SlideShare ist ein Scribd-Unternehmen logo
1 von 2
Downloaden Sie, um offline zu lesen
‫المجالت الكهرومغناطيسية والصحة العامة‬
‫محطات الهواتف الخلوية وتقنيات التصال اللسلكي‬
‫أصبح انتشار الهواتف الخلوية في يومنا هذا أمرا عاديا في جميع أنحاء العالم. و تعتمد تقنية التصالت اللسلكية على شبكة ممتدة من‬
‫الهوائيات الثابتة أو المحطات الخلوية تتبادل المعلومات فيما بينها بواسطة إشارات تردد لسلكي. وتنتشر حول العالم أكثر من حوالي 4.1‬
‫.مليون محطة هاتف خلوي )برج( ويتزايد هذا العدد باطراد خصوصا مع انتشار الجيل الثالث من هذه التقنيات‬

‫هناك شبكات لسلكية أخرى انتشرت في الونة الخيرة في البيوت والمكاتب والعديد من الماكن العامة )المطارات، المدارس و المناطق‬
‫السكنية(. هذه الشبكات مثل الشبكات اللسلكية المحلية تستعمل في خدمات النترنت وتوفر سرعة عالية للتصال عبر النترنت. ومع‬
‫ازدياد عدد محطات الهواتف الخلوية وكذلك عدد الشبكات اللسلكية المحلية، يزداد أيضا تعرض السكان للشعاع الكهرومغناطيسي‬
‫المنبعث من هذه المحطات. وتشير الدراسات الحالية إلى أن تع ّض السكان للمجالت الكهرومغناطيسية من هوائيات محطات الهواتف‬
                                                               ‫ر‬
‫الخلوية يتراوح ما بين 200.0%-2% من مستويات حدود التعرض المسموح بها دوليا، ويعتمد ذلك على عوامل مختلفة مثل بعد الشخص‬
‫عن هوائي المحطة وكذلك على طبيعة البيئة المحيطة. ومستوى التعرض هذا اقل أو يعادل التعرض لمستويات موجات التردد اللسلكي‬
‫المنبعثة من هوائيات البث الذاعي أو التلفزيوني. وهناك تخوف من العواقب الصحية المحتملة من التعرض لمجالت التردد اللسلكي‬
‫.الناجم عن استخدام هذه التقنيات‬

‫تستعرض هذه النشرة الدلئل العلمية عن التأثيرات الصحية الناجمة عن تعرض النسان المستمر لمستويات منخفضة من أشعة التردد‬
‫.اللسلكي المنبعثة من أبراج محطات الهواتف الخلوية وشبكات اللسلكي المحلية الخرى‬

‫الهتمامات الصحية‬
‫إن القلق السائد بشأن هوائيات محطات الهواتف الخلوية وشبكات التصال اللسلكي المحلية سببه العتقاد بأن تعرض كامل الجسم‬
‫للشارات اللسلكية التي تنبعث منها يمكن أن يؤدي إلى آثار صحية على المدى البعيد. حتى الن فان الثر الصحي الوحيد الذي تم التعرف‬
‫عليه عن طريق البحاث العلمية يعود إلى الرتفاع في درجة الحرارة )أكبر من درجة مئوية واحدة ( نتيجة التعرض لكثافة إشعاعية عالية‬
‫والتي تتواجد فقط في بعض المؤسسات الصناعية مثل المسخنات التي تعمل بأشعة التردد اللسلكي. إن مستويات التعرض لشعة التردد‬
‫الراديوي المنبعثة من هوائيات المحطات الخلوية وشبكات التصال اللسلكي هي متدنية جدا لدرجة أنها ل تتسبب في إحداث آثار حرارية‬
‫.معتبرة و بالتالي ليست لها اثار صحية على النسان‬

‫إن شدة مجالت أشعة التردد الراديوي تكون عالية عند المصدر وتتناقص بسرعة مع البعد عنه. أما القتراب من هوائيات المحطات‬
‫الخلوية فهو ممنوع حيث أن مستوى الشعاع يمكن أن يتجاوز الحدود الدولية المسموح بها. وتشير القياسات والدراسات الحالية إلى أن‬
‫مستويات التعرض لشعاع التردد الراديوي المنبعث من محطات الهواتف الخلوية وتقنيات التصال اللسلكي الخرى في الماكن التي‬
‫.يتواجد فيها الجمهور)بما فيها المدارس والمستشفيات(، هذه المستويات في العادة اقل من الحدود الدولية المسموح بها بآلف المرات‬

‫في الواقع وبسبب ترددها المنخفضٍ فان جسم النسان عند التعرض إلى مستويات متشابهة من موجات الراديو والتلفزيون وإشعاع أبراج‬
‫والبث التلفزيوني بمعدل خمسة مرات أكثر من ‪ FM‬محطات الهواتف الخلوية فان الجسم يمتص الشعة المنبعثة من البث الذاعي‬
‫يعمل بتردد 001 ميغاهيرتز وتردد المحطات الخلوية حوالي 0001 ‪ FM‬امتصاصه للشعة المنبعثة من المحطة الخلوية )البث الذاعي‬
‫ميغاهيرتز( كذلك يساعد طول الجسم في امتصاص موجات المذياع والتلفزيون بشكل أكبر. مع ذلك ومع العلم بان محطات البث الذاعي‬
‫.والتلفزيوني تعمل منذ أكثر من 05 عام فانه لم يتبين ان هذه المحطات لها أية آثار صحية مؤكدة‬

‫وفي حين أن معظم تقنيات التصال الذاعي تستعمل الشارات المتواصلة، فان التصالت اللسلكية الحديثة تستعمل الشارات الرقمية. ول‬
‫.تشير البحاث العلمية التي أجريت حتى الن الى وجود أية أخطار محددة تنتج عن تعديلت مختلفة للشارات الراديوية‬

‫مرض السرطان: إن التقارير الصحفية و أحاديث وسائل العلم عن وجود إصابات بمرض السرطان تحدث حول أبراج محطات الهواتف‬
‫الخلوية تزيد من قلق الجمهور. يجب هنا ملحظة أن السرطانات ل تتوزع بشكل منتظم من الناحية الجغرافية بين أية مجموعة من‬
‫السكان.وبما أن أبراج المحطات الخلوية منتشرة بشكل كبير في البيئة، فانه من المتوقع وجود إصابات بأمراض السرطان بالقرب من محطة‬
‫خلوية بمحض الصدفة. هذا ل يعني أن سبب حدوث السرطان هو وجود المحطة، خصوصا وان أمراض السرطان المسجلة في هذه‬
‫.الحالت هي في الغالب مجموعة من أنواع مختلفة من مرض السرطان ل توجد لها أية ميزات أو علة مشتركة‬

‫إن الدليل العلمي عن توزيع مرض السرطان بين السكان يمكن الحصول عليه فقط من خلل دراسات وبائية مخططة ومنفذة بعناية. في‬
‫السنوات الخمسة عشر الخيرة تم نشر العديد من هذه الدراسات الوبائية التي تبحث في العلقة بين انتشار مرض السرطان حول الهوائيات‬
‫التي تبث موجات لسلكية. ولم تجد هذه الدراسات أي دليل على أن التعرض للشعة المنبعثة من تلك الهوائيات يزيد من مخاطر انتشار‬
‫مرض السرطان. كذلك الدراسات التي جرت على الحيوانات لفترات طويلة، لم تبين أي زيادة من خطر السرطان نتيجة التعرض لمجالت‬
‫التردد الراديوي، حتى عند الحيوانات التي تم تعريضها لمستويات أعلى بكثير من مستويات الشعاع التي تنبعث من أبراج المحطات‬
‫.الخلوية أو من شبكات التصال اللسلكي الخرى‬

‫الثار الصحية الخرى: قليلة هي الدراسات التي بحثت في الثار الصحية العامة عند الشخاص الذين تعرضوا لمجالت تردد راديوي من‬
‫محطات الهواتف الخلوية وذلك بسبب الصعوبة في تمييز شاراتها الضعيفة جدا من بين شارات الترددات الخرى القوى الموجودة في‬
‫البيئة. معظم الدراسات ّكزت على التعرض للترددات الراديوية عند مستخدمي الهواتف الخلوية، لم تبين الدراسات على النسان أو‬
                                                                                             ‫ر‬
‫الحيوانات، والتي تبحث في وظيفة الدماغ وسلوكه بعد التعرض لمجالت تردد راديوي مثل تلك الصادرة من الهواتف الخلوية وجود أية‬
‫ّثار صحية ضارة. مستويات الشعاع الذي تم التعرض لها في هذه الدراسات حوالي 0001 مرة أعلى من تلك التي يتعرض لها الجمهور‬    ‫ا‬
‫من محطات الهواتف الخلوية أو شبكات التصال اللسلكي المحلية. لم تتم ملحظة أية تغييرات ذات صلة على نمط النوم أو وظائف القلب‬
‫.والوعية الدموية‬

‫بعض الشخاص تحدثوا عن شعورهم بأعراض غير محددة عقب تعرضهم لمجالت تردد راديوي صادرة عن محطات الهواتف الخلوية أو‬
‫من أجهزة أخرى تبث موجات كهرومغناطيسية. وكما تبين من نشرات حديثة صدرت عن منظمة الصحة العالمية )الحساسية الزائدة‬
‫للمجالت الكهرومغناطيسية( ل تسبب المجالت الكهرومغناطيسية مثل هذه العراض. على الرغم من ذلك فانه لمن المهم العتراف بما‬
‫.يعاني منه هؤلء الشخاص‬

‫من جميع البحاث التي أجريت حتى الن لم يتبين وجود آثار صحية ضارة قصيرة المد أو طويلة المد من الشارات التي تنبعث من‬
‫محطات الهواتف الخلوية. وبما ان شبكات التصال اللسلكية تبث بشكل عام اشارات لسلكية اضعف من تلك التي تنبعث من محطات‬
‫.الهواتف الخلوية فليس من المتوقع وجود اية اثار صحية ضارة من التعرض لها‬

‫معايير الوقاية‬
‫وكذلك معهد المهندسين الكهربائيين واللكترونيين )8991,‪ (ICNIRP‬قامت كل من اللجنة الدولية للوقاية من الشعاعات غير المؤينة‬
‫بتطوير إرشادات دولية للتعرض، لتوفير الوقاية من الثار المثبتة للمجالت الكهرومغناطيسية. وعلى الحكومات أن تتبنى )5002,‪(IEEE‬‬
‫معايير المان الدولية وذلك لحماية مواطنيها من خطر التعرض لمستويات عالية من مجالت التردد الراديوي. كذلك على السلطات أن‬
‫.تحظر الدخول إلى الماكن التي يمكن فيها تجاوز حدود التعرض المسموح بها دوليا‬

‫إدراك المخاطر من قبل الجمهور‬
‫بعض الناس يشعرون أن المخاطر التية من التعرض لشعة التردد الراديوي هي مخاطر كبيرة ومن المحتمل أن تكون شديدة أيضا. وهناك‬
‫أسباب مختلفة لتخوف الجمهور منها إعلنات وسائل العلم عن دراسات علمية جديدة وغير مؤكدة تقود لشعور من عدم الـتأكد وإدراك‬
‫انه من المحتمل وجود مخاطر غير معروفة أو مكتشفة. السباب الخرى لها علقة بعوامل جمالية والشعور بنقص الرقابة أو عدم‬
‫المشاركة في عملية تحديد مواقع محطات الهواتف الخلوية الجديدة. إن وجود برامج تربوية وكذلك التواصل الف ّال مع الناس ومشاركة‬
                     ‫ع‬
‫الجمهور وكذلك أصحاب العقارات ) في مراحل مناسبة ( قبل تركيب مصادر التردد الراديوي سوف يعزز ثقة الجمهور وتقبلهم لوجود تلك‬
‫.المحطات‬

‫الخلصة‬
‫آخذين بعين العتبار مستويات التعرض المنخفضة جدا ونتائج البحاث العلمية حتى هذا التاريخ، فانه ل يوجد دليل علمي على أن الشارات‬
‫.الضعيفة التي يتعرض لها الناس من محطات الهواتف الخلوية وكذلك من شبكات التصالت اللسلكية الخرى تسبب آثار صحية ضارة‬

‫مبادرات منظمة الصحة العالمية‬
‫من خلل المشروع الدولي للمجالت الكهرومغناطيسية أسست منظمة الصحة العالمية برنامجا تكون مهمته متابعة الدراسات العلمية‬
‫الخاصة بالمجالت الكهرومغناطيسية وكذلك تقدير الثار الصحية للتعرض للمجالت ذات الترددات ما بين )0 وحتى 003 غيغاهيرتز(.‬
‫يقوم البرنامج بتقديم النصيحة والمشورة العلمية حول أية مخاطر تنتج عن التعرض للمجالت الكهرومغناطيسية وأية حاجة لعمل تدابير‬
‫وقائية. وبعد استعراض شامل للبحاث المنشورة على المستوى الدولي، أشرف المشروع على عدة أبحاث لملىْ الفراغات في معارفنا‬
‫.العلمية وقد ساهمت الحكومات وكذلك مراكز البحوث في توفير دعم مالي للمشروع تجاوز 052 مليون دولر في السنوات العشر الخيرة‬

‫ستقوم الوكالة الدولية لبحوث السرطان وهي وكالة متخصصة تابعة لمنظمة الصحة العالمية بإجراء تقديرات عن مخاطر السرطان من‬
‫التعرض لمجالت التردد الراديوي وبعدها سيقوم المشروع الدولي للمجالت الكهرومغناطيسية بإجراء تقدير عام للمخاطر الصحية من‬
‫.مجالت التردد الراديوي في الفترة 7002-8002‬

Weitere ähnliche Inhalte

Ähnlich wie Document

Radiation emitted from Israeli mobile base-stations
Radiation emitted from Israeli mobile base-stationsRadiation emitted from Israeli mobile base-stations
Radiation emitted from Israeli mobile base-stationsDr. Adnan Judeh (Abdul-Baqi)
 
Lecture on radiation emitted from mobile base-stations at Tulkarim 19-2-2014
Lecture on radiation emitted from mobile base-stations at Tulkarim 19-2-2014Lecture on radiation emitted from mobile base-stations at Tulkarim 19-2-2014
Lecture on radiation emitted from mobile base-stations at Tulkarim 19-2-2014Dr. Adnan Judeh (Abdul-Baqi)
 
تأثير الميكروويف على الانسجة البيولوجية
تأثير الميكروويف على الانسجة البيولوجيةتأثير الميكروويف على الانسجة البيولوجية
تأثير الميكروويف على الانسجة البيولوجيةMariemgalal
 
تأثير اشعة الميكروويف على الانسجة البيولوجية
تأثير اشعة الميكروويف على الانسجة البيولوجيةتأثير اشعة الميكروويف على الانسجة البيولوجية
تأثير اشعة الميكروويف على الانسجة البيولوجيةMariemgalal
 
التلوث الإلكتروني محمد حمود
التلوث الإلكتروني  محمد حمودالتلوث الإلكتروني  محمد حمود
التلوث الإلكتروني محمد حمودAiman
 

Ähnlich wie Document (7)

Radiation emitted from Israeli mobile base-stations
Radiation emitted from Israeli mobile base-stationsRadiation emitted from Israeli mobile base-stations
Radiation emitted from Israeli mobile base-stations
 
Lecture on radiation emitted from mobile base-stations at Tulkarim 19-2-2014
Lecture on radiation emitted from mobile base-stations at Tulkarim 19-2-2014Lecture on radiation emitted from mobile base-stations at Tulkarim 19-2-2014
Lecture on radiation emitted from mobile base-stations at Tulkarim 19-2-2014
 
تأثير الميكروويف على الانسجة البيولوجية
تأثير الميكروويف على الانسجة البيولوجيةتأثير الميكروويف على الانسجة البيولوجية
تأثير الميكروويف على الانسجة البيولوجية
 
تأثير اشعة الميكروويف على الانسجة البيولوجية
تأثير اشعة الميكروويف على الانسجة البيولوجيةتأثير اشعة الميكروويف على الانسجة البيولوجية
تأثير اشعة الميكروويف على الانسجة البيولوجية
 
Radio waves hazard
Radio waves hazardRadio waves hazard
Radio waves hazard
 
أشعة المايكرويف وأهم تطبيقاتها
أشعة المايكرويف وأهم تطبيقاتهاأشعة المايكرويف وأهم تطبيقاتها
أشعة المايكرويف وأهم تطبيقاتها
 
التلوث الإلكتروني محمد حمود
التلوث الإلكتروني  محمد حمودالتلوث الإلكتروني  محمد حمود
التلوث الإلكتروني محمد حمود
 

Document

  • 1. ‫المجالت الكهرومغناطيسية والصحة العامة‬ ‫محطات الهواتف الخلوية وتقنيات التصال اللسلكي‬ ‫أصبح انتشار الهواتف الخلوية في يومنا هذا أمرا عاديا في جميع أنحاء العالم. و تعتمد تقنية التصالت اللسلكية على شبكة ممتدة من‬ ‫الهوائيات الثابتة أو المحطات الخلوية تتبادل المعلومات فيما بينها بواسطة إشارات تردد لسلكي. وتنتشر حول العالم أكثر من حوالي 4.1‬ ‫.مليون محطة هاتف خلوي )برج( ويتزايد هذا العدد باطراد خصوصا مع انتشار الجيل الثالث من هذه التقنيات‬ ‫هناك شبكات لسلكية أخرى انتشرت في الونة الخيرة في البيوت والمكاتب والعديد من الماكن العامة )المطارات، المدارس و المناطق‬ ‫السكنية(. هذه الشبكات مثل الشبكات اللسلكية المحلية تستعمل في خدمات النترنت وتوفر سرعة عالية للتصال عبر النترنت. ومع‬ ‫ازدياد عدد محطات الهواتف الخلوية وكذلك عدد الشبكات اللسلكية المحلية، يزداد أيضا تعرض السكان للشعاع الكهرومغناطيسي‬ ‫المنبعث من هذه المحطات. وتشير الدراسات الحالية إلى أن تع ّض السكان للمجالت الكهرومغناطيسية من هوائيات محطات الهواتف‬ ‫ر‬ ‫الخلوية يتراوح ما بين 200.0%-2% من مستويات حدود التعرض المسموح بها دوليا، ويعتمد ذلك على عوامل مختلفة مثل بعد الشخص‬ ‫عن هوائي المحطة وكذلك على طبيعة البيئة المحيطة. ومستوى التعرض هذا اقل أو يعادل التعرض لمستويات موجات التردد اللسلكي‬ ‫المنبعثة من هوائيات البث الذاعي أو التلفزيوني. وهناك تخوف من العواقب الصحية المحتملة من التعرض لمجالت التردد اللسلكي‬ ‫.الناجم عن استخدام هذه التقنيات‬ ‫تستعرض هذه النشرة الدلئل العلمية عن التأثيرات الصحية الناجمة عن تعرض النسان المستمر لمستويات منخفضة من أشعة التردد‬ ‫.اللسلكي المنبعثة من أبراج محطات الهواتف الخلوية وشبكات اللسلكي المحلية الخرى‬ ‫الهتمامات الصحية‬ ‫إن القلق السائد بشأن هوائيات محطات الهواتف الخلوية وشبكات التصال اللسلكي المحلية سببه العتقاد بأن تعرض كامل الجسم‬ ‫للشارات اللسلكية التي تنبعث منها يمكن أن يؤدي إلى آثار صحية على المدى البعيد. حتى الن فان الثر الصحي الوحيد الذي تم التعرف‬ ‫عليه عن طريق البحاث العلمية يعود إلى الرتفاع في درجة الحرارة )أكبر من درجة مئوية واحدة ( نتيجة التعرض لكثافة إشعاعية عالية‬ ‫والتي تتواجد فقط في بعض المؤسسات الصناعية مثل المسخنات التي تعمل بأشعة التردد اللسلكي. إن مستويات التعرض لشعة التردد‬ ‫الراديوي المنبعثة من هوائيات المحطات الخلوية وشبكات التصال اللسلكي هي متدنية جدا لدرجة أنها ل تتسبب في إحداث آثار حرارية‬ ‫.معتبرة و بالتالي ليست لها اثار صحية على النسان‬ ‫إن شدة مجالت أشعة التردد الراديوي تكون عالية عند المصدر وتتناقص بسرعة مع البعد عنه. أما القتراب من هوائيات المحطات‬ ‫الخلوية فهو ممنوع حيث أن مستوى الشعاع يمكن أن يتجاوز الحدود الدولية المسموح بها. وتشير القياسات والدراسات الحالية إلى أن‬ ‫مستويات التعرض لشعاع التردد الراديوي المنبعث من محطات الهواتف الخلوية وتقنيات التصال اللسلكي الخرى في الماكن التي‬ ‫.يتواجد فيها الجمهور)بما فيها المدارس والمستشفيات(، هذه المستويات في العادة اقل من الحدود الدولية المسموح بها بآلف المرات‬ ‫في الواقع وبسبب ترددها المنخفضٍ فان جسم النسان عند التعرض إلى مستويات متشابهة من موجات الراديو والتلفزيون وإشعاع أبراج‬ ‫والبث التلفزيوني بمعدل خمسة مرات أكثر من ‪ FM‬محطات الهواتف الخلوية فان الجسم يمتص الشعة المنبعثة من البث الذاعي‬ ‫يعمل بتردد 001 ميغاهيرتز وتردد المحطات الخلوية حوالي 0001 ‪ FM‬امتصاصه للشعة المنبعثة من المحطة الخلوية )البث الذاعي‬ ‫ميغاهيرتز( كذلك يساعد طول الجسم في امتصاص موجات المذياع والتلفزيون بشكل أكبر. مع ذلك ومع العلم بان محطات البث الذاعي‬ ‫.والتلفزيوني تعمل منذ أكثر من 05 عام فانه لم يتبين ان هذه المحطات لها أية آثار صحية مؤكدة‬ ‫وفي حين أن معظم تقنيات التصال الذاعي تستعمل الشارات المتواصلة، فان التصالت اللسلكية الحديثة تستعمل الشارات الرقمية. ول‬ ‫.تشير البحاث العلمية التي أجريت حتى الن الى وجود أية أخطار محددة تنتج عن تعديلت مختلفة للشارات الراديوية‬ ‫مرض السرطان: إن التقارير الصحفية و أحاديث وسائل العلم عن وجود إصابات بمرض السرطان تحدث حول أبراج محطات الهواتف‬ ‫الخلوية تزيد من قلق الجمهور. يجب هنا ملحظة أن السرطانات ل تتوزع بشكل منتظم من الناحية الجغرافية بين أية مجموعة من‬ ‫السكان.وبما أن أبراج المحطات الخلوية منتشرة بشكل كبير في البيئة، فانه من المتوقع وجود إصابات بأمراض السرطان بالقرب من محطة‬ ‫خلوية بمحض الصدفة. هذا ل يعني أن سبب حدوث السرطان هو وجود المحطة، خصوصا وان أمراض السرطان المسجلة في هذه‬ ‫.الحالت هي في الغالب مجموعة من أنواع مختلفة من مرض السرطان ل توجد لها أية ميزات أو علة مشتركة‬ ‫إن الدليل العلمي عن توزيع مرض السرطان بين السكان يمكن الحصول عليه فقط من خلل دراسات وبائية مخططة ومنفذة بعناية. في‬ ‫السنوات الخمسة عشر الخيرة تم نشر العديد من هذه الدراسات الوبائية التي تبحث في العلقة بين انتشار مرض السرطان حول الهوائيات‬ ‫التي تبث موجات لسلكية. ولم تجد هذه الدراسات أي دليل على أن التعرض للشعة المنبعثة من تلك الهوائيات يزيد من مخاطر انتشار‬ ‫مرض السرطان. كذلك الدراسات التي جرت على الحيوانات لفترات طويلة، لم تبين أي زيادة من خطر السرطان نتيجة التعرض لمجالت‬ ‫التردد الراديوي، حتى عند الحيوانات التي تم تعريضها لمستويات أعلى بكثير من مستويات الشعاع التي تنبعث من أبراج المحطات‬ ‫.الخلوية أو من شبكات التصال اللسلكي الخرى‬ ‫الثار الصحية الخرى: قليلة هي الدراسات التي بحثت في الثار الصحية العامة عند الشخاص الذين تعرضوا لمجالت تردد راديوي من‬
  • 2. ‫محطات الهواتف الخلوية وذلك بسبب الصعوبة في تمييز شاراتها الضعيفة جدا من بين شارات الترددات الخرى القوى الموجودة في‬ ‫البيئة. معظم الدراسات ّكزت على التعرض للترددات الراديوية عند مستخدمي الهواتف الخلوية، لم تبين الدراسات على النسان أو‬ ‫ر‬ ‫الحيوانات، والتي تبحث في وظيفة الدماغ وسلوكه بعد التعرض لمجالت تردد راديوي مثل تلك الصادرة من الهواتف الخلوية وجود أية‬ ‫ّثار صحية ضارة. مستويات الشعاع الذي تم التعرض لها في هذه الدراسات حوالي 0001 مرة أعلى من تلك التي يتعرض لها الجمهور‬ ‫ا‬ ‫من محطات الهواتف الخلوية أو شبكات التصال اللسلكي المحلية. لم تتم ملحظة أية تغييرات ذات صلة على نمط النوم أو وظائف القلب‬ ‫.والوعية الدموية‬ ‫بعض الشخاص تحدثوا عن شعورهم بأعراض غير محددة عقب تعرضهم لمجالت تردد راديوي صادرة عن محطات الهواتف الخلوية أو‬ ‫من أجهزة أخرى تبث موجات كهرومغناطيسية. وكما تبين من نشرات حديثة صدرت عن منظمة الصحة العالمية )الحساسية الزائدة‬ ‫للمجالت الكهرومغناطيسية( ل تسبب المجالت الكهرومغناطيسية مثل هذه العراض. على الرغم من ذلك فانه لمن المهم العتراف بما‬ ‫.يعاني منه هؤلء الشخاص‬ ‫من جميع البحاث التي أجريت حتى الن لم يتبين وجود آثار صحية ضارة قصيرة المد أو طويلة المد من الشارات التي تنبعث من‬ ‫محطات الهواتف الخلوية. وبما ان شبكات التصال اللسلكية تبث بشكل عام اشارات لسلكية اضعف من تلك التي تنبعث من محطات‬ ‫.الهواتف الخلوية فليس من المتوقع وجود اية اثار صحية ضارة من التعرض لها‬ ‫معايير الوقاية‬ ‫وكذلك معهد المهندسين الكهربائيين واللكترونيين )8991,‪ (ICNIRP‬قامت كل من اللجنة الدولية للوقاية من الشعاعات غير المؤينة‬ ‫بتطوير إرشادات دولية للتعرض، لتوفير الوقاية من الثار المثبتة للمجالت الكهرومغناطيسية. وعلى الحكومات أن تتبنى )5002,‪(IEEE‬‬ ‫معايير المان الدولية وذلك لحماية مواطنيها من خطر التعرض لمستويات عالية من مجالت التردد الراديوي. كذلك على السلطات أن‬ ‫.تحظر الدخول إلى الماكن التي يمكن فيها تجاوز حدود التعرض المسموح بها دوليا‬ ‫إدراك المخاطر من قبل الجمهور‬ ‫بعض الناس يشعرون أن المخاطر التية من التعرض لشعة التردد الراديوي هي مخاطر كبيرة ومن المحتمل أن تكون شديدة أيضا. وهناك‬ ‫أسباب مختلفة لتخوف الجمهور منها إعلنات وسائل العلم عن دراسات علمية جديدة وغير مؤكدة تقود لشعور من عدم الـتأكد وإدراك‬ ‫انه من المحتمل وجود مخاطر غير معروفة أو مكتشفة. السباب الخرى لها علقة بعوامل جمالية والشعور بنقص الرقابة أو عدم‬ ‫المشاركة في عملية تحديد مواقع محطات الهواتف الخلوية الجديدة. إن وجود برامج تربوية وكذلك التواصل الف ّال مع الناس ومشاركة‬ ‫ع‬ ‫الجمهور وكذلك أصحاب العقارات ) في مراحل مناسبة ( قبل تركيب مصادر التردد الراديوي سوف يعزز ثقة الجمهور وتقبلهم لوجود تلك‬ ‫.المحطات‬ ‫الخلصة‬ ‫آخذين بعين العتبار مستويات التعرض المنخفضة جدا ونتائج البحاث العلمية حتى هذا التاريخ، فانه ل يوجد دليل علمي على أن الشارات‬ ‫.الضعيفة التي يتعرض لها الناس من محطات الهواتف الخلوية وكذلك من شبكات التصالت اللسلكية الخرى تسبب آثار صحية ضارة‬ ‫مبادرات منظمة الصحة العالمية‬ ‫من خلل المشروع الدولي للمجالت الكهرومغناطيسية أسست منظمة الصحة العالمية برنامجا تكون مهمته متابعة الدراسات العلمية‬ ‫الخاصة بالمجالت الكهرومغناطيسية وكذلك تقدير الثار الصحية للتعرض للمجالت ذات الترددات ما بين )0 وحتى 003 غيغاهيرتز(.‬ ‫يقوم البرنامج بتقديم النصيحة والمشورة العلمية حول أية مخاطر تنتج عن التعرض للمجالت الكهرومغناطيسية وأية حاجة لعمل تدابير‬ ‫وقائية. وبعد استعراض شامل للبحاث المنشورة على المستوى الدولي، أشرف المشروع على عدة أبحاث لملىْ الفراغات في معارفنا‬ ‫.العلمية وقد ساهمت الحكومات وكذلك مراكز البحوث في توفير دعم مالي للمشروع تجاوز 052 مليون دولر في السنوات العشر الخيرة‬ ‫ستقوم الوكالة الدولية لبحوث السرطان وهي وكالة متخصصة تابعة لمنظمة الصحة العالمية بإجراء تقديرات عن مخاطر السرطان من‬ ‫التعرض لمجالت التردد الراديوي وبعدها سيقوم المشروع الدولي للمجالت الكهرومغناطيسية بإجراء تقدير عام للمخاطر الصحية من‬ ‫.مجالت التردد الراديوي في الفترة 7002-8002‬