SlideShare ist ein Scribd-Unternehmen logo
1 von 480
Downloaden Sie, um offline zu lesen
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬                      ‫حاشية الصبان على شرح األشمونى أللفية ابن مالك‬




        ‫حاشية الصبان على شرح األشمونى أللفية ابن مالك‬
                       ‫محمد بن علي الصبان‬
                              ‫األول‬
   ‫تعد ألفية ابن مالك من أفضل ما نظم في علم النحو ولذلك فقد كثرت عليها الشروح ولعل من‬
‫أهم تلك الشروح شرح الشيخ علي بن محمد بن عيسى األشموني حيث فك ألفاظها وحل ألغازها‬
  ‫وشرح عباراتها شرحا وافيا وبين أوجه النحو واإلعراب والصرف، وهذه الحاشية هي شرح‬
    ‫على شرح األشموني لأللفية، زاد في إيضاح المعاني واستطرد في اآلراء النحوية ومذاهب‬
    ‫النحويين، وأوجه النحو واإلعراب والتصريف، وأتى بالشواهد من القرآن الكريم واألشعار‬
                                                                              ‫العربية‬

                                                                           ‫{ مقدمة المؤلف }‬


                                                                       ‫بسم اهلل الرحمن حيم‬
                                                                          ‫الر‬
        ‫نحمدك اللهم على ما وجهت نحونا من سوابغ النعم. ونشكرك على ما أظهرت لنا من مبهمات‬
 ‫األس ار ومضم ات الحكم. ونشهد أن ال إله إال أنت وحدك ال شريك لك الفاعل لكل مبتدأ ومبتدع،‬
                                                                          ‫ر‬       ‫ر‬
 ‫ونشهد أن سيدنا محمدا عبدك ورسولك المفرد العلم واإلمام المتبع. اللهم صل وسلم عليه وعلى آله‬
                        ‫ّ‬                                             ‫ً‬
 ‫وصحبه ما رفعت منصب المنخفض لجاللك. وجبرت بالسكون إليك كسر الجازم بوحدتك في ذاتك‬
                                                                           ‫وصفاتك وأفعالك.‬
‫أما بعد فيقول اجي الغف ان «محمد بن علي الصبان» غفر اهلل ذنوبه وستر في الدارين عيوبه. هذه‬
                                                                ‫ر‬        ‫ر‬
 ‫حواش شريفة. وتقري ات جليلة منيفة. وتحقيقات فائقة. وتدقيقات ائقة. خدمت بها ح العالمة نور‬
              ‫شر‬            ‫ر‬                                        ‫ر‬
  ‫الدين أبي الحسن «علي بن محمد األشموني» الشافعي على ألفية اإلمام «ابن مالك» كل الخدمة.‬
   ‫وصرفت في تحرير مبانيها وتهذيب معانيها جميع الهمة. ملخصً فيها زبد ما كتبه عليه المشايخ‬
                                 ‫ا‬
 ‫األعيان. منبهً على كثير مما وقع لهم من أسقام األفهام وأوهام األذهان. ضامً إلى ذلك من نفائس‬
                  ‫ا‬                                                          ‫ا‬
 ‫ح به الخاطر. مضيفا إليه من ع ائس بنات ي ما تقر به عين الناظر. وحيث‬
                             ‫فكر‬     ‫ر‬           ‫ً‬                 ‫المسطور ما ينشر‬
   ‫أطلقت شيخنا فم ادي به شيخنا العالمة المدابغي. أو قلت شيخنا السيد فم ادي به شيخنا المحقق‬
                     ‫ر‬                                                    ‫ر‬
  ‫السيد البليدي. أو قلت البعض ادي به الفهامة الفاضل سيدي يوسف الحنفي رحمهم اهلل وج اهم‬
    ‫ز‬                                                    ‫فمر‬
‫عنا خير. وما كان ائدً على ما في حواشيهم وليس معزواً ألحد فهو غالباً مما ظهر لي وربما نسبته‬
                                                                     ‫ز ا‬           ‫ا‬
                                                                                   ‫ً‬
                                               ‫إلي صريحا. وعلى اهلل االعتماد إنه ولي السداد.‬
                                                                                   ‫ً‬     ‫ّ‬

‫(1/1)‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬                           ‫حاشية الصبان على شرح األشمونى أللفية ابن مالك‬




  ‫قوله: (أما بعد حمد اهلل الخ) اعترض بأن هذه العبا ة إنما تفيد سبق حمد وصالة وسالم منه وهذه‬
                                         ‫ر‬
 ‫اإلفادة ال يحصل بها المطلوب من اإلتيان بالثالثة في ابتداء التأليف. ويجاب أ ال بأنا ال نسلم تلك‬
                  ‫وً‬
  ‫اإلفادة ألن القصد من قوله حمد اهلل إنشاء الحمد. وقوله حمد اهلل وان لم يكن جملة في قوة الجملة‬
          ‫فكأنه قال أما بعد قولي أحمد اهلل منشئا للحمد. وثانيا بأنا سلمنا تلك اإلفادة لكن ال نسلم أن‬
                                                ‫ً‬             ‫ً‬
 ‫المطلوب ال يحصل بها ألن إفادة سبق الحمد منه تتضمن أن المحمود أهل ألن يحمد وهو وصف‬
         ‫بالجميل فقد حصل الحمد ضمناً بهذه العبا ة الواقعة في ابتداء التأليف ال يضر عدم حصوله‬
                        ‫و‬                           ‫ر‬
 ‫صريحً إذ المطلوب حصول الحمد مطلقاً في االبتداء ومثل ذلك يقال في الصالة والسالم بناء على‬
                                                                                   ‫ا‬
 ‫أن المقصود بهما التعظيم وهو حاصل بإفادة سبقهما كما أفاده العالمة ابن قاسم في نكته عند قول‬
    ‫المصنف: أحمد ربي اهلل خير مالك مصلياً الخ وبه يعرف ما في كالم البعض وما أجاب به هو‬
         ‫وشيخنا من أن ا ح أتى بالثالثة لفظاً ال يحسم مادة االعت اض لبقاء المؤاخذة بعدم كتابتها‬
                                      ‫ر‬                                        ‫لشار‬
   ‫المطلوبة أيضا والجواب بحصول الحمد بالبسملة غير نافع في الصالة والسالم. فإن قلت ال نسلم‬
                                                                            ‫ً‬
 ‫عدم حصول الحمد صريحً هنا لما تقرر من أن اإلخبار عن الحمد حمد أي صريح. قلت ما تقرر‬
                                                              ‫ا‬
  ‫إنما هو في اإلخبار عن الحمد بثبوته هلل بالجملة االسمية أعني الحمد هلل ألنه ثناء بجميل ص احة‬
    ‫ر‬
‫فهو حمد صريح بخالف اإلخبار عن الحمد بسبق وقوعه، ومثله اإلخبار بأنه يقع كما في أحمد ربي‬
                                                                ‫اهلل على أنه خبر لفظً ومعنى فتنبه.‬
                                                                             ‫ا‬

‫(1/2)‬




‫قوله: (على ما منح من أسباب البيان) على تعليلية وما موصول اسمي أو نك ة موصوفة فمن بيانية‬
                  ‫ر‬
     ‫والعائد محذوف. ويظهر لي عند عدم استدعاء المقام أحد الوجهين ترجح الثاني ألن النك ة هي‬
        ‫ر‬
  ‫األصل ألن شرط الموصول إذا لم يكن للتعظيم أو التحقير عهد الصلة وقد ال يحصل عهدها إال‬
                                                                                 ‫و‬
                             ‫ٍ‬
 ‫بتكلف فاحفظه، أو موصول حرفي ويقوي هذا أن الحمد يكون حينئذ على الفعل والحمد على الفعل‬
                                                      ‫ّ‬
    ‫أمكن من الحمد على أث ه ألن الحمد على الفعل بال واسطة وعلى أث ه بواسطته. ومن ائدة على‬
           ‫ز‬               ‫ر‬                                      ‫ر‬
‫مذهب األخفش وبعض الكوفيين أو تبعيضية نكتتها اإلشا ة إلى أنه تعالى يستحق الحمد على بعض‬
                                  ‫ر‬
   ‫نعمه كما يستحق الحمد على الكل باألولى. والمنح اإلعطاء وبابه قطع وضرب، والمنحة بالكسر‬
   ‫العطية كذا في المختار. والبيان يطلق بمعنى الظهور وبمعنى الفصاحة وبمعنى المنطق الفصيح‬
‫ي ألنه ال يوصف بالفصاحة حقيقة وهذا‬‫المعرب عما في الضمير أي المنطوق به ال المعنى المصدر‬
        ‫هو الم اد هنا. والم اد بأسبابه جميع ما له دخل في حصوله كسالمة اللسان من العي والفهاهة‬
                 ‫ّ‬                                                      ‫ر‬            ‫ر‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬                          ‫حاشية الصبان على شرح األشمونى أللفية ابن مالك‬

     ‫وسالمة القلب من موانع اإلد اك ال خصوص ما يلزم من وجوده الوجود ومن عدمه العدم لذاته‬
                                                           ‫ر‬
 ‫لقصو ه. قوله: (وفتح من أبواب التبيان) قياس ما كان على التفعال فتح التاء كالتك ار والتذكار وشذ‬
               ‫ر‬                                                                        ‫ر‬
‫كسر تاء التبيان والتلقاء بعكس الفعالل، وورد الفتح أيضاً في التبيان كما في القاموس وان كان كس ه‬
‫ر‬
   ‫أكثر. والتبيان كما قاله الخطابي أبلغ من البيان ألنه بيان مع دليل هان فهو جار على األصل‬
                       ‫وبر‬
 ‫من زيادة المعنى لزيادة المبنى. والم اد بأبوابه كل ما له دخل في حصوله كاإلد اكات القوية وجودة‬
                 ‫ر‬                                      ‫ر‬
‫اللسان والقلب فاألبواب استعا ة مصرحة والفتح ترشيح أو في التبيان استعا ة بالكناية واألبواب تخييل‬
                        ‫ر‬                                        ‫ر‬
 ‫والفتح ترشيح. وذكر المنح واألسباب في جانب البيان والفتح واألبواب في جانب التبيان ألن التبيان‬
                                   ‫أبلغ كما مر فالوصول إليه أصعب يحتاج إلى فتح أبواب مغلقة.‬

‫(1/3)‬




‫قوله: (والصالة والسالم) مجرو ان عطفً على حمد اهلل. قوله: (على من رفع) متعلق بمحذوف صفة‬
                                                  ‫ا‬     ‫ر‬
 ‫ح متعلق بالسالم‬‫للصالة والسالم أي الكائنين على من رفع، أو حال منهما. وقال شيخنا تبعً للمصر‬
                      ‫ا‬
   ‫ع اهـ. وم اده كما قاله الفاضل‬
                     ‫ر‬         ‫لقربه وهو مطلوب أيضً للصالة من جهة المعنى على سبيل التناز‬
                                                                    ‫ا‬
 ‫ع المعنوي الذي هو مجرد الطلب في المعنى ال العملي بدليل كالمه‬
                                                            ‫الروداني محشي التصريح التناز‬
        ‫فقوله متعلق بالسالم لقربه يعني مع حذف متعلق الصالة فسقط ما اعترض به البعض من أن‬
‫ع ال يكون إال في فعلين متصرفين أو اسمين يشبهانهما كما سيأتي وما ذكر ليس كذلك أي ألن‬
                                                                                  ‫التناز‬
 ‫الصالة والسالم اسما مصدرين جامدان على أنه سيأتي أن الم اد اسمان يشبهانهما في العمل ال في‬
                                 ‫ر‬
             ‫ٍ‬
  ‫التصرف بدليل تمثيلهم باسم الفعل والمصدر. وممن وافق على ذلك هذا البعض وحينئذ ال يدل ما‬
‫ع االصطالحي بين اسمي المصدر بل على جريانه بينهما كالمصدرين‬
                                                         ‫سيأتي على عدم جريان التناز‬
    ‫فيتالشى االعت اض من أصله. والرفع اإلعالء والم اد به هنا اإلظهار واإلع از. قوله: (بماضي‬
                   ‫ز‬                       ‫ر‬                               ‫ر‬
    ‫العزم) من إضافة الصفة إلى الموصوف أي العزم الماضي قال في المصباح: عزم على الشيء‬
    ‫ع أن‬
       ‫ح قبيل باب التناز‬‫وعزمه عزما من باب ضرب عقد ضمي ه على فعله اهـ. لكن سيذكر الشار‬
                                                      ‫ر‬                    ‫ً‬
  ‫عزم ال يتعدى بنفسه وان قوله تعالى: { ال تعزموا عقدة النكاح} (البق ة: 232) على تضمين معنى‬
                         ‫ر‬                          ‫و‬                          ‫ّ‬
 ‫تنووا والماضي إما بمعنى النافذ يقال مضى األمر أي نفذ، واما بمعنى القاطع يقال سيف ماض أي‬
‫قاطع فيكون قد شبه في النفس العزم بالسيف والماضي بمعنى القاطع تخييل. قوله: (قواعد اإليمان)‬
 ‫يحتمل وهو الظاهر أن ي اد باإليمان التصديق القلبي فتكون إضافة القواعد إليه من إضافة المتعلق‬
                                                                    ‫ر‬
        ‫ها والم اد بالقواعد جميع ما وجب اإليمان به مما ينبني عليه غي ه‬
        ‫ر‬                                                    ‫ر‬       ‫بفتح الالم إلى المتعلق بكسر‬
 ‫كعقائد التوحيد وضوابط الفقه المجمع عليهما، أو جميع ما وجب اإليمان به سواء بنى عليه غي ه أو‬
    ‫ر‬
                                                                             ‫ال فيكون في التعبير‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬                         ‫حاشية الصبان على شرح األشمونى أللفية ابن مالك‬

‫(1/4)‬




   ‫بالقواعد تغليب، أو الب اهين الدالة على حقيقة اإليمان، ويحتمل أن ي اد به اإلسالم لتالزم اإليمان‬
                              ‫ر‬                                          ‫ر‬
 ‫واإلسالم الكاملين فاإلضافة من إضافة األج اء إلى الكل. والم اد بالقواعد األركان الخمسة المذكو ة‬
 ‫ر‬                                 ‫ر‬                 ‫ز‬
                  ‫في حديث: «بني اإلسالم على خمس» وعليه ففي الكالم تلميح إلى هذا الحديث.‬



    ‫قوله: (وخفض بعامل الجزم) الجزم القطع وعامله آلته كالسيف ووصفها بالعمل مجاز عقلي من‬
 ‫وصف آلة عمل الشيء به. فإن قلت عامل الجزم ال يخفض في العربية فال تتم التورية قلت التورية‬
‫ال تتوقف على خفضه في العربية وانما روي بخفضه الذي ال يقع في العربية لإلشا ة إلى أن ما وقع‬
              ‫ر‬
   ‫منه صلى اهلل عليه وسّم أمر فوق ما ألفه البشر ج عن طوقهم. قوله: (كلمة البهتان) البهتان‬
                                           ‫خار‬                     ‫ل‬
 ‫الكذب والم اد به هنا الكفر أو مطلق الباطل والم اد بالكلمة الكالم واضافتها إلى البهتان استغ اقية.‬
     ‫ر‬                                           ‫ر‬                                   ‫ر‬
‫قوله: (محمد) بدل من أو عطف بيان وقوله المنتخب أي المختار نعت لمحمد ال لمن لئال يلزم تقديم‬
  ‫البدل أو عطف البيان على النعت مع أن النعت هو المقدم على بقية التوابع عند اجتماعها. قوله:‬
  ‫ها ما خلص منه وبمعناه اللباب‬
                             ‫(من خالصة معد ولباب عدنان) خالصة الشيء بضم الخاء وكسر‬
  ‫ي وهو أبو العرب. وعدنان‬‫ففي عبارته تفنن. ومعد بفتح الميم والعين ولد عدنان لصلبه قال الجوهر‬
 ‫آخر النسب الصحيح لرسول اهلل صلى اهلل عليه وسّم. وهو محمد بن عبد اهلل ابن عبد المطلب بن‬
                                          ‫ل‬
   ‫هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كالب بن م ة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن‬
                                           ‫ر‬
   ‫النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن ن ار بن معد بن عدنان، فعلم وجه‬
                              ‫ز‬
 ‫ذكر معد وعدنان. ويحتمل أنه أ اد بمعد وعدنان ذرية معد وذرية عدنان المسماتين باسمي أبويهما.‬
                                                            ‫ر‬
‫وانما أخر عدنان ذكر مع تقدمه وجودا ألنه لو قدمه لم يكن لذكر معد فائدة ألنه يلزم من كونه عليه‬
                                                          ‫ً‬              ‫ا‬
                                                                         ‫ً‬
            ‫الصالة والسالم منتخباً من لباب عدنان كونه منتخباً من خالصة معد ال عكس. قوله:‬
                        ‫و‬

‫(1/2)‬




  ‫(أحرزوا) أي حازوا وقوله قصبات السبق الخ كان من عادة العرب أن تغرز قصبة في آخر ميدان‬
    ‫تسابق الفرسان فمن أعدى فرسه إليها وأخذها عد سابقً ففي الكالم استعا ة تمثيلية إن شبه حال‬
                       ‫ر‬                  ‫ا‬
 ‫الصحابة في غلبتهم لمن قاواهم في اإلحسان بحال السابقين على الخيل في الميدان في سبقهم إلى‬
‫قصبة السبق بجامع مطلق حوز ما به الشرف، أو استعا ة مكنية إن شبه في النفس اإلحسان بساحة‬
                                    ‫ر‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬                        ‫حاشية الصبان على شرح األشمونى أللفية ابن مالك‬

    ‫ذات ميدان وجعل إثبات المضمار أي الميدان تخييال واح از قصبات السبق ترشيحا، أو استعا ة‬
    ‫ر‬           ‫ً‬                   ‫ً ر‬
   ‫مصرحة إن شبهت م اتب العلو بقصبات السبق وجعل المضمار ترشيحا واإلحسان تجريدً والم اد‬
    ‫ا ر‬                    ‫ً‬                                        ‫ر‬
     ‫باإلحسان إما معناه عي المبين في حديث جبريل بقوله عليه الصالة والسالم: «أن تعبد اهلل‬
                                                                     ‫الشر‬
                               ‫كأنك ت اه فإن لم تكن ت اه فإنه ي اك» أو مطلق الطاعة وهذا أقرب.‬
                                                           ‫ر‬         ‫ر‬               ‫ر‬

‫(1/6)‬




   ‫قوله: (وأبرزوا) أي أظهروا. وقوله ضمير القصة والشأن يحتمل أن الم اد المضمر المستور الذي‬
                        ‫ر‬
  ‫كان له قصة وشأن عظيمان وهو دين اإلسالم فيكون تسميته مضمر باعتبار ما كان. ويحتمل أن‬
                            ‫ا‬
                            ‫ً‬
  ‫الم اد ضمير القصة والشأن االصطالحي الواقع في قوله تعالى: {فاعلم أنه ال إله إال اهلل} (محمد:‬
                                                                                        ‫ر‬
‫11) ففي الكالم حذف مضاف أي مفسر ضمير الخ ألن الذي أظهروه مفس ه وهو ال إله إال اهلل، أو‬
                        ‫ر‬
  ‫مجاز مرسل عالقته المجاو ة حيث سمي المفسر بكسر السين باسم المفسر بفتحها. قوله: (بسنان‬
                                                             ‫ر‬
     ‫اللسان ولسان السنان) السنان نصل الرمح، والتركيبان إما من إضافة المشبه به إلى المشبه أي‬
     ‫اللسان الذي كالسنان في التأثير والسنان الذي كاللسان في كث ة استعماله، أو من االستعا ة بأن‬
         ‫ر‬                         ‫ر‬
   ‫يكون شبه في التركيب األول كالم اللسان بالسنان في التأثير وشبه في النفس السنان في التركيب‬
    ‫الثاني باإلنسان في صدور الفعل العظيم عن كل وأثبت له اللسان تخيي ً، أو شبه طرف السنان‬
                       ‫ال‬
  ‫ح ال‬‫الذي به ح باللسان في كث ة استعماله، وجعل شيخنا إطالق لسان السنان على طرفه الجار‬
                                                            ‫ر‬                ‫الجر‬
‫ع ألنه ليس من معاني اللسان الحقيقية كما يؤخذ من القاموس وغي ه. وفي قوله بسنان‬
                ‫ر‬                                                            ‫تجوز فيه ممنو‬
        ‫الخ من أنواع البديع العكس وهو تقديم المؤخر وتأخير المقدم كقولهم عادات السادات سادات‬
  ‫العادات. وقد اشتملت خطبته على أنواع أخر كب اعة االستهالل والتورية في الفتح والرفع والماضي‬
                                               ‫ر‬
 ‫ونحوها. والطباق في الرفع والخفض واإليمان والبهتان واإلف اط والتفريط. والجناس الالحق في األسد‬
                                    ‫ر‬
   ‫والجسد والتحقيق والتدقيق والمخل والممل، وكذا بين األد اج واألب اج كما قاله شيخنا والبعض وان‬
                              ‫ر‬        ‫ر‬
 ‫ع في خال وعال. والفرق بين‬
                         ‫عا لما سيأتي والجناس المضار‬
                                                  ‫جعل شيخنا السيد الجناس بينهما مضار ً‬
‫ج‬‫ع. ومعنى بعد المخر‬
                  ‫ج فالالحق أو قريبه فالمضار‬‫الجناسين أن االختالف إن كان بحرف بعيد المخر‬
         ‫ج ومعنى قربه أن يتحدا في جنسه ويختلفا في شخصه.‬‫أن يختلف الحرفان في جنس المخر‬

‫(1/7)‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬                        ‫حاشية الصبان على شرح األشمونى أللفية ابن مالك‬




   ‫قوله: (فهذا) اسم اإلشا ة اجع إلى األلفاظ الذهنية المخصوصة الدالة على المعاني المخصوصة‬
                                                              ‫رر‬
   ‫على أرجح األوجه فهو مستعار مما وضع له، وهو المبصر الحاضر للمعقول لشبهه به في كمال‬
‫إتقان المشير أو السامع إياه حتى كأنه مبصر عنده، وهل استعا ة اسم اإلشا ة ونحوه أصلية أو تبعية‬
                     ‫ر‬           ‫ر‬
     ‫خالف بيناه في رسالتنا في المجا ات. والفاء واقعة في جواب إما وجواب الشرط ال بد أن يكون‬
                                                          ‫ز‬
  ‫مستقب ً وكون األلفاظ المشار إليها شرحاً لطيفا بديعً غير مستقبل فال بد من تقدير أقول بعد الفاء‬
                                            ‫ا‬     ‫ً‬                                     ‫ال‬
    ‫كما أفاده في التصريح، نعم إن كانت الخطبة قبل التأليف وجعل ح بالمعنى اللغوي على أنه‬
                            ‫الشر‬
  ‫ح أي خارجا لم يحتج إلى التقدير ألن ح الخارجي المدلول على هذا ح‬
   ‫الشر‬                          ‫الشر‬                        ‫ً‬         ‫مصدر بمعنى الشار‬
                                                         ‫ٍ‬
    ‫الذي هو محط الج اء مستقبل حينئذ بل قال الروداني في حواشيه على التصريح إنما يحتاج إلى‬
                                                                       ‫ز‬
  ‫التقدير لو أريد بالشرط الذي تضمنته أما التعليق مع أن الم اد منه مجرد استل ام شيء لشيء، ولو‬
                 ‫ز‬                ‫ر‬
  ‫سلم فالتعليق قد يكون في االستقبال وقد يكون في الماضي كما في شرط لو فليكن هذا منه اهـ نعم‬
  ‫قال يس: يندفع بتقدير القول إشكال آخر وهو أن كون هذه األلفاظ حً لطيفاً بديعً ثابت حمد أو‬
              ‫ا‬            ‫شر ا‬
   ‫لم يحمد فما معنى كونه بعد الحمد، فإذا جعل الج اء القول كان هو المقيد بالبعدية اهـ وهو مبني‬
                                              ‫ز‬
  ‫على أن الظرف من متعلقات الج اء كما هو األحسن مع أن هذا اإلشكال اآلخر يندفع بجعل ح‬
   ‫شر‬                                                 ‫ز‬
‫بمعنى ح م ادا منه المعنى اللغوي لصحة تقييده بالبعدية على أنه يرد على تقدير القول أن حذف‬
                                                                          ‫شار ر ً‬
‫ح، لكن في الهمع ما يدل على أن بعضهم يجوز‬‫ح به الشار‬‫القول يوجب حذف الفاء معه كما سيصر‬
                                      ‫حذف القول مع بقاء الفاء كما سيأتي بسطه في محله فتنبه.‬

‫(1/8)‬




‫قوله: (لطيف) يعني ال يحجب ما و اءه من المعاني مجاز عما ال يحجب ما و اءه من المحسوسات.‬
                ‫ر‬                  ‫ا‬
                                   ‫ً‬                 ‫ر‬
‫ع ال على مثال سابق فإنه بهيئته المخصوصة‬
                                      ‫قوله: (بديع) فعيل بمعنى المفعول أي مبتدع أي مختر‬
 ‫ح ويجيء بديع بمعنى مبدع ومنه‬‫لم يسبق له مثال والم اد أنه فائق في الحسن على غي ه من الشرو‬
                                      ‫ر‬                           ‫ر‬
   ‫بديع السموات واألرض. قوله: (على ألفية ابن مالك) متعلق بمحذوف خاص دل عليه السياق أي‬
 ‫دال على ألفية ابن مالك أي على معانيها، أو على بمعنى الم التقوية متعلقة ح بمعنى ح أي‬
     ‫شار‬     ‫بشر‬
   ‫كاشف كما قاله البعض، وفيه أنه يلزم على هذا نعت المصدر قبل استيفاء معموله أو بمعنى الم‬
    ‫االختصاص متعلقة بمحذوف صفة ح فيكون على استعا ة تبعية أو شبه ح والمتن بجسم‬
                 ‫الشر‬          ‫ر‬                  ‫لشر‬
        ‫مستعل وجسم مستعلى عليه وذكر على تخييالً. قوله: (مهذب الخ) التهذيب التنقية، والمقاصد‬
        ‫المعاني، والمسالك األلفاظ، وهما مجرو ان بإضافة الوصف إليهما أو منصوبان على التشبيه‬
                                                    ‫ر‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬                         ‫حاشية الصبان على شرح األشمونى أللفية ابن مالك‬

    ‫ج الخلط بال تمييز مع أن ح‬
     ‫الشر‬                    ‫ج بها الخ) في الكالم مبالغة واال فالمز‬‫بالمفعول به. قوله: (يمتز‬
     ‫والمتن متماي ان، وأشار بهذه السجعة إلى ما في شرحه مما ال بد منه في بيان المتن وبالسجعة‬
                                                                             ‫ز‬
  ‫الثانية إلى ما اد على ذلك والمقصود منهما وصف شرحه بجودة السبك وحسن التركيب مع ألفاظ‬
                                                                     ‫ز‬
‫المتن. قوله: (امت اج ح) أي امت اجا كامت اج ح بالجسد. ال يقال عبارته تفهم أن شرحه للمتن‬
                                           ‫ز الرو‬   ‫ز ً‬          ‫ز الرو‬
   ‫ح ألنا نقول مقام‬‫ح للجسد وأن المتن بدونه كالجسد بدون ح وفي هذا تنقيص لبقية الشرو‬
                                              ‫الرو‬                                ‫كالرو‬
 ‫ها ألن حل بمعنى نزل‬
                   ‫المدح ال ينظر فيه إلى أمثال هذه المفاهيم. قوله: (ويحل) بضم الحاء وكسر‬
 ‫عه الوجهان كما في القاموس وبهما ىء في السبع قوله تعالى: {فيحل عليكم‬
                                    ‫قر‬                              ‫يجوز في حاء مضار‬
‫عه‬‫غضبي} (طه: 18) فاقتصار البعض كشيخنا على الضم تقصير. وأما حل ضد حرم فجاء مضار‬
   ‫عه بالضم فقط. قوله: (منها) قال شيخنا السيد حال أي‬‫بالكسر فقط. وحل بمعنى فك فجاء مضار‬
                                                      ‫كائنً منها ألن حل ال يتعدى بمن وكذا قوله‬
                                                                                         ‫ا‬

‫(1/1)‬




   ‫من األسد أي كائنة من األسد. ولعل معنى كائنً منها وكائنة من األسد منتسبً إليها ومنتسبة إلى‬
                     ‫ا‬                           ‫ا‬
‫األسد ال يبعد أن من في الموضعين بمعنى في. ال يقال الظرفية في األول غير ظاه ة ألنا نقول لما‬
              ‫ر‬                                                                    ‫و‬
    ‫ج بها كأنه حل فيها. وقوله محل الشجاعة أي حلولها فمحل مصدر ميمي أي حل ال كحلول‬
          ‫وً‬                                                                     ‫امتز‬
   ‫الشجاعة والم اد بالشجاعة الج اءة ال الملكة المخصوصة الختصاص الملكات بذوي العلم. قوله:‬
                                                          ‫ر‬               ‫ر‬
   ‫(تجد نشر التحقيق الخ) النشر ال ائحة الطيبة. والتحقيق يطلق على ذكر الشيء على الوجه الحق‬
                                                         ‫ر‬
 ‫ويطلق على إثبات المسألة بدليلها مع رد قوادحه. واألد اج بفتح الهم ة جمع ج بفتح الدال وسكون‬
                   ‫در‬   ‫ز‬            ‫ر‬
   ‫ا‬
   ‫ها عبقً‬
         ‫ع عبق الطيب بكسر‬
                        ‫ال اء أو فتحها ما يكتب فيه كما في القاموس ويعبق بفتح الباء مضار‬
                                                                                   ‫ر‬
    ‫بالتحريك من باب ح ظهرت ائحته ال يكون إال للذكية كما في المصباح، ففي كالمه استعا ة‬
    ‫ر‬                                                  ‫و‬     ‫ر‬       ‫فر‬
  ‫مكنية وتخييل وترشيح حيث شبه التحقيق في نفاسته بنحو المسك والنشر تخييل ويعبق ترشيح قال‬
   ‫شيخنا السيد وفي العبا ة قلب أي من عبا ات أد اجه اهـ. ونكتة القلب اإلشا ة إلى قوة النشر حتى‬
                     ‫ر‬                          ‫ر‬     ‫ر‬               ‫ر‬
                                                      ‫ى من العبا ات إلى محلها المكتوبة فيه.‬
                                                                               ‫ر‬           ‫سر‬

‫(1/11)‬




‫قوله: (وبدر التدقيق الخ) البدر القمر ليلة كماله. والتدقيق يطلق على إثبات المسألة بدليلين أو أكثر‬
 ‫وعلى إثبات دليل المسألة بدليل، وعلى ذكر الشيء على وجه فيه دقة. واألب اج جمع ج وهو أحد‬
          ‫بر‬    ‫ر‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬                        ‫حاشية الصبان على شرح األشمونى أللفية ابن مالك‬

  ‫ج، وعبر باألب اج وهو جمع قلة مع أنها اثنا عشر لم اوجة‬
     ‫ز‬                                  ‫ر‬              ‫أقسام الفلك اإلثني عشر المسماة بالبرو‬
‫ع شرق‬
    ‫ع أشرق أي أضاء أو بفتح أوله وضم ثالثه مضار‬
                                             ‫أد اج. ويشرق بضم أوله وكسر ثالثه مضار‬
                                                                              ‫ر‬
‫كطلع وزنً ومعنى، وعلى كل ففي كالمه عيب السناد وهو اختالف حركة ما قبل الروي. وفي كالمه‬
                                                                            ‫ا‬
‫استعا ة مكنية وتخييل وترشيحان حيث شبه التدقيق بالليلة المقم ة كمال اإلقمار بجامع الكمال والبدر‬
                                 ‫ر‬                                                     ‫ر‬
‫تخييل واإلش اق واألب اج ترشيحان قاله شيخنا السيد. وجعل شيخنا التدقيق مشبهً بالسماء في العلو.‬
 ‫ّ‬                ‫ا‬                                                   ‫ر‬        ‫ر‬
     ‫والمتانة ولك أن تجعل األب اج استعا ة مصرحة لعبا ات اإلشا ات أي المعاني الدقيقة إن شبهت‬
                                 ‫ر‬        ‫ر‬            ‫ر‬        ‫ر‬
  ‫ال‬
  ‫باألب اج في أن ك ً محل لما ينتفع به إذ العبا ات محل للمعاني واألب اج محل للكواكب، أو تخيي ً‬
                          ‫ر‬                    ‫ر‬                           ‫ال‬         ‫ر‬
 ‫ا‬
 ‫الستعا ة مكنية إن شبهت اإلشا ات بالسموات في الرفعة والمتانة ثم ذكر شيخنا السيد أن هنا أيضً‬
                                                             ‫ر‬                     ‫ر‬
 ‫قلبا أي من إشا ات أب اجه ال حاجة إليه كما ال يخفى. قوله: (خال من اإلف اط إلخ) اإلف اط مجاو ة‬
 ‫ز‬       ‫ر‬            ‫ر‬                                            ‫ر ر و‬                 ‫ً‬
 ‫الحد، والتفريط التقصير أي خال من اإلف اط في التطويل وعال عن التفريط في تأدية المعاني. وعبر‬
                                                    ‫ر‬
‫في جانب اإلف اط بخال وفي جانب التفريط بعال ألن التفريط أفحش فهو أحق بالتباعد عنه الذي هو‬
                                                                          ‫ر‬
 ‫ا‬
 ‫الم اد من عال. وأخر هاتين السجعتين مع أنهما من باب التخلية وما قبلهما من باب التحلية التفاتً‬
                                                                                        ‫ر‬
  ‫إلى تقدم اإلثبات على النفي وشرف الوجود على العدم. والممل والمخل وصفان الزمان ألن الم اد‬
   ‫ر‬
  ‫الذي شأنه اإلمالل والذي شأنه اإلخالل. قوله: (وكان بين ذلك قواما) أي عدال. وأفرد اسم اإلشا ة‬
  ‫ر‬                  ‫ً‬        ‫ً‬
‫مع رجوعه إلى اثنين اإلف اط والتفريط لتأوله بالمذكور والمرجح لإلف اد حصول االقتباس. قوله: (وقد‬
                           ‫ر‬                                        ‫ر‬
                                                      ‫لقبته) أي سميته وانما آثر التعبير بالتلقيب‬

‫(1/11)‬




  ‫ع مبدوء بهم ة تكلم تليها ألف‬
                 ‫ز‬           ‫لما في هذا االسم من اإلشعار بالمدح كاللقب. قوله: (ولم آل) مضار‬
  ‫منقلبة عن هم ة ساكنة كما هو القاعدة عند اجتماع همزتين ثانيتهما ساكنة حذف منه الجازم المه‬
                                                                            ‫ز‬
    ‫التي هي واو، وماضيه أال كعال، ومصد ه إن كان بمعنى التقصير أو الترك أو االستطاعة: ألو‬
                                                    ‫ر‬
  ‫كدلو وألو كعلو كما في القاموس، وان كان بمعنى المنع ألو كدلو كما في حاشية شيخنا السيد لكن‬
                                                                            ‫ّ‬    ‫ّ‬
   ‫ي مشهور‬  ‫في حاشية ابن قاسم على المختصر وحاشية خسرو على المطول أن المنع معنى مجاز‬
    ‫لأللو ال حقيقي ويصح هنا ما عدا االستطاعة فعلى األول قوله جهدً أي اجتهادً منصوب على‬
              ‫ا‬          ‫ا‬
  ‫ي، أو ع الخافض أي‬
            ‫نز‬     ‫التمييز محول عن الفاعل والتقدير لم يقصر اجتهادي على اإلسناد المجاز‬
    ‫في اجتهادي أو حال بمعنى مجتهدا، وعلى الثاني مفعول به وعلى األخير مفعوله الثاني وحذف‬
                                                         ‫ً‬
  ‫مفعول األول لعدم تعلق الغرض بذك ه والتقدير ولم أمنع أحدا جهدا. وعن أبي البقاء أن لم آل من‬
                              ‫ً‬    ‫ً‬                      ‫ر‬
    ‫األفعال الناقصة بمعنى لم أزل، فجهدً خبر بمعنى جاهدً والذي يؤخذ من القاموس والمختار أن‬
                                      ‫ا‬               ‫ا‬
                 ‫الجهد بمعنى االجتهاد أو المشقة بفتح الجيم ال غير وبمعنى الطاقة بالفتح والضم.‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬                         ‫حاشية الصبان على شرح األشمونى أللفية ابن مالك‬

‫(1/21)‬




 ‫قوله: (وتهذيبه) عطف تفسير قاله شيخنا. قوله: (وتقريبه) عطف الزم. قوله: (واهلل أسأل إلخ) سأل‬
  ‫إن كان بمعنى استعطى كما هنا تعدى لمفعولين بنفسه فاهلل مفعول قدم إلفادة الحصر أو لالهتمام‬
      ‫لعظمته، وأن يجعله مفعول ثان. وان كان بمعنى استفهم تعدى لألول بنفسه وللثاني بعن نحو‬
‫{يسألونك عن األنفال} أو ما بمعناها نحو فاسأل به خبير أي عنه. قوله: (سليم) أي سالم من الحقد‬
                                      ‫ا‬
                                      ‫ً‬
‫والحسد ونحوهما. قوله: (وما توفيقي إال باهلل) استقبح أهل اللسان نسبة الفعل إلى الفاعل بالباء ألنه‬
‫يوهم اآللة فال يحسن ضربي بزيد إذا كان زيد ضاربً والحسن ضربي من زيد. وفاعل التوفيق هو اهلل‬
                                          ‫ا‬
‫تعالى فالحسن وما توفيقي إال من اهلل. وتوجيهه على ما يستفاد من الكشاف في تفسير سو ة هود أنه‬
        ‫ر‬
 ‫على تقدير مضاف وأن التوفيق مصدر المبني للمجهول حيث قال أي وما كوني موفقً إال بمعونته‬
             ‫ا‬
     ‫ي كما يؤخذ من حذف‬‫وتوفيقه أفاده ابن قاسم. قوله: (عليه توكلت) أي اعتمدت في جميع أمور‬
  ‫المعمول أو في األقدار على تأليف هذا ح كما يؤخذ من القيام. وتقديم الجار والمجرور إلفادة‬
                                                    ‫الشر‬
 ‫الحصر ألن االعتماد في جميع األمور واألقدار على تأليف هذا ح ال يكون إال عليه تعالى وان‬
                             ‫الشر‬
                              ‫كان قد يعتمد في بعض األمور على غي ه. قوله: (أنيب) أي أرجع.‬
                                                     ‫ر‬

‫(1/31)‬




  ‫قوله: (قال محمد) فيه التفات من التكلم إلى الغيبة إن روعي متعلق البسملة المقدر بنحو أؤلف أو‬
 ‫تأليفي فإن لم ي اع كان فيه التفات على مذهب السكاكي المكتفي بمخالفة التعبير مقتضى الظاهر.‬
                                                                        ‫ر‬
     ‫وأتى بجملة الحكاية ولم يتركها خوفاً من الرياء لقصد غيب في كتابه بتعيين مؤلفه المشهور‬
                                      ‫التر‬
‫بالجاللة في العلم واإلخالص فيه وباالنتفاع بكتبه وهذا أرجح من م اعاة الحذر من الرياء خصوصا‬
‫ً‬                        ‫ر‬
 ‫مع األمن من ذلك كما هو حال المصنف، ولم يقدمها على البسملة أيضً ليحصل لها بركة البسملة‬
                        ‫ا‬
   ‫ها عن الحمدلة ليقع اسمه بين الجملتين الشريفتين‬
                                                ‫ولئال يفوت االبتداء الحقيقي بالبسملة ولم يؤخر‬
                                                                      ‫فتحيط به بركتهما فاحفظه.‬

‫(1/41)‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬                         ‫حاشية الصبان على شرح األشمونى أللفية ابن مالك‬

      ‫قوله: (العالمة) معناه لغة كثير العلم جدا ألن الصيغة للمبالغة والتاء لزيادتها وكث ة العلم جدا‬
      ‫ً‬         ‫ر‬                                         ‫ً‬
      ‫تحصل بالتبحر في أنواع من الفنون فما اشتهر من أنه الجامع بين المعق الت والمنق الت لعله‬
             ‫و‬          ‫و‬
     ‫اصطالح لبعضهم. قوله: (جمال الدين) هذا لقبه أي مجمل أهل الدين. فإن قيل كل من جمال‬
  ‫الدين ومحمد يشعر بالمدح فجعل أحدهما اسما واآلخر لقبا تحكم، قلت يؤخذ جواب ذلك مما بحثه‬
                                   ‫ً‬           ‫ً‬
‫بعض المتأخرين ونصه: والذي يظهر أن االسم ما وضعه األبوان ونحوهما ابتداء كائنً ما كان، وأن‬
            ‫ا‬
 ‫ما استعمل في ذلك المسمى بعد وضع االسم فإن كان مشعر بمدح كشمس الدين فيمن اسمه محمد‬
                                ‫ا‬
                                ‫ً‬
 ‫أو ذم كأنف الناقة فيمن اسمه ذلك فلقب، أو كان مصدر بأب كأبي عبد اهلل فيمن اسمه ذلك أو أم‬
 ‫ّ‬                                     ‫ا‬
                                       ‫ً‬                                           ‫ّ‬
‫كأم عبد اهلل فيمن اسمها عائشة فكنية، وعلى هذا يصح ما حكاه ابن عرفة فيمن اعترض عليه أمير‬
                                                                                     ‫ّ‬
  ‫إفريقية في تكنيته بأبي القاسم مع النهي عنه فأجاب بأنه اسمه ال كنيته نقله شيخنا عن الشنواني.‬
         ‫وحاصل الجواب أن اعتبار األشعار والتصدير أما يكون بعد وضع الدال على الذات ابتداء.‬
 ‫ع ثانيا مشعر جمال الدين فهو اللقب.‬
                       ‫ا‬
                       ‫ً‬    ‫ً‬      ‫ع للذات ابتداء محمد فهو االسم والموضو‬‫والظاهر أن الموضو‬
    ‫قوله: (ابن عبد اهلل بن مالك) قد يتوهم من صنيع ال ح أنه جر ابن مالك صفة لعبد اهلل وليس‬
                                        ‫شار‬
   ‫كذلك ألنه يلزم عليه تغيير إع اب المتن وحذف ألف ابن مع أنها واجبة الثبوت في المتن بل هو‬
                                                           ‫ر‬
   ‫ح خبر آخر لهو فاعرفه. فإن قلت في قول المصنف‬
                                         ‫ا‬
                                         ‫ً‬    ‫باق على رفعه فيكون بالنظر إلى كالم الشار‬
   ‫هو ابن مالك الباس إليهامه أن مالكً أبوه. قلت هذا اإللباس ال يضر هنا ألنه ليس المقصود هنا‬
                                                         ‫ا‬
   ‫بيان نسبه بل تميي ه عمن شاركه في اسمه وهو إنما يتم بهذه الكنية لغلبتها عليه دون ها قاله‬
         ‫غير‬                                                           ‫ز‬
‫ا ا‬
‫سم، وأيضً فيها تفاؤل بملكه رقاب العلوم. واألكثر حذف ألف مالك العلم وان كان رسمها أيضً جيدً‬
                                                                                 ‫ا‬
   ‫ومنه رسمها في: {ونادوا يا مالك} (الزخرف: 77) في المصحف العثماني ويجب رسم ألف مالك‬
                                                                                    ‫الصفة كالذي‬

‫(1/21)‬




  ‫آخر البيت. وأما رسم مالك يوم الدين بدونها فيه فألن الخط العثماني ال يقاس عليه مع أنه ال يرد‬
   ‫على ق اءته بدون ألف. قوله: (الطائي نسبا) سيأتي في المتن أن قولهم الطائي من شواذ النسب.‬
                                                  ‫ً‬                               ‫ر‬
  ‫قوله: (الجياني منشأ) نسبة إلى جيان بلد من بالد األندلس فكان األولى تأخي ه عن قوله األندلسي‬
                   ‫ر‬
   ‫إقليما ليكون للمتأخر فائدة، وجواب شيخنا السيد بأنه قدم الجياني اهتماما باألخص غير نافع وقد‬
                       ‫ً‬                                                               ‫ً‬
‫يجاب بأن الفائدة حاصلة على تأخير قوله األندلسي إقليماً لمن ال يعلم كون جيان من بالد األندلس.‬
  ‫واألندلس بفتح الهم ة وسكون النون وفتح الدال وضم الالم كذا في ح ميا ة على متن العاصمية‬
                   ‫شر ر‬                                            ‫ز‬
    ‫في فصل المز عة. ثم قال وهي جزي ة متصلة بالبر الطويل والبر الطويل متصل بالقسطنطينية.‬
                                                       ‫ر‬                   ‫ار‬
   ‫وانما قيل لألندلس جزي ة ألن البحر محيط بها من جهاتها إال الجهة الشمالية. وحكي أن أول من‬
                                                                   ‫ر‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬                        ‫حاشية الصبان على شرح األشمونى أللفية ابن مالك‬

      ‫ها بعد الطوفان أندلس بن يافث بن ح عليه السالم فسميت باسمه اهـ. من مختصر ابن‬
                                                 ‫نو‬                             ‫عمر‬
 ‫ى هم اهلل تعالى ثم‬
                ‫خلكان. ونقل صاحب المعيار عن القاضي عياض أن األندلس كانت للنصار دمر‬
‫ى وسكنوها مع‬‫أخذها المسلمون فمنها ما أخذ عنوة ومنها ما أخذ صلحاً ثم أسلم بعض أولئك النصار‬
    ‫ى ثانيً. هذا ونقل‬
              ‫ا‬      ‫المسلمين اهـ. ما قاله ميا ة ببعض حذف، أي ثم بعد مدة طويلة أخذها النصار‬
                                                                ‫ر‬
                                            ‫بعض الطلبة أنه أى نصً بضم الهم ة والدال أيضاً.‬
                                                          ‫ز‬          ‫ا‬    ‫ر‬

‫(1/61)‬




     ‫قوله: (ووفاة) كذا في بعض النسخ وفي بعضها ووفاته واألولى أحسن إلفادتها محل الوفاة دون‬
 ‫الثانية. وقب ه بسفح قاسيون ظاهر ي ار والتميي ات المذكو ة من تمييز النسبة غير المحول بناء على‬
                                     ‫ر‬         ‫ز‬          ‫ز‬                    ‫ر‬
  ‫ما ذهب إليه كثير كابن هشام أن تحويل تمييز النسبة أغلبي ال المحول عن الفاعل كما عم لعدم‬
         ‫ز‬
     ‫صحته في الجميع ال من تمييز المفرد وان قاله شيخنا ألن تمييز المفرد عين ممي ه في المعنى‬
               ‫ز‬                                                          ‫و‬
     ‫واألمر هنا ليس كذلك. قوله: (عام اثنين إلخ) أي عام تمام اثنين إلخ. قوله: (أحمد) بفتح الميم‬
  ‫ها قال المعرب وتبعه شيخنا والبعض: كان مقتضى الظاهر أن يقول يحمد بياء‬
                                                                     ‫ع حمد بكسر‬
                                                                              ‫مضار‬
 ‫الغيبة لكنه التفت من الغيبة إلى التكلم اهـ. وهو غير صحيح ألن مقتضى الظاهر أن يعبر المتكلم‬
‫عن فعله أو قوله بما للمتكلم، فلفظ أحمد هو المقول للمصنف فهو الذي يحكى بقال، وشرط االلتفات‬
 ‫هما فال التفات في‬
                 ‫أن يكون التعبير الثاني خالف مقتضى الظاهر كما في المطول والمختصر وغير‬
                                   ‫ّ‬
‫نحو قال إني عبد اهلل ونحو أنا زيد فاعرفه ال تكن أسير التقليد. قوله: (ربي اهلل خير مالك) ذكر في‬
                                                    ‫و‬
  ‫عبا ة حمده الفعل والذات والصفة إشا ة إلى أنه تعالى يستحق الحمد لفعله وذاته وصفته وانما قدم‬
                                                        ‫ر‬                              ‫ر‬
  ‫األول ألنه إنعام فالحمد عليه كما هو مقتضى تعليق الحكم بالمشتق يقع واجباً لكن هذا ال يناسب‬
‫ح الرب بالمالك وانما يناسب تفسي ه بالمربي وهو أولى هنا لذلك ألن المالكية مذكو ة في‬
   ‫ر‬                 ‫و‬                           ‫ر‬                                ‫تفسير الشار‬
         ‫قوله خير مالك، إال أن يقال تفسي ه بالمالك باعتبار األشهر وقطع النظر عن خصوص كالم‬
                                                        ‫ر‬
 ‫المصنف. وخير أفعل تفضيل حذفت همزته تخفيفا لكث ة االستعمال كشر ويظهر لي أنه من الخير‬
                                     ‫ً ر‬
‫مصدر خار يخير أي تلبس بالخير أو من الخير بكسر الخاء وهو الكرم والشرف. وبين مالك األول‬
‫ومالك الثاني الجناس التام اللفظي ال الخطي إن رسم األول بغير ألف كما هو األكثر في مالك العلم‬
    ‫فإن رسم بها كما هو أيضاً جيد كان لفظياً خطياً فإطالق البعض كونه لفظيا خطيا محمول على‬
              ‫ً‬    ‫ً‬

‫(1/71)‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬                         ‫حاشية الصبان على شرح األشمونى أللفية ابن مالك‬

         ‫الحالة الثانية. قوله: (الجميل) صفة كاشفة أو مخصصة على الخالف بين الجمهور القائلين‬
 ‫باختصاص الثناء بالخير والعز بن عبد السالم القائل بعمومه للخير والشر. قوله: (بجالل عظمته)‬
   ‫ال يبعد أنه إشا ة إلى قوله خير مالك وأن قوله وجزيل نعمته إشا ة إلى قوله ربي، لكن يعكر على‬
                              ‫ر‬                                            ‫ر‬
 ‫هذا تفسي ه فيما بعد الرب بالمالك إال أن يقال ما تقدم. والجالل العظمة ال يتعين كون إضافته إلى‬
                       ‫و‬                                                           ‫ر‬
  ‫ما بعده من إضافة الصفة إلى الموصوف كما يوهمه كالم البعض بل ال يترجح ألنه وان اقتضته‬
                         ‫و‬
‫مشاكلة قوله وجزيل نعمته ج إلى تأويل الجالل بالجليل. قوله: (وجزيل نعمته) من إضافة الصفة‬
                                                              ‫يحو‬
  ‫للموصوف قال البعض وأشار إليه شيخنا الم اد بالنعمة اإلنعام بقرينة قوله التي هذا النظم أثر من‬
                                                     ‫ر‬
  ‫ها ألنه ليس أثر للنعمة بمعنى المنعم به بل هو فرد من أف اده اهـ. ال يتعين ذلك بل يصح أن‬
                       ‫و‬        ‫ر‬                                        ‫ا‬
                                                                         ‫ً‬             ‫آثار‬
  ‫تكون النعمة بمعنى المنعم به ويترتب عليها ذلك األثر كنعمة العلم والفهم والقد ة على التأليف فإنه‬
                   ‫ر‬
                                                                         ‫يترتب عليها هذا األثر.‬

‫(1/81)‬




 ‫ع) أي على الجملة االسمية والماضوية. قوله: (المثبت) ال حاجة إليه‬
                                                               ‫قوله: (واختار صيغة المضار‬
           ‫بل هو لبيان الواقع إذ المنفي ال يتأتى هنا. قوله: (لما فيها من األشعار) أي بواسطة غلبة‬
     ‫االستعمال. وقوله باالستم ار التجددي أي الذي هو المناسب هنا كما بينه بعد بقوله وقصد إلخ‬
                                                                 ‫ر‬
 ‫وقوله التجددي أي الحاصل من تجدد الحمد م ة بعد ى وهكذا أو الموصوف به تجدده كذلك أي‬
                                    ‫أخر‬  ‫ر‬
‫وكل من االسمية والماضوية ال يفيد االستم ار التجددي أصال، فإن األولى ال تفيد التجدد وان كانت‬
                                    ‫ً‬             ‫ر‬
 ‫ح تبعً لبعضهم أو بواسطة غلبة االستعمال كما هو‬
                                        ‫تفيد االستم ار بواسطة العدول كما سيذك ه الشار ا‬
                                                ‫ر‬                         ‫ر‬
   ‫األرجح، والثانية ال تفيد االستم ار أص ً بل ال التجدد بمعنى الحصول م ة بعد ى وهكذا وان‬
              ‫أخر‬  ‫ر‬                        ‫ال و‬       ‫ر‬
‫عية والتحقيق أن كال‬
‫ً‬                  ‫أفادت التجدد بمعنى الوجود بعد العدم. وقد اختلف هل االسمية أبلغ أو المضار‬
    ‫ى من بعض الوجوه، فاالسمية أبلغ من حيث تعيين الصفة المحمود بها فيها وهي‬‫أبلغ من األخر‬
  ‫عية أبلغ‬‫ثبوت الحمد له تعالى إذ معنى الحمد هلل الحمد ثابت هلل والمعين أوقع في النفس، والمضار‬
‫من حيث صدق المحمود به فيها بجميع الصفات وببعضها األعم من تلك الصفة ألن معنى أحمدك‬
  ‫عية أكثر فائدة. قوله: (والمحمود‬‫أثني عليك بالجميل وصفاته تعالى جميلة كلها وبعضها، فالمضار‬
 ‫عليه) يعني التربية المفهومة من قول ربي على ما تقدم فاندفع ما اعترض به البعض هنا بناء على‬
    ‫ح ربما يقتضي أن المصنف أوقع حمده في‬‫ح الرب بالمالك من أن كالم الشار‬‫ظاهر تفسير الشار‬
‫مقابلة نعمه مع أنه لم يذكر ذلك، ال حاجة إلى اعتذا ه بأنه يمكن أن يقال م اده المحمود عليه الذي‬
                    ‫ر‬                     ‫ر‬                 ‫و‬
‫يغلب ع الحمد في مقابلته. قوله: (دائما) توكيد لقوله ال ت ال تتجدد. وقوله كذلك تأكيد لقوله كما.‬
                                    ‫ز‬                   ‫ً‬                               ‫وقو‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬                        ‫حاشية الصبان على شرح األشمونى أللفية ابن مالك‬

    ‫ح بأن الجملة إنشائية‬‫قوله: (نحمده بمحامد ال ت ال تتجدد) اعترضه البعض كشيخنا بأنه سيصر‬
                                                              ‫ز‬
          ‫معنى، وعليه ال يظهر ما ذك ه ألن الحمد اإلنشائي ينقطع بانقطاع التلفظ به فأين التجدد‬
                                                                 ‫ر‬

‫(1/11)‬




   ‫ها بالتجدد باعتبار حالها‬
                          ‫وانما يظهر ذلك على جعلها خبرية لفظاً ومعنى. ويمكن دفعه بأن إشعار‬
     ‫األصلي الثابت لها قبل نقلها إلى اإلنشاء، وكأنه لم يقطع النظر بعد النقل عما كان قبله بقرينة‬
     ‫مناسبة المقام، ولعل هذا م اد شيخنا من االعتذار بأن ذلك اإلشعار على سبيل التوهم والتخيل‬
                                                                ‫ر‬
                                                                                         ‫فافهم.‬



 ‫قوله: (وأيضاً) هو مصدر آض إذا رجع، وهو إما مفعول مطلق حذف عامله أو بمعنى اسم الفاعل‬
  ‫حال حذف عاملها وصاحبها، فالتقدير هنا على األول جع إلى التعليل رجوعا، وعلى الثاني أقول‬
                    ‫ً‬                   ‫أر‬
‫اجعا إلى التعليل، وانما تستعمل مع شيئين بينهما توافق ويغني كل منهما عن اآلخر فال يجوز جاء‬
                                                                                     ‫ر ً‬
‫زيد أيضً، ال جاء زيد ومضى عمرو أيضً، ال اختصم زيد وعمرو أيضا، قاله شيخ اإلسالم زكريا.‬
                         ‫ً‬                     ‫ا و‬                        ‫ا و‬
 ‫قوله: (فهو) الفاء للتعليل كما علم مما مر آنفا والضمير لالختيار المفهوم من قوله واختار لكن هذا‬
                                                 ‫ً‬
   ‫ها على الماضوية بخالف األول‬
                             ‫عية على االسمية دون اختيار‬‫التعليل إنما ينهض الختيار المضار‬
‫ولهذا قدمه على هذا. قوله: (إلى األصل) أي أصل الجملة االسمية. قوله: (فحذف الفعل) أي وجوباً‬
     ‫إن ذكر بعده وشكر، وشرط بعضهم في الوجوب ذكر ال كفر بعدهما وجواز إن ذكر وحده كما‬
                     ‫ا‬
                     ‫ً‬            ‫ا‬
                                  ‫ً‬                                ‫ا‬
                                                                   ‫ً‬
 ‫سيأتي في باب المفعول المطلق، واطالق شيخنا الوجوب في غير محله. قوله: (ثم عدل إلى الرفع‬
      ‫إلخ) هذا يقتضي أنه لو لم يعدل إلى الرفع النتفت الداللة على الدوام وهو كذلك كما ح به‬
          ‫صر‬
‫الرضي في باب المبتدأ ألن بقاء النصب صريح في مالحظة الفعل وتقدي ه وهو يدل على التجدد فال‬
                       ‫ر‬
 ‫يستفاد الدوام إال بالعدول إلى الرفع، ال يكفي في إفادته وجوب حذف العامل مع النصب وان ح‬
  ‫صر‬                                            ‫و‬
‫به الرضي في باب المصدر، وحمل شيخنا السيد ما ح به في باب المبتدأ على حالة جواز حذف‬
                                     ‫صر‬
 ‫العامل ليوافق كالمه في باب المصدر، لكن األوجه إبقاؤه على إطالقه كما يقتضيه التعليل السابق.‬
                                ‫ال يقال االسمية هنا ها ظرف متعلق إما بفعل واما باسم فاعل‬
                                                                   ‫خبر‬

‫(1/12)‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬                        ‫حاشية الصبان على شرح األشمونى أللفية ابن مالك‬

‫بمعنى الحدوث بقرينة عمله في الظرف فيكون في حكم الفعل، واالسمية التي ها فعل تفيد التجدد‬
                 ‫خبر‬
     ‫والحدوث ال الدوام، ألنا نقول: ال نسلم كون اسم الفاعل هنا للحدوث حتى يكون في حكم الفعل‬
      ‫ويكفي لعمله في الظرف ائحة الفعل فيعمل فيه بمعنى الثبوت أيضا، ولئن سلمناه فمحل إفادة‬
                              ‫ً‬                                    ‫ر‬
 ‫االسمية التي ها فعل للتجدد إذا لم يوجد داع إلى الدوام، والعدول المذكور داع إليه ذك ه ي.‬
   ‫ر الغز‬                                                                 ‫خبر‬
 ‫قوله: (لقصد الداللة) أي لمقصود هو الداللة ولو حذف قصد لكان أخصر، هذا أريد بمدخول الالم‬
‫العلة الغائية، فإن أريد السبب المتقدم على المسبب فقصد على حقيقته ومحتاج إليه. قوله: (والثبوت)‬
  ‫إن أ اد به ثبوت المسند للمسند إليه وهو المتبادر فهو حاصل قبل العدول فكان الواجب حذفه، وان‬
                                                                                     ‫ر‬
  ‫أ اد به االستم ار فهو مستغنى عنه بقوله الدوام فكان األخصر حذفه. قوله: (لقصد االستغ اق) أي‬
       ‫ر‬                                                                   ‫ر‬            ‫ر‬
   ‫مثال واال فقد يكون لقصد العهد أو الجنس. قوله: (واهلل علم) أي بالوضع ال بالغلبة التقديرية على‬
                                                                                           ‫ً‬
‫التحقيق كما بيناه في رسالتنا الك ى في البسملة. وسيأتي في المعرف بأداة التعريف الفرق بين الغلبة‬
                                                             ‫بر‬
                                                                            ‫التحقيقية والتقديرية.‬

‫(1/12)‬




     ‫قوله: (الواجب الوجود) وصف الذات بالواجب الوجود والمستحق لجميع المحامد إليضاح الذات‬
   ‫ع الذات والصفة مع أنه الذات المعينة فقط على‬‫ها فيه واال كان المسمى مجمو‬
                                                                        ‫المسمى ال العتبار‬
  ‫الصحيح. وتخصيص هذين الوصفين بالذكر ألن وجوب الوجود للذات مبني كل كمال. واستحقاق‬
‫جميع المحامد هو وجه حصر الحمد في كونه هلل. قوله: (أي لذاته) يحتمل وجهين: األول أنه تفسير‬
                                                                    ‫ٍ‬
 ‫لواجب الوجود والمعنى حينئذ أي الموجود لذاته. والثاني: أنه تقييد للوجوب أي الواجب الوجود لذاته‬
     ‫أي ليس وجوب وجوده لغي ه كما في الحوادث المتعلق علم اهلل بوجودها. قوله: (وهو عربي عند‬
                                                                  ‫ر‬
   ‫األكثر) وقيل معرب وأصله بالسريانية. وقيل بالعب انية الها فعرب بحذف ألفه األخي ة وادخال أل.‬
              ‫ر‬                  ‫ّ‬           ‫ر‬
   ‫قوله: (وقد ذكر إلخ) مسوق لتعليل كونه االسم األعظم، ووجه الداللة أن من أحب شيئً أكثر من‬
            ‫ا‬
  ‫ذك ه. قوله: (قال ولهذا لم يذكر في الق آن إال في ثالثة مواضع) اعترض الناس عليه بأن القلة لو‬
                                                     ‫ر‬                                  ‫ر‬
   ‫كانت علة األعظمية لكان اسمه المهيمن أولى بها ألنه لم يذكر إال م ة واحدة، وفيه بحث ألنه لم‬
                           ‫ر‬
   ‫يجعل القلة األعظمية بل جعل األعظمية علة الذكر في المواضع الثالثة فقط ألنه لم يقل ألنه لم‬
‫يذكر إلخ بل قال ولهذا لم يذكر إلخ، ولئن سلم أنه قال ألنه لم يذكر في الق آن إال في ثالثة مواضع‬
                    ‫ر‬
 ‫قلنا ليس قصده التعليل بالذكر في المواضع الثالثة فقط من حيث القلة بل من حيث ورود خبر بأنه‬
   ‫في الثالثة وهو ما روي عنه صلى اهلل عليه وسّم أنه قال: «هو في ثالث سور البق ة وآل عم ان‬
    ‫ر‬        ‫ر‬                                ‫ل‬
  ‫وطه» لكنه ال يرد على الجمهور القائلين بأعظمية اسم الجاللة ألنه متكلم فيه فاعرفه. قوله: (واهلل‬
                                                         ‫أعلم) أي باالسم األعظم أو بكل شيء.‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬                         ‫حاشية الصبان على شرح األشمونى أللفية ابن مالك‬

‫(1/22)‬




‫قوله: (تنبيه) الذي حققه العصام في ح الرسالة الوضعية أن أسماء الكتب من علم الشخص وأنها‬
                                                   ‫شر‬
      ‫ع له خاص. قال إذ الكتاب الذي هو عبا ة عن األلفاظ‬
                 ‫ر‬                                    ‫من الوضع الشخصي الخاص بموضو‬
 ‫والعبا ات المخصوصة ال يتعدد إال بتعدد التلفظ وذلك التعدد تدقيق فلسفي ال يعتب ه أرباب العربية،‬
                ‫ر‬                                                                     ‫ر‬
  ‫ع أمر متعيناً ال‬
             ‫أال ى أنهم يجعلون وضع الضرب والقتل وضعاً شخصيا ال نوعيا لجعل الموضو ا‬
             ‫ً‬             ‫ً‬        ‫ً‬                                         ‫تر‬
‫متعددً اهـ. ومثل أسماء الكتب أسماء الت اجم بكسر الجيم كالخواتم والعوالم وكثير من الناس يضمها‬
                                                    ‫ر‬                                 ‫ا‬
  ‫لحنا، بل وأسماء العلوم ألن مسمياتها وهي األحكام المعقولة المخصوصة إنما تتعدد بتعدد التعقل.‬
                                                                                        ‫ً‬
    ‫وهذا التعدد تدقيق فلسفي ال يعتب ه أيضا أرباب العربية، هذا هو المتجه عندي وان اشتهر الفرق‬
                                                      ‫ً‬    ‫ر‬
‫فتأمل. والتنبيه لغة اإليقاظ، واصطالحً جملة دالة على بحث يفهم إجما ً من البحث السابق قيل أو‬
                       ‫ال‬                            ‫ا‬
   ‫جمة به لما لم يفهم مما سبق ولم يكن بديهياً غير جارية على االصطالح‬‫على بحث بديهي، فالتر‬
‫كما هنا بل غالب تنبيهات الش ح من هذا القبيل فالم اد بها مطلق اإليقاظ الذي هو المعنى اللغوي.‬
                                         ‫ر‬                     ‫ار‬
      ‫قوله: (أوقع الماضي موقع المستقبل) أي على سبيل المجاز. وقرينة هذا المجاز الخطبة على‬
  ‫المقصود بدليل وأستعين اهلل. وكون الم اد وأستعين اهلل على إظهار ألفية أو االنتفاع بها فال ينافي‬
                                                          ‫ر‬
 ‫ج منزلة‬‫تأخر الخطبة عن المقصود خالف المتبادر وقوله تنزيالً لمقوله أي الذي سيحصل في الخار‬
     ‫ج. وعلل هذا التنزيل بعلتين ذكر األولى بقوله أما اكتفاء أي في التنزيل‬‫ما حصل أي في الخار‬
    ‫ج، فالجامع‬‫بالحصول الذهني يعني أنه لما حصل في الذهن قوله نزله منزلة ما حصل في الخار‬
   ‫على هذه العلة مطلق الحصول، وذكر الثانية بقوله أو نظر أي في التنزيل إلى ما قوي عنده إلخ‬
                                     ‫ا‬
                                     ‫ً‬
‫يعني أنه لما قوي ما عنده من تحقق حصول قوله خارجاً في المستقبل وقربه نزله منزلة الحاصل في‬
  ‫ح في العلتين أما لحصول مقوله‬‫ج فالجامع على هذه العلة تحقق الحصول، لكن لو قال الشار‬‫الخار‬

‫(1/32)‬




     ‫ذهنً أو لتحقق حصوله جا عنده لكان أخصر وأظهر. والذي أ اه أن التنزيل في كالم النحاة‬
                                ‫ر‬                               ‫خار ً‬             ‫ا‬
     ‫بمعنى التشبيه في كالم البيانيين وأنه ال خالف بينهما إال في العبا ة بل كثير ما يعبر البيانيون‬
                       ‫ا‬
                       ‫ً‬       ‫ر‬
   ‫بالتنزيل والنحاة بالتشبيه، وأن التنزيل عند النحاة في مثل ما نحن بصدده ال يكفي عن التجوز في‬
         ‫ّ‬
 ‫اللفظ بل يقتضيه واال لزم أنهم يقولون بحقيقة كل لفظ استعمل في غير ما وضع له لتنزيله منزلة ما‬
    ‫وضع له كاألسد في الرجل الشجاع المنزل منزلة الحيوان المفترس وهو في غاية البعد أو باطل.‬
    ‫ح بما حاصله: أن قوله‬‫ح يبطل اعت اض البعض على الشار‬
                                         ‫ر‬           ‫وبهذا مع ما قررنا به أو ً كالم الشار‬
                                                                ‫ال‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬                        ‫حاشية الصبان على شرح األشمونى أللفية ابن مالك‬

‫أوقع إلخ ال يصح ال على طريقة النحاة ألن التجوز في مثل ذلك على طريقتهم إنما هو في التنزيل،‬
‫ال تجوز في الماضي فهو واقع موقعه ال موقع المستقبل، ال على طريقة البيانيين ألنه ال تنزيل في‬
                                      ‫و‬                                                  ‫و‬
    ‫مثل ذلك على طريقتهم بل فيه تشبيه أحد المصدرين باآلخر واستعا ة الفعل، إال أن ي اد بالتنزيل‬
              ‫ر‬                 ‫ر‬
      ‫ح أما اكتفاء إلخ ال يصح أيضاً ألن االكتفاء‬‫التشبيه على المسامحة، واعت اضه بأن قول الشار‬
                                                                ‫ر‬
                                                    ‫المذكور ال يحتاج معه إلى التنزيل والعكس.‬

‫(1/42)‬




   ‫قوله: (من تحقق الحصول) أي وجوده وثبوته، وليس الم اد بالتحقق التيقن ألنه ال يناسب قوله ما‬
                                         ‫ر‬
    ‫قوي عنده فتأمل. قوله: (معترضة) بكسر ال اء وبفتحها على الحذف واإليصال واألصل معترض‬
                                             ‫ر‬
   ‫بها، وفائدة االعت اض بها تمييز المصنف عن غي ه ممن شاركه في اسمه، وتجويز جماعة كونها‬
                                         ‫ر‬                         ‫ر‬
   ‫استئنافا بيانيً ال جها عن كونها معترضة، وجوز بعضهم كونها نعتً لمحمد بتقدير تنكي ه وهو‬
       ‫ر‬                   ‫ا‬                                         ‫ا يخر‬      ‫ً‬
 ‫بعيد، وبعضهم كونها حا ً الزمة من محمد فمحلها على هذا نصب وعلى ما قبله رفع ال محل لها‬
          ‫و‬                                                   ‫ال‬
‫على كونها معترضة. واندفع بكون الجملة معترضة غير مقصود بها قطع النعت أو نعتاً أو حا ً ما‬
   ‫ال‬
 ‫أورد على المصنف من أنها من قطع النعت وهو إنما يجوز إذا تعين المنعوت بدونه، ولو سلم أنها‬
     ‫من قطع النعت نقول يكفي في جوا ه تعين المنعوت ادعاء كما هنا. ال يرد عليه وجوب حذف‬
                        ‫و‬                             ‫ز‬
                             ‫ع ألن محله إذا كان النعت لمدح أو ذم أو ترحم.‬‫عامل النعت المقطو‬

‫(1/22)‬




     ‫فائدة: يصح اقت ان الجملة المعترضة بالواو والفاء ال بثم. قوله: (ولفظ رب نصب) أي منصوب‬
                                                                         ‫ر‬
   ‫ويصح ق اءته بلفظ الماضي المجهول وكذا يقال فيما بعد. قوله: (تقدير إلخ) فقد اجتمع في أحمد‬
                          ‫ا‬
                          ‫ً‬                                                       ‫ر‬
‫ي والمحلي أن‬‫ي في ربي والمحلي في الياء. والفرق بين التقدير‬‫ربي اإلع اب اللفظي في أحمد والتقدير‬
                                                                                  ‫ر‬
   ‫المانع في األول من ظهور اإلع اب قائم بآخر الكلمة وفي الثاني قائم بالكلمة بتمامها قاله الشيخ‬
                                                                ‫ر‬
     ‫ح أغلبي كما قاله جماعة، أو بحسب‬‫خالد. قوله: (بدل من رب) وكون المبدل منه في نية الطر‬
  ‫العمل ال المعنى كما قاله آخرون، أو معناه كما قاله الدماميني، أنه مستقل بنفسه ال متمم لمتبوعه‬
     ‫كالنعت والبيان. وقوله أو بيان أي لرب ألنه أوضح منه ورجح ابن قاسم كونه بد ً من جهة أن‬
               ‫ال‬
     ‫البدل على نية تك ار العامل فيكون حامدا في عبارته مرتين، ورجح المعرب الثاني من جهة أن‬
                                                   ‫ً‬                   ‫ر‬
 ‫ح غالبً. قوله: (بدل أو حال) كونه بدال ال يخلو عن ضعف‬
                ‫ً‬                             ‫ا‬      ‫المبدل منه توطئة للبدل وفي حكم الطر‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬                         ‫حاشية الصبان على شرح األشمونى أللفية ابن مالك‬

‫ألن بدلية المشتق قليلة بل مقتضى كالم ابن هشام الذي نقله عنه المعرب امتناعها مع ما في جعله‬
  ‫بد ً من ربي أن جعل اهلل بد ً من مخالفة الجمهور المانعين تعدد البدل وما في جعله بد ً من اهلل‬
          ‫ال‬                                                     ‫ال‬                      ‫ال‬
‫أن جعل اهلل بدالً من مخالفتهم في منعهم اإلبدال من البدل. وكونه حاال أي الزمة فيه ـ كما قاله ابن‬
                            ‫ً‬
‫قاسم ـ إيهام تقييد الحمد ببعض الصفات فاألولى جعله منصوباً بنحو أمدح. قوله: (وموضع الجملة)‬
    ‫ح عند‬‫ح به الشار‬‫أي جملة أحمد ربي اهلل خير مالك أي والجمل بعدها معطوفة عليها كما سيصر‬
    ‫قوله: وأستعين اهلل في ألفية. وعبا ة السندوبي وجملة أحمد ربي إلى آخر الكتاب في محل نصب‬
                                                      ‫ر‬
 ‫ألنها محكية بالقول اهـ. ويظهر لي حمل األول على حالة مالحظة العاطف من الحكاية وجعل كل‬
     ‫جملة مقو ً مستقال، وحمل الثاني على حالة مالحظة العاطف من المحكي واعتبار كون المقول‬
                                                                      ‫ً‬      ‫ال‬
 ‫ي على‬‫ع الجمل وجعل كل جملة ء المقول فاحفظه فإنه نفيس. وانما لم يقل مفعول به ليجر‬
                                                          ‫جز‬                    ‫مجمو‬

‫(1/62)‬




                                ‫القولين كونه مفعو ً به وكونه مفعو ً مطلقً وان كان ال اجح األول.‬
                                         ‫ر‬            ‫ا‬     ‫ال‬              ‫ال‬



    ‫ح أما بعد حمد اهلل أنه يصح كونها‬‫قوله: (ومعناها اإلنشاء) قد عرفت في الكالم على قول الشار‬
 ‫خبرية معنى ويكون حامدً ضمناً. قوله: (مصليا) هذه الحال وان كانت مفردة إال أنها في قوة جملة‬
                                                ‫ً‬                   ‫ا‬
‫ح أما بعد حمد اهلل إلخ أفاده ابن قاسم. ويلزم على الوجه‬‫إنشائية أو خبرية على ما مر عند قول الشار‬
    ‫ع فتأمل. وانما لم يأت بجملة صريحة إشا ة إلى الفرق بين ما‬
                     ‫ر‬                                      ‫األول ع اإلنشاء حا ً وهو ممنو‬
                                                                     ‫ال‬            ‫وقو‬
    ‫يتعلق به تعالى وما يتعلق به صلى اهلل عليه وسّم. ولم يذكر السالم جرياً على عدم ك اهة إف اد‬
     ‫ر‬      ‫ر‬                                   ‫ل‬
 ‫أحدهما عن اآلخر بل إذا صلى في مجلس وسلم في مجلس ولو بعد مدة طويلة كان آتياً بالمطلوب‬
 ‫وهذا هو المختار عندي وفاقاً للحافظ ابن حجر وغي ه. واآلية ال تدل على طلب قرنهما ألن الواو ال‬
                                            ‫ر‬
   ‫تقتضي ذلك. قوله: (أي رحمته) أي الالئقة بمقامه فاإلضافة للعهد. قوله: (بتشديد الياء من النبوة‬
 ‫إلخ) هكذا اشتهر تخصيص المشدد بكونه من النبوة والمهموز بكونه من النبأ بالتحريك وهو الخبر.‬
      ‫وأنا أقول يصح أن يكون المهموز من النبء بسكون الباء وهو االرتفاع على ما ذك ه صاحب‬
           ‫ر‬
   ‫القاموس أنه يقال نبأ بالهمز كمنع أي ارتفع بل هذا أولى لكون الساكن مصدر بخالف المتحرك،‬
                  ‫ا‬
                  ‫ً‬
‫وأن يكون المشدد مسه ً من المهموز فيكون من النبأ بفتح الباء أو سكونها فاعرف ذلك. وعلى كون‬
                                                                   ‫ال‬
   ‫النبي من النبوة يكون واوي الالم وأصله نبيو اجتمعت الواو والياء وسبقت إحداهما بالسكون فقلبت‬
‫الواو ياء وأدغمت الياء في الياء. قوله: (أي الرفعة) فيه مسامحة إذ النبوة المكان المرتفع وكأنه على‬
 ‫حذف مضاف وموصوف أي المكان ذي الرفعة. قوله: (ألنه مخبر عن اهلل) أي ولو بكونه نبأه فال‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬                       ‫حاشية الصبان على شرح األشمونى أللفية ابن مالك‬

‫يرد أن النبي على األصح ال يشترط فيه أن يؤمر بتبليغ ع الموحى إليه. قوله: (فعلى األول إلخ)‬
                                    ‫الشر‬
                   ‫يصح على كل من األول والثاني أن يكون بمعنى اسم الفاعل وأن يكون بمعنى‬

‫(1/72)‬




 ‫اسم المفعول ففي كالمه احتباك. قوله: (حال) اعترض بأن الحالية تقتضي تقييد حمده بهذه الحالة‬
   ‫ويدفع بأنها إنما تقتضي تقييد حمده في هذا المتن بهذه الحالة ال تقييد مطلق حمده ال ضرر في‬
           ‫و‬
                                                                          ‫ذلك بل هو الواقع.‬



   ‫قوله: (منوية) هي المقد ة ودفع بهذا االعت اض بأن الصالة غير ممكنة في حال الحمد الشتغال‬
                                                 ‫ر‬                 ‫ر‬
                                                        ‫ٍ‬                      ‫ٍ‬
  ‫موردها حينئذ بالحمد. وفيه أنه حينئذ ال يكون مصليً بالفعل ألن نية الصالة ليست صالة فاألولى‬
                                          ‫ا‬
 ‫أنها مقارنة والمقارنة في كل شيء بحسبه، فمقارنة لفظ للفظ وقوعه عقبه، فاندفع االعترض، ودفعه‬
         ‫ا‬
    ‫بعضهم بحمل الحمد بناء على خبرية جملته على العرفي لكن يرد عليه أن المأمور باالبتداء به‬
   ‫الحمد اللغوي ال العرفي لحدوثه بعذر منه صلى اهلل عليه وسّم: وتوجيه كونها مقارنة بأن المعنى‬
                                    ‫ل‬
    ‫أحمده بلساني وأصلي بقلبي يرد عليه أن الصالة بالقلب من غير تلفظ ال ثواب فيها. قوله: (من‬
  ‫الصفوة) كذا بالتاء في نسخ وعليها فتذكير الضمير في قوله بعد وهو الخلوص من الكدر لما قاله‬
     ‫ابن الحاجب من أن كل لفظتين وضعتا لشيء واحد واحداهما مؤنثة و ى مذك ة وتوسطهما‬
              ‫ر‬      ‫األخر‬
‫ضمير جاز تأنيث الضمير وتذكي ه. وفي نسخ من الصفو بال تاء وتذكير الضمير بعد ظاهر عليها.‬
                                                        ‫ر‬
 ‫قوله: (وهو الخلوص من الكدر) هذا يفيد أن معنى المصطفى في األصل الخالص من الكدر فقوله‬
  ‫ومعناه المختار أي معناه الم اد هنا. قوله: (لمجاو ة الصاد) أي ألنها من حروف األطباق األربعة‬
                                          ‫ر‬                    ‫ر‬
 ‫الصاد والضاد والطاء والظاء والتاء إذا وقعت بعد أحدها تقلب طاء. قوله: (أي أقاربه) األنسب هنا‬
                                                      ‫ٍ‬
   ‫تفسي ه بأتباعه في العمل الصالح وحينئذ يدخل الصحب فال يلزم على المصنف إهمالهم بل يكون‬‫ر‬
      ‫فيه من أنواع البديع التورية ال خصوص األقارب ال عموم األتباع ولو في أصل اإليمان لعدم‬
                                            ‫و‬
  ‫مالءمته لقوله: «المستكملين الشرفا» وما اشتهر من أن الالئق في مقام الدعاء تفسير اآلل بعموم‬
                             ‫االتباع لست أقول بإطالقه بل المتجه عندي التفصيل: فإن كان في‬

‫(1/82)‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬                         ‫حاشية الصبان على شرح األشمونى أللفية ابن مالك‬

 ‫العبا ة المدعو بها ما يستدعي تفسير اآلل بأهل بيته حمل عليهم نحو اللهم صل على محمد وعلى‬
                                                                                ‫ر‬
   ‫آل محمد الذين أذهبت عنهم الرجس وطهرتهم تطهير، أو ما يستدعي تفسير اآلل باألتقياء حمل‬
                                          ‫ا‬
                                          ‫ً‬
   ‫عليهم نحو اللهم صل على محمد وعلى آل محمد الذين مألت قلوبهم بأنوارك وكشفت لهم حجب‬
                                                                 ‫ّ‬
  ‫أس ارك، فإن خلت مما ذكر حمل على األتباع نحو اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، ونحو‬
                                                                               ‫ر‬
                            ‫اللهم صل على محمد وعلى آل محمد سكان جنتك وأهل دار ك امتك.‬
                                ‫ر‬

‫(1/12)‬




    ‫قوله: (المستكملين) صفة الزمة آلل. والسين والتاء إما للطلب والمطلوب كمال ائد على الكمال‬
                 ‫ز‬
   ‫الحاصل عندهم فالشرف بفتح الشين مفعول المستكملين، أو ائدتان للتأكيد والمعنى الكاملين فهو‬
                                     ‫ز‬
    ‫منصوب على التشبيه بالمفعول به أو على ع الخافض بناء على القول بأنه قياسي. ومما يدل‬
                                               ‫نز‬
 ‫ي في حواشيه على التحرير الفقهي: ال اجح أن النصب‬
            ‫ر‬                                   ‫على أن ثم قو ً بقياسيته قول الشمس الشوبر‬
                                                                          ‫ال‬
    ‫ع الخافض سماعي اهـ. أو يقال إن المصنفين نزلوه منزلة القياسي لكث ة ما سمع منه فاعرف‬
                     ‫ر‬                                                               ‫بنز‬
  ‫ذلك. أو للصيرو ة كاستحجر الطين أي الذين صاروا كاملين فهو كذلك. واستشكل كالمه بأنهم لم‬
                                                                       ‫ر‬
  ‫يبلغوا شرف األنبياء فكيف تصح دعوى استكمالهم الشرف. وقد يقال الم اد الشرف الالئق بهم، أو‬
                        ‫ر‬
   ‫الكالم محمول على المبالغة إشا ة إلى أنهم لعلو م اتبهم في الشرف كأنهم استكملوه. ومنهم من‬
                                         ‫ّ ر‬               ‫ر‬
 ‫ضبطه بضم الشين فيكون جمع شريف صفة ثانية ويكون معمول المستكملين محذوفً أي كل شرف‬
           ‫ا‬
 ‫أو كل مجد مثالً. وجعل البعض هذا أولى بما في الحذف من اإليذان بالعموم األنسب بمقام المدح‬
    ‫وفيه نظر ألن ذكر المعمول هنا مساو لحذفه ألن المعمول المذكور الشرف بأل االستغ اقية فهو‬
           ‫ر‬
   ‫مساو للمحذوف مع أن ذكر الشرفا بالضم بعد المستكملين ليس فيه كبير فائدة النفهام الثاني من‬
‫األول. قوله: (قلبت الهاء هم ة) أي توصال لقلبها ألفا فال يرد أن الهم ة أثقل من الهاء مع أنها قلبت‬
                           ‫ز‬                 ‫ً‬           ‫ً‬         ‫ز‬
  ‫هم ة باقية في ماء وشاء، ولعل وجهه أنهم قصدوا بقلب هائهما هم ة جبر ضعفهما الحاصل بقلب‬
                         ‫ز‬                                                        ‫ز‬
‫عينهما ألفا ألن الهم ة أقوى من الهاء فتأمل. ولم تقلب الهاء ابتداء ألفاً لعدم مجيئه في موضع آخر‬
                                                                        ‫ز‬          ‫ً‬
  ‫حتى يقاس عليه. قوله: (كما قلبت الهم ة هاء) أشار بهذا التنظير إلى أن الحرفين تعارضا. قوله:‬
                                                      ‫ز‬
 ‫(كما في آدم وآمن) مثل بمثالين من االسم والفعل. قوله: (وقد صغروه على أهيل) ضعف باحتمال‬
‫أنه تصغير أهل ال آل فال يشهد لألول، وأجيب بأن حسن الظن بالنقلة يقتضي أنهم ال يقدمون على‬
                                                                                      ‫التعيين إال‬

‫(1/13)‬
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1
حاشية الصبان 1

Weitere ähnliche Inhalte

Was ist angesagt?

التمهيد في علم التجويد
التمهيد في علم التجويدالتمهيد في علم التجويد
التمهيد في علم التجويدسمير بسيوني
 
Copy (2) of أحاديث مشهورة ولا تصح
Copy (2) of أحاديث مشهورة ولا تصحCopy (2) of أحاديث مشهورة ولا تصح
Copy (2) of أحاديث مشهورة ولا تصحTaha Rabea
 
تنبيه الغافلين وإرشاد الجاهلين
تنبيه الغافلين وإرشاد الجاهلينتنبيه الغافلين وإرشاد الجاهلين
تنبيه الغافلين وإرشاد الجاهلينسمير بسيوني
 
الوحدة الثانية (1)
الوحدة الثانية (1)الوحدة الثانية (1)
الوحدة الثانية (1)Saif Eddin
 
شرح الزبيدى على الدرة المضية لإبن الجزرى
شرح الزبيدى على الدرة المضية لإبن الجزرىشرح الزبيدى على الدرة المضية لإبن الجزرى
شرح الزبيدى على الدرة المضية لإبن الجزرىسمير بسيوني
 
منهج العلامة ابن حجر في إحصاء الأسماء
منهج العلامة ابن حجر في إحصاء الأسماءمنهج العلامة ابن حجر في إحصاء الأسماء
منهج العلامة ابن حجر في إحصاء الأسماءكتب الرضواني
 
هداية الحيران في المتشابه من القرءان
هداية الحيران في المتشابه من القرءانهداية الحيران في المتشابه من القرءان
هداية الحيران في المتشابه من القرءانAhmedomer17
 
مبادىء علم التجويد
مبادىء علم التجويدمبادىء علم التجويد
مبادىء علم التجويدHeba Ahmed
 
كتاب إعلام القارئ والسماع بتحريرات الإمام نافع
كتاب إعلام القارئ والسماع بتحريرات الإمام نافع كتاب إعلام القارئ والسماع بتحريرات الإمام نافع
كتاب إعلام القارئ والسماع بتحريرات الإمام نافع سمير بسيوني
 
القول الأصدق في بيان ما خالف فيه الأصبهاني الأزرق
القول الأصدق في بيان ما خالف فيه الأصبهاني الأزرقالقول الأصدق في بيان ما خالف فيه الأصبهاني الأزرق
القول الأصدق في بيان ما خالف فيه الأصبهاني الأزرقسمير بسيوني
 
المفيد في علم التجويد
المفيد في علم التجويدالمفيد في علم التجويد
المفيد في علم التجويدسمير بسيوني
 
الفصل الثانى
الفصل الثانىالفصل الثانى
الفصل الثانىiwan Alit
 
تأملات في تحريرات القراءات
تأملات في تحريرات القراءاتتأملات في تحريرات القراءات
تأملات في تحريرات القراءاتسمير بسيوني
 
دكتو البنداري
دكتو البنداريدكتو البنداري
دكتو البنداريssuser2e4a96
 
الحلقة العاشرة صناعة الحديث
الحلقة العاشرة  صناعة الحديثالحلقة العاشرة  صناعة الحديث
الحلقة العاشرة صناعة الحديثalbanddre
 
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريمنقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريمربيع أحمد
 
النُحَاة وحُروفُ الجَرّ ـــ صلاح الدين الزعبلاوي
النُحَاة وحُروفُ الجَرّ ـــ صلاح الدين الزعبلاويالنُحَاة وحُروفُ الجَرّ ـــ صلاح الدين الزعبلاوي
النُحَاة وحُروفُ الجَرّ ـــ صلاح الدين الزعبلاويalaseel56
 

Was ist angesagt? (20)

التمهيد في علم التجويد
التمهيد في علم التجويدالتمهيد في علم التجويد
التمهيد في علم التجويد
 
Copy (2) of أحاديث مشهورة ولا تصح
Copy (2) of أحاديث مشهورة ولا تصحCopy (2) of أحاديث مشهورة ولا تصح
Copy (2) of أحاديث مشهورة ولا تصح
 
تنبيه الغافلين وإرشاد الجاهلين
تنبيه الغافلين وإرشاد الجاهلينتنبيه الغافلين وإرشاد الجاهلين
تنبيه الغافلين وإرشاد الجاهلين
 
الوحدة الثانية (1)
الوحدة الثانية (1)الوحدة الثانية (1)
الوحدة الثانية (1)
 
شرح الزبيدى على الدرة المضية لإبن الجزرى
شرح الزبيدى على الدرة المضية لإبن الجزرىشرح الزبيدى على الدرة المضية لإبن الجزرى
شرح الزبيدى على الدرة المضية لإبن الجزرى
 
منهج العلامة ابن حجر في إحصاء الأسماء
منهج العلامة ابن حجر في إحصاء الأسماءمنهج العلامة ابن حجر في إحصاء الأسماء
منهج العلامة ابن حجر في إحصاء الأسماء
 
هداية الحيران في المتشابه من القرءان
هداية الحيران في المتشابه من القرءانهداية الحيران في المتشابه من القرءان
هداية الحيران في المتشابه من القرءان
 
مبادىء علم التجويد
مبادىء علم التجويدمبادىء علم التجويد
مبادىء علم التجويد
 
كتاب إعلام القارئ والسماع بتحريرات الإمام نافع
كتاب إعلام القارئ والسماع بتحريرات الإمام نافع كتاب إعلام القارئ والسماع بتحريرات الإمام نافع
كتاب إعلام القارئ والسماع بتحريرات الإمام نافع
 
القول الأصدق في بيان ما خالف فيه الأصبهاني الأزرق
القول الأصدق في بيان ما خالف فيه الأصبهاني الأزرقالقول الأصدق في بيان ما خالف فيه الأصبهاني الأزرق
القول الأصدق في بيان ما خالف فيه الأصبهاني الأزرق
 
المفيد في علم التجويد
المفيد في علم التجويدالمفيد في علم التجويد
المفيد في علم التجويد
 
الفصل الثانى
الفصل الثانىالفصل الثانى
الفصل الثانى
 
تأملات في تحريرات القراءات
تأملات في تحريرات القراءاتتأملات في تحريرات القراءات
تأملات في تحريرات القراءات
 
دكتو البنداري
دكتو البنداريدكتو البنداري
دكتو البنداري
 
دار الأفراح والحبور والنعيم وسكانها في القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة
دار الأفراح والحبور والنعيم وسكانها في القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحةدار الأفراح والحبور والنعيم وسكانها في القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة
دار الأفراح والحبور والنعيم وسكانها في القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة
 
الحلقة العاشرة صناعة الحديث
الحلقة العاشرة  صناعة الحديثالحلقة العاشرة  صناعة الحديث
الحلقة العاشرة صناعة الحديث
 
تحريرات
تحريراتتحريرات
تحريرات
 
المد عند ورش
المد عند ورشالمد عند ورش
المد عند ورش
 
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريمنقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
 
النُحَاة وحُروفُ الجَرّ ـــ صلاح الدين الزعبلاوي
النُحَاة وحُروفُ الجَرّ ـــ صلاح الدين الزعبلاويالنُحَاة وحُروفُ الجَرّ ـــ صلاح الدين الزعبلاوي
النُحَاة وحُروفُ الجَرّ ـــ صلاح الدين الزعبلاوي
 

Ähnlich wie حاشية الصبان 1

ملخص لكتاب شرح العقيدة الواسطية أسئلة و الأجابات
ملخص لكتاب  شرح العقيدة الواسطية  أسئلة و الأجاباتملخص لكتاب  شرح العقيدة الواسطية  أسئلة و الأجابات
ملخص لكتاب شرح العقيدة الواسطية أسئلة و الأجاباتalakeeda
 
سلفية الحافظ أحمد حجة على سلفية تجسيم الوهابية
سلفية الحافظ أحمد حجة على سلفية تجسيم الوهابيةسلفية الحافظ أحمد حجة على سلفية تجسيم الوهابية
سلفية الحافظ أحمد حجة على سلفية تجسيم الوهابيةallahcom
 
الكامل في اسانيد وتصحيح حديث عبد الرحمن بن عوف يدخل الجنة حبوا من تسع ( 9 ) ط...
الكامل في اسانيد وتصحيح حديث عبد الرحمن بن عوف يدخل الجنة حبوا من تسع ( 9 ) ط...الكامل في اسانيد وتصحيح حديث عبد الرحمن بن عوف يدخل الجنة حبوا من تسع ( 9 ) ط...
الكامل في اسانيد وتصحيح حديث عبد الرحمن بن عوف يدخل الجنة حبوا من تسع ( 9 ) ط...MaymonSalim
 
Tafsir munir jilid 7 juz 30
Tafsir munir jilid 7 juz 30Tafsir munir jilid 7 juz 30
Tafsir munir jilid 7 juz 30omwito
 
33 سبباً للخشوع في الصلاة
33 سبباً للخشوع في الصلاة33 سبباً للخشوع في الصلاة
33 سبباً للخشوع في الصلاةF El Mohdar
 
Risalah ahlussunah wal jamaah
Risalah ahlussunah wal jamaahRisalah ahlussunah wal jamaah
Risalah ahlussunah wal jamaahKampus Menyan
 
كتاب رقم ( 268 ) من سلسلة الكامل
كتاب رقم ( 268 ) من سلسلة الكاملكتاب رقم ( 268 ) من سلسلة الكامل
كتاب رقم ( 268 ) من سلسلة الكاملAhmedNaser92
 
الكامل في أحاديث الحسد والعين والسحر وما ورد في ذلك من نهي وذم ولعن ووعيد وأح...
الكامل في أحاديث الحسد والعين والسحر وما ورد في ذلك من نهي وذم ولعن ووعيد وأح...الكامل في أحاديث الحسد والعين والسحر وما ورد في ذلك من نهي وذم ولعن ووعيد وأح...
الكامل في أحاديث الحسد والعين والسحر وما ورد في ذلك من نهي وذم ولعن ووعيد وأح...MaymonSalim
 
تمام المنة في شرح اصول السنة
تمام المنة في شرح اصول  السنةتمام المنة في شرح اصول  السنة
تمام المنة في شرح اصول السنةalakeeda
 
Quranic and Prophetic Text
Quranic and Prophetic TextQuranic and Prophetic Text
Quranic and Prophetic TextSyahirah Razali
 
جواهر الدعاء .محمدالخواص
جواهر الدعاء .محمدالخواصجواهر الدعاء .محمدالخواص
جواهر الدعاء .محمدالخواصEng Shaheen
 
كتاب رقم ( 210 ) من سلسلة الكامل
كتاب رقم ( 210 ) من سلسلة الكاملكتاب رقم ( 210 ) من سلسلة الكامل
كتاب رقم ( 210 ) من سلسلة الكاملAhmedNaser92
 
الكامل في أسانيد وتصحيح حديث الرايات السود من ( 10 ) عشر طرق عن النبي وتصحيح ...
الكامل في أسانيد وتصحيح حديث الرايات السود من ( 10 ) عشر طرق عن النبي وتصحيح ...الكامل في أسانيد وتصحيح حديث الرايات السود من ( 10 ) عشر طرق عن النبي وتصحيح ...
الكامل في أسانيد وتصحيح حديث الرايات السود من ( 10 ) عشر طرق عن النبي وتصحيح ...MaymonSalim
 
الحديث الرابع
الحديث الرابعالحديث الرابع
الحديث الرابعmudy6566
 
أفضل الأعمال بعد الفرائض
أفضل الأعمال بعد الفرائضأفضل الأعمال بعد الفرائض
أفضل الأعمال بعد الفرائضTaha Rabea
 

Ähnlich wie حاشية الصبان 1 (20)

ملخص لكتاب شرح العقيدة الواسطية أسئلة و الأجابات
ملخص لكتاب  شرح العقيدة الواسطية  أسئلة و الأجاباتملخص لكتاب  شرح العقيدة الواسطية  أسئلة و الأجابات
ملخص لكتاب شرح العقيدة الواسطية أسئلة و الأجابات
 
سلفية الحافظ أحمد حجة على سلفية تجسيم الوهابية
سلفية الحافظ أحمد حجة على سلفية تجسيم الوهابيةسلفية الحافظ أحمد حجة على سلفية تجسيم الوهابية
سلفية الحافظ أحمد حجة على سلفية تجسيم الوهابية
 
Asbabun nuzul
Asbabun nuzulAsbabun nuzul
Asbabun nuzul
 
الكامل في اسانيد وتصحيح حديث عبد الرحمن بن عوف يدخل الجنة حبوا من تسع ( 9 ) ط...
الكامل في اسانيد وتصحيح حديث عبد الرحمن بن عوف يدخل الجنة حبوا من تسع ( 9 ) ط...الكامل في اسانيد وتصحيح حديث عبد الرحمن بن عوف يدخل الجنة حبوا من تسع ( 9 ) ط...
الكامل في اسانيد وتصحيح حديث عبد الرحمن بن عوف يدخل الجنة حبوا من تسع ( 9 ) ط...
 
Tafsir munir jilid 7 juz 30
Tafsir munir jilid 7 juz 30Tafsir munir jilid 7 juz 30
Tafsir munir jilid 7 juz 30
 
33 سبباً للخشوع في الصلاة
33 سبباً للخشوع في الصلاة33 سبباً للخشوع في الصلاة
33 سبباً للخشوع في الصلاة
 
Risalah ahlussunah wal jamaah
Risalah ahlussunah wal jamaahRisalah ahlussunah wal jamaah
Risalah ahlussunah wal jamaah
 
كتاب رقم ( 268 ) من سلسلة الكامل
كتاب رقم ( 268 ) من سلسلة الكاملكتاب رقم ( 268 ) من سلسلة الكامل
كتاب رقم ( 268 ) من سلسلة الكامل
 
الكامل في أحاديث الحسد والعين والسحر وما ورد في ذلك من نهي وذم ولعن ووعيد وأح...
الكامل في أحاديث الحسد والعين والسحر وما ورد في ذلك من نهي وذم ولعن ووعيد وأح...الكامل في أحاديث الحسد والعين والسحر وما ورد في ذلك من نهي وذم ولعن ووعيد وأح...
الكامل في أحاديث الحسد والعين والسحر وما ورد في ذلك من نهي وذم ولعن ووعيد وأح...
 
تمام المنة في شرح اصول السنة
تمام المنة في شرح اصول  السنةتمام المنة في شرح اصول  السنة
تمام المنة في شرح اصول السنة
 
Quranic and Prophetic Text
Quranic and Prophetic TextQuranic and Prophetic Text
Quranic and Prophetic Text
 
الاذكار
الاذكارالاذكار
الاذكار
 
الاذكار
الاذكارالاذكار
الاذكار
 
جواهر الدعاء .محمدالخواص
جواهر الدعاء .محمدالخواصجواهر الدعاء .محمدالخواص
جواهر الدعاء .محمدالخواص
 
كتاب رقم ( 210 ) من سلسلة الكامل
كتاب رقم ( 210 ) من سلسلة الكاملكتاب رقم ( 210 ) من سلسلة الكامل
كتاب رقم ( 210 ) من سلسلة الكامل
 
الكامل في أسانيد وتصحيح حديث الرايات السود من ( 10 ) عشر طرق عن النبي وتصحيح ...
الكامل في أسانيد وتصحيح حديث الرايات السود من ( 10 ) عشر طرق عن النبي وتصحيح ...الكامل في أسانيد وتصحيح حديث الرايات السود من ( 10 ) عشر طرق عن النبي وتصحيح ...
الكامل في أسانيد وتصحيح حديث الرايات السود من ( 10 ) عشر طرق عن النبي وتصحيح ...
 
Ar tafser sorat_al_fateha
Ar tafser sorat_al_fatehaAr tafser sorat_al_fateha
Ar tafser sorat_al_fateha
 
الحديث الرابع
الحديث الرابعالحديث الرابع
الحديث الرابع
 
تلخيص موجز البلاغة.pdf
تلخيص موجز البلاغة.pdfتلخيص موجز البلاغة.pdf
تلخيص موجز البلاغة.pdf
 
أفضل الأعمال بعد الفرائض
أفضل الأعمال بعد الفرائضأفضل الأعمال بعد الفرائض
أفضل الأعمال بعد الفرائض
 

Mehr von Mansour1

Langage du forum.
Langage du forum. Langage du forum.
Langage du forum. Mansour1
 
Messagerie
MessagerieMessagerie
MessagerieMansour1
 
Écriture idéographiques
Écriture idéographiquesÉcriture idéographiques
Écriture idéographiquesMansour1
 
Tableau : classification des verbes arabes
Tableau  :  classification des verbes arabesTableau  :  classification des verbes arabes
Tableau : classification des verbes arabesMansour1
 
ملخص قواعد اللغة العربية
ملخص قواعد اللغة العربيةملخص قواعد اللغة العربية
ملخص قواعد اللغة العربيةMansour1
 
غزوات ابن حبيش ق 30.
غزوات ابن حبيش ق 30.غزوات ابن حبيش ق 30.
غزوات ابن حبيش ق 30.Mansour1
 
Grammaire du Qur'an / نـحو القـــرآن
Grammaire du Qur'an / نـحو القـــرآنGrammaire du Qur'an / نـحو القـــرآن
Grammaire du Qur'an / نـحو القـــرآنMansour1
 
18.33 - sourate La Caverne / سورة الكهف
18.33 - sourate La Caverne / سورة الكهف18.33 - sourate La Caverne / سورة الكهف
18.33 - sourate La Caverne / سورة الكهفMansour1
 
أثر المعنى بي تعدد وجوه الإعراب في كتاب التبيان في إعراب القرآن
أثر المعنى بي تعدد وجوه الإعراب في كتاب التبيان في إعراب القرآنأثر المعنى بي تعدد وجوه الإعراب في كتاب التبيان في إعراب القرآن
أثر المعنى بي تعدد وجوه الإعراب في كتاب التبيان في إعراب القرآنMansour1
 
Al hâl - Ibn Malik
Al hâl -  Ibn MalikAl hâl -  Ibn Malik
Al hâl - Ibn MalikMansour1
 
حروف الجر
حروف الجرحروف الجر
حروف الجرMansour1
 
La graphie de la hamza
La graphie de la hamzaLa graphie de la hamza
La graphie de la hamzaMansour1
 
La graphie du mot "ibn"
La graphie du mot "ibn"La graphie du mot "ibn"
La graphie du mot "ibn"Mansour1
 
مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب / Mughnī al-labīb by ibn hishām
مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishāmمغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām
مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب / Mughnī al-labīb by ibn hishāmMansour1
 
Al mufassal by al-zamakhsharī
Al mufassal by al-zamakhsharīAl mufassal by al-zamakhsharī
Al mufassal by al-zamakhsharīMansour1
 
كتاب سيبويه
كتاب سيبويهكتاب سيبويه
كتاب سيبويهMansour1
 
La stylistique 2ème partie
La stylistique 2ème partieLa stylistique 2ème partie
La stylistique 2ème partieMansour1
 
La stylistique
La stylistiqueLa stylistique
La stylistiqueMansour1
 
Analyse du champ sémantique du mot apprentissage en trois langues française
Analyse du champ sémantique du mot apprentissage en trois langues  françaiseAnalyse du champ sémantique du mot apprentissage en trois langues  française
Analyse du champ sémantique du mot apprentissage en trois langues françaiseMansour1
 
Lexique de l'histoire européenne à traduire
Lexique de l'histoire européenne à traduireLexique de l'histoire européenne à traduire
Lexique de l'histoire européenne à traduireMansour1
 

Mehr von Mansour1 (20)

Langage du forum.
Langage du forum. Langage du forum.
Langage du forum.
 
Messagerie
MessagerieMessagerie
Messagerie
 
Écriture idéographiques
Écriture idéographiquesÉcriture idéographiques
Écriture idéographiques
 
Tableau : classification des verbes arabes
Tableau  :  classification des verbes arabesTableau  :  classification des verbes arabes
Tableau : classification des verbes arabes
 
ملخص قواعد اللغة العربية
ملخص قواعد اللغة العربيةملخص قواعد اللغة العربية
ملخص قواعد اللغة العربية
 
غزوات ابن حبيش ق 30.
غزوات ابن حبيش ق 30.غزوات ابن حبيش ق 30.
غزوات ابن حبيش ق 30.
 
Grammaire du Qur'an / نـحو القـــرآن
Grammaire du Qur'an / نـحو القـــرآنGrammaire du Qur'an / نـحو القـــرآن
Grammaire du Qur'an / نـحو القـــرآن
 
18.33 - sourate La Caverne / سورة الكهف
18.33 - sourate La Caverne / سورة الكهف18.33 - sourate La Caverne / سورة الكهف
18.33 - sourate La Caverne / سورة الكهف
 
أثر المعنى بي تعدد وجوه الإعراب في كتاب التبيان في إعراب القرآن
أثر المعنى بي تعدد وجوه الإعراب في كتاب التبيان في إعراب القرآنأثر المعنى بي تعدد وجوه الإعراب في كتاب التبيان في إعراب القرآن
أثر المعنى بي تعدد وجوه الإعراب في كتاب التبيان في إعراب القرآن
 
Al hâl - Ibn Malik
Al hâl -  Ibn MalikAl hâl -  Ibn Malik
Al hâl - Ibn Malik
 
حروف الجر
حروف الجرحروف الجر
حروف الجر
 
La graphie de la hamza
La graphie de la hamzaLa graphie de la hamza
La graphie de la hamza
 
La graphie du mot "ibn"
La graphie du mot "ibn"La graphie du mot "ibn"
La graphie du mot "ibn"
 
مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب / Mughnī al-labīb by ibn hishām
مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishāmمغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām
مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب / Mughnī al-labīb by ibn hishām
 
Al mufassal by al-zamakhsharī
Al mufassal by al-zamakhsharīAl mufassal by al-zamakhsharī
Al mufassal by al-zamakhsharī
 
كتاب سيبويه
كتاب سيبويهكتاب سيبويه
كتاب سيبويه
 
La stylistique 2ème partie
La stylistique 2ème partieLa stylistique 2ème partie
La stylistique 2ème partie
 
La stylistique
La stylistiqueLa stylistique
La stylistique
 
Analyse du champ sémantique du mot apprentissage en trois langues française
Analyse du champ sémantique du mot apprentissage en trois langues  françaiseAnalyse du champ sémantique du mot apprentissage en trois langues  française
Analyse du champ sémantique du mot apprentissage en trois langues française
 
Lexique de l'histoire européenne à traduire
Lexique de l'histoire européenne à traduireLexique de l'histoire européenne à traduire
Lexique de l'histoire européenne à traduire
 

حاشية الصبان 1

  • 1. ‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫حاشية الصبان على شرح األشمونى أللفية ابن مالك‬ ‫حاشية الصبان على شرح األشمونى أللفية ابن مالك‬ ‫محمد بن علي الصبان‬ ‫األول‬ ‫تعد ألفية ابن مالك من أفضل ما نظم في علم النحو ولذلك فقد كثرت عليها الشروح ولعل من‬ ‫أهم تلك الشروح شرح الشيخ علي بن محمد بن عيسى األشموني حيث فك ألفاظها وحل ألغازها‬ ‫وشرح عباراتها شرحا وافيا وبين أوجه النحو واإلعراب والصرف، وهذه الحاشية هي شرح‬ ‫على شرح األشموني لأللفية، زاد في إيضاح المعاني واستطرد في اآلراء النحوية ومذاهب‬ ‫النحويين، وأوجه النحو واإلعراب والتصريف، وأتى بالشواهد من القرآن الكريم واألشعار‬ ‫العربية‬ ‫{ مقدمة المؤلف }‬ ‫بسم اهلل الرحمن حيم‬ ‫الر‬ ‫نحمدك اللهم على ما وجهت نحونا من سوابغ النعم. ونشكرك على ما أظهرت لنا من مبهمات‬ ‫األس ار ومضم ات الحكم. ونشهد أن ال إله إال أنت وحدك ال شريك لك الفاعل لكل مبتدأ ومبتدع،‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ونشهد أن سيدنا محمدا عبدك ورسولك المفرد العلم واإلمام المتبع. اللهم صل وسلم عليه وعلى آله‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫وصحبه ما رفعت منصب المنخفض لجاللك. وجبرت بالسكون إليك كسر الجازم بوحدتك في ذاتك‬ ‫وصفاتك وأفعالك.‬ ‫أما بعد فيقول اجي الغف ان «محمد بن علي الصبان» غفر اهلل ذنوبه وستر في الدارين عيوبه. هذه‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫حواش شريفة. وتقري ات جليلة منيفة. وتحقيقات فائقة. وتدقيقات ائقة. خدمت بها ح العالمة نور‬ ‫شر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الدين أبي الحسن «علي بن محمد األشموني» الشافعي على ألفية اإلمام «ابن مالك» كل الخدمة.‬ ‫وصرفت في تحرير مبانيها وتهذيب معانيها جميع الهمة. ملخصً فيها زبد ما كتبه عليه المشايخ‬ ‫ا‬ ‫األعيان. منبهً على كثير مما وقع لهم من أسقام األفهام وأوهام األذهان. ضامً إلى ذلك من نفائس‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ح به الخاطر. مضيفا إليه من ع ائس بنات ي ما تقر به عين الناظر. وحيث‬ ‫فكر‬ ‫ر‬ ‫ً‬ ‫المسطور ما ينشر‬ ‫أطلقت شيخنا فم ادي به شيخنا العالمة المدابغي. أو قلت شيخنا السيد فم ادي به شيخنا المحقق‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫السيد البليدي. أو قلت البعض ادي به الفهامة الفاضل سيدي يوسف الحنفي رحمهم اهلل وج اهم‬ ‫ز‬ ‫فمر‬ ‫عنا خير. وما كان ائدً على ما في حواشيهم وليس معزواً ألحد فهو غالباً مما ظهر لي وربما نسبته‬ ‫ز ا‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫إلي صريحا. وعلى اهلل االعتماد إنه ولي السداد.‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫(1/1)‬
  • 2. ‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫حاشية الصبان على شرح األشمونى أللفية ابن مالك‬ ‫قوله: (أما بعد حمد اهلل الخ) اعترض بأن هذه العبا ة إنما تفيد سبق حمد وصالة وسالم منه وهذه‬ ‫ر‬ ‫اإلفادة ال يحصل بها المطلوب من اإلتيان بالثالثة في ابتداء التأليف. ويجاب أ ال بأنا ال نسلم تلك‬ ‫وً‬ ‫اإلفادة ألن القصد من قوله حمد اهلل إنشاء الحمد. وقوله حمد اهلل وان لم يكن جملة في قوة الجملة‬ ‫فكأنه قال أما بعد قولي أحمد اهلل منشئا للحمد. وثانيا بأنا سلمنا تلك اإلفادة لكن ال نسلم أن‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫المطلوب ال يحصل بها ألن إفادة سبق الحمد منه تتضمن أن المحمود أهل ألن يحمد وهو وصف‬ ‫بالجميل فقد حصل الحمد ضمناً بهذه العبا ة الواقعة في ابتداء التأليف ال يضر عدم حصوله‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫صريحً إذ المطلوب حصول الحمد مطلقاً في االبتداء ومثل ذلك يقال في الصالة والسالم بناء على‬ ‫ا‬ ‫أن المقصود بهما التعظيم وهو حاصل بإفادة سبقهما كما أفاده العالمة ابن قاسم في نكته عند قول‬ ‫المصنف: أحمد ربي اهلل خير مالك مصلياً الخ وبه يعرف ما في كالم البعض وما أجاب به هو‬ ‫وشيخنا من أن ا ح أتى بالثالثة لفظاً ال يحسم مادة االعت اض لبقاء المؤاخذة بعدم كتابتها‬ ‫ر‬ ‫لشار‬ ‫المطلوبة أيضا والجواب بحصول الحمد بالبسملة غير نافع في الصالة والسالم. فإن قلت ال نسلم‬ ‫ً‬ ‫عدم حصول الحمد صريحً هنا لما تقرر من أن اإلخبار عن الحمد حمد أي صريح. قلت ما تقرر‬ ‫ا‬ ‫إنما هو في اإلخبار عن الحمد بثبوته هلل بالجملة االسمية أعني الحمد هلل ألنه ثناء بجميل ص احة‬ ‫ر‬ ‫فهو حمد صريح بخالف اإلخبار عن الحمد بسبق وقوعه، ومثله اإلخبار بأنه يقع كما في أحمد ربي‬ ‫اهلل على أنه خبر لفظً ومعنى فتنبه.‬ ‫ا‬ ‫(1/2)‬ ‫قوله: (على ما منح من أسباب البيان) على تعليلية وما موصول اسمي أو نك ة موصوفة فمن بيانية‬ ‫ر‬ ‫والعائد محذوف. ويظهر لي عند عدم استدعاء المقام أحد الوجهين ترجح الثاني ألن النك ة هي‬ ‫ر‬ ‫األصل ألن شرط الموصول إذا لم يكن للتعظيم أو التحقير عهد الصلة وقد ال يحصل عهدها إال‬ ‫و‬ ‫ٍ‬ ‫بتكلف فاحفظه، أو موصول حرفي ويقوي هذا أن الحمد يكون حينئذ على الفعل والحمد على الفعل‬ ‫ّ‬ ‫أمكن من الحمد على أث ه ألن الحمد على الفعل بال واسطة وعلى أث ه بواسطته. ومن ائدة على‬ ‫ز‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫مذهب األخفش وبعض الكوفيين أو تبعيضية نكتتها اإلشا ة إلى أنه تعالى يستحق الحمد على بعض‬ ‫ر‬ ‫نعمه كما يستحق الحمد على الكل باألولى. والمنح اإلعطاء وبابه قطع وضرب، والمنحة بالكسر‬ ‫العطية كذا في المختار. والبيان يطلق بمعنى الظهور وبمعنى الفصاحة وبمعنى المنطق الفصيح‬ ‫ي ألنه ال يوصف بالفصاحة حقيقة وهذا‬‫المعرب عما في الضمير أي المنطوق به ال المعنى المصدر‬ ‫هو الم اد هنا. والم اد بأسبابه جميع ما له دخل في حصوله كسالمة اللسان من العي والفهاهة‬ ‫ّ‬ ‫ر‬ ‫ر‬
  • 3. ‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫حاشية الصبان على شرح األشمونى أللفية ابن مالك‬ ‫وسالمة القلب من موانع اإلد اك ال خصوص ما يلزم من وجوده الوجود ومن عدمه العدم لذاته‬ ‫ر‬ ‫لقصو ه. قوله: (وفتح من أبواب التبيان) قياس ما كان على التفعال فتح التاء كالتك ار والتذكار وشذ‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫كسر تاء التبيان والتلقاء بعكس الفعالل، وورد الفتح أيضاً في التبيان كما في القاموس وان كان كس ه‬ ‫ر‬ ‫أكثر. والتبيان كما قاله الخطابي أبلغ من البيان ألنه بيان مع دليل هان فهو جار على األصل‬ ‫وبر‬ ‫من زيادة المعنى لزيادة المبنى. والم اد بأبوابه كل ما له دخل في حصوله كاإلد اكات القوية وجودة‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫اللسان والقلب فاألبواب استعا ة مصرحة والفتح ترشيح أو في التبيان استعا ة بالكناية واألبواب تخييل‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫والفتح ترشيح. وذكر المنح واألسباب في جانب البيان والفتح واألبواب في جانب التبيان ألن التبيان‬ ‫أبلغ كما مر فالوصول إليه أصعب يحتاج إلى فتح أبواب مغلقة.‬ ‫(1/3)‬ ‫قوله: (والصالة والسالم) مجرو ان عطفً على حمد اهلل. قوله: (على من رفع) متعلق بمحذوف صفة‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫ح متعلق بالسالم‬‫للصالة والسالم أي الكائنين على من رفع، أو حال منهما. وقال شيخنا تبعً للمصر‬ ‫ا‬ ‫ع اهـ. وم اده كما قاله الفاضل‬ ‫ر‬ ‫لقربه وهو مطلوب أيضً للصالة من جهة المعنى على سبيل التناز‬ ‫ا‬ ‫ع المعنوي الذي هو مجرد الطلب في المعنى ال العملي بدليل كالمه‬ ‫الروداني محشي التصريح التناز‬ ‫فقوله متعلق بالسالم لقربه يعني مع حذف متعلق الصالة فسقط ما اعترض به البعض من أن‬ ‫ع ال يكون إال في فعلين متصرفين أو اسمين يشبهانهما كما سيأتي وما ذكر ليس كذلك أي ألن‬ ‫التناز‬ ‫الصالة والسالم اسما مصدرين جامدان على أنه سيأتي أن الم اد اسمان يشبهانهما في العمل ال في‬ ‫ر‬ ‫ٍ‬ ‫التصرف بدليل تمثيلهم باسم الفعل والمصدر. وممن وافق على ذلك هذا البعض وحينئذ ال يدل ما‬ ‫ع االصطالحي بين اسمي المصدر بل على جريانه بينهما كالمصدرين‬ ‫سيأتي على عدم جريان التناز‬ ‫فيتالشى االعت اض من أصله. والرفع اإلعالء والم اد به هنا اإلظهار واإلع از. قوله: (بماضي‬ ‫ز‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫العزم) من إضافة الصفة إلى الموصوف أي العزم الماضي قال في المصباح: عزم على الشيء‬ ‫ع أن‬ ‫ح قبيل باب التناز‬‫وعزمه عزما من باب ضرب عقد ضمي ه على فعله اهـ. لكن سيذكر الشار‬ ‫ر‬ ‫ً‬ ‫عزم ال يتعدى بنفسه وان قوله تعالى: { ال تعزموا عقدة النكاح} (البق ة: 232) على تضمين معنى‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫ّ‬ ‫تنووا والماضي إما بمعنى النافذ يقال مضى األمر أي نفذ، واما بمعنى القاطع يقال سيف ماض أي‬ ‫قاطع فيكون قد شبه في النفس العزم بالسيف والماضي بمعنى القاطع تخييل. قوله: (قواعد اإليمان)‬ ‫يحتمل وهو الظاهر أن ي اد باإليمان التصديق القلبي فتكون إضافة القواعد إليه من إضافة المتعلق‬ ‫ر‬ ‫ها والم اد بالقواعد جميع ما وجب اإليمان به مما ينبني عليه غي ه‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫بفتح الالم إلى المتعلق بكسر‬ ‫كعقائد التوحيد وضوابط الفقه المجمع عليهما، أو جميع ما وجب اإليمان به سواء بنى عليه غي ه أو‬ ‫ر‬ ‫ال فيكون في التعبير‬
  • 4. ‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫حاشية الصبان على شرح األشمونى أللفية ابن مالك‬ ‫(1/4)‬ ‫بالقواعد تغليب، أو الب اهين الدالة على حقيقة اإليمان، ويحتمل أن ي اد به اإلسالم لتالزم اإليمان‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫واإلسالم الكاملين فاإلضافة من إضافة األج اء إلى الكل. والم اد بالقواعد األركان الخمسة المذكو ة‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ز‬ ‫في حديث: «بني اإلسالم على خمس» وعليه ففي الكالم تلميح إلى هذا الحديث.‬ ‫قوله: (وخفض بعامل الجزم) الجزم القطع وعامله آلته كالسيف ووصفها بالعمل مجاز عقلي من‬ ‫وصف آلة عمل الشيء به. فإن قلت عامل الجزم ال يخفض في العربية فال تتم التورية قلت التورية‬ ‫ال تتوقف على خفضه في العربية وانما روي بخفضه الذي ال يقع في العربية لإلشا ة إلى أن ما وقع‬ ‫ر‬ ‫منه صلى اهلل عليه وسّم أمر فوق ما ألفه البشر ج عن طوقهم. قوله: (كلمة البهتان) البهتان‬ ‫خار‬ ‫ل‬ ‫الكذب والم اد به هنا الكفر أو مطلق الباطل والم اد بالكلمة الكالم واضافتها إلى البهتان استغ اقية.‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫قوله: (محمد) بدل من أو عطف بيان وقوله المنتخب أي المختار نعت لمحمد ال لمن لئال يلزم تقديم‬ ‫البدل أو عطف البيان على النعت مع أن النعت هو المقدم على بقية التوابع عند اجتماعها. قوله:‬ ‫ها ما خلص منه وبمعناه اللباب‬ ‫(من خالصة معد ولباب عدنان) خالصة الشيء بضم الخاء وكسر‬ ‫ي وهو أبو العرب. وعدنان‬‫ففي عبارته تفنن. ومعد بفتح الميم والعين ولد عدنان لصلبه قال الجوهر‬ ‫آخر النسب الصحيح لرسول اهلل صلى اهلل عليه وسّم. وهو محمد بن عبد اهلل ابن عبد المطلب بن‬ ‫ل‬ ‫هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كالب بن م ة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن‬ ‫ر‬ ‫النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن ن ار بن معد بن عدنان، فعلم وجه‬ ‫ز‬ ‫ذكر معد وعدنان. ويحتمل أنه أ اد بمعد وعدنان ذرية معد وذرية عدنان المسماتين باسمي أبويهما.‬ ‫ر‬ ‫وانما أخر عدنان ذكر مع تقدمه وجودا ألنه لو قدمه لم يكن لذكر معد فائدة ألنه يلزم من كونه عليه‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫الصالة والسالم منتخباً من لباب عدنان كونه منتخباً من خالصة معد ال عكس. قوله:‬ ‫و‬ ‫(1/2)‬ ‫(أحرزوا) أي حازوا وقوله قصبات السبق الخ كان من عادة العرب أن تغرز قصبة في آخر ميدان‬ ‫تسابق الفرسان فمن أعدى فرسه إليها وأخذها عد سابقً ففي الكالم استعا ة تمثيلية إن شبه حال‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫الصحابة في غلبتهم لمن قاواهم في اإلحسان بحال السابقين على الخيل في الميدان في سبقهم إلى‬ ‫قصبة السبق بجامع مطلق حوز ما به الشرف، أو استعا ة مكنية إن شبه في النفس اإلحسان بساحة‬ ‫ر‬
  • 5. ‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫حاشية الصبان على شرح األشمونى أللفية ابن مالك‬ ‫ذات ميدان وجعل إثبات المضمار أي الميدان تخييال واح از قصبات السبق ترشيحا، أو استعا ة‬ ‫ر‬ ‫ً‬ ‫ً ر‬ ‫مصرحة إن شبهت م اتب العلو بقصبات السبق وجعل المضمار ترشيحا واإلحسان تجريدً والم اد‬ ‫ا ر‬ ‫ً‬ ‫ر‬ ‫باإلحسان إما معناه عي المبين في حديث جبريل بقوله عليه الصالة والسالم: «أن تعبد اهلل‬ ‫الشر‬ ‫كأنك ت اه فإن لم تكن ت اه فإنه ي اك» أو مطلق الطاعة وهذا أقرب.‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫(1/6)‬ ‫قوله: (وأبرزوا) أي أظهروا. وقوله ضمير القصة والشأن يحتمل أن الم اد المضمر المستور الذي‬ ‫ر‬ ‫كان له قصة وشأن عظيمان وهو دين اإلسالم فيكون تسميته مضمر باعتبار ما كان. ويحتمل أن‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫الم اد ضمير القصة والشأن االصطالحي الواقع في قوله تعالى: {فاعلم أنه ال إله إال اهلل} (محمد:‬ ‫ر‬ ‫11) ففي الكالم حذف مضاف أي مفسر ضمير الخ ألن الذي أظهروه مفس ه وهو ال إله إال اهلل، أو‬ ‫ر‬ ‫مجاز مرسل عالقته المجاو ة حيث سمي المفسر بكسر السين باسم المفسر بفتحها. قوله: (بسنان‬ ‫ر‬ ‫اللسان ولسان السنان) السنان نصل الرمح، والتركيبان إما من إضافة المشبه به إلى المشبه أي‬ ‫اللسان الذي كالسنان في التأثير والسنان الذي كاللسان في كث ة استعماله، أو من االستعا ة بأن‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫يكون شبه في التركيب األول كالم اللسان بالسنان في التأثير وشبه في النفس السنان في التركيب‬ ‫الثاني باإلنسان في صدور الفعل العظيم عن كل وأثبت له اللسان تخيي ً، أو شبه طرف السنان‬ ‫ال‬ ‫ح ال‬‫الذي به ح باللسان في كث ة استعماله، وجعل شيخنا إطالق لسان السنان على طرفه الجار‬ ‫ر‬ ‫الجر‬ ‫ع ألنه ليس من معاني اللسان الحقيقية كما يؤخذ من القاموس وغي ه. وفي قوله بسنان‬ ‫ر‬ ‫تجوز فيه ممنو‬ ‫الخ من أنواع البديع العكس وهو تقديم المؤخر وتأخير المقدم كقولهم عادات السادات سادات‬ ‫العادات. وقد اشتملت خطبته على أنواع أخر كب اعة االستهالل والتورية في الفتح والرفع والماضي‬ ‫ر‬ ‫ونحوها. والطباق في الرفع والخفض واإليمان والبهتان واإلف اط والتفريط. والجناس الالحق في األسد‬ ‫ر‬ ‫والجسد والتحقيق والتدقيق والمخل والممل، وكذا بين األد اج واألب اج كما قاله شيخنا والبعض وان‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ع في خال وعال. والفرق بين‬ ‫عا لما سيأتي والجناس المضار‬ ‫جعل شيخنا السيد الجناس بينهما مضار ً‬ ‫ج‬‫ع. ومعنى بعد المخر‬ ‫ج فالالحق أو قريبه فالمضار‬‫الجناسين أن االختالف إن كان بحرف بعيد المخر‬ ‫ج ومعنى قربه أن يتحدا في جنسه ويختلفا في شخصه.‬‫أن يختلف الحرفان في جنس المخر‬ ‫(1/7)‬
  • 6. ‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫حاشية الصبان على شرح األشمونى أللفية ابن مالك‬ ‫قوله: (فهذا) اسم اإلشا ة اجع إلى األلفاظ الذهنية المخصوصة الدالة على المعاني المخصوصة‬ ‫رر‬ ‫على أرجح األوجه فهو مستعار مما وضع له، وهو المبصر الحاضر للمعقول لشبهه به في كمال‬ ‫إتقان المشير أو السامع إياه حتى كأنه مبصر عنده، وهل استعا ة اسم اإلشا ة ونحوه أصلية أو تبعية‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫خالف بيناه في رسالتنا في المجا ات. والفاء واقعة في جواب إما وجواب الشرط ال بد أن يكون‬ ‫ز‬ ‫مستقب ً وكون األلفاظ المشار إليها شرحاً لطيفا بديعً غير مستقبل فال بد من تقدير أقول بعد الفاء‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫ال‬ ‫كما أفاده في التصريح، نعم إن كانت الخطبة قبل التأليف وجعل ح بالمعنى اللغوي على أنه‬ ‫الشر‬ ‫ح أي خارجا لم يحتج إلى التقدير ألن ح الخارجي المدلول على هذا ح‬ ‫الشر‬ ‫الشر‬ ‫ً‬ ‫مصدر بمعنى الشار‬ ‫ٍ‬ ‫الذي هو محط الج اء مستقبل حينئذ بل قال الروداني في حواشيه على التصريح إنما يحتاج إلى‬ ‫ز‬ ‫التقدير لو أريد بالشرط الذي تضمنته أما التعليق مع أن الم اد منه مجرد استل ام شيء لشيء، ولو‬ ‫ز‬ ‫ر‬ ‫سلم فالتعليق قد يكون في االستقبال وقد يكون في الماضي كما في شرط لو فليكن هذا منه اهـ نعم‬ ‫قال يس: يندفع بتقدير القول إشكال آخر وهو أن كون هذه األلفاظ حً لطيفاً بديعً ثابت حمد أو‬ ‫ا‬ ‫شر ا‬ ‫لم يحمد فما معنى كونه بعد الحمد، فإذا جعل الج اء القول كان هو المقيد بالبعدية اهـ وهو مبني‬ ‫ز‬ ‫على أن الظرف من متعلقات الج اء كما هو األحسن مع أن هذا اإلشكال اآلخر يندفع بجعل ح‬ ‫شر‬ ‫ز‬ ‫بمعنى ح م ادا منه المعنى اللغوي لصحة تقييده بالبعدية على أنه يرد على تقدير القول أن حذف‬ ‫شار ر ً‬ ‫ح، لكن في الهمع ما يدل على أن بعضهم يجوز‬‫ح به الشار‬‫القول يوجب حذف الفاء معه كما سيصر‬ ‫حذف القول مع بقاء الفاء كما سيأتي بسطه في محله فتنبه.‬ ‫(1/8)‬ ‫قوله: (لطيف) يعني ال يحجب ما و اءه من المعاني مجاز عما ال يحجب ما و اءه من المحسوسات.‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫ر‬ ‫ع ال على مثال سابق فإنه بهيئته المخصوصة‬ ‫قوله: (بديع) فعيل بمعنى المفعول أي مبتدع أي مختر‬ ‫ح ويجيء بديع بمعنى مبدع ومنه‬‫لم يسبق له مثال والم اد أنه فائق في الحسن على غي ه من الشرو‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫بديع السموات واألرض. قوله: (على ألفية ابن مالك) متعلق بمحذوف خاص دل عليه السياق أي‬ ‫دال على ألفية ابن مالك أي على معانيها، أو على بمعنى الم التقوية متعلقة ح بمعنى ح أي‬ ‫شار‬ ‫بشر‬ ‫كاشف كما قاله البعض، وفيه أنه يلزم على هذا نعت المصدر قبل استيفاء معموله أو بمعنى الم‬ ‫االختصاص متعلقة بمحذوف صفة ح فيكون على استعا ة تبعية أو شبه ح والمتن بجسم‬ ‫الشر‬ ‫ر‬ ‫لشر‬ ‫مستعل وجسم مستعلى عليه وذكر على تخييالً. قوله: (مهذب الخ) التهذيب التنقية، والمقاصد‬ ‫المعاني، والمسالك األلفاظ، وهما مجرو ان بإضافة الوصف إليهما أو منصوبان على التشبيه‬ ‫ر‬
  • 7. ‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫حاشية الصبان على شرح األشمونى أللفية ابن مالك‬ ‫ج الخلط بال تمييز مع أن ح‬ ‫الشر‬ ‫ج بها الخ) في الكالم مبالغة واال فالمز‬‫بالمفعول به. قوله: (يمتز‬ ‫والمتن متماي ان، وأشار بهذه السجعة إلى ما في شرحه مما ال بد منه في بيان المتن وبالسجعة‬ ‫ز‬ ‫الثانية إلى ما اد على ذلك والمقصود منهما وصف شرحه بجودة السبك وحسن التركيب مع ألفاظ‬ ‫ز‬ ‫المتن. قوله: (امت اج ح) أي امت اجا كامت اج ح بالجسد. ال يقال عبارته تفهم أن شرحه للمتن‬ ‫ز الرو‬ ‫ز ً‬ ‫ز الرو‬ ‫ح ألنا نقول مقام‬‫ح للجسد وأن المتن بدونه كالجسد بدون ح وفي هذا تنقيص لبقية الشرو‬ ‫الرو‬ ‫كالرو‬ ‫ها ألن حل بمعنى نزل‬ ‫المدح ال ينظر فيه إلى أمثال هذه المفاهيم. قوله: (ويحل) بضم الحاء وكسر‬ ‫عه الوجهان كما في القاموس وبهما ىء في السبع قوله تعالى: {فيحل عليكم‬ ‫قر‬ ‫يجوز في حاء مضار‬ ‫عه‬‫غضبي} (طه: 18) فاقتصار البعض كشيخنا على الضم تقصير. وأما حل ضد حرم فجاء مضار‬ ‫عه بالضم فقط. قوله: (منها) قال شيخنا السيد حال أي‬‫بالكسر فقط. وحل بمعنى فك فجاء مضار‬ ‫كائنً منها ألن حل ال يتعدى بمن وكذا قوله‬ ‫ا‬ ‫(1/1)‬ ‫من األسد أي كائنة من األسد. ولعل معنى كائنً منها وكائنة من األسد منتسبً إليها ومنتسبة إلى‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫األسد ال يبعد أن من في الموضعين بمعنى في. ال يقال الظرفية في األول غير ظاه ة ألنا نقول لما‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫ج بها كأنه حل فيها. وقوله محل الشجاعة أي حلولها فمحل مصدر ميمي أي حل ال كحلول‬ ‫وً‬ ‫امتز‬ ‫الشجاعة والم اد بالشجاعة الج اءة ال الملكة المخصوصة الختصاص الملكات بذوي العلم. قوله:‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫(تجد نشر التحقيق الخ) النشر ال ائحة الطيبة. والتحقيق يطلق على ذكر الشيء على الوجه الحق‬ ‫ر‬ ‫ويطلق على إثبات المسألة بدليلها مع رد قوادحه. واألد اج بفتح الهم ة جمع ج بفتح الدال وسكون‬ ‫در‬ ‫ز‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫ها عبقً‬ ‫ع عبق الطيب بكسر‬ ‫ال اء أو فتحها ما يكتب فيه كما في القاموس ويعبق بفتح الباء مضار‬ ‫ر‬ ‫بالتحريك من باب ح ظهرت ائحته ال يكون إال للذكية كما في المصباح، ففي كالمه استعا ة‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫فر‬ ‫مكنية وتخييل وترشيح حيث شبه التحقيق في نفاسته بنحو المسك والنشر تخييل ويعبق ترشيح قال‬ ‫شيخنا السيد وفي العبا ة قلب أي من عبا ات أد اجه اهـ. ونكتة القلب اإلشا ة إلى قوة النشر حتى‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ى من العبا ات إلى محلها المكتوبة فيه.‬ ‫ر‬ ‫سر‬ ‫(1/11)‬ ‫قوله: (وبدر التدقيق الخ) البدر القمر ليلة كماله. والتدقيق يطلق على إثبات المسألة بدليلين أو أكثر‬ ‫وعلى إثبات دليل المسألة بدليل، وعلى ذكر الشيء على وجه فيه دقة. واألب اج جمع ج وهو أحد‬ ‫بر‬ ‫ر‬
  • 8. ‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫حاشية الصبان على شرح األشمونى أللفية ابن مالك‬ ‫ج، وعبر باألب اج وهو جمع قلة مع أنها اثنا عشر لم اوجة‬ ‫ز‬ ‫ر‬ ‫أقسام الفلك اإلثني عشر المسماة بالبرو‬ ‫ع شرق‬ ‫ع أشرق أي أضاء أو بفتح أوله وضم ثالثه مضار‬ ‫أد اج. ويشرق بضم أوله وكسر ثالثه مضار‬ ‫ر‬ ‫كطلع وزنً ومعنى، وعلى كل ففي كالمه عيب السناد وهو اختالف حركة ما قبل الروي. وفي كالمه‬ ‫ا‬ ‫استعا ة مكنية وتخييل وترشيحان حيث شبه التدقيق بالليلة المقم ة كمال اإلقمار بجامع الكمال والبدر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫تخييل واإلش اق واألب اج ترشيحان قاله شيخنا السيد. وجعل شيخنا التدقيق مشبهً بالسماء في العلو.‬ ‫ّ‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫والمتانة ولك أن تجعل األب اج استعا ة مصرحة لعبا ات اإلشا ات أي المعاني الدقيقة إن شبهت‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ال‬ ‫باألب اج في أن ك ً محل لما ينتفع به إذ العبا ات محل للمعاني واألب اج محل للكواكب، أو تخيي ً‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ال‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫الستعا ة مكنية إن شبهت اإلشا ات بالسموات في الرفعة والمتانة ثم ذكر شيخنا السيد أن هنا أيضً‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫قلبا أي من إشا ات أب اجه ال حاجة إليه كما ال يخفى. قوله: (خال من اإلف اط إلخ) اإلف اط مجاو ة‬ ‫ز‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر ر و‬ ‫ً‬ ‫الحد، والتفريط التقصير أي خال من اإلف اط في التطويل وعال عن التفريط في تأدية المعاني. وعبر‬ ‫ر‬ ‫في جانب اإلف اط بخال وفي جانب التفريط بعال ألن التفريط أفحش فهو أحق بالتباعد عنه الذي هو‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫الم اد من عال. وأخر هاتين السجعتين مع أنهما من باب التخلية وما قبلهما من باب التحلية التفاتً‬ ‫ر‬ ‫إلى تقدم اإلثبات على النفي وشرف الوجود على العدم. والممل والمخل وصفان الزمان ألن الم اد‬ ‫ر‬ ‫الذي شأنه اإلمالل والذي شأنه اإلخالل. قوله: (وكان بين ذلك قواما) أي عدال. وأفرد اسم اإلشا ة‬ ‫ر‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مع رجوعه إلى اثنين اإلف اط والتفريط لتأوله بالمذكور والمرجح لإلف اد حصول االقتباس. قوله: (وقد‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫لقبته) أي سميته وانما آثر التعبير بالتلقيب‬ ‫(1/11)‬ ‫ع مبدوء بهم ة تكلم تليها ألف‬ ‫ز‬ ‫لما في هذا االسم من اإلشعار بالمدح كاللقب. قوله: (ولم آل) مضار‬ ‫منقلبة عن هم ة ساكنة كما هو القاعدة عند اجتماع همزتين ثانيتهما ساكنة حذف منه الجازم المه‬ ‫ز‬ ‫التي هي واو، وماضيه أال كعال، ومصد ه إن كان بمعنى التقصير أو الترك أو االستطاعة: ألو‬ ‫ر‬ ‫كدلو وألو كعلو كما في القاموس، وان كان بمعنى المنع ألو كدلو كما في حاشية شيخنا السيد لكن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ي مشهور‬ ‫في حاشية ابن قاسم على المختصر وحاشية خسرو على المطول أن المنع معنى مجاز‬ ‫لأللو ال حقيقي ويصح هنا ما عدا االستطاعة فعلى األول قوله جهدً أي اجتهادً منصوب على‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ي، أو ع الخافض أي‬ ‫نز‬ ‫التمييز محول عن الفاعل والتقدير لم يقصر اجتهادي على اإلسناد المجاز‬ ‫في اجتهادي أو حال بمعنى مجتهدا، وعلى الثاني مفعول به وعلى األخير مفعوله الثاني وحذف‬ ‫ً‬ ‫مفعول األول لعدم تعلق الغرض بذك ه والتقدير ولم أمنع أحدا جهدا. وعن أبي البقاء أن لم آل من‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ر‬ ‫األفعال الناقصة بمعنى لم أزل، فجهدً خبر بمعنى جاهدً والذي يؤخذ من القاموس والمختار أن‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫الجهد بمعنى االجتهاد أو المشقة بفتح الجيم ال غير وبمعنى الطاقة بالفتح والضم.‬
  • 9. ‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫حاشية الصبان على شرح األشمونى أللفية ابن مالك‬ ‫(1/21)‬ ‫قوله: (وتهذيبه) عطف تفسير قاله شيخنا. قوله: (وتقريبه) عطف الزم. قوله: (واهلل أسأل إلخ) سأل‬ ‫إن كان بمعنى استعطى كما هنا تعدى لمفعولين بنفسه فاهلل مفعول قدم إلفادة الحصر أو لالهتمام‬ ‫لعظمته، وأن يجعله مفعول ثان. وان كان بمعنى استفهم تعدى لألول بنفسه وللثاني بعن نحو‬ ‫{يسألونك عن األنفال} أو ما بمعناها نحو فاسأل به خبير أي عنه. قوله: (سليم) أي سالم من الحقد‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫والحسد ونحوهما. قوله: (وما توفيقي إال باهلل) استقبح أهل اللسان نسبة الفعل إلى الفاعل بالباء ألنه‬ ‫يوهم اآللة فال يحسن ضربي بزيد إذا كان زيد ضاربً والحسن ضربي من زيد. وفاعل التوفيق هو اهلل‬ ‫ا‬ ‫تعالى فالحسن وما توفيقي إال من اهلل. وتوجيهه على ما يستفاد من الكشاف في تفسير سو ة هود أنه‬ ‫ر‬ ‫على تقدير مضاف وأن التوفيق مصدر المبني للمجهول حيث قال أي وما كوني موفقً إال بمعونته‬ ‫ا‬ ‫ي كما يؤخذ من حذف‬‫وتوفيقه أفاده ابن قاسم. قوله: (عليه توكلت) أي اعتمدت في جميع أمور‬ ‫المعمول أو في األقدار على تأليف هذا ح كما يؤخذ من القيام. وتقديم الجار والمجرور إلفادة‬ ‫الشر‬ ‫الحصر ألن االعتماد في جميع األمور واألقدار على تأليف هذا ح ال يكون إال عليه تعالى وان‬ ‫الشر‬ ‫كان قد يعتمد في بعض األمور على غي ه. قوله: (أنيب) أي أرجع.‬ ‫ر‬ ‫(1/31)‬ ‫قوله: (قال محمد) فيه التفات من التكلم إلى الغيبة إن روعي متعلق البسملة المقدر بنحو أؤلف أو‬ ‫تأليفي فإن لم ي اع كان فيه التفات على مذهب السكاكي المكتفي بمخالفة التعبير مقتضى الظاهر.‬ ‫ر‬ ‫وأتى بجملة الحكاية ولم يتركها خوفاً من الرياء لقصد غيب في كتابه بتعيين مؤلفه المشهور‬ ‫التر‬ ‫بالجاللة في العلم واإلخالص فيه وباالنتفاع بكتبه وهذا أرجح من م اعاة الحذر من الرياء خصوصا‬ ‫ً‬ ‫ر‬ ‫مع األمن من ذلك كما هو حال المصنف، ولم يقدمها على البسملة أيضً ليحصل لها بركة البسملة‬ ‫ا‬ ‫ها عن الحمدلة ليقع اسمه بين الجملتين الشريفتين‬ ‫ولئال يفوت االبتداء الحقيقي بالبسملة ولم يؤخر‬ ‫فتحيط به بركتهما فاحفظه.‬ ‫(1/41)‬
  • 10. ‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫حاشية الصبان على شرح األشمونى أللفية ابن مالك‬ ‫قوله: (العالمة) معناه لغة كثير العلم جدا ألن الصيغة للمبالغة والتاء لزيادتها وكث ة العلم جدا‬ ‫ً‬ ‫ر‬ ‫ً‬ ‫تحصل بالتبحر في أنواع من الفنون فما اشتهر من أنه الجامع بين المعق الت والمنق الت لعله‬ ‫و‬ ‫و‬ ‫اصطالح لبعضهم. قوله: (جمال الدين) هذا لقبه أي مجمل أهل الدين. فإن قيل كل من جمال‬ ‫الدين ومحمد يشعر بالمدح فجعل أحدهما اسما واآلخر لقبا تحكم، قلت يؤخذ جواب ذلك مما بحثه‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫بعض المتأخرين ونصه: والذي يظهر أن االسم ما وضعه األبوان ونحوهما ابتداء كائنً ما كان، وأن‬ ‫ا‬ ‫ما استعمل في ذلك المسمى بعد وضع االسم فإن كان مشعر بمدح كشمس الدين فيمن اسمه محمد‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫أو ذم كأنف الناقة فيمن اسمه ذلك فلقب، أو كان مصدر بأب كأبي عبد اهلل فيمن اسمه ذلك أو أم‬ ‫ّ‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫كأم عبد اهلل فيمن اسمها عائشة فكنية، وعلى هذا يصح ما حكاه ابن عرفة فيمن اعترض عليه أمير‬ ‫ّ‬ ‫إفريقية في تكنيته بأبي القاسم مع النهي عنه فأجاب بأنه اسمه ال كنيته نقله شيخنا عن الشنواني.‬ ‫وحاصل الجواب أن اعتبار األشعار والتصدير أما يكون بعد وضع الدال على الذات ابتداء.‬ ‫ع ثانيا مشعر جمال الدين فهو اللقب.‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ع للذات ابتداء محمد فهو االسم والموضو‬‫والظاهر أن الموضو‬ ‫قوله: (ابن عبد اهلل بن مالك) قد يتوهم من صنيع ال ح أنه جر ابن مالك صفة لعبد اهلل وليس‬ ‫شار‬ ‫كذلك ألنه يلزم عليه تغيير إع اب المتن وحذف ألف ابن مع أنها واجبة الثبوت في المتن بل هو‬ ‫ر‬ ‫ح خبر آخر لهو فاعرفه. فإن قلت في قول المصنف‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫باق على رفعه فيكون بالنظر إلى كالم الشار‬ ‫هو ابن مالك الباس إليهامه أن مالكً أبوه. قلت هذا اإللباس ال يضر هنا ألنه ليس المقصود هنا‬ ‫ا‬ ‫بيان نسبه بل تميي ه عمن شاركه في اسمه وهو إنما يتم بهذه الكنية لغلبتها عليه دون ها قاله‬ ‫غير‬ ‫ز‬ ‫ا ا‬ ‫سم، وأيضً فيها تفاؤل بملكه رقاب العلوم. واألكثر حذف ألف مالك العلم وان كان رسمها أيضً جيدً‬ ‫ا‬ ‫ومنه رسمها في: {ونادوا يا مالك} (الزخرف: 77) في المصحف العثماني ويجب رسم ألف مالك‬ ‫الصفة كالذي‬ ‫(1/21)‬ ‫آخر البيت. وأما رسم مالك يوم الدين بدونها فيه فألن الخط العثماني ال يقاس عليه مع أنه ال يرد‬ ‫على ق اءته بدون ألف. قوله: (الطائي نسبا) سيأتي في المتن أن قولهم الطائي من شواذ النسب.‬ ‫ً‬ ‫ر‬ ‫قوله: (الجياني منشأ) نسبة إلى جيان بلد من بالد األندلس فكان األولى تأخي ه عن قوله األندلسي‬ ‫ر‬ ‫إقليما ليكون للمتأخر فائدة، وجواب شيخنا السيد بأنه قدم الجياني اهتماما باألخص غير نافع وقد‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫يجاب بأن الفائدة حاصلة على تأخير قوله األندلسي إقليماً لمن ال يعلم كون جيان من بالد األندلس.‬ ‫واألندلس بفتح الهم ة وسكون النون وفتح الدال وضم الالم كذا في ح ميا ة على متن العاصمية‬ ‫شر ر‬ ‫ز‬ ‫في فصل المز عة. ثم قال وهي جزي ة متصلة بالبر الطويل والبر الطويل متصل بالقسطنطينية.‬ ‫ر‬ ‫ار‬ ‫وانما قيل لألندلس جزي ة ألن البحر محيط بها من جهاتها إال الجهة الشمالية. وحكي أن أول من‬ ‫ر‬
  • 11. ‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫حاشية الصبان على شرح األشمونى أللفية ابن مالك‬ ‫ها بعد الطوفان أندلس بن يافث بن ح عليه السالم فسميت باسمه اهـ. من مختصر ابن‬ ‫نو‬ ‫عمر‬ ‫ى هم اهلل تعالى ثم‬ ‫خلكان. ونقل صاحب المعيار عن القاضي عياض أن األندلس كانت للنصار دمر‬ ‫ى وسكنوها مع‬‫أخذها المسلمون فمنها ما أخذ عنوة ومنها ما أخذ صلحاً ثم أسلم بعض أولئك النصار‬ ‫ى ثانيً. هذا ونقل‬ ‫ا‬ ‫المسلمين اهـ. ما قاله ميا ة ببعض حذف، أي ثم بعد مدة طويلة أخذها النصار‬ ‫ر‬ ‫بعض الطلبة أنه أى نصً بضم الهم ة والدال أيضاً.‬ ‫ز‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫(1/61)‬ ‫قوله: (ووفاة) كذا في بعض النسخ وفي بعضها ووفاته واألولى أحسن إلفادتها محل الوفاة دون‬ ‫الثانية. وقب ه بسفح قاسيون ظاهر ي ار والتميي ات المذكو ة من تمييز النسبة غير المحول بناء على‬ ‫ر‬ ‫ز‬ ‫ز‬ ‫ر‬ ‫ما ذهب إليه كثير كابن هشام أن تحويل تمييز النسبة أغلبي ال المحول عن الفاعل كما عم لعدم‬ ‫ز‬ ‫صحته في الجميع ال من تمييز المفرد وان قاله شيخنا ألن تمييز المفرد عين ممي ه في المعنى‬ ‫ز‬ ‫و‬ ‫واألمر هنا ليس كذلك. قوله: (عام اثنين إلخ) أي عام تمام اثنين إلخ. قوله: (أحمد) بفتح الميم‬ ‫ها قال المعرب وتبعه شيخنا والبعض: كان مقتضى الظاهر أن يقول يحمد بياء‬ ‫ع حمد بكسر‬ ‫مضار‬ ‫الغيبة لكنه التفت من الغيبة إلى التكلم اهـ. وهو غير صحيح ألن مقتضى الظاهر أن يعبر المتكلم‬ ‫عن فعله أو قوله بما للمتكلم، فلفظ أحمد هو المقول للمصنف فهو الذي يحكى بقال، وشرط االلتفات‬ ‫هما فال التفات في‬ ‫أن يكون التعبير الثاني خالف مقتضى الظاهر كما في المطول والمختصر وغير‬ ‫ّ‬ ‫نحو قال إني عبد اهلل ونحو أنا زيد فاعرفه ال تكن أسير التقليد. قوله: (ربي اهلل خير مالك) ذكر في‬ ‫و‬ ‫عبا ة حمده الفعل والذات والصفة إشا ة إلى أنه تعالى يستحق الحمد لفعله وذاته وصفته وانما قدم‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫األول ألنه إنعام فالحمد عليه كما هو مقتضى تعليق الحكم بالمشتق يقع واجباً لكن هذا ال يناسب‬ ‫ح الرب بالمالك وانما يناسب تفسي ه بالمربي وهو أولى هنا لذلك ألن المالكية مذكو ة في‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫تفسير الشار‬ ‫قوله خير مالك، إال أن يقال تفسي ه بالمالك باعتبار األشهر وقطع النظر عن خصوص كالم‬ ‫ر‬ ‫المصنف. وخير أفعل تفضيل حذفت همزته تخفيفا لكث ة االستعمال كشر ويظهر لي أنه من الخير‬ ‫ً ر‬ ‫مصدر خار يخير أي تلبس بالخير أو من الخير بكسر الخاء وهو الكرم والشرف. وبين مالك األول‬ ‫ومالك الثاني الجناس التام اللفظي ال الخطي إن رسم األول بغير ألف كما هو األكثر في مالك العلم‬ ‫فإن رسم بها كما هو أيضاً جيد كان لفظياً خطياً فإطالق البعض كونه لفظيا خطيا محمول على‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫(1/71)‬
  • 12. ‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫حاشية الصبان على شرح األشمونى أللفية ابن مالك‬ ‫الحالة الثانية. قوله: (الجميل) صفة كاشفة أو مخصصة على الخالف بين الجمهور القائلين‬ ‫باختصاص الثناء بالخير والعز بن عبد السالم القائل بعمومه للخير والشر. قوله: (بجالل عظمته)‬ ‫ال يبعد أنه إشا ة إلى قوله خير مالك وأن قوله وجزيل نعمته إشا ة إلى قوله ربي، لكن يعكر على‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫هذا تفسي ه فيما بعد الرب بالمالك إال أن يقال ما تقدم. والجالل العظمة ال يتعين كون إضافته إلى‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫ما بعده من إضافة الصفة إلى الموصوف كما يوهمه كالم البعض بل ال يترجح ألنه وان اقتضته‬ ‫و‬ ‫مشاكلة قوله وجزيل نعمته ج إلى تأويل الجالل بالجليل. قوله: (وجزيل نعمته) من إضافة الصفة‬ ‫يحو‬ ‫للموصوف قال البعض وأشار إليه شيخنا الم اد بالنعمة اإلنعام بقرينة قوله التي هذا النظم أثر من‬ ‫ر‬ ‫ها ألنه ليس أثر للنعمة بمعنى المنعم به بل هو فرد من أف اده اهـ. ال يتعين ذلك بل يصح أن‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫آثار‬ ‫تكون النعمة بمعنى المنعم به ويترتب عليها ذلك األثر كنعمة العلم والفهم والقد ة على التأليف فإنه‬ ‫ر‬ ‫يترتب عليها هذا األثر.‬ ‫(1/81)‬ ‫ع) أي على الجملة االسمية والماضوية. قوله: (المثبت) ال حاجة إليه‬ ‫قوله: (واختار صيغة المضار‬ ‫بل هو لبيان الواقع إذ المنفي ال يتأتى هنا. قوله: (لما فيها من األشعار) أي بواسطة غلبة‬ ‫االستعمال. وقوله باالستم ار التجددي أي الذي هو المناسب هنا كما بينه بعد بقوله وقصد إلخ‬ ‫ر‬ ‫وقوله التجددي أي الحاصل من تجدد الحمد م ة بعد ى وهكذا أو الموصوف به تجدده كذلك أي‬ ‫أخر‬ ‫ر‬ ‫وكل من االسمية والماضوية ال يفيد االستم ار التجددي أصال، فإن األولى ال تفيد التجدد وان كانت‬ ‫ً‬ ‫ر‬ ‫ح تبعً لبعضهم أو بواسطة غلبة االستعمال كما هو‬ ‫تفيد االستم ار بواسطة العدول كما سيذك ه الشار ا‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫األرجح، والثانية ال تفيد االستم ار أص ً بل ال التجدد بمعنى الحصول م ة بعد ى وهكذا وان‬ ‫أخر‬ ‫ر‬ ‫ال و‬ ‫ر‬ ‫عية والتحقيق أن كال‬ ‫ً‬ ‫أفادت التجدد بمعنى الوجود بعد العدم. وقد اختلف هل االسمية أبلغ أو المضار‬ ‫ى من بعض الوجوه، فاالسمية أبلغ من حيث تعيين الصفة المحمود بها فيها وهي‬‫أبلغ من األخر‬ ‫عية أبلغ‬‫ثبوت الحمد له تعالى إذ معنى الحمد هلل الحمد ثابت هلل والمعين أوقع في النفس، والمضار‬ ‫من حيث صدق المحمود به فيها بجميع الصفات وببعضها األعم من تلك الصفة ألن معنى أحمدك‬ ‫عية أكثر فائدة. قوله: (والمحمود‬‫أثني عليك بالجميل وصفاته تعالى جميلة كلها وبعضها، فالمضار‬ ‫عليه) يعني التربية المفهومة من قول ربي على ما تقدم فاندفع ما اعترض به البعض هنا بناء على‬ ‫ح ربما يقتضي أن المصنف أوقع حمده في‬‫ح الرب بالمالك من أن كالم الشار‬‫ظاهر تفسير الشار‬ ‫مقابلة نعمه مع أنه لم يذكر ذلك، ال حاجة إلى اعتذا ه بأنه يمكن أن يقال م اده المحمود عليه الذي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫يغلب ع الحمد في مقابلته. قوله: (دائما) توكيد لقوله ال ت ال تتجدد. وقوله كذلك تأكيد لقوله كما.‬ ‫ز‬ ‫ً‬ ‫وقو‬
  • 13. ‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫حاشية الصبان على شرح األشمونى أللفية ابن مالك‬ ‫ح بأن الجملة إنشائية‬‫قوله: (نحمده بمحامد ال ت ال تتجدد) اعترضه البعض كشيخنا بأنه سيصر‬ ‫ز‬ ‫معنى، وعليه ال يظهر ما ذك ه ألن الحمد اإلنشائي ينقطع بانقطاع التلفظ به فأين التجدد‬ ‫ر‬ ‫(1/11)‬ ‫ها بالتجدد باعتبار حالها‬ ‫وانما يظهر ذلك على جعلها خبرية لفظاً ومعنى. ويمكن دفعه بأن إشعار‬ ‫األصلي الثابت لها قبل نقلها إلى اإلنشاء، وكأنه لم يقطع النظر بعد النقل عما كان قبله بقرينة‬ ‫مناسبة المقام، ولعل هذا م اد شيخنا من االعتذار بأن ذلك اإلشعار على سبيل التوهم والتخيل‬ ‫ر‬ ‫فافهم.‬ ‫قوله: (وأيضاً) هو مصدر آض إذا رجع، وهو إما مفعول مطلق حذف عامله أو بمعنى اسم الفاعل‬ ‫حال حذف عاملها وصاحبها، فالتقدير هنا على األول جع إلى التعليل رجوعا، وعلى الثاني أقول‬ ‫ً‬ ‫أر‬ ‫اجعا إلى التعليل، وانما تستعمل مع شيئين بينهما توافق ويغني كل منهما عن اآلخر فال يجوز جاء‬ ‫ر ً‬ ‫زيد أيضً، ال جاء زيد ومضى عمرو أيضً، ال اختصم زيد وعمرو أيضا، قاله شيخ اإلسالم زكريا.‬ ‫ً‬ ‫ا و‬ ‫ا و‬ ‫قوله: (فهو) الفاء للتعليل كما علم مما مر آنفا والضمير لالختيار المفهوم من قوله واختار لكن هذا‬ ‫ً‬ ‫ها على الماضوية بخالف األول‬ ‫عية على االسمية دون اختيار‬‫التعليل إنما ينهض الختيار المضار‬ ‫ولهذا قدمه على هذا. قوله: (إلى األصل) أي أصل الجملة االسمية. قوله: (فحذف الفعل) أي وجوباً‬ ‫إن ذكر بعده وشكر، وشرط بعضهم في الوجوب ذكر ال كفر بعدهما وجواز إن ذكر وحده كما‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫سيأتي في باب المفعول المطلق، واطالق شيخنا الوجوب في غير محله. قوله: (ثم عدل إلى الرفع‬ ‫إلخ) هذا يقتضي أنه لو لم يعدل إلى الرفع النتفت الداللة على الدوام وهو كذلك كما ح به‬ ‫صر‬ ‫الرضي في باب المبتدأ ألن بقاء النصب صريح في مالحظة الفعل وتقدي ه وهو يدل على التجدد فال‬ ‫ر‬ ‫يستفاد الدوام إال بالعدول إلى الرفع، ال يكفي في إفادته وجوب حذف العامل مع النصب وان ح‬ ‫صر‬ ‫و‬ ‫به الرضي في باب المصدر، وحمل شيخنا السيد ما ح به في باب المبتدأ على حالة جواز حذف‬ ‫صر‬ ‫العامل ليوافق كالمه في باب المصدر، لكن األوجه إبقاؤه على إطالقه كما يقتضيه التعليل السابق.‬ ‫ال يقال االسمية هنا ها ظرف متعلق إما بفعل واما باسم فاعل‬ ‫خبر‬ ‫(1/12)‬
  • 14. ‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫حاشية الصبان على شرح األشمونى أللفية ابن مالك‬ ‫بمعنى الحدوث بقرينة عمله في الظرف فيكون في حكم الفعل، واالسمية التي ها فعل تفيد التجدد‬ ‫خبر‬ ‫والحدوث ال الدوام، ألنا نقول: ال نسلم كون اسم الفاعل هنا للحدوث حتى يكون في حكم الفعل‬ ‫ويكفي لعمله في الظرف ائحة الفعل فيعمل فيه بمعنى الثبوت أيضا، ولئن سلمناه فمحل إفادة‬ ‫ً‬ ‫ر‬ ‫االسمية التي ها فعل للتجدد إذا لم يوجد داع إلى الدوام، والعدول المذكور داع إليه ذك ه ي.‬ ‫ر الغز‬ ‫خبر‬ ‫قوله: (لقصد الداللة) أي لمقصود هو الداللة ولو حذف قصد لكان أخصر، هذا أريد بمدخول الالم‬ ‫العلة الغائية، فإن أريد السبب المتقدم على المسبب فقصد على حقيقته ومحتاج إليه. قوله: (والثبوت)‬ ‫إن أ اد به ثبوت المسند للمسند إليه وهو المتبادر فهو حاصل قبل العدول فكان الواجب حذفه، وان‬ ‫ر‬ ‫أ اد به االستم ار فهو مستغنى عنه بقوله الدوام فكان األخصر حذفه. قوله: (لقصد االستغ اق) أي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫مثال واال فقد يكون لقصد العهد أو الجنس. قوله: (واهلل علم) أي بالوضع ال بالغلبة التقديرية على‬ ‫ً‬ ‫التحقيق كما بيناه في رسالتنا الك ى في البسملة. وسيأتي في المعرف بأداة التعريف الفرق بين الغلبة‬ ‫بر‬ ‫التحقيقية والتقديرية.‬ ‫(1/12)‬ ‫قوله: (الواجب الوجود) وصف الذات بالواجب الوجود والمستحق لجميع المحامد إليضاح الذات‬ ‫ع الذات والصفة مع أنه الذات المعينة فقط على‬‫ها فيه واال كان المسمى مجمو‬ ‫المسمى ال العتبار‬ ‫الصحيح. وتخصيص هذين الوصفين بالذكر ألن وجوب الوجود للذات مبني كل كمال. واستحقاق‬ ‫جميع المحامد هو وجه حصر الحمد في كونه هلل. قوله: (أي لذاته) يحتمل وجهين: األول أنه تفسير‬ ‫ٍ‬ ‫لواجب الوجود والمعنى حينئذ أي الموجود لذاته. والثاني: أنه تقييد للوجوب أي الواجب الوجود لذاته‬ ‫أي ليس وجوب وجوده لغي ه كما في الحوادث المتعلق علم اهلل بوجودها. قوله: (وهو عربي عند‬ ‫ر‬ ‫األكثر) وقيل معرب وأصله بالسريانية. وقيل بالعب انية الها فعرب بحذف ألفه األخي ة وادخال أل.‬ ‫ر‬ ‫ّ‬ ‫ر‬ ‫قوله: (وقد ذكر إلخ) مسوق لتعليل كونه االسم األعظم، ووجه الداللة أن من أحب شيئً أكثر من‬ ‫ا‬ ‫ذك ه. قوله: (قال ولهذا لم يذكر في الق آن إال في ثالثة مواضع) اعترض الناس عليه بأن القلة لو‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫كانت علة األعظمية لكان اسمه المهيمن أولى بها ألنه لم يذكر إال م ة واحدة، وفيه بحث ألنه لم‬ ‫ر‬ ‫يجعل القلة األعظمية بل جعل األعظمية علة الذكر في المواضع الثالثة فقط ألنه لم يقل ألنه لم‬ ‫يذكر إلخ بل قال ولهذا لم يذكر إلخ، ولئن سلم أنه قال ألنه لم يذكر في الق آن إال في ثالثة مواضع‬ ‫ر‬ ‫قلنا ليس قصده التعليل بالذكر في المواضع الثالثة فقط من حيث القلة بل من حيث ورود خبر بأنه‬ ‫في الثالثة وهو ما روي عنه صلى اهلل عليه وسّم أنه قال: «هو في ثالث سور البق ة وآل عم ان‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ل‬ ‫وطه» لكنه ال يرد على الجمهور القائلين بأعظمية اسم الجاللة ألنه متكلم فيه فاعرفه. قوله: (واهلل‬ ‫أعلم) أي باالسم األعظم أو بكل شيء.‬
  • 15. ‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫حاشية الصبان على شرح األشمونى أللفية ابن مالك‬ ‫(1/22)‬ ‫قوله: (تنبيه) الذي حققه العصام في ح الرسالة الوضعية أن أسماء الكتب من علم الشخص وأنها‬ ‫شر‬ ‫ع له خاص. قال إذ الكتاب الذي هو عبا ة عن األلفاظ‬ ‫ر‬ ‫من الوضع الشخصي الخاص بموضو‬ ‫والعبا ات المخصوصة ال يتعدد إال بتعدد التلفظ وذلك التعدد تدقيق فلسفي ال يعتب ه أرباب العربية،‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ع أمر متعيناً ال‬ ‫أال ى أنهم يجعلون وضع الضرب والقتل وضعاً شخصيا ال نوعيا لجعل الموضو ا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫تر‬ ‫متعددً اهـ. ومثل أسماء الكتب أسماء الت اجم بكسر الجيم كالخواتم والعوالم وكثير من الناس يضمها‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫لحنا، بل وأسماء العلوم ألن مسمياتها وهي األحكام المعقولة المخصوصة إنما تتعدد بتعدد التعقل.‬ ‫ً‬ ‫وهذا التعدد تدقيق فلسفي ال يعتب ه أيضا أرباب العربية، هذا هو المتجه عندي وان اشتهر الفرق‬ ‫ً‬ ‫ر‬ ‫فتأمل. والتنبيه لغة اإليقاظ، واصطالحً جملة دالة على بحث يفهم إجما ً من البحث السابق قيل أو‬ ‫ال‬ ‫ا‬ ‫جمة به لما لم يفهم مما سبق ولم يكن بديهياً غير جارية على االصطالح‬‫على بحث بديهي، فالتر‬ ‫كما هنا بل غالب تنبيهات الش ح من هذا القبيل فالم اد بها مطلق اإليقاظ الذي هو المعنى اللغوي.‬ ‫ر‬ ‫ار‬ ‫قوله: (أوقع الماضي موقع المستقبل) أي على سبيل المجاز. وقرينة هذا المجاز الخطبة على‬ ‫المقصود بدليل وأستعين اهلل. وكون الم اد وأستعين اهلل على إظهار ألفية أو االنتفاع بها فال ينافي‬ ‫ر‬ ‫ج منزلة‬‫تأخر الخطبة عن المقصود خالف المتبادر وقوله تنزيالً لمقوله أي الذي سيحصل في الخار‬ ‫ج. وعلل هذا التنزيل بعلتين ذكر األولى بقوله أما اكتفاء أي في التنزيل‬‫ما حصل أي في الخار‬ ‫ج، فالجامع‬‫بالحصول الذهني يعني أنه لما حصل في الذهن قوله نزله منزلة ما حصل في الخار‬ ‫على هذه العلة مطلق الحصول، وذكر الثانية بقوله أو نظر أي في التنزيل إلى ما قوي عنده إلخ‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫يعني أنه لما قوي ما عنده من تحقق حصول قوله خارجاً في المستقبل وقربه نزله منزلة الحاصل في‬ ‫ح في العلتين أما لحصول مقوله‬‫ج فالجامع على هذه العلة تحقق الحصول، لكن لو قال الشار‬‫الخار‬ ‫(1/32)‬ ‫ذهنً أو لتحقق حصوله جا عنده لكان أخصر وأظهر. والذي أ اه أن التنزيل في كالم النحاة‬ ‫ر‬ ‫خار ً‬ ‫ا‬ ‫بمعنى التشبيه في كالم البيانيين وأنه ال خالف بينهما إال في العبا ة بل كثير ما يعبر البيانيون‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫ر‬ ‫بالتنزيل والنحاة بالتشبيه، وأن التنزيل عند النحاة في مثل ما نحن بصدده ال يكفي عن التجوز في‬ ‫ّ‬ ‫اللفظ بل يقتضيه واال لزم أنهم يقولون بحقيقة كل لفظ استعمل في غير ما وضع له لتنزيله منزلة ما‬ ‫وضع له كاألسد في الرجل الشجاع المنزل منزلة الحيوان المفترس وهو في غاية البعد أو باطل.‬ ‫ح بما حاصله: أن قوله‬‫ح يبطل اعت اض البعض على الشار‬ ‫ر‬ ‫وبهذا مع ما قررنا به أو ً كالم الشار‬ ‫ال‬
  • 16. ‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫حاشية الصبان على شرح األشمونى أللفية ابن مالك‬ ‫أوقع إلخ ال يصح ال على طريقة النحاة ألن التجوز في مثل ذلك على طريقتهم إنما هو في التنزيل،‬ ‫ال تجوز في الماضي فهو واقع موقعه ال موقع المستقبل، ال على طريقة البيانيين ألنه ال تنزيل في‬ ‫و‬ ‫و‬ ‫مثل ذلك على طريقتهم بل فيه تشبيه أحد المصدرين باآلخر واستعا ة الفعل، إال أن ي اد بالتنزيل‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ح أما اكتفاء إلخ ال يصح أيضاً ألن االكتفاء‬‫التشبيه على المسامحة، واعت اضه بأن قول الشار‬ ‫ر‬ ‫المذكور ال يحتاج معه إلى التنزيل والعكس.‬ ‫(1/42)‬ ‫قوله: (من تحقق الحصول) أي وجوده وثبوته، وليس الم اد بالتحقق التيقن ألنه ال يناسب قوله ما‬ ‫ر‬ ‫قوي عنده فتأمل. قوله: (معترضة) بكسر ال اء وبفتحها على الحذف واإليصال واألصل معترض‬ ‫ر‬ ‫بها، وفائدة االعت اض بها تمييز المصنف عن غي ه ممن شاركه في اسمه، وتجويز جماعة كونها‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫استئنافا بيانيً ال جها عن كونها معترضة، وجوز بعضهم كونها نعتً لمحمد بتقدير تنكي ه وهو‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫ا يخر‬ ‫ً‬ ‫بعيد، وبعضهم كونها حا ً الزمة من محمد فمحلها على هذا نصب وعلى ما قبله رفع ال محل لها‬ ‫و‬ ‫ال‬ ‫على كونها معترضة. واندفع بكون الجملة معترضة غير مقصود بها قطع النعت أو نعتاً أو حا ً ما‬ ‫ال‬ ‫أورد على المصنف من أنها من قطع النعت وهو إنما يجوز إذا تعين المنعوت بدونه، ولو سلم أنها‬ ‫من قطع النعت نقول يكفي في جوا ه تعين المنعوت ادعاء كما هنا. ال يرد عليه وجوب حذف‬ ‫و‬ ‫ز‬ ‫ع ألن محله إذا كان النعت لمدح أو ذم أو ترحم.‬‫عامل النعت المقطو‬ ‫(1/22)‬ ‫فائدة: يصح اقت ان الجملة المعترضة بالواو والفاء ال بثم. قوله: (ولفظ رب نصب) أي منصوب‬ ‫ر‬ ‫ويصح ق اءته بلفظ الماضي المجهول وكذا يقال فيما بعد. قوله: (تقدير إلخ) فقد اجتمع في أحمد‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫ر‬ ‫ي والمحلي أن‬‫ي في ربي والمحلي في الياء. والفرق بين التقدير‬‫ربي اإلع اب اللفظي في أحمد والتقدير‬ ‫ر‬ ‫المانع في األول من ظهور اإلع اب قائم بآخر الكلمة وفي الثاني قائم بالكلمة بتمامها قاله الشيخ‬ ‫ر‬ ‫ح أغلبي كما قاله جماعة، أو بحسب‬‫خالد. قوله: (بدل من رب) وكون المبدل منه في نية الطر‬ ‫العمل ال المعنى كما قاله آخرون، أو معناه كما قاله الدماميني، أنه مستقل بنفسه ال متمم لمتبوعه‬ ‫كالنعت والبيان. وقوله أو بيان أي لرب ألنه أوضح منه ورجح ابن قاسم كونه بد ً من جهة أن‬ ‫ال‬ ‫البدل على نية تك ار العامل فيكون حامدا في عبارته مرتين، ورجح المعرب الثاني من جهة أن‬ ‫ً‬ ‫ر‬ ‫ح غالبً. قوله: (بدل أو حال) كونه بدال ال يخلو عن ضعف‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫المبدل منه توطئة للبدل وفي حكم الطر‬
  • 17. ‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫حاشية الصبان على شرح األشمونى أللفية ابن مالك‬ ‫ألن بدلية المشتق قليلة بل مقتضى كالم ابن هشام الذي نقله عنه المعرب امتناعها مع ما في جعله‬ ‫بد ً من ربي أن جعل اهلل بد ً من مخالفة الجمهور المانعين تعدد البدل وما في جعله بد ً من اهلل‬ ‫ال‬ ‫ال‬ ‫ال‬ ‫أن جعل اهلل بدالً من مخالفتهم في منعهم اإلبدال من البدل. وكونه حاال أي الزمة فيه ـ كما قاله ابن‬ ‫ً‬ ‫قاسم ـ إيهام تقييد الحمد ببعض الصفات فاألولى جعله منصوباً بنحو أمدح. قوله: (وموضع الجملة)‬ ‫ح عند‬‫ح به الشار‬‫أي جملة أحمد ربي اهلل خير مالك أي والجمل بعدها معطوفة عليها كما سيصر‬ ‫قوله: وأستعين اهلل في ألفية. وعبا ة السندوبي وجملة أحمد ربي إلى آخر الكتاب في محل نصب‬ ‫ر‬ ‫ألنها محكية بالقول اهـ. ويظهر لي حمل األول على حالة مالحظة العاطف من الحكاية وجعل كل‬ ‫جملة مقو ً مستقال، وحمل الثاني على حالة مالحظة العاطف من المحكي واعتبار كون المقول‬ ‫ً‬ ‫ال‬ ‫ي على‬‫ع الجمل وجعل كل جملة ء المقول فاحفظه فإنه نفيس. وانما لم يقل مفعول به ليجر‬ ‫جز‬ ‫مجمو‬ ‫(1/62)‬ ‫القولين كونه مفعو ً به وكونه مفعو ً مطلقً وان كان ال اجح األول.‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫ال‬ ‫ال‬ ‫ح أما بعد حمد اهلل أنه يصح كونها‬‫قوله: (ومعناها اإلنشاء) قد عرفت في الكالم على قول الشار‬ ‫خبرية معنى ويكون حامدً ضمناً. قوله: (مصليا) هذه الحال وان كانت مفردة إال أنها في قوة جملة‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫ح أما بعد حمد اهلل إلخ أفاده ابن قاسم. ويلزم على الوجه‬‫إنشائية أو خبرية على ما مر عند قول الشار‬ ‫ع فتأمل. وانما لم يأت بجملة صريحة إشا ة إلى الفرق بين ما‬ ‫ر‬ ‫األول ع اإلنشاء حا ً وهو ممنو‬ ‫ال‬ ‫وقو‬ ‫يتعلق به تعالى وما يتعلق به صلى اهلل عليه وسّم. ولم يذكر السالم جرياً على عدم ك اهة إف اد‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ل‬ ‫أحدهما عن اآلخر بل إذا صلى في مجلس وسلم في مجلس ولو بعد مدة طويلة كان آتياً بالمطلوب‬ ‫وهذا هو المختار عندي وفاقاً للحافظ ابن حجر وغي ه. واآلية ال تدل على طلب قرنهما ألن الواو ال‬ ‫ر‬ ‫تقتضي ذلك. قوله: (أي رحمته) أي الالئقة بمقامه فاإلضافة للعهد. قوله: (بتشديد الياء من النبوة‬ ‫إلخ) هكذا اشتهر تخصيص المشدد بكونه من النبوة والمهموز بكونه من النبأ بالتحريك وهو الخبر.‬ ‫وأنا أقول يصح أن يكون المهموز من النبء بسكون الباء وهو االرتفاع على ما ذك ه صاحب‬ ‫ر‬ ‫القاموس أنه يقال نبأ بالهمز كمنع أي ارتفع بل هذا أولى لكون الساكن مصدر بخالف المتحرك،‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫وأن يكون المشدد مسه ً من المهموز فيكون من النبأ بفتح الباء أو سكونها فاعرف ذلك. وعلى كون‬ ‫ال‬ ‫النبي من النبوة يكون واوي الالم وأصله نبيو اجتمعت الواو والياء وسبقت إحداهما بالسكون فقلبت‬ ‫الواو ياء وأدغمت الياء في الياء. قوله: (أي الرفعة) فيه مسامحة إذ النبوة المكان المرتفع وكأنه على‬ ‫حذف مضاف وموصوف أي المكان ذي الرفعة. قوله: (ألنه مخبر عن اهلل) أي ولو بكونه نبأه فال‬
  • 18. ‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫حاشية الصبان على شرح األشمونى أللفية ابن مالك‬ ‫يرد أن النبي على األصح ال يشترط فيه أن يؤمر بتبليغ ع الموحى إليه. قوله: (فعلى األول إلخ)‬ ‫الشر‬ ‫يصح على كل من األول والثاني أن يكون بمعنى اسم الفاعل وأن يكون بمعنى‬ ‫(1/72)‬ ‫اسم المفعول ففي كالمه احتباك. قوله: (حال) اعترض بأن الحالية تقتضي تقييد حمده بهذه الحالة‬ ‫ويدفع بأنها إنما تقتضي تقييد حمده في هذا المتن بهذه الحالة ال تقييد مطلق حمده ال ضرر في‬ ‫و‬ ‫ذلك بل هو الواقع.‬ ‫قوله: (منوية) هي المقد ة ودفع بهذا االعت اض بأن الصالة غير ممكنة في حال الحمد الشتغال‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫موردها حينئذ بالحمد. وفيه أنه حينئذ ال يكون مصليً بالفعل ألن نية الصالة ليست صالة فاألولى‬ ‫ا‬ ‫أنها مقارنة والمقارنة في كل شيء بحسبه، فمقارنة لفظ للفظ وقوعه عقبه، فاندفع االعترض، ودفعه‬ ‫ا‬ ‫بعضهم بحمل الحمد بناء على خبرية جملته على العرفي لكن يرد عليه أن المأمور باالبتداء به‬ ‫الحمد اللغوي ال العرفي لحدوثه بعذر منه صلى اهلل عليه وسّم: وتوجيه كونها مقارنة بأن المعنى‬ ‫ل‬ ‫أحمده بلساني وأصلي بقلبي يرد عليه أن الصالة بالقلب من غير تلفظ ال ثواب فيها. قوله: (من‬ ‫الصفوة) كذا بالتاء في نسخ وعليها فتذكير الضمير في قوله بعد وهو الخلوص من الكدر لما قاله‬ ‫ابن الحاجب من أن كل لفظتين وضعتا لشيء واحد واحداهما مؤنثة و ى مذك ة وتوسطهما‬ ‫ر‬ ‫األخر‬ ‫ضمير جاز تأنيث الضمير وتذكي ه. وفي نسخ من الصفو بال تاء وتذكير الضمير بعد ظاهر عليها.‬ ‫ر‬ ‫قوله: (وهو الخلوص من الكدر) هذا يفيد أن معنى المصطفى في األصل الخالص من الكدر فقوله‬ ‫ومعناه المختار أي معناه الم اد هنا. قوله: (لمجاو ة الصاد) أي ألنها من حروف األطباق األربعة‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الصاد والضاد والطاء والظاء والتاء إذا وقعت بعد أحدها تقلب طاء. قوله: (أي أقاربه) األنسب هنا‬ ‫ٍ‬ ‫تفسي ه بأتباعه في العمل الصالح وحينئذ يدخل الصحب فال يلزم على المصنف إهمالهم بل يكون‬‫ر‬ ‫فيه من أنواع البديع التورية ال خصوص األقارب ال عموم األتباع ولو في أصل اإليمان لعدم‬ ‫و‬ ‫مالءمته لقوله: «المستكملين الشرفا» وما اشتهر من أن الالئق في مقام الدعاء تفسير اآلل بعموم‬ ‫االتباع لست أقول بإطالقه بل المتجه عندي التفصيل: فإن كان في‬ ‫(1/82)‬
  • 19. ‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫حاشية الصبان على شرح األشمونى أللفية ابن مالك‬ ‫العبا ة المدعو بها ما يستدعي تفسير اآلل بأهل بيته حمل عليهم نحو اللهم صل على محمد وعلى‬ ‫ر‬ ‫آل محمد الذين أذهبت عنهم الرجس وطهرتهم تطهير، أو ما يستدعي تفسير اآلل باألتقياء حمل‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫عليهم نحو اللهم صل على محمد وعلى آل محمد الذين مألت قلوبهم بأنوارك وكشفت لهم حجب‬ ‫ّ‬ ‫أس ارك، فإن خلت مما ذكر حمل على األتباع نحو اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، ونحو‬ ‫ر‬ ‫اللهم صل على محمد وعلى آل محمد سكان جنتك وأهل دار ك امتك.‬ ‫ر‬ ‫(1/12)‬ ‫قوله: (المستكملين) صفة الزمة آلل. والسين والتاء إما للطلب والمطلوب كمال ائد على الكمال‬ ‫ز‬ ‫الحاصل عندهم فالشرف بفتح الشين مفعول المستكملين، أو ائدتان للتأكيد والمعنى الكاملين فهو‬ ‫ز‬ ‫منصوب على التشبيه بالمفعول به أو على ع الخافض بناء على القول بأنه قياسي. ومما يدل‬ ‫نز‬ ‫ي في حواشيه على التحرير الفقهي: ال اجح أن النصب‬ ‫ر‬ ‫على أن ثم قو ً بقياسيته قول الشمس الشوبر‬ ‫ال‬ ‫ع الخافض سماعي اهـ. أو يقال إن المصنفين نزلوه منزلة القياسي لكث ة ما سمع منه فاعرف‬ ‫ر‬ ‫بنز‬ ‫ذلك. أو للصيرو ة كاستحجر الطين أي الذين صاروا كاملين فهو كذلك. واستشكل كالمه بأنهم لم‬ ‫ر‬ ‫يبلغوا شرف األنبياء فكيف تصح دعوى استكمالهم الشرف. وقد يقال الم اد الشرف الالئق بهم، أو‬ ‫ر‬ ‫الكالم محمول على المبالغة إشا ة إلى أنهم لعلو م اتبهم في الشرف كأنهم استكملوه. ومنهم من‬ ‫ّ ر‬ ‫ر‬ ‫ضبطه بضم الشين فيكون جمع شريف صفة ثانية ويكون معمول المستكملين محذوفً أي كل شرف‬ ‫ا‬ ‫أو كل مجد مثالً. وجعل البعض هذا أولى بما في الحذف من اإليذان بالعموم األنسب بمقام المدح‬ ‫وفيه نظر ألن ذكر المعمول هنا مساو لحذفه ألن المعمول المذكور الشرف بأل االستغ اقية فهو‬ ‫ر‬ ‫مساو للمحذوف مع أن ذكر الشرفا بالضم بعد المستكملين ليس فيه كبير فائدة النفهام الثاني من‬ ‫األول. قوله: (قلبت الهاء هم ة) أي توصال لقلبها ألفا فال يرد أن الهم ة أثقل من الهاء مع أنها قلبت‬ ‫ز‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ز‬ ‫هم ة باقية في ماء وشاء، ولعل وجهه أنهم قصدوا بقلب هائهما هم ة جبر ضعفهما الحاصل بقلب‬ ‫ز‬ ‫ز‬ ‫عينهما ألفا ألن الهم ة أقوى من الهاء فتأمل. ولم تقلب الهاء ابتداء ألفاً لعدم مجيئه في موضع آخر‬ ‫ز‬ ‫ً‬ ‫حتى يقاس عليه. قوله: (كما قلبت الهم ة هاء) أشار بهذا التنظير إلى أن الحرفين تعارضا. قوله:‬ ‫ز‬ ‫(كما في آدم وآمن) مثل بمثالين من االسم والفعل. قوله: (وقد صغروه على أهيل) ضعف باحتمال‬ ‫أنه تصغير أهل ال آل فال يشهد لألول، وأجيب بأن حسن الظن بالنقلة يقتضي أنهم ال يقدمون على‬ ‫التعيين إال‬ ‫(1/13)‬