1. ‫8‬ ‫صوت الكرامة ـ عدد جتريبي من 02 إلى 72 أكتوبر 1102‬
‫كيف نتعامل مع ظاهرة التسول في تونس؟‬
‫من املفروض أن تكون ثورة تونس فرصة للقضاء على عديد املظاهر املزرية في البالد... والتي‬
‫ال تليق بشعب عظيم مثل الشعب التونسي الباحث عن الكرامة والقاطع مع كل أشكال الذل‬
‫والهوان... ومن ابرز املظاهر الواجب مقاومتها هي ظاهرة التسول حيث نرى يوميا املتسولني‬
‫في كل جهات البالد ميدون اليد طلبا لصدقة من مواطن عادي قد ال تتعدى في ... احلاالت مائة‬
‫مليم.‬
‫يبقى فيه بعض الساعات وفي الغالب يتحصل‬ ‫هم فئة موجودة في كل الشوارع واالنهج...‬
‫على ما يكفي ملصاريف الدراسة واالكل...‬ ‫وفي كل املدن، يأخذون اماكنهم في األسواق‬
‫واضاف انه في البداية شعر بحرج كبير لكن‬ ‫واحملطات وامام املساجد... بعضهم يستحق‬
‫اآلن تعود على ذلك واصبح ميثل ركنا قارا في‬ ‫حقا العطف واملساعدة... والبعض اآلخر متسول‬
‫هذه السوق.‬ ‫محترف اعجبته اللعبة فطلق العمل بالثالث‬
‫مراقبة‬ ‫واختار مكانا يقتات منه... بعضهم يصطنع‬
‫بعد الثورة حترر املتسولون من املراقبة نوعا‬ ‫االعاقة فيلبس نظارات سوداء... او يثني ركبته‬
‫ما... لذلك زاد عددهم‬ ‫الى الوراء فيبدو وكأنه‬
‫قليال بقدوم بعض‬ ‫مقطوع الساق، والبعض‬
‫بهذه الفئة وتقطع نهائيا مع هذه املظاهر املزرية‬ ‫يتأثر فعال ويقدم مبلغا محترما ومثل هذه الطرق‬
‫الوافدين اجلدد لكن‬
‫اصحاب االقدمية مازالوا‬ ‫املتسولون..‬ ‫اآلخر يتفنن في سرد‬
‫نغمات حزينة وادعية‬
‫فتونس بلد يطالب بالكرامة واملساواة والعدالة‬ ‫تبدو مرفوضة فليس معقوال الزج باالطفال في‬ ‫محتفظني بأماكنهم...‬ ‫صاحلة يستدر بها‬
‫واليعقل ان نرى من ميد‬ ‫عالم التسول بصفة مبكرة‬ ‫ومن اطرف ما‬
‫سجلناه هو ان هناك‬
‫من هم؟ وكم‬ ‫لكن ايضا هناك‬
‫العطف.‬
‫يده ومن ميتهن كرامته. كما‬ ‫قد تؤثر على حياتهم في‬
‫أنه باالمكان ايجاد صندوق‬
‫اجتماعي تسالهم في متويله‬
‫شركات‬ ‫املستقبل وتتكون لديهم‬
‫مجموعة من العقد.‬
‫وشركات‬
‫تستقدم‬
‫مقاوالت‬
‫للتسول‬ ‫يكسبون؟‬ ‫من تعمد التعدي على‬
‫براءة االطفال فزج بهم‬
‫االطفال والنساء وتوفر‬ ‫في هذا املشهد سواء‬
‫الدولة والشركات اخلاصة‬
‫حتى نقطع دابر التسول بصفة‬ ‫ومناطق‬ ‫احلل‬
‫ما هو احلل اآلن؟ وكيف‬ ‫لهم مكانا آمنا ومع‬
‫املراقبة الدائمة... هوالء‬
‫بتركهم ميدون االيدي‬
‫او باحتضانهم في مشهد‬
‫نهائية ولو ان ذلك صعب نوعا‬ ‫ميكن التعامل مع هذه الفئة...‬
‫ما... ألن هناك من أعجبته‬
‫اللعبة واصبح غير قادر على‬
‫نفوذ...‬ ‫وكيف نفرق بني املتسول‬
‫احلقيقي الذي قست عليه‬
‫يتصلون باملشغل كل مساء فيمدونه مبا كسبوا‬
‫ثم يتاقضون األجرة اليومية... وفي هذا الصدد‬ ‫من هم املتسولون؟ ماذا يكسبون وكيف‬
‫يدمي القلوب.‬
‫علمنا ان املقاول واملتسول يقتسمان املبلغ‬ ‫دخلوا هذه املهمة؟ في هذه الورقة حاولنا‬
‫الصناديق‬
‫العيش دونها.‬
‫واستغالل‬ ‫الظروف واملتسول املزيف‬
‫والذي يعتبر متحيال؟‬ ‫املتحصل عليه... وفي صورة تكون احلصيلة‬
‫هزيلة قد يرق قلب املقاول وميده بدينار‬
‫اقتحام هذا العالم فاكتشفنا عدة حقائق وفي‬
‫هذه احلقائق الن هناك من املتسولني من احترف‬
‫في عهد الرئيس املخلوع‬ ‫واألكيد ان بالدنا اآلن‬
‫كنا نتباها بالصناديق‬
‫االجتماعية جنبر اجلميع‬
‫األطفال‬ ‫في حاجة الى معاملة جديدة‬
‫مع املواطن والى مراقبة‬ ‫استغالل‬
‫اضافي.‬ ‫التسول رفم انه ميلك األراضي والعقارات...‬
‫احدهم استدرجناه للحديث فأكد لنا فعال انه‬
‫بعض املتسولني في حاجة فعال الى أموال‬ ‫قادم من مدينة داخلية وانه ميلك الهكتارات من‬
‫على االنخراط فيها لكن تبني‬
‫بالكاشف انها كانت مجرد‬ ‫مرفوض‬ ‫دائمة لهذه الفئة.‬
‫فاملتسول الذي اجبرته‬ ‫يعيشون بها ألنهم الميلكون املؤهالت الكافية‬
‫للشغل سواء بسبب املرض او االعاقة او التقدم‬
‫االراضي املهملة لكنه اليريد العمل ووجد في‬
‫التسول مكسبا مهما... واضاف انه ينطلق في‬
‫مساحيق نتجمل بها امام‬ ‫الظروف علينا ان نتبناه‬
‫العالم وان االموال املتجمعة‬ ‫وان نوفر له منحة قارة‬ ‫في السن. لكن هناك من يحاول التأثير بطرق غير‬ ‫عمله على الساعة العاشرة صباحا ويعود الى‬
‫كانت تذهب الى عصابات اللصوص... واآلن‬ ‫تقيه شر التسول... وباالمكان ان حتتضنه‬ ‫مشروعة مثل كراء االطفال الرضع... وقد علمان‬ ‫بيته مع العصر وفي الغالب فان ما ميكسبه‬
‫ها ان الفرصة متاحة لتفعيل مثل هذه الصناديق‬ ‫بعض اجلمعيات اخليرية اما املتحيل فانه يصبح‬ ‫ان الرضيع الواحد اجرته بني 5 و01 دنانير‬ ‫اليقل يوميا عن اربعني دينارا.‬
‫ومراقبتها بصفة شفافة حتى تذهب األموال الى‬ ‫مسؤوال امام القضاء ألنه ينتحل صفة غيره‬ ‫يوميا... كما ان هناك من ميسك بيده وصفة‬ ‫شيخ آخر وجدناه في احد االسواق الشعبية‬
‫مستحقيها ونقلص من آفة التسول للمحافظة‬ ‫ويحاول ابتزاز اآلخرين.‬ ‫طبية ويطالب بثمن الدواء... وهي طريقة مؤثرة‬ ‫اكد لنا انه يصرف على احفاده فابنته مطلقة‬
‫على كرامة التونسي التي الميكن ان تهان‬ ‫وحبذا لو نفكر في ساسة اجتماعية تعتني‬ ‫فعال، وقد جند من اصحاب القلوب الرحيمة من‬ ‫والتشتغل لذلك جلأ الى التسول وله مكان واحد‬
‫خواطر‬
‫وبعملية حسابية بسيطة ميكن اقتسام 06 ألف مليون‬ ‫ـ للعائالت احلق في املطالبة مبستوى عيش أفضل‬ ‫ّ‬
‫1. سقط القناع يوم 41 جانفي 1102 وتبخر ما بقي‬
‫دينار على 5.1 للحصول على مجموع 009 مليون‬ ‫عن طريق إصالح منظومة االستهالك واالدخار.‬ ‫لدى املواطن التونسي من ثقة في األرقام واملؤشرات‬
‫دينار توضع على ذمة مخابر البحث العلمي واملشرفني‬ ‫للمؤسسات االقتصادية احلق في املطالبة مبستوى‬ ‫حول االقتصاد واملال وأصبح من الضروري الوقوف‬
‫عليها من خبراء وباحثني وأساتذة جامعيني.‬ ‫آفضل من اجلدوى االقتصادية عن طريق إصالح‬ ‫عند أسئلة مصيرية مثل ما هي نسبة الفقر احلقيقية إذا‬
‫مفهوم األسبوع:‬ ‫منظومة االستثمار والتصدير واجلباية.‬ ‫كان رقم 3٪ يستعمل من باب التمويه والتخدير؟‬
‫نقل التكنولوجيا: شاء التاريخ االقتصادي لتونس‬ ‫ـ لإلدارة احلق في املطالبة مبستوى أفضل في‬ ‫ـ ما هي نسبة البطالة احلقيقية إذا كان رقم 21٪‬
‫بأن يكون نقل التكنولوجيا في فترة النمو الكمي التي‬ ‫تنظيم العمل قصد حتسن اخلدمات التي تقدمها‬
‫ّ‬ ‫يستعمل من باب التحيّل على ثروات البالد؟‬
‫جاءت من بعد االستقالل حتى أواخر الثمانينات من‬ ‫للمواطن ومبستوى أفضل من الشفافية اإلدارية حتى‬ ‫ـ ما هي نسبة التضخم املالي احلقيقية إذا كان رقم‬
‫القرن املاضي بأن تنقل التكنولوجيا من البلدان املتقدمة‬ ‫يأخذ كل واحد حقه على حده.‬ ‫4٪ يستعمل من باب التضليل؟‬
‫نحو بالدنا. ولكن أصبح من املمكن اآلن وبفضل موقع‬ ‫ـ وللخارج احلق في املطالبة باملزيد من الشفافية‬ ‫ـ ما هي االستثمارات اجلهوية إذا كانت املجالس‬
‫االقتصاد الصاعد الذي يرتكز على اإلنتاجية والتنافسية‬ ‫املالية ومن التنافسية االقتصادية ومن احترام حقوق‬ ‫اجلهوية تستعمل للتبذير؟‬
‫كأبعاد اقتصادية أساسية نقل التكنولوجيا من مخابر‬ ‫اإلنسان ومن حماية البيئة.‬ ‫2. طالت الفترة من 41 جانفي 1102 إلى اآلن ولم‬
‫البحث العلمي الوطنية نحو املؤسسات االقتصادية التي‬ ‫4. لنفهم في األخير، بأن كل ذلك يتمحور حول‬ ‫تتّضح الرؤية بعد في الطرق التي ميكن بها اإلجابة‬
‫ترنو إلى التجديد وتقوية القدرة التنافسية.‬ ‫مفاهيم أساسية وجب توضيحها لكل املواطنني‬ ‫احلقيقية على هذه التساؤالت. وأصبح من الضروري‬
‫دردشة: هل تعرفون ملاذا صنعت القطع النقدية من‬ ‫ـ ما هي قيمة العمل في تونس اليوم وكيف يجب أن‬ ‫وضع أمنوذج يخضع إلمكانياتنا وخلصوصياتنا‬
‫قدمي الزمان في شكل دائري ومطروح؟ مثل الدينار الذي‬ ‫تكون في املستقبل؟‬ ‫في املكان وفي الزمان وميكننا من احلصول على‬ ‫بقلم:‬
‫تتبادله األيدي مائة مرة في اليوم فيخلق دورة اقتصادية‬ ‫ـ ما هي قيمة الدينار في ت نس اليوم وكيف يجب‬ ‫األرقام واملؤشرات احلقيقية قصد اإلصالح والتنمية‬ ‫رضا القرمازي‬
‫بقيمة مائة دينار ميكن لها تشغيل 01 أشخاص إذا كان‬ ‫أن تكون في املستقبل؟‬ ‫االقتصادية واالجتماعيةوالبيئية.‬
‫األجر في حدود عشرة دنانير وألن الطرح يجعل منها‬ ‫رقم األسبوع:‬ ‫3. ال ميكن لكل العناصر الفاعلة في االقتصاد في‬ ‫(خبير اقتصادي)‬
‫قابلة للتراكم واحدة فوق واحدة بدون أن تتزعزع‬ ‫تتكون ميزانية البحث العلمي بتونس حسب اإلطار‬ ‫الوقت احلاضر إال الركون إلى ما متليه االحساسات‬
‫فتغيب عن الدوران ويغيب بذلك التشغيل!!‬ ‫القانوني من 5.1٪ من مجموع املنتوج اإلجمالي احمللي.‬ ‫املرتبطة بالواقع املعاش:‬