻦ ﺭﺑﻪ ﺑﺄﻥ ﻳﻔﻬﻢ ﻭ ﻳﺘﻌﻘﻞ ﻭ ﻳﻔﻜﺮ ﻭ ﻳﻌـﻰ ﻛـﻞ‬ ‫ﻛﻠﻤﺔ ﰱ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻜﺮﱘ . ﱂ ﻧﻌﺮﻑ ﺃﻥ ﻟﻜﻞ ﺁﻳﺔ ﺳـﺒﺐ ﻧـﺰﻭﻝ‬ ‫ﺃﻭﺃﻛﺜﺮ ، ﻭ ﺃﻧﻪ ﻟﻜﻰ ﻧﻔﻘﻬﻬﺎ ﻭ ﻧﺴﺘﻮﻋﺐ ﺍﻟﺪﺭﺱ ﻓﻴﻬﺎ ﻻﺑـﺪ ﻣـﻦ‬ ‫ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﱰﻭﻝ ،ﻭ ﻻﺩﺭﺍﻙ ﻣﻐﺰﻯ ﺍﻵﻳﺔ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺃﻥ ﳓـﻴﻂ‬ ‫ﺑﺸﻰﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﺍﻟﺘﺎﺭﳜﻰ ﻭ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﳌﻜﺎﻥ ﻭ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺍﻟﺬﻯﻧﺰﻟﺖ ﻓﻴﻪ‬ ‫..‬ ‫ﻭﰱ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻨﺎﺕ ﺛﺎﺭ ﺟﺪﻝ ﻋﻨﻴﻒ ﺣﻮﻝ ﻭﺿﻌﻴﺔ ﺍﳌﺮﺃﺓ‬ ‫، ﻭ ﺗﻜﺮﺭﺕ ﰱ ﺍﻟﺼﺤﻒ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻛﺘﺎﺑﺎﺕ ‪‬ﺎﺟﻢ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻣﻼﺕ‬ ‫ﻭ ﺗﻄﺎﻟﺐ ﺑﻌﻮﺩﺓ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺍﱃ ﺍﻟﺒﻴﺖ ، ﻭﺍﻻﻛﺘﻔﺎﺀ ﺑﺘﺄﺩﻳﺔ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺰﻭﺟـﺔ‬ ‫ﻭﺍﻷﻡ ﻋﻠﻰﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃ‪‬ﻤﺎ ﺩﻭﺭﻳﻬﺎ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﲔ ، ﺑﻞ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﻳﻦ ﰱ ﺍﳊﻴﺎﺓ‬
‫.. ﻭ ﺷﺎﻉ ﻓﻜﺮ ﻳﻬﺎﺟﻢ ﺳﻔﻮﺭ ﺍﳌـﺮﺃﺓ ﻭ ﺍﺧﺘﻼﻃﻬـﺎ ﺑﺎﻟﺮﺟـﺎﻝ ﻭ‬ ‫ﺍﺷﺘﺮﺍﻛﻬﺎ ﰱﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﻳﻨﺘﻘﺪ ﻣﻄﺎﻟﺒﺘﻬﺎ ﺑﺎﳌﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﳊﻘـﻮﻕ ،‬ ‫ﺑﺪﻋﻮﻯ ﺃﻧﻪ ﺗﻘﻠﻴﺪ ﺃﻋﻤﻰ ﻟﻠﻐﺮﺏ ، ﻭﺃﻥ ﻟﻪ ﻋﻮﺍﻗﺒﻪ ﺍﻟﻮﺧﻴﻤﺔ ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺍﻻﺳﻼﻣﻰ ﻭ ﺍﻹﻧﺴﺎﱏ ﻛﻠﻪ ..!!‬ ‫ﺩﻭﺍﻣﺔ ﻣﻔﺰﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺑﺪﺃﺕ ﺗﺘﻜﺎﺛﺮ ﰱ ﻋﻘﻠﻰ ، ﻭ ﺗﺘﺰﺍﺣﻢ‬ ‫ﰱ ﺭﺃﺳﻰ ..ﻛﺄﻧﲎ ﺍﳌﺴﺘﻬﺪﻓﺔ ﺷﺨﺼﻴﺎ ﺑﻜﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﻬﺎﻡ ﺍﳉﺎﺭﺣـﺔ‬ ‫..ﻭﻭﺟﺪﺗﲎ ﺃﺗﻌﺜﺮ ﰱ ﻣﺘﺎﻫﺔ ﻻ ﺃﻭﻝ ﳍﺎ ﻭﻻ ﺁﺧﺮ .. ﻫﻞ ﺑﻌﺪ ﻛﻞ ﻣﺎ‬ ‫ﺑﺬﻟﺖ ﻣﻦ ﺟﻬﺪ ﰱ ﺍﳌﺪﺍﺭﺱ ﻭ ﺍﳉﺎﻣﻌﺔ ، ﻭﺑﻌﺪ ﺳﻬﺮ ﺍﻟﻠﻴﺎﱃ ﺍﻟﻄﻮﺍﻝ‬ ‫ﻟﻠﺪﺭﺱ ﻭﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻞ ، ﻭ ﺑﻌﺪ ﲢﻘﻴﻖ ﺍﻟﺘﻔﻮﻕ ﻭﺗﺒـﻮﺃ ﺍﻟﺼـﺪﺍﺭﺓ ﰱ‬ ‫ﻓﺼﻮﻝ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﻭ ﻣﺪﺭﺟﺎﺕ ﺍﳉﺎﻣﻌﺔ ..ﺑﻌﺪ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﺃﺣﺮﻡ ﻣـﻦ‬ ‫ﺟﲎ ﺍﳊﺼﺎﺩ ﻭﻗﻄﻒ ﺍﻟﺜﻤﺮﺓ ﺍﻟﱴ ﺯﺭﻋﺘﻬﺎ ؟! ﻫـﻞ ﺃﺟـﺮﻯ ﻭﺭﺍﺀ‬ ‫ﺳﺮﺍﺏ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻌﻤﻠﻰ ﻭ ﺃﺗﻄﻠﻊ ﻟﻠﺼﻌﻮﺩ ﺍﱃ ﺃﻗﺼﻰ ﺩﺭﺟﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﺘﺮﻗﻰ ﻭﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻓﻴﻪ . .؟!‬ ‫ﻣﻦ ﺃﻧﺎ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ..ﺇﻧﺴﺎﻧﺔ ﺫﺍﺕ ﻋﻘﻞ ﻭ ﺭﻭﺡ ﻭ ﺿﻤﲑ ﺃﻡ ﳎﺮﺩ‬ ‫ﺃﻧﺜﻰ ﺃﻗﺼﻰ ﻏﺎﻳﺘﻬﺎ ﺇﺭﺿﺎﺀ ﺭﺟﻠﻬﺎ ﻭ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﺃﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ؟!‬ ‫ﻭ ﺇﺫﺍ ﻓﺎﺭﻗﲎ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﻭ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ..ﻣﺎ ﻣﺼﲑﻯ ..؟!‬ ‫ﻛﻞ ﺍﻻ‪‬ﺎﻣﺎﺕ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻮﺟﻪ ﺍﱃ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻠـﻖ ﺍﺳـﻼﻣﻰ‬ ‫..ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺩﻓﻌﲎ ﺣﺮﺻﻰ ﻋﻠﻰ ﺩﻳﲎ ﺍﱃ ﺃﻥ ﺃﺳﻌﻰ ﳌﻌﺮﻓﺔ ﺍﳊﻘﻴﻘـﺔ‬
‫..ﻭﺭﺣﺖ ﺍﲝﺚ ﻋﻦ ﺇﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴـﺆﺍﻝ : ﻣـﺎﻫﻮ ﻣﻮﻗـﻒ‬ ‫ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻣﻦ ﺍﳌﺮﺃﺓ ؟..ﺳﺆﺍﻝ ﻳﺒﺪﻭ ﺑﺴﻴﻄﺎ ﻭ ﻟﻜﻦ ﺍﻹﺟﺎﺑـﺔ ﻋﻠﻴـﻪ‬ ‫ﺍﺳﺘﻐﺮﻗﺖ ﺃﺭﺑﻊ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻰ ، ﻗﻀـﻴﺘﻬﺎ ﻏﺎﺭﻗـﺔ ﰱ ﻗـﺮﺍﺀﺓ‬ ‫ﻭﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﻭ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻷﺩﺏ ﻭ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ‬ ‫ﺍﻹﺳﻼﻣﻰ ﻭ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ..ﻭ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻗﺪﻣﺘﻪ ﱃ ﻣﻨﺎﻫﺞ ﻗﺴﻢ‬ ‫ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﻜﻠﻴﺔ ﺍﻵﺩﺍﺏ ﺟﺎﻣﻌﺔﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ..‬ ‫ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻭ ﻣﺮﻫﻘﺔ ﻷﱏ ﺑﺪﺃ‪‬ﺎ ﻭ ﺃﻧـﺎ ﰱ ﺑﺪﺍﻳـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺜﻼﺛﻴﻨﻴﺎﺕ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻯ ، ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﲣﺮﺟﺖ ﰱ ﺍﳉﺎﻣﻌﺔ ﻭﻋﻤﻠـﺖ ﻭ‬ ‫ﺗﺰﻭﺟﺖ ﻭ ﺃﳒﺒﺖ ﻃﻔﻠﲔ..ﻭﻟﻜﲎ ﺍﺳﺘﻤﺘﻌﺖ ﺑﻜﻞ ﳊﻈﺔ ﻓﻴﻬـﺎ ، ﻭ‬ ‫ﺃﻧﺎ ﺃﻗﺘﺪﻯ ﺑﻘﻮﻝ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﳌﺼﻄﻔﻰ : " " ﺍﳊﻜﻤﺔ ﺿﺎﻟﺔ ﺍﳌﺆﻣﻦ ﺃﱏ‬ ‫ﻭﺟﺪﻫﺎ ﺃﺧﺬﻫﺎ " . ﻭﱂ ﻳﻜﻦ ﺣﺼﻮﱃ ﻋﻠﻰ ﻟﻴﺴﺎﻧﺲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴـﺔ‬ ‫ﻣﻦ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ‪‬ﺎﻳﺔ ﺍﳌﻄﺎﻑ ، ﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻟﻄﺮﻳﻖ ﻃﻮﻳﻞ ﱂ‬ ‫ﻳﻨﺘﻪ ﺣﱴ ﺍﻟﻴﻮﻡ ..ﻭ ﻛﻠﻤﺎ ﻗﻄﻌﺖ ﻓﻴﻪ ﺷﻮﻃﺎ ، ﺯﺍﺩ ﺷﻐﻔﻰ ﻭ ﻓﻀﻮﱃ‬ ‫، ﻭ ﻛﻠﻤﺎ ﺍﻧﺘﻬﻴﺖ ﻣﻦ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﻛﺘﺎﺏ ﺗﻌﻤﻖ ﺍﺣﺴﺎﺳـﻰ ﺑﺎﳉﻬـﻞ ،‬ ‫ﻓﻤﺎﺯﺍﻟﺖ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺌﺎﺕ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺍﻟﱴ ﺃﺗﻮﻕ ﺍﱃ ﻗﺮﺍﺀ‪‬ـﺎ ..ﻭ‬ ‫ﺁﻻﻑ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﱴ ﱂ ﺗﺼﻞ ﺍﱃ ﺑﻌﺪ ..ﻭ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﳌﺴﺎﺋﻞ ﺍﻟـﱴ‬ ‫ﲢﺘﺎﺝ ﺍﱃ ﺍﳌﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺤﺚ ..ﻭ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﳊﺠﺎﺏ ..‬
‫ﻭ ﻧﺸﺮﺕ ﻣﻨﺬ ﻋﺎﻡ ٠٨٩١ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﻘﺎﻻﺕ ﺣﻮﻝ ﻭﺿـﻌﻴﺔ‬ ‫ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺍﳌﺴﻠﻤﺔ ، ﺃﻣﺎ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﳊﺠﺎﺏ ﻓﻠﻢ ﺃﺷﺄ ﺃﻥ ﺃﺣﺴﻢ ﻓﻴﻪ ﺃﻣﺮﻯ‬ ‫ﺃﻭ ﺃﻃﺮﺡ ﺭﺃﻯ ﺍﻻ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﺟﺮﻯ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻭﺍﻓﻴﺔ ﺣﻮﻟﻪ ..ﻟـﺬﻟﻚ‬ ‫ﺭﺣﺖ ﺃﻃﺎﻟﻊ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻃﺎﻟﺘﻪ ﻳﺪﺍﻯ ﳑﺎﻛﺘﺐ ﻋﻨﻪ ، ﻭﻗﺪ ﻭﻓﻘﲎ ﺍﷲ ﺍﱃ‬ ‫ﺍﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻭ ﺍﳌﺮﺍﺟﻊ ﺍﻟـﱴ ﺣﺮﺻـﺖ ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﺗﻔﻬﻤﻬﺎ ﺑﺄﻗﺼﻰ ﻣﺎ ﺍﺳﺘﻄﻌﺖ ﻣﻦ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ . ﻭ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻳﻘﻮﺩﱏ ﰱ‬ ‫ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺪﺭﺏ ﺍﻟﻮﻋﺮ ﺳﻮﻯ ﺳﺮﺍﺝ ﺍﻻﳝﺎﻥ ﺍﻟﻌﻤﻴﻖ ﺑﺎﷲ ﺳـﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭ‬ ‫ﺗﻌﺎﱃ ، ﻭﺍﻻﻗﺘﺪﺍﺀ ﺑﺴﻨﺔ ﻧﺒﻴﻪ ﺍﳌﺼﻄﻔﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼـﻼﺓ ﻭ ﺍﻟﺴـﻼﻡ ،‬ ‫ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﺄﻟﻪ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﰱ ﺃﻣﺮ ﻣﻦ ﺃﻣﻮﺭ ﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ﻓﻘﺎﻝ ﳍﻢ :‬ ‫" ﺃﻧﺘﻢ ﺃﻋﻠﻢ ﺑﺸﺌﻮﻥ ﺩﻧﻴﺎﻛﻢ .."، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘـﻮﻝ ﻷﺻـﺤﺎﺑﻪ‬ ‫ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺴﺘﺒﺪ ‪‬ﻢ ﺍﳊﲑﺓ : " ﺍﺳﺘﻔﺖ ﻗﻠﺒﻚ ﻭ ﺇﻥ ﺃﻓﺘﺎﻙ ﺍﳌﻔﺘﻮﻥ ".‬ ‫ﺇﻥ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﳊﺠﺎﺏ ﻣﻦ ﺃﺧﻄﺮ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﱴ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﲤﺲ ﲰﻌﺔ‬ ‫ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻭ ﲢﺪﺩ ﻣﻮﻗﻔﻬﻢ ﳑﺎ ﻫﻮ ﻣﻄﺮﻭﺡ ﺑﺸﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺣﺔ ﺍﻟﻌﺎﱂ‬ ‫ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻣﻦ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻣﺜﻞ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻭ ﺍﻟﺪﳝﻮﻗﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭ‬ ‫ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻯ ﻭ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻭ ﺩﻭﺭﻫﺎ ﰱ ﺑﻨﺎﺀ ﳎﺘﻤﻊ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭ‬ ‫ﻏﲑ ﺫﻟﻚ . ﻭ ﺍﻻﺳﺘﻬﺎﻧﺔ ‪‬ﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻻ ﻳﻘﻞ ﺟﺮﻣﺎ ﻋﻦ ﺗﻀﺨﻴﻤﻬﺎ‬ ‫، ﰱ ﻭﻗﺖ ﺗﻮﺍﺟﻪ ﻓﻴﻪ ﺃﻣﺔ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺣﺮﺑﺎ ﺷﻌﻮﺍﺀ ﻣـﻦ ﺃﻋـﺪﺍﺋﻬﺎ ،‬ ‫ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻭﺟﺪﻭﺍ ﰱ ﻭﺿﻌﻴﺔ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺍﳌﺴﻠﻤﺔ ﻭ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﳊﺠـﺎﺏ ﺛﻐـﺮﺓ‬
‫ﻧﻔﺬﻭﺍ ﻣﻨﻬﺎ ﻭ ﺃﺷﺎﻋﻮﺍ ﺍﻹﻓﻚ ﺣﻮﻝ ﺍﻻﺳﻼﻡ ، ﻓﺰﻋﻤﻮﺍ ﺑﺄﻧـﻪ ﺩﻳـﻦ‬ ‫ﻳﻌﻄﻞ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭ ﳛﺠﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺃﻯ ﻭﻳﺪﻓﻊ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺍﱃ ﺍﳋﻀـﻮﻉ‬ ‫ﻟﻠﻤﺎﺿﻰ ﻭ ﻣﻌﺎﺩﺍﺓ ﺍﳊﺎﺿﺮ ، ﻛﺬﻟﻚ ﺍﺩﻋﻮﺍ ﺃﻥ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻳﺰﺩﺭﻯ ﺍﳌﺮﺃﺓ‬ ‫، ﻭﳛﺮﻣﻬﺎ ﻣﻦ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻌﺒﲑ ﻭ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﻭ ﺍﻟﺘﻨﻘﻞ ..ﺍﱁ ﻭﻳﺸﺠﻊ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﻟﺘﻔﺮﻗﺔ ﺑﲔ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺣﺴﺐ ﺍﻟﻨﻮﻉ ، ﻭﲤﻴﻴﺰ ﺍﻟﺬﻛﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻧﺎﺙ‬ ‫ﻭ ﻏﲑ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻓﺘﺮﺍﺀﺍﺕ ﻳﺪﻟﻠﻮﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ، ﺑﻜﺘﺎﺑﺎﺕ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ‬ ‫ﻭﺃﻗﻮﺍﳍﻢ ﻭ ﺃﻓﻌﺎﳍﻢ ..‬ ‫ﺇﻧﲎ ﻻ ﺃﻗﺪﻡ ﰱ ﻫﺬﺍﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻓﺘﻮﻯ ، ﻓﻠﻠﻔﺘﻮﻯ ﺃﻫﻠـﻬﺎ ، ﻭ ﻻ‬ ‫ﺃﻓﺮﺽ ﺭﺃﻳﺎ ، ﺇﳕﺎ ﺃﻃﺮﺡ ﺍﺟﺘﻬﺎﺩﺍ ﻣﺘﻮﺍﺿﻌﺎ ، ﻟﻴﺲ ﺳﻮﻯ ﴰﻌﺔ ﻗﺪ‬ ‫ﺗﻀﻰﺀ ﻣﺴﺎﻓﺔ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ . ﻭ ﻗﺪ ﻳﻨﻈﺮﺍﻟﺒﻌﺾ ﻟﻸﻣﺮ ﲟﻨﻈﺎﺭ‬ ‫ﳐﺘﻠﻒ ، ﻭ ﻫﺬﺍ ﻭﺍﺭﺩ ﻭﺣﻖ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ ، ﻓﺎﻻﺳﻼﻡ ﻳﻌﻠﻤﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻘﺒـﻞ‬ ‫ﺍﳋﻼﻑ ﰱ ﺍﻟﺮﺃﻯ ﻭ ﺃﻥ ﻧﻘﺮﻉ ﺍﳊﺠﺔ ﺑﺎﳊﺠﺔ ، ﻭ ﻧﻘﺪﻡ ﺍﻟﱪﻫﺎﻥ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻣﺎ ﻧﻘﻮﻝ }ﻗﻞ ﻫﺎﺗﻮﺍ ﺑﺮﻫﺎﻧﻜﻢ ﺇﻥ ﻛﻨﺘﻢ ﺻﺎﺩﻗﲔ {ﺳـﻮﺭﺓ ﺍﻟﺒﻘـﺮﺓ‬ ‫ﺍﻵﻳﺔ ١١١ . ﻭ ﺃﻧﺼﺢ ﺑﻨﺎﺗﻰ ﻭ ﺃﺧﻮﺍﺗﻰ ﺍﻟﻘﺎﺭﺋﺎﺕ ﺃﻻ ﻳﻜﺘﻔﲔ ﲟﺎ‬ ‫ﺳﻴﻘﺮﺃﻧﻪ ﰱ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ، ﺑﻞ ﳝﻀﲔ ﻗﺪﻣﺎ ﻟﻠﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﳊﻘﻴﻘـﺔ ،‬ ‫ﻣﻌﺘﻤﺪﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻔﺴﻬﻦ ، ﻭ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﻭ ﺍﻻﻃﻼﻉ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺃﻛﺜﺮ‬ ‫ﻣﻦ ﺃﻥ ﲢﺼﻰ ﺃﻭﺗﻌﺪ ، ﻭ ﻗﺪ ﺻﺎﺭﺕ ﺳﻬﻠﺔ ﻣﻴﺴﺮﺓ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ .‬
‫ﻟﻨﻘﺘﺪﻱ ﺑﺄﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﲔ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻗﻴـﺪﺍ ﻋﻠﻴﻨـﺎ ،‬ ‫ﻭﻧﺴﺘﻨﲑ ﺑﺄﻓﻜﺎﺭ ﻭﻓﺘﺎﻭﻯ ﺍﻟﺴﺎﻟﻔﲔ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻧﺴﺒﻎ ﻋﻠﻴﻬـﺎ ﻗﺪﺍﺳـﺔ‬ ‫ﲢﺠﺐ ﻋﻨﺎ ﺍﻧﻮﺍﺭ ﺍﳊﻖ ﰱ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﷲ ﻭ ﺳﻨﺔ ﻧﺒﻴﻪ ﺍﳌﺼـﻄﻔﻰ ، ﻭ‬ ‫ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺴﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﳊﺎﺩﻯ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻛﻤﻦ ﺫﻛﺮﻫﻢ ﺍﳋﺎﻟﻖ ﻋﺰ‬ ‫ﻭﺟﻞ ﰱ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﻜﺮﱘ } ﻭ ﺇﺫﺍ ﻗﻴﻞ ﳍﻢ ﺍﺗﺒﻌﻮﺍ ﻣﺎ ﺃﻧﺰﻝ ﺍﷲ ﻗـﺎﻟﻮﺍ‬ ‫ﺑﻞ ﻧﺘﺒﻊ ﻣﺎ ﺃﻟﻔﻴﻨﺎﻋﻠﻴﻪ ﺃﺑﺎﺀﻧﺎ ﻭ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺁﺑﺎﺅﻫﻢ ﻻ ﻳﻌﻘﻠﻮﻥ ﺷﻴﺌﺎ ﻭ‬ ‫ﻻ ﻳﻬﺘﺪﻭﻥ {ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ ﺍﻵﻳﺔ ٠٧١.‬ ‫ﻭﻟﻴﺲ ﱃ ﰱﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺍﻻ ﺃﻥ ﺃﺭﺟﻮ ﺍﷲ ﺍﳌﻐﻔﺮﺓ ﺇﺫﺍ ﻛﻨﺖ ﻗﺪ‬ ‫ﺃﺧﻄﺄﺕ ، ﻭ ﺃﻥ ﺃﺭﺟﻮ ﻣﻦ ﻳﻘﺮﺃ ﻫﺬﺍﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ، ﻭ ﳜﺎﻟﻒ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻴﻪ‬ ‫ﺃﻥ ﻳﺘﺬﻛﺮ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ }ﺍﺩﻉ ﺍﱃ ﺳﺒﻴﻞ ﺭﺑﻚ ﺑﺎﳊﻜﻤﺔﻭ ﺍﳌﻮﻋﻈـﺔ‬ ‫ﺍﳊﺴﻨﺔ ﻭﺟﺎﺩﳍﻢ ﺑﺎﻟﱴ ﻫﻰ ﺃﺣﺴﻦ { ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻨﺤﻞ ﺍﻵﻳﺔ ٥٢١. ﻭ‬ ‫ﺃﺭﺩﺩ ﻣﺎﻗﺎﻟﻪ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻰ " ﺇﺫﺍ ﺭﺃﻳﺘﻢ ﰱ ﺃﻗﻮﺍﱃ ﻣـﺎﻻ ﻳﻮﺍﻓـﻖ‬ ‫ﻛﺘﺎﺏ ﺍﷲ ﻭﺳﻨﺔ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﻓﺎﺿﺮﺑﻮﺍ ﺑﻪ ﻋﺮﺽ ﺍﳊﺎﺋﻂ "‬
‫ﺧﻠﻔﻴﺔ ﺗﺎﺭﳜﻴﺔ‬ ‫ﲬﺴﻮﻥ ﻋﺎﻣﺎ ، ﻣﻨﺬ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻨﺎﺕ ﺣـﱴ ﻣﻨﺘﺼـﻒ‬ ‫ﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻨﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ، ﲣﻠﺼﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣـﻦ‬ ‫ﺍﳊﺠﺎﺏ ﻭ ﺍﺧﺘﻔﻰ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ، ﰱ ﻣﺪﻥ ﻣﺼﺮ ﻭ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻭﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﺑﻌـﺾ‬ ‫ﻣﺪﻥ ﺍﳌﻐﺮﺏ ﺍﻟﻌﺮﰉ ، ﻭ ﻛﺎﻥ ﰱ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﺍﱃ ﺍﻟﺘﻼﺷﻰ ﲤﺎﻣﺎ ﻣﻦ ﺑﻘﻴﺔ‬ ‫ﺍﳌﺪﻥ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﱃ ﺃﻥ ﻭﻗﻌﺖ ﻧﻜﺴﺔ ٧٦٩١ ، ﻭ ﺍ‪‬ﺰﻣﺖ ﺍﳉﻴـﻮﺵ‬ ‫ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ، ﻟﻠﻤﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ، ﺃﻣﺎﻡ ﺍﳉﻴﺶ ﺍﻻﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻰ . ﺑـﺪﺃ ﺍﻟﻌـﺮﺏ‬ ‫ﻳﺮﺍﺟﻌﻮﻥ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﰱ ﳏﺎﻭﻟﺔ ﻟﻠﻜﺸﻒ ﻋـﻦ ﺃﺳـﺒﺎﺏ ﺍﳍﺰﳝـﺔ‬ ‫ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ، ﻭﺭﻭﺝ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺪﻋﺎﺓ ﻓﻜﺮﺓ ﺃﻥ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻫﺰﻣﻮﺍ‬ ‫ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻷ‪‬ﻢ ﲣﻠﻮﺍﻋﻦ ﺩﻳﻨﻬﻢ ، ﻭﲣﻠﺖ ﻧﺴﺎﺅﻫﻢ ﻋﻦ ﺍﳊﺠﺎﺏ‬ ‫،ﻭ ﻗﻠﺪﻥ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺎﺕ ) ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﺎﺕ( ﰱﺍﳌﻄﺎﻟﺒﺔ ﲝﻘـﻮﻗﻬﻦ ﻭ‬ ‫ﺍﳋﺮﻭﺝ ﺍﱃ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ..ﺍﱁ !!‬ ‫ﻭ ﰱ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻨﺎﺕ ، ﺭﻭﻉ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺍﳌﺼﺮﻯ ﺑﺄﻭﻝ ﺟﺮﳝﺔ‬ ‫ﺍﺭﻫﺎﺑﻴﺔ ﺍﺭﺗﻜﺒﺘﻬﺎ ﲨﺎﻋﺔ ﺷﻜﺮﻯ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺍﻟـﺬﻯ ﻛـﺎﻥ ﻋﻀـﻮﺍ‬
‫ﲜﻤﺎﻋﺔﺍﻻﺧﻮﺍﻥ ﰒ ﻗﺒﺾ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺍﻋﺘﻘﻞ ﻋﺎﻡ ٥٦٩١ ، ﻭ ﺑﻌﺪ ﺧﺮﻭﺟﻪ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﺷﻜﻞ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﻥ ﳛﻤﻠﻮﻥ ﻓﻜﺮﺍ ﺩﻳﻨﻴﺎ ﻣﺘﻄﺮﻓﺎ ،‬ ‫ﻭ ﺍﻗﺘﺤﻤﻮﺍ ، ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﳌﺼﺮﻳﺔ ، ﺭﺍﻓﻌﲔ ﺷـﻌﺎﺭﺍﺕ‬ ‫ﺩﻳﻨﻴﺔ ﻭ ﻗﺘﻠﻮﺍ ﻋﺪﺩﺍ ﻣﻦ ﻃﻠﺒﺘﻬﺎ . ﻭﻣﻨﺬ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺑﺪﺃﺕ ﻣﻮﺟﺔ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﳉﺮﺍﺋﻢ ﺍﻻﺭﻫﺎﺑﻴﺔ ﰱ ﺃﳓﺎﺀ ﻣﺼﺮ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﺗﻜﺐ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﺪﻳﻦ ، ﻭ‬ ‫ﺗﺰﺍﻣﻨﺖ ﻣﻌﻬﺎ ﻣﻮﺟﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﺍﳍﺠﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺷﻨﻬﺎ ﺑﻌﺾ ﺃﺋﻤﺔ‬ ‫ﺍﳌﺴﺎﺟﺪ ﻣﻦ ﻓﻮﻕ ﺍﳌﻨﺎﺑﺮ ﻭﻋﻠﻰ ﺃﺷـﺮﻃﺔ ﺍﻟﻜﺎﺳـﻴﺖ ، ﻭﺭﺩﺩﻫـﺎ‬ ‫ﺁﺧﺮﻭﻥ ﰱ ﺍﻟﱪﳌﺎﻥ ﻭ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺤﺎﺕ ﺍﳉﺮﺍﺋﺪ ﻭ ﺍ‪‬ﻼﺕ ﻭ ﺍﻟﻜﺘﺐ‬ ‫ﻭﰱ ﺍﻟﱪﺍﻣﺞ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﰱ ﺍﻻﺫﺍﻋﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻠﻴﻔﺰﻳﻮﻥ . ، ﻭﺃﺷﺎﻋﻮﺍ ﺃﻥ ﺳﻔﻮﺭ‬ ‫ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻭ ﺧﺮﻭﺟﻬﺎ ﺍﱃ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭ ﳐﺎﻟﻄﺘﻬﺎ ﻟﻠﺮﺟﺎﻝ..ﺍﱁ ﻛﺎﻥ ﻭﺍﺣـﺪﺍ‬ ‫ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ، ﺇﻥ ﱂ ﻳﻜﻦ ، ﺃﻫﻢ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﳍﺰﳝﺔ..‬ ‫ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﻌﺮﰉ ﺛﺎﺋﺮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﳌﺘﺮﺩﻳﺔ ﰱ‬ ‫ﻛﻞ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ، ﻭﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﺪﳝﻮﻗﺮﺍﻃﻴﺔ ، ﻭ ﺗﺴـﻠﻂ ﺍﳊﻜـﺎﻡ‬ ‫ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻭ ﺍﺳﺘﺒﺪﺍﺩﻫﻢ ﺑﺎﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﰱ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺬﻯ ﻳﺘﺨﺎﺫﻟﻮﻥ‬ ‫ﻓﻴﻪ ﰱ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﺍﻷﻭﻝ ﻟﻸﻣﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ : ﺩﻭﻟﺔ ﺍﺳـﺮﺍﺋﻴﻞ . ﻭ ﱂ‬ ‫ﲡﺪ ﺯﻋﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻣﻦ ﻣﺘﻨﻔﺲ ﻟﻐﻀﺒﻬﺎ ﻭﻭﺳﻴﻠﺔ ﻟﻠﺘﻌـﺒﲑ ﻋـﻦ‬ ‫ﻭﺟﻮﺩﻫﺎ ﻭ ﺍﻋﻼﻥ ﲤﺮﺩﻫﺎ ، ﺍﱃ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﳉﺮﺍﺋﻢ ﺍﻻﺭﻫﺎﺑﻴﺔ ، ﺳـﻮﻯ‬ ‫ﻓﺘﻴﺎﺕ ﺍﳌﺪﺍﺭﺱ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ﻭ ﺍﳉﺎﻣﻌﺎﺕ ﺍﻟﻼﺗـﻰ ﺍﻧﻀـﻤﻤﻦ ﺍﻟـﻴﻬﻢ ،‬
‫ﻷﺳﺒﺎﺏ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭ ﻋﺎﻃﻔﻴﺔ . ﻭ ﻳﺼﺎﺏ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺍﳌﺼﺮﻯ ﺑﺼـﺪﻣﺔ‬ ‫ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻌﻠﻦ ﺑﻌﺾ ﻃﺎﻟﺒﺎﺕ ﺍﳉﺎﻣﻌﺔ ، ﺑﺎﻟﺬﺍﺕ ﰱ ﻛﻠﻴﱴ ﺍﻟﻄـﺐ ﻭ‬ ‫ﺍﳍﻨﺪﺳﺔ ، ﻋﻦ ﻋﺪﻡ ﺭﻏﺒﺘﻬﻦ ﰱ ﺍﺳﺘﻜﻤﺎﻝ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺑﺪﻋﻮﻯ ﺃﻥ ﺗﻌﻠﻴﻢ‬ ‫ﺍﻟﺒﻨﺖ ﺣﺮﺍﻡ ﰱ ﺍﻻﺳﻼﻡ !! ﻭ ﺃﻥ ﻣﻬﻤﺔ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﰱﺍﳊﻴﺎﺓ ﻫﻰ‬ ‫ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻭ ﺍﻻﳒﺎﺏ ﻭ ﻃﺎﻋﺔ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﻭ ﺭﻋﺎﻳـﺔ ﺍﻻﺳـﺮﺓ ..ﻭﻳﻈﻬـﺮ‬ ‫ﺍﳊﺠﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﺭﺅﻭﺱ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻟﻄﺎﻟﺒﺎﺕ ﰒ ﻳﻨﺘﺸﺮ ﺑﺴـﺮﻋﺔ ﺑـﲔ‬ ‫ﺍﻟﻔﺘﻴﺎﺕ ﻣﻦ ﺳﻦ ﺍﳋﺎﻣﺴﺔ ﻋﺸﺮﺓ ﺍﱃ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ، ﻟﻴﺒﺪﺃ ﰱ ﺍﻻﻧﺘﺸـﺎﺭ‬ ‫ﺑﻌﺪ ﻣﻘﺎﻭﻣﺔ ﺿﻌﻴﻔﺔ ، ﺑﲔ ﺃﻣﻬـﺎ‪‬ﻦ ﻭ ﺍﳌﺪﺭﺳـﺎﺕ ﰒ ﻣﻮﻇﻔـﺎﺕ‬ ‫ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﰒ ﻳﻨﺘﻘﻞ ﺍﱃ ﺑﺎﻗﻰ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﻄﺒﻘﺎﺕ .ﻭ ﺃﺻـﺒﺢ ﻏﻄـﺎﺀ‬ ‫ﺍﻟﺮﺃﺱ ﻭ ﺍﳊﺠﺎﺏ ﻭ ﺍﳋﻤﺎﺭ ﻭ ﺍﻟﻨﻘﺎﺏ ﺃﻟﻮﻳﺔ ﺗﺮﻓﻌﻬـﺎ ﺍﳉﻤﺎﻋـﺎﺕ‬ ‫ﺍﻻﺭﻫﺎﺑﻴﺔ ﺍﳌﺘﻄﺮﻓﺔ ﻋﻠﻰ ﺭﺅﻭﺱ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻛﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠـﻰ ﺍﻧﺘﺸـﺎﺭﻫﺎ ﻭ‬ ‫ﲤﻜﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﻴﻼﺀ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﻮﻝ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ .‬ ‫ﻭ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﻔﻬﻢ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﱴ ﺃﺩﺕ ﺍﱃ ﺍﺳﺘﺴﻼﻡ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ‬ ‫ﻗﺪﳝﺎ ﳍﺬﺍ ﺍﻟﺰﻯ ﰒ ﺛﻮﺭ‪‬ﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﰒ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺍﻟﻴﻪ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ، ﺇﻻ ﺇﺫﺍ‬ ‫ﺗﺄﻣﻠﻨﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﺍﻟﺘﺎﺭﳜﻰ ﻭ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻰ ﺍﻟﺬﻯ ﺃﺣﺎﻁ ‪‬ﻦ ﻋﻠﻰ ﻣـﺪﻯ‬ ‫ﻗﺮﻥ ﻛﺎﻣﻞ ﺃﻭ ﻳﺰﻳﺪ . ﻓﺎﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻬﻤﺎ ﲤﺮﺩ ﺃﻭ ﺑﻌﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻣﺎﻫﻮ‬ ‫ﺇﻻ ﺟﺰﺀ ﻣﻨﻬﺎ ، ﻳﺘﺄﺛﺮ ﻣﺮﻏﻤﺎ ﺑﺘﻐﻴﲑﺍ‪‬ﺎ ﻭ ﺗﻘﻠﺒﺎ‪‬ﺎ ﻭ ﻳﻨﻔﻌﻞ ﺑﺎﻟﺰﻣﺎﻥ ﻭ‬ ‫ﺍﳌﻜﺎﻥ ، ﳛﺎﻭﻝ ﻗﺪﺭ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻪ ﺃﻥ ﻳﺸﻜﻠﻬﻤﺎ ﻭﻓﻖ ﺭﻏﺒﺎﺗﻪ ﻓﻴﻮﻓـﻖ‬
‫ﻣﺮﺓ ﻭ ﻳﺘﻌﺴﺮ ﻣﺮﺍﺕ ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﰱ ﺩﺃﺑﻪ ﺍﳌﺘﻮﺍﺻـﻞ ﻳﺮﺗﻔـﻊ ﺑﺎﻟﺒﻨـﺎﺀ‬ ‫ﺍﻻﻧﺴﺎﱏ ﺃﻭ ﻳﻬﻮﻯ ﺑﻪ ﻭ ﻳﺮﺳﻢ ﻣﻼﻣﺢ ﺣﻀﺎﺭﺗﻪ ، ﻭ ﻳﺘﺮﻙ ﺑﺼـﻤﺘﻪ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ .‬ ‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻳﺼﻨﻌﻪ ﺍﻟﺒﺸﺮ ، ﻳﺴﻄﺮﻭﻥ ﺻـﻔﺤﺎﺗﻪ ﺑﺄﻓﻜـﺎﺭﻫﻢ ﻭ‬ ‫ﺃﻋﻤﺎﳍﻢ ﻭ ﺩﻣﺎﺋﻬﻢ ، ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻣﻬﻤﺎ ﺃﻭﺗﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ ﻻ‬ ‫ﳝﻠﻜﻮﻥ ﺍﻟﺘﺤﻜﻢ ﰱ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻭﻻ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳـﺔ ، ﺑـﻞ ﻭ ﻻ ﰱ ﺃﻏﻠـﺐ‬ ‫ﺍﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ . ﻓﺎﳌﺮﺀ ﻻ ﳜﺘﺎﺭ ﻗﺒﻞ ﻣﻴﻼﺩﻩ ﻧﻮﻋﻪ ) ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺫﻛﺮﺍ ﺃﻭ‬ ‫ﺃﻧﺜﻰ (، ﻭ ﻻ ﻣﻼﳏﻪ ﺃﻭ ﻟﻮﻥ ﺑﺸﺮﺗﻪ ، ﻭﻻ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﱴ ﺳﻴﻨﺸﺄ ﺑﻴﻨﻬﺎ‬ ‫ﻭ ﳛﻤﻞ ﻣﻮﺭﻭﺛﺎ‪‬ﺎ ﺍﳉﻴﻨﻴﺔ ﻭ ﺍﳊﻀﺎﺭﻳﺔ ، ﻭ ﻻﺍﻟﻌﺮﻕ ﺃﻭ ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ ﺃﻭ‬ ‫ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﱴ ﺳﻴﻨﺘﻤﻰ ﺍﻟﻴﻬﺎ ، ﻭ ﻗﺪ ﳝﻮﺕ ﺩﻓﺎﻋﺎ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﻋﻦ ﻛﺮﺍﻣﺘﻬﺎ‬ ‫.‬ ‫ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺒﺸﺮﻯ ﻣﻨﺬ ﺃﻗﺪﻡ ﺍﳊﻀﺎﺭﺍﺕ ، ﻭ ﻻﻳـﺰﺍﻝ ،‬ ‫ﺳﺠﻼ ﻟﻠﺼﺮﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﺪﻣﻮﻳﺔ ﺑﲔ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﻭﻗﺒﺎﺋﻞ ﻭ ﺷﻌﻮﺏ ﻭﺣﻀﺎﺭﺍﺕ‬ ‫ﻭ ﻋﻘﺎﺋﺪ ﺩﻳﻨﻴﺔ ﻭ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ، ﺻﺮﺍﻋﺎﺕ ﻻ ﺗﻨﺘﻬﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌـﺮﺽ ﻭ‬ ‫ﺍﻷﺭﺽ ، ﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭ ﺍﻟﺜﺮﻭﺓ ، ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﳌﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﻬﻰ‬ ‫ﺍﻷﻣﺮ ﺑﻔﻨﺎﺀ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻟﻮﻻ ﺭﲪﺔ ﺍﳋﺎﻟﻖ ﻋﺰ ﻭ ﺟﻞ ، ﻭﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﳌﺮﺃﺓ ،‬ ‫ﺷﺮﻳﻜﺔ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻭ ﻧﺼﻒ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ، ﺍﻟﱴ ﺗﻨﺄﻯ ﻋـﻦ‬ ‫ﻛﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻣﻮﺭ ، ﻭ ﺗﺮﻓﺾ ﺑﺎﺻﺮﺍﺭ ﺃﻥ ﺗﺘﺨﻠﻰ ﻋﻦ ﻣﻬﻤﺘﻬﺎ ﺍﳌﻘﺪﺳﺔ‬
‫: ﺍﳊﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﻴﺎﺓ ..ﺧﻠﻖ ﺍﷲ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ ‪‬ـﻮﻯ ﺍﳉﻤـﺎﻝ ﻭ‬ ‫ﺗﻌﺸﻖ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻭ ﲤﻴﻞ ﺍﱃ ﻧﺸﺮ ﺍﳊﺐ ﻭ ﺍﻟﻮﺋﺎﻡ ، ﻓﻬﻰ ﺍﻷﻡ ﺍﻟـﺮﺅﻭﻡ‬ ‫ﺣﱴ ﻭ ﺇﻥ ﺣﺮﻣﺖ ﻣﻦ ﺍﻻﳒﺎﺏ ، ﻭ ﻫﻰ ﺍﻟﻌﺎﺷﻘﺔ ﺍﶈﺒﺔ ﻟﻜﻞ ﻣـﻦ‬ ‫ﺣﻮﳍﺎ ﺣﱴ ﺁﺧﺮ ﳊﻈﺔ ﰱ ﺣﻴﺎ‪‬ﺎ ، ﻭ ﻫﻰ ﺍﻟﺒﻨﺖ ﺍﻟﻮﻓﻴـﺔ ﺣﺎﻣﻠـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺍﳊﻀﺎﺭﻯ ﺗﻨﻘﻠﻪ ﻣﻦ ﺟﻴﻞ ﺍﱃ ﺟﻴﻞ ، ﻋﱪ ﺃﻏﺎﻧﻴﻬﺎ ﺍﻟﺸﺠﻴﺔ ﻭ‬ ‫ﺣﻜﺎﻳﺎ‪‬ﺎ ﺍﳌﺜﲑﺓ ﻭﻣﻴﻠﻬﺎ ﺍﱃ ﺍﳊﻜﻰ ﻭ ﺍﻟﺒﻮﺡ ﻭ ﺍﳌﺼﺎﺭﺣﺔ . ﻭﻷﻥ‬ ‫ﻫﺬﻩ ﻫﻰ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺑﻄﺒﻴﻌﺘﻬﺎ ﻣﻨﺬ ﺃﻥ ﺧﻠﻘﺖ ﺣﻮﺍﺀ ﺣﱴ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬﺍ ، ﻓﻠﻢ‬ ‫ﺗﺸﺎﺭﻙ ﰱ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻹﻏﺎﺭﺓ ﻭ ﺍﻟﺴﻠﺐ ﻭﺍﻟﻨﻬﺐ ﺍﻟﱴ ﺭﺁﻫﺎ ﺍﻟﺮﺟـﻞ‬ ‫ﺷﺠﺎﻋﺔ ﻭ ﻓﺮﻭﺳﻴﺔ ﺣﻘﻖ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺒﻄﻮﻻﺕ ﻭ ﺍﻷﳎﺎﺩ ﻭﺟﲎ ﺍﻟﺜﺮﻭﺓ ﻭ‬ ‫ﺻﻌﺪ ﺍﱃ ﺫﺭﻭﺓ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ..ﺍﱁ ﻭ ﱂ ﺗﺴﺘﻄﻊ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺭﻏﻢ ﺳﻄﻮ‪‬ﺎ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻗﻠﺒﻪ ﻭ ﲤﻠﻜﻬﺎ ﳌﺸﺎﻋﺮﻩ ، ﺃﻥ ﲤﻨﻌﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﺃﻭ ﺣﱴ ﺗﻘﻮﻡ ﲟﻬﻤﺘـﻬﺎ ﰱ‬ ‫ﺣﻔﻆ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺩﻭ‪‬ﺎ ، ﻓﻼ ﻣﻨﺎﺹ ﻣﻦ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﺄﻥ ﻛﻞ ﺍﳌﻌـﺎﺭﻙ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭ ﺍﳌﺴﻠﺤﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﳌﻬﺎﺟﻢ ﻭ ﺍﳌﺪﺍﻓﻊ ، ﻭ ﺃﻥ ﺷﺠﺎﻋﺔ ﺍﻟﺮﺟﻞ‬ ‫ﻭ ﻗﻮﺗﻪ ﺍﻟﺒﺪﻧﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﳊﺼﻦ ﺍﻟﺬﻯ ﺍﺣﺘﻤﺖ ﺑﻪ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺿﺪ ﻫﺠﻤﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﻐﺰﺍﺓ ﻭ ﺍﳍﻤﺞ ﻭ ﺍﻷﺷﺮﺍﺭ ..ﻓﺎﻟﺮﺟﻞ ﻭ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻟﻴﺴﺎ ﺿﺪﻳﻦ ﺃﺑﺪﺍ ﻭﺍﳕﺎ‬ ‫ﳘﺎ ﻧﺼﻔﺎﻥ ، ﻳﻜﻤﻼﻥ ﺑﻌﻀﻬﻤﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ ؛ ﻫﻮ ﺍﻷﻣﻦ ﻭ ﻫﻰ ﺍﳊﻴﺎﺓ ،‬ ‫ﻭ ﺑﺪﻭﻥ ﺃﱙ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﳌﺴﲑﺓ ﺃﻭ ﺗﺒﲎ ﺍﳊﻀﺎﺭﺍﺕ‬ ‫ﻭ ﺗﺘﻘﺪﻡ ﺍﻷﻣﻢ .‬
‫ﻭ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﺘﻜﺎﺗﻒ ﺟﻬﻮﺩ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻭ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻟﻴﺒﻨﻴﺎ ﻣﻌﺎ ﻋﺎﳌﺎ‬ ‫ﻳﺴﻮﺩﻩ ﺍﻷﻣﻦ ﻭ ﺍﳊﺐ ، ﺇﺫﺍ ﺑﻪ ﻳﺴﺘﻐﻞ ﺣﺎﺟﺘﻬﺎ ﺍﱃ ﲪﺎﻳﺘﻪ ﻟﻜﻰ‬ ‫ﻳﺒﺴﻂ ﺳﻠﻄﺎﻧﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ، ﻭ ﻳﻌﺘﱪﻫﺎ ﺟﺰﺀﺍ ﻣﻦ ﻏﻨﺎﺋﻤﻪ ﻭ ﺃﺳﻼﺑﻪ .ﻭ‬ ‫ﺍﳌﺘﺄﻣﻞ ﻟﻠﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺒﺸﺮﻯ ﻳﻴﺘﺒﲔ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﰱ ﺻﺮﺍﻉ ﺍﻟﺸـﻌﻮﺏ‬ ‫ﺿﺪ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ ، ﻛﺄﳕﺎ ﻗﺼﺔ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻣﺎﻫﻰ ﺍﻻ ﻣﻌـﺎﺩﻝ‬ ‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻰ ﳌﺎ ﳚﺮﻯ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺮﺡ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ..ﻃـﺮﻑ ﻳﻐﺘـﺮ ﺑﻘﻮﺗـﻪ‬ ‫ﻓﻴﺴﻌﻰ ﺍﱃ ﻓﺮﺽ ﺳﻄﻮﺗﻪ ، ﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﳉﺎﻧﺐ ﺍﻵﺧﺮ ﻃﺮﻑ ﺁﺧﺮ ﻗﺪ‬ ‫ﻳﺴﺘﺴﻠﻢ ﺍﱃ ﺣﲔ ، ﻟﻜﻨﻪ ﻳﺮﻓﺾ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻴﻪ ﲝﺠﺔ ﲪﺎﻳﺘـﻪ ، ﻭ‬ ‫ﻳﻔﻌﻞ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺑﻮﺳﻌﻪ ﻟﻜﻰ ﻳﺘﺤﺮﺭ ﻣﻨﻬﺎ..‬ ‫ﻟﻘﺪ ﺳﺎﻫﻢ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﰱ ﺻﻨﻊ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻯ ﻓﺘﺮﺍﺕ ﻃﻮﻳﻠﺔ‬ ‫ﺑﺪﺃﺕ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﺍﳌﻴﻼﺩﻯ ﻭ ﺍﻧﺘﻬﺖ ﰱ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ‬ ‫ﻋﺸﺮ ﺑﺎﺣﺘﻼﻝ ﺍﻻﺗﺮﺍﻙ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﲔ ﻟﻜﻞ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺮﰉ ﻭ ﻣﺎ ﺣﻮﻟﻪ ﻣﻦ‬ ‫ﺑﻼﺩ . ﻭ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻯ ﺃﺭﺑﻌﻤﺎﺋﺔ ﻋﺎﻡ ﺫﺑﻠﺖ ﺍﻟﺸﺨﺼـﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴـﺔ ﻭ‬ ‫ﺃﺻﻴﺐ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻟﻌﺮﰉ ﺑﺎﳋﻤﻮﻝ ﺑﻞ ﺑﺎﻟﺸﻠﻞ ﺍﻟﺘﺎﻡ ، ﻭ ﲬﺪ ﺍﻟﺼـﻮﺕ‬ ‫ﺍﻟﻌﺮﰉ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻧﲔ . ﻓﻘﺒﻞ ﻣﺎﺋﺔ ﻋﺎﻡ ﱂ ﺗﻜﻦ ﻛﻠﻤﺔ ﻋﺮﰉ‬ ‫ﻣﺪﺭﺟﺔ ﰱ ﺍﻟﻘﺎﻣﻮﺱ ﺍﻟﻐﺮﰉ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻰ .. ﻛﺎﻧﺖ ﻛـﻞ ﺍﻟﺸـﻌﻮﺏ‬ ‫ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﳋﺎﺿﻌﺔ ﳊﻜﻢ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺍﻟﺘﺮﻛﻰﺍﻟﻌﺜﻤﺎﱏ ﺗﻨﺴﺐ ﺍﱃ ﺗﺮﻛﻴـﺎ‬ ‫.. ﻭ ﱂ ﻳﻜﻦ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻳﺸﻌﺮﻭﻥ ﺑﺄﻯ ﻏﻀﺎﺿﺔ ﻟـﺬﻟﻚ ﻓﺎﳌﺼـﺮﻯ ﻭ‬
‫ﺍﻟﺸﺎﻣﻰ ﻭ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻰ ﻭ ﺍﳊﺠﺎﺯﻯ ﻭ ﺍﳌﻐﺮﰉ ﻭ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﱏ ..ﺍﱁ ﻛـﺎﻧﻮﺍ‬ ‫ﲨﻴﻌﻬﻢ ﳛﻤﻠﻮﻥ ﻭﺛﺎﺋﻖ ﺳﻔﺮ ﺗﺮﻛﻴﺔ ﻋﻨﺪ ﻣﻐﺎﺩﺭ‪‬ﻢ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﺴـﻠﻄﻨﺔ‬ ‫..ﻭ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻌﻈﻤﻮﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺘﺮﻛﻰ ﻭ ﻳﺪﻋﻮﻥ ﻟﻠﺨﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﺘﺮﻛـﻰ ﰱ‬ ‫ﺻﻼﺓ ﺍﳉﻤﻌﺔ ﺑﻄﻮﻝ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ، ﻛﺄ‪‬ﻢ ﻳﺘﻤﻨﻮﻥ ﺃﻥ ﻳﻈﻞ ﻗﺎﺑﻌـﺎ ﻓـﻮﻕ‬ ‫ﺻﺪﻭﺭﻫﻢ ، ﻧﺎﻫﺒﺎ ﻟﺜﺮﻭﺍﺕ ﺑﻼﺩﻫﻢ ﺍﱃ ﺍﻷﺑﺪ ..!‬ ‫ﻭ ﰱ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ ﺑﺪﺃﺕ ﺃﻋـﺮﺍﺽ ﺍﻟﺸـﻴﺨﻮﺧﺔ‬ ‫ﺗﻈﻬﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﳋﻼﻓﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ، ﻭ ﺑﺪﺃ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﻌﺮﰉ ﻳﺘﻨﺴـﻢ ﻓﻜـﺮﺓ‬ ‫ﺍﳊﺮﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺣﻜﻢ ﺍﻷﺗﺮﺍﻙ ﺍﻟﻐﺎﺷﻢ ﺍﻟﻐﺸـﻴﻢ ، ﻭ ﻛﺘـﺐ‬ ‫ﺭﻓﺎﻋﺔ ﺭﺍﻓﻊ ﺍﻟﻄﻬﻄﺎﻭﻯ ﻳﺸﺮﺡ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻣﻌﲎ ﺍﻟﺪﳝﻮﻗﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﺃﳘﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ، ﻭ ﻭﻇﻴﻔﺔ ﺍﻟﱪﳌﺎﻥ ﻭ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ، ﻭﻣﻐﺰﻯ ﺷﻌﺎﺭ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻭ‬ ‫ﺍﳌﺴﺎﻭﺍﺓ ﻭ ﺍﻹﺧﺎﺀ ﺍﻟﺬﻯ ﺭﻓﻌﺘﻪ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴـﻴﺔ ﻭﲤﺴـﻜﺖ ﺑـﻪ‬ ‫ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ﻃﺮﻳﻘﺎ ﺍﱃ ﺍﻟﻨﻤﻮ ﻭ ﺍﱃ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﻭ ﺍﻟﺮﺧﺎﺀ .‬ ‫ﻭ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﳊﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﺍﻷﻭﱃ )٤١٩١-٨١٩١ﻡ( ، ﺑـﺪﻯ‬ ‫ﻭﺍﺿﺤﺎ ﺃﻥ ﻋﺎﳌﺎ ﺟﺪﻳﺪﺍ ﻳﺘﺸﻜﻞ ، ﻭ ﺃﻥ ﻗﻮﻯ ﺃﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺃﻥ ﺗﺴﻮﺩﻩ ﻭﲢﻞ ﳏﻞ ﺍﻻﻣﱪﺍﻃﻮﺭﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺪﳝﺔ ، ﻭﺍ‪‬ﺎ ﱂ ﲡﺪ ﻭﺳﻴﻠﺔ‬ ‫ﺍﱃ ﺫﻟﻚ ﺳﻮﻯ ﻓﺮﺽ ﻫﻴﻤﻨﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﻌﺮﰉ ، ﻭ ﺍﳊﻴﻠﻮﻟﺔ ﺩﻭﻥ‬ ‫‪‬ﻀﺘﻪ ﻭ ﺍﺳﺘﻘﻼﻝ ﺷﻌﻮﺑﻪ . ﺍﻻ ﺃﻥ ﺑﺼﻴﺼﺎ ﺧﺎﻓﺘﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻞ ﻳﻠﻮﺡ ﰱ‬ ‫ﺍﻷﻓﻖ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻦ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻰ ﻭﻳﺪﺭﻭ ﻭﻳﻠﺴﻮﻥ ﰱ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ ﻣﻦ‬
‫ﻳﻨﺎﻳﺮ٨١٩١ﻡ ﻣﺒﺎﺩﺭﺓ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺗﺘﻀﻤﻦ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻋﺸﺮﺓ ﻧﻘﻄﺔ ﻛﺄﺳﺎﺱ‬ ‫ﻟﻠﺴﻼﻡ ، ﻭ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻣﺒﺪﺃ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺣﻖ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﰱ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻣﺼﲑﻫﺎ‬ ‫.ﻭﰱ ٠٣ ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ ٨١٩١ ﻭﻗﻊ ﺍﳊﻠﻔﺎﺀ ﺍﳍﺪﻧﺔ ﻣﻊ ﺗﺮﻛﻴـﺎ ، ﰒ‬ ‫ﺃﻋﻠﻨﺖ ‪‬ﺎﻳﺔ ﺍﳊﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﻭﰎ ﺗﻮﻗﻴﻊ ﺍﳍﺪﻧﺔ ﺑـﲔ ﺍﻟـﺪﻭﻝ‬ ‫ﺍﳌﺘﺤﺎﺭﺑﺔ ﰱ ﺍﳊﺎﺩﻯ ﻋﺸﺮ ﻣﻦ ﻧﻮﻓﻤﱪ ، ﻭ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺑﻴـﻮﻣﲔ ﻓﻘـﻂ‬ ‫ﻏﺰﺕ ﺟﻴﻮﺵ ﺍﳊﻠﻔﺎﺀ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﺳﻄﻨﺒﻮﻝ ﻋﺎﺻﻤﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﻭ‬ ‫ﳌﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻰ ﻭﻳﺪﺭﻭ ﻭﻳﻠﺴﻮﻥ ﻗﺪ ﺣﻀـﺮ ﻣـﺆﲤﺮ‬ ‫ﺍﻟﺼﻠﺢ ﰱ ﺑﺎﺭﻳﺲ ، ﻭﺩﻋﻰ ﺍﱃ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﻋﺼﺒﺔ ﺍﻷﻣﻢ ، ﻓﻘـﺪ ﰎ‬ ‫ﺍﻗﺮﺍﺭ ﻣﻴﺜﺎﻕ ﻋﺼﺒﺔ ﺍﻷﻣﻢ ﰱ ٤١ ﻓﱪﺍﻳﺮ ٨١٩١ﻡ .‬ ‫ﻋﻘﺪ ﺍﳌﺘﺤﺎﺭﺑﻮﻥ ﻣﺆﲤﺮﺍ ﻟﻠﺼﻠﺢ ) ﺃﻭ ﲟﻌﲎ ﺃﺻـﺢ ﻟﺘﻘﺴـﻴﻢ‬ ‫ﺍﻟﻐﻨﺎﺋﻢ ( ﰱﺑﺎﺭﻳﺲ ﻳﻮﻡ ٨١ ﻳﻨﺎﻳﺮ ٩١٩١ﻡ.ﻭ ﻗـﺮﺭﺕ ﺍﻟـﺪﻭﻝ‬ ‫ﺍﻟﻜﱪﻯ ﺳﻠﺦ ﺃﺭﻣﻴﻨﻴﺎ ﻭ ﺑﻼﺩﺍﻟﻌﺮﺏ ﻋﻦ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﻭ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﻣﺆﻗﺘﺎ‬ ‫ﺑﺎﺳﺘﻘﻼﳍﺎ ﺑﺸﺮﻁ ﺃﻥ ﺗﺘﻠﻘﻰ ﺍﳌﺴﺎﻋﺪﺓ ﻭ ﺍﳌﺸﻮﺭﺓ ﻣﻦ ﺩﻭﻟﺔ ﻣﻨﺘﺪﺑـﺔ‬ ‫)!( .. ﻛﺎﻥ ﺍﳌﻔﺮﻭﺽ ﺍﻥ ﺗﺘﺎﺡ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﻟﻜﻞ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﻟﻠﺘﻌﺒﲑ ﻋـﻦ‬ ‫ﺁﺭﺍﺋﻬﻢ ﻭ ﺍﻋﻼﻥ ﻣﻮﺍﻗﻔﻬﻢ ، ﻭ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﱂ ﺗﺘﺢ ﻟﻠﻮﻓﺪ ﺍﳌﺼﺮﻯ‬ ‫ﻟﻠﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﰱ ﺍﳌﺆﲤﺮ ، ﻭﺣﻀﺮﻩ ﺍﻷﻣﲑ ﻓﻴﺼﻞ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ ﺍﻟـﺬﻯ‬ ‫ﻃﺎﻟﺐ ﺑﻮﺣﺪﺓ ﻭ ﺍﺳﺘﻘﻼﻝ ﻛﻞ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻨﺎﻃﻘﺔ ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﻴﺔ . ﻭﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ‬ ‫ﺫﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﲟﺜﺎﺑﺔ ﺇﻧﺬﺍﺭ ﻧﺒﻪ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭﻳﺔ ، ﻓﻘﺮﺭﺕ ﺍﲣﺎﺫ ﻛﻞ‬
‫ﺍﻟﺴﺒﻞ ﻟﻠﺤﻴﻠﻮﻟﺔ ﺩﻭﻥ ﺍﲤﺎﻡ ﺫﻟﻚ ﺍﳊﻠـﻢ ، ﻭﻋﻤﻠـﺖ ﻋﻠـﻰ ﺯﺭﻉ‬ ‫ﺍﳊﺪﻭﺩ ﺍﻟﻔﺎﺻﻠﺔ ﺍﳌﺘﻌﺴﻔﺔ ﺑﲔ ﺍﻟﺸـﻌﻮﺏ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴـﺔ ، ﻭ ﺍﺭﻏـﺎﻡ‬ ‫ﺣﻜﻮﻣﺎ‪‬ﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﻭﺛﺎﺋﻖ ﺳﻔﺮ ،ﻭ ﺑﺬﺭ ﺑﺬﻭﺭ ﺍﻟﺸﻘﺎﻕ ﺑﻴﻨﻬﻢ‬ ‫، ﻳﻐﺮﺽ ﺗﻔﺘﻴﺖ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﻌﺮﰉ ﺍﱃ ﺩﻭﻳﻼﺕ ﻣﻨﻔﺼﻠﺔ .. ﺍﱁ . ﻛـﺎﻥ‬ ‫ﺣﻠﻢ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺮﰉ ﻗﺪ ﺑﺪﺃ ﻳﻨﻤﻮ ﻭ ﻳﻜﱪ ﰱ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﳌﻔﻜﺮﻳﻦ ﺍﻟﻌﺮﺏ‬ ‫، ﻭﻋﱪ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﰱ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻣﻦ ﻓﱪﺍﻳﺮ ﺃﺛﻨـﺎﺀ ﺍﻧﻌﻘـﺎﺩ ﺍﳌـﺆﲤﺮ‬ ‫ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﲎ ﺍﻷﻭﻝ ﺑﺎﻟﻘﺪﺱ ، ﺍﻟﺬﻯ ﻃﺎﻟﺐ ﻓﻴﻪ ﺍ‪‬ﺘﻤﻌﻮﻥ ﺑﺎﻋﺘﺒـﺎﺭ‬ ‫ﻓﻠﺴﻄﲔ ﺟﺰﺀﺍ ﻣﻦ ﺳﻮﺭﻳﺎ ، ﻭ ﻟﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﱂ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﺑـﺎﻟﻄﺒﻊ ، ﻷﻥ‬ ‫ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﺍﻟﻌﻈﻤﻰ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻀﻤﺮ ﻟﻔﻠﺴﻄﲔ ﻣﺼﲑﺍ ﺁﺧﺮ .‬ ‫ﺗﻠﻚ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺎﺧﺘﺼﺎﺭ ﺷﺪﻳﺪ ﺑﻌﺾ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺠﻤﻴـﻞ‬ ‫ﺍﳌﺆﳌﺔ ﺍﻟﱴ ﻏﲑﺕ ﻣﻼﻣﺢ ﻋﺎﱂ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ، ﻓﺄﺻﺒﺢ ﳐﺘﻠﻔﺎ ﻛﻞ‬ ‫ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﻋﻦ ﻋﺎﱂ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺬﻯ ﺳﺒﻘﻪ .ﻓﺘﺢ ﺍﻟﻘﻤﻘـﻢ ﻋﻠﻰﻫـﺪﻳﺮ‬ ‫ﺍﳌﺪﺍﻓﻊ ﻭ ﺃﺯﻳﺰ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺍﺕ ، ﻭ ﺍﺳﺘﻴﻘﻆ ﺍﳌﺎﺭﺩ ﺍﻟﻌﺮﰉ ﻣـﻦ ﺳـﺒﺎﺗﻪ‬ ‫ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ ﻭﺑﺪﺃ ﻳﺘﺄﻫﺐ ﻟﻼﻧﻄﻼﻕ ، ﻓﺈﺫﺍ ﲟﻦ ﳛﺎﻭﻝ ﺇﻏﻼﻕ ﺍﻟﻘﻤﻘﻢ ﻭ‬ ‫ﺣﺒﺴﻪ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺩﺍﺧﻠﻪ ! ﺷﻬﺪ ﺍﳌﺴـﻠﻤﻮﻥ ﺻـﺮﺡ ﺍﳋﻼﻓـﺔ‬ ‫ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻳﺘﻬﺎﻭﻯ ، ﻭﺭﺃﻭﺍ ﻣﻈﻠﺔ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻟﺘﺮﻛﻰ ﺍﻟﱴ ﺗﺼﻮﺭﻭﻫﺎ‬ ‫ﺳﺘﺤﻤﻴﻬﻢ ﺍﱃ ﺍﻷﺑﺪ ﺗﺘﻤﺰﻕ ﻭ ﺗﺘﻨﺎﺛﺮ ﺃﺷﻼﺅﻫﺎ .. ﻭﺍﺳﺘﻴﻘﻈﺖ ﺭﻏﺒﺔ‬ ‫ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﰱ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ، ﺑﻌـﺪ ﺃﻥ ﻧـﺰﻉ ﻋﻨـﻬﻢ ﺭﺩﺍﺀ‬
‫ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺬﻯ ﻇﻞ ﳛﺠﺒﻬﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﻭﺍﳊﻴﺎﺓ ﻗﺮﺍﺑﺔ ﲬﺴﻤﺎﺋﺔ ﻋﺎﻡ‬ ‫، ﻭ ﺃﺩﺭﻙ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻣﻨﺬ ﻗﺮﻭﻥ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﺃ‪‬ﻢ ﻗﻮﺓ ﺿـﺨﻤﺔ‬ ‫ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻮﺍﺟﻪ ﺍﻟﻌﺎﱂ ، ﻭ ﺃﻥ ﺗﻮﺟﻬﻪ ﻭ ﺗﺸﺎﺭﻙ ﰱ ﺑﻨﺎﺋﻪ ﺍﳉﺪﻳـﺪ ،‬ ‫ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺗﻮﻓﺮﺕ ﻟﺪﻯ ﺣﻜﺎﻣﻪ ﻭ ﺷﻌﻮﺑﻪ ﻭ ﺃﻓـﺮﺍﺩﻩ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻮﺣـﺪﺓ ﻭ‬ ‫ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﰱ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﳌﺴﺘﻘﻞ .‬ ‫ﻭﰱ ﻣﺼﺮ ﺑﺪﺃﺕ ﺍﻟﻌﻮﺍﺻﻒ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ‪‬ﺐ ﺑﻌﺪ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺳﻜﻮﻥ‬ ‫ﻭ ﺗﺮﻗﺐ ، ﻓﺎﻟﺮﺟﺎﻝ ﺍﳌﺼﺮﻳﻮﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﲢﻤﻠﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻣﻀﺾ ﺍﳊﻤﺎﻳـﺔ‬ ‫ﺍﻟﱴ ﻓﺮﺿﺘﻬﺎ ﺩﻭﻟﺔ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﺍﻟﻌﻈﻤﻰ ﻋﻠﻰ ﺑﻼﺩﻫﻢ ﺑﺪﻋﻮﻯ ﲡﻨﻴـﺐ‬ ‫ﻣﺼﺮ ﻭﻳﻼﺕ ﺍﳊﺮﻭﺏ ) ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ( ، ﺑﺪﺃﻭﺍ ﻳﺘﻄﻠﻌﻮﻥ ﺑﻌـﺪ ﺍﻧﺘـﻬﺎﺀ‬ ‫ﺍﳊﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﺍﱃ ﺍﻟﻔﻜﺎﻙ ﻣﻦ ﺃﺳﺮ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴـﺎ ﻭ ﺍﳌﻄﺎﻟﺒـﺔ‬ ‫ﺑﺎﺳﺘﻘﻼﻝ ﻣﺼﺮ . ﻭﰱ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ ﻣﻦ ﻣﺎﺭﺱ ﺃﻣﺮﺕ ﺳﻠﻄﺎﺕ ﺍﻻﺣﺘﻼﻝ‬ ‫ﺍﻟﱪﻳﻄﺎﱏ ﰱ ﻣﺼﺮ ﺑﺎﻋﺘﻘﺎﻝ ﻭ ﻧﻔﻰ ﺳﻌﺪ ﺯﻏﻠﻮﻝ ﻭﺭﻓﺎﻗﻪ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺍﱃ‬ ‫ﻣﺎﻟﻄﺎ: ﺍﲰﺎﻋﻴﻞ ﺻﺪﻗﻰ ﻭ ﲪﺪ ﺑﺎﺷﺎ ﺍﻟﺒﺎﺳﻞ ﻭ ﳏﻤﺪ ﺑﺎﺷﺎ ﳏﻤﻮﺩ ،‬ ‫ﻷ‪‬ﻢ ﲡﺎﺳﺮﻭﺍ ﻭ ﻋﱪﻭﺍ ﻟﻠﻤﻌﺘﻤﺪ ﺍﻟﱪﻳﻄﺎﱏ ﻋﻦ ﺭﻏﺒﺔ ﺍﳌﺼـﺮﻳﲔ ﰱ‬ ‫ﺍﺳﺘﻘﻼﻝ ﺑﻼﺩﻫﻢ ، ﻭ ﺣﻜﻢ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻢ .‬ ‫ﻛﺎﻥ ﻧﻔﻰ ﺳﻌﺪ ﻭ ﺭﻓﺎﻗﻪ ﲟﺜﺎﺑﺔ ﺍﻟﺸﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﱴ ﺃﺷـﻌﻠﺖ ﺍﻟﻨـﺎﺭ‬ ‫ﺍﻟﻜﱪﻯ ، ﻭ ﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﱪﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﻣﻨﻌﺖ ﻧﺸﺮ ﺍﳋـﱪ ﰱ‬ ‫ﺍﻟﺼﺤﻒ ، ﻓﻘﺪ ﺍﻧﺘﺸﺮ ﻛﺎﻟﻨﺎﺭ ﰱﺍﳍﺸﻴﻢ ، ﻭﺧﺸﻰ ﺗﻼﻣﻴﺬ ﺍﳌﺪﺍﺭﺱ‬
‫ﺃﻥ ﳛﺪﺙ ﻟﺴﻌﺪ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﻣﻊ ﻋﺮﺍﰉﻣﻦ ﻗﺒﻠﻪ، ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺒﻄﻞ ﺍﳌﺼﺮﻯ‬ ‫ﺍﻟﺬﻯ ﻫﺐ ﰱ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻭ ﻃﺎﻟﺐ ﺑﺎﳊﻖ ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻻﳒﻠﻴﺰ ﺍﻻ‬ ‫ﺃﻥ ﻧﻔﻮﻩ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺒﻼﺩ ، ﻭ ﱂ ﻳﻌﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻔﻰ ﺍﻻ ﺑﻌﺪ ٩١ ﺳـﻨﺔ .‬ ‫ﻭﰱ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻣﻦ ﻣﺎﺭﺱ ﻣﻦ ﻋﺎﻡ ٩١٩١ ﺍﻧﺪﻟﻌﺖ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻟﺸـﻌﺐ‬ ‫ﺍﳌﺼﺮﻯ ﺍﺣﺘﺠﺎﺟﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﻰ ﺍﻟﺰﻋﻤﺎﺀ ﺍﳌﺼﺮﻳﲔ ، ﻭﱂ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﺍﻻ ﰱ‬ ‫٨ ﺍﺑﺮﻳﻞ ﺑﻌﺪ ﺍﻻﻓﺮﺍﺝ ﻋﻦ ﺳﻌﺪ ﻭ ﺯﻣﻼﺋﻪ .ﻭ ﻛﺄﳕﺎ ﲤﺰﻗﺖ ﻟﺸﺮﻧﻘﺔ‬ ‫ﺍﻟﱴ ﺣﺒﺴﺖ ﺑﺪﺍﺧﻠﻬﺎ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺍﳌﺼﺮﻳﺔ ، ﻭ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﰱ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻣﺼﺮ‬ ‫ﻭ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﻌﺮﰉ ﻛﻠﻪ ﺧﺮﺟﺖ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﰱ ﻣﻈﺎﻫﺮﺍﺕ ﺍﻟﺘﺄﻳﻴﺪ ﻟﺰﻋﻤـﺎﺀ‬ ‫ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ، ﻭﺑﺪﺃﻥ ﻳﺸﺎﺭﻛﻦ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﳝﻠﻜﻦ ﻣﻦ ﻣﺎﻝ ﻭ ﺟﻬﺪ ﰱ ﻣﻌﺮﻛﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﺤﺮﺭ ﺍﻟﻮﻃﲎ ؛ ﻳﻠﻘﲔ ﺍﳋﻄﺐ ﺍﳊﻤﺎﺳﻴﺔ ﻭ ﻳـﻮﺯﻋﻦ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧـﺎﺕ ﻭ‬ ‫ﻳﺮﻓﻌﻦ ﻻﻓﺘﺎﺕ ﺍﳌﻘﺎﻃﻌﺔ ﻭ ﺍﻟﺮﻓﺾ ﻟﻼﺣﺘﻼﻝ ﻭ ﺍﻻﺣﺘﺠـﺎﺝ ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﺳﻴﺎﺳﺎﺗﻪ ﺍﳌﺘﻌﺴﻔﺔ ﻭﻳﻌﻠﻦ ﺷﻌﺎﺭ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﰱ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﻣﺆﺍﻣﺮﺍﺗﻪ‬ ‫ﻟﻠﺘﻔﺮﻗﺔ ﺑﲔ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ..‬ ‫ﻭ ﰱ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﺑﺪﺃﺕ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺗﺘﻮﺍﱃ ﻟﺘﻐﲑ ﺻﻮﺭ‪‬ﺎ ﲤﺎﻣـﺎ ﻭ‬ ‫ﺗﻠﻐﻰ ﻣﻼﳏﻬﺎ ﺍﻟﻘﺪﳝﺔ ﻛﻠﻴﺔ .ﻓﻔﻰ ١١ﺳﺒﺘﻤﱪ٩١٩١ﻡ ﰎ ﺍﻧﺘﺨـﺎﺏ‬ ‫ﻛﻤﺎﻝ ﺍﺗﺎﺗﻮﺭﻙ ﺭﺋﻴﺴﺎ ﳊﻜﻮﻣﺔ ﻣﺆﻗﺘﺔ ، ﻭ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺑﺎﺳـﺒﻮﻉ ﻓـﺮ‬ ‫ﺍﳋﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﺘﺮﻛﻰ ﺍﱃ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﻣﺘﺨﻔﻴﺎ ﺩﺍﺧﻞ ﻋﺮﺑﺔ ﺍﺳـﻌﺎﻑ . ﻭ‬ ‫ﰱﺍﻭﻝ ﻧﻮﻓﻤﱪ ﺃﺻﺪﺭ ﺍﻟﱪﳌﺎﻥ ﺍﻟﺘﺮﻛﻰ ﻗﺮﺍﺭﺍ ﺑﺈﻟﻐﺎﺀ ﺍﻟﺴﻠﻄﻨﺔ ﰱ ﺗﺮﻛﻴﺎ‬
‫ﻣﻊ ﺍﺣﺘﻔﺎﻅ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﺑﻠﻘﺐ ﺍﳋﻠﻴﻔﺔ .ﻭ ﰱ ﺃﻭﻝ ﻳﻨﺎﻳﺮ٠٢٩١‬ ‫ﺍﻋﺘﻤﺪ ﺍﻟﱪﳌﺎﻥ ﺍﻟﺘﺮﻛﻰ ﺍﳌﻴﺜﺎﻕ ﺍﻟﻮﻃﲎ ﺍﻟﺬﻯ ﻳﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﺍﺳـﺘﻘﻼﻝ‬ ‫ﺗﺮﻛﻴﺎ ﰱ ﺣﺪﻭﺩﻫﺎ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ .‬ ‫ﻭ ﻫﻜﺬﺍ ﺍﺗﻀﺤﺖ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ،ﻭ ﱂ ﻳﻌﺪ ﲦﺔ ﺃﻣﻞ ﰱ ﺍﻟﻌـﻮﺩﺓﺍﱃ‬ ‫ﺃﺣﻀﺎﻥ )ﻣﺎﻣﺎ( ﺗﺮﻛﻴﺎ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ، ﺣﻴﺚ ﺃﻥ ﺃﺑﻨﺎﺀﻫﺎ ﺍﻟﺸـﺮﻋﻴﲔ‬ ‫ﻟﻔﻈﻮﺍ ﺃﺑﻨﺎﺀﻫﺎ ﺍﳌﺘﺒﻨﲔ ، ﻭ ﺃﺻﺒﺢ ﻋﻠﻰ ﻫﺆﻻﺀ ﺃﻥ ﻳﻘﻔﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﻘﺎ‪‬ﻢ‬ ‫ﺍﻟﻀﻌﻴﻔﺔ ﺍﳌﺮﺗﻌﺸﺔ ﻭ ﺃﻥ ﳛﺎﻭﻟﻮﺍ ﺍﻟﺴﲑ ﻭ ﺗﻜﻤﻠـﺔ ﺍﻟﻄﺮﻳـﻖ ﳓـﻮ‬ ‫ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ﺩﻭﻥ ﻣﻌﺎﻭﻧﺔ .ﻭ ﻛﺎﻥ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﺗﻨﺒﻪ ﺍﱃ ﺃﳘﻴـﺔ ﺍﻟﺘﻤﺼـﲑ‬ ‫ﻭﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻫﻮ ﻃﻠﻌﺖ ﺣﺮﺏ ﺍﻟﺬﻯ ﺑﺪﺃ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﺑﻨـﻚ‬ ‫ﻣﺼﺮ ﰱ ٧ ﻣﺎﻳﻮ ﻣﻦ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ، ﻭ ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﺳﻢ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﻨﺎﺭﻳﻮ ﲟﻬﺎﺭﺓ ﻓﻌﻠﻰ ﺍﳉﺎﻧﺐ ﺍﻵﺧﺮ ﻣﻦ ﺍﶈﻴﻂ ﺍﻷﻃﻠﻨﻄﻰ ﻛﺎﻧـﺖ‬ ‫ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﺘﺤﺮﺭ ﲡﺮﻯ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻣﺪﻫﺸﺔ ، ﻓﻔﻰ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ ﻋﺸـﺮ ﻣـﻦ‬ ‫ﺃﻏﺴﻄﺲ ﰎ ﺗﻌﺪﻳﻞ ﺍﳌﺎﺩﺓ ٩١ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜـﻰ ﻭ ﻣـﻨﺢ‬ ‫ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺣﻖ ﺍﻟﺘﺼﻮﻳﺖ ، ﻭﰎ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﻋﺼﺒﺔ )ﺍﻟﻨﺴـﺎﺀ( ﺍﻟﻨﺎﺧﺒـﺎﺕ‬ ‫‪.League of Women Voters‬ﻭ ﺍﻓﺘﺘﺤﺖ ﰱﺍﻏﺴﻄﺲ‬ ‫ﺃﻭﻝ ﺇﺫﺍﻋﺔ ﻣﺮﺧﺼﺔ ﰱ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ . ﰱ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺛﻨﺎﺀ‬ ‫ﻛﺎﻧﺖ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺍﳌﺼﺮﻳﺔ ﺗﺘﺴﻠﻞ ﺭﻭﻳﺪﺍ ﺍﱃ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﺍﳌﺴﺮﺡ ، ﲝﺜﺎ ﻋـﻦ‬ ‫ﺩﻭﺭ ﺭﺋﻴﺴﻰ ﺗﻠﻌﺒﻪ ، ﺩﻭﺭ ﻣﻦ ﺣﻘﻬﺎ ﻭ ﻟﻜﻨﻪ ﺣﺠﺐ ﻋﻨـﻬﺎ ﺑﻔﻌـﻞ‬
‫ﻓﺎﻋﻞ ، ﲤﺎﻣﺎ ﻛﻤﺎ ﺣﺪﺙ ﻣﻊ ﺑﻼﺩﻫﺎ ﻣﺼﺮ ، ﻓﺒﻌـﺪ ﺃﻥ ﻧﺸـﺮﺕ‬ ‫ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺍﻟﺘﻴﻤﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺯﻳﻨﺐ ﻓﻮﺍﺯ ﻋﺪﺓ ﻛﺘﺐ ﰱ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻭ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳـﺔ ،‬ ‫ﻭﺣﺮﺭﺕ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺎﺕ ﻭ ﺍﳌﺼﺮﻳﺎﺕ ﻋﺪﺩﺍ ﻣﻦ ﺍ‪‬ﻼﺕ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻴﺔ‬ ‫ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ، ﻭﺃﻟﻘﺖ ﻣﻠﻚ ﺣﻔﲎ ﻭ ﻧﺒﻮﻳﺔ ﻣﻮﺳـﻰ ﺍﶈﺎﺿـﺮﺍﺕ ﰱ‬ ‫ﺍﳉﺎﻣﻌﺔ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ، ﺑﺪﺃﺕ ﺳﻴﺪﺓ ﻣﺼﺮﻳﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﲤﺰﻕ ﺍﻟﺸـﺮﻧﻘﺔ ﻭ‬ ‫ﲣﺮﺝ ﺍﱃ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻓﺮﺍﺷﺔ ﲨﻴﻠﺔ ﺯﺍﻫﻴﺔ ﺍﻷﻟﻮﺍﻥ ﺗﺪﻋﻰ ﻫﺪﻯ ﺷﻌﺮﺍﻭﻯ‬ ‫، ﺯﻭﺟﺔ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻷﺛﺮﻳﺎﺀ ﺍﳌﺼﺮﻳﲔ ﻭ ﻣﻦ ﺭﻓـﺎﻕ ﺳـﻌﺪ ،‬ ‫ﺍﻟﺰﻋﻴﻢ ﺍﻟﺼﺎﻋﺪ ﺍﱃ ﺳﺪﺓ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﰱ ﻣﺼﺮ ، ﻭ ﺍﻟﺬﻯ ﺩﻋﺘﻪ ﻫﺪﻯ ﺍﱃ‬ ‫ﺍﻓﺘﺘﺎﺡ ﻣﻌﺮﺽ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﻟﻠﻔﻨﻮﻥ ﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻠﻴﺔ ﺍﻟﺬﻯ ﺃﻗﺎﻣﺘﻪ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔﺍﳌﺼﺮﻳﺔ‬ ‫ﻟﻠﻔﻨﻮﻥ ﺑﺮﻋﺎﻳﺘﻬﺎ ، ﻭ ﱂ ﺗﻜﺘﻒ ﻫﺪﻯ ‪‬ﺬﺍ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﻔﲎ ﺍﳌﺒﻜﺮ ﺑﻞ‬ ‫ﺍﻗﺘﻨﺖ ﻛﻞ ﺍﻟﻠﻮﺣﺎﺕ ﻭﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﺍﻟﱴ ﻋﺮﺿﺖ ﻓﻴﻪ ﺗﺸـﺠﻴﻌﺎ‬ ‫ﻟﺬﻟﻚ ﺍﻟﻔﻦ ﺍﻟﺮﺍﻗﻰ .‬ ‫ﺗﺸﻜﻠﺖ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﻋﺪﱃﻳﻜﻦ ﺍﻷﻭﱃ ﰱ ٦١ ﻣﺎﺭﺱ ﻭ ﺑﺪﺃ ﺑﻌﺪﻫﺎ‬ ‫ﺍﻟﺴﻔﺮ ﺍﱃ ﻟﻨﺪﻥ ﻟﻌﻘﺪ ﺍﳌﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﻣﻊ ﺍﻻﳒﻠﻴﺰ ﺑﺼﻔﺘﻪ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ‬ ‫، ﻭ ﻋﺎﺩ ﺳﻌﺪ ﺯﻏﻠﻮﻝ ﻣﻦ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﰱ ﺍﳋﺎﻣﺲ ﻣﻦ ﺍﺑﺮﻳﻞ ١٢٩١ﻡ ،‬ ‫ﻭﺃﺧﺬ ﻳﺸﻦ ﲪﻠﺔ ﺷﻌﻮﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﱃ ، ﻣﻌﻠﻨﺎ ﻋﺒﺎﺭﺗﻪ ﺍﻟﺸﻬﲑﺓ " ﺍﻥ‬ ‫ﺟﻮﺭﺝ ﺍﳋﺎﻣﺲ ﻳﻔﺎﻭﺽ ﺟﻮﺭﺝ ﺍﳋﺎﻣﺲ " ، ﻭ ﺍﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﺮﻓﺾ‬
‫ﺳﻌﺪ ، ﺛﺎﺭﺕ ١ﻣﻈﺎﻫﺮﺍﺕ ﺩﺍﻣﻴﺔ ﰱ ﺍﻻﺳﻜﻨﺪﺭﻳﺔ ﺍﺣﺘﺠﺎﺟـﺎ ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﺗﻌﻴﲔ ﻋﺪﱃﻳﻜﻦ ﺭﻳﺌﺴﺎ ﻟﻠﻮﻓﺪ .ﻭ ﰱ ﺍﳋﺎﻣﺲ ﻣﻦ ﺩﻳﺴﻤﱪ ﺻـﺪﻕ‬ ‫ﺣﺪﺱ ﺳﻌﺪ ، ﻭﻋﺎﺩ ﻋﺪﱃ ﻣﻦ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﻣﻌﻠﻨﺎ ﻓﺸﻞ ﻣﻔﺎﻭﺿﺎﺗﻪ ﻣـﻊ‬ ‫ﺍﻻﳒﻠﻴﺰ ، ﻭ ﻗﺪﻡ ﺍﺳﺘﻘﺎﻟﺘﻪ ﻓﻘﺒﻠﻬﺎ ) ﺍﻷﻣﲑ ( ﺍﲪﺪ ﻓﺆﺍﺩ .ﻭ ﺗﺘﻄـﻮﺭ‬ ‫ﺍﻷﻣﻮﺭ ، ﻓﺘﻌﻮﺩ ﺳﻠﻄﺎﺕ ﺍﻻﺣﺘﻼﻝ ﺍﱃ ﺍﺳﺘﻌﺮﺍﺽ ﻋﻀﻼ‪‬ﺎ ﺑﻨﻔـﻰ‬ ‫ﺳﻌﺪ ﻭﺑﻌﺾ ﻣﺆﻳﺪﻳﻪ ﺍﱃﺳﻴﺸﻴﻞ ﰱ ٩٢ ﺩﻳﺴﻤﱪ ١٢٩١ﻡ.‬ ‫ﻭ ﻳﺴﺘﻤﺮ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺑﲔ ﺍﳌﻐﺘﺼﺐ ﻭ ﺍﳌﻐﺼﻮﺏ ، ﺑﲔ ﺍﻟﻄﺮﻑ‬ ‫ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﺬﻯ ﻳﻔﺮﺽ ﲪﺎﻳﺔ ﺑﺎﻃﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻑ ﺁﺧﺮ ﻻ ﳛﺘﺎﺝ ﺍﻟﻴﻬﺎ ﻭ‬ ‫ﻳﺮﻓﻀﻬﺎ ، ﺍﱃ ﺃﻥ ﺗﺬﻋﻦ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﱪﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﺃﺧﲑﺍ ﻭﺗﺼﺪﺭ ﺗﺼﺮﻳﺢ‬ ‫٨٢ ﻓﱪﺍﻳﺮ٢٢٩١ ﺑﺎ‪‬ﺎﺀ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺮ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﺤﻔﻈﺎﺕ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ‬ ‫، ﻭ ﻳﻨﺘﻬﺰ ﺍﻷﻣﲑ ﺍﲪﺪ ﻓﺆﺍﺩ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﻓﻴﻜﺎﰱﺀ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﻠﻘـﺐ ﻣﻠـﻚ‬ ‫ﺍﻟﺒﻼﺩ )ﻧﻔﺲ ﻟﻘﺐ ﻣﻠﻚ ﺍﳒﻠﺘﺮﺍ ( ﺑﻌﺪ ﺍﺳﺒﻮﻋﲔ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﺍﻋـﻼﻥ‬ ‫ﺍ‪‬ﺎﺀ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ) ﰱ ٥١ ﻣﺎﺭﺱ ( . ﻭ ﻳﻌﻮﺩ ﺍﻟﺰﻋﻴﻢ ﺍﳌﻐﻀﻮﺏ ﻋﻠﻴـﻪ‬ ‫ﺳﻌﺪ ﺯﻏﻠﻮﻝ ﻣﻦ ﻣﻨﻔﺎﻩ ﰱ ﺳﻴﺸﻴﻞ ٩٢ ﻣﺎﺭﺱ‬ ‫ﻭ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻳﺘﺼﺎﺭﻋﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﻋﺪ ﺍﳊﻜـﻢ ﻭ ﺍﻟﺰﻋﺎﻣـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ، ﺗﺴﺘﻤﺮ ﻣﺴﲑﺓ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓﺍﳌﺼﺮﻳﺔ ﳓﻮ ﺍﻻﻣـﺎﻡ ﰱ ﺛﻘـﺔ ﻭ‬ ‫ﺍﺻﺮﺍﺭ ﳑﺘﻄﻴﺔ ﻓﺮﺳﻰ ﺍﻟﺴﺒﻖ : ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭ ﺍﻟﻌﻤﻞ ، ﻭ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﺗﺴﺎﻓﺮ‬ ‫١ ﻫﺪﻯ ﺷﻌﺮﺍﻭﻯ ﺍﻟﺬﻛﺮﻯﺍﳌﺌﻮﻳﺔ ٢٨‬
‫ﻓﺘﺎﺓ ﻣﺼﺮﻳﺔ ﻫﻰ ﻛﻮﻛﺐ ﺣﻔﲎ ﻧﺎﺻﻒ ﺍﱃ ﺍﳒﻠﺘﺮﺍ ﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻄﺐ‬ ‫، ﻭ ﺗﻨﻀﻢ ﻓﺘﺎﺓ ﺃﺧﺮﻯ ، ﻟﺒﻴﺒﺔ ﻫﺎﺷﻢ ، ﺍﱃ ﻛﺘﻴﺒﺔ ﺍﳌﻨﺎﺿﻼﺕ ﻋـﱪ‬ ‫ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﰱ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﻓﺘﺼﺪﺭ ﳎﻠﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻫﻰ ﳎﻠـﺔ " ﺍﻟﻨﻬﻀـﺔ‬ ‫ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻴﺔ ". ، ﻭ ﺗﺴﺎﻓﺮ ﻫﺪﻯ ﺷﻌﺮﺍﻭﻯ ﻭ ﺳﻴﺰﺍ ﻧﱪﺍﻭﻯ ﻭ ﻧﺒﻮﻳـﺔ‬ ‫ﻣﻮﺳﻰ ﺍﱃ ﺭﻭﻣﺎ ﳊﻀﻮﺭ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻰ ﺍﻟﺪﻭﱃ ﺍﻟﺬﻯ ﲢﺪﺛﻦ ﻓﻴﻪ‬ ‫ﺑﻄﻼﻗﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﳌﺼﺮﻳﺔ ﻭ ﻋﻦ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻭ ﺍﳊﻘﻮﻕ ﺍﻟﱴ ﻛﻔﻠـﻬﺎ‬ ‫ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ، ﻭ ﺃﺛﺮﻥ ﺍﻋﺠﺎﺏ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺎﺕ ﺑﻞ ﺍﻧﺒﻬﺎﺭﻫﻦ ، ﻭﺍﺳـﺘﻄﻌﻦ ﺃﻥ‬ ‫ﻳﻨﻔﲔ ﻋﻦ ﺩﻳﻨﻬﻦ ﺍﳊﻨﻴﻒ ﺍﻟﺘﻬﻢ ﺍﻟﺒﺎﻃﻠـﺔ ﺑﺎﺿـﻄﻬﺎﺩﻩ ﻟﻠﻤـﺮﺃﺓ ﻭ‬ ‫ﺍﺯﺩﺭﺍﺋﻬﺎ٢.ﻭ ﻋﺎﺩ ﺍﻟﻮﻓﺪ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻰ ﻣﻦ ﺭﻭﻣﺎ ﻭ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﲤـﻸ ﻗﻠـﻮ‪‬ﻦ ﻭ‬ ‫ﺍﻷﻣﻞ ﰱ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺃﻓﻀﻞ ﻳـﺪﻓﻌﻬﻦ ﺍﱃ ﺍﳌﻄﺎﻟﺒـﺔ ﺑـﺄﻥ ﻳﺘﻀـﻤﻦ‬ ‫ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﺍﳌﺼﺮﻯ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﳌﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﻨﺴﺎﺀ ﻭ ﺫﻟﻚ‬ ‫ﻟﻜﻰ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺑﺬﻝ ﺍﳌﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ، ﻭ ﱂ ﻻ ..؟! ﺃﻻ ﻳﻘـﻮﺩ‬ ‫ﺍﳌﺼﺮﻳﲔ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺭﺟﺎﻝ ﺃﺣﺮﺍﺭ ﻣﺴﺘﻌﺪﻭﻥ ﻟﺒﺬﻝ ﻛﻞ ﻧﻔﻴﺲ ﻭﻏﺎﻝ ﰱ‬ ‫ﺳﺒﻴﻞ ﺣﺮﻳﺔ ﻣﺼﺮ ﻭ ﺍﳌﺼﺮﻳﲔ .. ﻛﻞ ﺍﳌﺼﺮﻳﲔ ؟!ﺃﱂ ﺗﺼﺒﺢ ﺍﳊﺮﻳﺔ‬ ‫ﻫﻰ ﺍﻷﻣﻞ ﺍﳌﻨﺸﻮﺩ ﺍﻟﺬﻯ ﻳﺴﻌﻰ ﺍﻟﻴﻪ ﺍﳉﻤﻴﻊ ، ﻭ ﺍﻷﻏﻨﻴﺔ ﺍﻟﱴ ﺗﺘﺮﺩﺩ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺃﻟﺴﻨﺔ ﺍﳌﺼﺮﻳﲔ ﻭﻛﻞ ﺍﻟﻌﺮﺏ ؟! ﻭ ﰱ ﺍﻟﻮﻻﻳـﺎﺕ ﺍﳌﺘﺤـﺪﺓ‬ ‫٢ ﻫﺪﻯ ﺷﻌﺮﺍﻭﻯ ﺍﻟﺬﻛﺮﻯﺍﳌﺌﻮﻳﺔ ١٧‬
‫ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ) ﺑﻠﺪ ﻭﻳﺪﺭﻭ ﻭﻳﻠﺴﻮﻥ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﳌﺒﺎﺩﻯﺀ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﻋﺸـﺮ‬ ‫ﻟﻠﺘﺤﺮﺭ ﻭ ﺍﺳﺘﻘﻼﻝ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ( ﰎ ﺍﻧﺘﺨﺎﺏ ﺃﻭﻝ ﺍﻣـﺮﺃﺓ ﻟﻌﻀـﻮﻳﺔ‬ ‫ﺍﻟﻜﻮﳒﺮﺱ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻰ ) ﺭﻳﺒﻴﻜﺎ ﻓﻠﺘﻮﻥ ﻋﻦ ﻭﻻﻳﺔ ﺟﻮﺭﺟﻴﺎ (. ﺍﺫﻥ‬ ‫ﻓﻘﺪ ﲤﺰﻗﺖ ﺍﳊﺠﺐ ﻭ ﺍ‪‬ﺎﺭﺕ ﺍﻟﺴﺪﻭﺩ ﻭ ﲢﻄﻤﺖ ﺍﻷﻏـﻼﻝ ، ﻭ‬ ‫ﻻﺑﺪ ﻟﻔﻴﻀﺎﻥ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﳎﺮﻯ ﳚﺮﻯ ﻓﻴﻪ ﻭﻳﺮﻭﻯ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﻌﻄﺸﻰ‬ ‫ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ .. ﻭ ﺗﻨﺘﻬﺰ ﻫﺪﻯ ﺷﻌﺮﺍﻭﻯ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﻓﺘﻘﻮﻡ ﺑﺎﻋﻼﻥ ﺗﺄﺳـﻴﺲ‬ ‫ﺍﻻﲢﺎﺩ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻰ ﺍﳌﺼﺮﻯ )ﰱ ﻣﺎﺭﺱ ٣٢٩١ ( ﻟﺘـﻨﻈﻢ ﺻـﻔﻮﻑ‬ ‫ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭ ﺗﻮﺟﻪ ﻣﺴﲑ‪‬ﻦ ﺍﱃ ﺍﻷﻣﺎﻡ ، ﻭ ﺭﻏﻢ ﺫﻟﻚ ، ﻭ ﺭﻏﻢ ﻛﻞ‬ ‫ﻣﺎ ﻓﻌﻠﺘﻪ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﳌﺼﺮﻳﺎﺕ ﻭ ﻣﺎ ﻗﺪﻣﻨﻪ ﻛـﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠـﻰ ﺃﻫﻠﻴﺘـﻬﻦ‬ ‫ﻟﻼﺳﺘﻘﻼﻝ ﻭ ﺍﳊﺮﻳﺔ ، ﻓﻘﺪ ﰎ ﰱ ٩١ ﺍﺑﺮﻳﻞ ﺍﻋـﻼﻥ ﺍﻟﺪﺳـﺘﻮﺭ‬ ‫ﺍﳌﺼﺮﻯ ﺧﺎﻟﻴﺎ ﻣﻦ ﺍﳊﻘﻮﻕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ..!‬ ‫ﻭ ﺗﺘﻮﺍﱃ ﺍﻟﺼﺪﻣﺎ ﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺍﻟﺸـﺮﻗﻰ ، ﺍﱃ ﺣﻴـﺚ‬ ‫ﻣﺎﺯﺍﻟﺖ ﺗﺮﻧﻮ ﺃﺑﺼﺎﺭ ﺍﳌﺘﺸﺒﺜﲔ ﺑﺎﳌﺎﺿﻰ ﻭ ﺑﺎﻷﳎﺎﺩ ﺍﻟﻮﳘﻴﺔ ، ﻓﻔـﻰ‬ ‫٩٢ ﺍﻛﺘﻮﺑﺮ ﻳﺘﻢ ﺍﻋﻼﻥ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺔ ، ﻭ ﻳﻨﺘﺨﺐ ﻣﺼـﻄﻔﻰ‬ ‫ﻛﻤﺎﻝ ) ﺃﺗﺎﺗﻮﺭﻙ ( ﺭﺋﻴﺴﺎ ﳍﺎ ، ﻭ ﰱ‬ ‫.٣ ﻣﺎﺭﺱ ﻳﻌﻠﻦ ﺃﺗﺎﺗﻮﺭﻙ ﺍﻟﻐﺎﺀ ﺍﳋﻼﻓـﺔ ﰱ ﺗﺮﻛﻴـﺎ ﻭ ﻧﻔـﻰ‬ ‫ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺍﳌﺨﻠﻮﻉ ﻋﺒﺪ ﺍ‪‬ﻴﺪ ﺍﻟﺜﺎﱏ ﻭ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﳌﺎﻟﻜﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻼﺩ.ﻭﰱ‬ ‫٤ ﻣﺎﺭﺱ ﻳﻌﻠﻦ ﺍﻟﻐﺎﺀ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﻭ ﺍﳌﺪﺍﺭﺱ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴـﺔ ﰱ ﺗﺮﻛﻴـﺎ .،ﻭ‬
‫ﺗﺘﺸﺠﻊ ﺻﺤﻔﻴﺔ ﻣﺼﺮﻳﺔ ، ﻣﻨﲑﺓ ﺛﺎﺑﺖ ، ﻓﺘﻜﺘﺐ ﰱ ﳎﻠﺔ " ﺍﻷﻣﻞ "‬ ‫ﺍﻟﱴ ﻛﺎﻧﺖ ﲢﺮﺭﻫﺎ ، ﻣﻄﺎﻟﺒﺔ ﺍﻟﺰﻋﻴﻢ ﺳﻌﺪ ﺯﻏﻠﻮﻝ ، ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ‬ ‫ﺁﻧﺬﺍﻙ ، ﺑﺘﺨﺼﻴﺺ ﻣﻜﺎﻥ ﻟﻠﺴﻴﺪﺍﺕ ﰱ ﺷﺮﻓﺔ ﺍﻟﱪﳌﺎﻥ ﺑﻌﺪ ﺍﻓﺘﺘﺎﺣﻪ ،‬ ‫ﻭ ﻳﻮﺍﻓﻖ ﺍﻟﺰﻋﻴﻢ ﺳﻌﺪ ﺯﻏﻠﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﲤﻨﺢ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺍﳌﺼـﺮﻳﺔ ﻣﻘﻌـﺪﺍ‬ ‫ﻭﺍﺣﺪﺍ ﰱ ﺍﻟﺸﺮﻓﺔ ﺗﺮﻗﺐ ﻓﻴﻪ ﺃﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﱪﳌﺎﻥ ، ﰱ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟـﺬﻯ‬ ‫ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻴﻪ ﺯﻭﺟﺎﺕ ﺍﻟﺴﻔﺮﺍﺀ ﻭ ﺍﻟﻘﻨﺎﺻﻞ ﺍﻷﺟﺎﻧﺐ ﲡﻠﺴﻦ ﰱ ﺍﻟﻘﺎﻋﺔ‬ ‫ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ! ﻭ ﰱ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ﻳﺘﻢ ﺍﻧﺘﺨﺎﺏ ﺭﺋﻴﺴﺘﲔ ﻟـﻮﻻﻳﱴ‬ ‫ﻭﺍﻳﻮﻣﻨﺞ ﻭ ﺗﻜﺴﺎﺱ ..!‬ ‫ﻭ ﺗﺴﺘﻤﺮ ﺍﳌﺴﲑﺓ ﺍﱃ ﺍﻷﻣﺎﻡ ، ﺭﻏـﻢ ﺍﶈـﺎﻭﻻﺕ ﺍﻟﻀـﺎﺭﻳﺔ‬ ‫ﻹﻋﺎﻗﺘﻬﺎ ﻓﻴﺆﺳﺲ ﺑﻨﻚ ﻣﺼﺮ ﺷﺮﻛﺔ ﻣﺼﺮ ﻟﻠﻤﺴـﺮﺡ ﻭ ﺍﻟﺴـﻴﻨﻤﺎ‬ ‫ﺑﺮﺋﺎﺳﺔ ﳏﻤﺪ ﺑﻴﻮﻣﻰ ﻭ ﺗﺒﺪﺃ ﺷﺮﻛﺔ ﺍﻧﺘﺎﺝ ﺳﻴﻨﻤﺎﺋﻴﺔ ﲢـﺖ ﺇﺳـﻢ :‬ ‫ﻣﺼﺮ ﻓﻴﻠﻢ ، ﻭﺗﻨﺘﺞ ﺃﻭﻝ ﻓﻴﻠﻢ ﻣﺼﺮﻯ . ﻭﺗﺸﻌﺮ ﺃﺷﻬﺮ ﳑﺜﻠﺔ ﻣﺴﺮﺡ‬ ‫ﻣﺼﺮﻳﺔ ﺑﺄﳘﻴﺔ ﻭ ﺧﻄﻮﺭﺓ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﻛﻤﻨﱪ ﻟﻠﺤﺮﻳـﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻮﻋﻴـﺔ ﻭ‬ ‫ﺍﻟﻨﻀﺎﻝ ﺍﻟﺴﻴﺎﺱ ، ﻓﺘﺼﺪﺭ ﺭﻭﺯ ﺍﻟﻴﻮﺳﻒ ﳎﻠﺔ ﺑﺎﲰﻬﺎ .ﻭ ﻳﺘﻢ ﲢﻮﻳﻞ‬ ‫ﺍﳉﺎﻣﻌﺔﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﱃ ﺍﳉﺎﻣﻌﺔﺍﳌﺼﺮﻳﺔ ، ﻳﺮﺃﺱ ﺃﻭﻝ ﳎﻠﺲ ﻻﺩﺍﺭ‪‬ﺎ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻣﺎﻫﺮ ، ﻭﻳﻌﲔ ﺍﲪﺪ ﻟﻄﻔﻰ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻣﺪﻳﺮﺍ ﳍﺎ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻛﺎﻥ ﻭﻛـﻴﻼ‬ ‫ﻟﻠﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ.‬
‫ﻭ ﺗﺸﻌﺮ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺍﳌﺼﺮﻳﺔ ﲝﺎﺟﺘﻬﺎ ﺍﱃ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﳌﺘﺤﻀﺮ‬ ‫، ﻓﺘﺴﺎﻓﺮ ﻫﺪﻯ ﻭﺭﻓﻴﻘﺎ‪‬ﺎ ﳊﻀﻮﺭ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﳌﺆﲤﺮﺍﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ، ﻭ‬ ‫ﰱ ﻋﺎﻡ ٥٢٩١ﻡ ، ﺗﺼﺪﺭ ﳎﻠﺔ " ﺍﳌﺼﺮﻳﺔ " ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺑﺮﺋﺎﺳﺘﻬﺎ‬ ‫ﻭ ﺳﻜﺮﺗﺎﺭﻳﺔ ﲢﺮﻳﺮ ﺳﻴﺰﺍ ﻧﱪﺍﻭﻯ )ﻭ ﺳﺘﻈﻞ ﺗﺼﺪﺭ ﺣﱴ ﻋﺎﻡ ﺣـﱴ‬ ‫٠٤٩١( ، ﻭ ﰱ ﻋﺎﻡ ٧٣٩١ ٣ ﺗﺼﺪﺭﻫﺎ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ) ﺣـﱴ‬ ‫٠٤٩١ ( .ﺃﻣﺎ ﳌﺎﺫﺍ ﺑﺪﺃﺕ " ﺍﳌﺼﺮﻳﺔ " ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻓﻸﻥ ﺍﻟﻔﻜﺮ‬ ‫ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﱏ ﺍﻟﺬﻯ ﻏﻠﻒ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ ﺍﳌﺼﺮﻳﺔ ﻭ ﺣﺠﺮ ﻋﻠﺒـﻬﺎ ﻃـﻮﻳﻼ ﱂ‬ ‫ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻠﺤﻜﻮﻣﺎﺕ ﺍﳌﺼﺮﻳﺔ ﺑﺎﻧﺸﺎﺀ ﻣﺪﺍﺭﺱ ﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻔﺘﻴـﺎﺕ ، ﻭ‬ ‫ﺑﺎﺩﺭﺕ ﺍﺣﺪﻯ ﺯﻭﺟﺎﺕ ﺍﳋﺪﻳﻮﻯ ﺍﲰﺎﻋﻴﻞ ﺑﺈﻧﺸﺎﺀ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﺴـﻨﻴﺔ‬ ‫ﻟﻠﻔﺘﻴﺎﺕ ﰱ‪‬ﺎﻳﺔ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ ، ﻭ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﱂ ﺗﺘﺒـﻊ ﲟـﺪﺍﺭﺱ‬ ‫ﺃﺧﺮﻯ ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﺴﻠﻠﺖ ﻣﺪﺍﺭﺱ ﺍﻻﺭﺳﺎﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺒﺸﲑﻳﺔ ﺍﻷﺟﻨﺒﻴﺔ ﺍﱃ‬ ‫ﻣﺪﻥ ﻭ ﳏﺎﻓﻈﺎﺕ ﻣﺼﺮ ﻟﺘﻘﻮﻡ ﺑﺎﳌﻬﻤﺔ ﺍﳋﻄﲑﺓ ﺍﻟﱴ ﲣﻠـﺖ ﻋﻨـﻬﺎ‬ ‫ﺍﳊﻜﻮﻣﺎﺕ ﺍﳌﺼﺮﻳﺎﺕ : ﺗﻨﻮﻳﺮ ﻣﺼﺮ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺑﻨﺎ‪‬ـﺎ . ﻭ‬ ‫ﺗﻨﺘﻈﺮ ﺑﻨﺎﺕ ﻣﺼﺮ ﺣﻮﺍﱃ ﻧﺼﻒ ﻗﺮﻥ ﺣﱴ ﺗﻔﺘﺘﺢ ﻋﺎﻡ ٤٢٩١ ﺃﻭﻝ‬ ‫ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺛﺎﻧﻮﻳﺔ : ﺷﱪﺍﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎﺕ ؛ ﻭ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻭﻝ ﻧﺎﻇﺮﺓ ﳍـﺎ‬ ‫ﺃﻧﺼﺎﻑ ﺳﺮﻯ . ﻟﻘﺪ ﺃﺣﺴﺖ ﺍﻟﻄﺒﻘﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﰱ ﻣﺼﺮ ﺑﺄﳘﻴﺔ ﺗﻌﻠـﻴﻢ‬ ‫ﺑﻨﺎ‪‬ﺎ ، ﻓﺒﺪﺃﺕ ﺑﺘﻮﻓﲑ ﺍﻟﺪﺭﻭﺱ ﺍﳋﺼﻮﺻﻴﺔ ﳍﻦ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺒﻴـﻮﺕ ﻭ‬ ‫٣ ﻫﺪﻯ ﺷﻌﺮﺍﻭﻯ ﺍﻟﺬﻛﺮﻯﺍﳌﺌﻮﻳﺔ ٣٧‬
‫ﺍﻟﻘﺼﻮﺭ ، ﰒ ﺃﺭﺳﻠﺖ ﺍﻟﻔﺘﻴﺎﺕ ﺍﱃ ﺍﳌﺪﺍﺭﺱ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﺒﺸـﲑﻳﺔ ﻭ‬ ‫ﺍﻻﳒﻠﻴﺰﻳﺔ ،ﻟﺘﺒﺪﺃ ﺑﺬﻟﻚ ﻓﺠﻮﺓ ﺑﲔ ﻧﺴﺎﺀ ﻣﺼﺮ ﻭ ﺍ‪‬ﺘﻤـﻊ ﺍﻟـﺬﻯ‬ ‫ﻳﻌﺸﻦ ﻓﻴﻪ . ﻓﺠﻮﺓ ﻣﺎﺯﺍﻟﺖ ﺗﻌﻴﺶ ﺍﱃ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬﺍ ، ﲡﱪﻫـﺎ ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﺍﻟﻌﻴﺶ ﰱ ﺩﻭﺍﻣﺔ ﻻ‪‬ﺎﺋﻴﺔ، ﻻ ﺗﻌﺮﻑ ﻫﻞ ﻫﻰ ﻣﻘﻴﺪﺓ ﺑﺴﻼﺳﻞ ﺃﺑﺪﻳﺔ‬ ‫ﺍﱃ ﺍﳌﺎﺿﻰ ، ﺃﻡ ﺃﻥ ﺗﻌﻠﻴﻤﻬﺎ ﻭ ﺛﻘﺎﻓﺘﻬﺎ ﻭ ﻣﻠﻜﺎ‪‬ﺎ ﺗﺆﻫﻠﻬﺎ ﻟﻘﻴـﺎﺩﺓ‬ ‫ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﱃ ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ..!! ﺳﺆﺍﻝ ﱂ ﻳﺰﻝ ﻳﺒﻠﺒﻞ ﻓﻜﺮ ﺍﻟﻔﺘـﺎﺓ‬ ‫ﺍﳌﺼﺮﻳﺔ ﻭ ﻳﻌﻄﻞ ﳕﻮﻫﺎ ﺍﻟﻌﻘﻠﻰ ، ﻭ ﻳﺪﻓﻌﻬﺎ ﺃﺣﻴﺎﻧـﺎ ﺍﱃ ﺍﺭﺗﻜـﺎﺏ‬ ‫ﺃﺧﻄﺎﺀ ﻓﺎﺩﺣﺔ ﰱ ﺣﻖ ﻧﻔﺴﻬﺎ ، ﻛﺄﻥ ‪‬ﻤﻞ ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﺭﻏﻢ ﺃﻧﻪ ﺍﳌﺼﺒﺎﺡ‬ ‫ﺍﻟﺬﻯ ﺳﻴﻘﻮﺩﻫﺎ ﻧﻮﺭﻩ ﺍﱃ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣـﺔ ، ﻭ ﺗﺘﻘـﺎﻋﺲ ﻋـﻦ‬ ‫ﺍﳋﺮﻭﺝ ﺍﱃ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭ ﳑﺎﺭﺳـﺔ ﺣﻘﻬـﺎ ﰱ ﺍﻻﺳـﺘﻘﻼﻝ ﺍﳌـﺎﱃ ﻭ‬ ‫ﺍﻻﺳﺘﻤﺘﺎﻉ ﺑﺬﻣﺔ ﻣﺎﻟﻴﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ، ﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻫﻮ ﺍﳋﻄﻮﺓ ﺍﻷﻭﱃ‬ ‫ﳓﻮ ﺍﺳﺘﻤﺘﺎﻋﻬﺎ ﺑﻜﻞ ﺣﻘﻮﻗﻬﺎ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﱴ ﻣﻨﺤﺖ ﳍﺎ ﺑﺴـﺨﺎﺀ‬ ‫ﻣﻨﺬ ﺍﻋﻼﻥ ﺩﺳﺘﻮﺭ ﺛﻮﺭﺓ ﻳﻮﻟﻴﻮ ، ﻋﺎﻡ ٦٥٩١ .‬ ‫ﻭ ﰱ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﺗﺴﺘﻤﺮ ﺧﻄﻮﺍﺕ ﳏﻮ ﺍﳌﺎﺿـﻰ ﺍﻟﻌﺜﻤـﺎﱏ ، ﻭ‬ ‫ﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺁﺛﺎﺭﻩ ﺑﻜﻞ ﳘﺔ ، ﻓﻔﻰ ﺍﳋﺎﻣﺲ ﻭ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻣﻦ‬ ‫ﻧﻮﻓﻤﱪ ٥٢٩١ ﳛﻈﺮ ﻟﺒﺲ ﺍﻟﻄﺮﺑﻮﺵ ، ﲟﻮﺟﺐ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﻳﻠﺰﻡ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ‬ ‫ﰱﺗﺮﻛﻴﺎ ﺑﻠﺒﺲ ﺍﻟﻘﺒﻌﺔ ﻭ ﻳﻀﻊ ﻣﻦ ﳜﺎﻟﻔﻪ ﲢﺖ ﻃﺎﺋﻠﺔ ﺍﶈﺎﻛﻤـﺔ ﻭ‬ ‫ﺍﳊﻜﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﺗﺘﺮﺍﻭﺡ ﻣﺎ ﺑﲔ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻭ ﺍﻹﻋﺪﺍﻡ ، ﻭ ﺗﻨﺪﻟﻊ‬
‫ﺍﻻﺿﻄﺮﺍﺑﺎﺕ ﰱ ﻣﺪﻥ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﺍﺣﺘﺠﺎﺟﺎ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻐﺮﻳـﺐ‬ ‫، ﻭ ﺗﺮﺩ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺑﺈﺻﺪﺍﺭ ﻗﺮﺍﺭ ﲝﻞ ﲨﻌﻴـﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﺪﺭﺍﻭﻳﺶ ﻭ ﺍﻟﻐﺎﺀ ﻭﻇﺎﺋﻒ ﺍﳌﻔﱴ ﻭ ﺍﻻﻣﺎﻡ ﻭ ﺍﳌﻼ ﻭ ﺣﻈﺮ ﺍﺭﺗـﺪﺍﺀ‬ ‫ﺍﻟﻌﻤﺎﻣﺔ ….!‬ ‫ﻭﻷﻥ ﺃﻯ ﺯﻟﺰﺍﻝ ﳛﺪﺙ ﰱ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﺗﻮﺍﺑﻊ ،‬ ‫ﻭﺃﺻﺪﺍﺀ ﰱ ﻣﺼﺮ ﻭ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻻﺳﻼﻣﻰ ، ﻓﻘﺪ ﺛﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺇﺛﺮ ﺫﻟـﻚ‬ ‫ﺟﺪﺍﻝ ﻭﺍﺳﻊ ﰱ ﻣﺼﺮﻭ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺣﻮﻝ ﺍﺭﺗﺪﺍﺀ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ‬ ‫ﺍﻟﻘﺒﻌﺔ "ﺍﻟﱪﻧﻴﻄﺔ" ﻭ ﺗﺮﻛﻬﻢ ﺍﻟﻌﻤﺎﻣﺔ ، ﻓﺮﺃﻯ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺃﻥ " ﺍﻟﱪﻧﻴﻄﺔ "‬ ‫ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺮﺑﻮﺵ ، ﻭﺫﻫﺐ ﺁﺧﺮﻭﻥ ﺍﻝ ﺗﻜﻔﲑ ﻣﻦ ﻳﺮﺗﺪﻳﻬﺎ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﻄﺮﺑﻮﺵ ﻫﻮﺍﻟﺰﻯ ﺍﻹﺳﻼﻣﻰ ﻟﺮﺅﻭﺱ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ، ﺭﻏﻢ ﺃﻧﻪ‬ ‫ﰱ ﺍﻷﺻﻞ ﻣﺄﺧﻮﺫ ﻋﻦ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﲔ ﰒ ﻏﲑ ﻓﻴﻪ ﺍﻷﺗـﺮﺍﻙ ﻭ ﺑـﺪﻟﻮﺍ .‬ ‫ﻭﻭﺻﻞ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﱃ ﺃﻥ ﺑﻌﺜﺖ ﲨﻌﻴﺔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻄﺔ ﺍﻟﺸـﺮﻗﻴﺔ ﰱ ٨١ ﻣـﺎﻳﻮ‬ ‫٦٢٩١ ﺍﱃ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﺍﳌﺼﺮﻳﺔ ﺗﺴﺘﻔﺘﻴﻬﺎ ﰱﺍﳌﻼﺑﺲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ،‬ ‫ﻭ ﻧﺸﺮﺕ ﺻﺤﻴﻔﺔ " ﺍﳌﻘﺘﻄﻒ " ﻗﺮﺍﺭ ﺍﳉﻤﻌﻴـﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴـﺔ ﺍﳌﺼـﺮﻳﺔ‬ ‫ﻣﻔﺼﻼ، ﺟﺎﺀ ﻓﻴﻪ " ﺃﻥ ﻏﻄﺎﺀ ﺍﻟﺮﺃﺱ ﳚﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺧﻔﻴﻔﺎ ﻛـﺜﲑ‬ ‫ﺍﳌﺴﺎﻡ ﻟﺘﺠﺪﻳﺪ ﺍﳍﻮﺍﺀ ﻭ ﺗﺴﻬﻴﻞ ﺍﻟﺘﺒﺨﲑ ، ﻭ ﻣﺎﻧﻌﺎ ﳊﺮﺍﺭﺓ ﺍﳉـﻮ‬ ‫ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ﰱ ﺍﻟﺼﻴﻒ ، ﻭ ﺣﺎﻓﻈﺎ ﳊﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﺮﺃﺱ ﰱ ﺍﻟﺸـﺘﺎﺀ ، ﻭ‬ ‫ﳚﺐ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺣﺎﻓﺘﻪ ﺍﻟﺴﻔﻠﻰ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﻭ ﲝﺎﻟﺔ ﳝﻜﻦ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﳍﻮﺍﺀ‬
‫ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ، ﻣﻊ ﻣﻼﺣﻈﺔ ﺍﻣﺘﺪﺍﺩ ﺯﺍﺋﺪﺗﲔ ، ﻭ ﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺎﻡ‬ ‫ﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﺍﻟﻌﻴﻨﲔ ﻭ ﲪﺎﻳﺘﻬﻤﺎ ، ﻭ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﳋﻠﻒ ﻟﻮﻗﺎﻳـﺔ ﻣـﺆﺧﺮﺓ‬ ‫ﺍﻟﺮﺃﺱ ". ﻭ ﺭﺃﺕ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ ﺃﻥ" ﺍﻟﻄﺮﺑﻮﺵ ﺍﻟﺜﻘﻴـﻞ ﺫﺍ ﺍﻟﺼـﻮﻑ‬ ‫ﺍﻟﺴﻤﻴﻚ ﺍﳋﺎﱃ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﺎﻡ ﺑﻼ ﻧﺰﺍﻉ ﺿﺎﺭ ﺑﺎﻟﻌﻴﻨﲔ ﻭ ﺍﻟﺮﺃﺱ …ﻭ‬ ‫ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ ﺗﺮﻯ ﺃﻥ ﺃﻓﻀﻞ ﻟﺒﺎﺱ ﻟﻠﺮﺃﺱ ﻳﻮﺍﻓﻖ ﺍﳉﻮ ﰱ ﻣﺼﺮ ﰱ ﺯﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﺼﻴﻒ ﻫﻮ ﺍﻟﻘﻠﻨﺴﻮﺓ ) ﺍﻟﻜﺎﺳـﻜﻴﺘﺔ ( ﺃﻯ ﺍﻟﱪﻧﻴﻄـﺔ ﺍﻟﺒﻴﻀـﺎﺀ‬ ‫ﺍﳌﺼﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻠﲔ ﻭﺍﻟﱴ ‪‬ﺎ ﺛﻘﻮﺏ ﻛﺎﻓﻴﺔ ﻟﻠﺘﻬﻮﻳﺔ ﰱ ﺃﻋﻼﻫﺎ ﻭ‬ ‫ﺑﺪﺍﺋﺮ‪‬ﺎ ﺍﻟﺴﻔﻠﻰ ….ﺍﱁ ﻭ ﺍﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﻟﻄﺮﺑـﻮﺵ‬ ‫ﻓﻠﻴﻜﻦ ﰱ ﺍﻟﺸﺘﺎﺀ ﻭ ﺇﻻ ﻓﺎﻟﻘﺒﻌﺔ ﺃﺻﻠﺢ ﻣﻨﻪ ﰱﺍﻟﺸﺘﺎﺀ ﺃﻳﻀﺎ .."٤ .‬ ‫ﻭ ﻳﺴﺘﻤﺮ ﺍﳉﺪﻝ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻄﺮﺑـﻮﺵ ﻭ ﺍﻟﻌﻤﺎﻣـﺔﻭ ﺍﻟﻘﺒﻌـﺔ ﻭ‬ ‫ﺍﻟﻜﺎﺳﻜﻴﺘﺔ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻘﺮ ﺍﳌﺴﻠﻤﻮﻥ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﺮ ، ﺭﻏـﻢ ﺃﻥ‬ ‫ﻛﺘﺐ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺗﺬﻛﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭ ﺍﻟﺴـﻼﻡ ﻛـﺎﻥ‬ ‫ﻳﺮﺗﺪﻯ ﺍﻟﻘﻠﻨﺴﻮﺓ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ ، ﻭ ﻳﻘﺎﻝ ﺃﻥ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑـﻴﲔ ﺃﺧـﺬﻭﺍ ﻋـﻦ‬ ‫ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﲔ ﻗﻼﻧﺲ ﺍﻟﻘﺶ ﰒ ﻃﻮﺭﻭﻫﺎ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻭ ﺃﺻـﺒﺤﺖ ﻋﻠﻤـﺎ‬ ‫ﻋﻠﻴﻬﻢ .ﻭ ﻛﺎﻥ ﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﺘﺒﻊ ﺍﳉﺪﻝ ﺣﻮﻝ ﻏﻄـﺎﺀ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﺮﺟـﺎﻝ‬ ‫ﺟﺪﻝ ﺁﺧﺮ ﺣﻮﻝ ﻣﻼﺑﺴﻬﻢ ، ﻭ ﻳﺜﻮﺭ ﺳﺆﺍﻝ : ﻫﻞ ﻟﺒﺲ ﺍﻟﺒﺪﻟـﺔ ﻭ‬ ‫ﺍﻟﺒﻨﻄﻠﻮﻥ ﺣﺮﺍﻡ ﺃﻡ ﺣﻼﻝ ؟! ﻭ ﻳﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﳉـﺪﻝ ﺣـﻮﻝ ﺟـﺪﻭﻯ‬ ‫٤ ﺍﻟﺴﻔﻮﺭ ﻭ ﺍﳊﺠﺎﺏ . ﻧﻈﲑﺓ ﺯﻳﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ‬
‫ﺍﳊﺠﺎﺏ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ﺃﻳﻀﺎ ، ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻃﺎﻟﺐ ﻗﺎﺳـﻢ ﺃﻣـﲔ ﰱ‬ ‫ﻛﺘﺎﺑﲔ ﻣﺘﺘﺎﻟﲔ ﺑﺘﺨﻠﺼﻬﺎ ﻣﻨﻪ ﻭﺃﻋﻠﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻔﻮﺭ ﻫﻮ ﺍﻷﺻـﻞ ﰱ‬ ‫ﺍﻻﺳﻼﻡ ، ﻭﺃﻧﻪ ﻻﻳﻮﺟﺪ ﰱ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﻭ ﻻﰱ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ‬ ‫ﺃﻯ ﻧﺺ ﻳﻔﺮﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺃﻥ ﺗﻐﻄﻰ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﻭ ﻛﻔﻴﻬـﺎ ..ﺍﱁ ﻭ‬ ‫ﺗﺸﺘﻌﻞ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺍﱃ ﺳﻔﻮﺭ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺃﻥ ﺗﺼﺪﺭ ﳎﻤﻮﻋـﺔ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﳌﻄﺎﻟﺒﲔ ﺑﻪ ﺻﺤﻴﻔﺔ ﻳﻄﻠﻘﻮﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﺳﻢ " ﺍﻟﺴﻔﻮﺭ " ، ﺗﻜﺮﺱ‬ ‫ﻣﻘﺎﻻ‪‬ﺎ ﻟﺪﻋﻮﺓ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺍﱃ ﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺭﻣﺰ ﻋﺒﻮﺩﻳﺘﻬﺎ، ﻭ ﺃﻥ ﺗﻨﻄﻠﻖ‬ ‫ﺍﱃ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻟﺘﺘﻌﻠﻢ ﻭ ﺗﻌﻤﻞ ﻭ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻭ ﺗﺴﺎﻫﻢ ﰱ ﺑﻨـﺎﺀ‬ ‫ﺑﻠﺪﻫﺎ ، ﻭﻳﺮﺩ ﺧﺼﻮﻣﻬﻢ ﺑﺎ‪‬ﺎﻣﻬﻢ ﺑﺎﳋﺮﻭﺝ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭ ﻳﻄﻠﻘﻮﻥ‬ ‫ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻟﻘﺐ ﺍﻟﺴﻔﻮﺭﻳﲔ..ﻭ ﺗﻨﺘﻬﺰ ﻫﺪﻯ ﺷﻌﺮﺍﻭﻯ ﻓﺮﺻﺔ ﻋﻮﺩ‪‬ﺎ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﳋﺎﺭﺝ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺒﺎﺧﺮﺓ ﺍﻟﱴ ﻋﺎﺩ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺳﻌﺪ ﺯﻏﻠـﻮﻝ ﺑﺎﺷـﺎ ﻭ‬ ‫ﺭﻓﺎﻗﻪ ﻣﻦ ﻣﻨﻔﺎﻫﻢ ﺍﻟﺜﺎﱏ ، ﻓﺘﺴﺘﺄﺫﻧﻪ ﰱ ﺭﻓﻊ ﺍﳊﺠﺎﺏ ﻋﻦ ﻭﺟﻬﻬﺎ ،‬ ‫ﻓﻼ ﳝﺎﻧﻊ ، ﺣﺴﺐ ﺭﻭﺍﻳﺘﻬﺎ ، ﻭ ﺗﺘﺒﻌﻬﺎ ﰱ ﺫﻟﻚ ﺗﻠﻤﻴﺬ‪‬ﺎ ﻭ ﺭﺑﻴﺒﺘـﻬﺎ‬ ‫ﺳﻴﺰﺍ ﻧﱪﺍﻭﻯ ، ﻭ ﻳﻮﺍﺣﻬﻦ ﻣﻌﺎ ﺁﻻﻑ ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻠﲔ ﻟﻠـﺰﻋﻴﻢ ﺑﻮﺟـﻮﻩ‬ ‫ﺳﺎﻓﺮﺓ ﻓﻼ ﻳﻠﺤﻈﻦ ﻣﻌﺎﺭﺿﺔ ﻣﻨﻬﻢ ، ﻭ ﺗﺘﺴﻊ ﺍﻟﺪﺍﺋﺮﺓ ﺷﻴﺌﺎ ﻓﺸـﻴﺌﺎ ،‬ ‫ﻓﺘﻨﻀﻢ ﺃﺧﺮﻳﺎﺕ ﺍﱃ ﺭﻛﺐ ﺍﻟﺴﻔﻮﺭﻳﺎﺕ ، ﺍﱃ ﺃﻥ ﻳﺘﻼﺷﻰ ﲤﺎﻣﺎ ﺑﻌﺪ‬ ‫ﻧﺼﻒ ﻗﺮﻥ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﳊﺎﺩﺛﺔ ..ﻭ ﻻ ﻳﻌﻮﺩ ﺍﻻ ﻣﻊ ﺍﳉﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ‬ ‫ﺍﳌﺘﻄﺮﻓﺔ ﰱ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻨﺎﺕ ..‬
‫ﻭ ﺗﺘﺼﺎﻋﺪ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺣﱴ ﺗﺼﻞ ﺍﱃ ﺫﺭﻭ‪‬ﺎ ﰱ ﺑﺪﺍﻳـﺔ ﻋـﺎﻡ‬ ‫٠٩٩١ ﺍﻟﺬﻯ ﺑﺪﺃ ﺑﺈﻗﺎﻟﺔ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﺫﻛﻰ ﺑﺪﺭ ، ﻭﺗﻌﻴﲔ ﺍﻟﻠﻮﺍﺀ‬ ‫ﳏﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻠﻴﻢ ﻣﻮﺳﻰ ﺍﻟﺬﻯ ﻛﺎﻥ ﳏﺎﻓﻈﺎ ﻷﺳﻴﻮﻁ ، ﻭ ﺍ‪‬ﻤﺘـﻪ‬ ‫ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﺑﺘﺪﻟﻴﻞ ﺍﳉﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ‪‬ﺎ ﻭ ﻋﻘﺪ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀﺍﺕ ﻣﻊ ﺯﻋﻤﺎﺀ‬ ‫ﲨﺎﻋﺔ ﺍﳉﻬﺎﺩ. ﻭ ﻳﻜﻔﻰ ﺃﻥ ﻧﺴﺘﻌﻴﺪ ﺑﻌﺾ ﻭﻗﺎﺋﻊ ﺍﳊﺎﺩﺙ ﺍﻻﺭﻫـﺎﰉ‬ ‫ﺍﻷﻭﻝ ﰱ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﰱ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻋـﺎﻃﻒ ﺻـﺪﻗﻰ ﺭﺋـﻴﺲ‬ ‫ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ،ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻠﻮﺍﺀ ﳏﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻠﻴﻢ ﻣﻮﺳﻰ ﻭﺯﻳﺮﺍ ﻟﻠﺪﺍﺧﻠﻴـﺔ ﻭ‬ ‫ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﳏﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﳏﺠﻮﺏ ﻭﺯﻳﺮﺍ ﻟﻸﻭﻗﺎﻑ ﻭ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﳏﻤـﺪ‬ ‫ﺳﻴﺪ ﻃﻨﻄﺎﻭﻯ ﻣﻔﺘﻴﺎ ﻟﻠﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﻠﻮﺍﺀ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺘـﻮﺍﺏ ﺭﺷـﻮﺍﻥ‬ ‫ﳏﺎﻓﻈﺎ ﻟﻠﻤﻨﻴﺎ ﻟﻜﻰ ﻧﺼﻞ ﺍﱃ ﺗﺄﺛﲑ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﺍﻟـﱴ ﺍﺭﺗﻜﺒﺘـﻬﺎ‬ ‫ﺍﳉﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﳌﺘﻄﺮﻓﺔ ﻻﺭﻫﺎﺏ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺍﳌﺼﺮﻳﺔ ، ﻭﺍﺛﺎﺭﺓ ﺍﻟﺬﻋﺮ ﰱ ﻗﻠﺒﻬﺎ‬ ‫، ﻭﲪﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺇﻃﺎﻋﺔ ﺃﻭﺍﻣﺮﻫﻢ ﺧﻮﻓﺎ ﻣﻦ ﺑﻄﺸﻬﻢ ﺍﻟﻐﺎﺷﻢ .‬ ‫ﻓﺒﻌﺪ ﻓﺘﺮﺓ ﻭﺟﻴﺰﺓ ﻣﻦ ﺗﻌﺮﺽ ﺍﺗﻮﺑﻴﺲ ﺳﻴﺎﺣﻰ ﻛـﺎﻥ ﻳﻘـﻞ‬ ‫ﺳﻴﺎﺣﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻟﻼﻋﺘﺪﺍﺀ ، ﺣﺪﺙ ﻋﻘﺐ ﺻﻼﺓ ﺍﳉﻤﻌﺔ ﺍﳌﻮﺍﻓﻖ‬ ‫٨٢ ﻓﱪﺍﻳﺮ ٠٩٩١ ﺃﻥ ﲡﻤﻊ ﻋﺪﺩ ﻛﺒﲑ ﻣﻦ ﺷـﺒﺎﺏ ﺍﳉﻤﺎﻋـﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺍﳌﺘﻄﺮﻓﺔ ﻭ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺃﻣﺎﻡ ﻣﺴـﺠﺪ ﺍﳊـﻖ "‬ ‫ﲢﺖ ﺍﻻﻧﺸﺎﺀ " ﲟﺪﻳﻨﺔ ﺃﺑﻮ ﻗﺮﻗﺎﺹ ، ﻭﻭﺿﻌﻮﺍ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﳌﺴﺠﺪ ﺻﻔﺎﺋﺢ‬ ‫ﳑﻠﻮﺀﺓ ﺑﺎﳉﺎﺯ ﻭﻛﺮﺍﺕ ﺍﻟﻘﻤﺎﺵ ﻭ ﺍﻟﻌﺼﻰ ﻭ ﺍﳉﻨﺎﺯﻳﺮ ﻭﻗﺎﻡ ﺧﻄﻴﺐ‬
‫ﺍﳌﺴﺠﺪ ﻣﻦ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﺑﺘﻬﻴﻴﺞ ﺍﳌﺼﻠﲔ ﻭ ﺩﻋﻮ‪‬ﻢ ﻟﻠﺠﻬﺎﺩ ﻭ ﺍﻻﻧﺘﻘـﺎﻡ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻠﻴﺒﻴﲔ ) ﺭﻭﺯ ﺍﻟﻴﻮﺳﻒ ٩١ ﻣﺎﺭﺱ ( ﻭ ﻗﺎﻣﻮﺍ ﺑﺎﺧﺘﻄـﺎﻑ‬ ‫ﺷﺎﺑﲔ ﻣﺴﻴﺤﻴﲔ ﻭ ﻗﺎﻣﻮﺍ ﲝﺮﻕ ﻣﺼﻨﻊ ﺣﻠﻮﻳﺎﺕ ﳝﻠﻜﻪ ﺍﻷﻭﻝ ﲢﺖ‬ ‫ﲰﻊ ﻭ ﺑﺼﺮ ﺭﺍﺋﺪ ﺷﺮﻃﺔ ﻭ ﻗﻮﺗﻪ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻗﺪ ﻛﻠﻔﻮﺍ ﲝﺮﺍﺳـﺔ ﻫـﺬﺍ‬ ‫ﺍﳌﺼﻨﻊ ،ﻭ ﺍﺣﺮﺍﻕ ﻭ ﺍﺗﻼﻑ ﻛﻨﻴﺴﺔ ﺑﻘﺮﻳﺔ ﺑﲎ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﳌﺪﻳﻨـﺔ‬ ‫ﺃﺑﻮ ﻗﺮﻗﺎﺹ ﻭﺍﺣﺮﺍﻕ ﳏﻞ ﺑﻘﺎﻟﺔ ﻭ ﺳﻮﺑﺮ ﻣﺎﺭﻛﺖ ﻭ ‪‬ﺸﻴﻢ ﻭﺍﺟﻬﺔ‬ ‫ﺻﻴﺪﻟﻴﺔ ﻭﺗﺪﻣﲑ ﻣﻄﻌﻢ ﻭﺣﺮﻕ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻄﺒﻴﺐ …..ﻭ ﻗﺎﻡ‬ ‫ﺃﻋﻮﺍ‪‬ﻢ ﲝﺮﻕ ﻛﻨﻴﺴﺔ ﺍﻷﻗﺒﺎﻁ ﺍﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻚ ﻭ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﰱ ﻃﺮﻳﻘﻬﻢ ﳊﺮﻕ‬ ‫ﺑﻴﻮﺕ "ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ" ‪‬ﺬﻩ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﺑﺎﻟﻘﺎﺀ ﻛﺮﺍﺕ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺑﻴـﻮ‪‬ﻢ ﻭ‬ ‫ﺍﻟﻘﺎﺀ ﺣﺠﺎﺭﺓ ﻣﻠﻔﻮﻓﺔ ﲞﻄﺎﺑﺎﺕ ‪‬ﺪﻳﺪ ﻭﻭﻋﻴﺪ ﻋﻠﻰﺍﻟﻜﻨﺎﺋﺲ ﻟـﻮﻻ‬ ‫ﺗﺪﺧﻞ ﻋﻀﻮ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻭ ﺗﺼﺪﻯﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﺍﳌﺴﻠﻤﺔ ﻭ‬ ‫ﺍﻟﻘﺒﻄﻴﺔ ﳍﻢ .‬ ‫ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻭﺭﺍﺀ ﺗﻠﻚ ﺍﳊﻮﺍﺩﺙ ﺍﳌﺆﺳـﻔﺔ ﻓﻜـﺎﻥ ﺗﻮﺯﻳـﻊ‬ ‫ﺍﳉﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺍﳌﺘﻄﺮﻓﺔ ﻳﻮﻡ ﺍﻻﺛﻨﲔ ٦٢ ﻓﱪﺍﻳﺮ ﻣﻨﺸﻮﺭﺍ ﺃﻋﻄـﻮﻩ‬ ‫ﻋﻨﻮﺍﻧﺎ ﻣﺜﲑﺍ "ﺃﻋﺮﺍﺽ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺑﲔ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭ ﺍﻟﺼﻠﻴﺒﻴﲔ ، ﻭﺟﺎﺀ‬ ‫ﻓﻴﻪ : ﺇﻥ ﻣﻦ ﻣﺎﺕ ﺩﻭﻥ ﻋﺮﺿﻪ ﻓﻬﻮ ﺷﻬﻴﺪ ، ﻭﻗﺪ ﺯﻋﻢ ﻛﺎﺗﺐ‬ ‫ﺍﳌﻨﺸﻮﺭ ﺃﻥ ﺷﺎﺑﲔ ﻣﺴﻴﺤﻴﲔ ﻳﻘﻮﻣﺎﻥ ﲟﻤﺎﺭﺳـﺔ ﺍﳉـﻨﺲ ﻣـﻊ‬ ‫ﺍﻟﻔﺘﻴﺎﺕ ﺍﳌﺴﻠﻤﺎﺕ ﰱ ﺻﺎﻟﺔ ﻣﺘﺴﻌﺔ ﺑﺸﻘﺔ ﻓﺎﺧﺮﺓ ﻭ ﻓﺴـﻴﺤﺔ ﰱ‬
‫ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺷﺠﺔ ﺍﳌﻨﻨﻴﺎ ، ﻳﺪﻳﺮﻫﺎ ﻟﻠﺪﻋﺎﺭﺓ ﺭﺟﻼﻥ ﺍﺣﺪﳘﺎ ﺃﻣﺮﻳﻜـﻰ ﻭ‬ ‫ﺍﻟﺜﺎﱏ ﻳﻬﻮﺩﻯ ﺻﻬﻴﻮﱏ ) ﺍﳊﻮﺍﺩﺙ ٢٢ ﻣـﺎﺭﺱ ( ، ﻭﻳﻘﻮﻣـﻮﻥ‬ ‫ﺑﺘﺼﻮﻳﺮ ﺍﳌﺸﻬﺪ ﺍﳉﻨﺴﻰ ﺍﳉﻤﺎﻋﻰ ﺑﺎﻟﻔﻴﺪﻳﻮ ﺑﻜﻞ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﺍﻟﺸﺎﺫﺓ‬ ‫ﺍﻟﱴ ﺗﻌﺠﺰ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻭ ﺗﺴﺘﺤﻰ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﻋﻦ ﻭﺻﻔﻬﺎ ، ﻭ ﻳﻌﻄﻮﻥ‬ ‫ﻛﻞ ﻓﺘﺎﺓ ﲬﺴﻤﺎﺋﺔ ﺟﻨﻴﻬﺎ ، ﻛﻤﺎ ﻳﻌﻄﻮﻫﻦ ﺣﻘﻦ ﻣﺎﻛﺲ ﻭ ﺗـﺬﺍﻛﺮ‬ ‫ﺑﻮﺩﺭﺓ ﻭ ﻫﲑﻭﻳﻦ ﺑﻜﻤﺒﺎﺕ ﻛﺒﲑﺓ ﲢﺖ ﺍﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ﰒ ﻳﻘﻮﻣﻮﻥ ﺑﺒﻴـﻊ ﻭ‬ ‫ﻣﺪﺍﻭﻟﺔ ﺍﻷﺷﺮﻃﺔ ﺑﲔ ﺃﻳﺪﻯ "ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﺓ ﺍﻟﻨﺠﺴﺔ" ، ﻭ ﰱ ‪‬ﺎﻳﺔ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ‬ ‫ﺍﻟﺬﻯ ﺫﻛﺮﺕ ﻓﻴﻪ ﺃﲰﺎﺀ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﳌﺴﻴﺤﻰ ﻭ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻔﺘﻴـﺎﺕ‬ ‫ﺍﳌﺴﻠﻤﺎﺕ ﻃﺎﻟﺒﻮﺍ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺑﺎﻻﻧﺘﻘـﺎﻡ ، ﻭ ﻗـﺪ ﻭﺯﻋـﺖ ﻫـﺬﻩ‬ ‫ﺍﳌﻨﺸﻮﺭﺍﺕ ﺑﻜﺜﺎﻓﺔ ﰱ ﲨﻴﻊ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﻭ ﻗﺮﻯ ﺍﶈﺎﻓﻈـﺔ ﻭﻧﺸـﺮﺕ )‬ ‫ﺟﺮﻳﺪﺓ ﺍﻷﺣﺮﺍﺭ ﰱ ٩١ ﻣﺎﺭﺱ ٠٩٩١( ﺻـﻮﺭﺓ ﺑـﺎﻟﺰﻧﻜﻮﻏﺮﺍﻑ‬ ‫ﻟﻠﻤﻨﺸﻮﺭ . ﻭﻗﺪ ﺍﺗﻀﺢ ﺃﻥ ﻓﺘﺎﺓ ﲟﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻳـﺔ ﻟﻠﺒﻨـﺎﺕ‬ ‫ﺍﻋﺘﺮﻓﺖ ﺃﻥ ﲨﺎﻋﺔﺍﳉﻬﺎﺩ ﺃﺟﱪﻭﻫﺎ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺿﺮﺑﻮﻫﺎ ﻭ ﺃﻟﺒﺴـﻮﻫﺎ‬ ‫ﲬﺎﺭﺍ ﻭ ﺟﻮﺍﻧﱴ ) ﺭﻭﺯ ﺍﻟﻴﻮﺳﻒ ٩١ ﻣﺎﺭﺱ ( ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺗﻌﺘـﺮﻑ‬ ‫ﺯﻭﺭﺍ ﺃﻣﺎﻡ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺑﻘﺼﺔ ﻭﳘﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﺍﺧﺘﻠﻘﺘﻬﺎ ﺣﻮﻝ‬ ‫ﺷﻘﺔ ﻳﺪﻳﺮﻫﺎ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﻥ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ، ﺩﻭﻥ ﺃﻯ ﺳﻨﺪ ﻣـﻦ‬ ‫ﺣﻘﻴﻘﺔ ، ﺍﻋﺘﺮﻑ ﺍﳌﺘﻬﻢ ﺍﻷﻭﻝ ﺑﺈﺛﺎﺭﺓ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﺑﺬﻟﻚ ﻭﻫﻮ ﻃﺎﻟـﺐ‬ ‫ﺑﺎﻟﺴﻨﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﺑﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺑﺎﳌﻨﻴﺎ ) ﺍﻷﻫﺮﺍﻡ ٤٢ ﻣﺎﺭﺱ (‬
‫ﻭ ﰱ ﺗﻘﺮﻳﺮ ‪‬ﻠـﺔ ﺍﳌﺼﻮﺭﺍﻟﺼـﺎﺩﺭﺓ ﻳـﻮﻡ ٣٢ ﻣـﺎﺭﺱ ،‬ ‫٠٩٩١ﺗﺄﻛﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﳛﺮﺹ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺗﺘﺴﻊ ﻣﺴـﺎﺣﺔ‬ ‫ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﻟﺘﺸﻤﻞ ﺑﺮ ﻣﺼﺮ ﻛﻠﻬﺎ ،ﻭ ﺑﺮﺻﺪ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﺸﺎﺋﻌﺎﺕ ﰱ ﺭﻳﻒ‬ ‫ﻣﺼﺮ ﻭﺟﺪ ﺃ‪‬ﺎ ﺗﺼﺐ ﰱ ﻗﻨﺎﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ : ﺷﺒﺎﻥ ﻣﺴﻴﺤﻴﻮﻥ ﺍﻋﺘـﺪﻭﺍ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺑﻨﺎﺕ ﻣﺴﻠﻤﺎﺕ؛ ﻣﺮﺓ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺸـﺎﺏ ﺍﳌﺴـﻴﺤﻰ ﻣﺪﺭﺳـﺎ‬ ‫ﻭﺍﻟﺒﻨﺖ ﳏﺠﺒﺔ ، ﻭ ﺃﺧﺮﻯ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﰱ ﺳﻦ ﺍﳌﺮﺍﻫﻘﺔ ﺍﳋﻄـﺮﺓ‬ ‫ﻭ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﰱ ﻧﻔﺲ ﺳﻨﻪ ﺍﻟﺼﻌﺒﺔ..‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺍﻋﺘﺮﻓﺖ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺍﻟﱴ ﻓﺠﺮﺕ ﺍﻟﺸﺎﺋﻌﺔ ﺑﺎﻋﺠﺎ‪‬ﺎ ﺑﺎﻟﻔﻨﺎﻧـﺔ‬ ‫ﺷﲑﻳﻬﺎﻥ ، ﻭﳏﺎﻭﻟﺔ ﺗﻘﻠﻴﺪﻫﺎ ﻭ ﺃ‪‬ﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﺮﺡ ﺑﺰﻣﻴﻼ‪‬ﺎ ﻓﺤﻜﺖ‬ ‫ﳍﻢ ﺣﻜﺎﻳﺔ ﻭﳘﻴﺔ، ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎﻭﺻﻠﺖ ﺍﱃ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﲨﺎﻋـﺔ ﺍﳉﻬـﺎﺩ‬ ‫ﻓﺄﺻﺮﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﻘﻤﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﺭﻏﻢ ﺃ‪‬ﺎ ﺍﻋﺘﺮﻓـﺖ ﳍـﻢ‬ ‫ﺑﻜﺬ‪‬ﺎ !‬ ‫ﰱ٢ ﻣﺎﺭﺱ ٠٩٩١ ﺣﺪﺛﺖ ﻣﺼﺎﳊﺔ ﻭﻃﻨﻴﺔ ﺑﲔ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻭ‬ ‫ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ، ﻭ ﺭﻏﻢ ﺫﻟﻚ ﺫﻛﺮﺕ ﺍﳌﺼﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﺍﶈـﺎﻓﻆ ﺃﻥ‬ ‫ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﳉﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﳌﺘﻄﺮﻓﺔ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺜﲑﻭﻥ ﺍﳌﺸﺎﻛﻞ ﰱ ﺍﳌﻨﻴـﺎ ﻣﻨـﺬ‬ ‫ﺛﻼﺙ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻭﺃ‪‬ﻢ ﻳﺴﻌﻮﻥ ﺍﱃ ﺍﺷﻌﺎﻝ ﻓﺘﻨﺔ ﻟﺰﻋﺰﻋﺔ ﺃﻣﻦ ﻣﺼﺮ ، ﻭ‬ ‫ﺍﻋﺘﺮﻑ ﺃﻧﻪ ﺣﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﻳﻘﺪﻡ ﳍﻢ ﻣﺎ ﻳﺸﺒﻪ ﺍﻟﺮﺷﻮﺓ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﻋﺮﺽ‬ ‫ﺑﺘﺸﻐﻴﻞ ﺃﻯ ﻓﺮﺩ ﻣﻨﻬﻢ ) ﻣﻦ ﺍﳌﺘﻄﺮﻓﲔ !( ﺃﻯ ﻣﻜﺎﻓﺄﺗﻪ ﺑﺈﻋﻄﺎﺋـﻪ‬
‫ﻣﺸﺮﻭﻋﺎ ﻣﻨﺘﺠﺎ ، ﻭ ﻗﺪ ﺍﺳﺘﺠﺎﺏ ﺍﻟﺒﻌﺾ ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺍﻻﺧـﺮ‬ ‫ﺃﻛﺪ ﺭﻓﻀﻪ ﻭﻋﻨﺎﺩﻩ.."ﻭ ﺃﺻﺒﺢ ﺫﺍﻋﻘﻮﻝ ﻣﻐﻠﻘﺔ ﻭ ﺑﺆﺭ ﻟﻠﻔﺴـﺎﺩ ، ﻭ‬ ‫ﻗﺪ ﺣﺎﻭﺭﻧﺎﻫﻢ ﻣﺌﺎﺕ ﺍﳌﺮﺍﺕ ﻭ ﺑﻜﻞ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﻭ ﻋﱪ ﲨﻴﻊ ﺍﻻﺳـﺎﺗﺬﺓ‬ ‫ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻇﻠﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﻗﻔﻬﻢ ﺍﻟﺮﺍﻓﺾ ﻟﻠﺘﻐﻴﲑ" ) ﺍﳌﺼـﻮﺭ ٣٢‬ ‫ﻣﺎﺭﺱ (‬ ‫ﻭ ﺍﻟﻜﺎﺭﺛﺔ ﺃﻥ ﻳﺘﻢ ﺍﺗﻔﺎﻕ ﻭﺩﻯ ﺑﲔ ﻣﺪﻳﺮ ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﺬﻯ ﻓﺼﻞ‬ ‫ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ، ﻭ ﺑﲔ ﺃﻣﲑ ﲨﺎﻋﺔ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﺘـﻮﱃ ﺍﻷﺧـﲑ ﻭ‬ ‫ﲨﺎﻋﺘﻪ ﺿﺒﻂ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﳌﺨﺎﻟﻔﺔ ﻟﻠﺪﻳﻦ ﻭ ﺗﺴﻠﻴﻤﻬﺎ ﻟﻸﻣﻦ !!) ﺭﻭﺯ‬ ‫ﺍﻟﻴﻮﺳﻒ ﰱ ٩١ ﻣﺎﺭﺱ ( ، ﻭ ﻗﺪ ﻧﺸﺮﺕ ﻧﺺ ﺍﳌﻨﺸﻮﺭ ﺍﻟﺬﻯ ﺟﺎﺀ‬ ‫ﻓﻴﻪ" ﺍﻣﺴﺤﻮﺍ ﺍﻟﻌﺎﺭ ﻳﺎ ﻣﺴﻠﻤﲔ " ﰱ ٩١ ﻣـﺎﺭﺱ ، ﻭ ﺍﺗﻀـﺢ ﺃﻥ‬ ‫ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺸﻘﺔﺍﳌﺬﻛﻮﺭﺓ ﻣﺴﻠﻢ ﻭ ﻟﻴﺲ ﻣﺴﻴﺤﻴﺎ ،ﻭ ﺍﻧﻪ ﳝﺘﻠﻚ ﺑﻮﺗﻴﻚ‬ ‫ﻟﺒﻴﻊ ﻣﺴﺘﺤﻀﺮﺍﺕ ﺍﻟﺘﺠﻤﻴﻞ ﺃﺳﻔﻞ ﺍﻟﻌﻤﺎﺭﺓ ، ﻭ ﺷﻘﺔ ﻣﻐﻠﻘﺔ ﻣﻨﺬ‬ ‫ﻓﺘﺮﺓ ﺣﻴﺚ ﻋﺜﺮﺕ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﻷﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﻛﻤﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﺗﺮﺑﺔ ﻭ ﺍﻟﻌﻨﻜﺒﻮﺕ‬ ‫ﻭ ﻣﺒﻴﺪﺍﺕ ﺍﻟﺼﺮﺍﺻﲑ ﻣﻨﺘﺸﺮﺓ ‪‬ﺎ .ﻭ ﻳﻘﻄﻦ ﺃﺳﻔﻞ ﺍﻟﺸﻘﺔ ﺃﺳﺘﺎﺫ ﻣﻠﺘﺢ‬ ‫ﲜﺎﻣﻌﺔ ﺍﳌﻨﻴﺎ ﻭ ﲨﻴﻊ ﺳﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﻤﺎﺭﺓ ﻣـﻦ ﺍﳌـﻮﻇﻔﲔ ﻭ ﺃﺳـﺎﺗﺬﺓ‬ ‫ﺍﳉﺎﻣﻌﺎﺕ .‬ ‫ﺍﶈﺼﻠﺔ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻴﺔ ﻟﻠﺨﺴﺎﺋﺮ ﺣﱴ ٢٢ ﻣﺎﺭﺱ ﻭﻓﻖ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺟﺮﻳﺪﺓ‬ ‫ﺍﳊﻮﺍﺩﺙ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ : ﺍﺣﺮﺍﻕ ﲬﺲ ﺻﻴﺪﻟﻴﺎﺕ ﻭ ﲬﺲ ﻛﻨـﺎﺋﺲ ﻭ‬
‫ﲬﺲ ﺳﻴﺎﺭﺍﺕ ﺧﺎﺻﺔ ﻭ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﻧﺼﻒ ﻧﻘﻞ ﻭ ﻣﺼﻨﻊ ﻟﻠﺤﻠـﻮﻯ ﻭ‬ ‫ﳏﻞ ﻟﻠﻌﻠﻒ ﻭﻣﻜﺘﺐ ﻭﻭﺣﺪﺓﺻﺤﻴﺔ ﻣﺪﺭﺳﻴﺔ ﻭ ﻛﻨﻴﺴﺔ ﻣﺎﺭﺟﺮﺟﺲ‬ ‫ﻭ ﻛﻨﻴﺴﺔ ﺧﻼﺹ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﻭﻛﻨﻴﺴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺍﻟﻌﺬﺭﺍﺀ ﻭ ﻣﺴـﺘﻮﺩﻋﻰ‬ ‫ﺧﺸﺐ ﻭﳏﻤﺼﺔ ﻭ ﺍﺳﺘﻮﺩﻳﻮ ﺗﺼﻮﻳﺮ ﻭ ﳏﻠﻰ ﺑﻴﻊ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﻭ ﳏﻞ ﺑﻴﻊ‬ ‫ﺃﺩﻭﺍﺕ ﺻﺤﻴﺔ ﻭ ﻣﺘﺠﺮ ﻭﺻﺎﻟﻮﻥ ﺣﻼﻗـﺔ ﻭ ﻣﻜﺘﺒـﺔ ﻭ ﺑﻌـﺾ‬ ‫ﺍﻟﺘﻠﻔﻴﺎﺕ ﰱ ﲨﻌﻴﺔ ﺍﻟﺸﺒﺎﻥ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ، ﰒ ﻧﺸﺮﺕ ﺟﺮﻳﺪﺓﺍﻷﻫﺎﱃ ﰱ‬ ‫ﻋﺪﺩﻫﺎ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻳﻮﻡ ٤١ ﻣﺎﺭﺱ ٠٩٩١ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺑﺎﳋﺴﺎﺋﺮ ﺍﻟﱴ‬ ‫ﱂ ﻳﻌﻠﻦ ﻋﻨﻬﺎ .‬ ‫ﺗﻠﺖ ﺫﻟﻚ ﺣﺎﺩﺛﺔ ﺍﻧﻔﺠﺎﺭ ﻗﻨﺒﻠﺔ ﰱ ﻛﻨﻴﺴﺔ ﺳﻨﻬﻮﺭ ﻭﻣﻘﺘـﻞ‬ ‫ﺍﳉﻨﺪﻯ ﺍﻟﻮﺍﻗﻒ ﻋﻠﻰ ﺑﺎ‪‬ﺎ ،ﻭ ﺃﺣﺪﺍﺙ ﺷﻐﺐ ﺃﺧـﺮﻯ ﺑـﺎﻟﻔﻴﻮﻡ ،‬ ‫ﺍﺭﺗﻜﺒﺘﻬﺎ ﲨﺎﻋﺔ "ﺍﻟﺸﻮﻗﻴﻮﻥ " ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﺒﻌﻮﻥ ﺷﻮﻗﻰ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟـﺬﻯ‬ ‫ﻟﻘﻰ ﻣﺼﺮﻋﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻳﺪﻯ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﰱ ﻗﺮﻳﺘﻪ ﺳﻨﺮﻭ ﺑﺎﻟﻔﻴﻮﻡ ﻓﺠﺮ ٦٢‬ ‫ﺍﺑﺮﻳﻞ ، ﻭﻛﺎﻥ ﺷﻮﻗﻰ ﻗﺪ ﺃﺛﺎﺭ ﺣﺮﺑﺎ ﺷﻌﻮﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﳉﻤﺎﻋﺎﺕ‬ ‫ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻭ ﻛﻔﺮ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﻭﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﻌﻤﻞ ﻣﻌﻬﺎ ، ﻭ ﻛﺎﻥ ﻳﻄﻠـﻖ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﻣﲑ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﻭ ﺗﻠﻘﺒﻪ ﲨﺎﻋﺘﻪ ﺑﺎﰉ ﻋﺒـﺪ ﺍﷲ . ﻭ ﻗـﺪ‬ ‫ﺗﺮﺩﺩﺕ ﺣﻮﻝ ﺷﻮﻗﻰ ﻫﺬﺍ ﻗﺼﺺ ﻛﺜﲑﺓ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﳛﻜﻰ ﻋﻦ ﺯﻭﺟﺘﻪ‬ ‫ﺍﻟﱴ ﺃﲰﺎﻫﺎ ﺃﻡ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ، ﻭ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﺎﻭﻧﻪ ﰱ ﺗﺰﻭﻳﺞ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﳉﻤﺎﻋـﺔ‬ ‫ﻣﻦ ﻓﺘﻴﺎﺕ ﲡﻤﻌﻬﻦ ﻭﺗﻠﻘﻰ ﻋﻠﻴﻬﻦ ﳏﺎﺿﺮﺍﺕ ﺩﻳﻨﻴﺔ ، ﻭﻗﺪ ﲨﻌﺖ ٢‬
‫ﻛﻴﻠﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﻣﻦ ﻋﻀﻮﺍﺕ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺑﺎﺩﺭﺕ ﺑـﺎﻟﺘﱪﻉ‬ ‫ﲝﻠﻴﻬﺎ . ﻭ ﻗﺪ ﺣﻮﻟﺖ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﻗﺮﻳﺔ ﻛﺤﻚ ﺍﱃﳐﺰﻥ ﺳﻼﺡ ﻋﻠﲎ‬ ‫ﻭ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺍﻧﺪﻟﻌﺖ ﻓﺘﻨﺔ ﻃﺎﺋﻔﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﰱ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻣﻨﻔﻠـﻮﻁ‬ ‫ﺑﺄﺳﻴﻮﻁ ، ﻭ ﺍﺭﺗﻜﺒﺖ ﺃﺣﺪﺍﺙ ﺷﻐﺐ ﻣﻦ ﺷﺒﺎﺏ ﺭﻏﺐ ﰱ ﺍﻗﺎﻣـﺔ‬ ‫ﺍﶈﻤﻞ ﺍﻟﺬﻯ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﺎﻡ ﺳﻨﻮﻳﺎ ﺻﺒﻴﺤﺔ ﻋﻴﺪ ﺍﻟﻔﻄﺮ ﰒ ﻟﻐﺎﻩ ﺍﶈـﺎﻓﻆ‬ ‫. ﰱ ﺣﺪﻳﺚ ﻣﻊ ﳎﻠﺔ ﺍﳌﺼﻮﺭﺍ ﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﻳﻮﻡ ١١ ﻣﺎﻳﻮ٠٩٩١ﺃﻋﻠﻦ‬ ‫ﺍﻟﻠﻮﺍﺀ ﳏﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻠﻴﻢ ﻣﻮﺳﻰﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﺃﻥ ﺍﳉﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﳌﺘﻄﺮﻓﺔ‬ ‫ﺷﺮﻋﻮ ﺃﻥ ﺃﻯ ﺳﻴﺪﺓ ﻣﺒﺎﺣﺔ ﻷﻯ ﺍﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﲨﺎﻋﺘـﻬﻢ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴـﺔ‬ ‫ﻣﺎﺩﺍﻣﺖ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻨﻀﻤﺔ ﻟﻠﺠﻤﺎﻋﺎﺕ . .!!‬
‫ﺍﳊﺠﺎﺏ ﰱ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ‬ ‫ﻛﺎﻥ ﺍﻷﺷﻮﺭﻳﻮﻥ )ﰱﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ( ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﻓﺮﺽ ﺍﳋﻤﺎﺭ ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﰱ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻘﺪﱘ )ﻗﺒﻞ ﺍﳌﻴﻼﺩ ( ، ﻭ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻗﻮﻣﺎ ﻳﺘﺴـﻤﻮﻥ‬ ‫ﺑﺎﻟﻐﻠﻈﺔ ﻭ ﺍﻟﻘﺴﻮﺓ ﻭ ﻳﻌﺎﻣﻠﻮﻥ ﻧﺴﺎﺀﻫﻢ ﲜﻔﺎﺀ ﻭ ﺧﺸـﻮﻧﺔ ،ﻭ ﻗـﺪ‬ ‫ﺷﻨﻮﺍ ﺣﺮﻭﺑﺎ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺟﲑﺍ‪‬ﻢ ﻛﺎﻧﺖ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﺗﻜﻠﻞ ﺑﺎﻻﻧﺘﺼﺎﺭ‬ ‫ﻭ ﺍﺳﺘﺮﻗﺎﻕ ﺃﻋﺪﺍﺩ ﻫﺎﺋﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ، ﻭ ﻛﺎﻥ ﺍﳌﻨﺘﺼﺮﻭﻥ‬ ‫ﻳﺴﺨﺮﻭﻥ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺍﳌﻬﺰﻭﻣﲔ ﳋﺪﻣﺘﻬﻢ ، ﻭﻳﺴـﺘﺒﻴﺤﻮﻥ ﻧﺴـﺎﺀﻫﻢ‬ ‫ﳌﺘﻌﺘﻬﻢ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ، ﻟﺬﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻯ ﲤﻴﻴﺰ ﺍﳊﺮﺍﺋﺮ ﻋـﻦ‬ ‫ﺍﻷﺭﻗﺎﺀ .ﻭ ﰱ ﺍﺣﺪﻯ ﺍﻟﻠﻮﺣﺎﺕ ﺍﻟﻄﻴﻨﻴﺔ ﺍﻟﱴ ﻋﺜﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﳌﻨﻘﺒـﻮﻥ‬ ‫ﺃﺧﲑﺍ ﰱ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺃﺷﻮﺭ ﺍﻟﻘﺪﳝﺔ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺧﺎﺻﺔ ﲝﺠﺎﺏ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺟـﺎﺀ‬ ‫ﰱ ﻣﻘﺪﻣﺘﻬﺎ:‬ ‫"ﻻ ﺯﻭﺟﺎﺕ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭ ﻻ ﺍﻷﺭﺍﻣﻞ ﻭ ﻻ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻵﺷﻮﺭﻳﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﻼﺗﻰ ﳜﺮﺟﻦ ﺍﱃ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﳝﻜﻨﻬﻦ ﺗﺮﻙ ﺭﺅﻭﺳﻬﻦ ﻣﻜﺸﻮﻓﺔ . ﺑﻨﺎﺕ‬
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531
1531

Empfohlen

71
7171
71kotob arabia
 
842
842842
842kotob arabia
 
104
104104
104kotob arabia
 
4041
40414041
4041kotob arabia
 
437
437437
437kotob arabia
 
1110
11101110
1110kotob arabia
 
1045
10451045
1045kotob arabia
 
الإعجاب فراغ لايسد الفراغ تحقيق صحفي
الإعجاب فراغ لايسد الفراغ تحقيق صحفيالإعجاب فراغ لايسد الفراغ تحقيق صحفي
الإعجاب فراغ لايسد الفراغ تحقيق صحفيgueste9411d
 

Empfohlen

71
7171
71kotob arabia
 
842
842842
842kotob arabia
 
104
104104
104kotob arabia
 
4041
40414041
4041kotob arabia
 
437
437437
437kotob arabia
 
1110
11101110
1110kotob arabia
 
1045
10451045
1045kotob arabia
 
الإعجاب فراغ لايسد الفراغ تحقيق صحفي
الإعجاب فراغ لايسد الفراغ تحقيق صحفيالإعجاب فراغ لايسد الفراغ تحقيق صحفي
الإعجاب فراغ لايسد الفراغ تحقيق صحفيgueste9411d
 
السحر
السحرالسحر
السحرBassem Matta
 
376
376376
376kotob arabia
 
4368
43684368
4368kotob arabia
 
522
522522
522kotob arabia
 
5128
51285128
5128kotob arabia
 
902
902902
902kotob arabia
 
5462
54625462
5462kotob arabia
 
الفيروسات
الفيروساتالفيروسات
الفيروساتBassem Matta
 
520
520520
520kotob arabia
 
اسلحة دمار
اسلحة دماراسلحة دمار
اسلحة دمارباحث أكاديمي _ إعداد الابحاث العلمية ورسائل الماجستير والدكتوراه
 
مبادئ الإسلام
مبادئ الإسلاممبادئ الإسلام
مبادئ الإسلامMahmoud Elhashemy
 
الخطر اليهودي بروتوكولات حكماء صهيون
الخطر اليهودي بروتوكولات حكماء صهيونالخطر اليهودي بروتوكولات حكماء صهيون
الخطر اليهودي بروتوكولات حكماء صهيونIbrahimia Church Ftriends
 
5101
51015101
5101kotob arabia
 
مسالك السعادة
مسالك السعادةمسالك السعادة
مسالك السعادةمبارك الدوسري
 
858
858858
858kotob arabia
 
Ulama al muslimeen wa jahalat al-wahabiyyen
Ulama al muslimeen wa jahalat al-wahabiyyenUlama al muslimeen wa jahalat al-wahabiyyen
Ulama al muslimeen wa jahalat al-wahabiyyenYousef al-Khattab
 
536
536536
536kotob arabia
 
1517
15171517
1517kotob arabia
 
3859
38593859
3859kotob arabia
 
التكوين المغترب الفاشل أنياب الله إلهكم 3فري دوم ايزابل freedom ezabel
التكوين المغترب الفاشل أنياب الله إلهكم 3فري دوم ايزابل freedom ezabelالتكوين المغترب الفاشل أنياب الله إلهكم 3فري دوم ايزابل freedom ezabel
التكوين المغترب الفاشل أنياب الله إلهكم 3فري دوم ايزابل freedom ezabellorlor666
 
1086
10861086
1086kotob arabia
 
960
960960
960kotob arabia
 

Weitere ähnliche Inhalte

Was ist angesagt?

الفيروسات
الفيروساتالفيروسات
الفيروساتBassem Matta
 
الخطر اليهودي بروتوكولات حكماء صهيون
الخطر اليهودي بروتوكولات حكماء صهيونالخطر اليهودي بروتوكولات حكماء صهيون
الخطر اليهودي بروتوكولات حكماء صهيونIbrahimia Church Ftriends
 
Ulama al muslimeen wa jahalat al-wahabiyyen
Ulama al muslimeen wa jahalat al-wahabiyyenUlama al muslimeen wa jahalat al-wahabiyyen
Ulama al muslimeen wa jahalat al-wahabiyyenYousef al-Khattab
 
التكوين المغترب الفاشل أنياب الله إلهكم 3فري دوم ايزابل freedom ezabel
التكوين المغترب الفاشل أنياب الله إلهكم 3فري دوم ايزابل freedom ezabelالتكوين المغترب الفاشل أنياب الله إلهكم 3فري دوم ايزابل freedom ezabel
التكوين المغترب الفاشل أنياب الله إلهكم 3فري دوم ايزابل freedom ezabellorlor666
 

Was ist angesagt? (20)

السحر
السحرالسحر
السحر
 
376
376376
376
 
4368
43684368
4368
 
522
522522
522
 
5128
51285128
5128
 
902
902902
902
 
5462
54625462
5462
 
الفيروسات
الفيروساتالفيروسات
الفيروسات
 
520
520520
520
 
اسلحة دمار
اسلحة دماراسلحة دمار
اسلحة دمار
 
مبادئ الإسلام
مبادئ الإسلاممبادئ الإسلام
مبادئ الإسلام
 
الخطر اليهودي بروتوكولات حكماء صهيون
الخطر اليهودي بروتوكولات حكماء صهيونالخطر اليهودي بروتوكولات حكماء صهيون
الخطر اليهودي بروتوكولات حكماء صهيون
 
5101
51015101
5101
 
مسالك السعادة
مسالك السعادةمسالك السعادة
مسالك السعادة
 
858
858858
858
 
Ulama al muslimeen wa jahalat al-wahabiyyen
Ulama al muslimeen wa jahalat al-wahabiyyenUlama al muslimeen wa jahalat al-wahabiyyen
Ulama al muslimeen wa jahalat al-wahabiyyen
 
536
536536
536
 
1517
15171517
1517
 
3859
38593859
3859
 
التكوين المغترب الفاشل أنياب الله إلهكم 3فري دوم ايزابل freedom ezabel
التكوين المغترب الفاشل أنياب الله إلهكم 3فري دوم ايزابل freedom ezabelالتكوين المغترب الفاشل أنياب الله إلهكم 3فري دوم ايزابل freedom ezabel
التكوين المغترب الفاشل أنياب الله إلهكم 3فري دوم ايزابل freedom ezabel
 

Mehr von kotob arabia

Mehr von kotob arabia (20)

1086
10861086
1086
 
960
960960
960
 
764
764764
764
 
6487
64876487
6487
 
6205
62056205
6205
 
942
942942
942
 
96
9696
96
 
5962
59625962
5962
 
763
763763
763
 
6486
64866486
6486
 
745
745745
745
 
6204
62046204
6204
 
6435
64356435
6435
 
5961
59615961
5961
 
6182
61826182
6182
 
959
959959
959
 
941
941941
941
 
594
594594
594
 
762
762762
762
 
744
744744
744
 

Kürzlich hochgeladen

Bahare Shariat Jild 3 By SadurshSharia Mufti Amjad Ali Azmi
Bahare Shariat Jild 3 By SadurshSharia Mufti Amjad Ali AzmiBahare Shariat Jild 3 By SadurshSharia Mufti Amjad Ali Azmi
Bahare Shariat Jild 3 By SadurshSharia Mufti Amjad Ali Azmibookbahareshariat
 
Bahare Shariat Jild 1 By SadurshSharia Mufti Amjad Ali Azmi
Bahare Shariat Jild 1 By SadurshSharia Mufti Amjad Ali AzmiBahare Shariat Jild 1 By SadurshSharia Mufti Amjad Ali Azmi
Bahare Shariat Jild 1 By SadurshSharia Mufti Amjad Ali Azmibookbahareshariat
 
Bahare Shariat Jild 2 By SadurshSharia Mufti Amjad Ali Azmi
Bahare Shariat Jild 2 By SadurshSharia Mufti Amjad Ali AzmiBahare Shariat Jild 2 By SadurshSharia Mufti Amjad Ali Azmi
Bahare Shariat Jild 2 By SadurshSharia Mufti Amjad Ali Azmibookbahareshariat
 
Saunanaine_Helen Moppel_JUHENDATUD SAUNATEENUSE JA LOODUSMATKA SÜNERGIA_strat...
Saunanaine_Helen Moppel_JUHENDATUD SAUNATEENUSE JA LOODUSMATKA SÜNERGIA_strat...Saunanaine_Helen Moppel_JUHENDATUD SAUNATEENUSE JA LOODUSMATKA SÜNERGIA_strat...
Saunanaine_Helen Moppel_JUHENDATUD SAUNATEENUSE JA LOODUSMATKA SÜNERGIA_strat...Eesti Loodusturism
 
FAIL REKOD PENGAJARAN.pptx fail rekod pengajaran
FAIL REKOD PENGAJARAN.pptx fail rekod pengajaranFAIL REKOD PENGAJARAN.pptx fail rekod pengajaran
FAIL REKOD PENGAJARAN.pptx fail rekod pengajaransekolah233
 
محاضرات الاحصاء التطبيقي لطلاب علوم الرياضة.pdf
محاضرات الاحصاء التطبيقي لطلاب علوم الرياضة.pdfمحاضرات الاحصاء التطبيقي لطلاب علوم الرياضة.pdf
محاضرات الاحصاء التطبيقي لطلاب علوم الرياضة.pdfKhaled Elbattawy
 
Bahare Shariat Jild 4 By SadurshSharia Mufti Amjad Ali Azmi
Bahare Shariat Jild 4 By SadurshSharia Mufti Amjad Ali AzmiBahare Shariat Jild 4 By SadurshSharia Mufti Amjad Ali Azmi
Bahare Shariat Jild 4 By SadurshSharia Mufti Amjad Ali Azmibookbahareshariat
 

Kürzlich hochgeladen (8)

Bahare Shariat Jild 3 By SadurshSharia Mufti Amjad Ali Azmi
Bahare Shariat Jild 3 By SadurshSharia Mufti Amjad Ali AzmiBahare Shariat Jild 3 By SadurshSharia Mufti Amjad Ali Azmi
Bahare Shariat Jild 3 By SadurshSharia Mufti Amjad Ali Azmi
 
Bahare Shariat Jild 1 By SadurshSharia Mufti Amjad Ali Azmi
Bahare Shariat Jild 1 By SadurshSharia Mufti Amjad Ali AzmiBahare Shariat Jild 1 By SadurshSharia Mufti Amjad Ali Azmi
Bahare Shariat Jild 1 By SadurshSharia Mufti Amjad Ali Azmi
 
Bahare Shariat Jild 2 By SadurshSharia Mufti Amjad Ali Azmi
Bahare Shariat Jild 2 By SadurshSharia Mufti Amjad Ali AzmiBahare Shariat Jild 2 By SadurshSharia Mufti Amjad Ali Azmi
Bahare Shariat Jild 2 By SadurshSharia Mufti Amjad Ali Azmi
 
Saunanaine_Helen Moppel_JUHENDATUD SAUNATEENUSE JA LOODUSMATKA SÜNERGIA_strat...
Saunanaine_Helen Moppel_JUHENDATUD SAUNATEENUSE JA LOODUSMATKA SÜNERGIA_strat...Saunanaine_Helen Moppel_JUHENDATUD SAUNATEENUSE JA LOODUSMATKA SÜNERGIA_strat...
Saunanaine_Helen Moppel_JUHENDATUD SAUNATEENUSE JA LOODUSMATKA SÜNERGIA_strat...
 
Energy drink .
Energy drink .Energy drink .
Energy drink .
 
FAIL REKOD PENGAJARAN.pptx fail rekod pengajaran
FAIL REKOD PENGAJARAN.pptx fail rekod pengajaranFAIL REKOD PENGAJARAN.pptx fail rekod pengajaran
FAIL REKOD PENGAJARAN.pptx fail rekod pengajaran
 
محاضرات الاحصاء التطبيقي لطلاب علوم الرياضة.pdf
محاضرات الاحصاء التطبيقي لطلاب علوم الرياضة.pdfمحاضرات الاحصاء التطبيقي لطلاب علوم الرياضة.pdf
محاضرات الاحصاء التطبيقي لطلاب علوم الرياضة.pdf
 
Bahare Shariat Jild 4 By SadurshSharia Mufti Amjad Ali Azmi
Bahare Shariat Jild 4 By SadurshSharia Mufti Amjad Ali AzmiBahare Shariat Jild 4 By SadurshSharia Mufti Amjad Ali Azmi
Bahare Shariat Jild 4 By SadurshSharia Mufti Amjad Ali Azmi
 

1531

  • 1.
  • 2.  ‫א‬  ??      
  • 3. ‫ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﺍﳌﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ‬ ‫א‬ ‫א‬ ‫א‬ ‫.‬ ‫אא‬ ‫א‬ ‫)ﻋـﱪ ﺍﻻﻧﱰﻧـﺖ ﺃﻭ‬ ‫א‬ ‫אא‬ ‫ﻟﻠﻤﻜﺘﺒــﺎﺕ ﺍﻻﻟﻜﱰﻭﻧﻴــﺔ ﺃﻭ ﺍﻷﻗــﺮﺍﺹ ﺍﳌﺪﳎــﺔ ﺃﻭ ﺍﻯ‬ ‫א‬ ‫ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺃﺧﺮﻯ (‬ ‫א‬ ‫א‬ ‫.‬ ‫.‬ ‫א א‬
  • 4. ‫ﻣﻘﺪﻣﺔ ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﱃ‬ ‫ﻣﻨﺬ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻨﺎﺕ ﻭ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﳊﺠﺎﺏ ﺑﲔ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ‬ ‫ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺎﺕ ﺗﺜﲑ ﻓﻀﻮﻝ ﺍﻟﻐﺮﺑﺎﺀ ، ﻭﺍﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﳍـﻮﺍﺟﺲ ﻭﺍﻟﻘﻠـﻖ‬ ‫ﻟﺪﻯ ﺍﳌﺜﻘﻔﲔ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ، ﻭﺗﺘﺎﺑﻊ ﺑﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻳﺒﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻮﺟﺲ ﻣـﻦ‬ ‫ﺍﻻﻋﻼﻡ ﺍﻟﻐﺮﰉ ..‬ ‫ﻭ ﺍﳉﺪﻝ ﺑﲔ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﻳﻦ ﻻ ﻳﻜﺎﺩ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﺣـﻮﻝ‬ ‫ﻗﻀﻴﺔ ﺍﳊﺠﺎﺏ ، ﻭ ﻛﻠﻤﺎ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺑﲔ ﻃﺮﻓﲔ ﻋﺎﺩ ﻟﻴﺜﻮﺭ ﺑﲔ ﺃﻃﺮﺍﻑ‬ ‫ﺃﺧﺮﻯ . ﻭﻗﺪ ﺑﻠﻎ ﻣﻦ ﲪﺎﺱ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻭ ﺍﺻﺮﺍﺭﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ‬ ‫ﺍﳊﺠﺎﺏ ﻭ ﺇﻋﺎﺩﺗﻪ ﺍﱃ ﺭﺃﺱ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ ﺍﱃ ﺣﺪ ﺃﻧﻪ ﺃﺻـﺒﺢ‬ ‫ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻣﺰ ﻭﺣﺪﻩ ﺍﱃ ﺍﳍﻮﻳﺔ ﺍﻻﺳـﻼﻣﻴﺔ ﻭﳝﺜـﻞ ﺟـﻮﻫﺮ‬ ‫ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻻﺳﻼﻣﻰ ..‬ ‫ﻭ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﳉﺪﻝ ﺍﳌﺴﺘﻤﺮ ﺑﲔ ﺍﻟﻄﺮﻓﲔ ، ﺍﳌﻌـﺎﺭﺽ ﻭ‬ ‫ﺍﳌﺸﺠﻊ ، ﻣﺎﺯﺍﻟﺖ ﺃﻋﺪﺍﺩ ﺍﶈﺠﺒـﺎﺕ ﰱ ﺍﺯﺩﻳـﺎﺩ ، ﻭﻣـﺎﺯﺍﻝ‬ ‫ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﻮﻥ ﻳﺪﻓﻌﻮﻥ ﺑﺸﺪﺓ ﰱ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﲡﺎﻩ ، ﻭﻋﻠﻰﺍﻷﺧﺺ ﺑﻌـﺾ‬ ‫ﺍﻟﺪﻋﺎﺓ ﺍﻟﻌﺼﺮﻳﲔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﻛﺘﺴﺒﻮﺍ ﺷﻬﺮﺓ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﺑﲔ ﺃﻭﺳﺎﻁ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ‬ ‫،ﻭ ﻃﻼﺏ ﺍﳉﺎﻣﻌﺎﺕ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻨﺘﻤﻮﻥ ﺍﱃ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﺍﻟﺜﺮﻳﺔ ،‬
  • 5. ‫ﻭ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻨﺘﻈﺮﻫﻢ ﺍﻟﻔﺮﺹ ﻟﻠﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﰱ ﺗﻐﻴﲑ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻭ ﺑﻨﺎﺋﻪ .‬ ‫ﻭﻗﺪ ﲢﻮﻝ ﺍﳋﻤﺎﺭ ﻭ" ﺍﻟﺘﲑﺑﻮﻥ" ﻭ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﺍﻟﱪﻗﻊ ﺍﱃ ﻣﻮﺩﺍﺕ ﺗﻨﺘﺸﺮ‬ ‫ﺑﲔ ﺍﳌﺮﺍﻫﻘﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﺒﺎﻟﻐﺎﺕ ﰱ ﻣﺼﺮ ، ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﳍﺎ ﺃﻳﺔ ﺃﺑﻌﺎﺩ‬ ‫ﺍﳝﺎﻧﻴﺔ..‬ ‫ﻭ ﺗﻐﺮﻕ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺍﳌﺴﻠﻤﺔ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ ﰱ ﲝﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻻﺕ ﺍﻟﱴ ﻻ‬ ‫ﲡﺪ ﳍﺎ ﺇﺟﺎﺑﺎﺕ ﺷﺎﻓﻴﺔ ..‬ ‫ﺃﻟﺒﺲ ﺍﳊﺠﺎﺏ ﺃﻡ ﻻ ﺃﻟﺒﺴﻪ؟!‬ ‫ﺃﻛﺸﻒ ﻋﻦ ﻭﺟﻬﻰ ﻭﻛﻔﻰ ﺃﻡ ﺃﺧﻔﻴﻬﻢ ؟! ﺃﻛﺘﻔﻰ ﺑﺎﻳﺸﺎﺭﺏ‬ ‫ﻹﺧﻔﺎﺀ ﺷﻌﺮﻯ ﺃﻡ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺃﺧﻔﻰ ﺍﻟﻨﺤﺮ ﻭﻓﺘﺤﺔ ﺍﻟﺼﺪﺭ ﺃﻳﻀﺎ ؟!‬ ‫ﻫﻞ ﺍﻟﻨﻘﺎﺏ ﺣﻼﻝ ﺃﻡ ﺣﺮﺍﻡ ؟! ﻭ ﺇﺫﺍ ﱂ ﺃﻟﺒﺲ ﺍﳊﺠﺎﺏ ﻓﻬﻞ ﺃﻛﻮﻥ‬ ‫ﻋﺎﺻﻴﺔ ﺁﲦﺔ ﻛﻤﺎ ﺗﺮﺩﺩ ﰱ ﻛﺘﺎﺑﺎﺕ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺪﺍﻋﲔ ﺍﻟﻴﻪ ، ﺃﻡ ﺃﻥ ﺍﷲ‬ ‫ﻏﻔﻮﺭ ﺭﺣﻴﻢ ؟!ﻭ ﺍﺫﺍ ﻟﺒﺴﺘﻪ ﻫﻞ ﺃﺑﺪﻭ ﻣﺘﺨﻠﻔﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﻭﺍﻗﻌﺔ ﰱ‬ ‫ﺃﺳﺮ ﺍﻟﻔﻜﺮ "ﺍﳊﺮﳝﻰ" ﻣﺘﺨﻠﻴﺔ ﻋﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻘﺪﻣﻪ ﱃ ﻋﺎﱂ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣـﻦ‬ ‫ﺣﻘﻮﻕ ﻭ ﺣﺮﻳﺎﺕ ..؟!‬ ‫ﻭﻣﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﰱ ﺣﲑ‪‬ﺎ ﺍﳋﻼﻑ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﺑﲔ ﺍﳌﻔﻜـﺮﻳﻦ ﺣـﻮﻝ‬ ‫ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﳊﺠﺎﺏ ، ﻓﻔﺮﻳﻖ ﻳﺮﺍﻫﺎ ﺍﻧﺘﺼﺎﺭ ﻟﻠﻔﻜﺮ ﺍﻻﺳـﻼﻣﻰ‬ ‫ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻭ ﻋﻼﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺤﻮﺓ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻟﺪﻯ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻭ ﻋـﻮﺩﺓ‬ ‫ﺑﺎﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﳌﺴﻠﻤﺎﺕ ﺍﱃ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﳌﺴﺘﻘﻴﻢ ..ﺍﱁ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻓﺮﻳﻖ ﺁﺧﺮ ﻳﺮﻯ‬
  • 6. ‫ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﺍﻧﺘﺸﺮﺕ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺘﻔﺸﻰ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﺴـﻠﻔﻰ ﺑـﲔ‬ ‫ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﻳﻦ ، ﻭ ﺗﻘﺎﻋﺴﻬﻢ ﻋﻦ ﺗﻘﺪﱘ ﺗﻔﺎﺳﲑ ﻋﺼﺮﻳﺔ ﺗﺘﻔـﻖ‬ ‫ﻣﻊ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﺴﺮﻳﻌﺔ ﰱ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺍﻟﺒﺸﺮﻯ ، ﻭﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﰱ ﺭﺃﻳﻬﻢ‬ ‫ﻋﻮﺩﺓ ﺑﺎﳌﺴﻠﻤﲔ ﻗﺮﻭﻥ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﺍﱃ ﺍﳉﺎﻫﻠﻴﺔ ، ﻭ ﺇﺳﺎﺀﺓ ﺍﱃ ﺍﻹﺳـﻼﻡ‬ ‫ﺍﻟﺬﻯ ﺳﺎﻭﻯ ﺑﲔ ﻛﻞ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻭﻧﺰﻟﺖ ﺭﺳﺎﻟﺘﻪ ﺍﳊﻨﻴﻔﺔ ﻟﺘﺤﺮﺭ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ‬ ‫، ﺫﻛﺮﺍ ﻭ ﺃﻧﺜﻰ ، ﻭ ﺗﻨﻘﺬﳘﺎ ﻣﻦ ﻋﺒﻮﺩﻳﺔ ﺍﳌﺎﺿﻰ..ﺃﻣﺎ ﺃﻋﺪﺍﺀ ﺍﻻﺳﻼﻡ‬ ‫ﻓﻴﺪﻟﻠﻮﻥ ‪‬ﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺸﻰ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻯ ﰱ ﺍ‪‬ﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ،‬ ‫ﻭﻋﻠﻰ ﺍﺯﺩﺭﺍﺀ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻟﻠﻤﺮﺍﺓ ، ﻭ ﺍﻣﻌﺎ‪‬ﻢ ﰱ ﺍﺫﻻﳍـﺎ ﻭ ﺣﺒﺴـﻬﺎ‬ ‫ﺩﺍﺧﻞ ﺇﻃﺎﺭ ﻣﺘﺨﻠﻒ ..‬ ‫ﻭﺍﳌﻼﺣﻆ ﺃﻥ ﺃﻏﻠﺐ ﺍﳌﺘﺠﺎﺩﻟﲔ ﺣﻮﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀـﻴﺔ ﻣـﻦ‬ ‫ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺻﺎﺣﺒﺔ ﺍﻷﻣﺮ ﺻﺎﻣﺘﺔ ﻻﺗﺸﺎﺭﻙ ، ﻭ ﺇﻥ ﺃﻓﺼﺤﺖ‬ ‫ﺑﺮﺃﻯ ﻓﻌﻠﻰ ﺍﺳﺘﺤﻴﺎﺀ ﺷﺪﻳﺪ ، ﻛﺄ‪‬ﺎ ﺗﺘﺪﺧﻞ ﻓﻴﻤﺎ ﻻ ﻳﻌﻨﻴﻬﺎ . ، ﺭﻏﻢ‬ ‫ﺃﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﰱ ﺣﻘﻴﻘﺘﻪ ﳜﺺ ﻣﺎﻫﻴﺘﻬﺎ ﻭ ﻳﺮﺳﻢ ﻣﻼﳏﻬﺎ ﻭﳛﺪﺩ ﻭﺟﻮﺩﻫﺎ‬ ‫ﻭ ﻳﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺎ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﺍﳌﻴﻼﺩ ﺍﱃ ﺍﳌﻤﺎﺕ ..‬ ‫ﻓﻬﻞ ﺻﻤﺖ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻗﺘﻨﺎﻋﻬﺎ ﺃﻡ ﻫﻮ ﺻﻤﺖ ﺍﳌﺴﺘﺴﻠﻢ‬ ‫ﺍﳌﻘﻬﻮﺭ ؟!‬ ‫ﺇﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﻭﻻ ﺫﺍﻙ ..ﺑﻞ ﻫﻮ ﺑﺴﺒﺐ ﻋﺪﻡ ﺗﻮﻓﺮ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‬ ‫ﻟﺪﻳﻬﺎ ..ﻓﺄﻏﻠﺐ ﺍﻟﻼﺗﻰ ﺗﺮﺗﺪﻳﻦ ﺍﳊﺠﺎﺏ ﻳـﺮﺩﺩﻥ ﺃﻥ ﺍﳊﺠـﺎﺏ‬
  • 7. ‫ﻓﺮﻳﻀﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﺴﻠﻤﺔ ،ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻌﺮﻓﻦ ﺍﳌﻌﲎﺍﳊﻘﻴﻘـﻰ ﻟﻜﻠﻤـﺔ‬ ‫ﻓﺮﻳﻀﺔ ، ﻭﻻ ﻣﺎﻫﻲ ﺷﺮﻭﻁ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ، ﻭﻗـﺪ ﻻ ﺗﺘـﺬﻛﺮ‬ ‫ﺍﻷﻏﻠﺒﻴﺔ ﺍﻟﻌﻈﻤﻰ ﻣﻦ ﺍﶈﺠﺒﺎﺕ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻴـﺔ ﺍﳋﺎﺻـﺔ ﺑـﻪ ،‬ ‫ﺃﻭﳛﻔﻈﻨﻬﺎ ﻋﻦ ﻇﻬﺮ ﻗﻠﺐ ، ﺩﻭﻥ ﻭﻋﻰ ﺑﺘﻔﺴـﲑﻫﺎ ﺃﻭ ﺑﺄﺳـﺒﺎﺏ‬ ‫ﻧﺰﻭﳍﺎ . ﻭﺍﺫﺍ ﻣﺎ ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺍﺣﺪﺍﻫﻦ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺟﺬﻭﺭﻫﺎ ﻭﺟـﺪﺕ‬ ‫ﻛﺘﺐ ﺍﻟﺘﻔﺎﺳﲑ ﲤﺘﻠﻰﺀ ﲟﺌﺎﺕ ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ ﺍﻟﱴ ﺗﻜﺸـﻒ ﺧـﻼﻑ‬ ‫ﺍﳌﻔﺴﺮﻳﻦ ﺣﻮﻝ ﻣﺎﻫﻴﺔ ﺍﳊﺠﺎﺏ ﻭﺷﺮﻭﻃﻪ .. ﻭ ﺩﻻﻻﺕ ﺍﻷﻟﻔـﺎﻅ‬ ‫ﺍﳋﺎﺻﺔ ﺑﻪ ﰱ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﻣﺜﻞ ﺍﳉﻠﺒﺎﺏ ﻭ ﺍﳋﻤـﺎﺭ ﻭﺍﻟﺜـﻮﺏ ﻭ‬ ‫ﺍﻟﺰﻳﻨﺔ ..؟!‬ ‫ﻭ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ..ﺇﻥ ﺍﻟﻼﺗﻰﻳﺮﺗﺪﻳﻦ ﺍﳊﺠﺎﺏ ﺇﻣﺎ ﻳﺄﺧﺬﻧﻪ ﻛﻘﻀﻴﺔ‬ ‫ﻣﺴﻠﻤﺔ ،ﺃﻭ ﺃﺭﻏﻤﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﺭﺗﺪﺍﺋﻪ ﺩﻭﻥ ﺍﻗﺘﻨﺎﻉ ﻛﺎﻑ .‬ ‫ﻭﰱ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻟﻜﺜﲑﺍﺕ ﳑﻦ ﻳﺮﻓﻀﻦ ﺍﺭﺗـﺪﺍﺀ ﺍﳊﺠـﺎﺏ‬ ‫ﻳﺮﺩﺩﻥ ﻋﺒﺎﺭﺍﺕ ﻭ ﻣﺼﻄﻠﺤﺎﺕ ﻭ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﻣﺴﺘﻌﺎﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﻐﺮﰉ‬ ‫ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻭﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﳍﺎ ﺑﺎﳌﻮﺿﻮﻉ..ﺍﻟﺬﻯ ﻫﻮ ﺃﻣﺮ ﺍﺳﻼﻣﻰ ﻻ ﳜﺺ‬ ‫ﺳﻮﻯ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻭﺣﺪﻫﻢ ..‬ ‫ﻭ ﺃﻏﻠﺐ ﺍﳌﺜﻘﻔﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺎﺕ ﺍﳌﻌﺎﺻـﺮﺍﺕ ﻳﺘﺠـﺎﻫﻠﻦ ﻫـﺬﺍ‬ ‫ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ ، ﻭ ﻳﺘﺠﻨﱭ ﺍﺑﺪﺍﺀ ﺍﻟﺮﺃﻯ ﻓﻴﻪ، ﻭ ﺇﺫﺍ ﺃﺛﲑ ﺃﻣﺎﻣﻬﻦ ﻭﻗﻔـﻦ‬ ‫ﻣﻮﻗﻔﺎ ﻣﺘﺮﺩﺩﺍ ﻟﻴﺲ ﻣﻌﻪ ﻭ ﻻ ﺿﺪﻩ ..ﻭ ﻛﺜﲑﺍ ﻣﺎ ﺃﻓﺼـﺤﻦ ﻋـﻦ‬
  • 8. ‫ﺭﻏﺒﺘﻬﻦ ﰱ ﻋﺪﻡ ﺍﳋﻮﺽ ﻓﻴﻪ ﳊﺴﺎﺳﻴﺘﻪ ﺃﻭ ﳋﻄﻮﺭﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺎﺓ ﻣﻦ‬ ‫ﻗﺪ ﻳﻄﺮﺡ ﻓﻴﻪ ﺭﺃﻳﺎ ﳜﺎﻟﻒ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﺸﺎﺋﻊ ﺑﲔ ﺍﻟﻌﺎﻣـﺔ .. ﻭﺍﻟﺴـﺒﺐ‬ ‫ﺍﳊﻘﻴﻘﻰ ﻭﺭﺍﺀ ﺫﻟﻚ ﻫﻮ ﻋﺪﻡ ﺍﳌﺎﻣﻬﻦ ﺑﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﻟﺒﺎﺱ ﺍﳌﺮﺃﺓ‬ ‫ﺍﳌﺴﻠﻤﺔ ، ﻭ ﻻ ﺗﺘﻮﻓﺮ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻋﻨﻪ ﻟﺪﻳﻬﻦ ﺳﻮﻯ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﱴ ﺗﺘﻜﺮﺭ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺃﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺪﻋﺎﺓ ﻭ ﻛﻠﻬﺎ ﻣﺄﺧﻮﺫ ﻋﻦ ﺍﳌﻔﺴﺮﻳﻦ ﺍﻟﻘﺪﺍﻣﻰ ..‬ ‫ﻭﺍﻋﺘﺮﻑ ﺃﱏ ﻛﻨﺖ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ ..ﻭ ﻛـﺎﻥ ﺍﳌﻮﺿـﻮﻉ‬ ‫ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﻳﺜﲑﱏ ﻭ ﻳﻘﻠﻘﲎ ، ﻳﺴﺒﺐ ﱃ ﺣﺮﺟﺎ ﻭ ﺍﺭﺗﺒﺎﻛﺎ ﺷـﺪﻳﺪﻳﻦ ،‬ ‫ﺧﺎﺻﺔ ﺍﺫﺍ ﻣﺎ ﺃﺛﲑ ﺧﺎﺭﺝ ﻣﺼﺮ ، ﰱ ﻭﺳﻂ ﺍﳌﺜﻘﻔـﺎﺕ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴـﺎﺕ‬ ‫..ﻛﻦ ﻳﺴﺄﻟﻨﲎ ﰱ ﳍﻔﺔ ﻟﻜﻰ ﳛﺼﻠﻦ ﻋﻠﻰ ﺇﺟﺎﺑﺎﺕ ﺷﺎﻓﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻣﺮﺃﺓ‬ ‫ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻣﺘﻌﻠﻤﺔ .. ﻣﺎﻫﻰ ﺣﻘﻴﻘﺔﺍﳊﺠﺎﺏ ؟ ﳌﺎﺫﺍ ﻳﻨﺘﺸﺮ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻛﺒﲑﺓ‬ ‫ﺑﲔ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﳌﺴﻠﻤﺎﺕ ﺣﱴ ﺍﳊﺎﺻﻼﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﺭﺟﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ‬ ‫..؟ ﻫﻞ ﺃﻧﺖ ﻣﻘﺘﻨﻌﺔ ﺑﻪ ؟! ﻭ ﳌﺎﺫﺍ ﻻ ﺗﺮﺗﺪﻳﻨﻪ ؟!..‬ ‫ﻭ ﺍﻟﺬﻧﺐ ﻟﻴﺲ ﺫﻧﺐ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ ﻭ ﻻﺫﻧﺐ ﺍﳌﺴـﻠﻢ‬ ‫ﺍﳌﻌﺎﺻﺮ .. ﻓﺎﻟﻮﺍﻗﻊ ﺃﻥ ﻣﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺃﳘﻠﺖ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻛﻤﺎﺩﺓ ﻋﻠﻤﻴﺔ ،‬ ‫ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﺎﺩﺓ ﳒﺎﺡ ﺃﻭ ﺭﺳﻮﺏ .. ﻭ ﻛﺎﻧـﺖ ﺣﺼـﺔ ﺍﻟـﺪﻳﻦ ﰱ‬ ‫ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﳑﻠﺔ ﺍﱃ ﺃﺑﻌﺪ ﻣﺪﻯ ، ﻛﺜﲑﺍ ﻣﺎ ﻧﺴﺘﺴﻠﻢ ﻟﻠﻨﻮﻡ ﺃﺛﻨﺎﺀﻫـﺎ ..‬ ‫ﻭﺃﻏﻠﺐ ﺍﳌﺪﺭﺳﲔ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺍﳊﻤﺎﺱ ﻷﻥ ﻳﻨﺎﻗﺸﻮﺍ ﺃﻣﻮﺭ ﺍﻟﺪﻳﻦ‬ ‫ﻣﻌﻨﺎ ، ﺑﺸﻜﻞ ﻳﺮﺿﻰ ﻓﻀﻮﻟﻨﺎ ﻭ ﳝﺲ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﺣﻴﺎﺗﻨـﺎ . ﻛـﺎﻧﻮﺍ‬
  • 9. ‫ﳚﻴﺒﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺗﺴﺎﺅﻻﺗﻨﺎ ﺍﻟﱪﻳﺌﺔ ﺑﺈﺣﺎﺑﺎﺕ ﺗﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﺗﻌﱪ ﻋﻦ ﺃﻓﻜـﺎﺭ‬ ‫ﺑﻌﻴﺪﺓ ﻋﻦ ﻣﻔﺎﻫﻴﻤﻨﺎ ، ﻭﱂ ﻳﻜﻦ ﻣﻄﻠﻮﺑﺎ ﻣﻨﺎ ﺳﻮﻯ ﺣﻔـﻆ ﺁﻳـﺎﺕ‬ ‫ﻗﺮﺁﻧﻴﺔ ﻣﻜﻴﺔ ﺗﺘﻮﻋﺪ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ) ﺍﻟﻮﺛﻨﻴﲔ ( ﺑﺎﻟﻌﺬﺍﺏ ﰱﺍﻵﺧـﺮﺓ ، ﻭ‬ ‫ﺗﻌﺪ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﺑﺎﻟﻔﺮﺩﻭﺱ ﺍﻷﺑﺪﻯ .ﻓﻜﻨﺎ ﳓﻔﻈﻬﺎ ﻭ ﻧﺮﺩﺩﻫﺎ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ‬ ‫ﻧﺘﻌﻤﻖ ﰱ ﻓﻬﻢ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ، ﺃﻭﻧﺪﺭﻙ ﺩﻻﻟﺔ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ، ﻋﻠﻰ ﺍﻟـﺮﻏﻢ‬ ‫ﻣﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻔﺼﺤﻰ ﻣﺮﺕ ﲟﺮﺍﺣﻞ ﻭﺗﻄﻮﺭﺕ ﺃﻟﻔﺎﻇﻬـﺎ‬ ‫ﻭﺗﻐﲑﺕ ﻣﻌﺎﻧﻴﻬﺎ ﻭﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﺎ‪‬ﺎ ﻋﱪ ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ .‬ ‫ﻛﻨﺎ ﳒﻬﻞ ﺃﻥ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﻭ ﺣﻔﻆ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﻻ ﺗﻜﻔﻰ ،‬ ‫ﻓﺎﳌﺴﻠﻢ ﻣﺄﻣﻮﺭ ﻣﻦ ﺭﺑﻪ ﺑﺄﻥ ﻳﻔﻬﻢ ﻭ ﻳﺘﻌﻘﻞ ﻭ ﻳﻔﻜﺮ ﻭ ﻳﻌـﻰ ﻛـﻞ‬ ‫ﻛﻠﻤﺔ ﰱ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻜﺮﱘ . ﱂ ﻧﻌﺮﻑ ﺃﻥ ﻟﻜﻞ ﺁﻳﺔ ﺳـﺒﺐ ﻧـﺰﻭﻝ‬ ‫ﺃﻭﺃﻛﺜﺮ ، ﻭ ﺃﻧﻪ ﻟﻜﻰ ﻧﻔﻘﻬﻬﺎ ﻭ ﻧﺴﺘﻮﻋﺐ ﺍﻟﺪﺭﺱ ﻓﻴﻬﺎ ﻻﺑـﺪ ﻣـﻦ‬ ‫ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﱰﻭﻝ ،ﻭ ﻻﺩﺭﺍﻙ ﻣﻐﺰﻯ ﺍﻵﻳﺔ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺃﻥ ﳓـﻴﻂ‬ ‫ﺑﺸﻰﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﺍﻟﺘﺎﺭﳜﻰ ﻭ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﳌﻜﺎﻥ ﻭ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺍﻟﺬﻯﻧﺰﻟﺖ ﻓﻴﻪ‬ ‫..‬ ‫ﻭﰱ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻨﺎﺕ ﺛﺎﺭ ﺟﺪﻝ ﻋﻨﻴﻒ ﺣﻮﻝ ﻭﺿﻌﻴﺔ ﺍﳌﺮﺃﺓ‬ ‫، ﻭ ﺗﻜﺮﺭﺕ ﰱ ﺍﻟﺼﺤﻒ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻛﺘﺎﺑﺎﺕ ‪‬ﺎﺟﻢ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻣﻼﺕ‬ ‫ﻭ ﺗﻄﺎﻟﺐ ﺑﻌﻮﺩﺓ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺍﱃ ﺍﻟﺒﻴﺖ ، ﻭﺍﻻﻛﺘﻔﺎﺀ ﺑﺘﺄﺩﻳﺔ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺰﻭﺟـﺔ‬ ‫ﻭﺍﻷﻡ ﻋﻠﻰﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃ‪‬ﻤﺎ ﺩﻭﺭﻳﻬﺎ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﲔ ، ﺑﻞ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﻳﻦ ﰱ ﺍﳊﻴﺎﺓ‬
  • 10. ‫.. ﻭ ﺷﺎﻉ ﻓﻜﺮ ﻳﻬﺎﺟﻢ ﺳﻔﻮﺭ ﺍﳌـﺮﺃﺓ ﻭ ﺍﺧﺘﻼﻃﻬـﺎ ﺑﺎﻟﺮﺟـﺎﻝ ﻭ‬ ‫ﺍﺷﺘﺮﺍﻛﻬﺎ ﰱﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﻳﻨﺘﻘﺪ ﻣﻄﺎﻟﺒﺘﻬﺎ ﺑﺎﳌﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﳊﻘـﻮﻕ ،‬ ‫ﺑﺪﻋﻮﻯ ﺃﻧﻪ ﺗﻘﻠﻴﺪ ﺃﻋﻤﻰ ﻟﻠﻐﺮﺏ ، ﻭﺃﻥ ﻟﻪ ﻋﻮﺍﻗﺒﻪ ﺍﻟﻮﺧﻴﻤﺔ ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺍﻻﺳﻼﻣﻰ ﻭ ﺍﻹﻧﺴﺎﱏ ﻛﻠﻪ ..!!‬ ‫ﺩﻭﺍﻣﺔ ﻣﻔﺰﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺑﺪﺃﺕ ﺗﺘﻜﺎﺛﺮ ﰱ ﻋﻘﻠﻰ ، ﻭ ﺗﺘﺰﺍﺣﻢ‬ ‫ﰱ ﺭﺃﺳﻰ ..ﻛﺄﻧﲎ ﺍﳌﺴﺘﻬﺪﻓﺔ ﺷﺨﺼﻴﺎ ﺑﻜﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﻬﺎﻡ ﺍﳉﺎﺭﺣـﺔ‬ ‫..ﻭﻭﺟﺪﺗﲎ ﺃﺗﻌﺜﺮ ﰱ ﻣﺘﺎﻫﺔ ﻻ ﺃﻭﻝ ﳍﺎ ﻭﻻ ﺁﺧﺮ .. ﻫﻞ ﺑﻌﺪ ﻛﻞ ﻣﺎ‬ ‫ﺑﺬﻟﺖ ﻣﻦ ﺟﻬﺪ ﰱ ﺍﳌﺪﺍﺭﺱ ﻭ ﺍﳉﺎﻣﻌﺔ ، ﻭﺑﻌﺪ ﺳﻬﺮ ﺍﻟﻠﻴﺎﱃ ﺍﻟﻄﻮﺍﻝ‬ ‫ﻟﻠﺪﺭﺱ ﻭﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻞ ، ﻭ ﺑﻌﺪ ﲢﻘﻴﻖ ﺍﻟﺘﻔﻮﻕ ﻭﺗﺒـﻮﺃ ﺍﻟﺼـﺪﺍﺭﺓ ﰱ‬ ‫ﻓﺼﻮﻝ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﻭ ﻣﺪﺭﺟﺎﺕ ﺍﳉﺎﻣﻌﺔ ..ﺑﻌﺪ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﺃﺣﺮﻡ ﻣـﻦ‬ ‫ﺟﲎ ﺍﳊﺼﺎﺩ ﻭﻗﻄﻒ ﺍﻟﺜﻤﺮﺓ ﺍﻟﱴ ﺯﺭﻋﺘﻬﺎ ؟! ﻫـﻞ ﺃﺟـﺮﻯ ﻭﺭﺍﺀ‬ ‫ﺳﺮﺍﺏ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻌﻤﻠﻰ ﻭ ﺃﺗﻄﻠﻊ ﻟﻠﺼﻌﻮﺩ ﺍﱃ ﺃﻗﺼﻰ ﺩﺭﺟﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﺘﺮﻗﻰ ﻭﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻓﻴﻪ . .؟!‬ ‫ﻣﻦ ﺃﻧﺎ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ..ﺇﻧﺴﺎﻧﺔ ﺫﺍﺕ ﻋﻘﻞ ﻭ ﺭﻭﺡ ﻭ ﺿﻤﲑ ﺃﻡ ﳎﺮﺩ‬ ‫ﺃﻧﺜﻰ ﺃﻗﺼﻰ ﻏﺎﻳﺘﻬﺎ ﺇﺭﺿﺎﺀ ﺭﺟﻠﻬﺎ ﻭ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﺃﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ؟!‬ ‫ﻭ ﺇﺫﺍ ﻓﺎﺭﻗﲎ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﻭ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ..ﻣﺎ ﻣﺼﲑﻯ ..؟!‬ ‫ﻛﻞ ﺍﻻ‪‬ﺎﻣﺎﺕ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻮﺟﻪ ﺍﱃ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻠـﻖ ﺍﺳـﻼﻣﻰ‬ ‫..ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺩﻓﻌﲎ ﺣﺮﺻﻰ ﻋﻠﻰ ﺩﻳﲎ ﺍﱃ ﺃﻥ ﺃﺳﻌﻰ ﳌﻌﺮﻓﺔ ﺍﳊﻘﻴﻘـﺔ‬
  • 11. ‫..ﻭﺭﺣﺖ ﺍﲝﺚ ﻋﻦ ﺇﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴـﺆﺍﻝ : ﻣـﺎﻫﻮ ﻣﻮﻗـﻒ‬ ‫ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻣﻦ ﺍﳌﺮﺃﺓ ؟..ﺳﺆﺍﻝ ﻳﺒﺪﻭ ﺑﺴﻴﻄﺎ ﻭ ﻟﻜﻦ ﺍﻹﺟﺎﺑـﺔ ﻋﻠﻴـﻪ‬ ‫ﺍﺳﺘﻐﺮﻗﺖ ﺃﺭﺑﻊ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻰ ، ﻗﻀـﻴﺘﻬﺎ ﻏﺎﺭﻗـﺔ ﰱ ﻗـﺮﺍﺀﺓ‬ ‫ﻭﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﻭ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻷﺩﺏ ﻭ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ‬ ‫ﺍﻹﺳﻼﻣﻰ ﻭ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ..ﻭ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻗﺪﻣﺘﻪ ﱃ ﻣﻨﺎﻫﺞ ﻗﺴﻢ‬ ‫ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﻜﻠﻴﺔ ﺍﻵﺩﺍﺏ ﺟﺎﻣﻌﺔﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ..‬ ‫ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻭ ﻣﺮﻫﻘﺔ ﻷﱏ ﺑﺪﺃ‪‬ﺎ ﻭ ﺃﻧـﺎ ﰱ ﺑﺪﺍﻳـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺜﻼﺛﻴﻨﻴﺎﺕ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻯ ، ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﲣﺮﺟﺖ ﰱ ﺍﳉﺎﻣﻌﺔ ﻭﻋﻤﻠـﺖ ﻭ‬ ‫ﺗﺰﻭﺟﺖ ﻭ ﺃﳒﺒﺖ ﻃﻔﻠﲔ..ﻭﻟﻜﲎ ﺍﺳﺘﻤﺘﻌﺖ ﺑﻜﻞ ﳊﻈﺔ ﻓﻴﻬـﺎ ، ﻭ‬ ‫ﺃﻧﺎ ﺃﻗﺘﺪﻯ ﺑﻘﻮﻝ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﳌﺼﻄﻔﻰ : " " ﺍﳊﻜﻤﺔ ﺿﺎﻟﺔ ﺍﳌﺆﻣﻦ ﺃﱏ‬ ‫ﻭﺟﺪﻫﺎ ﺃﺧﺬﻫﺎ " . ﻭﱂ ﻳﻜﻦ ﺣﺼﻮﱃ ﻋﻠﻰ ﻟﻴﺴﺎﻧﺲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴـﺔ‬ ‫ﻣﻦ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ‪‬ﺎﻳﺔ ﺍﳌﻄﺎﻑ ، ﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻟﻄﺮﻳﻖ ﻃﻮﻳﻞ ﱂ‬ ‫ﻳﻨﺘﻪ ﺣﱴ ﺍﻟﻴﻮﻡ ..ﻭ ﻛﻠﻤﺎ ﻗﻄﻌﺖ ﻓﻴﻪ ﺷﻮﻃﺎ ، ﺯﺍﺩ ﺷﻐﻔﻰ ﻭ ﻓﻀﻮﱃ‬ ‫، ﻭ ﻛﻠﻤﺎ ﺍﻧﺘﻬﻴﺖ ﻣﻦ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﻛﺘﺎﺏ ﺗﻌﻤﻖ ﺍﺣﺴﺎﺳـﻰ ﺑﺎﳉﻬـﻞ ،‬ ‫ﻓﻤﺎﺯﺍﻟﺖ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺌﺎﺕ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺍﻟﱴ ﺃﺗﻮﻕ ﺍﱃ ﻗﺮﺍﺀ‪‬ـﺎ ..ﻭ‬ ‫ﺁﻻﻑ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﱴ ﱂ ﺗﺼﻞ ﺍﱃ ﺑﻌﺪ ..ﻭ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﳌﺴﺎﺋﻞ ﺍﻟـﱴ‬ ‫ﲢﺘﺎﺝ ﺍﱃ ﺍﳌﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺤﺚ ..ﻭ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﳊﺠﺎﺏ ..‬
  • 12. ‫ﻭ ﻧﺸﺮﺕ ﻣﻨﺬ ﻋﺎﻡ ٠٨٩١ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﻘﺎﻻﺕ ﺣﻮﻝ ﻭﺿـﻌﻴﺔ‬ ‫ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺍﳌﺴﻠﻤﺔ ، ﺃﻣﺎ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﳊﺠﺎﺏ ﻓﻠﻢ ﺃﺷﺄ ﺃﻥ ﺃﺣﺴﻢ ﻓﻴﻪ ﺃﻣﺮﻯ‬ ‫ﺃﻭ ﺃﻃﺮﺡ ﺭﺃﻯ ﺍﻻ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﺟﺮﻯ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻭﺍﻓﻴﺔ ﺣﻮﻟﻪ ..ﻟـﺬﻟﻚ‬ ‫ﺭﺣﺖ ﺃﻃﺎﻟﻊ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻃﺎﻟﺘﻪ ﻳﺪﺍﻯ ﳑﺎﻛﺘﺐ ﻋﻨﻪ ، ﻭﻗﺪ ﻭﻓﻘﲎ ﺍﷲ ﺍﱃ‬ ‫ﺍﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻭ ﺍﳌﺮﺍﺟﻊ ﺍﻟـﱴ ﺣﺮﺻـﺖ ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﺗﻔﻬﻤﻬﺎ ﺑﺄﻗﺼﻰ ﻣﺎ ﺍﺳﺘﻄﻌﺖ ﻣﻦ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ . ﻭ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻳﻘﻮﺩﱏ ﰱ‬ ‫ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺪﺭﺏ ﺍﻟﻮﻋﺮ ﺳﻮﻯ ﺳﺮﺍﺝ ﺍﻻﳝﺎﻥ ﺍﻟﻌﻤﻴﻖ ﺑﺎﷲ ﺳـﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭ‬ ‫ﺗﻌﺎﱃ ، ﻭﺍﻻﻗﺘﺪﺍﺀ ﺑﺴﻨﺔ ﻧﺒﻴﻪ ﺍﳌﺼﻄﻔﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼـﻼﺓ ﻭ ﺍﻟﺴـﻼﻡ ،‬ ‫ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﺄﻟﻪ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﰱ ﺃﻣﺮ ﻣﻦ ﺃﻣﻮﺭ ﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ﻓﻘﺎﻝ ﳍﻢ :‬ ‫" ﺃﻧﺘﻢ ﺃﻋﻠﻢ ﺑﺸﺌﻮﻥ ﺩﻧﻴﺎﻛﻢ .."، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘـﻮﻝ ﻷﺻـﺤﺎﺑﻪ‬ ‫ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺴﺘﺒﺪ ‪‬ﻢ ﺍﳊﲑﺓ : " ﺍﺳﺘﻔﺖ ﻗﻠﺒﻚ ﻭ ﺇﻥ ﺃﻓﺘﺎﻙ ﺍﳌﻔﺘﻮﻥ ".‬ ‫ﺇﻥ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﳊﺠﺎﺏ ﻣﻦ ﺃﺧﻄﺮ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﱴ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﲤﺲ ﲰﻌﺔ‬ ‫ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻭ ﲢﺪﺩ ﻣﻮﻗﻔﻬﻢ ﳑﺎ ﻫﻮ ﻣﻄﺮﻭﺡ ﺑﺸﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺣﺔ ﺍﻟﻌﺎﱂ‬ ‫ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻣﻦ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻣﺜﻞ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻭ ﺍﻟﺪﳝﻮﻗﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭ‬ ‫ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻯ ﻭ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻭ ﺩﻭﺭﻫﺎ ﰱ ﺑﻨﺎﺀ ﳎﺘﻤﻊ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭ‬ ‫ﻏﲑ ﺫﻟﻚ . ﻭ ﺍﻻﺳﺘﻬﺎﻧﺔ ‪‬ﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻻ ﻳﻘﻞ ﺟﺮﻣﺎ ﻋﻦ ﺗﻀﺨﻴﻤﻬﺎ‬ ‫، ﰱ ﻭﻗﺖ ﺗﻮﺍﺟﻪ ﻓﻴﻪ ﺃﻣﺔ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺣﺮﺑﺎ ﺷﻌﻮﺍﺀ ﻣـﻦ ﺃﻋـﺪﺍﺋﻬﺎ ،‬ ‫ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻭﺟﺪﻭﺍ ﰱ ﻭﺿﻌﻴﺔ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺍﳌﺴﻠﻤﺔ ﻭ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﳊﺠـﺎﺏ ﺛﻐـﺮﺓ‬
  • 13. ‫ﻧﻔﺬﻭﺍ ﻣﻨﻬﺎ ﻭ ﺃﺷﺎﻋﻮﺍ ﺍﻹﻓﻚ ﺣﻮﻝ ﺍﻻﺳﻼﻡ ، ﻓﺰﻋﻤﻮﺍ ﺑﺄﻧـﻪ ﺩﻳـﻦ‬ ‫ﻳﻌﻄﻞ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭ ﳛﺠﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺃﻯ ﻭﻳﺪﻓﻊ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺍﱃ ﺍﳋﻀـﻮﻉ‬ ‫ﻟﻠﻤﺎﺿﻰ ﻭ ﻣﻌﺎﺩﺍﺓ ﺍﳊﺎﺿﺮ ، ﻛﺬﻟﻚ ﺍﺩﻋﻮﺍ ﺃﻥ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻳﺰﺩﺭﻯ ﺍﳌﺮﺃﺓ‬ ‫، ﻭﳛﺮﻣﻬﺎ ﻣﻦ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻌﺒﲑ ﻭ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﻭ ﺍﻟﺘﻨﻘﻞ ..ﺍﱁ ﻭﻳﺸﺠﻊ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﻟﺘﻔﺮﻗﺔ ﺑﲔ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺣﺴﺐ ﺍﻟﻨﻮﻉ ، ﻭﲤﻴﻴﺰ ﺍﻟﺬﻛﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻧﺎﺙ‬ ‫ﻭ ﻏﲑ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻓﺘﺮﺍﺀﺍﺕ ﻳﺪﻟﻠﻮﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ، ﺑﻜﺘﺎﺑﺎﺕ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ‬ ‫ﻭﺃﻗﻮﺍﳍﻢ ﻭ ﺃﻓﻌﺎﳍﻢ ..‬ ‫ﺇﻧﲎ ﻻ ﺃﻗﺪﻡ ﰱ ﻫﺬﺍﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻓﺘﻮﻯ ، ﻓﻠﻠﻔﺘﻮﻯ ﺃﻫﻠـﻬﺎ ، ﻭ ﻻ‬ ‫ﺃﻓﺮﺽ ﺭﺃﻳﺎ ، ﺇﳕﺎ ﺃﻃﺮﺡ ﺍﺟﺘﻬﺎﺩﺍ ﻣﺘﻮﺍﺿﻌﺎ ، ﻟﻴﺲ ﺳﻮﻯ ﴰﻌﺔ ﻗﺪ‬ ‫ﺗﻀﻰﺀ ﻣﺴﺎﻓﺔ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ . ﻭ ﻗﺪ ﻳﻨﻈﺮﺍﻟﺒﻌﺾ ﻟﻸﻣﺮ ﲟﻨﻈﺎﺭ‬ ‫ﳐﺘﻠﻒ ، ﻭ ﻫﺬﺍ ﻭﺍﺭﺩ ﻭﺣﻖ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ ، ﻓﺎﻻﺳﻼﻡ ﻳﻌﻠﻤﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻘﺒـﻞ‬ ‫ﺍﳋﻼﻑ ﰱ ﺍﻟﺮﺃﻯ ﻭ ﺃﻥ ﻧﻘﺮﻉ ﺍﳊﺠﺔ ﺑﺎﳊﺠﺔ ، ﻭ ﻧﻘﺪﻡ ﺍﻟﱪﻫﺎﻥ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻣﺎ ﻧﻘﻮﻝ }ﻗﻞ ﻫﺎﺗﻮﺍ ﺑﺮﻫﺎﻧﻜﻢ ﺇﻥ ﻛﻨﺘﻢ ﺻﺎﺩﻗﲔ {ﺳـﻮﺭﺓ ﺍﻟﺒﻘـﺮﺓ‬ ‫ﺍﻵﻳﺔ ١١١ . ﻭ ﺃﻧﺼﺢ ﺑﻨﺎﺗﻰ ﻭ ﺃﺧﻮﺍﺗﻰ ﺍﻟﻘﺎﺭﺋﺎﺕ ﺃﻻ ﻳﻜﺘﻔﲔ ﲟﺎ‬ ‫ﺳﻴﻘﺮﺃﻧﻪ ﰱ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ، ﺑﻞ ﳝﻀﲔ ﻗﺪﻣﺎ ﻟﻠﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﳊﻘﻴﻘـﺔ ،‬ ‫ﻣﻌﺘﻤﺪﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻔﺴﻬﻦ ، ﻭ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﻭ ﺍﻻﻃﻼﻉ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺃﻛﺜﺮ‬ ‫ﻣﻦ ﺃﻥ ﲢﺼﻰ ﺃﻭﺗﻌﺪ ، ﻭ ﻗﺪ ﺻﺎﺭﺕ ﺳﻬﻠﺔ ﻣﻴﺴﺮﺓ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ .‬
  • 14. ‫ﻟﻨﻘﺘﺪﻱ ﺑﺄﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﲔ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻗﻴـﺪﺍ ﻋﻠﻴﻨـﺎ ،‬ ‫ﻭﻧﺴﺘﻨﲑ ﺑﺄﻓﻜﺎﺭ ﻭﻓﺘﺎﻭﻯ ﺍﻟﺴﺎﻟﻔﲔ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻧﺴﺒﻎ ﻋﻠﻴﻬـﺎ ﻗﺪﺍﺳـﺔ‬ ‫ﲢﺠﺐ ﻋﻨﺎ ﺍﻧﻮﺍﺭ ﺍﳊﻖ ﰱ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﷲ ﻭ ﺳﻨﺔ ﻧﺒﻴﻪ ﺍﳌﺼـﻄﻔﻰ ، ﻭ‬ ‫ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺴﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﳊﺎﺩﻯ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻛﻤﻦ ﺫﻛﺮﻫﻢ ﺍﳋﺎﻟﻖ ﻋﺰ‬ ‫ﻭﺟﻞ ﰱ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﻜﺮﱘ } ﻭ ﺇﺫﺍ ﻗﻴﻞ ﳍﻢ ﺍﺗﺒﻌﻮﺍ ﻣﺎ ﺃﻧﺰﻝ ﺍﷲ ﻗـﺎﻟﻮﺍ‬ ‫ﺑﻞ ﻧﺘﺒﻊ ﻣﺎ ﺃﻟﻔﻴﻨﺎﻋﻠﻴﻪ ﺃﺑﺎﺀﻧﺎ ﻭ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺁﺑﺎﺅﻫﻢ ﻻ ﻳﻌﻘﻠﻮﻥ ﺷﻴﺌﺎ ﻭ‬ ‫ﻻ ﻳﻬﺘﺪﻭﻥ {ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ ﺍﻵﻳﺔ ٠٧١.‬ ‫ﻭﻟﻴﺲ ﱃ ﰱﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺍﻻ ﺃﻥ ﺃﺭﺟﻮ ﺍﷲ ﺍﳌﻐﻔﺮﺓ ﺇﺫﺍ ﻛﻨﺖ ﻗﺪ‬ ‫ﺃﺧﻄﺄﺕ ، ﻭ ﺃﻥ ﺃﺭﺟﻮ ﻣﻦ ﻳﻘﺮﺃ ﻫﺬﺍﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ، ﻭ ﳜﺎﻟﻒ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻴﻪ‬ ‫ﺃﻥ ﻳﺘﺬﻛﺮ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ }ﺍﺩﻉ ﺍﱃ ﺳﺒﻴﻞ ﺭﺑﻚ ﺑﺎﳊﻜﻤﺔﻭ ﺍﳌﻮﻋﻈـﺔ‬ ‫ﺍﳊﺴﻨﺔ ﻭﺟﺎﺩﳍﻢ ﺑﺎﻟﱴ ﻫﻰ ﺃﺣﺴﻦ { ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻨﺤﻞ ﺍﻵﻳﺔ ٥٢١. ﻭ‬ ‫ﺃﺭﺩﺩ ﻣﺎﻗﺎﻟﻪ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻰ " ﺇﺫﺍ ﺭﺃﻳﺘﻢ ﰱ ﺃﻗﻮﺍﱃ ﻣـﺎﻻ ﻳﻮﺍﻓـﻖ‬ ‫ﻛﺘﺎﺏ ﺍﷲ ﻭﺳﻨﺔ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﻓﺎﺿﺮﺑﻮﺍ ﺑﻪ ﻋﺮﺽ ﺍﳊﺎﺋﻂ "‬
  • 15. ‫ﺧﻠﻔﻴﺔ ﺗﺎﺭﳜﻴﺔ‬ ‫ﲬﺴﻮﻥ ﻋﺎﻣﺎ ، ﻣﻨﺬ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻨﺎﺕ ﺣـﱴ ﻣﻨﺘﺼـﻒ‬ ‫ﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻨﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ، ﲣﻠﺼﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣـﻦ‬ ‫ﺍﳊﺠﺎﺏ ﻭ ﺍﺧﺘﻔﻰ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ، ﰱ ﻣﺪﻥ ﻣﺼﺮ ﻭ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻭﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﺑﻌـﺾ‬ ‫ﻣﺪﻥ ﺍﳌﻐﺮﺏ ﺍﻟﻌﺮﰉ ، ﻭ ﻛﺎﻥ ﰱ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﺍﱃ ﺍﻟﺘﻼﺷﻰ ﲤﺎﻣﺎ ﻣﻦ ﺑﻘﻴﺔ‬ ‫ﺍﳌﺪﻥ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﱃ ﺃﻥ ﻭﻗﻌﺖ ﻧﻜﺴﺔ ٧٦٩١ ، ﻭ ﺍ‪‬ﺰﻣﺖ ﺍﳉﻴـﻮﺵ‬ ‫ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ، ﻟﻠﻤﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ، ﺃﻣﺎﻡ ﺍﳉﻴﺶ ﺍﻻﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻰ . ﺑـﺪﺃ ﺍﻟﻌـﺮﺏ‬ ‫ﻳﺮﺍﺟﻌﻮﻥ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﰱ ﳏﺎﻭﻟﺔ ﻟﻠﻜﺸﻒ ﻋـﻦ ﺃﺳـﺒﺎﺏ ﺍﳍﺰﳝـﺔ‬ ‫ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ، ﻭﺭﻭﺝ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺪﻋﺎﺓ ﻓﻜﺮﺓ ﺃﻥ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻫﺰﻣﻮﺍ‬ ‫ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻷ‪‬ﻢ ﲣﻠﻮﺍﻋﻦ ﺩﻳﻨﻬﻢ ، ﻭﲣﻠﺖ ﻧﺴﺎﺅﻫﻢ ﻋﻦ ﺍﳊﺠﺎﺏ‬ ‫،ﻭ ﻗﻠﺪﻥ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺎﺕ ) ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﺎﺕ( ﰱﺍﳌﻄﺎﻟﺒﺔ ﲝﻘـﻮﻗﻬﻦ ﻭ‬ ‫ﺍﳋﺮﻭﺝ ﺍﱃ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ..ﺍﱁ !!‬ ‫ﻭ ﰱ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻨﺎﺕ ، ﺭﻭﻉ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺍﳌﺼﺮﻯ ﺑﺄﻭﻝ ﺟﺮﳝﺔ‬ ‫ﺍﺭﻫﺎﺑﻴﺔ ﺍﺭﺗﻜﺒﺘﻬﺎ ﲨﺎﻋﺔ ﺷﻜﺮﻯ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺍﻟـﺬﻯ ﻛـﺎﻥ ﻋﻀـﻮﺍ‬
  • 16. ‫ﲜﻤﺎﻋﺔﺍﻻﺧﻮﺍﻥ ﰒ ﻗﺒﺾ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺍﻋﺘﻘﻞ ﻋﺎﻡ ٥٦٩١ ، ﻭ ﺑﻌﺪ ﺧﺮﻭﺟﻪ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﺷﻜﻞ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﻥ ﳛﻤﻠﻮﻥ ﻓﻜﺮﺍ ﺩﻳﻨﻴﺎ ﻣﺘﻄﺮﻓﺎ ،‬ ‫ﻭ ﺍﻗﺘﺤﻤﻮﺍ ، ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﳌﺼﺮﻳﺔ ، ﺭﺍﻓﻌﲔ ﺷـﻌﺎﺭﺍﺕ‬ ‫ﺩﻳﻨﻴﺔ ﻭ ﻗﺘﻠﻮﺍ ﻋﺪﺩﺍ ﻣﻦ ﻃﻠﺒﺘﻬﺎ . ﻭﻣﻨﺬ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺑﺪﺃﺕ ﻣﻮﺟﺔ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﳉﺮﺍﺋﻢ ﺍﻻﺭﻫﺎﺑﻴﺔ ﰱ ﺃﳓﺎﺀ ﻣﺼﺮ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﺗﻜﺐ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﺪﻳﻦ ، ﻭ‬ ‫ﺗﺰﺍﻣﻨﺖ ﻣﻌﻬﺎ ﻣﻮﺟﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﺍﳍﺠﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺷﻨﻬﺎ ﺑﻌﺾ ﺃﺋﻤﺔ‬ ‫ﺍﳌﺴﺎﺟﺪ ﻣﻦ ﻓﻮﻕ ﺍﳌﻨﺎﺑﺮ ﻭﻋﻠﻰ ﺃﺷـﺮﻃﺔ ﺍﻟﻜﺎﺳـﻴﺖ ، ﻭﺭﺩﺩﻫـﺎ‬ ‫ﺁﺧﺮﻭﻥ ﰱ ﺍﻟﱪﳌﺎﻥ ﻭ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺤﺎﺕ ﺍﳉﺮﺍﺋﺪ ﻭ ﺍ‪‬ﻼﺕ ﻭ ﺍﻟﻜﺘﺐ‬ ‫ﻭﰱ ﺍﻟﱪﺍﻣﺞ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﰱ ﺍﻻﺫﺍﻋﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻠﻴﻔﺰﻳﻮﻥ . ، ﻭﺃﺷﺎﻋﻮﺍ ﺃﻥ ﺳﻔﻮﺭ‬ ‫ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻭ ﺧﺮﻭﺟﻬﺎ ﺍﱃ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭ ﳐﺎﻟﻄﺘﻬﺎ ﻟﻠﺮﺟﺎﻝ..ﺍﱁ ﻛﺎﻥ ﻭﺍﺣـﺪﺍ‬ ‫ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ، ﺇﻥ ﱂ ﻳﻜﻦ ، ﺃﻫﻢ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﳍﺰﳝﺔ..‬ ‫ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﻌﺮﰉ ﺛﺎﺋﺮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﳌﺘﺮﺩﻳﺔ ﰱ‬ ‫ﻛﻞ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ، ﻭﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﺪﳝﻮﻗﺮﺍﻃﻴﺔ ، ﻭ ﺗﺴـﻠﻂ ﺍﳊﻜـﺎﻡ‬ ‫ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻭ ﺍﺳﺘﺒﺪﺍﺩﻫﻢ ﺑﺎﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﰱ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺬﻯ ﻳﺘﺨﺎﺫﻟﻮﻥ‬ ‫ﻓﻴﻪ ﰱ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﺍﻷﻭﻝ ﻟﻸﻣﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ : ﺩﻭﻟﺔ ﺍﺳـﺮﺍﺋﻴﻞ . ﻭ ﱂ‬ ‫ﲡﺪ ﺯﻋﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻣﻦ ﻣﺘﻨﻔﺲ ﻟﻐﻀﺒﻬﺎ ﻭﻭﺳﻴﻠﺔ ﻟﻠﺘﻌـﺒﲑ ﻋـﻦ‬ ‫ﻭﺟﻮﺩﻫﺎ ﻭ ﺍﻋﻼﻥ ﲤﺮﺩﻫﺎ ، ﺍﱃ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﳉﺮﺍﺋﻢ ﺍﻻﺭﻫﺎﺑﻴﺔ ، ﺳـﻮﻯ‬ ‫ﻓﺘﻴﺎﺕ ﺍﳌﺪﺍﺭﺱ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ﻭ ﺍﳉﺎﻣﻌﺎﺕ ﺍﻟﻼﺗـﻰ ﺍﻧﻀـﻤﻤﻦ ﺍﻟـﻴﻬﻢ ،‬
  • 17. ‫ﻷﺳﺒﺎﺏ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭ ﻋﺎﻃﻔﻴﺔ . ﻭ ﻳﺼﺎﺏ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺍﳌﺼﺮﻯ ﺑﺼـﺪﻣﺔ‬ ‫ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻌﻠﻦ ﺑﻌﺾ ﻃﺎﻟﺒﺎﺕ ﺍﳉﺎﻣﻌﺔ ، ﺑﺎﻟﺬﺍﺕ ﰱ ﻛﻠﻴﱴ ﺍﻟﻄـﺐ ﻭ‬ ‫ﺍﳍﻨﺪﺳﺔ ، ﻋﻦ ﻋﺪﻡ ﺭﻏﺒﺘﻬﻦ ﰱ ﺍﺳﺘﻜﻤﺎﻝ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺑﺪﻋﻮﻯ ﺃﻥ ﺗﻌﻠﻴﻢ‬ ‫ﺍﻟﺒﻨﺖ ﺣﺮﺍﻡ ﰱ ﺍﻻﺳﻼﻡ !! ﻭ ﺃﻥ ﻣﻬﻤﺔ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﰱﺍﳊﻴﺎﺓ ﻫﻰ‬ ‫ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻭ ﺍﻻﳒﺎﺏ ﻭ ﻃﺎﻋﺔ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﻭ ﺭﻋﺎﻳـﺔ ﺍﻻﺳـﺮﺓ ..ﻭﻳﻈﻬـﺮ‬ ‫ﺍﳊﺠﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﺭﺅﻭﺱ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻟﻄﺎﻟﺒﺎﺕ ﰒ ﻳﻨﺘﺸﺮ ﺑﺴـﺮﻋﺔ ﺑـﲔ‬ ‫ﺍﻟﻔﺘﻴﺎﺕ ﻣﻦ ﺳﻦ ﺍﳋﺎﻣﺴﺔ ﻋﺸﺮﺓ ﺍﱃ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ، ﻟﻴﺒﺪﺃ ﰱ ﺍﻻﻧﺘﺸـﺎﺭ‬ ‫ﺑﻌﺪ ﻣﻘﺎﻭﻣﺔ ﺿﻌﻴﻔﺔ ، ﺑﲔ ﺃﻣﻬـﺎ‪‬ﻦ ﻭ ﺍﳌﺪﺭﺳـﺎﺕ ﰒ ﻣﻮﻇﻔـﺎﺕ‬ ‫ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﰒ ﻳﻨﺘﻘﻞ ﺍﱃ ﺑﺎﻗﻰ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﻄﺒﻘﺎﺕ .ﻭ ﺃﺻـﺒﺢ ﻏﻄـﺎﺀ‬ ‫ﺍﻟﺮﺃﺱ ﻭ ﺍﳊﺠﺎﺏ ﻭ ﺍﳋﻤﺎﺭ ﻭ ﺍﻟﻨﻘﺎﺏ ﺃﻟﻮﻳﺔ ﺗﺮﻓﻌﻬـﺎ ﺍﳉﻤﺎﻋـﺎﺕ‬ ‫ﺍﻻﺭﻫﺎﺑﻴﺔ ﺍﳌﺘﻄﺮﻓﺔ ﻋﻠﻰ ﺭﺅﻭﺱ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻛﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠـﻰ ﺍﻧﺘﺸـﺎﺭﻫﺎ ﻭ‬ ‫ﲤﻜﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﻴﻼﺀ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﻮﻝ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ .‬ ‫ﻭ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﻔﻬﻢ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﱴ ﺃﺩﺕ ﺍﱃ ﺍﺳﺘﺴﻼﻡ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ‬ ‫ﻗﺪﳝﺎ ﳍﺬﺍ ﺍﻟﺰﻯ ﰒ ﺛﻮﺭ‪‬ﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﰒ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺍﻟﻴﻪ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ، ﺇﻻ ﺇﺫﺍ‬ ‫ﺗﺄﻣﻠﻨﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﺍﻟﺘﺎﺭﳜﻰ ﻭ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻰ ﺍﻟﺬﻯ ﺃﺣﺎﻁ ‪‬ﻦ ﻋﻠﻰ ﻣـﺪﻯ‬ ‫ﻗﺮﻥ ﻛﺎﻣﻞ ﺃﻭ ﻳﺰﻳﺪ . ﻓﺎﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻬﻤﺎ ﲤﺮﺩ ﺃﻭ ﺑﻌﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻣﺎﻫﻮ‬ ‫ﺇﻻ ﺟﺰﺀ ﻣﻨﻬﺎ ، ﻳﺘﺄﺛﺮ ﻣﺮﻏﻤﺎ ﺑﺘﻐﻴﲑﺍ‪‬ﺎ ﻭ ﺗﻘﻠﺒﺎ‪‬ﺎ ﻭ ﻳﻨﻔﻌﻞ ﺑﺎﻟﺰﻣﺎﻥ ﻭ‬ ‫ﺍﳌﻜﺎﻥ ، ﳛﺎﻭﻝ ﻗﺪﺭ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻪ ﺃﻥ ﻳﺸﻜﻠﻬﻤﺎ ﻭﻓﻖ ﺭﻏﺒﺎﺗﻪ ﻓﻴﻮﻓـﻖ‬
  • 18. ‫ﻣﺮﺓ ﻭ ﻳﺘﻌﺴﺮ ﻣﺮﺍﺕ ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﰱ ﺩﺃﺑﻪ ﺍﳌﺘﻮﺍﺻـﻞ ﻳﺮﺗﻔـﻊ ﺑﺎﻟﺒﻨـﺎﺀ‬ ‫ﺍﻻﻧﺴﺎﱏ ﺃﻭ ﻳﻬﻮﻯ ﺑﻪ ﻭ ﻳﺮﺳﻢ ﻣﻼﻣﺢ ﺣﻀﺎﺭﺗﻪ ، ﻭ ﻳﺘﺮﻙ ﺑﺼـﻤﺘﻪ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ .‬ ‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻳﺼﻨﻌﻪ ﺍﻟﺒﺸﺮ ، ﻳﺴﻄﺮﻭﻥ ﺻـﻔﺤﺎﺗﻪ ﺑﺄﻓﻜـﺎﺭﻫﻢ ﻭ‬ ‫ﺃﻋﻤﺎﳍﻢ ﻭ ﺩﻣﺎﺋﻬﻢ ، ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻣﻬﻤﺎ ﺃﻭﺗﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ ﻻ‬ ‫ﳝﻠﻜﻮﻥ ﺍﻟﺘﺤﻜﻢ ﰱ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻭﻻ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳـﺔ ، ﺑـﻞ ﻭ ﻻ ﰱ ﺃﻏﻠـﺐ‬ ‫ﺍﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ . ﻓﺎﳌﺮﺀ ﻻ ﳜﺘﺎﺭ ﻗﺒﻞ ﻣﻴﻼﺩﻩ ﻧﻮﻋﻪ ) ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺫﻛﺮﺍ ﺃﻭ‬ ‫ﺃﻧﺜﻰ (، ﻭ ﻻ ﻣﻼﳏﻪ ﺃﻭ ﻟﻮﻥ ﺑﺸﺮﺗﻪ ، ﻭﻻ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﱴ ﺳﻴﻨﺸﺄ ﺑﻴﻨﻬﺎ‬ ‫ﻭ ﳛﻤﻞ ﻣﻮﺭﻭﺛﺎ‪‬ﺎ ﺍﳉﻴﻨﻴﺔ ﻭ ﺍﳊﻀﺎﺭﻳﺔ ، ﻭ ﻻﺍﻟﻌﺮﻕ ﺃﻭ ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ ﺃﻭ‬ ‫ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﱴ ﺳﻴﻨﺘﻤﻰ ﺍﻟﻴﻬﺎ ، ﻭ ﻗﺪ ﳝﻮﺕ ﺩﻓﺎﻋﺎ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﻋﻦ ﻛﺮﺍﻣﺘﻬﺎ‬ ‫.‬ ‫ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺒﺸﺮﻯ ﻣﻨﺬ ﺃﻗﺪﻡ ﺍﳊﻀﺎﺭﺍﺕ ، ﻭ ﻻﻳـﺰﺍﻝ ،‬ ‫ﺳﺠﻼ ﻟﻠﺼﺮﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﺪﻣﻮﻳﺔ ﺑﲔ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﻭﻗﺒﺎﺋﻞ ﻭ ﺷﻌﻮﺏ ﻭﺣﻀﺎﺭﺍﺕ‬ ‫ﻭ ﻋﻘﺎﺋﺪ ﺩﻳﻨﻴﺔ ﻭ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ، ﺻﺮﺍﻋﺎﺕ ﻻ ﺗﻨﺘﻬﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌـﺮﺽ ﻭ‬ ‫ﺍﻷﺭﺽ ، ﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭ ﺍﻟﺜﺮﻭﺓ ، ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﳌﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﻬﻰ‬ ‫ﺍﻷﻣﺮ ﺑﻔﻨﺎﺀ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻟﻮﻻ ﺭﲪﺔ ﺍﳋﺎﻟﻖ ﻋﺰ ﻭ ﺟﻞ ، ﻭﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﳌﺮﺃﺓ ،‬ ‫ﺷﺮﻳﻜﺔ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻭ ﻧﺼﻒ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ، ﺍﻟﱴ ﺗﻨﺄﻯ ﻋـﻦ‬ ‫ﻛﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻣﻮﺭ ، ﻭ ﺗﺮﻓﺾ ﺑﺎﺻﺮﺍﺭ ﺃﻥ ﺗﺘﺨﻠﻰ ﻋﻦ ﻣﻬﻤﺘﻬﺎ ﺍﳌﻘﺪﺳﺔ‬
  • 19. ‫: ﺍﳊﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﻴﺎﺓ ..ﺧﻠﻖ ﺍﷲ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ ‪‬ـﻮﻯ ﺍﳉﻤـﺎﻝ ﻭ‬ ‫ﺗﻌﺸﻖ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻭ ﲤﻴﻞ ﺍﱃ ﻧﺸﺮ ﺍﳊﺐ ﻭ ﺍﻟﻮﺋﺎﻡ ، ﻓﻬﻰ ﺍﻷﻡ ﺍﻟـﺮﺅﻭﻡ‬ ‫ﺣﱴ ﻭ ﺇﻥ ﺣﺮﻣﺖ ﻣﻦ ﺍﻻﳒﺎﺏ ، ﻭ ﻫﻰ ﺍﻟﻌﺎﺷﻘﺔ ﺍﶈﺒﺔ ﻟﻜﻞ ﻣـﻦ‬ ‫ﺣﻮﳍﺎ ﺣﱴ ﺁﺧﺮ ﳊﻈﺔ ﰱ ﺣﻴﺎ‪‬ﺎ ، ﻭ ﻫﻰ ﺍﻟﺒﻨﺖ ﺍﻟﻮﻓﻴـﺔ ﺣﺎﻣﻠـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺍﳊﻀﺎﺭﻯ ﺗﻨﻘﻠﻪ ﻣﻦ ﺟﻴﻞ ﺍﱃ ﺟﻴﻞ ، ﻋﱪ ﺃﻏﺎﻧﻴﻬﺎ ﺍﻟﺸﺠﻴﺔ ﻭ‬ ‫ﺣﻜﺎﻳﺎ‪‬ﺎ ﺍﳌﺜﲑﺓ ﻭﻣﻴﻠﻬﺎ ﺍﱃ ﺍﳊﻜﻰ ﻭ ﺍﻟﺒﻮﺡ ﻭ ﺍﳌﺼﺎﺭﺣﺔ . ﻭﻷﻥ‬ ‫ﻫﺬﻩ ﻫﻰ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺑﻄﺒﻴﻌﺘﻬﺎ ﻣﻨﺬ ﺃﻥ ﺧﻠﻘﺖ ﺣﻮﺍﺀ ﺣﱴ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬﺍ ، ﻓﻠﻢ‬ ‫ﺗﺸﺎﺭﻙ ﰱ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻹﻏﺎﺭﺓ ﻭ ﺍﻟﺴﻠﺐ ﻭﺍﻟﻨﻬﺐ ﺍﻟﱴ ﺭﺁﻫﺎ ﺍﻟﺮﺟـﻞ‬ ‫ﺷﺠﺎﻋﺔ ﻭ ﻓﺮﻭﺳﻴﺔ ﺣﻘﻖ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺒﻄﻮﻻﺕ ﻭ ﺍﻷﳎﺎﺩ ﻭﺟﲎ ﺍﻟﺜﺮﻭﺓ ﻭ‬ ‫ﺻﻌﺪ ﺍﱃ ﺫﺭﻭﺓ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ..ﺍﱁ ﻭ ﱂ ﺗﺴﺘﻄﻊ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺭﻏﻢ ﺳﻄﻮ‪‬ﺎ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻗﻠﺒﻪ ﻭ ﲤﻠﻜﻬﺎ ﳌﺸﺎﻋﺮﻩ ، ﺃﻥ ﲤﻨﻌﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﺃﻭ ﺣﱴ ﺗﻘﻮﻡ ﲟﻬﻤﺘـﻬﺎ ﰱ‬ ‫ﺣﻔﻆ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺩﻭ‪‬ﺎ ، ﻓﻼ ﻣﻨﺎﺹ ﻣﻦ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﺄﻥ ﻛﻞ ﺍﳌﻌـﺎﺭﻙ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭ ﺍﳌﺴﻠﺤﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﳌﻬﺎﺟﻢ ﻭ ﺍﳌﺪﺍﻓﻊ ، ﻭ ﺃﻥ ﺷﺠﺎﻋﺔ ﺍﻟﺮﺟﻞ‬ ‫ﻭ ﻗﻮﺗﻪ ﺍﻟﺒﺪﻧﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﳊﺼﻦ ﺍﻟﺬﻯ ﺍﺣﺘﻤﺖ ﺑﻪ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺿﺪ ﻫﺠﻤﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﻐﺰﺍﺓ ﻭ ﺍﳍﻤﺞ ﻭ ﺍﻷﺷﺮﺍﺭ ..ﻓﺎﻟﺮﺟﻞ ﻭ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻟﻴﺴﺎ ﺿﺪﻳﻦ ﺃﺑﺪﺍ ﻭﺍﳕﺎ‬ ‫ﳘﺎ ﻧﺼﻔﺎﻥ ، ﻳﻜﻤﻼﻥ ﺑﻌﻀﻬﻤﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ ؛ ﻫﻮ ﺍﻷﻣﻦ ﻭ ﻫﻰ ﺍﳊﻴﺎﺓ ،‬ ‫ﻭ ﺑﺪﻭﻥ ﺃﱙ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﳌﺴﲑﺓ ﺃﻭ ﺗﺒﲎ ﺍﳊﻀﺎﺭﺍﺕ‬ ‫ﻭ ﺗﺘﻘﺪﻡ ﺍﻷﻣﻢ .‬
  • 20. ‫ﻭ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﺘﻜﺎﺗﻒ ﺟﻬﻮﺩ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻭ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻟﻴﺒﻨﻴﺎ ﻣﻌﺎ ﻋﺎﳌﺎ‬ ‫ﻳﺴﻮﺩﻩ ﺍﻷﻣﻦ ﻭ ﺍﳊﺐ ، ﺇﺫﺍ ﺑﻪ ﻳﺴﺘﻐﻞ ﺣﺎﺟﺘﻬﺎ ﺍﱃ ﲪﺎﻳﺘﻪ ﻟﻜﻰ‬ ‫ﻳﺒﺴﻂ ﺳﻠﻄﺎﻧﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ، ﻭ ﻳﻌﺘﱪﻫﺎ ﺟﺰﺀﺍ ﻣﻦ ﻏﻨﺎﺋﻤﻪ ﻭ ﺃﺳﻼﺑﻪ .ﻭ‬ ‫ﺍﳌﺘﺄﻣﻞ ﻟﻠﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺒﺸﺮﻯ ﻳﻴﺘﺒﲔ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﰱ ﺻﺮﺍﻉ ﺍﻟﺸـﻌﻮﺏ‬ ‫ﺿﺪ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ ، ﻛﺄﳕﺎ ﻗﺼﺔ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻣﺎﻫﻰ ﺍﻻ ﻣﻌـﺎﺩﻝ‬ ‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻰ ﳌﺎ ﳚﺮﻯ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺮﺡ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ..ﻃـﺮﻑ ﻳﻐﺘـﺮ ﺑﻘﻮﺗـﻪ‬ ‫ﻓﻴﺴﻌﻰ ﺍﱃ ﻓﺮﺽ ﺳﻄﻮﺗﻪ ، ﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﳉﺎﻧﺐ ﺍﻵﺧﺮ ﻃﺮﻑ ﺁﺧﺮ ﻗﺪ‬ ‫ﻳﺴﺘﺴﻠﻢ ﺍﱃ ﺣﲔ ، ﻟﻜﻨﻪ ﻳﺮﻓﺾ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻴﻪ ﲝﺠﺔ ﲪﺎﻳﺘـﻪ ، ﻭ‬ ‫ﻳﻔﻌﻞ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺑﻮﺳﻌﻪ ﻟﻜﻰ ﻳﺘﺤﺮﺭ ﻣﻨﻬﺎ..‬ ‫ﻟﻘﺪ ﺳﺎﻫﻢ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﰱ ﺻﻨﻊ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻯ ﻓﺘﺮﺍﺕ ﻃﻮﻳﻠﺔ‬ ‫ﺑﺪﺃﺕ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﺍﳌﻴﻼﺩﻯ ﻭ ﺍﻧﺘﻬﺖ ﰱ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ‬ ‫ﻋﺸﺮ ﺑﺎﺣﺘﻼﻝ ﺍﻻﺗﺮﺍﻙ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﲔ ﻟﻜﻞ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺮﰉ ﻭ ﻣﺎ ﺣﻮﻟﻪ ﻣﻦ‬ ‫ﺑﻼﺩ . ﻭ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻯ ﺃﺭﺑﻌﻤﺎﺋﺔ ﻋﺎﻡ ﺫﺑﻠﺖ ﺍﻟﺸﺨﺼـﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴـﺔ ﻭ‬ ‫ﺃﺻﻴﺐ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻟﻌﺮﰉ ﺑﺎﳋﻤﻮﻝ ﺑﻞ ﺑﺎﻟﺸﻠﻞ ﺍﻟﺘﺎﻡ ، ﻭ ﲬﺪ ﺍﻟﺼـﻮﺕ‬ ‫ﺍﻟﻌﺮﰉ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻧﲔ . ﻓﻘﺒﻞ ﻣﺎﺋﺔ ﻋﺎﻡ ﱂ ﺗﻜﻦ ﻛﻠﻤﺔ ﻋﺮﰉ‬ ‫ﻣﺪﺭﺟﺔ ﰱ ﺍﻟﻘﺎﻣﻮﺱ ﺍﻟﻐﺮﰉ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻰ .. ﻛﺎﻧﺖ ﻛـﻞ ﺍﻟﺸـﻌﻮﺏ‬ ‫ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﳋﺎﺿﻌﺔ ﳊﻜﻢ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺍﻟﺘﺮﻛﻰﺍﻟﻌﺜﻤﺎﱏ ﺗﻨﺴﺐ ﺍﱃ ﺗﺮﻛﻴـﺎ‬ ‫.. ﻭ ﱂ ﻳﻜﻦ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻳﺸﻌﺮﻭﻥ ﺑﺄﻯ ﻏﻀﺎﺿﺔ ﻟـﺬﻟﻚ ﻓﺎﳌﺼـﺮﻯ ﻭ‬
  • 21. ‫ﺍﻟﺸﺎﻣﻰ ﻭ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻰ ﻭ ﺍﳊﺠﺎﺯﻯ ﻭ ﺍﳌﻐﺮﰉ ﻭ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﱏ ..ﺍﱁ ﻛـﺎﻧﻮﺍ‬ ‫ﲨﻴﻌﻬﻢ ﳛﻤﻠﻮﻥ ﻭﺛﺎﺋﻖ ﺳﻔﺮ ﺗﺮﻛﻴﺔ ﻋﻨﺪ ﻣﻐﺎﺩﺭ‪‬ﻢ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﺴـﻠﻄﻨﺔ‬ ‫..ﻭ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻌﻈﻤﻮﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺘﺮﻛﻰ ﻭ ﻳﺪﻋﻮﻥ ﻟﻠﺨﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﺘﺮﻛـﻰ ﰱ‬ ‫ﺻﻼﺓ ﺍﳉﻤﻌﺔ ﺑﻄﻮﻝ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ، ﻛﺄ‪‬ﻢ ﻳﺘﻤﻨﻮﻥ ﺃﻥ ﻳﻈﻞ ﻗﺎﺑﻌـﺎ ﻓـﻮﻕ‬ ‫ﺻﺪﻭﺭﻫﻢ ، ﻧﺎﻫﺒﺎ ﻟﺜﺮﻭﺍﺕ ﺑﻼﺩﻫﻢ ﺍﱃ ﺍﻷﺑﺪ ..!‬ ‫ﻭ ﰱ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ ﺑﺪﺃﺕ ﺃﻋـﺮﺍﺽ ﺍﻟﺸـﻴﺨﻮﺧﺔ‬ ‫ﺗﻈﻬﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﳋﻼﻓﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ، ﻭ ﺑﺪﺃ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﻌﺮﰉ ﻳﺘﻨﺴـﻢ ﻓﻜـﺮﺓ‬ ‫ﺍﳊﺮﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺣﻜﻢ ﺍﻷﺗﺮﺍﻙ ﺍﻟﻐﺎﺷﻢ ﺍﻟﻐﺸـﻴﻢ ، ﻭ ﻛﺘـﺐ‬ ‫ﺭﻓﺎﻋﺔ ﺭﺍﻓﻊ ﺍﻟﻄﻬﻄﺎﻭﻯ ﻳﺸﺮﺡ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻣﻌﲎ ﺍﻟﺪﳝﻮﻗﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﺃﳘﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ، ﻭ ﻭﻇﻴﻔﺔ ﺍﻟﱪﳌﺎﻥ ﻭ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ، ﻭﻣﻐﺰﻯ ﺷﻌﺎﺭ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻭ‬ ‫ﺍﳌﺴﺎﻭﺍﺓ ﻭ ﺍﻹﺧﺎﺀ ﺍﻟﺬﻯ ﺭﻓﻌﺘﻪ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴـﻴﺔ ﻭﲤﺴـﻜﺖ ﺑـﻪ‬ ‫ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ﻃﺮﻳﻘﺎ ﺍﱃ ﺍﻟﻨﻤﻮ ﻭ ﺍﱃ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﻭ ﺍﻟﺮﺧﺎﺀ .‬ ‫ﻭ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﳊﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﺍﻷﻭﱃ )٤١٩١-٨١٩١ﻡ( ، ﺑـﺪﻯ‬ ‫ﻭﺍﺿﺤﺎ ﺃﻥ ﻋﺎﳌﺎ ﺟﺪﻳﺪﺍ ﻳﺘﺸﻜﻞ ، ﻭ ﺃﻥ ﻗﻮﻯ ﺃﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺃﻥ ﺗﺴﻮﺩﻩ ﻭﲢﻞ ﳏﻞ ﺍﻻﻣﱪﺍﻃﻮﺭﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺪﳝﺔ ، ﻭﺍ‪‬ﺎ ﱂ ﲡﺪ ﻭﺳﻴﻠﺔ‬ ‫ﺍﱃ ﺫﻟﻚ ﺳﻮﻯ ﻓﺮﺽ ﻫﻴﻤﻨﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﻌﺮﰉ ، ﻭ ﺍﳊﻴﻠﻮﻟﺔ ﺩﻭﻥ‬ ‫‪‬ﻀﺘﻪ ﻭ ﺍﺳﺘﻘﻼﻝ ﺷﻌﻮﺑﻪ . ﺍﻻ ﺃﻥ ﺑﺼﻴﺼﺎ ﺧﺎﻓﺘﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻞ ﻳﻠﻮﺡ ﰱ‬ ‫ﺍﻷﻓﻖ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻦ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻰ ﻭﻳﺪﺭﻭ ﻭﻳﻠﺴﻮﻥ ﰱ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ ﻣﻦ‬
  • 22. ‫ﻳﻨﺎﻳﺮ٨١٩١ﻡ ﻣﺒﺎﺩﺭﺓ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺗﺘﻀﻤﻦ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻋﺸﺮﺓ ﻧﻘﻄﺔ ﻛﺄﺳﺎﺱ‬ ‫ﻟﻠﺴﻼﻡ ، ﻭ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻣﺒﺪﺃ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺣﻖ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﰱ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻣﺼﲑﻫﺎ‬ ‫.ﻭﰱ ٠٣ ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ ٨١٩١ ﻭﻗﻊ ﺍﳊﻠﻔﺎﺀ ﺍﳍﺪﻧﺔ ﻣﻊ ﺗﺮﻛﻴـﺎ ، ﰒ‬ ‫ﺃﻋﻠﻨﺖ ‪‬ﺎﻳﺔ ﺍﳊﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﻭﰎ ﺗﻮﻗﻴﻊ ﺍﳍﺪﻧﺔ ﺑـﲔ ﺍﻟـﺪﻭﻝ‬ ‫ﺍﳌﺘﺤﺎﺭﺑﺔ ﰱ ﺍﳊﺎﺩﻯ ﻋﺸﺮ ﻣﻦ ﻧﻮﻓﻤﱪ ، ﻭ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺑﻴـﻮﻣﲔ ﻓﻘـﻂ‬ ‫ﻏﺰﺕ ﺟﻴﻮﺵ ﺍﳊﻠﻔﺎﺀ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﺳﻄﻨﺒﻮﻝ ﻋﺎﺻﻤﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﻭ‬ ‫ﳌﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻰ ﻭﻳﺪﺭﻭ ﻭﻳﻠﺴﻮﻥ ﻗﺪ ﺣﻀـﺮ ﻣـﺆﲤﺮ‬ ‫ﺍﻟﺼﻠﺢ ﰱ ﺑﺎﺭﻳﺲ ، ﻭﺩﻋﻰ ﺍﱃ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﻋﺼﺒﺔ ﺍﻷﻣﻢ ، ﻓﻘـﺪ ﰎ‬ ‫ﺍﻗﺮﺍﺭ ﻣﻴﺜﺎﻕ ﻋﺼﺒﺔ ﺍﻷﻣﻢ ﰱ ٤١ ﻓﱪﺍﻳﺮ ٨١٩١ﻡ .‬ ‫ﻋﻘﺪ ﺍﳌﺘﺤﺎﺭﺑﻮﻥ ﻣﺆﲤﺮﺍ ﻟﻠﺼﻠﺢ ) ﺃﻭ ﲟﻌﲎ ﺃﺻـﺢ ﻟﺘﻘﺴـﻴﻢ‬ ‫ﺍﻟﻐﻨﺎﺋﻢ ( ﰱﺑﺎﺭﻳﺲ ﻳﻮﻡ ٨١ ﻳﻨﺎﻳﺮ ٩١٩١ﻡ.ﻭ ﻗـﺮﺭﺕ ﺍﻟـﺪﻭﻝ‬ ‫ﺍﻟﻜﱪﻯ ﺳﻠﺦ ﺃﺭﻣﻴﻨﻴﺎ ﻭ ﺑﻼﺩﺍﻟﻌﺮﺏ ﻋﻦ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﻭ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﻣﺆﻗﺘﺎ‬ ‫ﺑﺎﺳﺘﻘﻼﳍﺎ ﺑﺸﺮﻁ ﺃﻥ ﺗﺘﻠﻘﻰ ﺍﳌﺴﺎﻋﺪﺓ ﻭ ﺍﳌﺸﻮﺭﺓ ﻣﻦ ﺩﻭﻟﺔ ﻣﻨﺘﺪﺑـﺔ‬ ‫)!( .. ﻛﺎﻥ ﺍﳌﻔﺮﻭﺽ ﺍﻥ ﺗﺘﺎﺡ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﻟﻜﻞ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﻟﻠﺘﻌﺒﲑ ﻋـﻦ‬ ‫ﺁﺭﺍﺋﻬﻢ ﻭ ﺍﻋﻼﻥ ﻣﻮﺍﻗﻔﻬﻢ ، ﻭ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﱂ ﺗﺘﺢ ﻟﻠﻮﻓﺪ ﺍﳌﺼﺮﻯ‬ ‫ﻟﻠﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﰱ ﺍﳌﺆﲤﺮ ، ﻭﺣﻀﺮﻩ ﺍﻷﻣﲑ ﻓﻴﺼﻞ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ ﺍﻟـﺬﻯ‬ ‫ﻃﺎﻟﺐ ﺑﻮﺣﺪﺓ ﻭ ﺍﺳﺘﻘﻼﻝ ﻛﻞ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻨﺎﻃﻘﺔ ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﻴﺔ . ﻭﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ‬ ‫ﺫﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﲟﺜﺎﺑﺔ ﺇﻧﺬﺍﺭ ﻧﺒﻪ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭﻳﺔ ، ﻓﻘﺮﺭﺕ ﺍﲣﺎﺫ ﻛﻞ‬
  • 23. ‫ﺍﻟﺴﺒﻞ ﻟﻠﺤﻴﻠﻮﻟﺔ ﺩﻭﻥ ﺍﲤﺎﻡ ﺫﻟﻚ ﺍﳊﻠـﻢ ، ﻭﻋﻤﻠـﺖ ﻋﻠـﻰ ﺯﺭﻉ‬ ‫ﺍﳊﺪﻭﺩ ﺍﻟﻔﺎﺻﻠﺔ ﺍﳌﺘﻌﺴﻔﺔ ﺑﲔ ﺍﻟﺸـﻌﻮﺏ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴـﺔ ، ﻭ ﺍﺭﻏـﺎﻡ‬ ‫ﺣﻜﻮﻣﺎ‪‬ﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﻭﺛﺎﺋﻖ ﺳﻔﺮ ،ﻭ ﺑﺬﺭ ﺑﺬﻭﺭ ﺍﻟﺸﻘﺎﻕ ﺑﻴﻨﻬﻢ‬ ‫، ﻳﻐﺮﺽ ﺗﻔﺘﻴﺖ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﻌﺮﰉ ﺍﱃ ﺩﻭﻳﻼﺕ ﻣﻨﻔﺼﻠﺔ .. ﺍﱁ . ﻛـﺎﻥ‬ ‫ﺣﻠﻢ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺮﰉ ﻗﺪ ﺑﺪﺃ ﻳﻨﻤﻮ ﻭ ﻳﻜﱪ ﰱ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﳌﻔﻜﺮﻳﻦ ﺍﻟﻌﺮﺏ‬ ‫، ﻭﻋﱪ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﰱ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻣﻦ ﻓﱪﺍﻳﺮ ﺃﺛﻨـﺎﺀ ﺍﻧﻌﻘـﺎﺩ ﺍﳌـﺆﲤﺮ‬ ‫ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﲎ ﺍﻷﻭﻝ ﺑﺎﻟﻘﺪﺱ ، ﺍﻟﺬﻯ ﻃﺎﻟﺐ ﻓﻴﻪ ﺍ‪‬ﺘﻤﻌﻮﻥ ﺑﺎﻋﺘﺒـﺎﺭ‬ ‫ﻓﻠﺴﻄﲔ ﺟﺰﺀﺍ ﻣﻦ ﺳﻮﺭﻳﺎ ، ﻭ ﻟﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﱂ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﺑـﺎﻟﻄﺒﻊ ، ﻷﻥ‬ ‫ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﺍﻟﻌﻈﻤﻰ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻀﻤﺮ ﻟﻔﻠﺴﻄﲔ ﻣﺼﲑﺍ ﺁﺧﺮ .‬ ‫ﺗﻠﻚ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺎﺧﺘﺼﺎﺭ ﺷﺪﻳﺪ ﺑﻌﺾ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺠﻤﻴـﻞ‬ ‫ﺍﳌﺆﳌﺔ ﺍﻟﱴ ﻏﲑﺕ ﻣﻼﻣﺢ ﻋﺎﱂ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ، ﻓﺄﺻﺒﺢ ﳐﺘﻠﻔﺎ ﻛﻞ‬ ‫ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﻋﻦ ﻋﺎﱂ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺬﻯ ﺳﺒﻘﻪ .ﻓﺘﺢ ﺍﻟﻘﻤﻘـﻢ ﻋﻠﻰﻫـﺪﻳﺮ‬ ‫ﺍﳌﺪﺍﻓﻊ ﻭ ﺃﺯﻳﺰ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺍﺕ ، ﻭ ﺍﺳﺘﻴﻘﻆ ﺍﳌﺎﺭﺩ ﺍﻟﻌﺮﰉ ﻣـﻦ ﺳـﺒﺎﺗﻪ‬ ‫ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ ﻭﺑﺪﺃ ﻳﺘﺄﻫﺐ ﻟﻼﻧﻄﻼﻕ ، ﻓﺈﺫﺍ ﲟﻦ ﳛﺎﻭﻝ ﺇﻏﻼﻕ ﺍﻟﻘﻤﻘﻢ ﻭ‬ ‫ﺣﺒﺴﻪ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺩﺍﺧﻠﻪ ! ﺷﻬﺪ ﺍﳌﺴـﻠﻤﻮﻥ ﺻـﺮﺡ ﺍﳋﻼﻓـﺔ‬ ‫ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻳﺘﻬﺎﻭﻯ ، ﻭﺭﺃﻭﺍ ﻣﻈﻠﺔ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻟﺘﺮﻛﻰ ﺍﻟﱴ ﺗﺼﻮﺭﻭﻫﺎ‬ ‫ﺳﺘﺤﻤﻴﻬﻢ ﺍﱃ ﺍﻷﺑﺪ ﺗﺘﻤﺰﻕ ﻭ ﺗﺘﻨﺎﺛﺮ ﺃﺷﻼﺅﻫﺎ .. ﻭﺍﺳﺘﻴﻘﻈﺖ ﺭﻏﺒﺔ‬ ‫ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﰱ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ، ﺑﻌـﺪ ﺃﻥ ﻧـﺰﻉ ﻋﻨـﻬﻢ ﺭﺩﺍﺀ‬
  • 24. ‫ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺬﻯ ﻇﻞ ﳛﺠﺒﻬﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﻭﺍﳊﻴﺎﺓ ﻗﺮﺍﺑﺔ ﲬﺴﻤﺎﺋﺔ ﻋﺎﻡ‬ ‫، ﻭ ﺃﺩﺭﻙ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻣﻨﺬ ﻗﺮﻭﻥ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﺃ‪‬ﻢ ﻗﻮﺓ ﺿـﺨﻤﺔ‬ ‫ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻮﺍﺟﻪ ﺍﻟﻌﺎﱂ ، ﻭ ﺃﻥ ﺗﻮﺟﻬﻪ ﻭ ﺗﺸﺎﺭﻙ ﰱ ﺑﻨﺎﺋﻪ ﺍﳉﺪﻳـﺪ ،‬ ‫ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺗﻮﻓﺮﺕ ﻟﺪﻯ ﺣﻜﺎﻣﻪ ﻭ ﺷﻌﻮﺑﻪ ﻭ ﺃﻓـﺮﺍﺩﻩ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻮﺣـﺪﺓ ﻭ‬ ‫ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﰱ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﳌﺴﺘﻘﻞ .‬ ‫ﻭﰱ ﻣﺼﺮ ﺑﺪﺃﺕ ﺍﻟﻌﻮﺍﺻﻒ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ‪‬ﺐ ﺑﻌﺪ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺳﻜﻮﻥ‬ ‫ﻭ ﺗﺮﻗﺐ ، ﻓﺎﻟﺮﺟﺎﻝ ﺍﳌﺼﺮﻳﻮﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﲢﻤﻠﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻣﻀﺾ ﺍﳊﻤﺎﻳـﺔ‬ ‫ﺍﻟﱴ ﻓﺮﺿﺘﻬﺎ ﺩﻭﻟﺔ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﺍﻟﻌﻈﻤﻰ ﻋﻠﻰ ﺑﻼﺩﻫﻢ ﺑﺪﻋﻮﻯ ﲡﻨﻴـﺐ‬ ‫ﻣﺼﺮ ﻭﻳﻼﺕ ﺍﳊﺮﻭﺏ ) ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ( ، ﺑﺪﺃﻭﺍ ﻳﺘﻄﻠﻌﻮﻥ ﺑﻌـﺪ ﺍﻧﺘـﻬﺎﺀ‬ ‫ﺍﳊﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﺍﱃ ﺍﻟﻔﻜﺎﻙ ﻣﻦ ﺃﺳﺮ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴـﺎ ﻭ ﺍﳌﻄﺎﻟﺒـﺔ‬ ‫ﺑﺎﺳﺘﻘﻼﻝ ﻣﺼﺮ . ﻭﰱ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ ﻣﻦ ﻣﺎﺭﺱ ﺃﻣﺮﺕ ﺳﻠﻄﺎﺕ ﺍﻻﺣﺘﻼﻝ‬ ‫ﺍﻟﱪﻳﻄﺎﱏ ﰱ ﻣﺼﺮ ﺑﺎﻋﺘﻘﺎﻝ ﻭ ﻧﻔﻰ ﺳﻌﺪ ﺯﻏﻠﻮﻝ ﻭﺭﻓﺎﻗﻪ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺍﱃ‬ ‫ﻣﺎﻟﻄﺎ: ﺍﲰﺎﻋﻴﻞ ﺻﺪﻗﻰ ﻭ ﲪﺪ ﺑﺎﺷﺎ ﺍﻟﺒﺎﺳﻞ ﻭ ﳏﻤﺪ ﺑﺎﺷﺎ ﳏﻤﻮﺩ ،‬ ‫ﻷ‪‬ﻢ ﲡﺎﺳﺮﻭﺍ ﻭ ﻋﱪﻭﺍ ﻟﻠﻤﻌﺘﻤﺪ ﺍﻟﱪﻳﻄﺎﱏ ﻋﻦ ﺭﻏﺒﺔ ﺍﳌﺼـﺮﻳﲔ ﰱ‬ ‫ﺍﺳﺘﻘﻼﻝ ﺑﻼﺩﻫﻢ ، ﻭ ﺣﻜﻢ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻢ .‬ ‫ﻛﺎﻥ ﻧﻔﻰ ﺳﻌﺪ ﻭ ﺭﻓﺎﻗﻪ ﲟﺜﺎﺑﺔ ﺍﻟﺸﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﱴ ﺃﺷـﻌﻠﺖ ﺍﻟﻨـﺎﺭ‬ ‫ﺍﻟﻜﱪﻯ ، ﻭ ﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﱪﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﻣﻨﻌﺖ ﻧﺸﺮ ﺍﳋـﱪ ﰱ‬ ‫ﺍﻟﺼﺤﻒ ، ﻓﻘﺪ ﺍﻧﺘﺸﺮ ﻛﺎﻟﻨﺎﺭ ﰱﺍﳍﺸﻴﻢ ، ﻭﺧﺸﻰ ﺗﻼﻣﻴﺬ ﺍﳌﺪﺍﺭﺱ‬
  • 25. ‫ﺃﻥ ﳛﺪﺙ ﻟﺴﻌﺪ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﻣﻊ ﻋﺮﺍﰉﻣﻦ ﻗﺒﻠﻪ، ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺒﻄﻞ ﺍﳌﺼﺮﻯ‬ ‫ﺍﻟﺬﻯ ﻫﺐ ﰱ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻭ ﻃﺎﻟﺐ ﺑﺎﳊﻖ ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻻﳒﻠﻴﺰ ﺍﻻ‬ ‫ﺃﻥ ﻧﻔﻮﻩ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺒﻼﺩ ، ﻭ ﱂ ﻳﻌﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻔﻰ ﺍﻻ ﺑﻌﺪ ٩١ ﺳـﻨﺔ .‬ ‫ﻭﰱ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻣﻦ ﻣﺎﺭﺱ ﻣﻦ ﻋﺎﻡ ٩١٩١ ﺍﻧﺪﻟﻌﺖ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻟﺸـﻌﺐ‬ ‫ﺍﳌﺼﺮﻯ ﺍﺣﺘﺠﺎﺟﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﻰ ﺍﻟﺰﻋﻤﺎﺀ ﺍﳌﺼﺮﻳﲔ ، ﻭﱂ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﺍﻻ ﰱ‬ ‫٨ ﺍﺑﺮﻳﻞ ﺑﻌﺪ ﺍﻻﻓﺮﺍﺝ ﻋﻦ ﺳﻌﺪ ﻭ ﺯﻣﻼﺋﻪ .ﻭ ﻛﺄﳕﺎ ﲤﺰﻗﺖ ﻟﺸﺮﻧﻘﺔ‬ ‫ﺍﻟﱴ ﺣﺒﺴﺖ ﺑﺪﺍﺧﻠﻬﺎ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺍﳌﺼﺮﻳﺔ ، ﻭ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﰱ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻣﺼﺮ‬ ‫ﻭ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﻌﺮﰉ ﻛﻠﻪ ﺧﺮﺟﺖ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﰱ ﻣﻈﺎﻫﺮﺍﺕ ﺍﻟﺘﺄﻳﻴﺪ ﻟﺰﻋﻤـﺎﺀ‬ ‫ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ، ﻭﺑﺪﺃﻥ ﻳﺸﺎﺭﻛﻦ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﳝﻠﻜﻦ ﻣﻦ ﻣﺎﻝ ﻭ ﺟﻬﺪ ﰱ ﻣﻌﺮﻛﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﺤﺮﺭ ﺍﻟﻮﻃﲎ ؛ ﻳﻠﻘﲔ ﺍﳋﻄﺐ ﺍﳊﻤﺎﺳﻴﺔ ﻭ ﻳـﻮﺯﻋﻦ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧـﺎﺕ ﻭ‬ ‫ﻳﺮﻓﻌﻦ ﻻﻓﺘﺎﺕ ﺍﳌﻘﺎﻃﻌﺔ ﻭ ﺍﻟﺮﻓﺾ ﻟﻼﺣﺘﻼﻝ ﻭ ﺍﻻﺣﺘﺠـﺎﺝ ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﺳﻴﺎﺳﺎﺗﻪ ﺍﳌﺘﻌﺴﻔﺔ ﻭﻳﻌﻠﻦ ﺷﻌﺎﺭ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﰱ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﻣﺆﺍﻣﺮﺍﺗﻪ‬ ‫ﻟﻠﺘﻔﺮﻗﺔ ﺑﲔ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ..‬ ‫ﻭ ﰱ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﺑﺪﺃﺕ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺗﺘﻮﺍﱃ ﻟﺘﻐﲑ ﺻﻮﺭ‪‬ﺎ ﲤﺎﻣـﺎ ﻭ‬ ‫ﺗﻠﻐﻰ ﻣﻼﳏﻬﺎ ﺍﻟﻘﺪﳝﺔ ﻛﻠﻴﺔ .ﻓﻔﻰ ١١ﺳﺒﺘﻤﱪ٩١٩١ﻡ ﰎ ﺍﻧﺘﺨـﺎﺏ‬ ‫ﻛﻤﺎﻝ ﺍﺗﺎﺗﻮﺭﻙ ﺭﺋﻴﺴﺎ ﳊﻜﻮﻣﺔ ﻣﺆﻗﺘﺔ ، ﻭ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺑﺎﺳـﺒﻮﻉ ﻓـﺮ‬ ‫ﺍﳋﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﺘﺮﻛﻰ ﺍﱃ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﻣﺘﺨﻔﻴﺎ ﺩﺍﺧﻞ ﻋﺮﺑﺔ ﺍﺳـﻌﺎﻑ . ﻭ‬ ‫ﰱﺍﻭﻝ ﻧﻮﻓﻤﱪ ﺃﺻﺪﺭ ﺍﻟﱪﳌﺎﻥ ﺍﻟﺘﺮﻛﻰ ﻗﺮﺍﺭﺍ ﺑﺈﻟﻐﺎﺀ ﺍﻟﺴﻠﻄﻨﺔ ﰱ ﺗﺮﻛﻴﺎ‬
  • 26. ‫ﻣﻊ ﺍﺣﺘﻔﺎﻅ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﺑﻠﻘﺐ ﺍﳋﻠﻴﻔﺔ .ﻭ ﰱ ﺃﻭﻝ ﻳﻨﺎﻳﺮ٠٢٩١‬ ‫ﺍﻋﺘﻤﺪ ﺍﻟﱪﳌﺎﻥ ﺍﻟﺘﺮﻛﻰ ﺍﳌﻴﺜﺎﻕ ﺍﻟﻮﻃﲎ ﺍﻟﺬﻯ ﻳﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﺍﺳـﺘﻘﻼﻝ‬ ‫ﺗﺮﻛﻴﺎ ﰱ ﺣﺪﻭﺩﻫﺎ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ .‬ ‫ﻭ ﻫﻜﺬﺍ ﺍﺗﻀﺤﺖ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ،ﻭ ﱂ ﻳﻌﺪ ﲦﺔ ﺃﻣﻞ ﰱ ﺍﻟﻌـﻮﺩﺓﺍﱃ‬ ‫ﺃﺣﻀﺎﻥ )ﻣﺎﻣﺎ( ﺗﺮﻛﻴﺎ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ، ﺣﻴﺚ ﺃﻥ ﺃﺑﻨﺎﺀﻫﺎ ﺍﻟﺸـﺮﻋﻴﲔ‬ ‫ﻟﻔﻈﻮﺍ ﺃﺑﻨﺎﺀﻫﺎ ﺍﳌﺘﺒﻨﲔ ، ﻭ ﺃﺻﺒﺢ ﻋﻠﻰ ﻫﺆﻻﺀ ﺃﻥ ﻳﻘﻔﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﻘﺎ‪‬ﻢ‬ ‫ﺍﻟﻀﻌﻴﻔﺔ ﺍﳌﺮﺗﻌﺸﺔ ﻭ ﺃﻥ ﳛﺎﻭﻟﻮﺍ ﺍﻟﺴﲑ ﻭ ﺗﻜﻤﻠـﺔ ﺍﻟﻄﺮﻳـﻖ ﳓـﻮ‬ ‫ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ﺩﻭﻥ ﻣﻌﺎﻭﻧﺔ .ﻭ ﻛﺎﻥ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﺗﻨﺒﻪ ﺍﱃ ﺃﳘﻴـﺔ ﺍﻟﺘﻤﺼـﲑ‬ ‫ﻭﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻫﻮ ﻃﻠﻌﺖ ﺣﺮﺏ ﺍﻟﺬﻯ ﺑﺪﺃ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﺑﻨـﻚ‬ ‫ﻣﺼﺮ ﰱ ٧ ﻣﺎﻳﻮ ﻣﻦ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ، ﻭ ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﺳﻢ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﻨﺎﺭﻳﻮ ﲟﻬﺎﺭﺓ ﻓﻌﻠﻰ ﺍﳉﺎﻧﺐ ﺍﻵﺧﺮ ﻣﻦ ﺍﶈﻴﻂ ﺍﻷﻃﻠﻨﻄﻰ ﻛﺎﻧـﺖ‬ ‫ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﺘﺤﺮﺭ ﲡﺮﻯ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻣﺪﻫﺸﺔ ، ﻓﻔﻰ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ ﻋﺸـﺮ ﻣـﻦ‬ ‫ﺃﻏﺴﻄﺲ ﰎ ﺗﻌﺪﻳﻞ ﺍﳌﺎﺩﺓ ٩١ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜـﻰ ﻭ ﻣـﻨﺢ‬ ‫ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺣﻖ ﺍﻟﺘﺼﻮﻳﺖ ، ﻭﰎ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﻋﺼﺒﺔ )ﺍﻟﻨﺴـﺎﺀ( ﺍﻟﻨﺎﺧﺒـﺎﺕ‬ ‫‪.League of Women Voters‬ﻭ ﺍﻓﺘﺘﺤﺖ ﰱﺍﻏﺴﻄﺲ‬ ‫ﺃﻭﻝ ﺇﺫﺍﻋﺔ ﻣﺮﺧﺼﺔ ﰱ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ . ﰱ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺛﻨﺎﺀ‬ ‫ﻛﺎﻧﺖ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺍﳌﺼﺮﻳﺔ ﺗﺘﺴﻠﻞ ﺭﻭﻳﺪﺍ ﺍﱃ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﺍﳌﺴﺮﺡ ، ﲝﺜﺎ ﻋـﻦ‬ ‫ﺩﻭﺭ ﺭﺋﻴﺴﻰ ﺗﻠﻌﺒﻪ ، ﺩﻭﺭ ﻣﻦ ﺣﻘﻬﺎ ﻭ ﻟﻜﻨﻪ ﺣﺠﺐ ﻋﻨـﻬﺎ ﺑﻔﻌـﻞ‬
  • 27. ‫ﻓﺎﻋﻞ ، ﲤﺎﻣﺎ ﻛﻤﺎ ﺣﺪﺙ ﻣﻊ ﺑﻼﺩﻫﺎ ﻣﺼﺮ ، ﻓﺒﻌـﺪ ﺃﻥ ﻧﺸـﺮﺕ‬ ‫ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺍﻟﺘﻴﻤﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺯﻳﻨﺐ ﻓﻮﺍﺯ ﻋﺪﺓ ﻛﺘﺐ ﰱ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻭ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳـﺔ ،‬ ‫ﻭﺣﺮﺭﺕ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺎﺕ ﻭ ﺍﳌﺼﺮﻳﺎﺕ ﻋﺪﺩﺍ ﻣﻦ ﺍ‪‬ﻼﺕ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻴﺔ‬ ‫ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ، ﻭﺃﻟﻘﺖ ﻣﻠﻚ ﺣﻔﲎ ﻭ ﻧﺒﻮﻳﺔ ﻣﻮﺳـﻰ ﺍﶈﺎﺿـﺮﺍﺕ ﰱ‬ ‫ﺍﳉﺎﻣﻌﺔ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ، ﺑﺪﺃﺕ ﺳﻴﺪﺓ ﻣﺼﺮﻳﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﲤﺰﻕ ﺍﻟﺸـﺮﻧﻘﺔ ﻭ‬ ‫ﲣﺮﺝ ﺍﱃ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻓﺮﺍﺷﺔ ﲨﻴﻠﺔ ﺯﺍﻫﻴﺔ ﺍﻷﻟﻮﺍﻥ ﺗﺪﻋﻰ ﻫﺪﻯ ﺷﻌﺮﺍﻭﻯ‬ ‫، ﺯﻭﺟﺔ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻷﺛﺮﻳﺎﺀ ﺍﳌﺼﺮﻳﲔ ﻭ ﻣﻦ ﺭﻓـﺎﻕ ﺳـﻌﺪ ،‬ ‫ﺍﻟﺰﻋﻴﻢ ﺍﻟﺼﺎﻋﺪ ﺍﱃ ﺳﺪﺓ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﰱ ﻣﺼﺮ ، ﻭ ﺍﻟﺬﻯ ﺩﻋﺘﻪ ﻫﺪﻯ ﺍﱃ‬ ‫ﺍﻓﺘﺘﺎﺡ ﻣﻌﺮﺽ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﻟﻠﻔﻨﻮﻥ ﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻠﻴﺔ ﺍﻟﺬﻯ ﺃﻗﺎﻣﺘﻪ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔﺍﳌﺼﺮﻳﺔ‬ ‫ﻟﻠﻔﻨﻮﻥ ﺑﺮﻋﺎﻳﺘﻬﺎ ، ﻭ ﱂ ﺗﻜﺘﻒ ﻫﺪﻯ ‪‬ﺬﺍ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﻔﲎ ﺍﳌﺒﻜﺮ ﺑﻞ‬ ‫ﺍﻗﺘﻨﺖ ﻛﻞ ﺍﻟﻠﻮﺣﺎﺕ ﻭﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﺍﻟﱴ ﻋﺮﺿﺖ ﻓﻴﻪ ﺗﺸـﺠﻴﻌﺎ‬ ‫ﻟﺬﻟﻚ ﺍﻟﻔﻦ ﺍﻟﺮﺍﻗﻰ .‬ ‫ﺗﺸﻜﻠﺖ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﻋﺪﱃﻳﻜﻦ ﺍﻷﻭﱃ ﰱ ٦١ ﻣﺎﺭﺱ ﻭ ﺑﺪﺃ ﺑﻌﺪﻫﺎ‬ ‫ﺍﻟﺴﻔﺮ ﺍﱃ ﻟﻨﺪﻥ ﻟﻌﻘﺪ ﺍﳌﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﻣﻊ ﺍﻻﳒﻠﻴﺰ ﺑﺼﻔﺘﻪ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ‬ ‫، ﻭ ﻋﺎﺩ ﺳﻌﺪ ﺯﻏﻠﻮﻝ ﻣﻦ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﰱ ﺍﳋﺎﻣﺲ ﻣﻦ ﺍﺑﺮﻳﻞ ١٢٩١ﻡ ،‬ ‫ﻭﺃﺧﺬ ﻳﺸﻦ ﲪﻠﺔ ﺷﻌﻮﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﱃ ، ﻣﻌﻠﻨﺎ ﻋﺒﺎﺭﺗﻪ ﺍﻟﺸﻬﲑﺓ " ﺍﻥ‬ ‫ﺟﻮﺭﺝ ﺍﳋﺎﻣﺲ ﻳﻔﺎﻭﺽ ﺟﻮﺭﺝ ﺍﳋﺎﻣﺲ " ، ﻭ ﺍﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﺮﻓﺾ‬
  • 28. ‫ﺳﻌﺪ ، ﺛﺎﺭﺕ ١ﻣﻈﺎﻫﺮﺍﺕ ﺩﺍﻣﻴﺔ ﰱ ﺍﻻﺳﻜﻨﺪﺭﻳﺔ ﺍﺣﺘﺠﺎﺟـﺎ ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﺗﻌﻴﲔ ﻋﺪﱃﻳﻜﻦ ﺭﻳﺌﺴﺎ ﻟﻠﻮﻓﺪ .ﻭ ﰱ ﺍﳋﺎﻣﺲ ﻣﻦ ﺩﻳﺴﻤﱪ ﺻـﺪﻕ‬ ‫ﺣﺪﺱ ﺳﻌﺪ ، ﻭﻋﺎﺩ ﻋﺪﱃ ﻣﻦ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﻣﻌﻠﻨﺎ ﻓﺸﻞ ﻣﻔﺎﻭﺿﺎﺗﻪ ﻣـﻊ‬ ‫ﺍﻻﳒﻠﻴﺰ ، ﻭ ﻗﺪﻡ ﺍﺳﺘﻘﺎﻟﺘﻪ ﻓﻘﺒﻠﻬﺎ ) ﺍﻷﻣﲑ ( ﺍﲪﺪ ﻓﺆﺍﺩ .ﻭ ﺗﺘﻄـﻮﺭ‬ ‫ﺍﻷﻣﻮﺭ ، ﻓﺘﻌﻮﺩ ﺳﻠﻄﺎﺕ ﺍﻻﺣﺘﻼﻝ ﺍﱃ ﺍﺳﺘﻌﺮﺍﺽ ﻋﻀﻼ‪‬ﺎ ﺑﻨﻔـﻰ‬ ‫ﺳﻌﺪ ﻭﺑﻌﺾ ﻣﺆﻳﺪﻳﻪ ﺍﱃﺳﻴﺸﻴﻞ ﰱ ٩٢ ﺩﻳﺴﻤﱪ ١٢٩١ﻡ.‬ ‫ﻭ ﻳﺴﺘﻤﺮ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺑﲔ ﺍﳌﻐﺘﺼﺐ ﻭ ﺍﳌﻐﺼﻮﺏ ، ﺑﲔ ﺍﻟﻄﺮﻑ‬ ‫ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﺬﻯ ﻳﻔﺮﺽ ﲪﺎﻳﺔ ﺑﺎﻃﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻑ ﺁﺧﺮ ﻻ ﳛﺘﺎﺝ ﺍﻟﻴﻬﺎ ﻭ‬ ‫ﻳﺮﻓﻀﻬﺎ ، ﺍﱃ ﺃﻥ ﺗﺬﻋﻦ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﱪﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﺃﺧﲑﺍ ﻭﺗﺼﺪﺭ ﺗﺼﺮﻳﺢ‬ ‫٨٢ ﻓﱪﺍﻳﺮ٢٢٩١ ﺑﺎ‪‬ﺎﺀ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺮ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﺤﻔﻈﺎﺕ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ‬ ‫، ﻭ ﻳﻨﺘﻬﺰ ﺍﻷﻣﲑ ﺍﲪﺪ ﻓﺆﺍﺩ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﻓﻴﻜﺎﰱﺀ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﻠﻘـﺐ ﻣﻠـﻚ‬ ‫ﺍﻟﺒﻼﺩ )ﻧﻔﺲ ﻟﻘﺐ ﻣﻠﻚ ﺍﳒﻠﺘﺮﺍ ( ﺑﻌﺪ ﺍﺳﺒﻮﻋﲔ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﺍﻋـﻼﻥ‬ ‫ﺍ‪‬ﺎﺀ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ) ﰱ ٥١ ﻣﺎﺭﺱ ( . ﻭ ﻳﻌﻮﺩ ﺍﻟﺰﻋﻴﻢ ﺍﳌﻐﻀﻮﺏ ﻋﻠﻴـﻪ‬ ‫ﺳﻌﺪ ﺯﻏﻠﻮﻝ ﻣﻦ ﻣﻨﻔﺎﻩ ﰱ ﺳﻴﺸﻴﻞ ٩٢ ﻣﺎﺭﺱ‬ ‫ﻭ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻳﺘﺼﺎﺭﻋﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﻋﺪ ﺍﳊﻜـﻢ ﻭ ﺍﻟﺰﻋﺎﻣـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ، ﺗﺴﺘﻤﺮ ﻣﺴﲑﺓ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓﺍﳌﺼﺮﻳﺔ ﳓﻮ ﺍﻻﻣـﺎﻡ ﰱ ﺛﻘـﺔ ﻭ‬ ‫ﺍﺻﺮﺍﺭ ﳑﺘﻄﻴﺔ ﻓﺮﺳﻰ ﺍﻟﺴﺒﻖ : ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭ ﺍﻟﻌﻤﻞ ، ﻭ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﺗﺴﺎﻓﺮ‬ ‫١ ﻫﺪﻯ ﺷﻌﺮﺍﻭﻯ ﺍﻟﺬﻛﺮﻯﺍﳌﺌﻮﻳﺔ ٢٨‬
  • 29. ‫ﻓﺘﺎﺓ ﻣﺼﺮﻳﺔ ﻫﻰ ﻛﻮﻛﺐ ﺣﻔﲎ ﻧﺎﺻﻒ ﺍﱃ ﺍﳒﻠﺘﺮﺍ ﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻄﺐ‬ ‫، ﻭ ﺗﻨﻀﻢ ﻓﺘﺎﺓ ﺃﺧﺮﻯ ، ﻟﺒﻴﺒﺔ ﻫﺎﺷﻢ ، ﺍﱃ ﻛﺘﻴﺒﺔ ﺍﳌﻨﺎﺿﻼﺕ ﻋـﱪ‬ ‫ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﰱ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﻓﺘﺼﺪﺭ ﳎﻠﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻫﻰ ﳎﻠـﺔ " ﺍﻟﻨﻬﻀـﺔ‬ ‫ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻴﺔ ". ، ﻭ ﺗﺴﺎﻓﺮ ﻫﺪﻯ ﺷﻌﺮﺍﻭﻯ ﻭ ﺳﻴﺰﺍ ﻧﱪﺍﻭﻯ ﻭ ﻧﺒﻮﻳـﺔ‬ ‫ﻣﻮﺳﻰ ﺍﱃ ﺭﻭﻣﺎ ﳊﻀﻮﺭ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻰ ﺍﻟﺪﻭﱃ ﺍﻟﺬﻯ ﲢﺪﺛﻦ ﻓﻴﻪ‬ ‫ﺑﻄﻼﻗﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﳌﺼﺮﻳﺔ ﻭ ﻋﻦ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻭ ﺍﳊﻘﻮﻕ ﺍﻟﱴ ﻛﻔﻠـﻬﺎ‬ ‫ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ، ﻭ ﺃﺛﺮﻥ ﺍﻋﺠﺎﺏ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺎﺕ ﺑﻞ ﺍﻧﺒﻬﺎﺭﻫﻦ ، ﻭﺍﺳـﺘﻄﻌﻦ ﺃﻥ‬ ‫ﻳﻨﻔﲔ ﻋﻦ ﺩﻳﻨﻬﻦ ﺍﳊﻨﻴﻒ ﺍﻟﺘﻬﻢ ﺍﻟﺒﺎﻃﻠـﺔ ﺑﺎﺿـﻄﻬﺎﺩﻩ ﻟﻠﻤـﺮﺃﺓ ﻭ‬ ‫ﺍﺯﺩﺭﺍﺋﻬﺎ٢.ﻭ ﻋﺎﺩ ﺍﻟﻮﻓﺪ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻰ ﻣﻦ ﺭﻭﻣﺎ ﻭ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﲤـﻸ ﻗﻠـﻮ‪‬ﻦ ﻭ‬ ‫ﺍﻷﻣﻞ ﰱ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺃﻓﻀﻞ ﻳـﺪﻓﻌﻬﻦ ﺍﱃ ﺍﳌﻄﺎﻟﺒـﺔ ﺑـﺄﻥ ﻳﺘﻀـﻤﻦ‬ ‫ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﺍﳌﺼﺮﻯ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﳌﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﻨﺴﺎﺀ ﻭ ﺫﻟﻚ‬ ‫ﻟﻜﻰ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺑﺬﻝ ﺍﳌﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ، ﻭ ﱂ ﻻ ..؟! ﺃﻻ ﻳﻘـﻮﺩ‬ ‫ﺍﳌﺼﺮﻳﲔ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺭﺟﺎﻝ ﺃﺣﺮﺍﺭ ﻣﺴﺘﻌﺪﻭﻥ ﻟﺒﺬﻝ ﻛﻞ ﻧﻔﻴﺲ ﻭﻏﺎﻝ ﰱ‬ ‫ﺳﺒﻴﻞ ﺣﺮﻳﺔ ﻣﺼﺮ ﻭ ﺍﳌﺼﺮﻳﲔ .. ﻛﻞ ﺍﳌﺼﺮﻳﲔ ؟!ﺃﱂ ﺗﺼﺒﺢ ﺍﳊﺮﻳﺔ‬ ‫ﻫﻰ ﺍﻷﻣﻞ ﺍﳌﻨﺸﻮﺩ ﺍﻟﺬﻯ ﻳﺴﻌﻰ ﺍﻟﻴﻪ ﺍﳉﻤﻴﻊ ، ﻭ ﺍﻷﻏﻨﻴﺔ ﺍﻟﱴ ﺗﺘﺮﺩﺩ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺃﻟﺴﻨﺔ ﺍﳌﺼﺮﻳﲔ ﻭﻛﻞ ﺍﻟﻌﺮﺏ ؟! ﻭ ﰱ ﺍﻟﻮﻻﻳـﺎﺕ ﺍﳌﺘﺤـﺪﺓ‬ ‫٢ ﻫﺪﻯ ﺷﻌﺮﺍﻭﻯ ﺍﻟﺬﻛﺮﻯﺍﳌﺌﻮﻳﺔ ١٧‬
  • 30. ‫ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ) ﺑﻠﺪ ﻭﻳﺪﺭﻭ ﻭﻳﻠﺴﻮﻥ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﳌﺒﺎﺩﻯﺀ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﻋﺸـﺮ‬ ‫ﻟﻠﺘﺤﺮﺭ ﻭ ﺍﺳﺘﻘﻼﻝ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ( ﰎ ﺍﻧﺘﺨﺎﺏ ﺃﻭﻝ ﺍﻣـﺮﺃﺓ ﻟﻌﻀـﻮﻳﺔ‬ ‫ﺍﻟﻜﻮﳒﺮﺱ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻰ ) ﺭﻳﺒﻴﻜﺎ ﻓﻠﺘﻮﻥ ﻋﻦ ﻭﻻﻳﺔ ﺟﻮﺭﺟﻴﺎ (. ﺍﺫﻥ‬ ‫ﻓﻘﺪ ﲤﺰﻗﺖ ﺍﳊﺠﺐ ﻭ ﺍ‪‬ﺎﺭﺕ ﺍﻟﺴﺪﻭﺩ ﻭ ﲢﻄﻤﺖ ﺍﻷﻏـﻼﻝ ، ﻭ‬ ‫ﻻﺑﺪ ﻟﻔﻴﻀﺎﻥ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﳎﺮﻯ ﳚﺮﻯ ﻓﻴﻪ ﻭﻳﺮﻭﻯ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﻌﻄﺸﻰ‬ ‫ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ .. ﻭ ﺗﻨﺘﻬﺰ ﻫﺪﻯ ﺷﻌﺮﺍﻭﻯ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﻓﺘﻘﻮﻡ ﺑﺎﻋﻼﻥ ﺗﺄﺳـﻴﺲ‬ ‫ﺍﻻﲢﺎﺩ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻰ ﺍﳌﺼﺮﻯ )ﰱ ﻣﺎﺭﺱ ٣٢٩١ ( ﻟﺘـﻨﻈﻢ ﺻـﻔﻮﻑ‬ ‫ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭ ﺗﻮﺟﻪ ﻣﺴﲑ‪‬ﻦ ﺍﱃ ﺍﻷﻣﺎﻡ ، ﻭ ﺭﻏﻢ ﺫﻟﻚ ، ﻭ ﺭﻏﻢ ﻛﻞ‬ ‫ﻣﺎ ﻓﻌﻠﺘﻪ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﳌﺼﺮﻳﺎﺕ ﻭ ﻣﺎ ﻗﺪﻣﻨﻪ ﻛـﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠـﻰ ﺃﻫﻠﻴﺘـﻬﻦ‬ ‫ﻟﻼﺳﺘﻘﻼﻝ ﻭ ﺍﳊﺮﻳﺔ ، ﻓﻘﺪ ﰎ ﰱ ٩١ ﺍﺑﺮﻳﻞ ﺍﻋـﻼﻥ ﺍﻟﺪﺳـﺘﻮﺭ‬ ‫ﺍﳌﺼﺮﻯ ﺧﺎﻟﻴﺎ ﻣﻦ ﺍﳊﻘﻮﻕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ..!‬ ‫ﻭ ﺗﺘﻮﺍﱃ ﺍﻟﺼﺪﻣﺎ ﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺍﻟﺸـﺮﻗﻰ ، ﺍﱃ ﺣﻴـﺚ‬ ‫ﻣﺎﺯﺍﻟﺖ ﺗﺮﻧﻮ ﺃﺑﺼﺎﺭ ﺍﳌﺘﺸﺒﺜﲔ ﺑﺎﳌﺎﺿﻰ ﻭ ﺑﺎﻷﳎﺎﺩ ﺍﻟﻮﳘﻴﺔ ، ﻓﻔـﻰ‬ ‫٩٢ ﺍﻛﺘﻮﺑﺮ ﻳﺘﻢ ﺍﻋﻼﻥ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺔ ، ﻭ ﻳﻨﺘﺨﺐ ﻣﺼـﻄﻔﻰ‬ ‫ﻛﻤﺎﻝ ) ﺃﺗﺎﺗﻮﺭﻙ ( ﺭﺋﻴﺴﺎ ﳍﺎ ، ﻭ ﰱ‬ ‫.٣ ﻣﺎﺭﺱ ﻳﻌﻠﻦ ﺃﺗﺎﺗﻮﺭﻙ ﺍﻟﻐﺎﺀ ﺍﳋﻼﻓـﺔ ﰱ ﺗﺮﻛﻴـﺎ ﻭ ﻧﻔـﻰ‬ ‫ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺍﳌﺨﻠﻮﻉ ﻋﺒﺪ ﺍ‪‬ﻴﺪ ﺍﻟﺜﺎﱏ ﻭ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﳌﺎﻟﻜﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻼﺩ.ﻭﰱ‬ ‫٤ ﻣﺎﺭﺱ ﻳﻌﻠﻦ ﺍﻟﻐﺎﺀ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﻭ ﺍﳌﺪﺍﺭﺱ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴـﺔ ﰱ ﺗﺮﻛﻴـﺎ .،ﻭ‬
  • 31. ‫ﺗﺘﺸﺠﻊ ﺻﺤﻔﻴﺔ ﻣﺼﺮﻳﺔ ، ﻣﻨﲑﺓ ﺛﺎﺑﺖ ، ﻓﺘﻜﺘﺐ ﰱ ﳎﻠﺔ " ﺍﻷﻣﻞ "‬ ‫ﺍﻟﱴ ﻛﺎﻧﺖ ﲢﺮﺭﻫﺎ ، ﻣﻄﺎﻟﺒﺔ ﺍﻟﺰﻋﻴﻢ ﺳﻌﺪ ﺯﻏﻠﻮﻝ ، ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ‬ ‫ﺁﻧﺬﺍﻙ ، ﺑﺘﺨﺼﻴﺺ ﻣﻜﺎﻥ ﻟﻠﺴﻴﺪﺍﺕ ﰱ ﺷﺮﻓﺔ ﺍﻟﱪﳌﺎﻥ ﺑﻌﺪ ﺍﻓﺘﺘﺎﺣﻪ ،‬ ‫ﻭ ﻳﻮﺍﻓﻖ ﺍﻟﺰﻋﻴﻢ ﺳﻌﺪ ﺯﻏﻠﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﲤﻨﺢ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺍﳌﺼـﺮﻳﺔ ﻣﻘﻌـﺪﺍ‬ ‫ﻭﺍﺣﺪﺍ ﰱ ﺍﻟﺸﺮﻓﺔ ﺗﺮﻗﺐ ﻓﻴﻪ ﺃﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﱪﳌﺎﻥ ، ﰱ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟـﺬﻯ‬ ‫ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻴﻪ ﺯﻭﺟﺎﺕ ﺍﻟﺴﻔﺮﺍﺀ ﻭ ﺍﻟﻘﻨﺎﺻﻞ ﺍﻷﺟﺎﻧﺐ ﲡﻠﺴﻦ ﰱ ﺍﻟﻘﺎﻋﺔ‬ ‫ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ! ﻭ ﰱ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ﻳﺘﻢ ﺍﻧﺘﺨﺎﺏ ﺭﺋﻴﺴﺘﲔ ﻟـﻮﻻﻳﱴ‬ ‫ﻭﺍﻳﻮﻣﻨﺞ ﻭ ﺗﻜﺴﺎﺱ ..!‬ ‫ﻭ ﺗﺴﺘﻤﺮ ﺍﳌﺴﲑﺓ ﺍﱃ ﺍﻷﻣﺎﻡ ، ﺭﻏـﻢ ﺍﶈـﺎﻭﻻﺕ ﺍﻟﻀـﺎﺭﻳﺔ‬ ‫ﻹﻋﺎﻗﺘﻬﺎ ﻓﻴﺆﺳﺲ ﺑﻨﻚ ﻣﺼﺮ ﺷﺮﻛﺔ ﻣﺼﺮ ﻟﻠﻤﺴـﺮﺡ ﻭ ﺍﻟﺴـﻴﻨﻤﺎ‬ ‫ﺑﺮﺋﺎﺳﺔ ﳏﻤﺪ ﺑﻴﻮﻣﻰ ﻭ ﺗﺒﺪﺃ ﺷﺮﻛﺔ ﺍﻧﺘﺎﺝ ﺳﻴﻨﻤﺎﺋﻴﺔ ﲢـﺖ ﺇﺳـﻢ :‬ ‫ﻣﺼﺮ ﻓﻴﻠﻢ ، ﻭﺗﻨﺘﺞ ﺃﻭﻝ ﻓﻴﻠﻢ ﻣﺼﺮﻯ . ﻭﺗﺸﻌﺮ ﺃﺷﻬﺮ ﳑﺜﻠﺔ ﻣﺴﺮﺡ‬ ‫ﻣﺼﺮﻳﺔ ﺑﺄﳘﻴﺔ ﻭ ﺧﻄﻮﺭﺓ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﻛﻤﻨﱪ ﻟﻠﺤﺮﻳـﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻮﻋﻴـﺔ ﻭ‬ ‫ﺍﻟﻨﻀﺎﻝ ﺍﻟﺴﻴﺎﺱ ، ﻓﺘﺼﺪﺭ ﺭﻭﺯ ﺍﻟﻴﻮﺳﻒ ﳎﻠﺔ ﺑﺎﲰﻬﺎ .ﻭ ﻳﺘﻢ ﲢﻮﻳﻞ‬ ‫ﺍﳉﺎﻣﻌﺔﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﱃ ﺍﳉﺎﻣﻌﺔﺍﳌﺼﺮﻳﺔ ، ﻳﺮﺃﺱ ﺃﻭﻝ ﳎﻠﺲ ﻻﺩﺍﺭ‪‬ﺎ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻣﺎﻫﺮ ، ﻭﻳﻌﲔ ﺍﲪﺪ ﻟﻄﻔﻰ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻣﺪﻳﺮﺍ ﳍﺎ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻛﺎﻥ ﻭﻛـﻴﻼ‬ ‫ﻟﻠﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ.‬
  • 32. ‫ﻭ ﺗﺸﻌﺮ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺍﳌﺼﺮﻳﺔ ﲝﺎﺟﺘﻬﺎ ﺍﱃ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﳌﺘﺤﻀﺮ‬ ‫، ﻓﺘﺴﺎﻓﺮ ﻫﺪﻯ ﻭﺭﻓﻴﻘﺎ‪‬ﺎ ﳊﻀﻮﺭ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﳌﺆﲤﺮﺍﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ، ﻭ‬ ‫ﰱ ﻋﺎﻡ ٥٢٩١ﻡ ، ﺗﺼﺪﺭ ﳎﻠﺔ " ﺍﳌﺼﺮﻳﺔ " ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺑﺮﺋﺎﺳﺘﻬﺎ‬ ‫ﻭ ﺳﻜﺮﺗﺎﺭﻳﺔ ﲢﺮﻳﺮ ﺳﻴﺰﺍ ﻧﱪﺍﻭﻯ )ﻭ ﺳﺘﻈﻞ ﺗﺼﺪﺭ ﺣﱴ ﻋﺎﻡ ﺣـﱴ‬ ‫٠٤٩١( ، ﻭ ﰱ ﻋﺎﻡ ٧٣٩١ ٣ ﺗﺼﺪﺭﻫﺎ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ) ﺣـﱴ‬ ‫٠٤٩١ ( .ﺃﻣﺎ ﳌﺎﺫﺍ ﺑﺪﺃﺕ " ﺍﳌﺼﺮﻳﺔ " ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻓﻸﻥ ﺍﻟﻔﻜﺮ‬ ‫ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﱏ ﺍﻟﺬﻯ ﻏﻠﻒ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ ﺍﳌﺼﺮﻳﺔ ﻭ ﺣﺠﺮ ﻋﻠﺒـﻬﺎ ﻃـﻮﻳﻼ ﱂ‬ ‫ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻠﺤﻜﻮﻣﺎﺕ ﺍﳌﺼﺮﻳﺔ ﺑﺎﻧﺸﺎﺀ ﻣﺪﺍﺭﺱ ﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻔﺘﻴـﺎﺕ ، ﻭ‬ ‫ﺑﺎﺩﺭﺕ ﺍﺣﺪﻯ ﺯﻭﺟﺎﺕ ﺍﳋﺪﻳﻮﻯ ﺍﲰﺎﻋﻴﻞ ﺑﺈﻧﺸﺎﺀ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﺴـﻨﻴﺔ‬ ‫ﻟﻠﻔﺘﻴﺎﺕ ﰱ‪‬ﺎﻳﺔ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ ، ﻭ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﱂ ﺗﺘﺒـﻊ ﲟـﺪﺍﺭﺱ‬ ‫ﺃﺧﺮﻯ ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﺴﻠﻠﺖ ﻣﺪﺍﺭﺱ ﺍﻻﺭﺳﺎﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺒﺸﲑﻳﺔ ﺍﻷﺟﻨﺒﻴﺔ ﺍﱃ‬ ‫ﻣﺪﻥ ﻭ ﳏﺎﻓﻈﺎﺕ ﻣﺼﺮ ﻟﺘﻘﻮﻡ ﺑﺎﳌﻬﻤﺔ ﺍﳋﻄﲑﺓ ﺍﻟﱴ ﲣﻠـﺖ ﻋﻨـﻬﺎ‬ ‫ﺍﳊﻜﻮﻣﺎﺕ ﺍﳌﺼﺮﻳﺎﺕ : ﺗﻨﻮﻳﺮ ﻣﺼﺮ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺑﻨﺎ‪‬ـﺎ . ﻭ‬ ‫ﺗﻨﺘﻈﺮ ﺑﻨﺎﺕ ﻣﺼﺮ ﺣﻮﺍﱃ ﻧﺼﻒ ﻗﺮﻥ ﺣﱴ ﺗﻔﺘﺘﺢ ﻋﺎﻡ ٤٢٩١ ﺃﻭﻝ‬ ‫ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺛﺎﻧﻮﻳﺔ : ﺷﱪﺍﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎﺕ ؛ ﻭ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻭﻝ ﻧﺎﻇﺮﺓ ﳍـﺎ‬ ‫ﺃﻧﺼﺎﻑ ﺳﺮﻯ . ﻟﻘﺪ ﺃﺣﺴﺖ ﺍﻟﻄﺒﻘﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﰱ ﻣﺼﺮ ﺑﺄﳘﻴﺔ ﺗﻌﻠـﻴﻢ‬ ‫ﺑﻨﺎ‪‬ﺎ ، ﻓﺒﺪﺃﺕ ﺑﺘﻮﻓﲑ ﺍﻟﺪﺭﻭﺱ ﺍﳋﺼﻮﺻﻴﺔ ﳍﻦ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺒﻴـﻮﺕ ﻭ‬ ‫٣ ﻫﺪﻯ ﺷﻌﺮﺍﻭﻯ ﺍﻟﺬﻛﺮﻯﺍﳌﺌﻮﻳﺔ ٣٧‬
  • 33. ‫ﺍﻟﻘﺼﻮﺭ ، ﰒ ﺃﺭﺳﻠﺖ ﺍﻟﻔﺘﻴﺎﺕ ﺍﱃ ﺍﳌﺪﺍﺭﺱ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﺒﺸـﲑﻳﺔ ﻭ‬ ‫ﺍﻻﳒﻠﻴﺰﻳﺔ ،ﻟﺘﺒﺪﺃ ﺑﺬﻟﻚ ﻓﺠﻮﺓ ﺑﲔ ﻧﺴﺎﺀ ﻣﺼﺮ ﻭ ﺍ‪‬ﺘﻤـﻊ ﺍﻟـﺬﻯ‬ ‫ﻳﻌﺸﻦ ﻓﻴﻪ . ﻓﺠﻮﺓ ﻣﺎﺯﺍﻟﺖ ﺗﻌﻴﺶ ﺍﱃ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬﺍ ، ﲡﱪﻫـﺎ ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﺍﻟﻌﻴﺶ ﰱ ﺩﻭﺍﻣﺔ ﻻ‪‬ﺎﺋﻴﺔ، ﻻ ﺗﻌﺮﻑ ﻫﻞ ﻫﻰ ﻣﻘﻴﺪﺓ ﺑﺴﻼﺳﻞ ﺃﺑﺪﻳﺔ‬ ‫ﺍﱃ ﺍﳌﺎﺿﻰ ، ﺃﻡ ﺃﻥ ﺗﻌﻠﻴﻤﻬﺎ ﻭ ﺛﻘﺎﻓﺘﻬﺎ ﻭ ﻣﻠﻜﺎ‪‬ﺎ ﺗﺆﻫﻠﻬﺎ ﻟﻘﻴـﺎﺩﺓ‬ ‫ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﱃ ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ..!! ﺳﺆﺍﻝ ﱂ ﻳﺰﻝ ﻳﺒﻠﺒﻞ ﻓﻜﺮ ﺍﻟﻔﺘـﺎﺓ‬ ‫ﺍﳌﺼﺮﻳﺔ ﻭ ﻳﻌﻄﻞ ﳕﻮﻫﺎ ﺍﻟﻌﻘﻠﻰ ، ﻭ ﻳﺪﻓﻌﻬﺎ ﺃﺣﻴﺎﻧـﺎ ﺍﱃ ﺍﺭﺗﻜـﺎﺏ‬ ‫ﺃﺧﻄﺎﺀ ﻓﺎﺩﺣﺔ ﰱ ﺣﻖ ﻧﻔﺴﻬﺎ ، ﻛﺄﻥ ‪‬ﻤﻞ ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﺭﻏﻢ ﺃﻧﻪ ﺍﳌﺼﺒﺎﺡ‬ ‫ﺍﻟﺬﻯ ﺳﻴﻘﻮﺩﻫﺎ ﻧﻮﺭﻩ ﺍﱃ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣـﺔ ، ﻭ ﺗﺘﻘـﺎﻋﺲ ﻋـﻦ‬ ‫ﺍﳋﺮﻭﺝ ﺍﱃ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭ ﳑﺎﺭﺳـﺔ ﺣﻘﻬـﺎ ﰱ ﺍﻻﺳـﺘﻘﻼﻝ ﺍﳌـﺎﱃ ﻭ‬ ‫ﺍﻻﺳﺘﻤﺘﺎﻉ ﺑﺬﻣﺔ ﻣﺎﻟﻴﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ، ﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻫﻮ ﺍﳋﻄﻮﺓ ﺍﻷﻭﱃ‬ ‫ﳓﻮ ﺍﺳﺘﻤﺘﺎﻋﻬﺎ ﺑﻜﻞ ﺣﻘﻮﻗﻬﺎ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﱴ ﻣﻨﺤﺖ ﳍﺎ ﺑﺴـﺨﺎﺀ‬ ‫ﻣﻨﺬ ﺍﻋﻼﻥ ﺩﺳﺘﻮﺭ ﺛﻮﺭﺓ ﻳﻮﻟﻴﻮ ، ﻋﺎﻡ ٦٥٩١ .‬ ‫ﻭ ﰱ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﺗﺴﺘﻤﺮ ﺧﻄﻮﺍﺕ ﳏﻮ ﺍﳌﺎﺿـﻰ ﺍﻟﻌﺜﻤـﺎﱏ ، ﻭ‬ ‫ﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺁﺛﺎﺭﻩ ﺑﻜﻞ ﳘﺔ ، ﻓﻔﻰ ﺍﳋﺎﻣﺲ ﻭ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻣﻦ‬ ‫ﻧﻮﻓﻤﱪ ٥٢٩١ ﳛﻈﺮ ﻟﺒﺲ ﺍﻟﻄﺮﺑﻮﺵ ، ﲟﻮﺟﺐ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﻳﻠﺰﻡ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ‬ ‫ﰱﺗﺮﻛﻴﺎ ﺑﻠﺒﺲ ﺍﻟﻘﺒﻌﺔ ﻭ ﻳﻀﻊ ﻣﻦ ﳜﺎﻟﻔﻪ ﲢﺖ ﻃﺎﺋﻠﺔ ﺍﶈﺎﻛﻤـﺔ ﻭ‬ ‫ﺍﳊﻜﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﺗﺘﺮﺍﻭﺡ ﻣﺎ ﺑﲔ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻭ ﺍﻹﻋﺪﺍﻡ ، ﻭ ﺗﻨﺪﻟﻊ‬
  • 34. ‫ﺍﻻﺿﻄﺮﺍﺑﺎﺕ ﰱ ﻣﺪﻥ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﺍﺣﺘﺠﺎﺟﺎ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻐﺮﻳـﺐ‬ ‫، ﻭ ﺗﺮﺩ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺑﺈﺻﺪﺍﺭ ﻗﺮﺍﺭ ﲝﻞ ﲨﻌﻴـﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﺪﺭﺍﻭﻳﺶ ﻭ ﺍﻟﻐﺎﺀ ﻭﻇﺎﺋﻒ ﺍﳌﻔﱴ ﻭ ﺍﻻﻣﺎﻡ ﻭ ﺍﳌﻼ ﻭ ﺣﻈﺮ ﺍﺭﺗـﺪﺍﺀ‬ ‫ﺍﻟﻌﻤﺎﻣﺔ ….!‬ ‫ﻭﻷﻥ ﺃﻯ ﺯﻟﺰﺍﻝ ﳛﺪﺙ ﰱ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﺗﻮﺍﺑﻊ ،‬ ‫ﻭﺃﺻﺪﺍﺀ ﰱ ﻣﺼﺮ ﻭ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻻﺳﻼﻣﻰ ، ﻓﻘﺪ ﺛﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺇﺛﺮ ﺫﻟـﻚ‬ ‫ﺟﺪﺍﻝ ﻭﺍﺳﻊ ﰱ ﻣﺼﺮﻭ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺣﻮﻝ ﺍﺭﺗﺪﺍﺀ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ‬ ‫ﺍﻟﻘﺒﻌﺔ "ﺍﻟﱪﻧﻴﻄﺔ" ﻭ ﺗﺮﻛﻬﻢ ﺍﻟﻌﻤﺎﻣﺔ ، ﻓﺮﺃﻯ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺃﻥ " ﺍﻟﱪﻧﻴﻄﺔ "‬ ‫ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺮﺑﻮﺵ ، ﻭﺫﻫﺐ ﺁﺧﺮﻭﻥ ﺍﻝ ﺗﻜﻔﲑ ﻣﻦ ﻳﺮﺗﺪﻳﻬﺎ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﻄﺮﺑﻮﺵ ﻫﻮﺍﻟﺰﻯ ﺍﻹﺳﻼﻣﻰ ﻟﺮﺅﻭﺱ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ، ﺭﻏﻢ ﺃﻧﻪ‬ ‫ﰱ ﺍﻷﺻﻞ ﻣﺄﺧﻮﺫ ﻋﻦ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﲔ ﰒ ﻏﲑ ﻓﻴﻪ ﺍﻷﺗـﺮﺍﻙ ﻭ ﺑـﺪﻟﻮﺍ .‬ ‫ﻭﻭﺻﻞ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﱃ ﺃﻥ ﺑﻌﺜﺖ ﲨﻌﻴﺔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻄﺔ ﺍﻟﺸـﺮﻗﻴﺔ ﰱ ٨١ ﻣـﺎﻳﻮ‬ ‫٦٢٩١ ﺍﱃ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﺍﳌﺼﺮﻳﺔ ﺗﺴﺘﻔﺘﻴﻬﺎ ﰱﺍﳌﻼﺑﺲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ،‬ ‫ﻭ ﻧﺸﺮﺕ ﺻﺤﻴﻔﺔ " ﺍﳌﻘﺘﻄﻒ " ﻗﺮﺍﺭ ﺍﳉﻤﻌﻴـﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴـﺔ ﺍﳌﺼـﺮﻳﺔ‬ ‫ﻣﻔﺼﻼ، ﺟﺎﺀ ﻓﻴﻪ " ﺃﻥ ﻏﻄﺎﺀ ﺍﻟﺮﺃﺱ ﳚﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺧﻔﻴﻔﺎ ﻛـﺜﲑ‬ ‫ﺍﳌﺴﺎﻡ ﻟﺘﺠﺪﻳﺪ ﺍﳍﻮﺍﺀ ﻭ ﺗﺴﻬﻴﻞ ﺍﻟﺘﺒﺨﲑ ، ﻭ ﻣﺎﻧﻌﺎ ﳊﺮﺍﺭﺓ ﺍﳉـﻮ‬ ‫ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ﰱ ﺍﻟﺼﻴﻒ ، ﻭ ﺣﺎﻓﻈﺎ ﳊﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﺮﺃﺱ ﰱ ﺍﻟﺸـﺘﺎﺀ ، ﻭ‬ ‫ﳚﺐ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺣﺎﻓﺘﻪ ﺍﻟﺴﻔﻠﻰ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﻭ ﲝﺎﻟﺔ ﳝﻜﻦ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﳍﻮﺍﺀ‬
  • 35. ‫ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ، ﻣﻊ ﻣﻼﺣﻈﺔ ﺍﻣﺘﺪﺍﺩ ﺯﺍﺋﺪﺗﲔ ، ﻭ ﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺎﻡ‬ ‫ﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﺍﻟﻌﻴﻨﲔ ﻭ ﲪﺎﻳﺘﻬﻤﺎ ، ﻭ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﳋﻠﻒ ﻟﻮﻗﺎﻳـﺔ ﻣـﺆﺧﺮﺓ‬ ‫ﺍﻟﺮﺃﺱ ". ﻭ ﺭﺃﺕ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ ﺃﻥ" ﺍﻟﻄﺮﺑﻮﺵ ﺍﻟﺜﻘﻴـﻞ ﺫﺍ ﺍﻟﺼـﻮﻑ‬ ‫ﺍﻟﺴﻤﻴﻚ ﺍﳋﺎﱃ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﺎﻡ ﺑﻼ ﻧﺰﺍﻉ ﺿﺎﺭ ﺑﺎﻟﻌﻴﻨﲔ ﻭ ﺍﻟﺮﺃﺱ …ﻭ‬ ‫ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ ﺗﺮﻯ ﺃﻥ ﺃﻓﻀﻞ ﻟﺒﺎﺱ ﻟﻠﺮﺃﺱ ﻳﻮﺍﻓﻖ ﺍﳉﻮ ﰱ ﻣﺼﺮ ﰱ ﺯﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﺼﻴﻒ ﻫﻮ ﺍﻟﻘﻠﻨﺴﻮﺓ ) ﺍﻟﻜﺎﺳـﻜﻴﺘﺔ ( ﺃﻯ ﺍﻟﱪﻧﻴﻄـﺔ ﺍﻟﺒﻴﻀـﺎﺀ‬ ‫ﺍﳌﺼﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻠﲔ ﻭﺍﻟﱴ ‪‬ﺎ ﺛﻘﻮﺏ ﻛﺎﻓﻴﺔ ﻟﻠﺘﻬﻮﻳﺔ ﰱ ﺃﻋﻼﻫﺎ ﻭ‬ ‫ﺑﺪﺍﺋﺮ‪‬ﺎ ﺍﻟﺴﻔﻠﻰ ….ﺍﱁ ﻭ ﺍﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﻟﻄﺮﺑـﻮﺵ‬ ‫ﻓﻠﻴﻜﻦ ﰱ ﺍﻟﺸﺘﺎﺀ ﻭ ﺇﻻ ﻓﺎﻟﻘﺒﻌﺔ ﺃﺻﻠﺢ ﻣﻨﻪ ﰱﺍﻟﺸﺘﺎﺀ ﺃﻳﻀﺎ .."٤ .‬ ‫ﻭ ﻳﺴﺘﻤﺮ ﺍﳉﺪﻝ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻄﺮﺑـﻮﺵ ﻭ ﺍﻟﻌﻤﺎﻣـﺔﻭ ﺍﻟﻘﺒﻌـﺔ ﻭ‬ ‫ﺍﻟﻜﺎﺳﻜﻴﺘﺔ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻘﺮ ﺍﳌﺴﻠﻤﻮﻥ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﺮ ، ﺭﻏـﻢ ﺃﻥ‬ ‫ﻛﺘﺐ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺗﺬﻛﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭ ﺍﻟﺴـﻼﻡ ﻛـﺎﻥ‬ ‫ﻳﺮﺗﺪﻯ ﺍﻟﻘﻠﻨﺴﻮﺓ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ ، ﻭ ﻳﻘﺎﻝ ﺃﻥ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑـﻴﲔ ﺃﺧـﺬﻭﺍ ﻋـﻦ‬ ‫ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﲔ ﻗﻼﻧﺲ ﺍﻟﻘﺶ ﰒ ﻃﻮﺭﻭﻫﺎ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻭ ﺃﺻـﺒﺤﺖ ﻋﻠﻤـﺎ‬ ‫ﻋﻠﻴﻬﻢ .ﻭ ﻛﺎﻥ ﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﺘﺒﻊ ﺍﳉﺪﻝ ﺣﻮﻝ ﻏﻄـﺎﺀ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﺮﺟـﺎﻝ‬ ‫ﺟﺪﻝ ﺁﺧﺮ ﺣﻮﻝ ﻣﻼﺑﺴﻬﻢ ، ﻭ ﻳﺜﻮﺭ ﺳﺆﺍﻝ : ﻫﻞ ﻟﺒﺲ ﺍﻟﺒﺪﻟـﺔ ﻭ‬ ‫ﺍﻟﺒﻨﻄﻠﻮﻥ ﺣﺮﺍﻡ ﺃﻡ ﺣﻼﻝ ؟! ﻭ ﻳﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﳉـﺪﻝ ﺣـﻮﻝ ﺟـﺪﻭﻯ‬ ‫٤ ﺍﻟﺴﻔﻮﺭ ﻭ ﺍﳊﺠﺎﺏ . ﻧﻈﲑﺓ ﺯﻳﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ‬
  • 36. ‫ﺍﳊﺠﺎﺏ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ﺃﻳﻀﺎ ، ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻃﺎﻟﺐ ﻗﺎﺳـﻢ ﺃﻣـﲔ ﰱ‬ ‫ﻛﺘﺎﺑﲔ ﻣﺘﺘﺎﻟﲔ ﺑﺘﺨﻠﺼﻬﺎ ﻣﻨﻪ ﻭﺃﻋﻠﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻔﻮﺭ ﻫﻮ ﺍﻷﺻـﻞ ﰱ‬ ‫ﺍﻻﺳﻼﻡ ، ﻭﺃﻧﻪ ﻻﻳﻮﺟﺪ ﰱ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﻭ ﻻﰱ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ‬ ‫ﺃﻯ ﻧﺺ ﻳﻔﺮﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺃﻥ ﺗﻐﻄﻰ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﻭ ﻛﻔﻴﻬـﺎ ..ﺍﱁ ﻭ‬ ‫ﺗﺸﺘﻌﻞ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺍﱃ ﺳﻔﻮﺭ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺃﻥ ﺗﺼﺪﺭ ﳎﻤﻮﻋـﺔ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﳌﻄﺎﻟﺒﲔ ﺑﻪ ﺻﺤﻴﻔﺔ ﻳﻄﻠﻘﻮﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﺳﻢ " ﺍﻟﺴﻔﻮﺭ " ، ﺗﻜﺮﺱ‬ ‫ﻣﻘﺎﻻ‪‬ﺎ ﻟﺪﻋﻮﺓ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺍﱃ ﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺭﻣﺰ ﻋﺒﻮﺩﻳﺘﻬﺎ، ﻭ ﺃﻥ ﺗﻨﻄﻠﻖ‬ ‫ﺍﱃ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻟﺘﺘﻌﻠﻢ ﻭ ﺗﻌﻤﻞ ﻭ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻭ ﺗﺴﺎﻫﻢ ﰱ ﺑﻨـﺎﺀ‬ ‫ﺑﻠﺪﻫﺎ ، ﻭﻳﺮﺩ ﺧﺼﻮﻣﻬﻢ ﺑﺎ‪‬ﺎﻣﻬﻢ ﺑﺎﳋﺮﻭﺝ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭ ﻳﻄﻠﻘﻮﻥ‬ ‫ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻟﻘﺐ ﺍﻟﺴﻔﻮﺭﻳﲔ..ﻭ ﺗﻨﺘﻬﺰ ﻫﺪﻯ ﺷﻌﺮﺍﻭﻯ ﻓﺮﺻﺔ ﻋﻮﺩ‪‬ﺎ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﳋﺎﺭﺝ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺒﺎﺧﺮﺓ ﺍﻟﱴ ﻋﺎﺩ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺳﻌﺪ ﺯﻏﻠـﻮﻝ ﺑﺎﺷـﺎ ﻭ‬ ‫ﺭﻓﺎﻗﻪ ﻣﻦ ﻣﻨﻔﺎﻫﻢ ﺍﻟﺜﺎﱏ ، ﻓﺘﺴﺘﺄﺫﻧﻪ ﰱ ﺭﻓﻊ ﺍﳊﺠﺎﺏ ﻋﻦ ﻭﺟﻬﻬﺎ ،‬ ‫ﻓﻼ ﳝﺎﻧﻊ ، ﺣﺴﺐ ﺭﻭﺍﻳﺘﻬﺎ ، ﻭ ﺗﺘﺒﻌﻬﺎ ﰱ ﺫﻟﻚ ﺗﻠﻤﻴﺬ‪‬ﺎ ﻭ ﺭﺑﻴﺒﺘـﻬﺎ‬ ‫ﺳﻴﺰﺍ ﻧﱪﺍﻭﻯ ، ﻭ ﻳﻮﺍﺣﻬﻦ ﻣﻌﺎ ﺁﻻﻑ ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻠﲔ ﻟﻠـﺰﻋﻴﻢ ﺑﻮﺟـﻮﻩ‬ ‫ﺳﺎﻓﺮﺓ ﻓﻼ ﻳﻠﺤﻈﻦ ﻣﻌﺎﺭﺿﺔ ﻣﻨﻬﻢ ، ﻭ ﺗﺘﺴﻊ ﺍﻟﺪﺍﺋﺮﺓ ﺷﻴﺌﺎ ﻓﺸـﻴﺌﺎ ،‬ ‫ﻓﺘﻨﻀﻢ ﺃﺧﺮﻳﺎﺕ ﺍﱃ ﺭﻛﺐ ﺍﻟﺴﻔﻮﺭﻳﺎﺕ ، ﺍﱃ ﺃﻥ ﻳﺘﻼﺷﻰ ﲤﺎﻣﺎ ﺑﻌﺪ‬ ‫ﻧﺼﻒ ﻗﺮﻥ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﳊﺎﺩﺛﺔ ..ﻭ ﻻ ﻳﻌﻮﺩ ﺍﻻ ﻣﻊ ﺍﳉﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ‬ ‫ﺍﳌﺘﻄﺮﻓﺔ ﰱ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻨﺎﺕ ..‬
  • 37. ‫ﻭ ﺗﺘﺼﺎﻋﺪ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺣﱴ ﺗﺼﻞ ﺍﱃ ﺫﺭﻭ‪‬ﺎ ﰱ ﺑﺪﺍﻳـﺔ ﻋـﺎﻡ‬ ‫٠٩٩١ ﺍﻟﺬﻯ ﺑﺪﺃ ﺑﺈﻗﺎﻟﺔ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﺫﻛﻰ ﺑﺪﺭ ، ﻭﺗﻌﻴﲔ ﺍﻟﻠﻮﺍﺀ‬ ‫ﳏﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻠﻴﻢ ﻣﻮﺳﻰ ﺍﻟﺬﻯ ﻛﺎﻥ ﳏﺎﻓﻈﺎ ﻷﺳﻴﻮﻁ ، ﻭ ﺍ‪‬ﻤﺘـﻪ‬ ‫ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﺑﺘﺪﻟﻴﻞ ﺍﳉﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ‪‬ﺎ ﻭ ﻋﻘﺪ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀﺍﺕ ﻣﻊ ﺯﻋﻤﺎﺀ‬ ‫ﲨﺎﻋﺔ ﺍﳉﻬﺎﺩ. ﻭ ﻳﻜﻔﻰ ﺃﻥ ﻧﺴﺘﻌﻴﺪ ﺑﻌﺾ ﻭﻗﺎﺋﻊ ﺍﳊﺎﺩﺙ ﺍﻻﺭﻫـﺎﰉ‬ ‫ﺍﻷﻭﻝ ﰱ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﰱ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻋـﺎﻃﻒ ﺻـﺪﻗﻰ ﺭﺋـﻴﺲ‬ ‫ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ،ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻠﻮﺍﺀ ﳏﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻠﻴﻢ ﻣﻮﺳﻰ ﻭﺯﻳﺮﺍ ﻟﻠﺪﺍﺧﻠﻴـﺔ ﻭ‬ ‫ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﳏﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﳏﺠﻮﺏ ﻭﺯﻳﺮﺍ ﻟﻸﻭﻗﺎﻑ ﻭ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﳏﻤـﺪ‬ ‫ﺳﻴﺪ ﻃﻨﻄﺎﻭﻯ ﻣﻔﺘﻴﺎ ﻟﻠﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﻠﻮﺍﺀ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺘـﻮﺍﺏ ﺭﺷـﻮﺍﻥ‬ ‫ﳏﺎﻓﻈﺎ ﻟﻠﻤﻨﻴﺎ ﻟﻜﻰ ﻧﺼﻞ ﺍﱃ ﺗﺄﺛﲑ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﺍﻟـﱴ ﺍﺭﺗﻜﺒﺘـﻬﺎ‬ ‫ﺍﳉﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﳌﺘﻄﺮﻓﺔ ﻻﺭﻫﺎﺏ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺍﳌﺼﺮﻳﺔ ، ﻭﺍﺛﺎﺭﺓ ﺍﻟﺬﻋﺮ ﰱ ﻗﻠﺒﻬﺎ‬ ‫، ﻭﲪﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺇﻃﺎﻋﺔ ﺃﻭﺍﻣﺮﻫﻢ ﺧﻮﻓﺎ ﻣﻦ ﺑﻄﺸﻬﻢ ﺍﻟﻐﺎﺷﻢ .‬ ‫ﻓﺒﻌﺪ ﻓﺘﺮﺓ ﻭﺟﻴﺰﺓ ﻣﻦ ﺗﻌﺮﺽ ﺍﺗﻮﺑﻴﺲ ﺳﻴﺎﺣﻰ ﻛـﺎﻥ ﻳﻘـﻞ‬ ‫ﺳﻴﺎﺣﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻟﻼﻋﺘﺪﺍﺀ ، ﺣﺪﺙ ﻋﻘﺐ ﺻﻼﺓ ﺍﳉﻤﻌﺔ ﺍﳌﻮﺍﻓﻖ‬ ‫٨٢ ﻓﱪﺍﻳﺮ ٠٩٩١ ﺃﻥ ﲡﻤﻊ ﻋﺪﺩ ﻛﺒﲑ ﻣﻦ ﺷـﺒﺎﺏ ﺍﳉﻤﺎﻋـﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺍﳌﺘﻄﺮﻓﺔ ﻭ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺃﻣﺎﻡ ﻣﺴـﺠﺪ ﺍﳊـﻖ "‬ ‫ﲢﺖ ﺍﻻﻧﺸﺎﺀ " ﲟﺪﻳﻨﺔ ﺃﺑﻮ ﻗﺮﻗﺎﺹ ، ﻭﻭﺿﻌﻮﺍ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﳌﺴﺠﺪ ﺻﻔﺎﺋﺢ‬ ‫ﳑﻠﻮﺀﺓ ﺑﺎﳉﺎﺯ ﻭﻛﺮﺍﺕ ﺍﻟﻘﻤﺎﺵ ﻭ ﺍﻟﻌﺼﻰ ﻭ ﺍﳉﻨﺎﺯﻳﺮ ﻭﻗﺎﻡ ﺧﻄﻴﺐ‬
  • 38. ‫ﺍﳌﺴﺠﺪ ﻣﻦ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﺑﺘﻬﻴﻴﺞ ﺍﳌﺼﻠﲔ ﻭ ﺩﻋﻮ‪‬ﻢ ﻟﻠﺠﻬﺎﺩ ﻭ ﺍﻻﻧﺘﻘـﺎﻡ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻠﻴﺒﻴﲔ ) ﺭﻭﺯ ﺍﻟﻴﻮﺳﻒ ٩١ ﻣﺎﺭﺱ ( ﻭ ﻗﺎﻣﻮﺍ ﺑﺎﺧﺘﻄـﺎﻑ‬ ‫ﺷﺎﺑﲔ ﻣﺴﻴﺤﻴﲔ ﻭ ﻗﺎﻣﻮﺍ ﲝﺮﻕ ﻣﺼﻨﻊ ﺣﻠﻮﻳﺎﺕ ﳝﻠﻜﻪ ﺍﻷﻭﻝ ﲢﺖ‬ ‫ﲰﻊ ﻭ ﺑﺼﺮ ﺭﺍﺋﺪ ﺷﺮﻃﺔ ﻭ ﻗﻮﺗﻪ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻗﺪ ﻛﻠﻔﻮﺍ ﲝﺮﺍﺳـﺔ ﻫـﺬﺍ‬ ‫ﺍﳌﺼﻨﻊ ،ﻭ ﺍﺣﺮﺍﻕ ﻭ ﺍﺗﻼﻑ ﻛﻨﻴﺴﺔ ﺑﻘﺮﻳﺔ ﺑﲎ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﳌﺪﻳﻨـﺔ‬ ‫ﺃﺑﻮ ﻗﺮﻗﺎﺹ ﻭﺍﺣﺮﺍﻕ ﳏﻞ ﺑﻘﺎﻟﺔ ﻭ ﺳﻮﺑﺮ ﻣﺎﺭﻛﺖ ﻭ ‪‬ﺸﻴﻢ ﻭﺍﺟﻬﺔ‬ ‫ﺻﻴﺪﻟﻴﺔ ﻭﺗﺪﻣﲑ ﻣﻄﻌﻢ ﻭﺣﺮﻕ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻄﺒﻴﺐ …..ﻭ ﻗﺎﻡ‬ ‫ﺃﻋﻮﺍ‪‬ﻢ ﲝﺮﻕ ﻛﻨﻴﺴﺔ ﺍﻷﻗﺒﺎﻁ ﺍﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻚ ﻭ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﰱ ﻃﺮﻳﻘﻬﻢ ﳊﺮﻕ‬ ‫ﺑﻴﻮﺕ "ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ" ‪‬ﺬﻩ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﺑﺎﻟﻘﺎﺀ ﻛﺮﺍﺕ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺑﻴـﻮ‪‬ﻢ ﻭ‬ ‫ﺍﻟﻘﺎﺀ ﺣﺠﺎﺭﺓ ﻣﻠﻔﻮﻓﺔ ﲞﻄﺎﺑﺎﺕ ‪‬ﺪﻳﺪ ﻭﻭﻋﻴﺪ ﻋﻠﻰﺍﻟﻜﻨﺎﺋﺲ ﻟـﻮﻻ‬ ‫ﺗﺪﺧﻞ ﻋﻀﻮ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻭ ﺗﺼﺪﻯﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﺍﳌﺴﻠﻤﺔ ﻭ‬ ‫ﺍﻟﻘﺒﻄﻴﺔ ﳍﻢ .‬ ‫ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻭﺭﺍﺀ ﺗﻠﻚ ﺍﳊﻮﺍﺩﺙ ﺍﳌﺆﺳـﻔﺔ ﻓﻜـﺎﻥ ﺗﻮﺯﻳـﻊ‬ ‫ﺍﳉﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺍﳌﺘﻄﺮﻓﺔ ﻳﻮﻡ ﺍﻻﺛﻨﲔ ٦٢ ﻓﱪﺍﻳﺮ ﻣﻨﺸﻮﺭﺍ ﺃﻋﻄـﻮﻩ‬ ‫ﻋﻨﻮﺍﻧﺎ ﻣﺜﲑﺍ "ﺃﻋﺮﺍﺽ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺑﲔ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭ ﺍﻟﺼﻠﻴﺒﻴﲔ ، ﻭﺟﺎﺀ‬ ‫ﻓﻴﻪ : ﺇﻥ ﻣﻦ ﻣﺎﺕ ﺩﻭﻥ ﻋﺮﺿﻪ ﻓﻬﻮ ﺷﻬﻴﺪ ، ﻭﻗﺪ ﺯﻋﻢ ﻛﺎﺗﺐ‬ ‫ﺍﳌﻨﺸﻮﺭ ﺃﻥ ﺷﺎﺑﲔ ﻣﺴﻴﺤﻴﲔ ﻳﻘﻮﻣﺎﻥ ﲟﻤﺎﺭﺳـﺔ ﺍﳉـﻨﺲ ﻣـﻊ‬ ‫ﺍﻟﻔﺘﻴﺎﺕ ﺍﳌﺴﻠﻤﺎﺕ ﰱ ﺻﺎﻟﺔ ﻣﺘﺴﻌﺔ ﺑﺸﻘﺔ ﻓﺎﺧﺮﺓ ﻭ ﻓﺴـﻴﺤﺔ ﰱ‬
  • 39. ‫ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺷﺠﺔ ﺍﳌﻨﻨﻴﺎ ، ﻳﺪﻳﺮﻫﺎ ﻟﻠﺪﻋﺎﺭﺓ ﺭﺟﻼﻥ ﺍﺣﺪﳘﺎ ﺃﻣﺮﻳﻜـﻰ ﻭ‬ ‫ﺍﻟﺜﺎﱏ ﻳﻬﻮﺩﻯ ﺻﻬﻴﻮﱏ ) ﺍﳊﻮﺍﺩﺙ ٢٢ ﻣـﺎﺭﺱ ( ، ﻭﻳﻘﻮﻣـﻮﻥ‬ ‫ﺑﺘﺼﻮﻳﺮ ﺍﳌﺸﻬﺪ ﺍﳉﻨﺴﻰ ﺍﳉﻤﺎﻋﻰ ﺑﺎﻟﻔﻴﺪﻳﻮ ﺑﻜﻞ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﺍﻟﺸﺎﺫﺓ‬ ‫ﺍﻟﱴ ﺗﻌﺠﺰ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻭ ﺗﺴﺘﺤﻰ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﻋﻦ ﻭﺻﻔﻬﺎ ، ﻭ ﻳﻌﻄﻮﻥ‬ ‫ﻛﻞ ﻓﺘﺎﺓ ﲬﺴﻤﺎﺋﺔ ﺟﻨﻴﻬﺎ ، ﻛﻤﺎ ﻳﻌﻄﻮﻫﻦ ﺣﻘﻦ ﻣﺎﻛﺲ ﻭ ﺗـﺬﺍﻛﺮ‬ ‫ﺑﻮﺩﺭﺓ ﻭ ﻫﲑﻭﻳﻦ ﺑﻜﻤﺒﺎﺕ ﻛﺒﲑﺓ ﲢﺖ ﺍﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ﰒ ﻳﻘﻮﻣﻮﻥ ﺑﺒﻴـﻊ ﻭ‬ ‫ﻣﺪﺍﻭﻟﺔ ﺍﻷﺷﺮﻃﺔ ﺑﲔ ﺃﻳﺪﻯ "ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﺓ ﺍﻟﻨﺠﺴﺔ" ، ﻭ ﰱ ‪‬ﺎﻳﺔ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ‬ ‫ﺍﻟﺬﻯ ﺫﻛﺮﺕ ﻓﻴﻪ ﺃﲰﺎﺀ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﳌﺴﻴﺤﻰ ﻭ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻔﺘﻴـﺎﺕ‬ ‫ﺍﳌﺴﻠﻤﺎﺕ ﻃﺎﻟﺒﻮﺍ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺑﺎﻻﻧﺘﻘـﺎﻡ ، ﻭ ﻗـﺪ ﻭﺯﻋـﺖ ﻫـﺬﻩ‬ ‫ﺍﳌﻨﺸﻮﺭﺍﺕ ﺑﻜﺜﺎﻓﺔ ﰱ ﲨﻴﻊ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﻭ ﻗﺮﻯ ﺍﶈﺎﻓﻈـﺔ ﻭﻧﺸـﺮﺕ )‬ ‫ﺟﺮﻳﺪﺓ ﺍﻷﺣﺮﺍﺭ ﰱ ٩١ ﻣﺎﺭﺱ ٠٩٩١( ﺻـﻮﺭﺓ ﺑـﺎﻟﺰﻧﻜﻮﻏﺮﺍﻑ‬ ‫ﻟﻠﻤﻨﺸﻮﺭ . ﻭﻗﺪ ﺍﺗﻀﺢ ﺃﻥ ﻓﺘﺎﺓ ﲟﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻳـﺔ ﻟﻠﺒﻨـﺎﺕ‬ ‫ﺍﻋﺘﺮﻓﺖ ﺃﻥ ﲨﺎﻋﺔﺍﳉﻬﺎﺩ ﺃﺟﱪﻭﻫﺎ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺿﺮﺑﻮﻫﺎ ﻭ ﺃﻟﺒﺴـﻮﻫﺎ‬ ‫ﲬﺎﺭﺍ ﻭ ﺟﻮﺍﻧﱴ ) ﺭﻭﺯ ﺍﻟﻴﻮﺳﻒ ٩١ ﻣﺎﺭﺱ ( ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺗﻌﺘـﺮﻑ‬ ‫ﺯﻭﺭﺍ ﺃﻣﺎﻡ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺑﻘﺼﺔ ﻭﳘﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﺍﺧﺘﻠﻘﺘﻬﺎ ﺣﻮﻝ‬ ‫ﺷﻘﺔ ﻳﺪﻳﺮﻫﺎ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﻥ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ، ﺩﻭﻥ ﺃﻯ ﺳﻨﺪ ﻣـﻦ‬ ‫ﺣﻘﻴﻘﺔ ، ﺍﻋﺘﺮﻑ ﺍﳌﺘﻬﻢ ﺍﻷﻭﻝ ﺑﺈﺛﺎﺭﺓ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﺑﺬﻟﻚ ﻭﻫﻮ ﻃﺎﻟـﺐ‬ ‫ﺑﺎﻟﺴﻨﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﺑﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺑﺎﳌﻨﻴﺎ ) ﺍﻷﻫﺮﺍﻡ ٤٢ ﻣﺎﺭﺱ (‬
  • 40. ‫ﻭ ﰱ ﺗﻘﺮﻳﺮ ‪‬ﻠـﺔ ﺍﳌﺼﻮﺭﺍﻟﺼـﺎﺩﺭﺓ ﻳـﻮﻡ ٣٢ ﻣـﺎﺭﺱ ،‬ ‫٠٩٩١ﺗﺄﻛﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﳛﺮﺹ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺗﺘﺴﻊ ﻣﺴـﺎﺣﺔ‬ ‫ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﻟﺘﺸﻤﻞ ﺑﺮ ﻣﺼﺮ ﻛﻠﻬﺎ ،ﻭ ﺑﺮﺻﺪ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﺸﺎﺋﻌﺎﺕ ﰱ ﺭﻳﻒ‬ ‫ﻣﺼﺮ ﻭﺟﺪ ﺃ‪‬ﺎ ﺗﺼﺐ ﰱ ﻗﻨﺎﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ : ﺷﺒﺎﻥ ﻣﺴﻴﺤﻴﻮﻥ ﺍﻋﺘـﺪﻭﺍ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺑﻨﺎﺕ ﻣﺴﻠﻤﺎﺕ؛ ﻣﺮﺓ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺸـﺎﺏ ﺍﳌﺴـﻴﺤﻰ ﻣﺪﺭﺳـﺎ‬ ‫ﻭﺍﻟﺒﻨﺖ ﳏﺠﺒﺔ ، ﻭ ﺃﺧﺮﻯ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﰱ ﺳﻦ ﺍﳌﺮﺍﻫﻘﺔ ﺍﳋﻄـﺮﺓ‬ ‫ﻭ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﰱ ﻧﻔﺲ ﺳﻨﻪ ﺍﻟﺼﻌﺒﺔ..‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺍﻋﺘﺮﻓﺖ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺍﻟﱴ ﻓﺠﺮﺕ ﺍﻟﺸﺎﺋﻌﺔ ﺑﺎﻋﺠﺎ‪‬ﺎ ﺑﺎﻟﻔﻨﺎﻧـﺔ‬ ‫ﺷﲑﻳﻬﺎﻥ ، ﻭﳏﺎﻭﻟﺔ ﺗﻘﻠﻴﺪﻫﺎ ﻭ ﺃ‪‬ﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﺮﺡ ﺑﺰﻣﻴﻼ‪‬ﺎ ﻓﺤﻜﺖ‬ ‫ﳍﻢ ﺣﻜﺎﻳﺔ ﻭﳘﻴﺔ، ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎﻭﺻﻠﺖ ﺍﱃ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﲨﺎﻋـﺔ ﺍﳉﻬـﺎﺩ‬ ‫ﻓﺄﺻﺮﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﻘﻤﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﺭﻏﻢ ﺃ‪‬ﺎ ﺍﻋﺘﺮﻓـﺖ ﳍـﻢ‬ ‫ﺑﻜﺬ‪‬ﺎ !‬ ‫ﰱ٢ ﻣﺎﺭﺱ ٠٩٩١ ﺣﺪﺛﺖ ﻣﺼﺎﳊﺔ ﻭﻃﻨﻴﺔ ﺑﲔ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻭ‬ ‫ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ، ﻭ ﺭﻏﻢ ﺫﻟﻚ ﺫﻛﺮﺕ ﺍﳌﺼﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﺍﶈـﺎﻓﻆ ﺃﻥ‬ ‫ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﳉﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﳌﺘﻄﺮﻓﺔ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺜﲑﻭﻥ ﺍﳌﺸﺎﻛﻞ ﰱ ﺍﳌﻨﻴـﺎ ﻣﻨـﺬ‬ ‫ﺛﻼﺙ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻭﺃ‪‬ﻢ ﻳﺴﻌﻮﻥ ﺍﱃ ﺍﺷﻌﺎﻝ ﻓﺘﻨﺔ ﻟﺰﻋﺰﻋﺔ ﺃﻣﻦ ﻣﺼﺮ ، ﻭ‬ ‫ﺍﻋﺘﺮﻑ ﺃﻧﻪ ﺣﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﻳﻘﺪﻡ ﳍﻢ ﻣﺎ ﻳﺸﺒﻪ ﺍﻟﺮﺷﻮﺓ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﻋﺮﺽ‬ ‫ﺑﺘﺸﻐﻴﻞ ﺃﻯ ﻓﺮﺩ ﻣﻨﻬﻢ ) ﻣﻦ ﺍﳌﺘﻄﺮﻓﲔ !( ﺃﻯ ﻣﻜﺎﻓﺄﺗﻪ ﺑﺈﻋﻄﺎﺋـﻪ‬
  • 41. ‫ﻣﺸﺮﻭﻋﺎ ﻣﻨﺘﺠﺎ ، ﻭ ﻗﺪ ﺍﺳﺘﺠﺎﺏ ﺍﻟﺒﻌﺾ ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺍﻻﺧـﺮ‬ ‫ﺃﻛﺪ ﺭﻓﻀﻪ ﻭﻋﻨﺎﺩﻩ.."ﻭ ﺃﺻﺒﺢ ﺫﺍﻋﻘﻮﻝ ﻣﻐﻠﻘﺔ ﻭ ﺑﺆﺭ ﻟﻠﻔﺴـﺎﺩ ، ﻭ‬ ‫ﻗﺪ ﺣﺎﻭﺭﻧﺎﻫﻢ ﻣﺌﺎﺕ ﺍﳌﺮﺍﺕ ﻭ ﺑﻜﻞ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﻭ ﻋﱪ ﲨﻴﻊ ﺍﻻﺳـﺎﺗﺬﺓ‬ ‫ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻇﻠﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﻗﻔﻬﻢ ﺍﻟﺮﺍﻓﺾ ﻟﻠﺘﻐﻴﲑ" ) ﺍﳌﺼـﻮﺭ ٣٢‬ ‫ﻣﺎﺭﺱ (‬ ‫ﻭ ﺍﻟﻜﺎﺭﺛﺔ ﺃﻥ ﻳﺘﻢ ﺍﺗﻔﺎﻕ ﻭﺩﻯ ﺑﲔ ﻣﺪﻳﺮ ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﺬﻯ ﻓﺼﻞ‬ ‫ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ، ﻭ ﺑﲔ ﺃﻣﲑ ﲨﺎﻋﺔ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﺘـﻮﱃ ﺍﻷﺧـﲑ ﻭ‬ ‫ﲨﺎﻋﺘﻪ ﺿﺒﻂ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﳌﺨﺎﻟﻔﺔ ﻟﻠﺪﻳﻦ ﻭ ﺗﺴﻠﻴﻤﻬﺎ ﻟﻸﻣﻦ !!) ﺭﻭﺯ‬ ‫ﺍﻟﻴﻮﺳﻒ ﰱ ٩١ ﻣﺎﺭﺱ ( ، ﻭ ﻗﺪ ﻧﺸﺮﺕ ﻧﺺ ﺍﳌﻨﺸﻮﺭ ﺍﻟﺬﻯ ﺟﺎﺀ‬ ‫ﻓﻴﻪ" ﺍﻣﺴﺤﻮﺍ ﺍﻟﻌﺎﺭ ﻳﺎ ﻣﺴﻠﻤﲔ " ﰱ ٩١ ﻣـﺎﺭﺱ ، ﻭ ﺍﺗﻀـﺢ ﺃﻥ‬ ‫ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺸﻘﺔﺍﳌﺬﻛﻮﺭﺓ ﻣﺴﻠﻢ ﻭ ﻟﻴﺲ ﻣﺴﻴﺤﻴﺎ ،ﻭ ﺍﻧﻪ ﳝﺘﻠﻚ ﺑﻮﺗﻴﻚ‬ ‫ﻟﺒﻴﻊ ﻣﺴﺘﺤﻀﺮﺍﺕ ﺍﻟﺘﺠﻤﻴﻞ ﺃﺳﻔﻞ ﺍﻟﻌﻤﺎﺭﺓ ، ﻭ ﺷﻘﺔ ﻣﻐﻠﻘﺔ ﻣﻨﺬ‬ ‫ﻓﺘﺮﺓ ﺣﻴﺚ ﻋﺜﺮﺕ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﻷﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﻛﻤﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﺗﺮﺑﺔ ﻭ ﺍﻟﻌﻨﻜﺒﻮﺕ‬ ‫ﻭ ﻣﺒﻴﺪﺍﺕ ﺍﻟﺼﺮﺍﺻﲑ ﻣﻨﺘﺸﺮﺓ ‪‬ﺎ .ﻭ ﻳﻘﻄﻦ ﺃﺳﻔﻞ ﺍﻟﺸﻘﺔ ﺃﺳﺘﺎﺫ ﻣﻠﺘﺢ‬ ‫ﲜﺎﻣﻌﺔ ﺍﳌﻨﻴﺎ ﻭ ﲨﻴﻊ ﺳﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﻤﺎﺭﺓ ﻣـﻦ ﺍﳌـﻮﻇﻔﲔ ﻭ ﺃﺳـﺎﺗﺬﺓ‬ ‫ﺍﳉﺎﻣﻌﺎﺕ .‬ ‫ﺍﶈﺼﻠﺔ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻴﺔ ﻟﻠﺨﺴﺎﺋﺮ ﺣﱴ ٢٢ ﻣﺎﺭﺱ ﻭﻓﻖ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺟﺮﻳﺪﺓ‬ ‫ﺍﳊﻮﺍﺩﺙ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ : ﺍﺣﺮﺍﻕ ﲬﺲ ﺻﻴﺪﻟﻴﺎﺕ ﻭ ﲬﺲ ﻛﻨـﺎﺋﺲ ﻭ‬
  • 42. ‫ﲬﺲ ﺳﻴﺎﺭﺍﺕ ﺧﺎﺻﺔ ﻭ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﻧﺼﻒ ﻧﻘﻞ ﻭ ﻣﺼﻨﻊ ﻟﻠﺤﻠـﻮﻯ ﻭ‬ ‫ﳏﻞ ﻟﻠﻌﻠﻒ ﻭﻣﻜﺘﺐ ﻭﻭﺣﺪﺓﺻﺤﻴﺔ ﻣﺪﺭﺳﻴﺔ ﻭ ﻛﻨﻴﺴﺔ ﻣﺎﺭﺟﺮﺟﺲ‬ ‫ﻭ ﻛﻨﻴﺴﺔ ﺧﻼﺹ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﻭﻛﻨﻴﺴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺍﻟﻌﺬﺭﺍﺀ ﻭ ﻣﺴـﺘﻮﺩﻋﻰ‬ ‫ﺧﺸﺐ ﻭﳏﻤﺼﺔ ﻭ ﺍﺳﺘﻮﺩﻳﻮ ﺗﺼﻮﻳﺮ ﻭ ﳏﻠﻰ ﺑﻴﻊ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﻭ ﳏﻞ ﺑﻴﻊ‬ ‫ﺃﺩﻭﺍﺕ ﺻﺤﻴﺔ ﻭ ﻣﺘﺠﺮ ﻭﺻﺎﻟﻮﻥ ﺣﻼﻗـﺔ ﻭ ﻣﻜﺘﺒـﺔ ﻭ ﺑﻌـﺾ‬ ‫ﺍﻟﺘﻠﻔﻴﺎﺕ ﰱ ﲨﻌﻴﺔ ﺍﻟﺸﺒﺎﻥ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ، ﰒ ﻧﺸﺮﺕ ﺟﺮﻳﺪﺓﺍﻷﻫﺎﱃ ﰱ‬ ‫ﻋﺪﺩﻫﺎ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻳﻮﻡ ٤١ ﻣﺎﺭﺱ ٠٩٩١ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺑﺎﳋﺴﺎﺋﺮ ﺍﻟﱴ‬ ‫ﱂ ﻳﻌﻠﻦ ﻋﻨﻬﺎ .‬ ‫ﺗﻠﺖ ﺫﻟﻚ ﺣﺎﺩﺛﺔ ﺍﻧﻔﺠﺎﺭ ﻗﻨﺒﻠﺔ ﰱ ﻛﻨﻴﺴﺔ ﺳﻨﻬﻮﺭ ﻭﻣﻘﺘـﻞ‬ ‫ﺍﳉﻨﺪﻯ ﺍﻟﻮﺍﻗﻒ ﻋﻠﻰ ﺑﺎ‪‬ﺎ ،ﻭ ﺃﺣﺪﺍﺙ ﺷﻐﺐ ﺃﺧـﺮﻯ ﺑـﺎﻟﻔﻴﻮﻡ ،‬ ‫ﺍﺭﺗﻜﺒﺘﻬﺎ ﲨﺎﻋﺔ "ﺍﻟﺸﻮﻗﻴﻮﻥ " ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﺒﻌﻮﻥ ﺷﻮﻗﻰ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟـﺬﻯ‬ ‫ﻟﻘﻰ ﻣﺼﺮﻋﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻳﺪﻯ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﰱ ﻗﺮﻳﺘﻪ ﺳﻨﺮﻭ ﺑﺎﻟﻔﻴﻮﻡ ﻓﺠﺮ ٦٢‬ ‫ﺍﺑﺮﻳﻞ ، ﻭﻛﺎﻥ ﺷﻮﻗﻰ ﻗﺪ ﺃﺛﺎﺭ ﺣﺮﺑﺎ ﺷﻌﻮﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﳉﻤﺎﻋﺎﺕ‬ ‫ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻭ ﻛﻔﺮ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﻭﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﻌﻤﻞ ﻣﻌﻬﺎ ، ﻭ ﻛﺎﻥ ﻳﻄﻠـﻖ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﻣﲑ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﻭ ﺗﻠﻘﺒﻪ ﲨﺎﻋﺘﻪ ﺑﺎﰉ ﻋﺒـﺪ ﺍﷲ . ﻭ ﻗـﺪ‬ ‫ﺗﺮﺩﺩﺕ ﺣﻮﻝ ﺷﻮﻗﻰ ﻫﺬﺍ ﻗﺼﺺ ﻛﺜﲑﺓ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﳛﻜﻰ ﻋﻦ ﺯﻭﺟﺘﻪ‬ ‫ﺍﻟﱴ ﺃﲰﺎﻫﺎ ﺃﻡ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ، ﻭ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﺎﻭﻧﻪ ﰱ ﺗﺰﻭﻳﺞ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﳉﻤﺎﻋـﺔ‬ ‫ﻣﻦ ﻓﺘﻴﺎﺕ ﲡﻤﻌﻬﻦ ﻭﺗﻠﻘﻰ ﻋﻠﻴﻬﻦ ﳏﺎﺿﺮﺍﺕ ﺩﻳﻨﻴﺔ ، ﻭﻗﺪ ﲨﻌﺖ ٢‬
  • 43. ‫ﻛﻴﻠﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﻣﻦ ﻋﻀﻮﺍﺕ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺑﺎﺩﺭﺕ ﺑـﺎﻟﺘﱪﻉ‬ ‫ﲝﻠﻴﻬﺎ . ﻭ ﻗﺪ ﺣﻮﻟﺖ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﻗﺮﻳﺔ ﻛﺤﻚ ﺍﱃﳐﺰﻥ ﺳﻼﺡ ﻋﻠﲎ‬ ‫ﻭ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺍﻧﺪﻟﻌﺖ ﻓﺘﻨﺔ ﻃﺎﺋﻔﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﰱ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻣﻨﻔﻠـﻮﻁ‬ ‫ﺑﺄﺳﻴﻮﻁ ، ﻭ ﺍﺭﺗﻜﺒﺖ ﺃﺣﺪﺍﺙ ﺷﻐﺐ ﻣﻦ ﺷﺒﺎﺏ ﺭﻏﺐ ﰱ ﺍﻗﺎﻣـﺔ‬ ‫ﺍﶈﻤﻞ ﺍﻟﺬﻯ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﺎﻡ ﺳﻨﻮﻳﺎ ﺻﺒﻴﺤﺔ ﻋﻴﺪ ﺍﻟﻔﻄﺮ ﰒ ﻟﻐﺎﻩ ﺍﶈـﺎﻓﻆ‬ ‫. ﰱ ﺣﺪﻳﺚ ﻣﻊ ﳎﻠﺔ ﺍﳌﺼﻮﺭﺍ ﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﻳﻮﻡ ١١ ﻣﺎﻳﻮ٠٩٩١ﺃﻋﻠﻦ‬ ‫ﺍﻟﻠﻮﺍﺀ ﳏﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻠﻴﻢ ﻣﻮﺳﻰﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﺃﻥ ﺍﳉﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﳌﺘﻄﺮﻓﺔ‬ ‫ﺷﺮﻋﻮ ﺃﻥ ﺃﻯ ﺳﻴﺪﺓ ﻣﺒﺎﺣﺔ ﻷﻯ ﺍﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﲨﺎﻋﺘـﻬﻢ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴـﺔ‬ ‫ﻣﺎﺩﺍﻣﺖ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻨﻀﻤﺔ ﻟﻠﺠﻤﺎﻋﺎﺕ . .!!‬
  • 44. ‫ﺍﳊﺠﺎﺏ ﰱ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ‬ ‫ﻛﺎﻥ ﺍﻷﺷﻮﺭﻳﻮﻥ )ﰱﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ( ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﻓﺮﺽ ﺍﳋﻤﺎﺭ ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﰱ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻘﺪﱘ )ﻗﺒﻞ ﺍﳌﻴﻼﺩ ( ، ﻭ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻗﻮﻣﺎ ﻳﺘﺴـﻤﻮﻥ‬ ‫ﺑﺎﻟﻐﻠﻈﺔ ﻭ ﺍﻟﻘﺴﻮﺓ ﻭ ﻳﻌﺎﻣﻠﻮﻥ ﻧﺴﺎﺀﻫﻢ ﲜﻔﺎﺀ ﻭ ﺧﺸـﻮﻧﺔ ،ﻭ ﻗـﺪ‬ ‫ﺷﻨﻮﺍ ﺣﺮﻭﺑﺎ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺟﲑﺍ‪‬ﻢ ﻛﺎﻧﺖ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﺗﻜﻠﻞ ﺑﺎﻻﻧﺘﺼﺎﺭ‬ ‫ﻭ ﺍﺳﺘﺮﻗﺎﻕ ﺃﻋﺪﺍﺩ ﻫﺎﺋﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ، ﻭ ﻛﺎﻥ ﺍﳌﻨﺘﺼﺮﻭﻥ‬ ‫ﻳﺴﺨﺮﻭﻥ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺍﳌﻬﺰﻭﻣﲔ ﳋﺪﻣﺘﻬﻢ ، ﻭﻳﺴـﺘﺒﻴﺤﻮﻥ ﻧﺴـﺎﺀﻫﻢ‬ ‫ﳌﺘﻌﺘﻬﻢ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ، ﻟﺬﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻯ ﲤﻴﻴﺰ ﺍﳊﺮﺍﺋﺮ ﻋـﻦ‬ ‫ﺍﻷﺭﻗﺎﺀ .ﻭ ﰱ ﺍﺣﺪﻯ ﺍﻟﻠﻮﺣﺎﺕ ﺍﻟﻄﻴﻨﻴﺔ ﺍﻟﱴ ﻋﺜﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﳌﻨﻘﺒـﻮﻥ‬ ‫ﺃﺧﲑﺍ ﰱ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺃﺷﻮﺭ ﺍﻟﻘﺪﳝﺔ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺧﺎﺻﺔ ﲝﺠﺎﺏ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺟـﺎﺀ‬ ‫ﰱ ﻣﻘﺪﻣﺘﻬﺎ:‬ ‫"ﻻ ﺯﻭﺟﺎﺕ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭ ﻻ ﺍﻷﺭﺍﻣﻞ ﻭ ﻻ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻵﺷﻮﺭﻳﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﻼﺗﻰ ﳜﺮﺟﻦ ﺍﱃ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﳝﻜﻨﻬﻦ ﺗﺮﻙ ﺭﺅﻭﺳﻬﻦ ﻣﻜﺸﻮﻓﺔ . ﺑﻨﺎﺕ‬